رواية غرام والنجارالفصل العشرون20بقلم ام فاطمه

رواية غرام والنجار
الفصل العشرون20
بقلم ام فاطمه 
أسوء شيء في الدنيا بخل المال ويفوقه بخل المشاعر والإحساس.

قامت هدير من النوم تجرى على الحمام تنزل كل ما في معدتها ثم تخرج وعلى وجهها الإعياء والتعب.
سامر: "خير يارب إيه حجة جديدة عشان متشتغليش النهاردة".
هدير:" حجة إيه بس أنا تعبانة أوي وعندي مغص شديد ونفسي غامة عليا وعايزة أرجّع كل شوية ".
سام: "تلاقي حضرتك عكيتي في الأكل؛ يلا خدي أي مسكن ومطهر للمعدة وإلبسي عشان نروح للمستشفى
هدير:" حرام عليك؛ أنا مش قادرة أقف هروح أشتغل إزاي بس ".
سامر:" أنتي بتدلعي قومي يلا إلبسي بقولك ".
هدير بحزن:" حاضر هقوم وجاية تقوم وقعت من طولها ".
سامر:" إيه أنتي بتمثلي كمان "؛ وجيه عشان يعنفها وجد جسمها مثلجا و فاقدة الوعي حملها إلى السرير، وكشف عليها وسمع نبضها ونبضا ثانيا مع نبضها ففهم أنها حامل فغضب جدا جعلها تشم العطر فاستفاقت ورأت الشرار يخرج من عينيه.
هدير بخوف:" هقوم ألبس أهو ".
سامر : "تلبسي إيه يا هانم حضرتك حامل".
هدير بإبتسامة :" حامل ".
سامر:" إزاي ده حصل أنا مش منبه عليكي تاخدي مانع من ساعة ما تهببت وإتجوزتك أنا مش عايز عيال يعطلونا عن شغلنا ".
هديركنت باخد والله بس أكيد غصب عني ساعات كنت بنسى البرشامة".
سامر:" تنسي دي حاجة تتنسي؟
اتفضلي خدي البرشام ده حالا دلوقتي ".
هدير:" ده إيه ".
سامر:" ده هينزل الجنين خلينا نخلص بدال في الأول كده ".
هدير:" أنت اتجننت أنا مش هنزله أنا عيزاه ".
سامر:" هينزل يعني هينزل بالذوق أو بالعافية ".
هدير:" عافية إزاي هتخليني أبلع البرشام عافية؟".
سامر: " لا يا هانم هتشوفي دلوقتي ".
وقعد يضرب فيها بكل قوته في بطنها حتى فقدت الوعي مرة أخرى".
سامر:" فوقى بقى لوحدك وخليكي النهاردة ريّحي"
😂😂 وسط ضحكات سخرية منه ونزل وسبها.
بعد شوية فاقت هدير وجسمها كلو يؤلمها وحاولت تستند بالسرير عشان تقوم فتسقط فحاولت عدة مرات حتى استطاعت الوقوف وعندما وقفت أحست بالدماء تنزل منها وتحولت الدماء لكتل لحمية فأدركت أنها تسقط جنينها للأسف فصرخت من الفاجعة والألم وإتصلت سريعا بغرام لنجدتها حتى لا تموت من كثر النزف.
غرام: " أنا جيالك حالا متخفيش يا حبيبتي،
فكريني بس بسرعة بالعنوان" ، وده للأسف لأنهم عمرهم ما زاروها من ساعة ما تجوزت.
فكرتها هدير بالعنوان وأسرعت لها غرام
وفتحت لها الباب هدير بالكاد من فرط الإعياء والنزف ، فدخلت غرام وقامت بتنظيف أختها وألبستها وسندتها ونزلت بها بسرعة لأقرب مستشفى .فأخلوها سريعا لغرفة العمليات وقاموا بعملية تنظيف للرحم من جراء الإجهاض وزودوها ببعض المحاليل اللازمة لتعويض ما فقدته .
واخذت غرام تبكي لحال أختها .وتمسك يديها وتهمس في أذنها قائلة متخفيش أنا جنبك هنا ومش هسيبك ، فتفتح هدير عينيها فتقول بصوت مليء بالألم والحسرة:" سامحيني يا غرام وخلي بابا وماما يسامحوني أنا ال جبت كل ده لنفسي بطمعي وغرور".
غرام بحزن: "متكمليش يا حبيبتي أنتي تعبانة ومش مهم أي حاجة المهم تقوميلنا بالسلامة وأوعدك أني مش هسكت وهجبلك حقك منه الظالم المفتري ده".
