رواية عشقت بودي جارد الفستان الابيض الفصل الثاني والثلاثون32 بقلم صفاء حسني

رواية عشقت بودي جارد الفستان الابيض بقلم صفاء حسني
رواية عشقت بودي جارد الفستان الابيض الفصل الثاني والثلاثون32 بقلم صفاء حسني
راح إياد للمخرج، والمخرج وافق إن طاهر يشتغل معاه. إياد بدأ يتعلم تصوير ومونتاج، وبيجرب كل أنواع الكاميرات. بسرعة البرق، بقى أستاذ في التصوير والإضاءة، وده فرح المخرج جدًا اللي شافه مستقبل باهر. في كام يوم، إياد بقى مساعد مخرج، ده غير دراسته في المعهد. إياد حس إنه أخيرًا لقى نفسه. "مش مهم مين أمي ولا مين أبويا، المهم إني بدأت أحط رجلي على طريقي لهدفي."
 
في الوقت ده، يمنى كانت هتتجنن. حجزت سفر ورا طاهر بحجة إنها بتطمن على عمها، بالرغم من معارضة أمها اللي بدأت تحس إن بنتها مش طبيعية بعد شهر ونص من الأحداث اللي فاتت. أروى شكت إن بنتها ممكن تكون حامل، فسألتها: "الدورة الشهرية نزلت عليكي الشهر ده ولا لأ؟"
 
يمنى استغربت سؤال أمها وقالت: "بقولك عايزة أجهز نفسي وأسافر لطاهر عشان أكون معاه ومع عمي، وأنتي بتسألي أسئلة ملهاش لازمة!"
 
أروى زعقت: "أسئلتي أنا اللي ملهاش لازمة؟ انطقي يا شاطرة، لإنه لو الدورة مانزلتش، يبقى ممكن تكوني حامل، وفي الحالة دي، انسي طاهر!"
 
يمنى شهقت مصدومة: "لا، مستحيل! أنا لسه يا دوب خلصت منه! قولي أي حاجة تانية!"
 
الأم اتنهدت: "هو ده اللي بقوله لك من الصبح. يلا، البسي وتعالي معايا نروح نشوف."
 
راحوا يمنى وأروى يعملوا التحليل، وقاعدين مستنيين النتيجة...
 
في مكان تاني، طاهر ورحمة كانوا مع بعض. رحمة قربت من طاهر بفرحة بعد ما سمعت خبر إن أمها قربت تستعيد نظرها. طاهر بص عليها وشاف فرحتها، بس كان خايف من السر اللي عرفه دلوقتي. حط الجواب في جيبه ومسك إيدها. "إن شاء الله يا حبيبتي، هتبقى كويسة."
 
دخلت رحمة وطاهر أوضة والدتها. الدكتور بدأ يتكلم مع الأم: "الحمد لله، العملية نجحت، وشيلنا كل المية اللي كانت على عينيكي. بس لازم تستخدمي قطرة على طول، وهنعمل لك نضارة مخصوص عشان تشوفي بيها التلفزيون أو الموبايل، بس الأفضل ماتجهديش عينيكي. وفيه كمان نضارة للرؤية العادية."
 
رحمة سألته: "ليه كل ده؟ هو العملية مانجحتش؟"
 
الأم ابتسمت: "يا بنتي، أنتي مش فاكرة إني نظري ضعيف من زمان؟ أكيد محتاجة حاجة تساعدني أشوف وتحمي عيني."
 
الدكتور ابتسم: "أكيد، العيون نعمة كبيرة من نعم ربنا الكتير، بس للأسف محدش بيعرف قيمتها إلا لما يفقدها. لازم نحافظ على نعمة البصر أكتر من أي حاجة تانية، ونتجنب استخدام العدسات اللاصقة والحاجات اللي بتضر العين، وكمان نتفرج على التلفزيون أو الموبايل في الضلمة، والخياطة ممنوعة."
 
