رواية عطر الانتقام والحب الفصل الثالث بقلم سيليا البحيري
في اليوم التالي في غرفة عهد – صباح اليوم التالي
شمس الصبح داخلة من شباك الغرفة، تنعكس أشعتها الذهبية على الستارة الوردية الناعمة. عهد تتحرك في سريرها بكسل خفيف، وبعدين تفتح عينيها ببطء. تمد إيدها اليمنى وتبص على الخاتم اللي بيبرق في إصبعها. فجأة تبتسم ابتسامة عفوية، ابتسامة بريئة كلها خجل وفرح.
عهد (تهمس لنفسها بخجل وهي تلمس الخاتم):
"يا ربّي… ده حقيقي؟! أنا بجد اتخطبت… اتخطبت لإياد؟!"
تجلس ببطء، تمسك الخاتم بإيدها التانية، تديره بلطف كأنها مش مصدقة إنه بتاعها. تضحك بخجل، تحط إيدها على خدها، ووشها يحمر
عهد:
"يا نهار أبيض… أنا طول عمري شايفاه أخويا الكبير… أمان… سند. عمري ما فكرت فيه بالشكل ده."
تقوم من السرير وتقف قدام المراية. تبص على انعكاسها، تشوف وجهها محمر من الفرحة. ترفع إيدها قدام المراية وتوري نفسها الخاتم
عهد (بصوت واطي، بارتباك):
"هو إزاي كده؟! إزاي فجأة قلبي بيرقص كل ما أشوفه؟!"
(تضحك لوحدها بخجل، وبعدين تقعد على الكرسي قدام التسريحة، تحط راسها بين إيديها وتتنهد.)
عهد:
"إياد… يا ترى هو بيفكر فيا دلوقتي؟ ولا هو نايم لسه؟"
(تسكت لحظة، وبعدين تضحك بخجل من نفسها.)
عهد (بهمس):
"يا عهد… إيه اللي جرالك؟ امبارح بس كنتي بتحكي لنفسك قصص عن أمريكا ودراستك… والنهارده كل اللي في بالك إياد."
(تلمس الخاتم مرة تانية، وابتسامة رقيقة تترسم على وشها.)
عهد:
"يمكن… يمكن القدر كان بيجهّزني من زمان. يمكن هو مش أخ… هو كان دايمًا القدر."
تقف وتفتح الشباك، تدخل نسمة صباحية منعشة. تاخد نفس عميق وتغمض عينيها، وبعدين تبتسم ابتسامة كلها أمل
عهد (بهدوء، كأنها بتحكي للهواء):
"يا رب… ساعدني أكون على قدّ حبّه… وأستاهل قلبه."
المشهد ينتهي وهي واقفة عند الشباك، والهواء يلعب بشعرها، والخاتم يلمع في إيدها تحت ضوء الشمس
*********************
عهد لسه واقفة عند الشباك، شعرها بيتطاير مع نسمة الصبح، وهي ماسكة الخاتم في إيدها وبتبتسم لنفسها. فجأة الباب يخبط خبطتين خفيفتين قبل ما يتفتح، وتدخل حور بابتسامة دافية وهي شايلة صينية عليها كوباية حليب وقطعة كيك صغيرة
حور (بمرح خفيف):
صباح الورد على العروسة الجميلة.
عهد تلتفت بسرعة، وجهها يحمر، وتبص في الأرض وهي متلخبطة
عهد (بخجل):
مامااا… كنتي لازم تدخلي كده من غير ما تديني فرصة أرتب نفسي؟
حور (تضحك وهي تحط الصينية على الكومودينو):
إيه اللي هترتبيه؟! أنا شايفة عروسة منورة كده من غير ولا حاجة.
تقترب منها، تمسك خدها بحنان، وبعدين تبص على إيدها.
حور (بابتسامة دافئة):
الخاتم عجبك يا حبيبتي؟
عهد بسرعة تخبي إيدها ووشها يحمر أكتر
عهد:
ماماااا…!
حور (تضحك وتجلس معاها على طرف السرير):
إيه يا بنتي؟ مش عيب إنك تبسطي. دي خطوبتك… ده حلم أي بنت.
عهد تتنهد بخجل وتجلس جنبها، عينيها بتلمع شوية وهي تبص للأرض
عهد:
عارفة يا ماما… بس أنا متلخبطة. إياد كان دايمًا في عيني زي أخويا الكبير. عمري ما فكرت… يعني… مش بالشكل ده.
