رواية عزبة الدموع الفصل الثاني والعشرون22 بقلم داليا السيد

رواية عزبة الدموع الفصل الثاني والثلاثون بقلم داليا السيد

دبلتي 
ما أن ساعد العساكر حسان على أن ينهض حتى جذب حسان مسدس أحدهم وصوبه تجاه آدم، لاحظ صابر ما فعله حسان فاندفع ليبعد آدم وهو يصرخ به "آدم احذر، لا"
وانطلقت الرصاصة واستدار آدم بمسدسه وأطلق النار على صدر حسان قبل أن يتلقى جسد صابر بين ذراعيه بينما أطلق رفعت رصاصته على حسان هو الآخر ولكن بعد أن كان ادم قد أصابه في مقتل 
صرخ آدم وهو يتلقى صابر بين ذراعيه ويسقط به على الأرض وهو يناديه بخوف وألم وحزن "عم صابر رد علي، لماذا؟ لماذا فعلت ذلك؟ أرجوك رد علي لماذا؟" 
أمسك الرجل يد آدم وقال "لأك ابني، ولن ات..اتركك هك..، هكذا، أنا، بخير، اطم..، اطمئن" 
وسقطت رأسه على صدر آدم الذي صرخ بقوة من قلبه "لا" 
أسرعت إلى المشفى مرة أخرى بكل قوتها ورأته يقف أمام غرفة العمليات فهتفت "آدم"
نظر إليها وقد كانت عيونة الحمراء تدل على حزن لا يمكن التعبير عنه كم تمنى أن يلقي نفسه بين ذراعيها كم احتاج إليها، عم صابر ليس بأي أحد؛ إنه الأب والأخ والسند، لم يفكر يوما أن يفقده فكيف الأن يفقده؟ بل وهو السبب في فقدانه 
ضغط على يدها فقالت "هل أنت بخير؟"
هز رأسه بالنفي وقال "لا، ولكن ربما إذا نجا.." ولم يكمل وهو يبعد عيونه
قالت بحزن "كيف حاله؟" 
مرر يده بشعره وقال بألم "بالعمليات، الرصاصة أصابت ظهره .." 
قالت وهي تحيط يده بيداها الاثنان تحاول أن تخبره أنها معه "سيكون بخير إن شاء الله لا تقلق سندعو له"
أغمض عيونه لحظة ثم فتحها وقال "لقد ضحى بنفسه من أجلي، أنا السبب، كان المفترض أن أكون أنا"
قالت بلهفة وحزن "لا أنت ولا هو إن شاء الله سينجو ويعود إلينا" 
نظر إليها وقال "لن أسامح نفسي لو.." 
وضعت إصبعها على فمه وقالت "لن يحدث شيء، سينجو إن شاء الله، وحسان؟"
قال بغضب "قتلته ولو استطعت أن أقتله ألف مرة لفعلت، لم يحبني بأي يوم، لم يكن الأخ الذي تمنيته، لقد كاد يسرق شرفي وعرضي واليوم كاد يقتل أبي، نعم عم صابر أبي الذي رباني وعلمني كل شيء واليوم ، يا الله رحمتك بي"
شدت على يده فأبعد وجهه بعيدا مرة أخرى، الضعف ليس من شيمه 
رأت امرأة تأتي مسرعة ومعها طفلان في العقد الثاني يهرولان إليهم، اتجهت المرأة إلى ادم وقالت 
"سي آدم أين أبو إبراهيم؟ ماذا أصابه ؟ أخبرني أين هو؟ هل مات وتركنا؟ أين أبو إبراهيم؟" 
أمسك آدم يدها وقال "لا يا أم إبراهيم هو ما زال حي يرزق، ادعىي له، تعالي اجلسي، رنين من فضلك ساعديها" 
أخذتها رنين لتساعدها على الجلوس والمرأة تبكي بألم وحزن 
مر الوقت طويلا ووصل رفعت ورجاله للاطمئنان على صابر وأخيرا خرج الطبيب برفقة أيمن سمعته يقول "الحمد لله إنه بخير، لقد أخرجنا الرصاصة والحمد لله أنها لم تصب العمود الفقري، اطمئنوا إنها مجرد ساعات ويعود إلينا"
أغمض آدم عيونه وزفر في راحة وهو يمرر يده بشعره، شعر بيدها تخترق يده فنظر إليها، ابتسامتها أعادت الراحة إلى قلبه فشد على يدها وسمع رفعت يقول 
"وحسان؟"
أجاب الطبيب "لقد وصل فاقد الحياة لم نفعل له أي شيء"
