
رواية غرام والنجار
الفصل السادس عشر16
بقلم ام فاطمه
ما أصعب الزواج من رجل لا يعيرك أي إهتمام ، لا يحترمك وبخيل المشاعر فلا يفرحك بكلمة بل دائما ينتقذك ويسيء معاملتك وتكونين بالنسبة له مجرد وسيلة للتمتع لا أكثر فحينها تنطفىء شمعة حياتك وتذبلين وتكبرين اليوم بسنة وتصلين للكهولة وأنتي مازالت فن ريعان شبابك.فهو تناسى أقوال حبيبنا النبي صلى الله عليه
وسلم: "
وآية كريمة محببة جدا على قلوبهم
طولت عليكم ولكيت كثير صح
بس يعنى هدير تستاهل لأنها متخدعتش فيه وكان باين من الخطوبة بس هي طماعة وكملت غير لما تكون وحدة اتخدعت وكان بيمثل عليها وبعد الجواز تنكشف الحقيقة دي بتظلم صراحة لكن هدير هي من دخلت عرين الأسد بإرادتها وكامل حريتها فلتتحمل نتيجة خطئها وطمعها.
هدير بحزن:" دي ليلة العمر يا سامر بدل ما تقرب مني وتقولي كلمتين حلوين وتفتحلي سوستة الفستان زي ما بسمع بيعملوا
سامر بغطرسة: " بقولك إيه يا بنت الناس أنا مش بتاع رومانسية وكلام فارغ أنا حياتي جد وشغل عشان تفهمي من أولها ومتبدئهاش بنكد و خلي الليلة تعدي أنا عايز أرتاح، وفستان إيه وبتاع إيه، عيلة أنتي مش عارفة تغيري لنفسك
على العموم برده أهو وانقض عليها سامر وخلع عنها الفستان بقوة ، ونظر لتضاريس جسدها بشهوة عارمة وألقى بها على السرير بدون كلمات تطيب خاطرها أو مقدمات حانية بل انقض عليها كالبهائم يشبع رغبته بدون حتى النظر إلى وجهها ولم يلتفت لصرخاتها من الألم وبعد أن شبع منها تركها في دمائها بدون حتى كلمة مبروك و استدار بظهره وغط في نوم عميق ،
أما هي فلم تجد سوى الدموع والحرقة على حالها وكأنها قد اغتصبت وليس معاشرة بالحلال الطيب وقامت تللمم نفسها وقد شعرت بالدونية وأنها مجرد وسيلة لاشباع الرغبة فقط وليس حبا تتوق له كل فتاة تحلم بالزواج.
ثم قامت اغتسلت ، ونامت والدموع تنهمر منها بغزارة ولم تفق إلا على يديه وهو يصحيها قائلا:" أنتي لسه نايمة، قومي هنتأخر على المستشفى بسرعة غيري هدومك".
هدير: " أنا مش نازلة تعبانة ومستشفى إيه أنا أصلا واخدة إجازة أسبوع".
سامر بغض: " أسبوع ليه وعشان إيه ، ليه الدلع حضرتك ده والإجازة دي على حسابك ولا على حسابهم ".
هدير بحزن:" على حسابهم ده حقي ".
سامر:" خلاص بدال على حسابهم خليكي بس اعملي حسابك في معاد العيادة بالليل هنشتغل سوا، أنتي فاهمة ".
وتركها سامر غير مكترث وحتى بدون وداع
أخذت ميسون زايد الشركة وكان مترقبا لعالمه الجديد بحذر وكانت تربت ميسون على يديه
بحنان فجعلته يرق لها بعض الشيء ولكن شيئا ما في قلبه يشعره أن هناك نقص ما تجاهها فهو لا يعلم لما لا يميل إليها بكل قلبه وأن يمنحها بعض من السعادة مثلما هي تحاول أن تمنحه وتتفانى بأن تقدم له كل شيء في سبيل الوصول إلى قلبه
قدمت ميسون زايد لزملاء عملها في شركة والدها على أنه خطيبها ولكن لم يحدد بعد وقت الخطبة وأنه يقرب لوالدتها يرحمها الله وكان مسافرا ورجع ، فتقبله العاملون بترقب ونظرات وأيضا غيرة فهو استطاع في بعض الوقت أن يحصل على قلب ميسون بينما حاول الكثيرين قبله أن يستميلوها لينعموا ولو حتى بنظرة رضا ولكن كانت بينهم كالرجل تعاملهم بقسوة ولا تسمح لأحد أن يتخطى حدوده معها.
