رواية غرام في العالم السفلي الفصل السابع7بقلم داليا السيد
عقد قران
ما أن أغلق معها حتى عاد الرنين ونفخ لرؤية اسم مي، أبعد وجهه ثم أجاب "ماذا؟"
كانت تنكمش على نفسها بالفراش وفكرت ألف مرة قبل أن تهاتفه وظنت أنه لن يجيب ولكن قلبها انقبض بقوة عندما سمعت صوته فقالت "مرحبا هارون كيف حالك؟"
تأنى قبل أن يغلق بوجهها وقال "بخير"
ابتلعت ريقها والغصة المتقوقعة بحلقها وكل ما يحز داخل قلبها منذ رحلت وتركت البيت الذي عاشت به معظم سنواتها
"هاتفتك لأطلب منك أن تعفو عني، هارون أنا.."
قاطعها بصوت لا يصل لرجاله لكن يصل لها، يحسم التردد الواضح بنبرتها والأمل الساكن أسفله
"أنت نلت فرصتك وللأسف لا أملك لك سواهم"
وصله صوت نحيبها ولكنه لم يؤثر به، هو لا ينكر مكانتها بين أفراد عائلته لكن أن تخون ثقته ومن أجل غيرة نساء فهذا يعني ألا مكان لها بينهم
الرجاء بل والتوسل هو ما جاءه عبر الهاتف "أرجوك هارون، تلك آخر فرصة، وأعدك أني لن أخطأ مرة أخرى"
ظل ينظر للخارج وهو يقول "وأنا أحررك من وعدك قبل أن تقطعيه على نفسك لأنك لن تستطيعي الوفاء به وكلانا يعرف السبب، حاولي التعايش مع وضعك الجديد لأنني لا أنوي التراجع بقراري"
تبدل الرجاء والتوسل لجنون، هتاف، نشيج "ألا تهتم بمشاعري تجاهك؟"
أغمض عيونه وهو يستمع لاعترافها.. ما باله لا يهتم بمشاعر هو يعرف ماذا تعني لصاحبها؟
لأنه لا يحبها يدهسها؟
هو لم يفعل لكن ليس عليه دفع ثمن شيء هو لم يرغب به ولن يقبل بقلب لا يرغب به
"هي تخصك وحدك وللأسف لا يمكنني التجاوب معك لأني لا أراك سوى كما كنت تعرفين، أخت، طبيبة للرجال لكن لا أكثر ولا أقل"
وأغلق الهاتف ولم يهتم عندما عاودت الاتصال بل قذف الهاتف بجيب الجاكيت وانحصرت أفكاره بعروسته التي تنتظره كما ينتظر تلك اللحظة على نار الشوق
زرفت دموع بلا نهاية ولم تعرف كيف توقف الألم الذي يتمدد داخل قلبها ونال كل جسدها حتى جعلها ترقد بالفراش
شقة مؤجرة هي كل ما أمكنها الحصول عليها، غرفتين وصالة وحمام خارجي هل هذا ما كانت ترغب به؟ كان لابد أن أكون ملكة بجوارك والكل جواري
لا يمكن أن يكون هذا ما قدمه حبي لك هارون!
كيف تفعل بي ذلك؟ تطعني بخنجر حبي لك ومن أجل ماذا؟ حقيرة ، مجرمة لا تعني شيء
بكت بحسرة وهي تهمس "بل تعني له كل شيء، هو أنت، أنت لا شيء"
لا.. لن يكون، لن يهنأ بها ولن يرى يوما جيدا
أنا منحتك قلبي هارون وأتساءل كيف لديك القدرة على أن تغيب تاركا خلفك قلبا يذوب عشقا ولوعة في غيابك؟
حبي لك أصبح التعاسة، العذاب، هو لص يسرق كل سعادتي..
أنا أموت وأنا على قيد الحياة بسببك هارون
لكن.. لا..
رفعت الهاتف وأخرجت الرقم الذي لم تهاتفه ولا مرة وتأملته من بين الدموع ثم ضغطت على زر اتصال وهي ترى هارون وهو يصفعها.. يطردها.. لا يقبل بتوسلها
وأدركت أنها تنهار ولكنها لن تنهار وحدها ستسقط وتجلب معها الخراب على الكل..
*****
الصباح أمل، ميلاد يوم جديد بواقع مختلف عما كان بالليل
وضعت قدمها على الأرض ونهضت بتأني من الألم الذي لم يذهب ولكنه لم يكن قوي كالأمس
بالحمام وضعتها بالماء الساخن كما أمرها الطبيب ولم ترى أحد اليوم..
ألم يخبر أحد صفوان بما أصابها؟ ألا يهتم حتى بالسؤال عليها
لكن سرعان ما اندفعت الأحداث الغابرة للأمس أمامها وتنفست بصعوبة عندما تذكرته وهو يرفعها بين ذراعيه كدمية لا وزن لها ولولا اعتراضها لميزت عطره الرجولي الفاخر
جنون..
