
خرج من غرفته عازم أمره بالبوح بمكنون صدره يخطو مهرولا عائدا إلى مجلسه الذي تركه على عجلة خوفا من افتضاح أمره قلبه يقرع طبول متعددة غير راسي على واحدة …غيره وعشق وخوف وتشتت، وقف متخوفا من نتيجة ما هو مقدم عليه قدمه تيبست مكانها عينه مشتتة يحاول الهرب من النظر لمن استحوذت عليه قلباً وقالباً، يبلع ريقه بصعوبه وتلك العظمة بحلقة تفاحة آدم! تعلو وتهبط بوضوح ترى رؤى الشمس للجميع!
أنفه انتفخ عينه توهجت أصبحت كنيران مشتعلة مع كل كلمة وقعت على مسامعه، يخطو للداخل بخطوات ثقيلة مجاهدا نفسة على التحمل ولا يفتك بالجالس يتدلل ويتغنج على الجالسة بجواره، يلقى السلام وهو يجز على أسنانه، محاولا الاعتذار برحيلة مسرعا.
عبدالرؤوف: السلام عليكم ، آسف والله رحلت سريع ومرحبت بعودتك بحمد الله سالم، السموحه منكم.
هوت قدمه قلبه خرج من مكانه يسمع حديثها كأنغام موسيقية
يستمتع بسماعها يغمض عينيه يحرك رأسة.
روحية: محصلش حاجه تطلب عليها السماح انت صاحب دار تدخل وتخرج وقت ماتحب، طلباتك أوامر وإن مشالتكش الارض نششيلك فوق روسنا و جوة عنينا و نغطيك برموشنا.
فقد أخر ذرات حصونه رمش عدة مرات تلمس بيده الفضاء حوله يبحث على شيء يستند عليه خوفا من أن يهوى أرضًا
من معسول كلماتها التي تشدو به.
_تتسع عينيه يوزع نظراته بين الواقف هيمان وبين إمه وتلك الابتسامة التي ملئت وجهها ونعومة صوتها التي تجلت بكلامها ينظر تارة لامة وأخرى لرؤوف،لـ ينتفض كمن لسعه عقرب،بما جال بمخيلته لـ يحمحم مرات متتالية مخرج كلاهما من هيامهما.
وائل: احم احم ولا يهمك يا عم إحنا إخوات مبناش الكلام ده واعتبر نفسك في بيتك تخرج وتدخل من غير ما تحس انك غريب واعتبرني اخوك وامي أمك.
تسعل بشدة بعد سماعها تلك الكلمات التي هوت عليها كالخناجر تطعنها لا تعلم لما شعرت بالحزن تجهم وجهها ومحيت ابتسامتها، تنظر للأرض بحزن ودمعه هاربة من مقلتيها تدحرجت لترفع يدها تبعدها خوفا من ملاحظتهم ما أصابها، لتمد يدها تلتقف كوب ماء مد لها، ترفع عينها تجد رؤوف هو من يحمله وتظهر بوضوح معالم القلق والرعب عليه.
روحية: مدت يدها تحمل الكوب منه توم براسها شاكرة اياه
تتناوله بيد مرتجفه تتساقط المياه منه.
_وائل بغيره جالية للعيان ينفس بغضب انفاسه كثور فى حلبة مصارعة ينظر لـ مصارعة بشراسة يضرب قدمه بالأرض مصدر انفاس عالية وفجأة ينقض عليه يود الفتك به.
ـ مش تتفضل تقعد تكمل أكلك يا أخ رؤوف لان فى كلمتين عاوز أقول هملك بعتهم زهور مع حاجتك الل طلبت منها تجيبها ليك.
روحية تضع كوب الماء على الطاولة، شعرت بحدة وتهكم فى حديث إبنها الموجه لرؤوف، تجلى صوتها تخفض بصرها حتى لا تشعر بالتوتر وتثير الريبة حول تبدل حالها.
ـ مكملتيش ايه ال حصل لى زهور و قبلتها إزاي.
_وائل يعتدل للخلف يشير بعينه لرؤوف بالجلوس بنظرة أَمِرْهَ: زهور بعد ما كلمت جدتها وقبل ما تينهي الاتصال معها باب الجناح خبط عليها وهى منبهة على الاستقبال محدش يزعجها واي حاجة مهمه يكلموها على تليفون الجناح، حاسة بالخوف حاولت تقفل مع جدتها وتشوف مين
جدتها رفضت وصممت تفتح الباب وهي معها على التليفون، فتحت الباب بشويش تشوف مين؛ لقت بنت وقفة قدمها .
