
رواية غرام والنجار
الفصل التاسع9
بقلم ام فاطمه
ما أصعب فراق المحبوب فهو كالنار التي لا تنطفىء أبدا، ما أصعبها لحظة وما أشد الحنين إلى اللقاء ولو بعد حين، فها هو عمر يحضّر أوراقه للسفر إلى الخليج ..وكما يجمع أوراقه يحاول أن يجمع شتات قلبه الذي ينفطر من وطأة فراق غرام ، فكم تمنى أن تكون حلاله، ولم يتصور أن بداية القرب منها سوف تبعده عنها ، و كان يتمنى أن يصطبح بوجهها الساطع كل يوم، أن يستمتع بابتسامتها التي تهز أوصال قلبه ، أن يلمس يدها فتصل نار حراراتها لجسده فتدفئه، ولكن ما باليد حيلة، فلكي يصل إلى النار هذه تلزمه الوقود ..وها هو ....قد أنجز ورقه ...وحان موعد الموت ...بالنسبة له على شكل سفر وبعد ...غرام..بحسرة وألم ...عمر..أرجوك متسبنيش
عمر بدموع.تتساقط كالأمطار....ما وددت فراقك لحظة يا قرة العين ..فأنتي الهواء الذي أتنفسه ..وسأختنق بفراقك ...وما فراقك إلا لأصل إليك يوما ليجمعنا بيت واحد ..نكون فيه كجسد واحد تحركه نفس تشبعت بالحب
أعدك ...أن أتحمل كل الصعاب من أجلك .والله سيرزقني حلالا طيبا أستطيع به أن أجعل مُلْك الدنيا كله تحت رجليك ...ولا يَعِزُّ علَيَّ أن أعطيك عينا من عيوني أو كلاهما فأنا أرى بعينك
غرام....أنا عيزاك أنت ومش عايزة حاجة من الدنيا غير أنك تفضل جنبي ..وتبكي بكاءً شديدًا ، فينفطر عمر حزنا ...وينادى أن موعد الطائرة قد حان .....
فتسقط غرام أرضا ..من هول الفراق..فيجري عليها عمر باكيا ..لم يستطع أن يتمالك نفسه فحملها وضمها لصدره.
( هذا أيضا لا يجوز بين رجل وإمرأة غريبة عنه ،حتى وإن كان بينهم خطبة و لم يعقد عليها بعد )
ففتحت عينيها ولم تستطع الكلام...سوى..خلي بالك من نفسك يا عمر ..وارجعلي تاني..أنا هستناك .ومش هكون لغيرك أبدا..مهما غبت عني ..
عمر ..وأنا يا حبيبتي أوعدك أني هقاوم وهأعمل ما في جهدي.عشان أرجع ونكون مع بعض.
بص عمر لوالده والدته..وعلا وذهب ليحتضنهم ..فأجهشت أمه بالبكاء هي وعلا..ولكن ثبته والده....قائلا...أنت يا بني طول عمرك راجل وهتفضل راجل وأنا متأكد أنك هترجع لينا مجبور الخاطر .بس خلي بالك من نفسك وعلى طول طمنا عليك بالاتصال، ويلا عشان تلحق الطيارة.
عمر...مش هوصيك على غرام يا بابا.
عادل...طبعا دي بنتي زيها زي علا ..متقلقش
.....واستدار بظهره .....ليدخل ليستقل الطائرة ولم يستطع الإلتفات مرة أخرى...حتى يستطيع التقدم..ولا ينفطر قلبه أكثر من هذا .....
وركب الطائرة.....وهو شارد وحزين يفكر في غرام
ثم أعلنت الطائرة...الوصول إلى دبي عاصمة الإمارات
، وكان في انتظاره صديقه أحمد الذي أقنعه بالسفر والعمل وكان شغله يقتصر في حراسة مخازن شركة يديرها تاجر الأعمال عبد الله الهاشمي المشهور بالتسلط والجبروت في السوق وكان الجميع يكرهه ويترصد به لأنه محتكر لأغلب الصفقات.
إستقبله أحمد..وذهب به إلى السكن ..المكون من غرفة واحدة وملحق بها حمام والغرفة بيها ٤ أسرة لأربع أفراد ..تذكر عمر بيته الواسع وغرفته المفردة فزاده حزنا وألما ...ما أصعب الغربة
تعرف...عمر..على زملائه في السّكن الذي كان منهم صديقه أحمد.
