رواية اسيرة في بيت الامام الفصل التاسع9 بقلم شيماء طارق


رواية اسيرة في بيت الامام الفصل التاسع9 بقلم شيماء طارق

يحيى راكب عربيته بسرعه ونزل منها قدام البيت الكبير وملامحه باين عليها التعب لكن عينيك المليانه لهفه بعد مكالمه التليفون اللي جاتله من احمد اخوه وبلغوه فيها بخطف نادين 
  أول ما فتح الباب البيت، بيسمع صوت عياط أخته يمنى وهي قاعدة ودموعها مش سايبه مجال الكلام وعيونها الحمراء من كتر البكاء وام يحيى كانت واخداها في حضنها بالطبطب عليها. 
 

يحيى ( وهو مصدوم بيقول): كيف صارت اكده يا يمنى؟

(بتقوم يمني بسرعة، تجري عليه وهي بتعيط وبتقول له):
يا يحيى... يا اخويا.. مراته يا يحيى... نادين اتخطفت قدام عيني وما عرفتش اسويلها حاجه يا اخويا!

(يحيى بيتجمد مكانه، كأنه حجر. عينه تلمع بنار، ويبعدها عنه بشويش، وبيمسك وشها بيديه الاتنين وهو بيقول بصوت زي الرعد خلي البيت كله اترعب من صوته قال): كيف اتخطفت من الدار اهنا ومين يقدر يمد ايده على مرات يحيى ولد الحج عمران؟

يمنى وهي منهارة في البكاء وبتقول:
كانوا ملثمين... خطفوها بالعربية وأنا واقفة... ما لحقتش اسوي حاجه يا اخوي كنا رايحين نجيب شويه حاجات من بره وهي كانت رايده تتمشى!

(يحيى بيسكت لحظة، ملامحه تتحول من الصدمة لغيرة وغضب راجل صعيدي بيخاف على مراته وعرضه مش قادر يخبي وجعه ولا قادر يسكت وهو واقف في نص البيت والكل كان قدامه بيقول بصوت جهوري):

اسمعوني كلكم...  اللي مد إيده على مراتي... والله العظيم ما هتشوفوا له جنازة ولا عزاء... ده هيبقى عبرة لكل اللي يفكر يمس شرفنا ويهوب ناحيه اهلي وداري؟!

احمد :يحيى انا بلغت القسم يا اخوي وهم دلوقت بيتبعوا تليفون نادين وشويه اكده هيجي لنا مكانها اصبر يا اخويا هنعرف مكانها واللي سوا  اكده هيتحبسوا وهنعرف مين اللي وراهم؟!

(يحيى بيقترب منه،و يقف قدامه، عيناه ومشتعلة.)

يحيى: في إيه ياض أنت نسيت ان احنا صعايدة واللي واللي يهوب ناحيه شرفنا ما ينفعش نهمله واصل ومن ميته واحنا بنلجا  للقانون يا احمد أنت خابر اخوك واعي ويقدر يسوي كل حاجه؟ كان فين القانون وكان فين قسم الشرطه بتاعك وقت ممرتي اتخطفت من قدام الدار؟!

 أحمد بيشوف النار في عيون يحيى، ويعرف إن الموضوع مش هيقف وان يحيى مش هيسكت غير اما يجيب نادين باي طريقه ويا ريت هتيجي على كده بس باين عليه الحب والعشق وفي عيونه الوجع اللي اي حد ممكن يقراة بسهوله جدا. 
 
يمنى:يا رب... يا رب رجّعها لينا بالسلامة.

( يحيى، ملامحه كلها غضب  و دموع محبوسة): والله ما هرتاح غير ومراتي نايمه في فرشتها وارجعها وادفع اللي سوا  اكده التمن؟!

 أم يحيى بتقعد على كرسي من التعب والبكاء، يمنى قاعدة جنبه لسه خايفه مرعوبه من المشهد اللي شافته قدامها احمد بيطلع التليفون بسرعه وبيبقى متعصب جدآ وهو بيتكلم قسم الشرطه.

أحمد (هو بيتكلم بانضباط وبيقول):
ـ أنا بلِّغت القسم وفتحوا بلاغ خلاص وابعته لي كل اللي انتوا خبرينه؟!

قسم الشرطه/
 أنا دلوقت شغال على تتبع رقم التليفون الجهاز بيورّيني آخر نقطة إيجابية قبل شوية — فيه برج قريب أرسل لنا موقع تقريبي.

