رواية عطر الانتقام والحب الفصل الرابع4بقلم سيليا البحيري

رواية عطر الانتقام والحب بقلم سيليا البحيري
رواية عطر الانتقام والحب الفصل الرابع4بقلم سيليا البحيري
في مطعم شيك في القاهرة – بالليل

المكان منوّر بأنوار هادية، والمزيكا الكلاسيك شغالة واطية في الخلفية. الترابيزات مزينة بورود بيضا، والجو كله رومانسي.

إياد قاعد قصاد عهد على ترابيزة جنب شباك كبير بيطل على النيل، بيراقبها وهو مبتسم دافي، وهي قاعدة مكسوفة تبص في كوباية العصير، بتلعب بيها في إيدها من غير ما تشرب.

إياد (ميل شوية لقدام، بصوت واطي):
ـ "عارفة؟ ما كنتش أتخيل في يوم إني هقعد معاكي هنا… وانتي لابسة الفستان الأبيض الناعم ده وكإنك أميرة طالعة من لوحة."

عهد (وشها احمر خفيف وهي منزلة عينيها):
ـ "إياد… بلاش تبالغ… أنا مش أميرة."

إياد (مبتسم بهدوء):
ـ "لأ… إنتي أكتر من أميرة… إنتي الحلم اللي كنت بدعي بيه من وإحنا صغيرين. كنت بشوفك كل يوم بتكبري قدامي… بس قلبي كان بيكبر بحبك."

عهد (عينيها اتسعت بدهشة، وبعدين ابتسمت بخجل وبصت بعيد):
ـ "ما تقولش كده… أنا كنت دايمًا شايفاك زي أخويا… ما خطرش على بالي في يوم إن…"

إياد (مقاطعها برقة):
ـ "وأنا عمري ما شفتك أخت… إنتي كنتي مختلفة في قلبي من الأول."

أنفاس عهد بقت سريعة، وارتبكت أكتر، فقامت مسكة حتة عيش صغيرة عشان تخبي توترها. إياد ضحك بخفة وهو بيبصلها.

إياد (بمزاح):
ـ "حتى طريقة ارتباكك حلوة… عهد، عارفة أنا قد إيه مبسوط إنك جنبي دلوقتي؟"

عهد (بصتله أخيرًا، عينيها الزرق لامعة من الخجل والدهشة):
ـ "وأنا كمان… مبسوطة… مش عارفة ليه، بس قلبي بيدق بطريقة غريبة من كام يوم."

إياد مد إيده بالراحة ناحية إيدها اللي على الترابيزة، اتردد لحظة كإنه خايف من رد فعلها، وبعدين حط إيده عليها برفق. عهد اتجمدت ثواني، وبعدين بصتله بخجل جديد… بس ما سحبتش إيدها.

إياد (بصوت دافي):
ـ "يمكن… قلبك ابتدى يرد على مشاعري."

عهد (بهمس واطي أوي):
ـ "يمكن…"

في اللحظة دي الجرسون حط الطبق الرئيسي قدامهم، فسحبت عهد إيدها بسرعة ووشها أحمر زي التفاح. إياد ضحك بخفة وكإن اللي بيحصل ده أكبر دليل إن حبه ابتدى يدخل قلبها بالراحة.

إياد (بصوت مرح):
ـ "ما تقلقيش، العمر قدامنا طويل… وأنا هاكسب قلبك كله، حتة حتة."

عهد (رفعت عينيها له لحظة صغيرة وبعدين نزلتهم بسرعة):
ـ "وكإنك ما كسبتوش من دلوقتي…"

إياد ابتسم ابتسامة واسعة، قلبه كان هيطير من الفرحة
*******************

أوضة مراد وحور – فيلا البدراوي – بالليل

الأوضة منورة بنور أباجورة دافي لونه دهبي. مراد قاعد على الكنبة جنب الشباك، لابس روب بيت، وماسك كتاب بقاله نص ساعة مش قادر يفتح فيه، عينيه كلها على حور اللي قاعدة قدام التسريحة بتسرّح شعرها الطويل.

مراد (بصوت هادي وحنين):
ـ "عارفة يا حور… كل مرة ببصلك، بحس إن السنين ما غيّرتش فيكي حاجة… لسه إنتي البنت اللي خطفت قلبي من أول نظرة."