أحمد.....إيه يا عمنا هتفضل شارد كده وحزين لإمتى
معلش هي البداية بتبقى صعبة وبعدين هتتعود وتتأقلم مع الوقت.
عمر....الله المستعان ..أنا عمري ما فكرت أني ممكن أبعد عن بلدي وأهلي وعن.....مكملش عمر لأن حتى بقه صعب عليه يقول اسمها من كثر الإحساس بالألم والفرقة وقد إيه وحشاه أوي وكان نفسه ميفرقهاش ولو للحظة واحدة ولكن الظروف هي ال اجبرته على كده.
أحمد ...إيه رحت فين رجعت سرحت تاني يعني
قد كده بتحب خطيبتك
عمر.. ...كلمة حب وحدها متكفيش ال بحس بيه ناحيتها. ..دي عمري كله وحياتي دي ال نفس ال بتنفسه وأنا رميت نفسي هنا عشان خاطرها وقام عمر
أحمد. .قمت ليه رايح فين ؟؟؟
عمر..هقوم ..هكلمها وحشني أوووي صوتها وهكلم أبويا وأمي أطمن عليهم..دول صعبانين عليا أوي عشان كنت الولد الوحيد والسند بتاعهم وضحوا بسعادتهم ووجودي جنبهم عشان سعادتي أنا معاها.
أحمد...ده أنت حالك صعب أوي يا صاحبي ..على العموم.قوم كلمهم ..بس خلي بالك أنت مش في مصر ..يعنى لوكلوك ..كثير
عمر.بحزن.....أيوه حاضر..فاهم
...ترن ...ترن ....
رقم دولي
غرام....ده أكيد عمر
ألووووو.عمر حبيبي عامل إيه ..وحشتني أووي
أنت كويس ...مرتاح ...وتبكي
عمر بحزن...آه الحمد لله ..أنتي مش وحشتيني.
غرام...كده برده ..
عمر...عشان أنتي معايا دايما حتى لو بعيدة عني بس صورتك مش بتفارقني
غرام...معلش أنا السبب في ال أنت فيه ده .
عمر.. متقوليش كده .أنتي مقامك عندي كبير أوي وأنا كنت فعلا ناوي مع الوقت أجتهد وأحققلك كل ال بتتمنيه بس مكنتش فاكر أنه هيكون بالصورة دي وبالبعد القاسي ده ..
غرام.....معلش يا قلبي ..أنا كمان مكنتش متخيلة تغيب يوم عني .
هدير...كانت بتسمع المكالمة..وقلبها كان ينفطر حزنا وغيظا ...وتكلم نفسها: "اشمعنا سامر مش بيتكلم كده معايا ومش بيكلمني لكن النجار مسافر وبيتكلم دولي كمان ومع ذلك بيكلمها ...ليه طيب وأنا فين .بس أعمل إي، مقدرش بعد ما لقيت واحد زيه وفي مكانته وعيشته أسيبه فلازم أتحمل واصبر يمكن بعد الجواز يتغير"
يخلص عمر مكالمته مع غرام ..يكلم والدته
..نجية....عمر ..حبيبي يا ضنايا..عامل إيه ..أكلت يا حبيبي ..أوعى تهمل نفسك ..وثقل دومك الجو برد ..واتغطى كويس كده ولف نفسك .وتعيط نجية .منه مش معاك عشان أجي في نص الليل واطمن عليك وأغطيك
عمر بألم لفراق أمه...حاضر يا أمي هاكل واتغطى كويس .المهم أنتي كويسة وبابا كويس وعلا وحشتني اوى .
نجية...كلنا بخير يا حبيبي متقلقش ..المهم تخلي بالك من نفسك ومتشغلش بالك علينا.
وتخلص المكالمة ......ويرجع عمر للأوضة مع زمايله.
أحمد...اطمنت عليهم يا صاحبي.
عمر...آه الحمد لله.
أحمد .طيب تمام ...أنت هتستريح النهاردة ومن بكرة الصبح إن شاء الله هتستلم شغلك حارس لمخزن من مخازن الشركة..معلش هو في الأول كده لازم تتمرمط ولما يلقوك كويس هيمسكوك شغل أحسن ومرتب أكبر.
عمر...أيّ حاجة...مش فارقة معايا هنا. .أنا قدامي هدف عايز أحققه بأي شغل ..وأرجع لبلدي تاني