
رواية غرام والنجار
الفصل الحادي والعشرون21
بقلم ام فاطمه
كان أحمد عند البوابة يستأذن للدخول للشيخ عثمان ليحذره من عبد الله وفي ذات الوقت كان زايد عائدا لأنه نسي أوراقا مهمة في غرفته، قابله أحمد فإبتسم قائلا: "عمر حبيبي وحشتني أوي".زايد باستغراب :" إيش تقول سيد أحمد وإيش سبب وجودك هنا هل في شيء؟ "
أحمد:" مفيش وقت أفهمك دلوقتي لازم ندخل بسرعة للشيخ عثمان لأن حياته في خطر ".
زايد:" كيف هذا خبرني بسرعة".
أحمد: " ندخله بس الأول ".
زايد :" تعال معي ودخلوا ، كان في الوقت ده الرجل القاتل مصوب هدفه نحو قلب عثمان وهو مش واخد باله بيتكلم مع ميسون ولكن ميسون أخذت بالها منه
فجريت نحو أببها وهي تصرخ أبي أبي إحذر قاتل قاتل فإنتبه الشيخ عثمان له ولكن القدر هنا واقع لا محالة وبسبب تحرك ميسون نحو أبيها فبدل أن تصيب الرصاصة والدها أصابتها هي فاخترقت ظهرها وخرجت من بطنها ووقعت ميسون غارقة في دمائها وسط صراخ الشيخ عثمان
دخل أحمد وزايد على صريخ الشيخ عثمان
وصدم زايد لما رأى ميسون غارقة في دمائها وتلهث بكلماتها الأخيرة فهي للأسف تحتضر.
زايد يصرخ ويأخدها في صدره محتضنا إياها وقائلا لها:" لا تخافي حبيبتي ستصل الإسعاف سريعا وسننقذك لا تخافي ارجوكي خليكي معي
ميسون بصوت خافت وقد أمسكت بيد
زايد:" اسمعني بسرعة حبيبي لا يوجد وقت لتعلم أني أحببتك ولم أحب أحدا قبلك وكنت أتمنى أن أعيش معك أكثر وأرى إبننا لكن قدر الله نفذ لعل هذا يكون مغفرة لذنبي وألقاه طاهرة
زايد: " لا تتكلمي حبيبتي ".
ميسون: " أتحبنى حقا زايد !؟ ".
زايد:" أكيد أنت زوجتي ".
ميسون :" أنت نعم الزوج وحتى إن لم أملك عليك قلبك يوما لتسمع مني حبيبي، أنت لست زايد أنت عمر ومصري و لتسامحني إن أخفيت عنك حقيقتك ولكن ما كان بيدي فقد أحببتك من اليوم الذي وقعت عيني عليك فيه وأنت تحرس مخزن عبد الله، ستجد أوراقك في غرفتنا في حقيبة أخفيها في سحارة سرير نومنا من الداخل، قل لي قبل أن ألاقي ربي أنك تسامحني لكي أستريح أرجوك ".
زايد : "لا أعلم ما تقولين ولكني أسامحك من قلبي ميسون".
ميسون:" أحمد الله "؛ وتنظر لوالدها الذي يبكي حسرة على قرة عينه التي فدته بعمرها لتودعه قائلة:": لا تحزن يا غالي فديتك بعمري إعتني بعمر من بعدي".؛ ثم تردد الشهادة وتثقل رأسها في حجر عمر فيعلم أنها ماتت فيصرخ بإسمها:" ميسووون: لا تتركيني أرجوكي، قومي ميسون لا تتركيني ".
يحاول أحمد إيقافه على قدميه وتهدئته و تذكيره بالله فيسقط عمر وترتطم رأسه بالأرض وهنا من جراء صدمة موت ميسون والخبطة ترجع له الذاكرة؛
ولكن الظروف الآن لا تسمح له بترك الشيخ عثمان وهو في هذه الحالة وكذلك حزنه الشديد على موت زوجته ميسون ، نعم لم يكن يحبها من قلب قلبه ولكن سيتذكرها باقي العمر .
الزواج ليس شرطا فيه أن يبنى على الحب فقط ولكن هو مودة ورحمة وإحترام متبادل وسكينة ومعاشرة بالمعروف، فكم زواجا بني على الحب ولكن للأسف سقطت أعمدته بعد الزواج من سوء المعاملة فاختفى الحب وفشل الزواج .
وهذه المودة والرحمة كانت حقا بين ميسون وزايد بالبرغم أنها كانت تشعر أنه لا يحبها بكل قلبه ولكن كان يعاملها معاملة طيبة ويحسن معاشرتها فكانت تزداد له حبا كل يوم، ولكن قضاء الله أنهى زواجهما بموت ميسون فحزن عليها حزنا شديدا واستمر في فيلا الشيخ عثمان الذي أقعده موت ابنته ميسون وجعله طريح الفراش لا يقوى على النهوض منه بمفرده فكان يعتنى به عمر يمكن أكثر من إبنه عامر، وكان الشيخ عثمان دائما يناديه، ويقربه منه ويشم رائحته لأنها تذكره بإبنته ميسون ثم يبكي عليها مرارا
طبعا أمسك أمن الفيلا القاتل الذي أدلى بأن من أمره بهذا هو عبد الله الهاشمي وقامت الشرطة بالقبض عليه.