حور (بهدوء وحنان):
وهل في مشكلة إن اللي كنتي شايفاه أخ وسند، يطلع هو نفسه نصيبك وحب عمرك؟ يمكن دي أجمل صدفة.
عهد تبتسم بخجل وتبص لمامتها
عهد:
بس قلبي… مش فاهم نفسه. كل ما أشوفه دلوقتي… بدق جامد.
حور (تضحك بخفة وتطبطب على كتفها):
يبقى ده مش أخ، يا عهد. ده قلبك لسه بيكتشف الحقيقة.
عهد تمسك إيد مامتها، عينيها مليانة امتنان
عهد:
أنا محظوظة أوي يا ماما… عندي حضرتك… وعندي بابا… ودلوقتي… إياد.
حور (تمسح دمعة فرح من عينها):
وأنا كمان محظوظة إن عندي بنت زيك.
المشهد يخلص على ضحك صغيرة بينهم، وعهد تحضن مامتها بحب، والخاتم يلمع في إيدها من جديد تحت ضوء الشمس اللي مالي الغرفة
**********************
في حديقة الفيلا
الشمس لسه طالعة بدري، النسيم عليل، والطيور تزقزق حوالين الجنينة. إياد قاعد على الكرسي الخشبي في ركن الحديقة، قدامه فنجان قهوة نصه فاضي وجرنال مفتوح بس ما لمسوش من ساعة. عينيه مشغولين بحاجة تانية… سرحان بعيد، مبتسم لنفسه ابتسامة هادية
إياد (بيكلم نفسه بهمس):
يا رب… هو ده الحلم اللي استنيته سنين. عهد… تبقى ليا أخيرًا.
يميل براسه ويفتكر نفسه وهو طفل صغير، بيتخانق مع الولاد في المدرسة عشان دافع عنها. يبتسم أكتر
إياد:
من وإحنا صغيرين… وأنا شايفها مختلفة. كانت بتضحكلي وأنا بجرى وراها في الجنينة دي… وأنا قلبي بيجري أسرع منها.
ياخد نفس عميق ويشرب بقية القهوة، يبص لوشه في سطح الكوباية.
إياد (بصوت هادي، كأنه بيعاهد نفسه):
كنت بستنى اليوم ده من غير ما أقول لحد… حتى ليها. يمكن هي كانت شايفاني مجرد أخ… بس أنا عمري ما شفتها غير حاجة واحدة: نصيبي.
يقوم من مكانه ويتمشى في الممر اللي مليان ورد. إيده تلقائيًا تلمس جيبه اللي فيه علبة الخاتم الفارغة، ويبتسم براحة
إياد:
النهاردة غير كل يوم… النهاردة أنا مش بس إياد ابن إيهاب… أنا خطيب عهد مراد البدراوي.
يرفع راسه ويبص لناحية بلكونة أوضة عهد اللي ستايرها مفتوحة نص فتحة. عينيه تلمع وهو يهمس لنفسه
إياد:
صباح الخير يا عروستي… يا أول وآخر حب في حياتي.
المشهد يخلص على صورة إياد واقف في نص الجنينة، الشمس بتنور وشه، وابتسامة رضا عريضة ماليه، كأنه شايف مستقبله كله قدامه
********************
إياد واقف وسط الجنينة، لسه سرحان في بلكونة عهد، مبتسم لنفسه. فجأة يسمع صوت مألوف ومرح وراه
سليم (بصوت عالي وهو جاي من الممر):
يا نهار أبيض! هو ده وش العريس اللي سهران طول الليل يفكر في العروسة؟!
إياد يلتفت بسرعة يلاقي سليم جاي لابس تريننج شيك، واضح إنه راجع من الجيم أو الجري الصباحي. ابتسامة واسعة على وشه، وشعره لسه مبلول من العرق.
إياد (يضحك وهو يهز راسه):
صباح الخير يا أستاذ سليم… يا كبير الأحفاد. لسه مصمم تبوظ عليا كل لحظة هدوء؟
سليم (يقرب منه ويطبطب على كتفه):
أنا مش ببوظ… أنا بجمل. وبعدين إيه الرومانسية اللي مالي عينيك دي؟ لو شوفتك عهد كده، هتقول علينا عايشين في فيلم أبيض وأسود.