زهور ظفرت انفاسها براحه وهي تري من تقف أمامها لتبتعد عن الباب سامحة لها بالدخول تحدث جدتها.
بعد إذن حضرتك إدي التليفون ل عبد الرحيم بيه.
الجدة: طمنينى فى الأول مين ال خبط عليكى.
زهور: حضرتك هتعرفي كل حاجه حالا، ممكن تفتحوا الأسبيكر.
الجدة: فتحتة خلاص ممكن تطمنيني قلبي خلاص مش متحمل.
زهور: حضرتك من دقايق قلت في حد من طرفك هيجي يقابلني، ممكن توصفها لي بالضبط.
الجد بفرحة واضحة بالكلام غادير وصلت عندك مش كده.
زهور: مش متأكدة إن كانت هي ولا لا.
الجد: هي أنا متأكد أنها هي غادير مقدرتش تتحمل الكلام اللي انا قلته وزي ما خططت بالضبط جاتلك الفندق عشان تعتبك وبنفس الوقت تتعرف على بنت عمها، زهور غادير بمية راجل حماقيه شويه طبعها زي طبعى وطبعك مش بتتنازل عن حقها واللي يهوب جنب ال منها تكله بسنانها زيك بالضبط، عمرك ما عرفتنا ولا عشتى معانا متحملتش
اللي عرفتيه وصممتي تعرفي الحقيقية وتساعدينا، افتحي الاسبيكر.
زهور: قبل ما افتحه ممكن تقولي حضرتك قولت ايه خلها تجي بالوقت ده.
الجد: اسمعيني وانا بكلمها.
زهور ابعدت الهاتف وفتحت السماعات الخارجية تشير بيدها للـ واقفة أمامها تضم يدها لصدرها تضرب الأرض بمقدمة نعلها تريد الحديث لترفع زهور اصبع يدها تشير على فاها تحسها على الإستماع وعدم الكلام.
الجد: غادير أثبتلي إن كنت صح طول عمري تربيتي ليكم،و كل القيم والمبادئ اللي غرستها فيكم ظهرت وقت الشدة معدن كم النظيف وأصل لكم الطيب هو رأس مالكم اسمعيني كويس انتي وزهوان، مكنش ممكن تتقابلوا في الظروف الـ أحنا فيها غير بالطريقة دى وخصوصًا زهروان مصممة متقبلش حد من العائلة غير لما تاخد حقها وتكشف الحقيقة، غادير أنا كذبت عليكي زهروان مرفعتش قواضي ولا حاجه زهروان عرفت كل ال حصل وصممت تساعدنا
ورسمت خطة حتعرفيها منها بعد ما تتعرفوا على بعض،
زهروان غادير أكتر وحده هتساعدك في اي حاجه تقف قدامك،تقدري تعتمدي عليها اعتماد كلى وتثقي فيها ثقة عمياء، شفتي بنفسك قدرت توصل للجناح اللي انتي فيه من غير ماحد يشوفها ولا يشعر بها.
أنا هقفل معاكم واسيبكم تكلموا وتخرجوا ال جواكم اتعرفوا على بعض، وأخر كلمة هقولها انا لو مت أموت وأنا مرتاح وسعيد عارفين ليه عشان ها كون مطمن إن عائلتي بأمان بيكم انتم الاتنين زهروان وغادير من النهاردة شركات وأملاك الغمراوي بأمان معاكم، من بكرة كل ما أملك هيكون تحت تصرفكم،لان عارف ومتأكد انكم مش ها تطمعوا ولا ها تغدروا بأولاد عمكم واخواتكم، حتى بنات وولاد عماتكم هتعرفوا تضمهم ليكم واللى أنا فشلت فيه هتنجحوا فيه انتم الاتنين، زهروان غادير خالوا بالكم من بعض.
تنظران لبعضهما عينهما تتحدثان دون أن تنطق إحداهما بكلمة ظلوا على حالتهما حتى تخدرت قدماهم دون شعور رفعتا يديهم يضمان بعضهما تربت كل واحده بحنان علي كتف الأخرى مغمضين أعينهم، تحدثت غادير.
