رواية عزبة الدموع الفصل الثالث والثلاثون33 بقلم داليا السيد

 عزبة الدموع الفصل الثالث الثلاثون بقلم داليا السيد

حمل ... تضحية
وأخيرا عاد االجميعإلى العزبة والسعادة تحيطهم، استقرت العمة بغرفتها واتجهت هي لغرفتهم وغيرت ملابسها وانتظرته 
دخل واتجه إلى الدولاب يغير ملابسه فقالت "إلى أين؟"
قال وهو يرتدي ملابسه "العزبة والأرض لقد تركناها أنا وهيثم"
اتجهت إليه ثم أمسكت بأزار قميصه وقالت "الوقت تأخر يمكنك الذهاب غدا"
لم يستطع أن يبتعد وعيونها تخاطب عيونه وأنفاسها تلفح وجهه وملابسها تثيره ولكنه قال بضعف "رنين هيثم لن يذهب فلابد أن أذهب أنا"
لم تتركه وإنما وضعت يداها على صدره وقالت بدلال تعرف تأثيره جيدا "هيا اذهب أنا لا أمنعك" 
عطرها أخذه وقربها بدء يضعفه ودلالها يطيح بعقله، قال وهو ينظر بعيونها "رنين تعلمين العمل"
ابتسمت بحنان ثم ابتعدت وقالت "حسنا يمكنك الذهاب أنا سأنزل المزرعة من غدا صباحا"
ولكنه عاد وجذبها إليه وقال بضعف "ماذا كنتِ تقولين منذ قليل"
ضحكت بدلال أكثر زاده رغبة فيها وقالت وهي تعيد يداها على صدره "كنت أقول أن العمل مهم والمزرعة و.."
قاطعها وهو يجذبها إليه "آه المزرعة.."
ثم انقض على شفتيها بقوة فقد أشعلت النار داخله ولن يطفئها إلا قربها، جذبها إلى الفراش برقة فلم تتركه وهي تداعب صدره برقة وقالت
"العزبة والأرض"
خلع قميصه وعاد إليها وقال "يمكنهم الانتظار أما أنا فلا يمكنني أن أنتظر سأموت شوقا إليكِ"
ضحكت وضمته إليها وانطلق هو إلى أحضانها ليشبع رغبته التي لا تنتهي فتلك المرأة لا يمكن أن ينتهي من جمالها 
عاد الصباح مشرقا، لم تجده عندما استيقظت وككل صباح ألقت ما بمعدتها بالحمام وانتظرت حتى ذهب الدوار، كان عليها أن تخبره كي تذهب إلى الطبيبة ولكنها تنتظر الوقت المناسب 
اتجهت إلى العمة كانت وحدها فقالت "صباح الخير يا ماما"
أجاب العمة "صباح النور تعالي يا فتاة" 
قبلتها وقالت "هل ما زلت فتاة رغم كل ما حدث؟"
قالت العمة "نعم رغم زواجك ورغم ما تحملين بأحشائك"
ضحكت ولم تتفاجأ وإنما قالت "كنت أعلم أنكِ تعرفين ولكن أردت أن تكوني أول من يعلم" 
سألتها "آدم؟"
قالت رنين "لم أخبره بعد، أنتِ أولا ماما" 
ابتسمت المرأة وقالت "إن شاء الله سيكون أحمد لنحمد الله على كل شيء"
قالت بسعادة "إن شاء الله يا ماما، عن إذنك سأذهب الآن"
تحركت فنادتها العمة "عيد ميلاده آخر الاسبوع ربما مناسبة سعيدة لإخباره بالأمر" 
ابتسمت فهي بالفعل فكرت بذلك، عادت للمرأة وقبلت جبينها وقالت "ربنا لا يحرمني منكِ أبدا يا ماما"
قابلتها شهد وقالت "لقد عدنا، المزرعة بحاجة إليك يا باش مهندسة هناك بعض الخلل بالمبنى واحد"
انشغلت بالعمل وهو أيضا طوال الاسبوع و أخيرا بدأت الإعداد لعيد ميلاده وقد طلبت منها العمة أن تجعلها مناسبة خاصة بينهما هما الاثنان كي تكون أفضل وفعلت وفي يوم عيد الميلاد ذهبت للمزرعة وانتهت مبكرا ثم اتجهت إليه بالأرض وما أن رآها حتى اتجه إليها وساعدها على النزول من العربة وقال 