إياد (يضحك بخجل):
يا عم سيبني في حالي…
سليم (يضحك بصوت عالي):
سيبك في حالك؟! ده إنت بقيت عريس القصر كله! مش بس عهد اللي اتخطبِت… إحنا كلنا اتخطبنا معاك.
إياد يضحك ومش قادر يخبي فرحته. سليم يبص له بجدية أكتر فجأة.
سليم:
بص يا إياد… إنت عارف أنا بشوفك إزاي. إنت مش ابن عمي بس… إنت أخويا الصغير اللي عمري ما اتخيلت إن في يوم هيبقى راجل مسؤول كده.
إياد (بابتسامة متأثرة):
مسؤول إيه يا سليم؟ ده أنا لسه بتعلم منك.
سليم (يضحك ويضربه على كدفه):
تعلم مني إيه بس… إنت أثبت إنك راجل بمعنى الكلمة. وصدقني… عهد تستاهل واحد زيك، وهي هتخليك أسعد إنسان في الدنيا.
إياد يبص له بعينين متأثرة، وسليم يحاول يكسر الجو بسرعة كعادته
سليم:
بس خد بالك… لو زعلتها يوم، مش هتلاقي حد في العيلة كلها يسيبك!
إياد (يرد بمزاح):
هو أنا مجنون عشان أزعلها؟ دي… روحي.
سليم (يمثل إنه مأخوذ بالكلام):
يا سلام! يا سلام! شوفوا الغرام! يا عم، لو الستات في القصر سمعوك هيتلموا حوالين عهد يقولولها "سلميلنا على الرومانسي بتاعك".
إياد يضحك ويهز راسه، وسليم يفتح إيده زي اللي بيحضنه
سليم:
تعالى هنا يا عريس… خليني أباركلك بطريقتي.
إياد يضحك ويحضنه بقوة. الكاميرا تركز على حضنهم الأخوي اللي يبين حب سليم الحقيقي لعيلته
سليم (وهو بيبعد عنه بابتسامة دافية):
أنا جنبك دايمًا يا إياد… زي ما إنت دايمًا جنبي.
*******************
في مكتبة القصر – مساء
المكان واسع، مليان كتب قديمة وصور للعيلة على الحيطان. مراد قاعد على الكرسي الكبير، جنبه زين متكئ وهو بيمسك مسبحة بإيده، وإيهاب قدامهم شكله متوتر جدًا. ديلان واقفة ورا الكرسي، إيدها متشابكة وصوتها مليان غضب. الجو كله تقيل ومشحون
مراد (بصوت هادي لكنه حازم):
الوضع ما بقاش ينفع نسكت عليه يا إخواتي. ثريا بقت خطر على البيت ده كله.
زين (يهز راسه):
أنا معاك يا مراد… من يوم ما ماما الله يرحمها ماتت، والست دي عاملة نفسها صاحبة القصر.
إيهاب (يحط وشه بين إيديه):
أنا… أنا مش عارف أقول إيه. دي مراتي في الآخر، بس… تصرفاتها بقت عار عليا قدامكم.
ديلان (بعصبية، تقطع كلامه):
مراتك ولا مش مراتك يا إيهاب؟! دي ست حرامية. سرقت خاتم ماما ليلى… الخاتم اللي أبونا عادل رحمه الله جابهولها في عيد جوازهم! ده رمز العيلة… رمز الحب! إزاي تسيبها تتمشى بيه كأنه بتاعها؟
إيهاب (يتنهد بخجل):
أنا واجهتها… أنكرت قدامي. قالت إنها لقيته بالصدفة وسط مجوهراتها.
ديلان (تضحك بسخرية):
بالصدفة؟! دي بتعرف تسرق حتى من القبور لو لقت مصلحة!
مراد (ينظر لديلان بحزم):
اهدي يا ديلان… خلينا نفكر بعقل.
زين (بهدوء لكنه غاضب):
لا، ديلان عندها حق. ثريا مش بس سرقت… دي بتلعب بالنار. عرفت منين إنها بتتواصل مع قاسم؟
ديلان (بحزم):
أنا اللي عرفت. عندي مكالمات بينها وبينه. بتحاول تقويه ضدك يا مراد… وبتوعده تديله أسرار من جوه البيت.
