رواية حين تفرقنا الظروف الفصل الرابع4بقلم لين ابراهيم


رواية حين تفرقنا الظروف الفصل الرابع4بقلم لين ابراهيم

لين (بترد على التليفون):
– ألو، يا لما مصحياني بدري كده؟

لما (بصوت متوتر):
– يوسف في المستشفى... ريّحيله، لو هتيجي انزلي بسرعة.

لين (فزعة):
– إيه؟! إنتي بتقولي إيه؟! أنا نازلة حالًا!

لبست لين هودي على بنطلون أسود وايت ليج تلجي، ولفت الطرحة بسرعة، وجريت على تحت. ركبت مع أدهم.

لين:
– إيه اللي حصل يا أدهم؟

أدهم:
– ندى كانت بتتصل عليه الصبح، وقالتلي إنه وقع من على السلم. روحتلها ووديناه المستشفى أنا وعمر، ورجعت أخد لما عشان مش عايزة تسيب ندى لوحدها.

لين (مرعوبة):
– وهو عامل إيه دلوقت؟

أدهم:
– مش عارف، الوقعة كانت جامدة.

لين قعدت تدعي في سرّها:
– إن شاء الله هيكون كويس يا رب...

في المستشفى

لين سلّمت على ندى وحضنتها.

لين (بحنان):
– اهدَي يا روحي، أخوكي هيكون كويس إن شاء الله.

الدكتور طلع.

عمر:
– إيه الأخبار يا دكتور؟

الدكتور:
– الحمد لله، هو كويس، بس رجله اتجبست وهيحتاج علاج طبيعي بعدين.

لين بسرعة:
– أنا دكتورة علاج طبيعي، هيحتاج العلاج إمتى؟

الدكتور:
– كمان أسبوعين، لما الجبس يتفك... وانتي اللي هتتابعي معاه بقى.

لين:
– شكرًا يا دكتور.

الدكتور:
– ده واجبي.

دخلوا كلهم عند يوسف. ندى حضنته وعيطت.

ندى (بدموع):
– إنت كويس يا بيه؟

يوسف (بضحكة):
– الحمد لله، بتعيّطي ليه؟ أنا زي الفل أهو.

عمر:
– ألف سلامة يا صاحبي.

أدهم:
– ألف سلامة يا "جو".

الكل سلّم... ماعدا لين. يوسف بصّ لها، بس ماكلمهاش.

يوسف (ببرود):
– عمر، الدكتور قال إيه؟

عمر:
– هيفك الجبس بعد أسبوعين، وبعد كده هيتابع علاج مع لين، صح يا لين؟

لين (بجفاء):
– أيوه... ألف سلامة. عن إذنكو.
(ومشت بسرعة)

يمنى (بقلق):
– هي مالها؟ حد مزعّلها؟

الكل:
– لا...

يوسف (بهدوء):
– أنا اللي مزعلها.

عمر (متفاجئ):
– وانت تقدر؟!

يوسف:
– اهدى بس يا عمر، هحكي لك بعدين.

أدهم:
– لا، احكي دلوقتي!

يوسف بدأ يحكي:
– بصوا... اتعصبت عليها، وانتو عارفين هي بتعند إزاي. والله كنت هصلحها يوم قراية الفاتحة بس هي كانت بتصدّني.

يمنى:
– عشان كده كانت قالبا وشها ومش طايقاك.

أدهم:
– ومين الواد ده؟ والله لأقطعه!

يوسف:
– اهدى يا أدهم، أنا أكيد ما سبتوش، طحنته يومها وحبسته في المخزن كمان.

عمر:
– طب هات مفاتيح المخزن...

يمنى (بتوتر):
– مفاتيح إيه؟ إنت هتعمل إيه؟

عمر:
– تعالى يا أدهم معايا...

يمنى (ماسكة في عمر):
– متروحش في حتة، أنا خايفة.

عمر (بضحك):
– هو إنتي مخطوبة لسوسن؟ اهدي، متقلقيش... يلا، سلام، ولين زمانها برة هتوصلكو.

برّة المستشفى

عمر:
– لين.

لين:
– نعم؟

عمر:
– معلش، ابقي روحي يوسف والبنات، أنا وأدهم ورانا مشوار مهم.

لين:
– ماشي يا عمر.

ركبت لين العربية، جنبها يوسف، والبنات وراهم.

يوسف (بهدوء):
– بتعرفي تسوقي؟

لين (بجفاف):
– أيوه... حط الحزام بقى.

وصلوا عند بيت يوسف. لين وندى سندوه.

لين (بقلق):
– بالراحة شوية، بتجري ليه؟ انت لسه مجبس!

يوسف:
– إنتي متعصبة ليه طيب؟

لين:
– مش متعصبة ولا حاجة.

يوسف شاور لندى، فطلعت وسابتهم لوحدهم.

يوسف:
– لين... ممكن نتكلم؟

لين:
– لا، سلام.

يوسف مسكها من دراعها:
– أنا آسف... عارف إني غلطت لما اتعصبت، ومليش مبرر. آسف والله... حقك عليا.

لين (بدموع):
– أنا مستهترة يا يوسف، بتصرف من دماغي ومش بكون واعية.

يوسف:
– حقك عليا. وبعدين هتعالجيني إزاي وانتي مخصماني كده؟

لين ضحكت.

يوسف:
– ضحكت يعني قلبها مال؟ خلاص بقى يا "لي لي"... صافي يا لبن.

لين:
– حليب يا قشطة.

يوسف:
– أيوه بقى... دي لين اللي أنا أعرفها.

لين:
– طب سلام، وخلي بالك من نفسك.

يوسف:
– حاضر 😂

خرجت لين، لقت ندى والبنات مستنيين.