صفوان لم يفكر بها..
لكن رشدي جند العاملين بتلك المشفى من أجلها..
لأنه رجل نساء، ألم يسبق له وحاول لمس ساقها أسفل المائدة؟
دقات على الباب جعلتها تنتفض وترفع رأسها الغارق بالأفكار وصوت هندية يصل لها فجففت قدمها ونهضت تعرج للباب
هندية كانت قد وضعت لها الإفطار وابتسمت لرؤيتها وهي تقول "تبدين أفضل اليوم"
نظرت للطعام بلا شهية وجلست أمامه وهي تقول "أين الجميع؟"
منحتها المرأة الأقراص وقالت "مع الريس بالخارج والكل يستعد"
رفعت عيونها الذابلة لها باستفهام وهي لا تفهم شيء.. رحيل مي وتر علاقتها بهندية التي كانت ثابتة حتى الآن، كلمة الكل يستعد وضع علامات استفاهم؟؟
"يستعدون!؟ يستعدون من أجل ماذا؟"
دخلت هندية غرفتها وما زالت تتحدث ولم تميز أحلام هل نبرتها سعيدة أم حزينة
"عقد قران الريس على ليال"
لم تتفاجأ، كلهم توقعوا ذلك ولكن..
"ومي!؟"
ندمت على تسرعها لكن هندية أجابت من الداخل "لم أخبرها ولن أفعل حتى يمر الحفل على خير، الحزن قد يتحول لوحش داخلها يدمر كل شيء ووقتها الريس لن يرحمها"
كانت قد خرجت بحقيبة مغلقة للملابس وتأملتها أحلام بنظرة تقدير لامرأة تفهم ما تفعل جيدا مع الجميع
"ليال لا تستحق ذلك، لم تأذي أحد من قبل ولن تفعل لقد عشت معها كثيرا"
هزت هندية رأسها بتفهم، هي تعرف ابنتها جيدا وامرأة بعمرها تفهم ليال أيضا وتدرك مشاعر هارون.. لن يرحم ابنتها لو فكرت بإيذاء امرأته
"أعلم، لذا أنا هنا ولست معها حتى تنتهي الزوبعة وربما يمكنه أن يسامحها، المأذون سيكون هنا بعد العشاء"
وتحركت خارجة وأحلام تنظر للطعام أمامها بلا شهية، ليال تستحق كل خير وهي أيضا تستحق كل خير فهي لم تنل أي يوم سعيد بحياتها..
حتى عندما أحبت سقطت بنفس الفخ الذي سقطت به مي.. حب ضائع.. يفضي للموت
لا تعلم لماذا مر رشدي مرة أخرى على ذهنها ورأت ملامحه الجامدة ونظراته التي لمعت بالاهتمام والطبيب يفحصها..
اهتمامه بها كان غريب عليها.. لم تناله من قبل
هو رجل لا يعرف سوى دفن عقله بالبرامج الجامدة التي لا تشعر، لا تعرف الحب أو الكره، هو الآخر لم يعرفهم..
تلك المشاعر المتضادة رفضها، عاش بين أب لا يعرف سوى الأرقام بالبنوك.. وزوجة أب كل همها ملئ دولابها وصندوق المجوهرات و..
خائنة.. بالسر طبعا
وهو فشل بإثبات ذلك، غبي كاد ينساق وراء إغواءها كان شاب صغير لم يجد من يمنحه أي شيء
لم ينل حنان الأم.. لم يعرفها..
نشأ على أنها ماتت بعد ولادته بأشهر قليلة وحتى لا يعرف سبب موتها
علي زيتون رجل أعمال شهير، ناجح وثري جدا وهذا ما كان يراه هو والجميع..
فجأة رعدت السماء منذرة بعاصفة هوجاء ابتلعت حياته من جذورها.. والده مجرم خفي..
وضحكت عليه الأقدار ساخرة.. هل ظننت أنك شريف؟
أموال محرمة تلك التي تمرغت فيها وتنعمت على وسادتها.. رفضها.. ثار، هاج وماج ونال صفعة حازمة وطرد بلا رغبة برؤيته..
حتى عندما حاول الاعتذار كانت تلك المرأة بالمرصاد، أسقطته بالفخ وكانت النهاية
الملهى الليلي احتضنه ليال لا يعرف عددها، مشاجرة عنيفة كاد يموت فيها بسبب فقدانه الإدراك من الخمر لولاه..
هارون..
جذبه من وسط جبهة العدو وظل بجواره حتى مر من فوهة البركان دون أن يحترق وتفهم هارون الحقيقة واحترم قراره
عمل بشركات هارون أعوام كثيرة ولأنه أثبت أنه الأفضل كبر بالمناصب حتى وصل لمدير الإدارة وما زال بأوائل الثلاثينات وبتها انتبه له هارون فمنحه تلك الشركة وجعله شريك بعقله ومهاراته وها هو بالأربع سنوات الأخيرة حقق كل ما تمنى ولم يفكر برؤية الأب الذي لم يبحث عنه..