(بيركز في شاشة موبايله، يقرأ أرقام ويهز راسه)

أحمد :
ـ المكان مش جاي من اهنا بالظبط… البيانات بتقول إن العربية قطعت اتجاه القاهرة بتتحرك بسرعة. إحنا محتاجين نتحرك وبلغ مباحث الجنايات بالمساعده دلوقت رايد فريق كامل ؟!
 
(يحيى بيسمع الكلام وهو ماسك نفسه بالعافيه و ما بيتكلمش خالص بس كان بيفكر في عقله بيقول):
عقبال ما الحكومه تروح تكون نادين راحت فيها انا اللي هرجع مراتي قبل ما تروح مني؟!

يحيى : انت ظابط يا اخويا وانا بحترمك بس مرتي خط احمر انا اللي هرجعها لحالي قولي لقيتوها وين وانا هروح اجيبها؟!
  

(أحمد يبص في عين أخوه وهو شايف نار مولعه جواه وان اخوه حاسس ان رجولته اتهنت وده اكتر حاجه كانت برده مضايقه أحمد )

أحمد (بحزم وهو رايح على يحيى وبيقول له):
ـ مش هتروح لحالك يا يحيى. هتروح مع فريق. أنا هنسق مع القسم وكل ما يوصل عندنا خط،هيبقوا ويانا 
  خطوة بخطوة بس لو حاولت تتهور همنعك  مش عشان خايف عليك بس يا أخويا لا كمان علشان خاطر نادين ما يحصلهاش حاجه ؟!

(يحيى بيضحك ضحكة قصيرة ومليانه مرار وهو بيقول): قول من اهنا لبكره انا مش سامع حديت حد
 تيجي وياي تمام مش رايد تيجي هروح لحالي؟!

وبعد كده بيروح على امه ويقولها:
ادعيلي يا مايا محتاج دعواتك قوي؟!

أم يحيى (بصوت مكسور وبإيمان قالت): يا رب يحفظك يا ولدي ويحفظ نادين بتي ويرجعكم سالمين غانمين يا رب ويخليكم ليا وما يحرمنيش منكم واصل؟!

يحيى (بيبوس على راسها وبيقول بصوت جهوري): انا رايح خلي بالكم من حالكم وانتم يا رجاله امنوا الدار من كل النواحي؟!

(الرجالة بيقفوا واحد ورا التاني روحوا فعلا يا امنوا البيت الكبير من كل النواحي)

(أحمد بيقفل الموبايل بعد ما أخد منهم المعلومات كلها وعرف يوصل لناديني ازاي.)

أحمد 
ـ أنا هبعت عربية من القسم تتبع الطريق السريع دلوقت هنحاول نتعقب الإشارة وننزل على أقرب كمين. أنتو روحوا على المخرج الشمالي من البلد — هناك هنوّزع فرق: مجموعة توصّلكم الطريق، ومجموعة ثانية تبقى احتياطي.

(يحيى بيبص له وبيحرك راسه بالموافقه و مليانه وجع وخوف ولهفه من حد عاشق حاسس بحبها وحاسس بخوف على مراته اللي راحت من ايده في غمضه عيني)

يحيى بعصبيه وهو بيقول:
ـ خلاص، نتحرّك دلوقت ما فيش وقت؟!

أحمد (همس):
ـ خلي بالك من نفسك… وماتتهورش.
يا اخوي وحياه عندك؟!

يحيى (بهدوء قاتل): ما تخافش عليا يا احمد ان شاء الله خير وهرجع مراتي بالسلامه وهدفع اللي سوا   اكده الثمن؟!

(العربات تتحرك بسرعة ناحيه الطريق. قبل ما يمشي، يحيى بيرفع راسه ويبص على البيت لانه كان خايف على أمه واخواته البنات بس كان سايب حراسه كثيرة جداً على الباب كان خايف يحصل اي حاجه وهو مش موجود يعني هو كان رايح يدور على مراته وفي نفس الوقت خايف على أهله )

(المكان فيلا فخمة، الإضاءة خافتة. ونادين مربوطة على كرسي، عينيها مغطيين، وصوت أنفاسها المتقطعة بيكشف خوفها. الباب بيتفتح فجأة، وتدخل سمر مترددة، وشها باين عليه التوتر والندم. ورفعت واقف ورا بيراقب كل حاجه وكان مسيطر جدآ على الموقف وبيبص لناديم بخبث )

نادين ( وهي بتحاول تفك نفسها وهي بتفوق وبتقول ):
ماما؟! … إنتي هنا؟! بالله عليكي فكي لي ايدي خديني معاكي شوفي عمله فيا ايه يا ماما كويس ان انتي جيتي تلحقيني !

