
مراسم خطوبة .
بعد ذلك الخبر الذي سمعته هيام بدأت في حزن شديد وقلق.
فارس / إيه اللي سمعته ده؟
هيام / متقدِّم لي عريس.
فارس / تعرفيه؟
هيام / لا.
فارس / طب ما تديله فرصة؟
هيام / إنت بتقول إيه؟
فارس / بقول ادي له فرصة جايز يطلع مناسب.
هيام / إنت بتتكلم جد؟
فارس / آه، مالك بس في إيه، بتلمي حاجتك ليه؟
هيام / أنا عايزة أمشي دلوقتي من فضلك.
فارس / طب استني أوصلك.
تنظر هيام لفارس وتقول له:
(لا شكرًا)
ثم تتركه بدون سلام وتذهب، يرجع فارس بظهره على الكرسي ثم أمسك بالقلم وضرب به الحائط الذي أمامه، ثم نادى على الجرسون ودفع الحساب وطلب منه أن يحتفظ بالأوراق وأنه سيأتي عَلِيّ يأخذها.
فارس / هكلم عَلِيّ يعدي عليك ياخد الأوراق خالي بالك منه يا شريف.
شريف (الجرسون) / في عيني يا أستاذ فارس.
ينزل فارس ليلحق بهيام ولكنه لم يرها، فيركب سيارته ويقرر أن يحاول أن يقابلها ولكنها لم ترد عليه، ثم يتصل بي عَلِيّ ويخبره أن يذهب الكافية ويأخذ الأوراق من شريف، ثم يعيد الاتصال بهيام ولكنها لم ترد بعد. يحاول أن ينظر في السيارات التي تمشي في نفس الاتجاه لعله يراها ثم ركن في منتصف الطريق ووضع رأسه على دركسيون السيارة وبدأ يلوم نفسه ويحدثها وترد عليه:
ـ طب أنا ليه قولت لها كدا ، طب هي ليها حق تزعل مني قوي كدا ؟ أنا بكلم عادي بشوف رد فعلها وهل هي عايزاني ولا لأ ؟
(يعني هي لو كانت عايزاك كانت هتقعد معاك وتكلمك؟ وكانت كمان هترسمك ولا إنت نسيت ؟ ده عيونها فاضحة حبها ليك ولا إنت عامل مش شايف ؟ )
ثم يرد على نفسه ويقول:
ـ بس أنا مكنتش متخيل إني أحب ، أنا حاسس إني بتخطف ، وليه حزين قوي كدا لما هي مشيت ؟ طب أعمل إيه ؟
وبعد مرور ساعة ، يرفع رأسه ويضرب بيده اليمنى على الدركسيون ، ثم يجد اتصالًا من عَلِيّ
الو يا علي في إيه؟
علي / أنا جبت الأوراق ، صوتك ماله؟
فارس / أبدًا مفيش ، مخنوق شوية بس.
علي / طب تعال هستناك ، خالتك سفرت البلد مفيش حد غيري ، عقبال ما تيجي أكون جهزت العشاء كمان.
فارس / حاضر.
يدور فارس السيارة ويذهب للبيت ويطلع على شقة خالته ويفتح له علي الباب ، يجده شعره مبعثر ، وثيابه غير متناسقة.
علي / إيه ده؟ ادخل، إنت كنت بتتخانق ولا إيه؟
فارس / لا.
علي / طب قوم خد دوش وأنا هطلع لك هدوم.
فارس / ملوش داعي.
علي / لا قوم خد دوش ، متعودتش أشوفك في الحالة دي.
ينظر له فارس نظرة زعل، ثم يحاول عَلِيّ أن يخفف عنه.
علي / يلا قوم ، هطلع لك ترنج جديد كمان يا سيدي ، يا راجل ابتسم طب.
فارس / شكرًا يا علي.
علي / شكرًا ! إيه الأدب ده ، طب يلا قوم عقبال ما أجهز السفرة.
وبعد مرور نصف ساعة.
علي / الأكل مش عجبك ولا إيه ؟
فارس / لا أبدًا مش كدا.
علي / طب كل ده المكرونة والبانيه والبطاطس المحمرة اللي إنت بتحبهم كمان ، وخد المخلل أهو.
فارس / أنا مش جعان يا علي.
علي / في إيه معاك ؟ احكي.