أغمض عيونه وكأنه يرفض السماح للذكريات المؤلمة بأن تدفعه للجنون، لماذا بعد كل تلك السنوات!؟
دقات على الباب وصوت زينب يعيده لشاشة حاسوبه "أحلام أرسلت بنود الاتفاق وملخص اجتماع الأمس هل ترغب بمنحي مسودة التعاقد؟"
لم ينظر لزينب فهي آلة تعرف كيف تدير كل شيء من حوله جيدا حتى وهو غير موجود
"ليس بعد، متى ستصل بعثة اليابان؟"
نظرت للحاسوب اللوحي بيدها وقالت "بعد ساعتين والسيارات بانتظارهم لتوصيلهم للفندق وغدا موعدك معهم بالتاسعة"
لم يرد فأكملت "هل نعتمد غياب أحلام ك.."
قاطعها بجدية "إصابة عمل ولا يجبرها أحد على نزول العمل قبل ثلاثة أيام"
حدقت زينب به.. اهتمامه بتلك الفتاة غريب..
"سمر بالخارج"
نفخ وهو يعبث بالأزرار ثم أجاب "دعيها تدخل"
ترك الجهاز وارتد بالمقعد وضيق غريب يلفه، العطر النسائي الصارخ أعلن عن سمر.. عارضة الأزياء التي سقطت بطريقه ومنحته كل ما أراد وهو لم يتراجع بأخذ كل شيء
"حبيبي مشغول منذ عدة أيام ولم يهاتفني"
ذراعيها الرفيعة كقوامها المرسوم بمقاييس لا يمكن تجاوزها التفت حول عنقه وشفاها تعانق وجنته وهو لم يعد يشعر بما كان يشعر به معها يوم أصبحت له
تركها تقبله ولكنه لم يبادلها القبلة بل ظل باردا وهي توقفت وهي تدرك البرود الذي يقابلها الآن فابتعدت
"أرى أنك غير مهتم بوجودي"
نهض وتحرك للمبرد وجذب زجاجة مياه باردة، عادة تعلمها من هارون.. المياه أفضل من تلك المشروبات.. تناولها كلها
"أرسلت لك شيك مناسب وباقة ورد"
تحركت له بالحذاء العالي مما دفع وجه أحلام أمام عيونه وهي تصرخ من ألم قدمها
"وهذا معناه أننا وصلنا للنهاية؟"
أسقط نظراته عليها والرماد يغطيها بلا رغبة بإبعاد الغيم عن عيونه "كنت تعلمين أن كل بداية ولها نهاية"
وتحرك للمكتب وجذب ورقة من درج المكتب ورفعها بيده ثم مزقها وهو يقول "نهاية سعيدة كالأفلام العربية"
اسود وجهها الملطخ بمساحيق التجميل.. ما زالت بأوائل العشرينات لكن التصاقها به شهر كامل جعلها تقفز بعالم الأزياء قفزة هائلة ستجعلها لا تندم على زواجها العرفي منه..
تحركت بتمايل ومنحته نظرات لا معنى بها "ألم تفكر أنني لا أرغب بتلك النهاية؟"
جلس مضجعا بالمقعد وأجاب ببساطة "لا"
توقفت عند طرف مكتبه والحيرة من كلماته تعيدها للواقع.. ماذا توقعت من عابث أذلي يبدل النساء بشكل مغلف بشرعية كاذبة.. عرفي..
لم يمنحها أي اهتمام وهو يعود لجهازه فأدركت أن لا مجال للجدال فتحركت خارجة وسمعته يقول "إيجار الشقة سينتهي بعد يومين ولن يتم تجديده"
رحلت الدماء من وجهها والشقة الفندقية كانت حلم آخر تعيش به والآن يسحب كل شيء بشكل مهين
خرجت وصفعت الباب خلفها وهو أغمض عيونه.. عليه أن يبحث عن بديل يوقف ألم رأسه الذي لا يتوقف..