سمر (بتتجمد في مكانها،وعينيها بتلمع بالدموع وبتحاول ترد عليها 
 بصوت مليان خوف ومرتعش قالت ):
نادين… يا بنتي… سامحيني. والله ما كان قصدي أوصلك لكده.

نادين (بصدمة، بتصرخ وهي بتقول): إيه اللي انتي بتقوليه ده يا ماما هو انتي ليك يد في اللي حصل لي ؟!

رفعت بيتقدم بخطوات بطيئة، وصوته مليان سخرية:
 سمر…  أنا أوفيت بالوعد… الدين اللي كان عليكي خلص خلاص وانا اكده اخذت حقها ولو عايزة حاجه قوليلي وانا رقبتي سداده؟!

(نادين بتتشنج وتبص لأمها، ودموعها بتنزل غصب عنها):
دين؟! … يعني عشان شوية فلوس، تبيعيني لواحد زي ده انا بنتك من لحمك ودمك بتعملي فيا اكده يا ماما ولا صح ماما دي خسارة فيك انتي ما تستحقهاش الكلمه دي كبيرة قوي ما ينفعش انها تتقال لواحدة زيك؟!

سمر (بتنهار وتقعد على الكرسي 
هو بتقرب من نادين وبتكلم فيها وبتقول ): انا كان آخر حل عندي ده والله يا نادين… هو مسك عليّا حاجات… كان هيسجني وكنت هتفضح في البلد كلها وانا ما قدرتش استحمل خفت والله خفت يا بنتي بس دلوقتي مش قادرة استحمل اشوفك كده وقلبي بيتقطع سامحيني؟!

نادين (بمرارة): الخوف الحقيقي لما تقفي بين ايدين ربنا خفتي على نفسك وعلى سمعتك وما خفتيش على شرف بنتك وعلى بنتك اللي ممكن يعمل فيها اي حاجه المتخلف ده؟؟!

(رفعت بيضحك ضحكة قصيرة ويقرب من نادين، يلمس الكرسي وهي بترتعش وسمر بتمد ايديها فجأة بخوف وتحاول تمنعه )

سمر (بصوت متوسل):
بالله عليك يا رفعت… إديني وقت. سيبها يومين…خليها تستوعب ؟!

رفعت (هو بيبص لها بضيق وبيقول):
الوقت انتهى من ساعة ما دخلت الفيلا. من دلوقتي… هي بتاعتي.

نادين بتصرخ وتحاول تفك نفسها، وسمر بتنهار وتغطي وشها بإيديها.  وهي بتقول بصوت مبحوح:
سامحيني يا نادين… سامحيني…

بعد ساعات في الطريق يحيى واحمد وصلوا قدام فيلا رفعت ويحيى كان متعصب جدآ ومصمم يدخل الفيلا بس أحمد كان بيحاول يسيطر عليه ويوقفه علشان هم كانوا لوحديهم والقوة ما كانش لسه جت.

أحمد:
 اهدا يا يحيى! خلي الأمور بالعقل… أنا حدتت القوة وهي في الطريق هملني هم هيجوا دلوقتي وهندخل ونجيبهم من غير نقطه دم واحدة؟!

(يحيى يبص له بعينين مولعة، وبيقرب منه ويكلمه بصوت واطي بس زي السيف: انت خابر اخوك زين مش هقدر اشوف مراتي ويا راجل غريب واقعد اهنا استنى حد يلحقها لي هو أنت شايفني مره اياك؟!

(في اللحظة دي البوابة بيتفتح، ويطلع منه عدد من رجالة رفعت مسلحين.)

مسلح: انت وهو لا ترجع مكان ما جيتوا يا اما تستسلموا وترموا السلاح اللي معاكم؟!

يحيى بيضحك ضحكة قصيرة مليانة غضب وبيرفع السلاح ويقول بصوت يزلزل بيه المكان :
الليله دي هخلي تربتكم تنور بيكم اللي لمس مررتي هينام النهاردة في تربته وكل الناس بتموت بيصوتوا عليهم وبيولولوا انتم هيزخرطوا عليكم؟!