"ماذا هناك؟ لماذا أتيتِ؟"
ابتسمت وقالت "اشتقت إليكِ"
داعب أنفها وقال "لا أتحمل كلامك هذا، تعلمين ذلك ولكن ليس هنا أمام الجميع فلا داعي لأن أتهور" 
ضحكت بهدوء وقالت "أحتاج إلى رشوة كي لا أفعل"
تساءل بدهشة "رشوة؟ وما هي؟"
قالت برقة "أن تعود مبكرا منذ أن عدنا من الساحل ونحن لا نلتقي إلا على النوم" 
أشعل سيجارته ونفخ الدخان الذي ما أن اشتمت رائحته حتى شعرت بالغثيان، أبعدت وجهها وقالت "آدم اطفأها لا أتحمل رائحتها من فضلك" 
ألقى السيجارة و أمسكها وقال "رنين هل أنتِ بخير؟ أجيبي"
استعادت نفسها وقالت "نعم بخير، هي ستعود مبكرا؟"
هدأ قلقه ونظر إليها وقال "أولا لابد أن نرى طبيب لحالتك هذه أنا حقا قلق عليكِ، ثانيا لماذا اليوم بالذات؟"
قالت مصطنعة الغضب "لا تشغلني عن موضوعي لن أذهب لأي طبيب وإذا كان على الرشوة لا يهم أنا ذاهبة وتعال وقتما تشاء" 
اتجهت إلى العربة ولكنه أسرع وتبعها ليوقفها وقال "هل تنتظرين؟ تشتاقين للجنون أليس كذلك؟"
نظرت إليه وقالت بطفولية "نعم وسأظل مجنونة إلى الأبد، هكذا هو أنا"
تحركت مرة أخرى ولكنه أوقفها وقال "حسنا ولكن أعطيني أي علامة أو تسريب من الكنترول"
ابتسمت وقالت "لا، لابد من أن تجتهد وتذاكر جيدا"
ثم ركبت العربة فابتسم وقال "مجنونة، أنا تزوجت مجنونة"
قالت "وجامحة ومغرورة"
ضحك وتابعها هي تذهب 
أعدت كل شيء، زينت الغرفة ووضعت عشاء بجانب كعكة عيد الميلاد وشمعة واحدة بعمر علاقتهم وهديتها له
ارتدت قميص نوم جديد نحاسي تألق مع بياض بشرتها وتناسب مع بريق عينيها، سمعت صوت عربته فقد حضر مبكرا كما طلبت منه، ابتسمت وأكملت زينتها لأول مرة تضع ميك اب وأسدلت شعرها كالعادة ووضعت بارفان جديد وانتظرته وهي تطفأ نور الغرفة 
مر بعض الوقت قبل أن يدخل كان الفضول يقتله لما تخفي له ف أنهى أعماله مبكرا كما طلبت منه فلم يعد يستطع أن يتحمل حزنها أو غضبها بل اشتاق لابتسامتها أو ضحكتها أو دلالها عليه، كل ذلك يسعد قلبه ويطمئنه إلى أن حياته أصبحت أخيرا كما تمناها بل وأفضل 
دخل الغرفة فوجد الظلام يحيطها فاندهش هل نامت مبكرا؟ لقد أخبرته أنها تنتظره، أغلق الباب وتقدم إلى الفراش ليراها ولكنها أضاءت الشمعة وغنت أغنية عيد الميلاد فالتفت إليها في دهشة واقترب منها وهي تبتسم 
أحاطها بذراعه وقال "أنتِ تمزحين؟"
ابتسمت وقالت "كل عام وأنت بخير" 
جذبها إليه بقوة وقال "ما كل هذا الجمال تبدين فاتنة، على فكرة هذه أول مرة أحتفل بعيد ميلادي" 
قالت بحنان وسعادة "لأنني أنا التي أفعل، هيا أطفأ الشمع هي واحدة بعمر وجودي معك فقط فما سبق لا يخصني" 
ابتسم وقال "ولا يهمني، حياتي بدأت منذ عرفتك"
تركته واتجهت إلى الهدية وقالت "هديتك، انتظر سأضيء النور و.."
