رواية لمست روح الفصل الرابع4بقلم نورهان عبد العزيز

رواية لمست روح الفصل الرابع4بقلم نورهان عبد العزيز

خط فاصل 

وبعد أن دخلت الأم على فارس وكان في حالة الذهول عندما رأى الصورة وارتبك ثم طلب من الأم كوب ماء وبرشامة صداع ثم طوى الرسمة ووضعها في جيبه الأيمن. ثم أتت الأم بكأس الماء والريفو وأخذها فارس، ثم بعد ذلك جلب ورقة وكتب عليها رقم الموبايل، ثم ألقى نظرة على هيام وخرج من الغرفة وودع الأم ثم ذهب إلى المنزل.

وبعد أن رجع فارس إلى المنزل دخل غرفته ثم أخرج الرسمة من جيبه وظل في هذا الوضع إلى أن أذّن عليه الفجر. استمر في هذا الوضع لمدة ثماني ساعات متواصلة. وبعد تساؤلات كثيرة تدور في ذهنه قرر الاتصال بابن خالته علي.

فارس/ الو ، انزل دلوقت حالاً ، الموضوع مستعجل ما يستناش للصبح ، هسيب باب الشقة موارب ادخل واقفله وراك .

يأتي علي.
علي / مالك يا بني؟ هو أنا عشان ساكن في نفس العمارة فوقك يدّيك الحق إنك تصحيني من أحلى نومة؟
فارس / اقعد بس ، الله إنت بتعمل إيه؟
علي / بريح جسمي ، سبني أنام بس شوية ، كلها ساعتين ونقوم للبنك أبوك هيرفدنا .
فارس / بس قوم عايز أكلم معاك يا أخي في موضوع مهم.
علي / اتكلم يا حبيبي أنا سامعك وادي قاعدة.
فارس / علي ، هي ليلى رسمتك قبل كده؟
علي / نعم ياخويا ؟ هو إنت منزلني من بيتنا وفي عز التلج ومن تحت اللحاف عشان تقولي هي ليلى رسمتك قبل كده؟
فارس / آه.
علي / تصدق أنا غلطان عشان أسيب اللحاف وأنزل ليك عشان تسأل سؤال تافه زي ده.
فارس / التافه ده ممكن يكون بالنسبة ليك إنت لكن لغيرك عكس كده تمامًا.
علي / هو في إيه بالظبط؟
فارس / لو إنت بالصدفة شفت بنت حاسس من ناحيتها بشيء كأنه بيشدك ليها ، ولكن إنت بتكدّب الشيء ده وتحس إنك خايف عليها ، ولما بقيت معاها مش عايز تسيبها والوقت يجري بيكم ومتحسش بيه، يبقى ده اسمه إيه ؟
علي / حب طبعًا.
فارس / لا مستحيل.
علي / وليه مستحيل؟ وبعدين إيه حكاية ليلى رسمتك دي كمان؟ إيه علاقة ليلى بالموضوع أصلًا؟

يدير فارس ظهره لعلي بينما علي جالس على السرير.

فارس / كنت عايز أعرف لو واحدة رسمتك، والغريبة المعرفة بينكم من فترة قصيرة جدًا تكاد تكون معدومة من الأساس إنكم تعرفوا بعض، يعني لسه في البداية. يبقى إيه؟ ها، قولي يعني إيه واحدة ترسم ملامحك بدقة؟ ها، رد عليا ساكت ليه! علي!

ثم التفت إليه من جديد ويجد علي قد نام.
ـ إنت نمت يا علي ، وأنا اللي قولت إنت اللي هتحلي ليا المشكلة دي . ثم يضع فارس الرسمة بالدرج ويخرج ليعد فنجان من القهوة إلى أن جاءت الساعة الـ ٧:٣٠ ، ثم أيقظ علي ليلبس.

فارس/ قوم يلا يا علي.
علي / الساعة كام؟
فارس / ٧:٣٠، يلا عايزين ننزل النهاردة بدري.
علي / إنت ما نمتش؟
فارس / لا ، أنا هستناك تحت في العربية 

ثم يأتي علي ويركب السيارة 

علي / غريبة، إنت ما نمتش ليه؟ مش عادتك يعني؟
فارس / أبدًا ، معرفتش أنام بس مش أكتر.
علي / عليا أنا ! قول ليا مالك بس.
فارس / فاكر البنت اللي وصلناها ؟
علي / المجنونة اللي كانت واقفة تحت المطر!
فارس / ليه بتقول عليها مجنونة؟
علي / إنت ما كنتش شايف المطر كان عامل إزاي والبرق والرعد وهي كانت في عالم لوحدها ؟ عشان كده قولت مجنونة . بس إنت إيه فكرك بيها؟
فارس / أبدًا ، كانت نسيت شنطتها روحت أديهالها ، في اليوم اللي إنت كنت تعبت فيه وقلت هتعمل إجازة عارضة.

لم يهتم علي.

فارس / احم.
علي / مالك ! عايز تقول إيه ؟
فارس / لو واحدة رسمتك تفسر ده بإيه؟
علي / من غير ما تطلب منها؟
فارس / أيوه ، يعني فجأة لقيت حد رسمك كده ، تسمي ده إيه؟
علي / حب طبعًا.
فارس / معقول!
علي / في إيه؟
فارس / أبدًا مفيش، يلا هات الأوراق من الكرسي اللي وراك عشان هركن هنا.

وبعد أن انتهى فارس من عمله ذهب للكافية وبدأ ينظر إلى مكان الطاولة التي كانت تجلس عليها هيام. وبعد مرور ساعة اتصل بالأم ليطمئن على صحة هيام.
وبعد مرّور يومين جلس فارس في نفس الكافية المعتاد ، يضع رأسه على الطاولة وما زال يفكر ويسأل نفسه.
هي هيام بتحبني؟
طب رسمت الصورة دي إمتى؟
بس أنا شاغل بالي ليه؟
كمان أنا عمري ما فكرت في يوم إني أقع في الحب ، معقول يحصل !