مراد (يضرب بإيده على الطاولة):
قاسم طول عمره عدوي! ومرات أخويا بقت بتتعاون معاه؟! ده اسمه خيانة يا إيهاب!
إيهاب (بخجل شديد، صوته واطي):
عارف… وقلبي بيتقطع. بس أنا… أنا ضعيف قدامها. مش عارف أواجهها زي ما لازم.
ديلان (تقرب منه، صوتها مليان احتقار):
ضعيف؟ ولا بتحب تتهرب من المواجهة؟ يا إيهاب، مراتك بتخطط تدمر إخواتك! بتحاول تفرقنا، وخصوصًا مريم. كل يوم تتصل بيها وتقعد تقول لها إن مراد عايز يحرمها من الميراث.
زين (بغضب):
وده اللي خلّى مريم تبان باردة معانا الفترة الأخيرة… كنت حاسس.
مراد (بعزم):
مريم مش هتتفرق عننا. ثريا لو فاكرة إنها هتستغلها، تبقى بتحلم.
ديلان (تنفجر):
لازم نوقفها! أنا مش هسكت… أقسم بالله لو ما عملتوش حاجة، أنا هتصرف بنفسي!
مراد (بحزم):
هنوقفها… بس مش بالفضايح. البيت ده لازم يفضل واقف، حتى لو في حرب جوه.
زين (بحكمة):
إحنا لازم نتحرك بخطة. أول خطوة: نبعد مريم عن تأثيرها… نكلمها إحنا مباشرة، ونخليها تسمع الحقيقة من إخواتها مش من ثريا.
ديلان (تهز راسها):
مظبوط. وأنا عندي الدليل على سرقتها للخاتم… ده لوحده كافي يفضحها قدام الكل.
مراد (يبص لإيهاب بصرامة):
وأنت يا إيهاب… لازم تختار. يا تبقى معانا… يا تسيبها تدمّر كل حاجة بنيناها.
إيهاب يرفع راسه، عينيه مليانة دموع وخجل، لكنه يهز راسه بالموافقة
إيهاب (بصوت مبحوح):
أنا معاكم… كفاية لحد هنا.
ديلان:
ثريا… المرة دي مش هتفلت.
********************
في لندن – شقة فخمة تطل على نهر التايمز
الليل، المطر بينزل خفيف على الزجاج. مريم قاعدة على الكنبة، وشها متجهم وغاضب، في إيدها كوب شاي ما شربتش منه. إدوارد قاعد قصادها، ملاحظ عصبيتها
Maryam (angrily, in English):
"I can’t believe it, Edward! My own brothers… especially Murad… plotting to cut me out of the inheritance. All these years, and this is how they repay me?"
(مريم بعصبية بالإنجليزية):
"لا أصدق هذا يا إدوارد! إخوتي… خصوصًا مراد… يتآمرون لحرماني من الميراث. كل هذه السنوات، وهكذا يردّون لي الجميل؟"
Edward (calm, gentle tone):
"Maryam, love… do you really think Murad would ever do that? The man I know—your brother—he’s strict, yes, but fair. He adores his family."
(إدوارد بهدوء وبنبرة رقيقة):
"مريم، حبيبتي… هل تظنين حقًا أن مراد قد يفعل شيئًا كهذا؟ الرجل الذي أعرفه—أخوك—هو صارم، نعم، لكنه عادل. وهو يعشق عائلته."
Maryam (crossing her arms, coldly):
"That’s what he wants everyone to believe. But Tharaya told me everything… she wouldn’t lie about this."
(مريم ببرود وهي تعقد ذراعيها):
"هذا ما يريد أن يصدقه الجميع. لكن ثريا أخبرتني بكل شيء… وهي لا يمكن أن تكذب في هذا."
Edward (raising an eyebrow, leaning forward):
"Tharaya? Maryam, think carefully. Has she ever truly cared for you? Or is she using you as a pawn in her games? Ask yourself that."
(إدوارد يرفع حاجبه ويقترب منها):
"ثريا؟ مريم، فكّري جيدًا. هل اهتمت بكِ يومًا حقًا؟ أم أنها تستعملكِ كأداة في لعبتها؟ اسألي نفسك."
Maryam (hesitates, her voice shaking slightly):
"But… she sounded so convincing… she said Murad wants all the wealth for his daughter, for ‘Ahd."
(مريم بتردد وصوتها يرتجف قليلًا):
"لكن… كلامها كان مقنعًا جدًا… قالت إن مراد يريد كل الثروة لابنته، لعهد."