****
دقات على باب غرفتها جعلتها تنتفض، هل وصل المأذون؟ هل وصل حبيبها؟ ستتزوجه وتكون له؟
انفتح الباب ورأت هندية تقول "الرجال تريدك"
هزت رأسها وأحلام تقف بجوارها وقد انضمت لها بمنتصف اليوم وهي لم تمانع
رأت ليال صفوان يتحرك وأنس يتبعه وكلاهم تأنق بملابسه فالليلة زواج زعيمهم، صديقهم
انتفض قلب أحلام لرؤية صفوان ولكنه لم يكن يراها من الأساس ونسى وجودها أصلا
تحرك الرجلان تجاه ليال فتورد وجهها وفستانها الأبيض الطويل بصدر من الدانتيل وبلا أكمام والذي تفاجأت بلونه يلتف حول جسدها ويظهر جزء من صدرها علقت به سلسلة فضية كانت قد اشترتها لنفسها منذ فترة طويلة
مختص الشعر والتجميل صفف لها شعرها بشكل منحها بريق رائع، مساحيق التجميل كانت تقريبا غير ظاهرة كما أرادت
نظرت لهم وهما يقفان وصفوان يقول "تبدين رائعة"
ابتسمت وتورد وجهها وأنس يقول "الريس محظوظ بك ليال مبارك علينا زوجة أخينا"
تنحوا جانبا لتتقدم هي بينهم للخارج وتوارت أحلام بفستانها الزيتوني الطويل خلفهم وهي تمنع دموعها من أن تغرق وجهها
انبهرت ليال بالأجواء التي صنعها الرجال من أجلها والزينة تزيد البهجة حولها، فهندية لم تسمح لها بالخروج من غرفتها طوال اليوم
أغاني الأفراح كانت تنطلق من جهاز الدي جي الذي يديره أحد رجال هارون.. أكواب الشربات كانت مرصوصة على مائدة كبيرة..
ابتسامة الرجال ملأت وجوههم لها وهم اصطفوا على الجانبين بملابس رسمية جعلت قلبها يضطرب وهي تخطو بين أنس وصفوان بالممر الذي صنعه الرجال والأرض تحت قدميها فرشت بسجادة حمراء والورود تناثرت عليها
الأضواء المتلاعبة منحتها جو رومانسي تلاعب بمشاعرها وهي ترتجف بطريقها بين الرجال حتى وصلت للمكتب
ما أن وصلت حتى تراجع أنس وصفوان وتركوها تتقدم لتراه يقف أمامها بانتظارها.. عيونه تلاقيها بلهفة.. تتجول على قوامها الملفوف بالفستان ليمنحها رقة الفانيليا
تحرك لها وعيونها التصقت بعيونه فهو من أرادت ولا يهمها العالم من حولها
توقف أمامها حتى لمس يدها ورفعها لفمه وعيونه تمسك بعيونها ويرى بهما القلق، السعادة ولكن بحث عن شيء آخر لم يفهمه، داخله وداخلها
لكن ككاتبة .. أعرفه
الغرام..
"كل هذا الجمال لي وحدي؟"
قبل يدها وهي تبتسم له ولكن لا أحد يشعر بقلبها المجنون
الليلة سأكون لك وتكون لي حبيبي.. سأركل الماضي بقدمي وأفتح ذراعي لمستقبلي معك..
قدمها لطلال ومالك فرحبت بهم وجلست ليبدأ المأذون الإجراءات لعقد القران
تعالت زغاريد هندية وامرأتان كانتا تساعدان بالخدمة وابتسمت أحلام رغما عن حزنها ولكن ليال تستحق السعادة
ارتفعت الأغاني معلنة انتهاء المأذون، التهنئة مرت بين الرجال وبينه، طلال، مالك، أنس وصفوان
الليلة الكل سعيد لكن ولا أحد يشعر بما يشعر هو به
ملكت العالم بك صغيرتي.. خروج الروح نكبة أما عودتها فإشباع بلا حدود وأنت روحي التي افتقدتها
قبلة صادقة من أحلام على وجنتها جعلتها تبتسم بحب وتتمنى لها المثل، هندية مثلت الأم التي لم تعرفها، صفوان كان وكيلها دون أن تفهم كيف ولكن هو خير أخ هو وأنس
واخيرا التفت لها مدركا أن لا حدود بعد اليوم، سيخترق كل الممنوع معها وسيمتع نفسه بكل ما أوقفه تجاها
قبض على يدها ورفعها له ووجها يلتهب من حرارة جسدها الذي نبض بالخجل والسعادة ولم تجرؤ على مواجهة عيونه الجائعة
انحنى ووضع قبلة على جبينها نبضت بكل حنان عرفه أو لم يعرفه فقط وضع بشفتيه كل ما يحمله لها فأغمضت عيونها تلتمس دفء شفتيه وحرارة أنفاسه وعطر اللافندر
غرام..
"وكأني ملكت العالم بك صغيرتي"
فتحت عيونها ورفعتهم له، نظرتها له تحمل نفس ما يحمله لها دون أن يعرف كلاهم
منحته أجمل ابتسامة لأجمل امرأة عرفها وتمناها وبدت كوردة متفتحة وسط بستان من الزهور الملونة وهي أكبرهم وبرائحة..
الفانيليا..