في الوقت ده طلع رفعت من جوه وهو ناوي على نيه مش كويسه ليحيى وبيقول : اهلا بامام الجامع ازيك يا هندسه سيبوه يا شباب ده هو جه القضاء يلا بدل ما نادين تبقى مطلقه هتبقى ارمله افرح يا نادين هتودع حبيبك لآخر مره؟!

المسلحين بيبداوا ان هم يدخلوا يحيى واحمد لجوه وطبعا احمد متفق مع القوات بس كانوا متاخرين جدآ عليه بيدخلوا ونادين بتسمع صوت يحيى واحمد وهم بيتكلموا مع رفعت والامل بيبدا يدخل لقلبها ودموع الفرحه بتنزل من عينيها وهي شايفه يحيى داخل عليها.

نادين (بتهمس بصوت مبحوح): انت جيت يا يحيى الحمد لله ما تسيبنيش يا يحيى بالله عليك ما تسيبنيش؟!

يحيى بصوت عالي زلزل به المكان اول ما شاف منظر نادين وهي مربوطه على كرسي قال بكل غضب:

اللي يمد إيده على مراتي… أنا أقطعها من جزورها يا كلاب انا هوريكم مين هو يحيى ولد الحج عمران!

بيزق الرجال المسلحين لورا وبيضرب واحد والثاني بيوقعه بس بيبداوا يهجموا عليه اكثر واحمد بيحاول ان هو يدافع عن اخوه لكن رفعت بيامر الرجاله يربطوه في الكرسي .

أحمد: يحيى اللي هيقرب من اخويا  هخلص عليه!

(رفعت بيضحك ضحكة مليانة شر وهو واقف قدام نادين):
هو فاكر إنه هيطلع بيها من هنا؟ لأ… النهاردة هرملك يا نادين! مش هخليكي مطلقة… هخليكي أرملة شفتي انا رحيم ازاي خلصت المهمه وجبت من الآخر!

(يحيى بيوقف مكانه لحظة، صوته يطلع من صدرة زي الرعد):
كلمتك دي هتكون آخر كلمة تنطق بيها يا ابن الحرام يا زباله يا قذر!

(رفعت بيقرب من نادين، وبيمسك وشها بعنف وهي مربوطة، يقول بخبث):
عارفه مين السبب يا نادين في كل اللي حصلدلك وانت يا شيخ يحيى؟

يحيى بعصبيه وغيرة مفرطه هو بيقول: نزل ايدك من عليها يا متخلف يا زباله والله لامو'تك واشرب من د'مك؟!

رفعت بضحكه مستفزة وهو بيقول اهدى كده يا يحيى:
انا ولا كنت عايزك ولا كنت في دماغي اصلا امك هي اللي رميتك ليا وقبضت ثمنك من زمان
  هي اللي عرضتك عليا، والنهاردة أنا هاخد حقي وافقت ما وافقتيش انا دفعت كثير وانتي البضاعه يعني من حقي !

(نادين بتصرخ وتبكي على خيرها وهي مش عايزه تسمع الكلام ده ولا قادره تصدقه يحيى بيهجم عليه بعنف وبيبدا يضربه بغل والرجال المسلحين بيحاولوا يمسكوه بكل الطرق بس مش قادرين عليه واحمد بيبقى عايز ينقذ اخوه بس مش عارف يتحرك لانه مربوط في الكرسي )

أحمد (وهو مربوط، بيصرخ): يحيى! خلي بالك منهم! ما تهملش حد يقرب من نادين قوم يا اخويا واحمي نفسك واحمي مرتك!

(رفعت بيضحك وهو ماسك وشه اللي مليان د'م: اتفرجي عليه يا حلوة يلا ودعيله وداعي الأخير انا راجل كريم وهخليكي تبصي له وتملي عيونك من وشه لآخر مره في حياتك!

(نادين بتصرخ على خيرها وهي قلبها بيوجعها وبتقول: لاااااااااا! يحيى!)

(يحيى عينه تحمر من الغضب، صوته يطلع جهوري):
يا رفعت… أنا والله العظيم ما هملك تعيش بعد اللي سويته ورب العزة  يا أنا يا إنت في الدنيا دي !

رفعت وهو بيضحك بصوت عالي وبيقول له: يبقى انا اللي هبقى موجود انت خلاص ما لكش عازه؟!

فجاه صوت ضرب النار عالي جدآ ونادين بتصرخ وفجأة بيدخل عليهم اللي ما كانوش عاملين حسابه ؟!

                 الفصل العاشر من هنا
تعليقات



<>