Edward (gently takes her hand):
"Darling, I’ve seen Murad with you. The way he talks about his sister in London… with pride, with love. Would a man like that really betray you? Don’t let poison turn your heart against your blood."
(إدوارد يمسك يدها بلطف):
"حبيبتي، لقد رأيت مراد معك. الطريقة التي يتحدث بها عن شقيقته في لندن… مليئة بالفخر، بالحب. هل رجل كهذا يمكن أن يخونك حقًا؟ لا تدعي السمّ يحوّل قلبك ضد دمك."
Maryam (eyes welling with tears, but stubborn):
"I don’t know what to believe anymore…"
(مريم تمتلئ عيناها بالدموع لكنها ما زالت عنيدة):
"لا أعرف ماذا أصدق بعد الآن…"
Edward (soft smile, reassuring):
"Believe in what you’ve lived, Maryam… not in whispers from someone who thrives on division. You owe it to yourself—and to your brothers—to search for the truth."
(إدوارد يبتسم ابتسامة مطمئنة):
"صدّقي ما عشته بنفسك يا مريم… لا الهمسات القادمة من شخص يعيش على إثارة الانقسام. أنتِ مدينة لنفسك—ولإخوتك—أن تبحثي عن الحقيقة."
المشهد ينتهي ومريم تنظر للنافذة، وجهها مرتبك بين الغضب والحنين، كأن عقلها بدأ يتصدع لكن قلبها ما زال محتار
*********************
مريم لسه غاضبة وحائرة، إدوارد يحاول يهدئها. فجأة تُفتح الباب وتدخل صوفيا بابتسامة عريضة، شعرها بني فاتح طويل، لابسة ملابس كاجوال، وحاملة جيتارها
Sophia (cheerfully, in English):
"Hey, Mum! Dad! I just nailed my solo in class today. You should’ve seen me—everyone clapped so loud!"
(صوفيا بمرح بالإنجليزية):
"مرحبًا ماما! بابا! لقد أديت مقطعي الغنائي في الحصة اليوم بشكل رائع. كان يجب أن تروني—الجميع صفقوا لي بحرارة!"
Edward (smiling warmly, switching mood):
"That’s my girl! I knew you’d impress them. You’ve got your mother’s beauty and your father’s charm."
(إدوارد بابتسامة دافئة):
"هذه هي ابنتي! كنت أعرف أنك ستبهرينهم. لديك جمال أمك وسحر والدك."
Sophia (laughs, sitting between them):
"Charm? Dad, you mean your bad jokes, right?"
(صوفيا تضحك وتجلس بينهما):
"سحر؟ بابا، تقصد نكاتك السيئة، أليس كذلك؟"
Edward (pretends to be offended):
"Hey! My jokes are world-class, thank you very much."
(إدوارد يتظاهر بالانزعاج):
"مهلاً! نكاتي من المستوى العالمي، شكرًا جزيلاً."
(مريم تبتسم رغماً عنها لأول مرة، تنظر لابنتها بحنان.)
Maryam (softly, in English):
"You look so happy, Sophia. I wish I had your peace of mind."
(مريم برقة):
"تبدين سعيدة جدًا يا صوفيا. ليتني أملك راحة بالك."
Sophia (tilting her head, curious):
"Why? What’s going on, Mum? You look upset…"
(صوفيا بفضول وهي تميل برأسها):
"لماذا؟ ما الذي يحدث يا ماما؟ تبدين منزعجة…"
(تنظر مريم إلى إدوارد بحيرة، لا تعرف إن كانت تحكي لابنتها أم تخفي الأمر. إدوارد يضع يده على كتف صوفيا بابتسامة هادئة.)
Edward (calmly):
"Nothing you should worry about, sweetheart. Just… family matters back in Egypt. But your smile tonight makes it easier for us both."
(إدوارد بهدوء):
"لا شيء يجب أن تقلقي بشأنه يا عزيزتي. مجرد… أمور عائلية في مصر. لكن ابتسامتك الليلة تجعل الأمر أسهل علينا نحن الاثنين."
Sophia (grinning, hugging them both):
"Then I’ll keep smiling forever. No more sad faces in this house, okay?"