طلال منحه علبة المجوهرات ليخرج دبل الزواج فترك يدها ليضع خاصتها بيدها اليسرى وخاتم ماسي يؤكد ملكيتها للريس، هو لن يخطبها
بالنسبة له فقد أصدر قراره، هي زوجته بمأذون شرعي وشهود تعج من حوله
وهي لم تمانع وهي تضع دبلته بيده أيضا اليسرى ووضع قبلة جديدة على أصابعها
ما أن انتهى حتى ارتفع صوت ضوضاء بالخارج فابتسم وأنس يقول "هل نخرج يا ريس؟"
كانت حائرة لا تعرف ماذا يدور حولها وهو يضع يدها بذراعه، ملكه
"لدي شيء لك صغيرتي"
كانت تحاول مجاراة نظراته والجميع يتحرك للخارج حتى انفض الزحام وهو لف وجهه لها وقال "تمنيت منحك أفضل من ذلك ليال"
كانت صادقة وسعيدة بكل شيء "لا أرغب سوى أن أكون معك هارون"
عاد وقادها للخارج حيث فرغ البيت من الجميع وهي لا تفهم شيء لكن ما أن خطت خارج الباب الخارجي للبيت حتى غشى عيونها ضوء الألعاب النارية التي انطلقت بالسماء تضيء الظلام
رأت الحديقة وقد أضيئت بأنوار كثيرة وفروع من الزينة بشكل وروود وموائد مرصوصة ومقاعد حولها..
اندمج صوت طلقات نارية من سلاح رجال الريس مع صوت الألعاب النارية مما جعل قلبها يدق بقوة، ليس خوف بل من المفاجأة وانتهت الألعاب النارية لتنطلق موسيقى الترحيب بالعروسين
قادها للأمام والنساء ومنهم أحلام يلقون عليهم بورود ملونة جعلتها تضحك كالأطفال..
مكان مخصص للعروسين لا تعلم متى تم إعداده جعلها تشهق بدون تصديق لكن قبل أن يصلا لفها له وذراعه تحيطها والأخرى تمسك بيدها الحرة وهو يقول "لم أرغب به لكن هندية أصرت"
استدركت نفسها من حركته ورفعت يدها على صدره وقالت "الريس لا يجلس عارضا نفسه أمام الرجال"
موسيقى حالمة تعالت بلا إنذار وتمايلت بين ذراعيه وهو لا يفرج عن عيونها "ستظلين تقرئين الريس إلى متى؟"
لم تقبل إلا أن تكون عيونها بين عيونه، جسدها بين ذراعيه حيث الراحة.. الدفء.. الأمان
"نهاية العمر لا تكفيني، ربما لو هناك حيوات أخرى سأظل أفعل بها"
أحنى رأسه ويده تضغط على يدها مقتبسا رائحتها له وحده "وتكونين لي؟"
ألا تعرف الرد يا ريس؟ كيف أنت الزعيم ولا تدرك ما بقلبي لك؟
"ولدت لأكون لك وسأموت وأنا لك ولن أكون لسواك"
اقترب وعيونه تسقط على شفاها الوردية ومذاق قبلتها ما زال بفمه وينتظر أن يناله مرة أخرى
"سيكون لك زفاف.. هذا الحفل مجرد.."
"هذا الحفل أفضل عندي من ألف زفاف، به كل من أرغب، أنت"
جذبها له أكثر والموسيقى لا تتوقف وقلوبهم لا تتوقف من عزف سيمفونية العشق والغرام وهما يرقصان على أنغامها
الحفل كان بسيط لكن رائع حقا، بعض رجال الأعمال ظهرت مع زوجاتهم وتعرفت عليهم ثم بدأت الموسيقى الصاخبة والأغاني
الرجال رقصت واستمتعت والزعيم يقف بجوار امرأته يراقب وذراعه تلفها بتملك وصفوان يجادله بحديث لم تتابعه
طلال ومالك اندمجا بحديث عملي لم يتابعهم أحد
أحلام انزوت على مائدة وحدها بعيدا عن الجميع حتى فزعت من صوت سعد الذي جلس بجوارها "سيد طلبك للزواج"
شحب وجهها وهي تلف رأسها وتواجه عيونه التي كانت تتجول بين الجميع وجف حلقها وتملكها الفزع وهي تحاول أن تفهم كلماته..
لم ينظر لها رغم إدراكه بأن ما قاله لم تكن تتوقعه ولكن بعد رشدي زيتون وعليه أن يجد حل وسيد كان الحل
زميل تعرف عليه وهو يحاول ضمه لرجال هارون..
"لا داعي للعمل طالما هناك رجل سيتولى أمورك"
هو لا يرغب بأن يحمل مسؤوليتها بعد اليوم
"عندما أمنحه الموافقة سأخبر الريس وأطلب منه شقة بإحدى المباني التابعة له"
"لا.."
نبرتها الحاسمة جعلته يلف وجهه لها ورأت عيونه السوداء الضيقة تزداد ضيقا من الغضب الذي نما داخله "من أخبرك أني أنتظر رأيك؟"
تراجعت بصدمة.. هي ليست أمينة لتقبل بسي السيد
"ومن قال أنني سأقبل بأي أحد؟ هو أنا من سيتزوج"
ارتد بالمقعد ببرود طغى على الغضب "لا يهم، أنا أخيك وما أقوله يتم تنفيذه، يومان حتى تنتهي هوجة هذا الزواج وبعدها سأتفق معه"
ونهض تاركا إياها بذهول مما ألقاه بوجهها.. لن تكون لذلك السيد الذي لا تعرفه بالأساس
رفعت وجهها لسعد فرأته يقف مع رجل ملامحه لا تمنحها شيء وعيونه تتجول عليها وسعد يخاطبه.. هل هذا هو سيد؟
بحثت عن صفوان.. كان بجوار الزعيم كعادته، لا يتنازل عن دوره كحارس شخصي له، عليها أن تخبره وتطلب مساعدته، لن يتركها، بالتأكيد سيدرك أنها تضيع منه ووقتها ينقذها وربما يتزوجها
حلم..