مر بعض الوقت لكي يستفيق عمر من صدمته على موت ميسون ثم قرر أن يتصل بوالداه ليخبرهم أنه مازال على قيد الحياة ولم يمت ثم تراجع في آخر لحظة خشية أن تصيبم شدة الفرح بشيء فأراد أن يمهد لهم أولا ثم فكر في حبيبة قلبه غرام وتساءل هل فعلا مازالت تتذكره وتحبه أم أن السنين و خبر موته قد انسياها إياه أو قد تكون أيضا ارتبطت بغيره فهو خائف أن يتلقى صدمة أخرى بعد صدمة موت ميسون يخشى أن يرجع لمصر ليجد غرام مع غير.
عم: " كم أوحشتني يا غرامي أتراكي تذكرين غرامي أم نستيني وقعتي في غرام غيري.
عمر ذهب لأحمد الذي أخذه بالحضن وحمد الله أن رجعت له الذاكرة وواساه في موت ميسون
ثم طلب عمر من أحمد أن ينزل هو مصر أولا ليمهد الموضوع لوالديه شيئا فشيئا حتى يتقبلوا أنه مازال حيا يرزق فيحكي لهم ما حدث له وأن يسأل على حال غرام كيف أصبحت الآن ، وهل مازالت تتذكره؟ أم تزوجت غيره؟.
عمر: "قل لهم أني لا أستطيع أن أنزل الآن لمصر وأترك الشيخ عثمان وهو في حالته هذه وقبل أن يتعافى هذا حقه علي فميسون لها دين في رقبتي إلى يوم الدين لن أستطيع أن أوفيه".
أحمد:" كل هذا الوفاء لها بالرغم من أنها أخفت عنك حقيقتك وأبعدتك عن وطنك وأهلك!؟ ".
عمر:" أنا سامحتها لأني وقعت في الحب قبلها وأعلم أن المحب لا يرى سوى محبوبه ويغفل عن أي شيء آخر في سبيل الوصول إلى قلب حبيبه ".
أحمد:" إن شاء الله ترجعلهم بالسلامة وتلاقي لسه عروستك في انتظارك ".
عمر:" يارب، ويلا حضر ورقك وأنا همدك بكل تكاليف السفر وهديك كمان مبلغ توصله لأبويا وكام هدية كده لأمي وعلا وغرام، عقبال منزل أنا وأجبلهم كل ال نفسهم فيه ".
أحمد:" ربنا يزيدك يا عمر ولعله فعلا ال حصلك كان خير عشان توصل للمكانة ال أنت فيها دلوقتي ".
عمر:" الحمدلله على كل حال بس فلوس الدنيا عندي كلها متساوش لو ضاعت مني غرام ".
أحمد:" لا خير إن شاء الله هتلاقيها عايشة على ذكراك بدال كانت بتحبك الحب ده كله ".
عمر:" يارب ".
أحمد :" الحمد لله كمان الشيخ عثمان مكانش ناقص كفاية ال هو فيه ومكانش فيه دليل يثبت كلام الشيخ عبدالله أنه هو ال سرق المخزن فسجلوا براءته وعامر قال أنهم لقوك يوميها في الشارع ومكنش معاك أي حاجة تثبت شخصيتك فخدوك عندهم رأفة بيك وعملولك ورق جديد بشخصيتك الجديدة، فأنت دلوقتي مش محتاج تطلع ورقك القديم عشان تثبت كلام عامر، وهتروح السفارة هيعملوا هما اللازم ويطلعوا ورق جديد بإسمك وده أكيد عشان مكانتك دلوقتي ومكانة الشيخ عثمان، أما أنا فيمنفعش خلاص أرجع شغلي بعد ما إتقبض على الشيخ عبدالله وكمان مليت من الغربة وقرفها والعمر بيضيع فأنا هنزل ومش راجع هنا تاني وهشتغل في بلدي وهعمل أي مشروع يأكلني لقمة حلال وأدور على بنت الحلال ال تقف جنبي ".
عمر:" ونعم الرأي يا أحمد فعلا الواحد بعيد عن بلده وأهله زي الميت بالظبط وجودنا بين أهلنا نعمة محدش بيقدرها إلا اللي داق وعرف قد إيه الغربة صعبة ومرة، يلا بقى أنا همشي عشان أطمن على الشيخ عثمان ربنا يشفيه عشان أقدر أنزل بلدي ".
أحمد:" يارب إن شاء الله
وأنا على طول هروح أجهز حالي وورقي وأشوف إمتى أحجز على أول طيارة وإن شاء الله قبل ما أروح لأهلي هروح لأهلك الأول أبشرهم أنك حي الحمد لله ومن هناك أرن عليك تتصل تسمعهم صوتك عشان يصدقوا أكثر ".
عمر:" بإذن الله ربنا يخليك يا أحمد ".
وفعلا يصل أحمد مطار النزهة في الإسكندرية بسلام
ويخرج ليصل بيت الحج عادل في منطقة كوم الدكة
ويطرق الباب،
الحج:" مين على الباب ".
أحمد:" أنا أحمد يا حج عادل صديق عمر ".
الحج عادل: "أحمد من ريحة ابني الغالي ويفتح الباب وهو بيبكي وياخد أحمد في حضنه أهلا بالغالي صاحب الغالي، اتفضل يا بني بيتك ومطرحك".
أحمد:" أهلا بيك يا عمي، عامل إيه وإزاي أمي الحاجة نجية والعروسة الصغيرة علا ".
الحج عادل:" بخير يا بني الحمد لله على كل حال ".
أحمد بإبتسامة: "بص يا حج أنا عايز أحكي معاك في موضوع بس تمسك أعصابك ربنا يخليك ".
الحج عادل :" خير إن شاء الله ".
أحمد؟