رواية حين تفرقنا الظروف الفصل الثامن8بقلم لين ابراهيم
تاني يوم الصبح
كانت هنا نازلة تروح الجامعة، وفجأة قابلت يونس عند الباب.
يونس: رايحة فين يا هنون؟
هنا: رايحة الجامعة.
يونس: طب تعالي أوصلك، أنا رايح أقدم ورقي في الجامعة أنا كمان.
هنا (بتتردد): طب وألمانيا؟
يونس (بابتسامة): بصراحة… عايز أبقى وسطكوا.
هنا (مندهشة): بجد يا يونس؟
يونس: بجد، قلب يونس إنتِ.
هنا (مكسوفة): احم… طب يلا علشان متأخرش.
وصلا الجامعة، ولسه نازلين من العربية، جات واحدة من صحاب يونس.
...: إيه ده يا يونس! إزيك؟ عامل إيه؟ وحشتني.
يونس: الحمدلله، وإنتِ عاملة إيه؟
هنا وشها قلب نار وهي واقفة!
...: مش هتعرفنا ببعض؟ 😒
هنا (بابتسامة مصطنعة): أنا هنا… خطيبته يا روحي.
... (بصدمة): بجد؟!
هنا: آه بجد. عن إذنك، علشان حبيبي متأخر.
يونس (واقف بيكتم ضحكته): سلام.
بعد ما مشت، هنا اتنرفزت:
هنا: مين البت الملزقة دي؟
يونس: دي كانت زميلتي.
هنا: كنت مصاحبها؟ 😒
يونس: كسفتيها على فكرة.
هنا: والله؟ طب روحلها… (ومشيت)
يونس (مسك دراعها): بتغيري ولا إيه؟
هنا: أغير ليه يعني؟
يونس: أمال إيه "خطيبي وحبيبي هيتأخر"؟
هنا: كنت عايزة أخلصك منها بس.
يونس: طب قولي "حبيبي" تاني كده؟
هنا: يلا يا يونس.
يونس (بيضحك): حاضر.
يونس: هنا…
هنا: أممم؟
يونس: شكلك حلو وانتي بتغيري.
هنا (ابتسمت بخجل).
---
في بيت يمنى
صحيت على صوت موبايلها.
عمر: يا يمنتي! مش هتروحي الكلية؟ البسي وانزلي أوصلك.
يمنى (بنوم): حاضر...
عمر: قومي بدل ما أطلعلك!
يمنى: قمت خلاص.
---
مرّ أسبوع، وجيه يوم كتب الكتاب
عثمان، عم يمنى، جه مخصوص عشان يبقى وكيلها.
مسك إيد عمر، وبدأوا يردوا ورا المأذون:
"بارك الله لكما، وبارك عليكما، وجمع بينكما في خير."
الزغاريط ملات المكان، والكل كان بيبارك.
لما كانت رايحة تجيب عصير، واصطدمت بحد، وموبايلها وقع.
لما (بضيق): مش تفتح يعم؟!
زين (ابن عمها): افتحي!
لما: أيوه… ركّز في طريقك.
زين: انتي اللي ماشية تخبطي في الناس!
لما: طب وسّع، مش فاضية!
رجعت قدمت العصير، وكتب الكتاب خلص، والكل بدأ يمشي.
أماني: بات يا عثمان الليلة.
عثمان: مش هينفع.
أماني: لا، مينفعش تمشوا دلوقتي… بيتوا النهاردة والصباح رباح.
عثمان: مش عايز أنقل عليكم.
أماني: تنقل إيه؟ لو الأرض مش شايلاكم، نشيلكم فوق راسنا.
عثمان: ربنا يخليكي.
أماني: خلاص… تباتوا النهاردة، وزين يبات مع يونس.
لما (بدهشة): زين مين؟
زين: أنا ابن عمك.
لما: احم… والله! إزيك؟
زين: الحمدلله.
يونس: يلا بقى الكل على سرايره، مش قادر.
زين: يلا يا عم.
---
في نص الليل
زين كان رايح يشرب ميه، ولقى لما بتتحرك في المطبخ زي الحرامية.
أول ما شافته، صرخت!
زين (وهو بيحط إيده على بُقها): هشيل إيدي، بس متصوتيش… فاهمة؟
لما (بتهز راسها): آه.
زين (شال إيده): بتعملي إيه هنا؟
لما: كنت باكل حلوى.
زين: بالليل كده؟
لما: بس متقولش لماما.
زين: ليه يعني؟
لما (بزعل): عندي سكر، وماما لو عرفت هتموتني.
زين: متعمليهاش تاني.
لما: حتى إنت؟
زين: يعني تدخلي في غيبوبة دلوقتي… حلو؟
لما: بس خلاص، عندك حق.
زين: طب متزعليش… تيجي نقعد شوية في البلكونة؟
لما: اشطا.
---
في البلكونة
زين: في سنة كام؟
لما: تانية ثانوي.
زين: وأنا تالتة صيدلة.
لما: يعني قد لين؟
زين: آه، هي كمان تالتة، بس علاج طبيعي.
زين: علمي ولا أدبي؟
لما: علمي.
زين: عايزة تدخلي إيه؟
لما: بصراحة… مش عارفة.
زين: إزاي؟ لازم يبقى عندك حلم!
لما: وأنا مش عارفة حلمي.
زين: يبقى تدوري عليه.
لما: إزاي؟
زين: سيبي نفسك… وهتلاقيه، وهتعرفيه لوحدك.
لما: ياريت… وآه، آسفة على قلة الذوق اللي طلعت مني الصبح، كنت متعصبة ومشغولة.
زين: ولا يهمك، خلاص.
زين: يلا… تصبحين على خير.
لما: وإنت من أهل الخير.
(وقبل ما تمشي…)
لما: زين؟
زين: نعم؟
لما: تفتكر… هلاقيه؟
زين: مش أفتكر… أنا متأكد.
لما ابتسمت ودخلت تنام، وقلبها لأول مرة حاسس بحاجة جديدة.
---
خاتمة البارت:
> "كل واحد فينا لازم يبقى ليه حلم… لأن الإنسان من غير حلم كأنه عايش من غير روح.
دوروا على أحلامكم بصدق، خلوها تنورلكوا الطريق، وربنا يوفقكم."