حور تبتسم بخجل وهي بتحط الفرشة على الترابيزة وتقرب منه.

حور (وهي قاعدة جنبه):
ـ "وإنت لسه نفس الشاب العنيد اللي كان بيجري ورايا بكبرياءه وعِندُه… ما اتغيّرتش غير شوية الشيب الحلو اللي في شعرك."

مراد (يضحك وهو يلمس شعره):
ـ "شيب حلو! يا سلام… تسلمي يا ست الكل. بس صدقيني… السنين دي كلها ما عملتش في قلبي غير إنها تزود حبي ليكي."

حور تمد إيدها على إيده وتبصله بعينين مليانين حنية.

حور:
ـ "وأنا كمان يا مراد… مهما حصل، إنت عمري ما خلّيتني أندم ولا لحظة إني اخترتك… إنت سندي وضهري."

مراد يسكت لحظة، وبعدين يبتسم ابتسامة دافية، يرفع إيدها ويطبع قبلة رقيقة عليها.

مراد (بصوت مليان مشاعر):
ـ "كل اللي عملته في حياتي ما يساويش حاجة جنب هدية ربنا ليا… إنتي، وبنتنا عهد."

دموع حور تلمع وهي مبتسمة.

حور:
ـ "عهد… بنتي اللي كبرت… تصدق إنها هتتجوز قريب؟ لسه حاسة إنها كانت من يومين بس قاعدة على رُكبتي أقول لها حكايات قبل النوم."

مراد (يتنهد، صوته فيه فخر وحنين):
ـ "كبرت بسرعة… وأنا قلقان عليها. عهد قلبها أبيض قوي… بخاف حد يوجعها أو يكسرها."

حور (بثقة):
ـ "ما تخافش… إحنا اخترنلها إياد، وهو بيحبها حب ما شفتوش قبل كده. في عينيه شفت نفس النظرة اللي كانت في عينيك ليّ… نظرة راجل لقى وطنه."

مراد يبتسم، ويحط إيده على خدها بحنية.

مراد:
ـ "وطنه… زي ما كنتي إنتي دايمًا وطني يا حور."

حور تضحك بخجل وتحط راسها على كتفه. الأوضة تسيطر عليها سكينة ودفا، ما يتسمعش غير أنفاسهم وذكريات عمر طويل مليان حب
********************

أوضة مراد وحور – فيلا البدراوي – بالليل

حور لسه حاطة راسها على كتف مراد، فجأة هو يزفر تنهيدة تقيلة، فتنتبه له.

حور (بقلق):
ـ "مالك يا مراد؟ وشك اتغير فجأة… في حاجة مضايقاك؟"

مراد (بجدية):
ـ "يا حور… مش عايز أضيّع علينا اللحظة دي… بس مش قادر أتجاهل اللي ثريا بتعمله."

حور ترفع راسها بسرعة وتبصله باندهاش.

حور (بعصبية):
ـ "ثريا؟! إيه الجديد؟ مش كفاية إنها مرمغة البيت كله بسمها وحقدها؟"

مراد (يهز راسه):
ـ "الموضوع بقى أخطر… وصلني خبر مؤكد إنها بتكلم مريم كل يوم تقريبًا. وتخيلي… مقنعاها إني ناوي أحرَمها من الورث."

حور تقوم بسرعة من مكانها، عينيها مولعة غضب.

حور:
ـ "إيه؟! مستحيل! مريم تصدّق حاجة زي دي؟ معقول تصدّق إن أخوها الكبير اللي ربّاها ورعاها طول عمرها يعمل كده؟"

مراد (بألم):
ـ "للأسف يا حور… مريم طيبة وحساسة زيادة عن اللزوم، وثريا عرفت تدخل دماغها… والنتيجة إنها بدأت تبرد مني ومن إخواتها."

حور (تخبط إيدها على الترابيزة الصغيرة جنبها):
ـ "يا نهار أبيض! لحد فين ممكن توصل كرهها؟ كرهة عهد اللي زي بنتها، كرهة إخوات جوزها… ودلوقتي كمان عايزة توقع بينك وبين أختك؟! الست دي سم… سم ماشي في العروق."

مراد (بصوت غاضب وحاد):
ـ "أنا ساكت طول الفترة اللي فاتت عشان خاطر إيهاب… بس خلاص، ثريا عديت كل الخطوط الحمراء. والله يا حور… لو ما وقفتش عند حدها، هخليها تندم على كل كلمة سم طلّعتها."