يرفع فارس رأسه وينظر أمامه فيجد هيام جالسة.

فارس في نفسه ..
هيام ! معقول؟
يقوم فارس من على طاولته ويتجه نحوها.
ـ مساء الخير.
تنظر له هيام.
ـ فارس ! أهلًا ، مساء النور ، اتفضل.
فارس / طمنيني عليكي؟
هيام / الحمد لله ، بقيت أحسن. إزيك إنت؟
فارس / الحمد لله ، اي ده اول يوم تنزلي فيه صح ؟
هيام / صح ،  شكرًا إنك جيت تطمن عليا ، ماما حكت ليا ، مكنتش مصدقة نفسي بصراحة.
فارس / ليه بس ده شيء عادي ، أنا فضلت أستناكي تيجي كل يوم ، ولما قلقت قولت أسأل يمكن يكون في حاجة ، المهم أنتِ عاملة أية دلوقت ؟
هيام / الحمد لله بقيت أحسن.
فارس / إنتِ جاية هنا مخصوص يعني؟
هيام / مخصوص إزاي؟
فارس / أقصد عشان يعني معادنا.
هيام / لا والله ، أنا معرفش إنك هنا ، أنا يدوب خلصت الكورس وحسيت اني محتاجة اجي هنا ، يعني المكان واحشني ، ومحتاجة اغير جو . 
فارس / طب كويس، حظي حلو.
(تبتسم هيام).

وبعد مدة ساعة من الكلام بينهما ، تنظر له هيام وتسأله مع من يُقيم ، وهل عنده إخوة أم لا ؟

فارس / مع بابا وماما ، وليا أخت أكبر مني بس متجوزة ، بس ماما الفترة دي مشغولة معاها لأنها حامل ، فيُعتبر قاعد أنا وبابا ، وماما بتيجي زيارة تعمل الأكل وتظبط أمور البيت وتروح لأختي .
هيام / ربنا يحفظكم لبعض.
فارس / ويحفظ ليكِ ماما يا رب.
هيام / ماما قالتلي إنها حكت لك كل حاجة.
فارس / مامتك ست لطيفة وطيبة 
هيام / شكرًا لذوقك .
فارس / لا صدقيني دي حقيقة . هيا ممكن أطلب طلب؟
هيام / اتفضل طبعًا.
فارس / ممكن لو مفيهاش مشكلة نكون أصدقاء؟
هيام / أعتقد إننا بقينا فعلًا أصدقاء.
فارس / إيه ده من إمتى!
هيام / الأصدقاء بالمواقف، وإنت ليك مواقف معايا لطيفة كتير ، يعني وصلتني يوم المطر ، وتاني يوم جبتلي الشنطة ، وصحيح كان شكلي مضحك قوي وأنا ماشية بالشنطتين في إيدي بس حقيقي انا مكنتش واخدة بالي إلا لما جيت اقعد وأشوف الشغل حتي صحبتي قاعدت تضحك عليا لما شافتهم ، بس حقيقي كان يوم لطيف مقدرش انساه ، ولما جيت البيت عشان تطمن عليا ، واتصالك بماما كل يومين عشان تطمن هل أنا بخير ولا ، ده كله ما يتقدرش بتمن . حقيقي شكرًا ليك .
فارس / كل ده أنا عملته !!!

(تبتسم هيام).
فارس / يعني أقدر أطلب رقمك الخاص؟

تتوتر هيام وتنظر له في حيرة ثم تبتسم وتقول:
ـ مفيش مشكلة.
هيام / ياه، الوقت اتأخر قوي، لازم أروح.
فارس / أوصلك!
هيام / مفيش داعي ، كفاية تعبتك معايا الفتره اللي فاتت .
فارس / متقوليش كدا 

ينزلون من الكافية ، وتركب هيام تاكسي ، ويظل فارس واقف ينظر إليها إلى أن اختفى التاكسي ، بينما هي كانت تنظر له من المرآة وتستعجب نظراته .

تذهب هيام إلى المنزل وتجلس مع والدتها ، وبعد الانتهاء من الطعام يجلسون أمام التلفزيون يشاهدنَ فيلم إشاعة حب. وبعد أن ينتهي الفيلم تدخل الأم غرفتها وكذلك هيام ، تتجه هيام نحو مكتبها لترتبه ، وتخرج من الدوسية الأوراق فلم تجد الرسمة. تظل تبحث في كل شيء ولم تجدها ، وظلت تبحث حتى غلبها الحزن والنوم من كثرة التعب.

يمر شهران ومازالت هيام تبحث عن الرسمة ..
يكونان قد اقتربا كل منهما من الآخر، فقد غيّرت هيام في فارس كثيرًا ، أصبح يذهب للعمل بدون تأخير وأصبح أكثر التزامًا ، وكان الذي يشجعه على ذلك أنه في نهاية اليوم يرى هيام ، أما في الكافية أو الكورس ، خصوصًا أنه اشترك في كورس الرسم لكي يتقرب منها أكثر . ثم يأتي اتصال لها وهما يجلسان معًا في الكافية وهما يتعلمان من الأخطاء التي يقعون فيها في الرسم.

هيام / الو، أهلًا يا ماما، أنا قدامي ساعتين وأجي . خير ، في حاجة ضرورية؟
ـ ينظر لها فارس . 
هيام / إيه؟ متقدملّي عريس؟

تنظر هيام لفارس في ذهول ، وكذلك هو.

تعليقات



<>