ينظر له فارس ويأخذ تنهيدة ويبدأ كلامه عن هيام ويذكره بكلامه عن الرسمة ويشرح له كيف وجدها وأخذها ولماذا اشترك في كورس الرسم وما قاله بشأن العريس لهيام ثم صمت.
علي / طب ما أنا عارف إنك رايح الكورس ده عشان هيام ، ولكن الموضوع يا فارس فيه كذا شق بس أهم شئ أن هيام بتحبك وانك بتحبها بس خايف من التجربة او انك تاخد خطوة ، مع انها تستحق انك تغير تفكيرك عشانها ، وتاني شق هو أن تصرفك كان غلط لأنك عارف ومتأكد من مشاعرها اتجاهك ، ليه تقول لها تشوف العريس؟ يبقى إنت وجودك إيه في حياتها ؟ مستني اي منها لما تسمع منك الكلام ده ؟
فارس / تقصد إيه؟
علي / يعني تفتكر بنت زيها بأخلاقها هتسمح يكون في حياتها صديق ؟
فارس / لا.
علي / يبقى إنت بالنسبة لها إيه ووجودك في حد ذاته هي شايفاه إيه؟
فارس / تقصد يعني إنها شايفانا سوا يعني كأننا مخطوبين أو مرتبطين؟
علي / بالظبط ، وحضرتك للأسف طلعت غبي لأنك سبتها لحيرتها وتفكيرها مقولتش كلمة واحدة تطمنها لا قولتها شوفيه وادي له فرصة كمان ، تفتكر هي شايفه نفسها ازاي دلوقتي ولا بتفكر فيك ازاي ؟
فارس / طب والعمل ؟ أنا فعلًا مش عارف أعمل إيه.
علي / علقتها بيك ليه؟ وكل تصرفاتك معاها توحي بالحب.
فارس / بس أنا عمري ما توقعت إن ده يحصل لي في حياتي ، إني أحب وأتحب كمان.
علي / وآدي اللي حصل ، ها إيه العمل بقا ؟ هتسيبها ؟
فارس / مش عارف ، مقدرش آخد قرار زي ده دلوقتي.
علي / إنت كدا هتضيعها من إيدك ، فكر كويس ، اقعد وراجع حساباتك ، صدقني مش هتلاقيها تاني.
ينظر فارس لعلي ويصمت ، ثم يتركه عَلِيّ ليحاول الوصول لحل ولكن فارس لم يصل لحل ، فهو لا يريد اتخاذ خطوة لم يفكر بها إلا وهي الخطوبة والزواج ، فهو كان يعيش حياة كلها فوضى وفجأة ظهرت هيام لتغير تفكيره ، ولكنه في ذاته هو لم يتخيل نفسه صاحب أسرة وبيت ، وبعد تفكير قرر أن يحاول الاتصال بهيام.
(الهاتف يرن) ...
فارس / الو ، هيام متقفليش أرجوكِ.
هيام / نعم يا فارس ، اتفضل ، عايز تقول إيه ؟
فارس / كنت عايز أطمن عليكِ.
هيام / الحمد لله بخير ، في حاجة ضرورية تخليك ترن فالوقت دة ؟
فارس / لا أبدًا ، انا بس كنت عايز اطمن عليكِ
هيام / آه طب تمام ، عن إذنك هقفل.
فارس / استني.
هيام / نعم.
فارس / أبدًا أنا بس نسيت هقول إيه.
هيام / تمام يا فارس ، عن إذنك الوقت أتأخر ، تصبح علي خير
فارس / وإنتِ من أهله.
يحاول فارس الاتصال بهيام لكنها لم ترد ، ومر شهر ، حتى أنها انقطعت عن الذهاب للكورس ، وظل هذا الوضع قائمًا إلى أن أتى اليوم الذي قرر فيه فارس أنه سيذهب لبيتها ويحاول التحدث معها، ولكن عندما ذهب وجد البيت من الخارج مُزين بفروع نور ، وعندما وقف تحت العمارة ألقى نظرة ثم إنه لم يهتم فأخذ الأسانسير وتوقف به عند بيت هيام ليجد أمامه باب شقتها مفتوحًا وصوت الزغاريد يعم في منزلها. بدأ فارس يتجه ببطء نحو شقتها وشعر بقلق وخوف يسيطر عليه ، وعندما دخل نظر على يمينه وجد هيام تمد يديها لوضع خاتم الخطبة ، بينما هي تنظر في الأرض بحزن ، وفجأة قلبها بدأ بالخفقان لترفع عينيها فتجد فارس واقفًا أمامها...