حور (تمسك إيده وتهديه):
ـ "اهدى يا مراد… أنا عارفة إنك قوي، بس ما تسيبش غضبك يتحكم فيك. ثريا بتتغذى على كرهنا ليها. لازم نتصرف بعقل."

مراد (بصوت ثابت لكن مليان تهديد):
ـ "العقل حاجة… وحماية العيلة حاجة تانية. عهد بنتنا مش لعبة في إيدها، ومريم مش ورقة تكسب بيها. أوعِدي نفسك… عمري ما هسيبها تخرب بيتنا ولا تمس كرامتنا."

حور تتنهد بقلق وتحط راسها على صدره تاني، وهو يضمها وهو لسه مولّع من جوه، عينيه كلها نار انتقام.
*******************
في  مكتب قاسم – برج فاخر في وسط القاهرة – الليل

المكتب كبير وفخم، الإضاءة خافتة، والجو فيه هدوء مشبوه. قاسم قاعد على كرسي جلدي ضخم، لابس بدلة شيك، ومعاه كأس ويسكي بيلفّه ببطء. ثريا داخلة بالأناقة المعتادة، عينيها كلها خبث، وصوت كعبها بيعكس سيطرتها.

قاسم (بابتسامة ساخرة وهو ينهض):
ـ "أهلا بالهانم… ثريا بنفسها! نور المكتب."

ثريا (ترفع ذقنها بتكبر):
ـ "المكتب منور بأصحابه يا قاسم… إنت اللي طلبت تشوفني."

قاسم (يقرب منها وهو يبتسم مكر):
ـ "أكيد… إحنا الاتنين عندنا هدف واحد: نوقع مراد البدراوي."

ثريا (تجلس بأناقة وتضع رجل على رجل):
ـ "مراد فاكر نفسه كبير العيلة… الكل بيسمع كلامه. لازم يتكسر كبرياءه، واللي يوجعه أكتر… يشوف بنته عهد بتتسحب من تحت إيده."

(قاسم يلمع عينه بجنون وهو يسمع اسم عهد.)

قاسم (بشغف مظلم):
ـ "عهد… آه، البنت دي هوس في دماغي. مش قادر أخرجها من تفكيري. وصدقيني يا ثريا، سواء بموافقتهم أو غصب عنهم… عهد هتبقى ليا."

ثريا (تضحك بخبث وتتمتم):
ـ "إنت مجنون بيها فعلا… وده ممكن يكون سلاحي."

قاسم (يجلس قدامها ويحدق في عينيها):
ـ "بس خلي بالك… أنا مش بلعب. مراد بالنسبة لي عدو، ونفسي أشوفه بيخسر كل حاجة: ماله… سمعته… بنته."

ثريا (بهدوء سام):
ـ "وأنا نفسي أشوف حور وعهد مذلولين قدامي. كل اللي عايزاك تعمله يا قاسم… إنك تمشي ورا خطتي بالحرف."

قاسم (بفضول):
ـ "خطة؟ قوليلي، أنا سامع."

ثريا (تتكلم وهي تميل بجسمها لقدام):
ـ "أنا بزرع الشك بين الإخوات… مراد، زين، إيهاب… وحتى مريم في لندن بدأت تصدق كلامي. البيت هيتفتّت من جوه. وقتها… محدش هيلاقي وقت يحمي عهد منك."

قاسم (يضرب بإيده على المكتب بحماس):
ـ "برافو! ووقتها… أنا أتحرك وأخطفها من الكل. سواء بالزواج… أو بطرق تانية."

ثريا (بابتسامة مرعبة):
ـ "سيب ده عليا… عهد هتبقى لقمة سهلة. وأقسم لك… هنخلي الليلة اللي فرحوا فيها بخطوبتها… آخر ليلة فرح في حياتهم."
**********************

المكان هادي جدًا، كل العيلة نايمة. ثريا داخلة من باب الفيلا الخلفي، لابسة أسود بالكامل كأنها راجعة من سرقة، شنطتها الصغيرة متعلقة على كتفها. تمشي على أطراف صوابعها، بتحاول تتسحب للدرج من غير ما حد يحس. فجأة

إيهاب (صوت غليظ وبارد من العتمة، زي صوت جني):
ـ "كنتي فين يا ثريا؟"

ثريا تتجمد مكانها، تتنفس بصعوبة، ثم تلتفت تلاقي إيهاب واقف في آخر الممر، لابس بيجامة بسيطة، ملامحه جامدة ومرعبة، عيناه بتلمع من الغضب

ثريا (بصوت مرتعش):
ـ "إيهاب! إنت صحيت؟ كنت… كنت بس بخد شوية هوا برة."