الأم ابتسمت: "أكيد، أنا أصلاً نسيتها من ساعة ما فقدت بصري."
 
الدكتور بدأ يشيل الضمادة حتة حتة، وبدأ يظهر شبورة على عينيها، وبعدين بدأت الإضاءة تظهر. شافت بنت حلوة بوش مدور وغمازة بتظهر لما تضحك، وشاب طويل واقف جنبها. وشافت كمان الدكتور.
 
الدكتور سألها: "شايفة كام واحد دول؟"
 
الأم ردت: "خمسة يا دكتور."
 
الدكتور ابتسم: "حمد لله على سلامتك يا نوال."
 
نوال ابتسمت: "رحمة حبيبتي، تعالي يا نور عيني. كبرتي أوي يا قرة عيني. مش مصدقة إني شايفاكي تاني."
 
رحمة حضنت والدتها وهي فرحانة ومصدومة إنها شايفاها.
 
نوال ابتسمت: "تعال يا ابني، واقف بعيد ليه؟ أنت السبب في إن نور عيني رجع من جديد. ما كنتش متخيلة في يوم من الأيام إني هشوف تاني."
 
طاهر قرب وهو مكسوف من نفسه، عايز يقولها إن أهله هما السبب في كل اللي حصل.
 
الدكتور قاطع كلامهم: "دلوقتي، سبب اهتزاز الشبكية كان بسبب جرح في راسك، وكان فيه مية، فالرؤية اختفت. إحنا وصلنا للمكان اللي فيه الخلل في الشبكة وربطناه، بس هتحتاجي عملية في المخ عشان نمنع رجوع الضغط تاني."
 
رحمة استغربت وسألت الدكتور: "يعني أمي هتعمل عملية تانية؟ وإيه سبب الجرح ده؟"
 
الدكتور هز راسه بالإيجاب: "أكيد هتعمل عملية، بس لازم نستنى شوية عشان لسه خارجة من عملية. وسمعت إن عندكم مريض تاني، العقيد نامق، وهو كمان في فترة علاج طبيعي."
 
رحمة سألت: "يعني مالهاش مضاعفات؟"
 
الدكتور رد: "عشان كده بقول لازم تتحولي على دكتور مخ وأعصاب يشوف سبب الجرح. أكيد حصل ارتجاج أو وقعتي والجرح والتجمعات دي حصلت."
 
نوال هزت راسها بالنفي: "مش فاكرة يا دكتور."
 
الدكتور ابتسم: "أكيد لإنه ده حصل من سنين يا أمي. حمد لله على سلامتك." وانسحب وخرج.
 
رحمة كانت فرحانة برجوع بصر والدتها، حلم واتحقق. واتصلت بحنين فيديو، بس حنين كانت في الدرس ومتوترة وخايفة مش عارفة تستوعب المنهج والامتحانات.
 
المدرس ابتسم وهو بيديها الدرس: "أنتي ذكية، بس محتاجة فرصة. هقولك هتعملي إيه. هجيبلك أسئلة امتحانات محلولة، وأنتي بس كرريها في كل المواد، وهتلاقي نفسك استوعبتي المنهج وحلتي كتير."
 
حنين هزت راسها: "هحاول يا مستر."
 
المدرس ابتسم: "أنا متفائل بيكي خير، وبإذن الله هتجيبي مجموع كبير السنة دي."
 
الاتصال قطع كلامهم. يمنى اعتذرت وطلبت من المدرس: "آسفة يا مستر، بس أختي بتتصل من نيويورك عشان تطمن على أمي."
 
المدرس ابتسم: "اتفضلي."
 
حنين فتحت الاتصال وانصدمت لما شافت والدتها. "مش معقول! ماما حبيبتي!"
 
نوال ضحكت: "حنين يا قلبي، ما كنتش متخيلة إنك حلوة كده."
 
المدرس كان بيبص على ضحكتها وحركاتها وبيتأملها.....
 