تحركت فجأة ولكن عاودها الدوار مرة أخرى وسقطت على الأرض دون إنذار، أسرع إليها بفزع حملها إلى الفراش وأحضر بارفان وهو يحاول إفاقتها إلى أن عادت إليه والعرق يتصبب على جبهتها همست بضعف 
"ماذا حدث؟"
لم يبعدها عن أحضانه والخوف واللهفة على ملامحه وقال "ذلك الدوار سأتصل بأشرف"
أمسكته وقالت "لا، أنا أعرف سببه"
نظر إليها وقال "تعرفين؟ إذن أنتِ لستِ بخير هيا لابد أن نذهب الآن للمشفى هيا"
أمسكت يده واعتدلت ونظرت إليه وقالت "لن أذهب لأي مكان"
تعصب وقال "رنين أنا لن أتحمل عنادك هذا كثيرا هيا سنذهب الآن ولن أنتظر أكثر من ذلك.."
هتفت من بين كلامه بصوت منخفض "أنا حامل"
كان مستمر في الكلام عندما سمع كلماتها فتوقف وكأنه لا يصدق ما سمع، التفت إليها ونظر لعيونها وأمسك ذراعيها وقال بلهفة "ماذا؟ ماذا قلتِ؟ أنا لم أسمعك"
لم تبعد عيونها عنه وقالت "أنا، حامل"
توقفت الدنيا من حوله، لم يسمع إلا كلماتها ولم يرى إلا عيونها الباسمة، هل حقا هي حامل؟ هذا يعني أنه سيكون أب ..
همس بصوت مخنوق من الفرحة "حامل؟ أب! أنا سأكون أب؟ رنين أنتِ، لا، رنين أخبريني حقا هل سمعت صح؟ أنتِ حامل؟ أنا سأكون أب؟ هل هذا حلم أم حقيقة؟"
هزت راسها وترقرقت الدموع بعيونها وهي ترى سعادته وقالت بحنان "إنها حقيقة، أنا حامل في ابننا، أنا أحمل طفلك آدم"
جذبها إلى أحضانه بقوة وقد دمعت عيونه وهمس وهي تحيطه بذراعيها "آه رنين، أنا أسعد إنسان بالعالم، لم أحلم يوما بكل ذلك؛ الزوجة التب تمنيتها وابن كان حلم بعيد عني"
أبعدها وأحاط وجهها براحتيه وقال بسعادة "شكرا لله ثم لكِ"
ثم نهض وهو يمسك يدها ويقول "هيا لابد أن نذهب للطبيب الآن، لا طبيبة، نعم ولكن لا، الوقت تأخر إذن بالصباح، بالمناسبة لن يكون هناك عمل ستبقين بالفراش إلى أن يأتي إلينا، صحتك بالدنيا، انتظري سأحضر لكِ الطعام أنا و.. آه عمتي لابد أن أخبرها" 
سقطت دموعها من أجله والسعادة التي تراها بعيونه، ضغطت على يده وقاطعته "آدم اهدء أنا بخير، تعلم أني لن أبتعد عن المزرعة لست أنا من تجلس بالبيت هكذا وأنا أخبرت ماما بالحمل هي تعرف اطمئن"
عاد وجلس بجانبها ونظر بعيونها وقال "رنين أنا لا أصدق كل ذلك، هل هو حقيقي أم خيال؟ أخبريني أني أعيش واقع جميل أما لو كان حلم فلا توقظيني منه أبدا أخشى لو كان حلم ربما أموت"
وضعت يدها على فمه وقالت "لا تتحدث عن الموت ودعه بعيدا عنا نحن نعيش حياة طبيعية يا آدم مثل أي زوجين وقد أنعم الله علينا بالذرية فالنحمد الله عليها" 
أغمض عيونه وعاد وجذبها إليه وهمس "نعم الحمد لله، أرجوك حافظي على نفسك أنا أريدك معي لآخر العمر وأريده هو أيضا"
