
رواية غرام والنجار
الفصل الثاني2
بقلم ام فاطمه
الحب سلطان واجمل ما قيل فيه انه شعور بالسعادة نحو شريك الحياة وجاذبية لا تعرف مصدرها فهو شبيه بينبوع ماء لا يجف ابدا تزدهر منه الحياةعمر ..بات ليلته يفكر فى الحسناء التى بنظرة واحدة استولت على عقله وقلبه ويتذكر كلمتها له انه فنان ويبتسم ثم يستسلم اخيرا للنوم فيراها فى احلامه حورية جميلة فى برج عالى بدون اى شىء يستطيع ان يتسلقه ليصل اليها وهى تلوح له من فوق ان يصعد اليها وتنادى عليه ...عمر....عمر....فيحاول مرة ان يتسلق الاحجار وتارة يقع وتارة يحاول مجددا .وينادى...غراااام حبيبتى...حتى افاق على قبلة من اخته الصغرى ذات العاشرة اعوام .واسمها علا .فهى كعادتها ..تقبله وتمرح معه .فهى تحبه جدا لانه حنين جدا عليها ويلعب معها ويشترى لها كل ما تطلبه ويوصلها للمدرسة كل يوم
...علا ...اصحى بقه يا عمر كده هتأخر على المدرسة
عمر..يفرك رأسه ..ويمسح على عينيه من اثر النعاس
....ايوه يا انسة علا ..حاضر هقوم اهو يا ستى..وتسمعه بيكلم نفسه ..مش كنتى سبتينى شوية كمان بحلم كنت قدرت اوصلها فوق ...
علابضحك..
عمر..انا...لا لا ...بيتهيألك..روحى يلا حضرى حجتك عقبال مجهز وانزل أوصلك للمدرسة
....وفى الشارع..كانت هدير وغرام يستعدان للركوب مع والدهما التاكسى ليصل احداهما الى الجامعة والثانية الى المدرسة
بهجت..متيجى يا ابنى يا عمر أوصلك انت وعلا لمدرستها
هدير.بتأفف ..ايه هو احنا هنقعد جمب الاشكال دى ونزنق ..فسمعتها غرام..وطى صوتك الا يسمعك..وملهم يا ست هدير دول جيرانا ومن حالنا ولا انتى شيفانا يعنى هاى كلاس
هدير...امتى بقه اخرج من الحتة دى واسكن فى حتة انضف وبعيد عن الاشكال دى كلها
غرام ...ربنا يوعدك يا ستى بس متتعاليش على الناس حرام
هدير..اسكتى اسكتى. انتى من يومك غاوية فقر ..
وسكتوا البنات لما سمعوا رد عمر على اباهم
عمر....معلش يا عمى ..الامر مش مستاهل المدرسة قريبة وبنتمشلها كل يوم..فطريق السلامة لحضرتك
ونظر لغرام نظرة ..اشعلت قلبها .وطأطأت رأسها خجلا مع ابتسامة .كادت ان تجعل قلبه يقف
هدير ..الحمد لله انها جت من عندهم ..بقلك متيجى النهردة بعد الكلية وبابا لما يرجعنا يوصلنا للبوتيك ال على الناصية ده عشان عايزة اشترى كده طقم جديد احضر بيه خطوبة زميلتى فى الكلية ...عشان اخد رئيك فيه قبل مشتريه....ها قلتى أيه
غرام.بعدم تركيز...بتقولى حاجة ..مسمعتش
هدير.بضحك..ايه كل ال قلته ده ومسمعتيش انتى اطرشتى يا بنتى ولا دماغك فيها ايه بالظبط قوليلى
غرام.. لا لا مفيش حاجة. ...انا قلقانة بس عشان اليومين دول امتحانات الشهر فمش مركزة شوية معلش
هدير...وقلقانة ليه منتى دحيحة مذكرة وديما بتقفلى فى الامتحانات .