ندى:
– اتصالحتو؟

لين:
– انتو عارفين؟

لما:
– أيوه، يوسف قالنا في المستشفى.

لين:
– أهو... اتصلحنا. يلا سلام، وخلي بالك منه يا ندى... بتعرفي تطبخي أكل "هلثي"؟

ندى (بضحك):
– صراحة لا.

لين:
– طب هعمل أكل وأبعته مع أدهم... يلا سلام يا قلبي، خلي بالك من نفسك.

في بيت لين

لين بدأت تطبخ.

يمنى:
– ما قولتليش ليه اتخانقتي مع يوسف؟

لين:
– كنت زعلانة مش أكتر، وكنت هقولك، بس هو سبقني.

يمنى:
– هو أصلًا ظبط الولد وحبسه في المخزن، وأدهم وعمر هناك بيكملوا عليه.

لين:
– إيه اللي خلاه يعمل كده؟

يمنى:
– يمكن عشان بيحبك.

لين (بتوتر):
– انتي بتقولي إيه؟! لا طبعًا...

يمنى:
– وانتي بتحبيه؟

لين (باضطراب):
– لا... يا يمنى متفكريش كده تاني! يلا ساعديني نخلص بسرعة.

وبعد شوية، عمر وأدهم رجعوا.

يمنى:
– إنت كويس؟

عمر:
– كويس يا روحي والله.

أدهم:
– ما قولتيش ليه يا لين؟

لين:
– مرديتش أعمل مشاكل.

أدهم:
– إنتي هبلة ولا إيه؟

لما:
– خلاص بقى يا أدهم، مش الموضوع خلص؟

لين:
– أدهم خد الأكل ده ووديه ليوسف، عشان ندى مش هتعرف تتصرف لوحدها.

أدهم:
– حاضر، هاتي... وتعالي انتي كمان، مش انتي الدكتورة؟

سالي (بغضب):
– لا، هي مش هتروح في حتة! وانتي يا هانم "رابح" جيه معاكي بصفته إيه؟ دي التربية اللي اتربيتيها؟! (وضربتها بالقلم)

عمر شد سالي بعيد:
– في إيه يا خالتي؟! وبعدين لين ما عملتش حاجة غلط، هي دكتورة وهو مريض، فأكيد هتساعده!

لين خدت بعضها وجريت على أوضتها بتعيط.

يمنى (بحزن):
– أدهم، روح انت ولمّا ودوا الأكل.

أدهم:
– حاضر، يلا يا لمّا.

يمنى:
– ليه يا خالتي تعملي كده؟

سالي:
– واكسر رقبتها كمان! عشان قليلة الأدب.

عمر (بهدوء):
– لا يا خالتي، لين محترمة... وانتي عارفة كده كويس.

سالي:
– المحترمة اللي تقعد مع واحد ما تعرفوش؟

عمر:
– يوسف صاحبي من زمان، وواثق فيه.

سالي:
– بس بقى! بلا واثق بلا مش واثق. هي مالهاش طلوع من البيت أسبوع!

لين (بإصرار):
– لا، هطلع... لأني ما عملتش حاجة غلط!

سالي:
– انتي كمان بتبجحي؟! والله لأوريكي!

عمر شد لين بعيد:
– يا خالتي، ماينفعش كده.

لين (بألم):
– ياريت بابا كان موجود، كان زمانه فهمك إزاي تقوليلي كده...

سالي (بدموع):
– كان زمانه مات بحسرته...

لين (بحدة ودموع):
– ما تقوليش كده على بابا!

خرجت لين بسرعة، وسابتهم وراها. راحت على القبر، وقفت قدامه وهي بتنهار من البكا...

لين (بصوت مكسور وعيونها مغرّقة دموع):
– شايف يا بابا؟ ماما عملت فيا إيه... ياريتك كنت عايش.
(بصّت على اسمه المكتوب على الحجر)
– وحشتني أوي يا بابا... الله يرحمك يا حبيبي.
(قعدت على الأرض قدامه، حضنت نفسها، وعيّطت بحرقة كأنها مستنيّة حضنه)

بعد شوية

رجعت لين، خبطت على باب يمنى:
– ممكن أبات عندكو النهاردة؟

يمنى:
– أكيد طبعًا، ادخلي يا هبلة ❤️

عند يوسف

يوسف:
– مالك يا أدهم؟

أدهم:
– مفيش...

لمّا:
– لا، فيه! خالتي سالي ضربت لين عشان...

أدهم:
– لما! عيب كده. يلا نِمشي.

يوسف:
– في إيه يا أدهم؟ قول يا أخي.

أدهم (بهدوء):
– باختصار، ضربتها عشان شايفاها قريبة منك... فافتكرت إنك بتستغلها.

يوسف (منهار):
– أنا؟!

لمّا (بسرعة):
– متزعلش من خالتي، هي كانت متعصبة بس... سلام يا أبيه.

يوسف قاعد يفكر في لين...

ندى (بتدخل):
– عايز الصح يا أبيه؟ روح اخطبها. إنت بتحبها وبتخبّي، وهي نفس الكلام.

يوسف (بابتسامة):
– حاضر... هشوف.

ندى:
– ربنا يريح قلبك يا رب. يلا تصبح على خير.

يوسف:
– وانتي من أهل الخير، يا "يندوش".

تاني يوم – في البيت

لين رجعت.

سالي (بدموع):
– إزيك يا لين؟

لين ما ردّتش.

سالي:
– هتخصميني يا لين؟

لين (بصوت مكسور):
– مقدرش يا ماما... أنا آسفة، ووعد مني مش هيبقى ليه علاقه بيه تاني......

                      الفصل الخامس من هنا

تعليقات



<>