انتهى الحفل مع الفجر وودعوا الضيوف البسيطة وهندية تستقبلهم داخل البيت الذي خلا سوى منهم وقالت "ألف مبروك، لقد جهزت عشاء بسيط فأنتم لم تتناولون أي شيء"
لم يرد الاثنان وهو يفك ربطة العنق وأزرار القميص بينما ظلت هي صامتة وقد سمعت كلمات مالك له دون أن يدري
"هي زوجتك يا ريس والإشهار تم، هنيئا لك بعروسك"
تورد وجهها للكلمات وما تحمله من معنى ولم تنظر له وهو يلفها له فجأة ويقول "هل أنت بخير؟"
رفعت عيونها له وهي تلتقي بنظراته القلقة بسبب تبدل ملامحها، لن تكون ليلة عقد قران فقط وهي لم تمانع لكن ما تشعر به طبيعي لكل فتاة بليلة زواجها
"أنا بخير"
ظل يتجول على عيونها وهندية عادت بالطعام وبلا كلمات دخلت بها غرفته، الجميع يتعامل على أنها ليلة الزفاف
هندية عادت لهما وقالت "ألا ترغبين بمساعدتي بتبديل ملابسك يا ابنتي؟"
عيون المرأة كانت تخبرها بالكثير، عادت لعيونه فابتسم وغمز لها لتذهب ففعلت
تبعتها هندية لغرفتها وأغلقت الباب فالتفتت لها وهندية تحركت تجاها حتى وقفت أمامها وقالت "مبارك يا ابنتي لكم أسعدت قلبي بزواجك منه"
ابتسمت وقالت "شكرا هندية، كيف حال مي؟"
أخفضت هندية وجهها، كأم قلبها كان يتمزق من أجل ابنتها التي كانت منهارة بالشقة حيث تركتها.. عرفت من الميديا
كانت تصرخ بألم وحزن..
كسرت كل شيء حولها من الألم والغيرة، توعدت ليال بكل أنواع الانتقام حتى انهارت على الأرض وجهها بين راحتيها وهي تنخرط ببكاء مؤلم وهندية تسقط أمامها وتضمها بحنان وتبكي معها وعليها
"كان الأمر صعب يا ابنتي، مي لا تسمع لأي صوت سوى نفسها لكن تأكدي أن هارون لا يسمع إلا لعقله هو"
تفهمت ولم تجادل فأمر مي انتهت منه وببساطة لأن هارون تزوجها هي ولو أراد مي لما انتظر كل تلك السنوات ليجعلها زوجته
رفعت هندية وجهها لها عندما لم تجادلها وأدركت أن لا كلمات يمكن أن تنطق بها لتهون عليها الأمر وهي ركنت حزنها بمكان يخص مشاكلها ومنحت ليال ما يخصها وهي تشير للفراش
"هذا هديتي لك، كنت واثقة أنك لن تفكري به وهناك اثنان آخران بخزانته، هدية بسيطة من والدتك"
القميص الأبيض كان يلمع على الفراش وبدا رائعا عادت لهندية ودمعت عيونها وهي تقول "شكرا هندية، لا أعلم ماذا كنت سأفعل بدون وجودك معي"
احتضنتها وقالت "سأكون معك بأي وقت يا ابنتي، الليلة سأرحل لمي وأبقى معها يومان أو ثلاثة لقد صنعت لكم طعام كثير بالثلاجة جاهز على التسخين"
احتضنتها مرة أخرى ثم ساعدتها بفك الفستان وخرجت وهي تنظر لقميص النوم ولا تصدق أنها ستفعل ذلك
مختصي التجميل اهتموا بها بشكل كبير وكأنها حقا عروس بليلة الزفاف والآن تذكرت أن هندية كانت تتحدث معهم ويبدو أنها هي من طلبت منهم ذلك
هل الريس خطط لذلك؟
جذبت هاتفها وكتبت تسال عن فتوى شرعية والكل أجاب أن عقد القران زواج شرعي خاصة لو توافر الإشهار ولا يوجد لها ولي ليوقف دخلتهم
هي من لها أن توافق أو ترفض وهي تخاف من نفسها لضعفها أمامه لذا عقد القران كان حماية لها والآن لا شيء يخيفها
لم تتردد أكثر وهي تخلع الفستان وترتدي القميص الأبيض القصير، الخجل يلازمها لكنها زوجة الريس وعليها أن تكون جديرة بمكانها
فكت شعرها وتركته على أكتافها وظهرها وصاحبتها الفانيليا وهي تتأكد من لون الشفاه
وضعت الروب وربطته عندما دق الباب ففزعت وجمدت مكانها، عادت الدقات فأذنت بصوت مرتجف فانفتح الباب ورأته يقف وقد خلع ملابسه وارتدى بنطلون مريح كعادته وترك صدره عاريا
تراجع عندما رآها بتلك الصورة الرائعة، فينوس خاصته.. ملك له..