_ تعرفي أنا كنت جاية وجوايا مليون سؤال وعتاب ليكي،لكن أول ما دخلت الفندق كل ال شغل تفكيري هتصرف ازاي لما أكون واقفة قدامك و شايفاكي بعنيا،بالرغم مش أول مرة أقابلك وأشوفك، بس المرة دي مختلفة، لأن هقابل بنت عمي ال اتربيت على حبها من غير ما اعرفها ولا اشفها حبتها من حب إخواتي وأولاد عمي لعمو زياد الله يرحمه لان مكنتش بشفها غير شبهة ونسخه منه كل واحد فيهم كان متعلق بيه بطريقتة زي ما تعلقوا به وهو عايش تأثروا بموته وشخصية كل واحد فيهم تكونت من الجزء ال أتعلمه منه.
زهور وهي لازالت على حالتها تشتد بضمها لغادير تشعر براحة وبنفض كل الثقل الذي كانت تشعر به على كاهلها.
إحكيلي عنهم اية الــ تعلموه منه اوصفلي شكله مين أكتر واحد فيه شبه منه،وأكتر واحد أتأثر بموته.
غادير تعالي نرتاح شوية وأنا هحكيلك كل حاجه.
زهور: لو قلتلك إني لأول مرة في حياتي أحس براحة زي دلوقتي، بس على العموم اتفضلي نقعد هنا، بس قبل ما يأخذنا الكلام في حاجة مهمة محتاجاها منك، وقبل ما تقولي هي ايه
الشنطة دي عوزاكي توصيلها لواحد قريبي ضروري لأنها مسألة حياة أو موت، ثانيا تعرفني ازاي دخلتي هنا من غير ما حد من الأمن يشوفك!؟
غادير هحكيلك كل حاجه بعدين بس الأول عرفني ايه حكاية الشنطة دي وعلاقته وقريبك ده مين وايه حكاية حياة أو موت؟!
زهور قصت لها كل شئ حتى خطتها مع جدها لأبعاد أبناء عمها فى مكان داخل البلد وعدم تهريبهم للخارج حتى ظهور برائتهم وبنفس الوقت تربيتهم من جديد وتعليمهم تحمل المسئولية والاعتماد على النفس.
غادير: حفيدة عبدالرحيم الغمراوي على حق، فولة واتقسمت نصين لا تلاته نفس الطبع والشخصية والدهاء، أمنتيهم بمكان استحالة حد يوصلهم فيه وبنفس الوقت عينك عليهم وكمان هطبقي المثل ال مربهوش أهله تربية….
زهور:هتربية زهور بنت سلسبيل.
غادير بحنان ربتت على كتف زهور.
إحكيلي كل اللي جواكِ عايزة اسمعك أعرف كل حاجه عنك، وايه حكايه زهور بنت سلسبيل دي!
زهور اتجهت للفراش تتكئ على جانبها يدها أسفل رأسها
ممكن الاول تحكيلي عنهم وعن شخصياتهم ومين فيهم اتاثر بموت والدي.
غادير شعرت بحاجة زهور بمعرفة شخصية والدها لتقص عليها.
_ زين أخذ الهدوء والطاعة يكتم جواه مايخرجش اللي تعبه حتى لاقرب حد ليه، متفاني في عمله مضحي عشان عالته، يجي على نفسه عشان ال بيحبه يكون مرتاح ومبسوط.
حازم: كان صغير وقتها أنا وهو بنا شهور ملحقناش نتعلم منه بس تأثرنا بموته لاننا عشنا حزن كل واحد فى العايلة عليه، كبرنا على حبنه ليه وليكي.
_تتنهد وتشرد بحديثها تتلمس شفتاها تضم يدها حول نفسها عينيها تلمعان بسعادة ترجع رأسها على حافة الأريكة تتسع ابتسامتها.
ـ زاهر ده حكاية لوحده كوكتيل واخد من كل واحد من رجالة العيلة خصلة من خصاله، واخد من بابا زيدان طبته وعفويته، ومن عمي زايد جسمه وطوله وكتير من ملمحه ومن جدة قوة شخصيته ومن عمي زياد عنده وجراءته،بيداري وجعه وراء صوته العالي وبداري حزنه وراء وحدته وبعده عيونه لونها بيتغير لما بيفرح،ضحكته تنور وشه وملامحه الباردة ال رسمها لنفسه.
زهور:ترفع نصفها العلوي ضاحكة،انتي حافظه كل حاجة فيه، فكرين زاهر ابن مين في العايلة.
غادير: مش بقول لك حفيدة الغمراوية، ترفع يدها لأعلى عشان اريحك زاهر يبق خطيبي أو بمعنى أدق جوزي مكتوب كتبنا من ثلاث سنين.