(إيهاب يقترب بخطوات بطيئة وثقيلة، صوته أكثر برودًا):

إيهاب:
ـ "هوا… في نص الليل؟! انطقي يا ثريا… إنتي كنتي فين؟ ومع مين؟"

(ثريا تبتسم ابتسامة عصبية وتحاول تبعد نظرها):
ـ "مافيش… ما فيش حاجة. إنت بتتخيل."

(إيهاب فجأة يهجم عليها ويمسكها من رقبتها بقسوة، يخنقها ويرفعها للحائط. ثريا تتخبط بإيديها في ذراعيه تحاول تفلت، عينيها بتتسع من الرعب.)

إيهاب (بصوت مخيف، مقرب وشه لوشها):
ـ "اسمعيني كويس يا ثريا… لو مرة تانية عرفت إنك بتسممي عقل مريم بكلامك الوسخ، هتشوفي مني وش عمرك ما شوفتيه. فاهمة؟"

(ثريا تحاول تتكلم وهي مختنقة):
ـ "إيهاب… أنا… مش… قصدي!"

إيهاب (يشدد قبضته أكتر):
ـ "وعهد! البنت دي خط أحمر. لو قربتي منها أو حاولتي تبوّظي حياتها مع إياد… والله يا ثريا، هتندمي ندم عمرك كله."

(دموع تنزل من عيني ثريا من الخوف، ترفع إيديها مستسلمة):
ـ "خلاص… خلاص يا إيهاب… مش هعمل كده تاني. أوعدك!"

(إيهاب يرميها فجأة بعيدًا عنه، تقع على الأرض وهي تسعل بقوة وتحاول تلتقط أنفاسها. يقف فوقها زي الجبل، صوته قاطع ونهائي):

إيهاب:
ـ "خلي بالك يا ثريا… أنا سايبك دلوقتي، لكن لو رجعتي لحركاتك دي… هعرف إزاي أوقفك."

(إيهاب يدير ظهره ويمشي بخطوات تقيلة ناحية السلم. ثريا تبقى قاعدة على الأرض، تمسح دموعها وتتنفس بصعوبة. بعد ثواني، يبان الشر في عينيها، تبتسم ابتسامة صغيرة خبيثة وتهمس بصوت مبحوح):

ثريا (بهمس):
ـ "فاكر إني هخاف منك يا إيهاب؟ لأ… هخليكم كلكم تدفعوا التمن… كل العيلة دي لازم تتدمر."
**********************
في  لندن – منزل مريم و إدوارد

الجو ماطر جدًا، وصوت الرعد مسموع من بعيد. باب البيت ينفتح بسرعة، تدخل صوفيا وهي غارقة من رأسها لحد رجلها، شعرها ملتصق بوجهها، ومعاها حقيبة الكمان الخاصة بها. ترميها على الأرض وتصرخ بانفعال

صوفيا (بغضب):
ـ "Ugh! This weather is absolutely insane! Look at me, I’m dripping like a drowned cat!"
(هذا الطقس مجنون تمامًا! انظري إليّ، أنا أقطر مثل قطة غارقة!)

(مريم كانت جالسة في الصالون، تقرأ مجلة وتشرب شاي. ترفع عينيها وتشوف بنتها، وبمجرد ما تشوف شكلها تضحك بشدة.)

مريم (تضحك):
ـ "يا إلهي يا صوفيا! شكلك كأنك شاركتي في سباق سباحة مش درس موسيقى!"

صوفيا (بعصبية):
ـ "Mum, this is not funny! I was literally running with my violin case under the rain like some kind of lunatic!"
(أمي، هذا ليس مضحكًا! كنت حرفيًا أجري تحت المطر وأنا أحمل حقيبة الكمان كالمجنونة!)

(مريم تنهض وتقترب منها، تحاول تمسح الماء من وجهها وهي تضحك أكثر.)