لم تكن لتخرج خارج هذا الباب بتلك الملابس لذا دخل وأغلق الباب حتى لو كانت غرفتها فلا مانع لديه..
تسارع النبض بعروقها وتناثرت حبات من العرق على وجهها بلا ترحيب منها، قلبها الجبان هجرها لحيث لا تدري، عقلها فزع، هاج وماج حتى تهاوى فاقدا للوعي وأيضا تاركا إياها وحدها
أخفضت وجهها بلا قدرة على مواجهته، مخفية مخاوفها داخلها
هندية المحت له عن الدخلة وأصحابه وحتى رجاله تركوا المكان وانفضوا فقط للحراسة من بعيد وهو..
هو يريدها.. لا مجال للانتظار.. الريس فقد القدرة على التحمل
ستكون له لكن برقة تناسب الفانيليا وليس بهمجية اللافندر مع النساء
هو يخاف عليها حتى من نفسه، لن يكون الوحش.. بل الرفيق.. ليس الوصي بل العاشق
"هل مت ودخلت الجنة لأنال حور العين؟"
ابتسمت دون النظر له فرفع وجهها بأصابعه وحلقت رموشها تخفي عيونها وهو لا يرغب سوى بالتجول بهما
"انظري لي ليال، انظري لي أنا زوجك"
استجابت لطلبه ورفعت رموشها الطويلة لتكشف له عن نظراتها البريئة والنابضة بخوف العذارى
مرر يده على وجنتها وقال "لو ما زلت ترغبين بزفاف فأنا لن أمانع ليال، رغباتك بمثابة أوامر"
عيونها نطقت بما بقلبها وليس برفضها فانحنى ووضع قبلة على وجنتها ويده تخترق خصلات شعرها "خائفة"
أغمضت عيونها لقربه ولمسة شفاهه على بشرتها
"لا"
ليال التي عاشت وحدها سنوات لا تستسلم للخوف، ليال التي جرها شريف لعالم الإجرام نست الخوف، ليال خاصة الريس لا يجب أن تعرف الخوف
تبعثرت قبلاته على وجهها ويده تعبث بشعرها وعنقها حتى التفت يده الأخرى حول جسدها البكر ليجذبها له ماحيا أي مسافة تبعدها عنه فارتبكت وارتفعت يداها تلتمس الأمان فوق صدره بلا رفض لم بدأه
تلك كانت هي، نقطة الانطلاق، الإذن الذي لم ينتظره بل كان يعلم أنها منحته له منذ وافقت على أن تكون له، لمستها الرقيقة على صدره جعلته واهنا وقويا بذات الوقت
"أعشق يداك عندما تلمس جسدي، تشعل نيران اشتياقي لك، أنت لي صغيرتي، لكم تمنيت تلك اللحظة وحلمت بها كل ليلة، أريدك بجنون أيتها الفانيليا"
أحبت كلماته، جعلتها ترغب بالمزيد.. العشق من الريس هو الوصول لقمة إيفرست والاستمتاع بالمغامرة وتحقيق التحدي
أنا عشقك يا ريس.. أنا غ٩رامك.. لن أتركك حتى أصبح دماءك..
شريانك للحياة كما هو أنت.. أكسجين الحياة.. شهيق يسكن صدري بلا زفير
زادت القبلات وتناثرت على عنقها، نبضها الناطق بالرغبة.. بالشوق لقبلته الناعمة تحتضن بشرتها.. أذنها.. ولم تعد تشعر بأي شيء سواه ويدها تلمس نبض قلبه القوي خلف عضلات صدره
قلب نبض لها وحدها فهي جائزته من الحياة، هي المسك، هي فانيليا حياته
تجرأت أكثر ورفعت يداها تلف بهم عنقه، تمنحه مفتاح أنوثتها ونهر فتنتها ليرتوي منه.. نال شفتيها بقبلة قوية وليست هشة، لم يفكر بوعوده بأن يكون رقيقا معها ونهش شفتيها باشتياق فاض الحد
ذراعه كانت تضمها لجسده رافضا أي مجال لابتعادها ولو ربع بوصة، الصقها به وجسدها يلمس كل جسده حتى أنها لمست دليل تأثيرها عليه كرجل وبلحظة كان يسقط روبها ويداه تستكشف جسدها كرجل خبير بالنساء ويعرف كيف يتعامل معهم ونسى..