حمزة ده حكايته حكايات، أكتر واحد أتأثر بموت عمو زياد لانه تقريبا كان مثله الأعلى شخصيته تبدلت،متعرفيش بيفكر إزاي كل ما تقوليلي فهمتيه تلاقيه اتقمص شخصية غير شخصيته الحقيقية.
دايما بيظهر عكس ال جواه مش هو أخويا الكبير و أستاذي بالجامعة بس كتير بحس انى أنا ال الكبيرة واوقات كتير بحس انه غامض مش فاهمه شخصيته عينه دايما حزينه،قريب أوي من الكل وبعيد في نفس الوقت،أخذ من عمو زايد كتمان وجعه وحزنه بيأثر الكل على مصلحته وراحته ومن عمو زياد شخصيته المرحة وحبه وشغفه المصارعة والعاب القوى بس ما مارسها ش أبدا أو بمعنى أصح مشفنهوش بيلعبها أو بيتفرج عليها.
زهور تعتدل بجلستها ترجع ظهرها على الفراش،فور ورود إشعار رسالة على هاتف روحية تلتقطه من على الكومود بجوار الفراش، تقراها وتبتسم ترفع عينها تجاه غادير الشاردة تتلمس شفتاها.
زهور: غادير غادير هاي رحتي فين.
غادير: هاه مفيش بس شردت شوي،في ايه.
زهور بعد نص ساعة، هتروحي تقابلي قريبي اللي قلتلك عليه وتوصل إليه الشنطه دي وتطمني منه على ال واخد عقلك.
غادير: تقصدي مين.
زهور: ههه ال بقالك ساعة تفكري فيه وايدك على شفايفك.
غادير: تعرفى انك رزلة، لولا مافيش وقت ماكنتش عديت كلامك ده أبداً.
زهور: فعلا مفيش وقت بس قبل ما تمشي كنت عاوزه اعرف كل حاجه عن نيرة وأخواتها ونورين وتعرفي المستشفى ال هي فيها.
غادير: تقص عليها ما تعرفه من نقاط ضعف وقوة لكل واحدة ممن ذكرت اسمهم.
كدا حكيت ليكِ عن شخصية كل واحدة،عمو زايد هو بس اللي يفيدك بعنوان المستشفي.
زهور: كدة تمام دلوقتي هتعرفني آخر حاجة قبل ما تمشي تلحقي معادك مع خالي وائل.
_ خالك وائل، اللي اعرفه ان والدتك مالهاش اخوات وملهاش غير قريبة واحدة..
_ هو مش خالي بمعنى الكلمة، بصي أنا بثق فيه وهو بردة اللي دايما كان سند ودعم ليا، في حاجات كتير مشتركة مابيني وبينه هعرفك كل حاجة بعدين يدوب دلوقتي تلحقي تخرجي قبل ما الهوس كيبر يملوا الدور والفندق وابقى طمنيني اول ما توصلي البيت.
_ عندك حق وانا يدوب أوصل على معاد قريبك، في حاجات كتيره محتاجينها يدوب اروح اشتريها وارجع البيت
وبالنسبة إني اطمنك لم اوصل البيت شيليها من دماغك خالص لان انا متأكدة اني هاواجه عاصفة رباعية من سيدات الغمراوي وكله كوم وسيسيليا كوم تاني، دعواتك ليا.
زهور: من سيسيليا دي ال خايفة أوي منها.
_ سيسيليا زايد الغمراوى مش باينه من الارض أصغر أحفاد الغمراوية، جبارة رويترز العائلة محبوبة الكل، عندها حصانة تعمل كل حاجة ومتتعاقبش، أسرار كبار العائلة معاها، تونز وكاتم أسرار الكل، معشوقة أولاد الجيران والأقارب، لسانها مبرد، مأدبه زميلها بالمدرسة، مشيبه مدرسنها، لميضة وذكية وكل ده متعرفيش تأخدي منها حق ولا باطل، تشفيها تحبيها تتكلمى معاها تخطف عقلك قبل قلبك.
_ ياااه شوقتني أشفها واقبلها.
_ إن شآء الله نجتمع كلنا مع بعض قريب وتتعرفي على الكل.
زهور: أن شآء الله بس في مشوار مهم اوي لازم نروحه مع بعض حاولي تفضي بكرة اوبعده بالكتير.
غادير: مشوار ايه ده.
زهور: هتعرفي لما نتقابل، سيبى رقم تليفونك أول ما أكون جاهزة هبعتلك رسالة.
غادير: زهروان عايزة أسألك سؤال وخايفة تفهمني غلط.