هدير ببكاء:" أنا تعبت أوي معاه ده كان بيعاملني معاملة الحيوانات وبيضربني لغاية ما حصلي
ال حصل وكان هيموتني أنا مش عايزة أرجعله تاني أبدا أنا كرهته خلاص ".
غرام:" طبعا مش هترجعيله تاني أبدا يا حبيبتي وهترجعي في حضننا من تاني وربنا هيعوضك بسيد سيده إن شاء الله ".
هدير:" لا خلاص أنا خدت نصيبي ومش عايزة حاجة تانية غير رضا بابا وماما عليا وهشتغل وهعوضهم عن ال تعبوه معايا ".
غرام:" إن شاء الله يا حبيبتي بس شدي حيلك وقومي بالسلامة ".
وجاء بهجت أن إتصلت به غرام يجري ومنهارا بالبكاء على حال إبنته فمجرد أن إقترب منها أخذها في حضنه وهي تبكي وتقول له سامحني يا بابا .
بهجت:" أنتي بنتي مهما حصل وخلاص ال حصل حصل ومستحيل ترجعي للسفاح ده تاني وأنا هطلع هعمله محضر ومش هيشفى غليلي إلا لما أشوفه في السجن ".
وفعلا كتب ضده محضر وقاموا بضبطه في عيادته الخاصة فساءت سمعته بالرغم من أنه خرج من القضية بدون أي حكم بسبب وصايا والده عليه ومكانته في المجتمع إلا أنه كطبيب لم يعد ثقة فنفر منه الناس ولم يجد ملجأ سوى مزوالة مهنته في الخارج وطلق هدير ثم سافر بلا رجعة.
وعادت هدير لبيت أبيها من جديد ولكن رجعت بشخصية ثانية مختلفة عن شخصيتها قبل الزواج فأصبحت حنونة، كريمة، مطيعة لوالديها وأصبحت نعم الأخت لأختها غرام، فسبحان من هو كل يوم في شأن 😍😍😍
نرجع لزايد وميسون الذى عدت عليهم فترة من الوقت أحست ميسون هي أيضا بالغثيان والمغص ولكن زايد أسرع بها للدكتور فبشره قائلا:"مبروك المدام حامل ".
فابتسم زايد فرحا أومسك بيد ميسون فقبلها قائلا:"مبروك حبيبتي".
وعادوا إلى فيلا وأخبروا الشيخ عثمان بالأمر الذي فرح له جدا فسيكون له حفيد من قرة عينيه ميسون ألزم زايد ميسون بالراحة في البيت وأن لا تذهب للعمل حتى تمر الشهور الأولى للحمل بسلام وكانت ميسون سعيدة بإهتمام زايد بها كثيرا وزادت حبا له
واهتم زايد هو وعامر بمعظم أعمال الشركة ومن بينها صفقة جديدة بينهم وبين عدوهم القديم عبدالله الهاشمي، فكانت المقابلة في مكتب زايد حيث جاء عبد الله وأحضر معه أحمد الصديق القديم لعمر، وما أن دخلوا عليه شعر أحمد أنه هو الذي قابله في الهيبر وظن أنه عمر صديقه لكن ظل يفكر:"معقولة إزاي هو، آه فيه تغيير في لون البشرة والذقن والملابس وأيضا اللّهجة الخليجية، بس الشبه قريب أوي من عمر خصوصا أن زايد تكلم بطريقة طبيعية مع عبد الله وأحمد وكأنه لا يعرفهم وهذا جعل أحمد يشك أنه ليس عمر وقال سبحان الله فعلا ممكن يخلق من الشبه أربعين.
وتمت الصفقة بسلام وصافح زايد وعامر الشيخ عبدالله وأحمد ثم خرجا .
في العربية أحمد كان شارد شوية فقال له الشيخ:" شو يا أحمد فيك من ساعة ما خرجنا من عند القوم وأنت سارح شو فيك".
أحمد: "مش عارف بس أنت محستش أن زايد فيه شبه قريب أوي من عمر ال أنا جبته من سنين يشتغل مع حضرتك وكان حارس للمخزن يوم ما اتسرق ولقينا جثته بعدها".
الشيخ:" إييه والله شبهو جدا لو فعلا هو عمر يبقى شريك لهم في الجريمة وأنا هنتقم منهم بطريقتى ".
أحمد:" بس عمر مظنش أنا عارف أخلاقه وتربيته كويس مش معقولة يكون شريك أنا حاسس أنهم عملوله غسيل مخ أو فقد الذاكرة وشغلوه معاهم وجوزوه بنتهم ".
الشيخ:" كده يا ويلك مني يا شيخ عثمان ".