(صوفيا بابتسامة وهي تعانقهما):
"إذن سأظل أبتسم للأبد. لا مزيد من الوجوه الحزينة في هذا البيت، اتفقنا؟"
إدوارد يضحك ويقبل رأسها، مريم تحتضنها بشدة، وتدمع عيناها وهي تشعر أن ابنتها الوحيدة تمنحها شيئًا من الأمل
***********************
حديقة الفيلا – صباح مشمس
عهد تتمشى وسط الزهور بابتسامة بريئة، لابسة فستان بسيط، عينيها لامعة وهي تبص على الخاتم في إيدها. بتحلم بالمستقبل وبإياد. فجأة صوت خطوات كعب عالي يكسر هدوء المكان. عهد ترفع عينيها، تلاقي ثريا واقفة، لابسة شيك بس ملامحها كلها كره وسُم
ثريا (بصوت بارد وسام):
إيه يا عروسة… شكلك مبسوطة أوي بخطوبتك، صح؟
عهد (تبتسم بخجل):
الحمد لله يا عمتي… فعلاً سعيدة إن ربنا جمعني بإياد.
ثريا (تضحك بسخرية):
إياد؟ هو أنتي فاكرة نفسك تستاهليه؟ ده ابني، متربي على إيدي… مش أي واحدة تدخل حياته.
عهد (تتلبك):
أنا… عمري ما فكرت كده. أنا وإياد كبرنا مع بعض، وهو اللي…
ثريا (تقطعها بحدة):
كبرتوا مع بعض؟ بالضبط… يعني زي الأخوات. وصدقيني، في نظر الناس… هتفضلي طول عمرك بنت أخوه مش خطيبته. الناس كلها هتضحك عليكم.
عهد (تتجمد ملامحها وتهز رأسها):
مش صحيح… إياد بيحبني.
ثريا (تقترب منها وتهمس بسم قاتل):
بيحبك؟ يمكن دلوقتي… لكن بكرة لما يلاقي بنت تناسب مقامه، هيبصلك إزاي؟ إنتي مجرد بنت مدللة… ضعيفة… ما تنفعش تبقي زوجة لإبني.
عهد تحاول تمسك دموعها، تبص للخاتم في إيدها وكأنها فقدت الأمان
عهد (بصوت مخنوق):
ليه بتقوليلـي كده يا عمتي؟ أنا عمري ما أذيتك…
ثريا (تبتسم ابتسامة باردة):
لأنك ببساطة ما تنتميليش… لا ليّ ولا لابني. لو على مزاجي… كنت تمنيتك تختفي من وشّي للأبد.
الكلمات زي السهام تدخل قلب عهد. عينيها تدمع فجأة، تركض بسرعة لجوا الفيلا، دموعها تنزل وهي مش قادرة تستوعب قسوة ثريا. ثريا تفضل واقفة في مكانها، تبتسم بسخرية وهي شايفة البنت الطيبة بتنهار
المشهد ينتهي على عهد وهي تدخل الفيلا راكضة، تبكي بحرقة، وإيدها على قلبها، كأنها خايفة يضيع منها كل شيء.
*******************
عهد تدخل راكضة، دموعها تنزل غزيرة، تمسحها بسرعة بس مش قادرة تخفي حزنها. إياد نازل من فوق وهو شايفها كده، يوقف فجأة والقلق يملأ عينيه
إياد (بصوت ملهوف):
عهد! إيه اللي حصل؟ مين ضايقك؟
عهد (تحاول ترد، صوتها متهدج):
أنا… أنا آسفة يا إياد… بس… مامتك…
إياد (وجهه يتجمد وملامحه تتحول لغضب):
ماما؟! عملتلك إيه؟
عهد (ببراءة، وهي تبكي):
قالت… قالت إني ما استاهلكش… وإنك هتسيبني أول ما تلاقي حد أحسن… قالت إنها تتمنى… إني… إني أختفي…
صوتها ينكسر وتغطي وشها بإيديها. إياد يحس نار بتشتعل جواه، عينيه تتملي غضب
إياد (بصوت غاضب وحاسم):
كفاية يا عهد… ما تبكيش. أنا هتكلم معاها دلوقتي.
يمسك إيدها بحنان، يبص في عينيها بثبات
إياد:
إنتي غاليتي… وإنتي خطيبتي… ومحدش في الدنيا هيغير ده.