بعد ساعات من الانتظار، النتيجة ظهرت، وفعلاً يمنى كانت حامل، وكانت هتتجنن. طلبت من الدكتورة تجهزها للإجهاض، بس الدكتورة رفضت وقالت: "لا طبعًا، ما ينفعش. لو حصل إجهاض، ممكن تفقدى القدرة على الإنجاب تاني، والفرصة ضعيفة جدًا، خاصة وإن الرحم ضعيف."
 
الأم شهقت: "لا طبعًا، بنتي تعيش عقيمة؟ لا وألف لا!"
 
أروى مسكت إيد بنتها وطلبت منها: "إياكي تعمليها. نعمة الأمومة ماتتعوضش يا بنتي. بالله عليكي حافظي على طفلك، ده اللي اتبقى ليكي. يمكن يكون حبيبك أو جوز بنتك اللي هيكون سندك لحد آخر لحظة في عمرك. بنتك هتبقى أختك وأمك وبنتك، وهتخدمك في السن اللي هتحتاجي فيه اللي يساندك. ماتخسريش طفلك عشان أي حد. فهمتي يا بنتي؟ وعادي لو مطلقة، هنربي لك طفلك زي ما بنربي أولاد عمتك. البيت كبير والخير كتير. أنا زمان سمعت عمك محمد كلمة الله يرحمه ويغفر له، ما فهمتهاش إلا دلوقتي."
 
يمنى مسحت دموعها وسألتها: "إيه هي يا أمي؟"
 
الأم اتنهدت وقالت: "وقت ما فتح موضوع الميراث، قال: يا أخواتي، ليه عايزين تفككوا البيت ده؟ ألف بيت وكل واحد يمشي، والأسر تكبر ويعملوا بيت وأولاد ويتفكك التجمع. أنتم الخسرانين. في يوم من الأيام هتكبروا وتعجزوا، وكل واحد من أولادكم هيكون عاش في بيت وحياة ومسؤولية، ومش هتلاقوا اللي يساندكم. وابنك أو بنتك اللي بيحرضك على التقسيم هياخد اللي له في حياتك ويقول لك مع السلامة. حتى أحفادك هيكبروا وهما ما يعرفوكيش. وكتير بيكبروا وما يعرفوش أولاد عمهم أو خالهم بسبب المسافات والإمكانيات، وكل واحد له حياته. لكن ربنا أعطاني نعمة قليلة الوجود، وهي بيت العائلة. على قدر اختلافاتنا والغيرة اللي بتكون موجودة، على قدر إننا كلنا تحت سقف واحد في السر والضراء. مين كان معانا لما عملنا حجرًا صحيًا ونقلنا المستشفى هنا؟ كلنا كنا مع بعض. كل واحد في شقته أو جناحه، بس كان فيه اللي بيعد الأكل ويحطه جنب الباب، وكلنا عدينا الأزمة بسلامة. طيب نسيتوا لما قامت ثورة 25 يناير والشرطة رفضت تحمي الشعب، مين اللي حمى مصالحنا وحالنا؟ مش إحنا وقتها عشان كنا في كتف واحد؟ بلاش نفرق البيت ده يا أخواتي. نفسي أولادنا وأحفادنا يكبروا مع بعض ويورث جيل لجيل. بلاش التقسيم."
 
أروى اتنهدت: "كان عنده حق، بس الطمع عمى عيوني. مشيت ورا الواطي. أم إياد كانت هتموت من جمعتنا وحبت تفرقنا. لعبت في ودني وابنها لعب بينا، والنتيجة مات سلفي. الحمد لله إن طاهر فضل على نفس أسلوبه ومش رايح نفسه وقال يتحرقوا. كان زمان إياد أخد كل حاجة. لولا طاهر، كنا أنا وفريدة على الحديد."
 
