
رواية غرام والنجار
الفصل العاشر10
بقلم ام فاطمه
فى الصباح خرج عمر ليشق أول أيام غربته مع أحمد لشركة عبد الله الهاشمي للإستيراد والتصدير وطلب أحمد الإذن للدخول لصاحب الشركة عبدالله حتى يتعرف على عمر العامل الجديد، عبد الله رجل كبير وذو خبرة ومكانة في السوق ويهابه الجميع ويخافون من تسلطه وهو يحب التعرف على جميع العاملين عنده لذلك جاء أحمد به إليه.أحمد " السلام عليكم".
عبدالله :" وعليكم السلام، أهلين أحمد ومن معك هذا ".
أحمد: " ده عمر صاحبي وحبيبي من زمان ".
عبدالله:" نورت دبي أخ عمر، وايشلونك كيفك ".
عمر بخجل:" الحمد لله".
عبدالله بنبرة حادة:" أنت لازم تعرف نظام الشغل حالنا وتتبعه بنظام بدوون إهمال وتحافظ على مواعيده ،وأكيد قبل هذا الأمانة، سويت هذا كنت من عمالنا المخلصين، واذ لم تسوي نرحلك لبلدك؛ زي مجيت، أفهمت عمر ".
عمر بقلق: " فهمت وإن شاء الله أكون عند حسن ظن حضرتك "
عبدالله: " إذًا توكلوا على الله وفهمه أحمد طبيعة شغله معانا ".
أحمد :" تمام شيخ عبد الله ".
وذهب عمر مع أحمد ليسلمه عمله الجديد كحارس أمام أحد مخازن الشركة وصرف له الزي المخصص للعمل، وكذلك سيساعد في حمل وترتيب البضاعة .
عمر بأخلاقه الجميلة إستطاع في أيام قليلة أن يستحوذ على قلب كل من يقابله، فالكل رغم بساطة عمله أحبوه هناك لأن لسانه طيب بشوش الوجه بالرغم من أن قلبه حزين على فراق أحبته،
فأحبه زملائه في السكن وكذلك في العمل،وتمر الأيام سريعا كعادتها ولكن مع عمر بطيئة حزينة لفراق محبوبته غرام
ومرت سنة كانت تستعد فيها أخت سامر صديقة هدير للزواج وكانت تأخذ معها هدير لشراء كل ما تطلبه من أجل الزواج وما تحتاجه العروس وكانت هدير منبهرة بكل ما تشتريه سمر فقد كانت تشتري كل ما هو باهظ الثمن وتعدد من نفس الشيء عدة مرات، ولكن تقول في نفسها: "أنا إزاي هقدر أجهز نفسي زيها كده وأنا بابا على قد حاله يا دي الكسوف لما يشوفوا حاجتي بجنب حاجة سمر...ياريتني كنت مكانك يا سمر".
تلاحظ سمر شرود هدير فتقول:" مالك يا هدهد رحتي فين، إيه رأيك في الفستان ده" .
هدير بغيظ:" آه جميل أووي وهيبقى شيك عليكي ".
سمر بضحك: "عجبك يعني".
هدير: "آه طبعا بس سعره إيه فظيع".
سمر: "ملكيش دعوة بسعره، تعالي يلا قسيه".
هدير بتعجب : " أنــــــــــــــــا لا لا ليه ".
سمر: " ده بابا موصيني أجبلك فستان شيك عشان تحضري بيه زفافي ومتكونيش أقل من المدعويين في الحفل ".
هدير باحراج:" آه كده كان نفسي سامر هو ال يفتكرني بحاجة كده ".
سمر: " معلش أنتي عارفة سامر دماغه عملية أوي وكل عقله في شغله وأنو يكون دكتور ناجح، وأنتي بعد الجواز حاولي تغيريه وتعلقيه بيكي".
هدير: " ياريت بس حتى ياخد باله مني".
أحست سمر بالحزن من أجل صديقتها لأنها تعرف أنّ أخاها جامد المشاعر، وبخيل اليد، ودعت أن يصلح الله حاله، قاست هدير الفستان وفعلا كان مقاسه ولونه مناسب جدا ليها، وفرحت به كثيرا وعادت سعيدة للبيت.
وجاء موعد الفرح واتعمل في أكبر وأشيك القاعات في الاسكندرية وكانت سمر فيه من أجمل العرايس،حتى هدير كانت جميلة جدا وشيك بفستاها الجميل الذي لفت الأنظار إليها، حتى سامر لأول مرة يكلمها كلمة حلوة بالنسباله هو
"شكلك حلو أوي النهاردة، بس الفستان ده شكله غالى ، أنتي متعودة كده على الإسراف، لا حاولي توزني امورك إحنا قدامنا مستقبل عايزين نبنيه فلازم ندخر".
هدير:" لا الفستان هدية من والدك ".
سامر:" طيب كويس برده، بصي انتي خلاص فضلك سنة وتتخرجي، وهشغلك معايا في المستشفى الاستثماري ده الصبح، أما بالليل، فأنا هقسم شقتنا جزء عيادة وجزء نعيش فيه .إيه رأيك فكرة حلوة صح ووتبقى مصلحة ومتتعبيش ".