نسى وعده لنفسه مع صغيرته التي عاش سنوات طويلة وليالي حالكة يحلم بأن يأخذها برقة تليق بها
حملها كعصفور صغير يخاف عليها من اللمس وتحرك بها لفراشها ووضعها به وهمس "لا أصدق أنك بين ذراعي"
لمست وجنته الناعمة بتلك الليلة كعريس تهيأ لعروسه الفاتنة واستمتعت أكثر بوسامته
"أنا لن أكون إلا بينهم، فقط لا نساء أخرى هارون"
لمعت عيونه وهو يقبل راحتها التي تحيط وجهه ويمنحها اعتراف ضمني أنه ملك لها
"أنا بالأساس لم أكن أرى سواك، حتى كل امرأة عاشرتها كنت أراك فيها، أنا لم أرد سواك ملاكي"
توقفت وانتهت الكلمات.. أعجز عن الوصف
بلحظة كان قد جردها من قميصها ورفع وجهه ليمرر نظراته الجائعة على جسدها فيلهث لرؤيتها
هي فينوس خاصته حقا، آلهة الجمال، قلبه الذي يمنحه الحياة، هي كل ما أراد
جمالها دفع الدماء بعروقه بعنف مما جعله يمنحها كلمات غزل تليق بها وهو يتخلص من بنطلونه وارتفع فوقها دون فرصة لأن يمنحها فرصة كعذراء تنتظر معاملة خاصة
أرادت أن تكون سعيدة وتسعده بليلة لا تنسى، أرادت التمتع معه بكل لحظة حتى لا ينسوا ليلتهم الأولى معا، يصنعون ذكريات سعيدة يحكونها لأحفادهم ولكنه لم يمنحها فرصة وهو يضع بصمته على عنقها وفوق صدرها
لمساته اقتحمت كل جسدها وقبلاته أشعلت كل رغباتها وهي لم تمانع ولكنه يتعجلها، يريدها بقوة وفقد الريس السيطرة على نفسه من شوقه لها وهي أرادت أن تستمتع وتتعلم كيف تمتعه فقالت فجأة
"هارون انتظر"
تراجع عنها وأنفاسه تتسابق بين شفتيه وأظلمت عيونه وتجهم وجهه وهو يستوعب ما كان وكلمتها تخترق جنونه فابتعد عنها بصدمة منها
"حسنا"
جذب بنطلونه وارتداه وهي اعتدلت بلا فهم، فقط جذبت الشراشف على جسدها العاري واتسعت عيونها لم فعل
"حسنا ماذا؟ هارون إلى أين؟"
لكنه لم يكن يسمعها بل طنين غريب صم أذنيه، صراخ غاضب يؤنبه "ماذا فعلت أيها الغبي؟ لقد أخفتها بدلا من أن تلفها بالأمان، هل هذا هو وعدك؟ أنت لا تستحقها أيها الوحش الهمجي"
لم يراها ولم يسمعها، فقط يصفع نفسه على جنونه
هي ليست مثل تلك النساء التي كان يعرفها
هي صغيرته، ملاكه الرقيق..
هي لا تستحق وحش بل بحاجة لرجل يعرف كيف يحافظ على رقتها، متى سينسى أنه ذلك الهمجي ابن الملاجئ والشوارع؟
هي ليست امرأة ممن عرف، هو حرص على ألا تكون كذلك فكيف فقد نفسه وتصرف بتلك الهمجية معها؟
ما أن خرج من غرفتها حتى أفاق على دقات هادئة على الباب
دفع شعره للخلف وتحرك للباب وفتح فرأى أنس الذي لم يهتم بصدره العاري ولا شعره المشعث من أصابعها ولا حتى عطر الفانيليا الذي التصق به
"لدينا شيء لك؟"
هز رأسه وعاد لغرفته، حمام بارد أطفأ نيرانه وخرج جاذبا ملابسه التي ارتداها وقد أظلمت عيونه وتملكه صمت مرعب ورغبة بنفث غضبه وهو ما فعله وهو يتحرك باحثا عن هاتفه فركل المائدة التي وقفت بطريقه بقدمه
"غبي"
تحرك للخارج وهو لا يدري أنها كانت منهارة بالبكاء وهي لا تعرف ما الذي أخطأت فيه حتى يذهب ويتركها هكذا؟
ألم تعجبه؟
هل نسائه الأخرى كانت أفضل؟
هو أخبرها أنها جميلة وأنه لم يرى سواها فماذا حدث؟
بكت أكثر والحزن تملكها، ليست هذه هي الليلة التي ترغب بها كل فتاة خاصة مع الرجل الذي أحبته ولم تحب سواه
لماذا فعل معها ذلك؟
هل كان عليها فعل شيء وهي لم تفعله؟
هل أخطأت بكلمتها انتظر؟
دفنت وجهها بالوسادة وظلت تبكي دون أن تشعر متى توقفت ونامت من التعب والبكاء