غرام..يا ساتر عليكى..قرى فيها بقه
ويركب بهجت...ويقول ..ملكوا يا بنات صوتكم عالى ليه كده
هدير ...مفيش يا بابا..كنت بس عايزة اشترى طقم جديد أحضر بيه فرح زميلتى
بهجت.بقلق ..والطقم ده عيزله كام يعنى ان شاءالله
هدير.... يعنى يا بابا يا حبيبى فى حدود ربعمياية كده
بهجت .. ايه كتير اوى ده لطقم واحد بس
هدير بضحك...ده انا هشترى كده ارخص حاجة .يا بابا ..ده الاسعاركلها بقت فوق خالص
بهجت.بحزن..بس يبنتى ..انا لسه دافع كل الحجات ال طلبتيها للكلية
هدير بغضب وحزن..خلاص بقه مش لازم أروح الفرح
غرام. ..متروحى باى حاجة من ال عندك فى الدولاب معندك كتير هو لازم يعنى جديد
فتقرصها هدير .. بمعنى اسكتى انتى ملكيش دعوة
غرام...اه اه..يا مفترية
هدير تمثل دور الحزينة وتنزل دمعتين بالعافية
بهجت..امرى لله ..هديكى فلوس تجيبى ال انتى عيزاه بس اصبرى عليه يومين اطبق شغل واسهر اكتر بالتاكسى .عشان ادبرلك المبلغ .عشان احنا اخر الشهر والمرتب خلاص
هدير بفرح...ربنا يخليك ليه يا اعظم أب فى الدنيا ويديك الصحة
وبدء يدير التاكسى ويسوق عشان يوصلهم
غرام..بحزن....انا صعبان عليه بابا اوى مش بيلحق يستريح من كتر طلباتنا وخصوصا انتى وطلباتك الزيادة عن اللزوم ..فخلى فى قلبك رحمة شوية
هدير..بغيظ....يسلام على الحنية الزيادة بتاعتك.انا دكتورة ومن حقى البس واتشيك واجدد ديما
غرام....حتى على حساب تعبه حرام عليكى
هدير...ممكن تنقطينا بساكتك وورينى لما تدخلى الكلية هتعملى ايه .بكرة أفكرك انك كل شوية هتبقى عايزة جديد عشان مظهرك قدام زمايلك
غرام..ليه هى الكلية دى مكان للتعليم ولا عرض ازياء
هدير..بضحك....والله انتى هبلة. ..استنى بس كده وبكرة افكرك..ويلا سلام ..خلاص الكلية قربت
ونزلت ..هدير...وغرام شوية ونزلت على مدرستها كعادتهم كل يوم
وفى العودة.....نزل والدهم..وشاهد عادل النجار ينادى عليه...ومعه ابنه عمر ..وأمامهم المكتب
هدير.بقرف لا انا هطلع تعبانة ..انا مش هقف مع الناس دى
غرام...تسمرت فى مكانها لتسمع وترى مع والدها ....
عادل بابتسامة...ايه رئيك فى شغل عمر ابنى..تمام كده المكتب ال كنتوا عيزينه .انا قلت اخد رئيكم الأول قبل الدهان عشان لو تحب الانسة الصغيرة أى تعديل الاول
فتنظر..غرام للمكتب وتنبهر من جماله وشياكته ونفذلها فعلا كل طلباته وزود كمان عليه بعض لمساته الخاصة فزاده جمالا ..
