
رواية غرام والنجار
الفصل السابع عشر17
بقلم ام فاطمه
صعب الإرتباط بشخص لا يتقبله قلبك ولكن لمجرد أنه يحبك فتميل له شفقة عليه وليس حبا وقد تحوله الأيام مع المعاشرة الطيبة لحب حقيقي أو للأسف تندم وتتمنى أن تكون ارتبطت من البداية بحب عمرك.حازم يقف مع غرام يبث لها حبه ويرجوها أن تعطيه فرصة لعل شعاع الحب ينفذ إلى قلبها يوما ولا يعلم حازم أن هناك قلبا آخر يراقبه من بعيد في صمت
قلب سهيلة زميلة لهم على قدر من الجمال والإحترام تحب حازم حبا صامتا، ولكن لا تجرؤ على الإعتراف له بحبها فهي تعلم عنه أنه هوائي وكل يوم مع فتاة فتخشى إن صارحته بحبها يستغل ذلك ويراضيها يومين ثم يذهب لأخرى كعادته وكان كل ما في وسعها أن تدعوا الله أن يهديه ويكون من نصيبها يوما،فكانت سهيلة تتأمله من بعيد يقف مع غرام فتألمت كعادتها عندما تراه مع كل بنت وتتمنى أن يأتي اليوم الذي يكون فيه معها هي إلى باقي العمر، ولكن لم تعلم أن الأمر في هذه المرة مختلف وأن حازم فعلا وقع في حب غرام وإمتلكت عليه قلبه وعقله وأصبح شبه مستحيلا أن يشعر بها يوما.
غرام: " حازم أنا مقدرة مشاعرك بس خايفة مقدرش صدقني قلبي مقفول ".
حازم: " إديني بس فرصة واحدة يمكن متعرفيش ربنا بيغير القلوب في لحظات ".
غرام بأسى وحزن تكلم نفسها:" يستحيل يوما أن ينسى قلبي من امتلكه
غرام وقد تلعثمت كلماتها والشعور بالخجل من حازم الذي يكن لها كل هذا الحب وتشعر بالشفقة عليه فلم تجدا فرارا من الموافقة بلسان حالها ولكن يكاد القلب يتمزق ويقطر دما.
غرام:" أنا موافقة بس لكن مش حنكون أصدقاء وتتكلم معايا كل يوم فيظنوا بي الزملاء أني مجرد فتاة لعوب زي البنات ال كنت تعرفهم إنما أنا موافقة إننا نتخطب بس مش هنحدد وقت للزواج إلا فعلا لما أحس أني قادرة أنسى الماضي وهقدر أفتح معاك صفحة جديدة ".
حازم بفرحة عارمة :" وأنا موافق حبيبة قلبي ".
غرام وقد دمعت عيناها حزنا لأنها ستكون لرجل آخر غير الذي تمنيته وأحبته وأخلصت له.
حازم من فرحته جمع كل زملائه وأخبرهم بخطبته على غرام فهنأ الكل غرام وحازم وعلى رأسهم فادي صديقه إلا واحدة انسحبت وهي تجرى والدموع تملأ عينيها إنها سهيلة كان الله في عون قلب جرح ممن كان بالنسبة له قرة عين.
هدير تتصل بها والدتها
اكرام:" عاملة إيه يا بنتي وأخبار جوزك إيه
كده من ساعة ما تجوزتي ولا كلمتينا ولا شوفنالك بيت ولا جيتى زورتينا، إيه نسيتي أهلك يا هدير واستعريتي منا بعد ما خدتي ابن الناس ومش عايزة تشوفينا ولا إيه، أبوكي يا بنتي نفسه يشوفك وبيبكي كل يوم عليكي، فليه تعملي فينا كده إحنا قصرنا معاكي في إيه ده جزاتنا برده بعد مكبرناكي وبقيتي دكتورة قد الدنيا ".
هدير والدموع في عينيها ولا تستطيع أن تحكي لها الحقيقة بأنها من يوم الزواج وهي تعمل ومن ثاني أسبوع تعمل صبح وليل ليس لها أي وقت للراحة أبدا حتى الآكل صارت تأكل وهي واقفة بسرعة خشية أن تسمع كلمتين من سامر بأنها تضيع الوقت من غير عمل، حتى ذبل جسمها وشحب وجهها وهي مازالت عروس.
هدير:" لا يا ماما متقوليش كده أنتي وبابا واحشني أوي بس يعني مسؤولية البيت والشغل تعباني وقريب أوي هاجي أشوفكم إن شاء الله ".
اكرام:" وعد يا بنتي يعني أقول لأبوكي أنك جتية ولا هتكسفيني ".
هدير بتلعثم:" لا جاية إن شاء الله وأخبار غرام إيه ".
اكرام:" الحمد لله ربنا كرمها بالدكتور زميلها إبن ناس أكابر برده زي سامر بس متواضعين أوي وبيحبوا غرام ولا عريسها عايز يجبلها نجمة من السما بس هيه ترضى عنه وتكلمه كلمة حلوة بس برده الحزن ماليها ومش قادرة تصفاله أبدا، فإدعلها يا بنتي تنسى الله يرحمه وتحب عريسها ال هيموت عشانها".
