رواية خذ بيدي الفصل الرابع4بقلم سبا النيل


رواية خذ بيدي الفصل الرابع4بقلم سبا النيل

بقيت بعاين ليهم وجسمي متصلب، بخطوات أقرب للجري مشيت عليهم  مع انو المسافة قريبة بس حسيت اني قطعت النفس وبقيت بتنفس بقوة وسألت بصوت عالي "في شنوو؟".. ردت علي فاطمة وهي خاتة يدها اليمين على قلبها وبتاشر لي بالتانية على باب الغرفة وقالت لي "ولدي بِموت يا احمد ولدي بِموووت".. عاينت ليهم بصدمة وخوف، قبلت بسرعة على باب الغرفة ومشيت عليهو وعانيت من الجزء الزجاجي فيهو، قلبي ضرب بقوة لما شفت اتنين دكاترة ومعاهم ممرضة متلفين حواليهو، قميصو كان مشقوق وملصقين على صدور اقطاب كهربية وبعملو ليهو في صدمات كهربية وشوية يعملو ليهو انعاش قلبي.. 

بيقت واقف بعاين بعدم تصديق، مسكت في الباب ولساني اتحرك انا بقول "لا حول ولا قوة الا بالله، لا حول ولا قوة الا بالله".. ما اتخيلت يوم في حياتي اشوف منظر زي ده خلي كمان اشوفو في نادر، رجعت لورا بعاين ليهم، عاينت لآفاق الكانت ماسكة فاطمة بتحاول تهديها وقلت ليها "آفاق ارفيها من الارض خليها تقعد في الكراسي دي".. حركت لي راسها بإيجاب وبدو يتكلوها وساعدوها تقعد في كرسي من الكراسي الموجودة في الممر وهي كانت وقفت بكا بس دموعها لسة جارية وكأنو صوتها راح.. 

وهم حالهم ما كان احسن من حالها، حاولت امشي اطمنهم بس ما قدرت، انا زاتي عايز البطمني، انا زاتي ما مرتاح، عاينت لكيس الحلويات الكنت نسيتو في يدي، اتوجهت على الكراسي القدام باب الغرفة، رميت الكيس في الكرسي الجنبي وقعدت بعاين للباب، عدا الزمن وانا بهز في رجلي بحاول اتظاهر بالثبات، كنت سامع صوت الحركة جوا بيتسارع وخواتيم ما باقي ليها الا تمشي فوق قلبي، حسيت بتوتر شديد ودنقرت راسي وانا بخت يديني في راسي بحاول اهرب من البيحصل جوة، حسيت بي حاجة دافية على خدي، اتفاجئت بانو دموعي نزلت، ختيت يدي بين عيوني وكأني مصدع.. 

مر شوية وقت ونحن كلنا بنفس الحالة وفجاة الباب فتح وطلع الدكتور بهدوء، قمت عليهو بسرعة وفاطمة قامت طوالي وقفت جنبي ف قلت ليهو بسرعة "خير يا دكتور؟".. كان واضح الإرهاق على ملامح وشو، سكت شوية وبعدين قالي " عملنا كل البنقدر عليهو بعد ما الولد قلبو وقف فجاة وعملنا ليهو انعاش قلبي رئوي وصدمات كهربية والحمد جسمو استجاب كويس جدا " .. 

غمضت عيوني وانا بتنهد بإرتياح وكأنو كشحو فيني موية باردة، انتبهت على الدكتور وهو بواصل كلامو وبقول" رغم انو الإنعاش كان ناجح الحمد لله بس الولد حاليا داخل في غيبوبة ودي حاجة كانت متوقعة".. انصدمت وقبل ما فاطمة تتكلم قلت ليهو "غيبوبة كيف يعني يا دكتور يعني وضعو خطر؟".. قالي " الغيبوبة الدخل فيها ولدك هي نتيجة مباشرة لانقطاع الأكسجين من القلب والدماغ لفترة بسيطة، ممكن يفضل في الغيبوبة دي يومين او تلاتة بالكتير مع انو في حالات تانية ممكن تستمر لمدة اسبوع"..

سكتت ما عرفت اقول شنو ف هو واصل وقال "اهم حاجة في الفترة دي تقدمو ليهو الدعم النفسي والرعاية لانها بتلعب دور كبير جدا في تضيفو واستجابة مع العلاج".. حركت راسي بإيجاب وقلت ليهو ان شاءالله يا دكتور، طيب ممكن المضاعفات الحصلت دي تحصل ليهو تاني أو كده لا سمح الله؟".. 

اتنهد بهدوء وقالي" شوف يا استاذ..؟" .. قلت ليهو "احمد".. قالي شوف يا استاذ احمد، كل شي في الفترة الهو بمر بيها دي متوقع، مريض ثقب القلب دائمًا بتحصل معاهو مضاعفات وما بتقيف الا تتعمل ليهو عملية القصطرة القلبية، عشان كده انا بنصحك تستعجلو في إجراءات العملية".. عاينت ليهو بتفاجؤ وقلت ليهو "عملية؟!".. عقد حواجبو بإستغراب وقالي "آي عملية، مش محددين ليكم عملية قلب مفتوح للولد؟".. فاطمة ردت عليهو بسرعة وقالت ليهو "ايوا صاح"، رجع عاين لي وقالي "اذا استعجلوا في الإجراءات عشان نتجنب حصول اي مضاعفات مشابهة ونحن ان شاءاللهما بنقصر منو، يلا عن اذنكم".. 