مريم:
ـ "على الأقل الكمان بخير؟ ولا هو كمان غرقان؟"

صوفيا (تفتح الحقيبة بسرعة وهي فزعة):
ـ "Oh my God, please don’t joke about that! …"
(يا إلهي، لا تمزحي بهذا!)

(تنظر للداخل وتتنفس براحة، تخرج الكمان وتقول بجدية مصطنعة):
ـ "Thank God, he’s safe. My precious baby survived."
(الحمد لله، إنه بخير. طفلي الثمين نجا.)

(مريم تضحك بصوت أعلى):
ـ "انتي مجنونة يا صوفيا! تسمي الكمان طفلك؟"

صوفيا (بجدية درامية):
ـ "Of course! This violin understands me more than people do."
(طبعًا! هذا الكمان يفهمني أكثر من البشر.)

(مريم تهز رأسها وتبتسم بحب، تضم ابنتها وهي لا تزال مبتلة.)

مريم:
ـ "تعالي غيري هدومك قبل ما تمرضي… وإدوارد لما يرجع ويشوفك كده هيضحك طول الأسبوع."

(صوفيا ترفع حاجبها وتقول بمرح):
ـ "Oh, Dad will definitely take my side. He always does!"
(أبي بالتأكيد سيكون في صفي. هو دائمًا يفعل!)

(مريم تضحك من قلبها وتدفعها نحو السلم لتذهب لغرفتها.)
*********************

البخار يتصاعد من الماء الساخن، وصوفيا واقفة تحت الدوش، تغمض عينيها وهي تترك الماء ينساب على شعرها الطويل. في البداية، كانت تشعر بالراحة بعد أن تبللت تمامًا من المطر… لكن ذهنها يبدأ يستعيد ما حدث في الصباح

صوفيا (تكلم نفسها بغيظ وهي تفرك شعرها):
ـ "Ugh… that guy… that arrogant stranger! Who does he think he is, standing there like some kind of king, acting like I bumped into him on purpose?"
(ذلك الرجل… ذلك الغريب المتعجرف! من يظن نفسه؟ واقف مثل ملك، وكأنني اصطدمت به عمدًا!)

(تتذكر لحظة الاصطدام، كيف كان هادئًا وباردًا بينما هي كانت غاضبة، وكيف اكتفى بابتسامة صغيرة ساخرة جعلت دمها يغلي أكثر.)

صوفيا (تضرب الماء بيدها وكأنها تضربه هو):
ـ "And that smirk… oh my God, that smirk! I swear, I’ve never seen someone so infuriating. I should have told him off properly!"
(وتلك الابتسامة الساخرة… يا إلهي! أقسم أنني لم أرَ شخصًا يثير الأعصاب بهذا الشكل. كان يجب أن أوبخه كما ينبغي!)

(تتوقف فجأة، تسند جبينها إلى جدار الحمام وتتنهد بعمق. رغم غضبها، ملامحه الوسيمة لم تفارق خيالها: عينيه الثاقبتين، أناقته، هدوؤه الغريب.)

صوفيا (بغضب وهي تهز رأسها):
ـ "No, no, no! I am not going to think about him. He’s just… just some spoiled businessman with an attitude. He means nothing!"
(لا، لا، لا! لن أفكر فيه. إنه مجرد… مجرد رجل أعمال مدلل ومتعجرف. لا يعني شيئًا!)

(لكنها، رغم محاولتها إقناع نفسها، تبتسم ابتسامة صغيرة وهي تتذكر كم بدا غامضًا، ثم تعود لتقطب حاجبيها بسرعة، وكأنها تعاقب نفسها على الابتسامة.)

صوفيا (تتكلم بصوت منخفض):
ـ "If I ever see him again, I’ll make sure to put him in his place."
(إذا رأيته مرة أخرى، سأتأكد أن أضعه في مكانه الصحيح.)

(تضحك فجأة وهي تخاطب نفسها بسخرية):
ـ "Yeah, right, Sophia… like you can win against someone who didn’t even raise his voice once."
(نعم، صحيح يا صوفيا… وكأنك تستطيعين الانتصار على شخص لم يرفع صوته حتى مرة واحدة.)

(تنهي استحمامها بسرعة وتخرج من الحمام ملفوفة بالمنشفة، وملامحها لا تزال متوترة بين الغضب والارتباك.)
               الفصل الخامس من هنا 


تعليقات



<>