غرام...الله ده حلوو اوى واحسن مكنت عيزاه ..بجد بجد تسلم ايديك يا فنان قصدى يا عمر
فابتسم عمر واختلس لها النظر خجلا من والدها..قائلا ..ال تأمرى بيه يا انسة. ..انا تحت أمرك
بهجت ...طيب تمام كده يعنى نقدر نستلمه أمتى ان شاءالله
عمر باستعجال...بكرة ان شاءالله هيكون جاهز
بهجت .خلاص ان شاءالله بكرة اجى اخده منك
عمر...لا يا عمى متتعبش نفسك ..انا بنفسى هجيبه واطلعوا لغاية عندك ..عشان متتعبش فى شيله
بهجت...كلك ذوق يا ابنى ربنا يبارك فيك
طيب حسابكوا كام بالصلاة على النبى كده
عادل..حساب ايه بس عيب عليك احنا جيران والجيران لبعضيها وغرام زى بنتى بالظبط وهو هدية منى ليها وربنا يوفقها ويكون المكتب وشه حلو عليها وتجيب اعلى مجموع
بهجت ..ده من أصلك يا حج بس مش هينفع نخده من غير مندفع ..ده حقك وتعب عمر ..واهو حنلف كمان عشان متكلمش هندفع يعنى هندفع
عادل...طيب عشان الحلفان انا هاخد بس حق الخشب اما عمر فوصانى وحلفنى معلش مخدش حق مصنعيته فمتحرجهوش بقه ...
فنظرت غرام لعمر نظرة اعجاب بموقفه معاها...نظرة اذابته شوقا وزادها قربا ..
..وطلعت...غرام ...على السلم ..كالفراشة الطائرة ..فى لحظات...فالحب...يجعل الانسان سعيد ..خفيف لا يشعر باى تعب او هم ...ودخلت لتقبل والدتها اكرام .
وتقول..وحشتينى يا ست الكل انتى يا قمر
اكرام...وحشتك العافية يا نور عينى
هدير...لازم يعنى حبتين السهوكة بتوعك..قولى على طول انك جعانة وماما هتحضر الاكل على طول
غرام...ايه يا اختى ....على طول كده وقفالى على الكلمة ..طيب اهو بالعند فيكى واخذت تقبل فى امها يمين وشمال وتغددغدها حتى ملئت اركان المنزل بالضحكات العالية..وخرج والدهم على صوت الضحكات.....قائلا...ضحكونى معاكم ..واخد البنتين فى حضنه ..فهو نعم الاب الحنون على بناته ودعا لهما بالبركة والسعادة وشاركهم الضحك
وفى اليوم التالى...طلع عمر بالمكتب ....
وادخله على غرفتها بمساعدة والدها..وكانت غرام تتبعهمها بسعادة وكانت تملىء عينيها بالنظر اليه وهو مشغول بالمكتب وتنزيله ..حتى انها كانت قريبة جدا منه ولم يلاحظ هو وجودها بجانبه
...وبينزل عمر المكتب الى الارض فنزل على صوابع رجليها وهو غير قاصد ووالدها ينزل معه من الناحية الاخرى اما هى فجانبه
...فصرخت غرام....اه رجلى .
فجت هدير....تقول بصوت عالى له..ايه مش تفتح يا اسمك ايه انت ...ايه مبتشوفش نزلته على رجليها
..عمر..بارتباك وخجل.وهو يرفع المكتب عن رجلها.وبنظرة حزينة لغرام....انا اسف جدا مخدتش بالى ..حصل حاجة ارجوكى طمنينى...فنظرت على رجليها فوجدت اصابعها تقطر بعض الدماء فاصبها الخلع والذعر.صوابعى مش حاسة بيها وبدئت الدموع تنزل من عينيها
..اتخلع قلب عمر وهو يرى فى عينيها الدموع .ويقول فى نفسه ليتنى مت قبل ان اكون السبب فى دمعة واحدة تنزل من عيونك ..
بهجت..بسيطة ان شاءالله ...ومالك يا عمر اجمد كده وانا عارف مش قصدك
غرام..لتهدئة الموقف ..انا ال أسفة كان لازم ابعد ومخدتش بالى
بهجت ...طيب حركى صوابعك كده طمنينى ...
غرام..بألم...مش قدرة يا بابا
بهجت ..لا كده لازم نروح نكشف ونشوف عشان نطمن قلقتينى ..
وقام بهجت وعمر بتسنيدها ..وتكاد تسمع غرام ضربات قلبه من سرعتها وكانت تشعر به وبقلقه حتى انها ربت على يده وابتسمت حتى تهدء من روعه
.....وفعلا ذهبوا بها الى المستشفى
وقامت بعمل اشعة ثم قال الدكتور