هدير بصدمة:" إزاي يعني شقة وعيادة، يعني مش هيكون فاضل كده غير أوضة النوم، هنتحبس فيها وطيب لما يجي طفل هنيمه فين ".
سامر: " لا طفل إيه إحنا نأجل الموضوع ده خالص لغاية ما نقف على رجلينا شوية ".
هدير: " ولما يجي ضيف نقعده فين ".
سامر :" ضيوف إيه وبتاع إيه إحنا مش فاضيين غير لشغلنا بس تعرفي أنا نفسي يكون ليا مستشفى خاصة بيا ده حلم حياتي، هي مكلفة عارف بس إن شاء الله هجتهد مع العيادة وشغلي في المستشفى وإنتي تساعديني وندخر كل مليم هيساعدنا ده إننا نحقق حلمي ونبني مستشفى تخصصي ".
هدير بحزن:" هو أنت مفيش في دماغك حاجة غير الشغل بس، مش شايف الناس حوالينا في الفرح سعيدة إزاي وكل واحد مع مراته أو خطيبته بيضحكوا وبيتهامسوا وإحنا بتكلم في الشغل
سامر بضحك: "أنتي شكلك رومانسية يا هدير وده كويس عشان تساعديني أخرج للشغل وأنا مبسوط
نرجع لعمر
زي ما عرفنا سطوة رجل الأعمال عبد الله الهاشمي وأكيد لازم يكون له أعداء يتربصون بيه
حيث قرر رجل أعمال آخر إسمه عثمان البكري، تأجير بعض البلطجية للسطو على مخازن الشركة وصممت ابنته ميسون وابنه عامر أن يذهبوا متلثمين للإشراف على عملية السطو بنفسهم وكانوا يراقبون المخازن من فترة بحذر شديد ويعلمون متى ينام الحارس وأين توضع كاميرات المراقبة ليبطلوها قبل عملية السطو
وبعد أخذ كل الإحتمالات في الإعتبار وأخذ الحذر
حدد ميعاد عملية السطو في منتصف الليل وشاء القدر أن يكون عمر دوره في الحراسة ليل، تصل السيارة التي بها اللصوص متلثمين ومعبئين بالأسحلة ويرأسهم ولده عامر و ميسون كانت في سيارتها تنظر من بعيد عليهم.
عمر كان لا ينام أثناء حراسته للمخزن ليل، غير الآخرين كانوا ينامون.
توجه اللصوص ومعهم الأسلحة ومعدات لفتح المخازن وبدؤوا بالمخزن الذي يحرسه عمر.
شعر عمر بحركة غريبة ومريبة في المكان فوقف قائما والرعب والقلق يملكانه.
قال أحد اللصوص لعامر: " إيش هذا العامل صاحي إيه هنسوي الآن نلغي العملية!؟ ".
عامر:" ليه هذا فرد واحد ضربه على دماغه هيقع "
اقتربوا من عمر الذي حاول بسرعة الإتصال لينجده أحد ولكن باغته أحد اللصوص بالضرب ولكنه قاوم وضربه
وكانت ميسون تراقب المشهد وترى مقاومة عمر وهو بمفرده بجانب مجموعة مسلحين فأعجبت بشجاعته وحرصه على عدم السرقة بالرغم أنه ليس ماله فأكيد أمين جدا
فصرخ فيهم عامر قائلا:" أقتلوا هدا المشاغب".
فنزلت من سيارتها ميسون تجري قائلة: "لا تقتلوه والدي حذرك مش يريد دم".
فاجتمع عليه اللّصوص ومسكوه ومن غضب عامر ضربه في دماغه بآله حادة كانت معاه فسالت من دماغه الدماء وخر مغشيا عليه، فصرخت ميسون:" مات قلتلك مش نريد دم يا أهطل".
عامر: " ما تقلقي ده جرح وهو مغشي عليه مش ميت".
وأجهز أتباعه على كل ما يحتويه المخزن ونقلوه لسيارتهم وتجهزوا للهروب.
عامر: " همي يا مجنونة لنهرب قبل أن يرانا حد".
ميسون بقلق: "وهذا الجريح لو قعد لبكير هيصفى دمه ويموت، أرجوك نخده معانا ندوايه من جرحه الا يموت".
عامر:" اجننتي، ندوايه وبعدين يتعرف علينا ويبلغ الشرطة عنا".
ميسون: " لا لا هو مغشي عليه ولا يدرى نقول أننا وجدناه ملقي وغارق في دمه فأخدناه ننقذه ".
عامر:" إيش نسوي الحين الوقت يجري طيب حملوه يا رجال معنا بالعربة بسرعة".
وفعلا خدوه ووصلوا للفيلا ونيموه في أحد الغرف وجرت ميسون لتضمد له الجرح حتى لا ينزف أكثر وشممته برفان لعله يفوق من الإغماء
ونظرت إليه ميسون قائلة:" زين وجهه هذا الشاب وبحثت في ملابسه فوجدت أنه مصري واسمه عمر فقالت: " نعم المصريون معرفون بالشجاعة لهذا كان موقفه معنا ".
وبدأ عمر يفيق شيئا فشيئا وبدأت كلماته تخرج ثقيله محملة بألم الجرح قائلا