قلت ليهو بي سرعة "شكرا ليك يا دكتور".. ابتسم لي وفات وانا طوالي قبلت على فاطمة وقلت ليها "ما قلتي لينا انو مقرر ليهو عملية ليه؟".. سكتت وفي اللحظة دي جات امي واخواتي وقالو ليها حمدالله على سلامة نادر.. بقو بتكلمو معاها وانا واقف سامت عايز اعرف ليه ما قالت لينا عندو عملية.. فجاة في حاجة خطرت على بالي وقررت اتأكد منها.. حمدت ليها السلامة لولدها، شوية الدكتور والممرضة الكانو جوا طلعو، طمنونا اكتر على حالتو وورونا انو ممكن ندخل نشوفو بعد التعقيم طبعًا وانو حاليا موصل بجهاز مراقبة القلب والاكسجين وأنهم ح يتابعو حالتو عن كثب.. 

امي وفاطمة دخلو عليهو بينما انا واخواتي فضلنا برا، بعد شوية دخلنا شفناهو، كان نوصل بالاجهزة، بشرتو باهتة، باين التعب على ملامح وشو، بعدها انا طلعت نزلت تحت واديتهم راحتهم، مشيت على الاستقبال عشان استفسر عن موضوع عملية نادر بس قالت انو سياسة المستشفى ما بتسمح بانهم يقولو معلومات زي دي الا لولي امر المريض.. 

طلعنا منهم المسا وتاني يوم ناس امي مشو ليها بس انا كنت شغال في الدكان لكن متابع حالتو معاهم بالتلفون، مرو تلاتة يوم وهو لسة في غيبوبة لغاية رابع يوم والي هو يوم الجمعة جاني اتصال من آفاق اثناء ما انا شغال واتفاجئت لمن رديت ولقيتو ده نادر، خليت الفي يدي كلو ورجعت البيت استحميت وغيرت بي جلابية سمحة كدة، مشيت صليت الجمعة اول شي وطلعت من الجامع غشيت السوق شلت لي فواكه وشوية حاجات واتحركت على المستشفى.. 

وصلت ودقيت الباب ودخلت لقيت ابتسامات واسعة مرسومة على وشوشهم، عاينت لسرير نادر لقيت امو قاعدة جنبو في السرير بتحاول تشربو في شوربة وهو ممانع ومركبين ليهو دِرب في يدو، اول ما شافني ابتسم وكان ظاهر انو ما قادر يبتسم من حالتو.. دخلت وسلمت عليهم وفاطمة ختت الشوربة في الطربيزة وقامت من جنبو، جيت قعدت جنبو ف هو طوالي رفع ضهرو من السرير وحضني ولفى يدينو علي واصلا يدينو صغيرونه ما قادر يحضني عديل، قعدت اضحك وامسح في راسو وقلت ليهو حمدلله على سلامتك، شنو لكن خوفتني عليك.. ما رد علي وفضل بس حاضني وخاتي راسو على بطني ومقبل بعيد.. 

زحيتو شوية وعاينت ليهو لانو ما من عادته يسكت كدة واتفاجئت بانو دموعو جارية ومالية وشو وهو ساكت.. مسحت ليهو دموعو وقلت ليهو بإستغراب مالك يا نادر؟.. ما رد، عاينت لامو مستغرب بس حتى هي كانت متفاجئة.. رجعت عاينت ليهو وشلتو قعدتو في رجلي وهو طوالي تكل راسو على صدري ومان ما قادر يشد حيلو كلو كلو.. مسكن يدو وقلت ليهو "نادر مالك حاسي بشنو؟".. دموعو جرت زيادة وقالي بصوت طفولي مقروش " انا ح اموت يا عمو احمد؟ ".. سكتت وحسيت بنغزة في صدري.. قلت ليهو "ليه بتقول كدة؟".. 

قالي بكلام متقطع وما واضح " أنا قاعد اتعب، يديني ورجليني بحرقوني، الدكتور بطعني كل يوم بالحقن، انا عارف اني عايز اموت".. دموعو جرت، عم صمت في المكان، مسحت ليهو دموعو وقلت ليهو "لالا يا زول ماف كلام زي ده، أن شاءالله ماف حاجة بتحصل ليك.. سكت بعاين لي بملامح واضح انو عايز يبكي وفعلا رجع حضني وهو متقرفص في صدري وماسك في الجلابي وبدأ يبكي بصوت بعلا شوية شوية وبقول بي ألم من بين شهقاتو " أنا ما عايز امووت يا عمو احمد انا ما عايز اموت".. فضل يبكي بصوت عالي خلا دموعي غصبا عني تنزل وناس امي غطغطو وشوشهم وقعدو كلهم يبكو معاهو، غلبني الاعملو، حاولت اهديهو وبقيت بمسح على راسو وضهر وبقوليهو "ح تبقى كويس ان شاءالله".. 

بدأ يهدأ شوية شوية لحدي ما حسيت بي جسمو تقل ونفسو انتظم فعرفت انو نام، رفعت راسو كان مغمض ووشو ورموشو مليانين دموع، مسحت ليهو وشو وقمت وانا برقدو براحة في السرير وبغطيهو، كان مستسلم تماما للنوم، وقفت عاينت ليهو مسافة قبل ما اقبل واعاين لي امي وقلت ليها " يمه تعالي صلحيهو".. بعدها وجهت كلامي لفاطمة وقلت ليها "فاطمة تعالي عايزك بره دقايق".. طلعت طوالي وقعدت في المقاعد البرا المواجهة للباب بهز في رجلي وانا مربع يديني، هي غابت جوة شوية لغاية ماف فتحت الباب وجات طالعة..

تعليقات



<>