هدير بصدمة وغيرة وتكلم نفسها يا بختها دايما حظها أحسن مني في كل حاجة.
هدير: " إن شاء الله لما آجي أحاول أتكلم معاها دي غرام طول عمرها فقر كده ومبتقدرش النعمة ".
اكرام:" ربنا يسعدكوا يا بنتي إحنا مش عايزين من الدنيا دي إلا سعادتكوا ونطمن عليكم".
وقفلت السكة اكرام: "وهيه بتقول يارب تكوني صادقة وتيجي يا بنت بطني".
نرجع لميسون وزايد الذي حقق في فترة قصيرة نجاحا كبيرا للشركة واشتهر إسمه وسط رجال الأعمال وذاع صيته وتمنى الجميع مقابلته ولكن عامر وميسون هما دوما من يقابلا الناس خشية أن يتعرف عليه أحد وخصوصا ميسون كانت كل يوم تخاف أن ترجع له الذاكرة فتفقده إن كانت له حبيبة أو زوجه
لذلك كانوا هم من يظهرون للناس وهو لا يظهر للمجتمع الخارجي إلا للضرورة .
ومرت فترة من الوقت أخرى كبيرة تكلم فيها الشيخ عثمان مع إبنته أن تحدد موعد للزفاف فهو يخشى الموت قبل أن يرى أحفاده منها فهو يحبها كثيرا.
ميسون بخجل:" أبي يعلم الله أني أريد هذا اليوم فزايد رجل ولا كل الرجال حتى أني احسد نفسي عليه ولكني لا أريد إستعجاله وأريد أن يطلب ذلك بنفسه، لا أعلم أحيانا أشعر أنه يحبني ويلاطفني وأحيانا أشعر أنه ليس معي وقلبه ليس لي و أراه يشرد كثيرا وقلبي يؤلمني عندما أراه شاردت فأخشى أم يتذكر حاله ويبتعد عني فأموت وأنا لا أستطيع العيش بدونه أبدا وتبكي ميسون وتختبىء في حضن والدها الذي بدوره يربت على ظهرها ويمسح على شعرها بحنان ويقول: "لا تخافي يا قلب أبيكي لن يكون لغيرك وسأكلمه أنا في موعد الزفاف وسأدعوا للحفل جميع رجال الأعمال وبعضا من الوزراء
فهذا حفل ابنة الشيخ عثمان وسيكون يوم كألف ليلة وليلة سيتحاكى له الناس زمننا".
ميسون:" ولكن يا أبي أخشى أن يتعرف عليه أحد ".
الشيخ:" لا تخافي قد مر زمن و تغير شكله وحاله فابشري خيرا وافرحي ولا أريد أن أرى دموعك هذه مرة اخرى، بل أريد أن أرى إبتسامتك التي تضيء لي دنياي يا قرة عين أباكي، هيا اذهبي وادعيه لي لأحدثه في الأمر
نرجع لحازم:" ذهب يوما للكلية ولكن في هذا اليوم لم تأتي غرام فاتصل بها ليطمئن عليها أخبرته أن امها مريضة ويجب أن تلازمها .
حازم: " ألف سلامة على ماما إن شاء الله هجيلكوا بالليل أطمن عليها بنفسي ".
غرام : "إن شاء الله يا حازم ربنا يخليك وياريت تركز في المحاضرات وتكتب كويس عشان انقلها منك ".
حازم:" هو ده كل ال يهمك المحاضرات مفيش أي كلمة حلوة منك تبرد نار قلبي الوالعة دي
غرام: "وبعدين بقى مش قلنا تسيبني واحدة واحدة هتلاقيني في يوم أنا ال هكلمك من نفسي".
حازم:" امتى بقى يجي اليوم ده وننول رضاكي يا غرامي ".
هنا دمعت عين غرام وتذكرت عمر فهو الذي كان يناديها بغرامي دوما .
حازم:" ها روحتي فين مش بكلمك ".
غرا: "مفيش معلش أقفل عشان أشوف ماما بتنادي معلش".
حازم:" ماشي حبيبتي ومعادنا بالليل إن شاء الله ".
غرام: "إن شاء الله ".
حازم يغلق المكالمة ويستدير فيخبط رأسه في جدار كان بجانبه ولكن لم يأخذ باله منه من الشرود في حبيبة القلب غرام وعندما اصطدم بالجدار خر ساقطا مغشيا عليه والدماء تسيل من رأسه.
ترى من كان الأسرع إليه لينقذه أكيد كانت سهيلة التي كانت عيناها لا تفارقه أبدا مجيئا وذهابا.
أسرعت إليه سهيلة وقد انتفض قلبها من هول الصدمة والقلق عليه ولم تشعر بنفسها وهي تصرخ قائلة:" حازم ، حتى لفتت بصريخها فادي فأسرع إليه عندما وجده مغشيا في الأرض.
سهيلة تخرج أدواتها الطبية وتمسح الجرح بمطهر وتحاول أن تجعله يستفيق بكل طريقة حتى أنها أسندت رأسه على حجرها وهو بدأ بإستعادة وعيه وأحس بدموع ساخنة تنزل على خده وإذ به يفتح عينيه ليجد رأسه على حجر سهيلة والدموع تنزل من عينيها على خده .
فينظر إليها ويقول