عهد تهز راسها بخجل ودموعها لسه بتنزل. إياد يسيبها ويخرج بسرعة ناحية أوضة أمه. الكاميرا تلحقه وهو يفتح الباب بقوة
فاوضة ثريا
ثريا قاعدة على الكرسي قدام المراية، بتعدل في عقد لؤلؤ، شكلها واثق إنها عملت اللي عايزاه. فجأة الباب يتفتح بعنف، وتتفاجأ بابنها داخل غاضب
إياد (بصوت عالي):
ماما! إيه اللي عملتيه مع عهد؟!
ثريا (تتظاهر بالصدمة):
إياد! إيه ده؟ أنا؟ عملت إيه؟
إياد (بغضب):
بلاش لف ودوران! عهد نازلة تبكي ومكسورة… مين غيرك يجرحها بالكلام السم ده؟!
ثريا (تقوم بسرعة، تمسك قلبها كأنها مصدومة):
يا نهار أبيض! إنت بتتهمني إزاي يا ابني؟ عهد دي زي بنتي… إزاي أقولها كلام زي ده؟
عهد واقفة على باب الأوضة، تسمع الحوار مصدومة. تتجمد وهي شايفة التحول السريع في شخصية ثريا
إياد (يقرب منها بحدة):
ماما… كفاية مسكنة! إنتي نسيتي إني ابنك؟ أنا عارفك كويس.
ثريا (تصطنع البكاء):
أنا كل اللي بعمله عشانك يا إياد! خايفة عليك، مش أكتر…
إياد (بصرامة):
لو خايفة عليا فعلاً… هتبعدي عن عهد! أي كلمة زيادة منها زي اللي حصل النهارده… هعتبرك واقفة ضدي وضد سعادتي.
ثريا تتراجع خطوة، دموعها المصطنعة تنزل، لكن عينيها يلمع فيها الغضب وهي بتحاول تسيطر على ملامحها. عهد لسه واقفة على الباب، مندهشة إزاي ثريا اتقلبت من شيطان لحمامة
إياد (يحذرها):
أنا بحبك يا ماما… بس عهد أهم عندي. أوعي في يوم تعملي حاجة تدمرها… ساعتها هتلاقيني واقف قصادك.
يسيبها ويمسك إيد عهد، يخرج بيها من الأوضة. ثريا واقفة مكانها، وشها يتغير من الحزن المصطنع لابتسامة غاضبة مليانة حقد
ثريا (بهمس لنفسها):
تمام يا إياد… اخترت. بس هتشوف… هتشوف عهد هتكون نهايتها إيه.
***********************
حديقة الفيلا – وقت العصر
الجو هادي، الشمس بتنزل بهدوء ولونها دهبي ينعكس على الأشجار. عهد قاعدة على الكرسي الخشبي في الجنينة، لابسة فستان بسيط لونه أبيض، عينيها لسه فيها أثر الدموع لكنها بتحاول تهدى. إياد جاي من بعيد شايل فنجان قهوة في إيده ووشه مليان قلق، يقعد جنبها بهدوء
إياد (بصوت واطي):
لسه زعلانة مني؟
عهد (تتجنبه ببصها للأرض):
أنا… أنا مش فاهمة. إزاي أمك قالتلي كلام زي ده؟… وإزاي قلبها قاسي كده عليّ؟
إياد (ينحني قدامها، يبص في عينيها بثبات):
عهد… بلاش تفكري في كلامها. أنا واثق فيكي… ومستحيل أسمح لحد يشككني فيكي. إنتي بالنسبالي أغلى من كل الدنيا.
عهد ترفع عينيها له لأول مرة، تتفاجأ بصدق نظرته، قلبها يدق بسرعة
عهد (بهمس مرتبك):
أنا… مش متعودة أسمع منك الكلام ده. طول عمري كنت شايفاك زي… زي أخويا الكبير.
إياد (يبتسم بخفة، يقرب منها أكتر):
وأنا طول عمري كنت شايفك أكتر من كده. بس كنت مستني اللحظة اللي تبصيلي فيها مش كأخ… تبصيلي كراجل بيحبك بجد.
عهد تلمس الخاتم في إصبعها بخجل، ضحكة صغيرة تهرب منها وهي مكسوفة
عهد:
حتى وأنا لابسة الخاتم… لسه مش قادرة أستوعب. أنا… مخضوضة شوية.