ابتسمت ولم ترد وهي تشعر بسعادة حمدت الله عليها ودعته ألا تزول أبدا
ومضت الأيام لتكون شهور كانت الحياة خلالها هادئة ومستقرة وسعيدة ما بين عملها ونجاحه وحنان زوجها الذي تفانى في إسعادها والسهر على راحتها خاصة بعد أن أصبحت حامل وكان يتابع معها عند الطبيبة ويشاهد الاثنان طفلهما وهو ينمو يوما بعد يوم واشتاق الاثنان إليه وانتظروا مجيئه بفارغ صبر ونسي الجميع ما مضى من أحزان ونسوا أميرة وسالم فقط آسر هو الذي كان يتصل بآدم ليطمئن عليهم ولم يعارض آدم فؤ أن يرد عليه أو أن يجعل رنين تخاطبه فقد تعلم الدرس جيدا ولم يعد يشك ذرة واحدة فيه 
"ما رأيك ماما فى هذه الملابس؟ اشتريناها أمس أنا وآدم لأحمد الصغير"
نظرت العمة إليها وقد ظهرت الشهور السبعة من الحمل على بطنها وملامحها المرهقة فالحمل كان صعب ومتعب كما قالت الدكتورة ولكن رنين أبدا لم تعترف أنها لابد أن ترتاح ولم تكن مريضة مطيعة أبدا وكثيرا ما أصابت آدم بالجنون من عنادها 
قالت العمة بابتسامتها الهادئة "جميلة يا فتاة ولكن ألا يمكن أن ترتاحي قليلا؟ أنتِ بنهاية السابع وهو شهر خطر والثامن أيضا أخطر منه ولابد من الراحة"
تركت ملابس الطفل جانبا وعادت إلى حقائب العمة وقالت بابتسامة "أنتِ تتحدثين مثل آدم، لا تقلقي أنا بخير المهم أن تعودي لنا بالسلامة، وجودك بجانبي وقت الولادة هام لي جدا"
قالت العمة "نعم ولولا إصرار آدم على تلك العمرة لما تركتك أبدا، أنا أيضا أشتاق لرؤية حفيدي"
ابتسمت وسمعته يقول "ستشاهديه إن شاء الله عندما تعودين بالسلامة" 
نظرت إليه وهو يقبل رأس عمته ثم اتجه إليها وقال "لماذا لا تتركين منى تعد الحقائب؟ أنتِ متعبة"
قالت وهي تشعر به يحيطها بذراعه كالعادة "لا أحد يفعل أي شيء يخص ماما سواي وأنا لست متعبة"
قال بإصرار "بلى، أنتِ متعبة وغير مطيعة"
ضحكت فابتسمت الحياة له وقالت "أعلم ما الجديد في ذلك؟ متى موعد الطائرة؟"
قال "السادسة صباحا، لابد أن نتحرك بعد قليل تعلمين أن السفر من مطار القاهرة وليس برج العرب"
قالت رنين برجاء "أريد أن أكون معكم"
قال بإصرار "رنين تحدثنا بالأمر مسبقا لن تتحملين السفر كما قالت الدكتورة"
كانت تعلم فلم تجادل وأكملت إعداد الحقائب وودعت العمة بدموع ودعاء بسلامة العودة 
شعرت بالوحدة في غياب العمة ولكن هو لم يتركها كان يخشى عليها من المجهود ويعلم أنها غير مطيعة 
"ما هذا؟ لماذا لم تخبريني أنكِ عدتِ مبكرا؟"
كانت تعيد ترتيب غرفة العمة فقالت " ماما ستصل غدا ولابد أن أرتب غرفتها و.."