يمنى زعقت: "مش هما! أنا اللي رجعت حقنا اللي أنتي كنتي هتضيعيه باتفاق معاه. ودلوقتي عاوزاني أربطه بي وأخليه يرجع بحجة ابنه، صح؟"
 
أروى رفضت: "أنتي مالك بيه؟ ده ابنك أنتي ومحدش يقدر يغصبك على حاجة. مفهوم؟ اسمعيني."
 
يمنى بدأت تهدأ وأخرجتها من المستشفى قبل ما تتهور. وهما راجعين في الطريق، شافت إياد راكب العربية مع بنات حلوين ونجمات، وباين إنهم فريق عمل ورايحين يصوروا وهو بيضحك معاهم. يمنى اتعصبت.
 
"شايفة اللي عايزين نحتفظ بابنه بيضحك وبيهزر إزاي وبيصور البنات؟"
 
لحظة، يمنى غيرت على إياد وصدقت كلام جوزها لما قالها يمنى بتحب إياد مش طاهر، بس عايزة تشوفهم الاتنين في واحد.
 
أروى قللت من غضبها: "أنتي نسيتي إنه اشتغل مع مخرج تلفزيوني مهم جدًا، وأكيد ده عمل جديد بيصوره في رمضان. أوه، دي الممثلة اللي بحبها! تعالي نسلم عليها."
 
اتجهوا ناحيتهم، وكانت فيه واحدة واقفة جنب إياد وبتمدح في شغله: "أنت عبقري يا أستاذ إياد، بجد."
 
إياد ابتسم بثقة: "أكيد، بس الكاميرا حبت وشك، عشان كده التصوير طلع حلو."
 
"يلا نبدأ." بدأ يشرح لها هتقف إزاي وهتتكلم إزاي. وبدأوا التصوير.
 
يمنى دخلت، وبالصدفة قالت نفس المشهد المكتوب: "أنت فاكر نفسك إيه؟ عمر الشريف ولا حسين فهمي ولا مصطفى قمر؟ فوق لنفسك يا بابا، وإياك تنسى في يوم أنا مين."
 
وقتها إياد ابتسم ودخل في المشهد بعد ما ظبط الكاميرات: "حب عمري وكل حياتي، ما أنكرش وجعتك، بس من حبي ليكي جرحتك، لإني كنت أعمى ومش بشوف."
 
يمنى مسكته من هدومه: "عشان كده صدقت وأول ما قلت لك مع السلامة مشيت ونسيت؟"
 
هز راسه بالنفي: "أنا مشيت لإني ندمت إني غصبتك عليا من البداية، بس عمري ما أحب ولا هحب غيرك."
 
يمنى رفضت: "أنت كداب. سايبني شهر ونص ما تسألش عني، وتقعد مع السينوريتا. فيها إيه أجمل مني؟ ولا عشان بقيت حامل وملامح وشي مرهقة؟"
 
الكلمة وقعت في ودان إياد: "أنتي بتقولي إيه؟ أنتي متأكدة؟"
 
شالها ورفعها من على الأرض وهو سعيد.
 
ووقتها المخرج قال: "Cut! المشهد جميل جدًا، أنتم الاتنين تكملوا الدور."
 
يمنى انصدمت: "مشهد إيه؟ كنت بتمثل عليا يا واطي؟"
 
إياد ضحك وقرب من ودانها: "لا طبعًا، بس مدام المخرج اختارتنا أنا وأنتي، يبقى بداية جديدة لينا. وأنتي طلعتي صاروخ تمثيل."
 
يمنى ابتسمت.
 
الأم كانت سعيدة إن بنتها وإياد اتصالحوا.
 
الأيام مرت، وبعد تلات شهور، نامق قام بالسلامة وبدأ يتحرك بمساعدة نور اللي كانت جنبه على طول. ونوال عملت العملية التانية وبقت بخير. استعدوا للرجوع للقاهرة في صباح أول يوم من رمضان.
 
الكل كان فرحان ومستني رجوعهم، إلا طاهر اللي كان خايف
تعليقات



<>