أحمد:" أصبر بس لحين نتأكد من الأمر عشان زايد بقى ليه وزن وصيت فمش معقولة نأخدهم كده بالشكوك من غير ما نتأكد ".
الشيخ:" أناا همهلك يومين تخبرني الخبر اليقين وإلا هتصرف بنفسي ".
أحمد:" أكيد هقولك الأخبار ".
الشيخ:" هنتظر لا تغيب علي "
نرجع لغرام وحازم مرت فترة وبدأوا فعلا في إمتحانات آخر ترم ليهم في الكلية وبعد ما خلصوا
طلب منها أنهم يتكلموا فعزمها في الكافييه الكلية وقعد حازم وسألها: "تشربي إيه".
غرام بتوتر عشان هيا عرفة مضمون الكلام و مش مستعدة نفسيا ليه ولكن مجبرة توافق طاعة لوالدتها ورفقا بحازم :" أشرب لمون".
حازم: " كان نفسي يبقى شربات بس ماشي نمشيها لمون دلوقتي ".
حازم بحب ومحاولة أن يلمس يدها فترتعش غرام وتبتعد".
حازم:" إيه مش طايقة المسك حتى ".
غرام:" لا مش كده بس إحنا في الكلية ونظرات الطلبة لينا ".
حازم: " بس أنتي خطيبتي ".
غرام: "بس برده من الحياء شوية".
حازم:" طيب يا ستي هصبر لغاية ما نتجوز، هصبر على نار، ها أدينا خلصنا تفتكرى نحدد إمتى يوم جوازنا وتحبي نعمله فين؟ ".
غرام ببرود: " أي مكان تحبه "
حازم:" كنت يعني عايزك أنتي تحددي عشان
غرام:"أنا معنديش خبرة بالأماكن فمعلش حدد أنت ".
حازم: "طيب والمعاد!؟".
غرام" يعني شهرين أكون جهزت نفسي ".
حازم: "مش كثير شهرين ده لو عليا كان من بكرة ".
غرام:" معلش أصبر بس شوية أجهز حاجتي ".
حازم بفرحة: " تمام حبيبتي استنى عشان خاطر عيونك الحلوة دي".
وقام حازم ودعى زملاءه وقال لهم إن شاء الله كلكم معزومين على فرحي في التاون تاون بعد شهرين من الآن، فبارك له وهنأه إلا سهيلة التي انسحبت بهدوء والدموع في عينيها ولاحظ حازم هذا فحزن من نفسه وقال مكانش لازم أقول دلوقتي قدامهم كان لازم أصبر وقتها بس الفرحة مخلتنيش آخذ بالي من سهيلة،أعمل إيه دلوقتي بس ونادى على فادي يروح ويلحقها ويطبطب عليها بكلمتين يهديها وحازم استغرب من نفسه ليه كده اهتم بمشاعرها وصعبت عليه دموعها إيه السبب في الإحساس ده هل هو شفقة بس أم شيء آخر لا يعرفه ولكن هو ينساق بمشاعره تجاه غرام فقط.
تأكد أحمد من خادم لدى الشيخ عثمان أن زايد كان مجرد خادم مثلهم جاء منذ سنين يعمل وكان مصاب بجرح ولا يتذكر أىي شيء عن حياته السابقه وأطلقت عليه السيدة ميسون إسم زايد ثم وقعت في حبه وجعلته يعمل معهم في الشركة حتى وصل لما هو الآن من مكانة وتزوجته وحامل منه أيضا،تعجب أحمد لحال عمر فهو لا يتذكر فعلا أي شيء وده كان واضح في معاملته معاه.
ذهب أحمد للشيخ عبد الله وأخبره، فقال الشيخ: "ويلك مني يا عثمان اليوم ستكون نهايتك".
أحمد:" أرجوك بدون دم يا شيخ عبد الله ممكن أن تأخذ حقك فقج منه..".
الشيخ: " لا دخل لك بما سأفعله امشي الآن".
ندم أحمد أنه قال للشيخ عبد الله عن الذي حدث وخشى أن يكون سببا في مقتل الشيخ عثمان
فتوجه للفيلا قاصدا أن يحذره ولكن للأسف سبقته أيدي عبد الله فقد بعث من عنده رجلا ليقتل الشيخ عثمان؛ فتسلل الرجل للفيلا وكان في المكتب الشيخ عثمان مع ابنته ميسون والرجل القاتل يختبىء وراء شباك المكتب .
في حين يدخل أحمد من البوابة ليستأذن الدخول للشيخ.
وما إن حدد هدفه الرجل القاتل صوب قلب الشيخ عثمان؟
تعليقات



<>