لم يرد أحد وانفض الرجال وقالت أم إبراهيم "يا سي آم أنا لا أفهم، هل هو بخير أم لا؟" 
ابتسم آدم ونظر لرنين التي قالت "اطمئني، هو بخير وساعات قليلة وسيكون معنا إن شاء الله" 
دخل آدمإالى صابر الذي كان جسده متصل بتلك الأجهزة التي عرفها آدم، أمسك يد الرجل ففتح عيونه ونظر لآدم فابتسم وقال "لا تخف أخبرتك أني بخير"
قبل آدم يده وقال "لم يكن عليك أن تفعل ذلك أنا لا أستحق"
ربت صابر على رأسه وقال "كيف وأنت ابني البكري، ابني الذي لم أنجبه ولكنه سندي وظهرىي" 
قال آدم وقد امتلأت عيونه بالدموع التي لن يمنعها أمام والده وقال "بل أنت سندي أنا، أنت من علمني معنى كل شيء، أنت سبب نجاحي، لم أرى الدنيا الا بعيونك كنت مدين لك بتربيتي والآن مدين لك بحياتي ولا أعلم كيف سأسدد ديني 
مسح الرجل دموع آدم بحنان وقال "ليس هناك دين بين الأب وابنه وكل ما أتمناه أن أراك أسعد إنسان بالدنيا" 
قبل آدم يد الرجل مرة وأخرى وقال "سعادتي بوجودك معي، أطال الله في عمرك" 
وأخيرا عادا إلى الفيلا في المساء بعد أن أمضيا النهار كله بالمشفى ولم يرحلا إلا بعد أن خرج صابر من العناية ودخل غرفة عادية مع زوجته وأبناؤه واطمئن عليه وتحدث معه وطلب منه الرجل أن يعود إلى المنزل ليرتاح 
ما أن دخلا حتى أسرعت أميرة إليه وهي تلقي نفسها بأحضانه، تراجعت رنين بغيظ خاصة أنه لم يبعدها وهي تهتف بتصنع واضح "آدم هل أنت بخير؟ يا إلهي! أنا لا أصدق أنك كدت تصاب بالرصاصة الحمد لله أنها أصابت عم صابر" 
نظرت رنين أليه بغضب فأبعد أميرة وقال "أميرة أنا متعب وأريد أن أرتاح" 
ولكنها لم تتحرك من أمامه وقالت "هيا تعالى وأنا سآتي معك، لقد جهزت لك العشاء بغرفتك، هيا تعالى وجذبته إلى غرفته ورنين تقف بغضب ولا تعلم ماذا يمكنها أن تفعل؟ 
"لا تقلقي إنها مجرد حركات وآدم يفهمها جيدا"
قالت العمة ذلك وهي تلاحظ غضبها فاقتربت منها وقالت "أنا تعبت منها وهو أيضا، هل رأيتِ كيف كان سعيدا معها؟ إنه هو الذي يريد ذلك وأنا لا أقبل كل هذا"
ابتسمت العمة وقالت "الغيرة دليل الحب وهو يريد أن يرى غيرتك عليه، تماسكي يا فتاة ولا تبدي ضعفك أمامهم" 
هزت رأسها وقالت "عندك حق عمتي عن إذنك سأذهب لأنام طابت ليلتك"
كانت الغيرة تأكلها حقا، ما أن دخلت حتى رن هاتفها وقد كان سالم فأجابت "أهلا عمو سالم كيف حالك؟" 
قال "بخير، كيف حالك أنتِ وحال المزرعة؟"
أجابت بهدوء "الحمد لله" 
عاد وقال "هل ما سمعته صحيح!؟ كان هناك مشاكل وتجار مخدرات وآدم ساعد في القبض عليهم؟" 
اندهشت من أن الخبر وصله وبهذه السرعة فقالت "تقريبا ولكن كيف عرفت؟" 
رد "تعلمين أني محامي وجرائم المخدرات كالنار عندما تمسك في الهشيم المهم هل أصابه أي مكروه؟" 
ردت على الفور "لا هو بخير اطمئن وشكرا على سؤالك كيف حال آسر؟"
قالت الاسم وهو يدخل غرفتها فتوقف لينظر إليها، أعدت عيونها عنه فهو كان مع حبيبته فلا يلوم عليها، قال سالم "بخير سيعود قريبا لقد انتهى المشروع" 
تقدم إليها وهي تكمل حديثها "هذا جيد"
قال سالم "أكيد ستعودون لبعض أليس كذلك؟ أنتم مرتبطين منذ الصغر"
قالت بدون ارتباك "لن نسبق الأحداث عمو سالم، سعيدة أني سمعت صوتك"
أغلقت الهاتف فتحرك حتى وقف أمامها وقال "سالم أم آسر؟" 