شعرت بحركة الجنين بقوة آلامتها فجلست على طرف الفراش وهي تمسك بطنها دون أن تتألم ولكنه أسرع إليها وقد شعر بها قال بلهفة "رنين أنتِ بخير؟ أخبرتك ألا تجهدي نفسك"
أمسكت يده ووضعتها على بطنها لحظات وشعر هو بحركة الجنين ..يا الله ما هذا الإحساس الرائع الذي يشعر به؟ إحساس لا تصفه أي كلمات 
هتف بسعادة بسعادة إنه هو أليس كذلك؟ إنه يتحرك"
ابتسمت وقالت "نعم، شقي مثل والده" 
نظر اليها وقال بدهشة "أنا! أنا الذي لا أطيع أحد ولا أخاف على نفسي وصحتي، رنين من فضلك"
ابتسمت وقالت "أنا بخير صدقني وراحتي بالحياة التي اعتدت عليها، متى ستعود ماما؟"
قال "سأذهب غدا مساءا لإحضارها رغم أني لا أريد أن أتركك وحدك هذه الأيام لا أعلم لماذا لا يطمئن قلبي!؟"
ابتسمت وقالت "لا تقلق علي، أنت تعلم أني خِصم ليس بهين وسأحارب أي شيء من أجل ابني"
مرر يده على وجهها وقال "ابنك فقط؟"
نظرت لعيونه وقالت "ووالد ابني الذي لا معنى للحياة بدونه" 
جذبها إليه وهمس "ولا بدونك يا أم أحمد"
في اليوم التالي لم تذهب إلى المزرعة كي تشرف على كل شيء لاستقبال العمة وهي سعيدة ولكن كلمات آدم كانت تشغلها، هي أيضا كانت تشعر بالقلق ولا تعلم لماذا ..
في المساء سافر إلى القاهرة لإحضار العمة، تابعته وهو يتحرك بسيارته ولا تشعر بالراحة، قابلتها منى وقالت "ست رنين لقد انتهيت من الطعام هل هناك شيء آخر؟"
ابتسمت وقالت "لا شكرا يا منى، آه تذكرت أنتِ تريدين زيارة والدتك هيا اذهبي وتعالى مبكرا قبل أن تصل الحاجة"
قالت منى "ولكن لا يمكن أن أتركك وحدك ربما احتجتِ لشيء" 
ابتسمت وقالت "لن أحتاج شيء، أحضري لى طبق الفاكهة وإلا غضب آدم مني ثم اذهبي"
أجابت منى "حاضر يا ست رنين ربنا يخليكِ ونفرح بميلاد سي أحمد الصغير يا رب"
ابتسمت واتجهت إلى غرفتها لم تغير ملابسها فقد كانت متعبة، جلست على الفراش واتصلت بآدم لتطمئن عليه وأحضرت لها منى الفاكهة وذهبت، تمددت بالقراش ثم ذهبت في النوم 
لم يمر وقت طويل حتى شعرت بحركة فتحت عيونها فزادت الحركة أضاءت النور الصغير فلم تجد شيء ولكن لا تعلم لماذا شعرت بالخوف؟ اعتدلت ورأت السكين بطبق الفاكهة أمسكته ونهضت وما أن وصلت إلى الباب حتى رأت الباب يتحرك فتراجعت في صمت وخوف مما يمكن أن يكن وهي تحكم قبضتها على السكين 
فتح الباب وتراجعت هي خلفه وهي ترى رجلا لا تعرفه يتحرك إلى الداخل ولمعت مطواه بيده، تذكرت ذلك الرجل الذي هاجمها أول مرة عندما كانت ببيت والدها فى بداية وجودها بالعزبة وكيف قتل جيمي كلبها فشعرت بالغضب لن يتكرر ما حدث لذا وجدت نفسها تندفع بكل قوتها وتغرز السكين بظهر الرجل الذي صرخ بقوة والتفت إليها وهو يلوح بالمطواه بغير هدى لتصيبها في ذراعها بجرح غائر صرخت منه متألمة 