ومرت الأيام:" وأثبت زايد مهارته وتفهمه للعمل وجدارته في عالم رجال الأعمال وقد تغير شكله وهيأته فقد أصبح يلبس مثلهم العباءة والشال فوق رأسه كالخليجين وأصبح له لحية أيضا حتى كلامه أصبح مثلهم كأنه ولد بينهم.
أعجب به جدا الشيخ عثمان وأحس أنه لم يخطىء عندما وافق أن يكون زوجا لإبنته حتى عامر إقترب منه بعد أن كان يكن له الغضب والعدواة وهذا كله لحسن خلقه ولسانه الطيب مع الجميع ومساندته له في كل أعماله، فهو يقف معه كالأخ الذي لم تلده له أمه فأصبح يحبه كثيرا.
وتحدد موعد الخطبة ، ولم يحضر سوى أفراد الأسرة وبعض الأقارب خشية أن يتعرف عليه أحد من أتباع الشيخ عبد الله الهاشمي، حتى يمر الوقت شيئا فشيئا فينسوه تماما، وعند الزفاف سيدعوهم جميعا بإذن الله.
وفعلا تمت الخطبة وكانت ميسون سعيدة للغاية وهو حاول أن يظهر سعادته لكن دائما نفسه تحدثه أن هناك شيئا ما ينقصه.
أما غرام حبيبة القلب فهي لم تنسى حبيبها قط وتبكيه كل ليلة، ولكن برغم علم حازم بحالها وصدها له في كل محاولة للإقتراب منها، ولكن هذا يزيده أصرارا وحبا لها فعلا من قلبه حتى أنه ترك جميع البنات اللاتي كان يصادقهم لعل الله يجمعه بحبيبة واحدة ملكت عليه قلبه وعقله
حازم في الكلية استوقف غرام قائلا:" غرام أنا مش عارف ليه بتعملي كده معايا، ليه مش شيفاني وبتعامليني بالقسوة دي كلها أنتي مش حسة بيا ولا عندك إحساس أني بتألم من بعدك ورفضك ليا صدقيني يا غرام أنا بحبك أنتي وسبت كل البنات واخترتك أنتي معرفش ليه بس ده إحساس ربنا وحده العالم بيه وإحنا ملناش دخل بيه، فارجوكي اديني فرصة وافتحيلي قلبك ارجوكي ".
غرام وقد تسسللت الدموع لعينها ورقت لحاله فهي تعلم تماما حال المحب فقد وقعت قبله في حب عمر الذي ملأ قلبها فأصبحت لا ترى في الدنيا سواه وكانت معه تشعر بسعادة كأنها امتلكت نعيم الدنيا كله، فنظرة واحدة من عمر كانت كفيلة بأن تجعل قلبها يرقص فرحا وتدب في أوصالها الحياة وها هي الآن من بعده كالأموات نعم مازالت تتنفس ولكن قلبها قد دفن معه.
حازم:" ارجوكي يا غرام اسمعيني واديني فرصة
ليه الدموع ال في عنيكي دي طيب إحكيلي يمكن أقدر أهون عليكي حزنك ده ".
غرام:" أنا قلبي مش ملكي وأنا مقدرة شعورك عشان جربته قبل كده فصدقني أنا مش هقدر أسعدك فحاول تنساني أرجوك ومتعذبش نفسك وتعذبني أكثر من كده
حازم:" بصي عشان مخبيش عليكي أنا عارف كل حاجة وعارف أنه الله يرحمه وبالعكس اتمسكت بيكي أكثر عشان أنتي عندك وفاء جميل
غرام: " عارف وبرده عايزني إزاي؟ ".
حازم: " زي ما قلتي قلبك مش بإيدك، أنا كمان قلبي عندك
غرام؟