إياد (يمسك إيدها بهدوء):
مخضوضة ليه؟ الحب مش خوف… الحب أمان. وأنا أوعدك يا عهد… طول ما أنا موجود، عمرك ما هتخافي من حاجة.
عهد تحس دفء غريب بيغمرها، تبتسم ابتسامة صغيرة وهي تبصله لأول مرة بنظرة مختلفة، فيها إعجاب وخجل
عهد (بهمس):
مش عارفة ليه… بس قلبي مرتاح وإنت جنبي.
إياد (بصوت مفعم بالمشاعر):
عشان إحنا مكتوبين لبعض. يمكن إنتي لسه بتكتشفي ده دلوقتي… بس أنا من زمان عارف إنك نصي التاني.
يسود صمت قصير، العصافير بتغرد حوالينهم، عهد تبتسم بخجل وتحاول تشيل إيدها، لكنه يمسكها بلطف وما يسيبهاش
إياد:
سيبيها… إيدي متعودة تبقى معاك.
عهد تضحك بخجل، قلبها يدق بسرعة، وكأنها لأول مرة بتحس إن إياد مش مجرد ابن عم أو أخ كبير… لأ، هو راجل واقف قدامها بكل حب وصدق
عهد (تغمض عينيها لحظة وتهمس):
يمكن… يمكن فعلاً أنا ابتديت أشوفك بشكل مختلف.
إياد يبص لها بعينين مليانة فرحة وحنان، يقرب منها أكتر وهو يهمس:
إياد:
ده كفاية عندي يا عهد… البداية دي كفاية.
*******************
في شارع راقٍ في لندن – وقت العصر
المطر خفيف، الناس ماشية بسرعة، صوفيا خارجة من قاعة تدريبها الموسيقي، شايلة شنطتها على كتفها، ومشغولة بهاتفها. فجأة تصطدم بشاب طويل أنيق لابس بدلة كاجوال فخمة، شعره أسود وعيونه عسلية، ماسك كوب قهوة، والقهوة تندلق جزئياً على جاكيتها الأبيض
صوفيا (تصرخ بدهشة):
!Oh my God… really?!
آدم (ينظر إليها ببرود، يرفع حاجبه):
أيوة، really. إنتي اللي ماشية مش شايفة قدامك.
صوفيا (بعصبية):
Excuse me?! أنا ماشية في طريقي، وإنت اللي ظهرت فجأة قدامي!
آدم (يمسح بقع القهوة من بدلته وكأنه مش مهتم):
أنا؟ ظهرت فجأة؟ أيوة طبعًا… أنا مش كائن فضائي نزل من السما، كنت ماشي في الشارع عادي.
صوفيا (تضع يديها على خصرها):
You know what? أنت مغرور! بدل ما تقول sorry على الأقل…
آدم (بابتسامة ساخرة):
Sorry؟! أنا اللي المفروض أقولك sorry؟ لو أي حد غيرك كان مكانك، كان قال شكراً إني ما دُهستهوش.
صوفيا (تفتح عينيها بدهشة وغضب):
!What?! أنت بتتريق عليّا؟
آدم (يأخذ رشفة من قهوته وكأنها أهم):
لا… أنا بهزر. على فكرة، الأبيض مش مناسب للخروج في المطر… إنتي اللي جايباه لنفسك.
صوفيا (تضحك بسخرية):
!Wow… you’re unbelievable.
أول مرة في حياتي أشوف بني آدم كده.
آدم (يهز كتفيه ببرود):
كويس… خليها أول وآخر مرة.
تحاول صوفيا تمشي بغضب، فيمد يده بسرعة يمسك شنطتها اللي كادت تقع من كتفها.)
آدم:
شنطتك. كنتي هتسيبيها تقع.
صوفيا (تأخذها بعصبية):
I don’t need your help, thank you!
آدم (يبتسم ابتسامة جانبية باردة):
واضح. بس لو كل مرة هتتعاملِ بنفس الطريقة… مش عارف إزاي لسه ليكي أصحاب.
صوفيا (تصرخ):
!Excuse me?!
آدم (يمشي بهدوء للجهة الأخرى، يلوح لها بكوب القهوة):
Have a good day… White Princess.
صوفيا (تجمد مكانها من الغضب):
White… ماذا؟! White Princess?!
تغلي من الداخل، تلوح بيدها بغيظ، وهو يختفي بين الزحام مبتسم ببرود، تاركها تغلي زي البركان