تراجعت من شكله وهي تضع يدها على جرحها الذي نزف منه الدم ولكنها حاولت أن تتماسك أمام الرجل الذي بدا عليه الاجرام، تقدم منها وهو يهتف
"أيتها اللعينة" 
ابتعدت وهو يتقدم منها إلى أن فقد توازنه وسقط على الأرض، أسرعت إلى الهاتف ولكنها تفاجأت بمن يأخذ الهاتف وينظر إليها ويصوب مسدسا إليها ويقول 
"ليس بهذه السهولة يا فتاة"
انطلق آدم إلى القاهرة وما أن وصل المطار حتى رن هاتفه باسم آسر، اندهش من اتصاله متأخرا فرد، صوت آسر كان غريب "آدم أين أنت؟"
لهفة آسر ورنة القلق بصوته جعلته يقلق وقال "بالمطار ماذا حدث؟"
قال آسر "رنين يا آدم، رنين بخطر أميرة هربت من السجن واتجهت اليوم لرنين هي تعلم أنك لست معها وأجرت أحدهم ل..، المهم أنا فى طريقي لها وأنت حاول ألا تتاخر" 
أسرع إلى السيارة وقد نسى أمر عمته وقد أصابه الفزع والخوف عليها وقال "آسر كيف عرفت كل ذلك؟"
قال آسر باهتمام "لا يهم، المهم أنني عرفت، اتصل بالشرطة يا آدم بسرعة"
قال بجنون الخوف "سأفعل يا آسر سأفعل"
انطلق بالسيارة واتصل برفعت الذي لم يرد من أول مرة ثم أجاب في المرة الثانية وأخبره آدم بما عرفه وانطلق ينهب الأرض بسيارته واتصل بها ولكن بالطبع كان مغلق أو غير متاح، ضرب على المقود بيده وهو لا يصدق أن الألم قد يعود إليهم مرة أخرى ولكن هذه المرة زوجته وابنه ..يا الله انقذهم يا رب 
تراجعت رنين من المفاجأة عندما رأت أميرة تتقدم منها وتمسك بالمسدس وتصوبه إليها وتقول "أرى أن الحياة تسير بكِ في خير حال، تزوجتيه وها أنتِ حامل منه رغم كل ما كان بينكم، أنتِ تعيشين في سعادة وأنا، أنا أعيش سجينة ومتهمة والآن هاربة ولكني لن أعود السجن مرة أخرى، نعم سأقتلك وأهرب إلى الخارج، نعم لابد إن أقتلك أنتِ سبب كل ما أنا فيه لولا وجودك لعاد آدم إلي والآن لابد أن تخرجي من حياتنا"
كانت أميرة تتقدم منها وهي تتحدث ورنين تحاول أن تبحث عن حل لأزمتها فتلك المجرمة لن تتمكن منها، رأت الأباجورة التي على الكمود فظلت تتراجع أمام تقدم إميرة إلى إن لامست يداها الأباجورة ثم أحكمت يدها عليها وما أن اقتربت منها أميرة حتى رفعتها وضربت يدها بقوة فسقط منها المسدس ثم ضربتها مرة أخرى بالأباجورة على وجهها صرخت أميرة وهي تسقط بينما أسرعت رنين إلى خارج الغرفة وبالطبع أعاقها الحمل قليلا ولكنها لم تستسلم وهي تسرع بقأصى ما عندها إلى الأسفل ولكن أوقفها صوت أميرة من أعلى وهي تصوب المسدس