ابتعدت وقالت "وما الفارق؟"
أمسكها من ذراعها وجذبها أمامه بقوة وقال "رنين لا تثيري غضبي"
أعدت ذراعها من قبضته وقالت "أنا لا أفأفعلأنت تعلم أن عمو سالم هو من تبقى لي وأنا لم أجب اتصالاته منذ فترة واليوم اتصل ليسأل عنك وعن الحادث" 
أشعل سيجارته وهو يحاول أن يهدء من غيرته وغضبه وقال "وآسر" 
قالت بضيق "آدم لا تبدء" 
نظر إليها من بين الدخان وقال "لن أفعل"
وتركها وخرج وجلست هي على طرف الفراش وكلا منهما يستسلم للغيرة
في الصباح لم تراه عرفت أنه ذهب لرؤية عم صابر، بالطبع عاد كلا منهما للغضب من الآخر وإخفاء المشاعر التي لا يعلمان متى ولماذا لا تخرج إلى النور؟
اتجهت هي إلى المزرعة لمتابعة العمل بعد تلك الفترة واندمجت في العمل ولكنها لم تنسى شكل أميرة وهي تلقي نفسها بأحضانه ولا هو وهو يتبعها إلى غرفته
عاد مرة أخرى إلى الفيلا، لم تكن أميرة موجودة دخل غرفتها وقام بالبحث في كل مكان إلى أن عثر على الدواء مرة أخرى أخذه وأثناء بحثه وجد مفتاح مخبأ بطريقة متقنة تأمله جيدا بل وصوره بالهاتف ثم أعاده مكانه وخرج من الغرفة 
كانت تتحدث مع أحد الموردين عندما رن هاتفها فرأت رقم آسر استأذنت من الرجل وأجابت فسمعته يقول "ران حبيبتي اشتقت إليكِ"
ارتجفت يدها بالهاتف وقالت "أهلا آسر كيف حالك؟" 
قال "أموت وأراكِ والآن" 
توقفت عن الحركة وقالت "الآن!؟ وكيف يكون ذلك وأنت بالمانيا وأنا هنا"
قال بمرح واضك بصوته " أنا هنا حبيبتي" 
ارتجف قلبها هذه المرة بقوة وهي تقول "هنا؟ هنا أين؟" 
أجاب "مصر وبالاسكندرية بل وعلى بداية الطريق إليكِ ولكن لا أعرف طريق المزرعة"
الفزع تملكها ولكنها أسرعت إلى عربتها التي بالحصان وقالت "آسر انتظرني ولا تتحرك أنا آتية إليك لا تتحرك"
تحركت وقلبها يدق بسرعة لا تعلم ماذا ستفعل؟ كيف ستواجه آدم به؟ وماذا ستخبر آسر؟ الآن آتى وقت المواجهة
وصلت إلى أول الطريق، كان آسر قد ركن سيارته ووقف يستند عليها، أوقفت الحصان فتوقفت العربة وساعدها آسر على النزول وهو يقول بسعادة 
"وتقودين عربة بحصان!؟ لا أكاد أصدق أن هذه رنين الدلوعة ابنة عمو حلمي افتقدتك جدا رنين، ما هذا لقد فقدتِ الكثير من وزنك ولكن الشمس أكسبتك لونا رائعا لقد زدتِ جمالا حبيبتي"
ابتسمت غصبا عنها، ربما هي سعيدة لرؤيته ولكن خوفها من القادم أنساها سعادتها، لم يمنحها فرصة للكلام وهو يجذبها من يدها إلى سيارته وهو يقول بلهفة
"هيا تعالي لتشاهدي ماذا أحضرت لخطوبتنا، لابد أن تأخذيني للمزرعة أريد أن أراها وأرى مجهود تلميذتي هيا ران"
أوقفته وهي تجذب يدها وتقول "آسر نتظر، انتظر أرجوك"
عندما جذبت يدها شبكت الدبلة بيده فتوقف ونظر إلى يدها ولمعت الدبلة في ضوء الشمس وعيونه تحدق بها وتراجعت هي، مرت لحظة قبل أن يقول "رنين هذه دبلة! دبلة خطوبة أليس كذلك؟ رنين دبلة من هذه؟"
ارتجف جسدها من الصوت القوي الغاضب الذي رد "دبلتي" 
التفتت لتراه يقف خلفها وسيارته تقف بجانب الطريق من أين أتى؟ وكيف؟ ولماذا؟ 
نظرت لعيونه الغاضبة التي كانت تنظر لآسر وعيون آسر التي كانت تملؤها الحيرة ولم تعرف ماذا تفعل 

القراءة باقي لفصول من هنا
تعليقات



<>