"لن يمكنكِ الهروب مني، الموت مصيرك" 
نظرت رنين إليها وهي تصوب المسدس وقالت "أنتِ مجنونة"
ضحكت أميرة وقالت وهي تجذب صمام الأمان "سأكون مجنونة لو تركتك يوما واحدا على قيد الحياة"
وأطلقت الرصاص ولكن في نفس الوقت اندفع جسد آخر أمام رنين لتصيبه الرصاصة ويسقط عليها فتسقط هي تحت ثقله على الأرض لتشعر بألم يضربها في ظهرها وبطنها من ثقل الجسد الذي ما أن أبعدته حتى عرفت أنه آسر الذي تلقى الرصاصة بظهره ورأت الدم تلوث ملابسه فصرخت بقوة 
"آسر، لا، آسر انهض أرجوك" 
نظر إليها وقال بألم "أنا، بخير، اهربي، بسرعة" 
ولكن أميرة كانت قد نزلت واتجهت اليهما ووقفت أمامهما وقالت بغضب لآسر "ماذا فعلت يا مجنون؟ إنها لا تستحق حياتك فقد باعت قلبك من أجله، أنا سأقتلها"
نهضت رنين وقد تملكها الغضب ورغم نزيف ذراعها إلا أنها لم تهتم وهي تتقدم من أميرة بقوة لم تعلم من أين أتتها ولكنها امرأة مثلها 
قالت رنين بغضب "أنا التي لابد أن أقتلك، لقد نلت منكُ ما يكفيني؛ أنتِ سبب أحزاني والالامي ولابد من أن ينتهي كل ذلك"
تراجعت أميرة أمام قوة رنين وقالت وهي ترفع المسدس بيد مرتعشة "توقفي وإلا، سأقتلك، نعم سأقتلك، توقفي"
ولكن رنين كانت قد وصلت إليها ووجدت نفسها تصفعها بقوة على وجهها وهي تصرخ وتقول "اخرسي، لابد أن تموتي كي ينتهي شرك"
صرخت أميرة من الغضب  والخوف "كيف تجرؤين؟ ستندمين" 
صفعتها رنين مرة أخرى وأميرة تتراجع حتى اصطدمت بالمائدة التي عليها تمثال للزينة فأعاقت حركتها وسقطت المائدة وسقطت أميرة على الأرض وفلت المسدس من يدها  بعيدا فانقضت رنين عليها وهي تصفعها على وجهها بقوة ولكن الأخرى دفعتها أيضا بقوة إلى الخلف واشتبكت معها ثم كالت لها لكمة في بطنها تألمت رنين منها بشدة ولكنها تراجعت قبل أن تواليها بأخرى ولكن أميرة كانت أخف منها حركة وأمسكت بقدمها فسقطت رنين مرة أخرى متألمة ورأت أميرة وهي ترفع التمثال لتضربها به ولكن رنين شعرت بالمسدس تحت يدها فقبضت عليه ووجهته إلى أميرة وأطلقته ..
تصلبت أميرة لحظة والرصاصة تخترق قلبها ثم أفلتت التمثال الذي سقط على ذراع رنين فأبعدته ثم سقطت أميرة على الأرض بجانبها وبدأت آلام رنين تزداد ولكنها لم تستسلم 
نهضت بصعوبة وهي تمسك بطنها من الألم واتجهت إلى آسر ولكنها شعرت بأحد يتحرك تجاهها من الخلف تحركت مبتعدة كي تعرف من ولكن آلامها أعاقتها وفجأة شعرت بذلك السكين يخترق كتفها فصرخت من الألم ور أت آسر وهو يدفع التمثال على رأس الرجل ليسقط وهي أيضا تسقط، حاول آسر أن يمسكها ولكنه هو الآخر سقط 

تعليقات



<>