زهور: مش هفهمك غلط لانه نفس السؤال اللي عندي.
غادير بذهول: قصدك ايه.
زهور: مقابلتنا النهاردة دي طبيعية!مش ده سؤالك؟وقبل
ما أجاوبك هقولك انا كنت رسمه سيناريوهات كتير أوى
ل مقابلة كل فرد في عائلة الغمراوي، إلا إنتي حاولت كتير أوي أتخيل شكل مقابلتنا ازاى معرفتش.
غادير: أنا عكسك كنت متوقعها باردة جافة، وخصوصا ان شفت طريقتك بالكلام ولسانك الل غسل حمزة وحازم من غير ما تخافى ولا تخجلي وبعد كلام جدو والفيلم ال حكاه ليا وأنا صدقته صراحة كنت جايه وناويه اني اعملك أسوأ معاملة، بس كل خططي باءت بالفشل.
زهور: هههه باءت بالفشل.
غادير: زهور انتي جميلة اوى وضحكتك حلوة، أنا حاسة انى اعرفك من سنين، انا ماليش اخت وانتى اختى آل طول عمري بتمناها.
أنهت كلامها لتجد زهور تفتح ذراعيها لترتمي غادير بأحضانها،تبكي كل واحده بصمت لترفع غادير رأسها وترفع يدها تكور وجه زهور بيدها تجفف دموعها بأطراف أصابعها
تبتسم لها تحدثها.
_ العيون الجميلة دي متبكيش، من هنا ورايح مش اشوف دموعك دي تاني.، عاوزة ضحكتك الحلوة تزين وشك.
زهور: بصوت باكي ممكن أحضنك مرة تانية، مجربتش، دفء وشعور الحضن قبل كده أول مرة حد يضمني كده.
غادير ببكاء: من هنا ورايح مش هنبطل أحضان ليكي عليا أحضنك كل ما نتقابل حتى واحنا قاعدين، وياستي بكرة تزهقي من الاحضان كفاية تيتا وال هتعمله، ظلوا وقت هكذا لتبتعد غادير عنها تبتسم بوجهها مش كفاية كده هتأخر على معاد قريبك،وكمان سيسيليا متاكده دلوقتي مقومة الدنيا،وخصوصا مش متعودة على غياب عمو زايد عنها.
زهور: تبتسم شوقتني أشوفها من كلامك عليها.
غادير: زهور اية رايك تجي معايا القصر تقبليها و.
زهور مقاطعتها تبتعد عنها:لا لا مش هينفع ابدا دلوقتي خالص، فى حاجه مهمه لازم أنهيها قبل كل حاجه.
غادير: برحتك يا زهروان الوقت ال تحبي تيجي أكيد كلنا هنكون سعداء بيكي ، دلوقتي انا لازم أمشي، واه فين حاجه قريبك.
زهور: ياريت تقولي زهور لسه بدري على زهروان اتفضلي الشنطة أهى، والعنوان… خالي بالك كويس وانتي خارجه
حد ياخد باله منك يراقبك والخطة كلها تفشل قبل ما تبتدي.
_ انتي طيبة اوي يا زهور، على العموم مافيش حد شافنى ولا انا دخلة ولاحد هيشوفنى وانا خارجة.
_ ازاي ده حصل رشيتي حد من الأمن ولا لبستِ طاقية إخفاء.
_ ههه حاجه زي كده ، متقلقيش، بكرة بالكتير ها تعرفى كل حاجه ، يلا سلام الساعه قربت على عشرة صباحا ورجوعى البيت هيبقى صعب وفيه مجازفة.
تبادلات الاحضان وخرجت غادير وأغلقت الباب خلفها تسير بالكلودور دون أن تلتفت خلفها حتى ابتعدت عن الجناح المقيمة فيه زهور وقامت بفتح إحدى الغرف ودلفت وأغلقت الباب.
زهور بعد رحيل غادير جلست على حافة الفراش، امسكت حقيبتها واخرجت دفتر مذكرات أبيها تتصفحها، توقفت عدة دقائق تقرأ بعناية إحدى صحفها حتى شعرت بالنعاس، تعتدل بجلستها تتمدد على الفراش وتصفح أخرى حتى ارتخت جفونها وذهبت بنوم عميق ضامه المتبقي من ذكرياتها والدها تشتد بإحتضانها.
لتفيق فزعة على إتصال هاتفي الفندق.
زهور تشهق فازعه وتلتقط الهاتف بيدها بعد ان هدأت قليلا
تستمع لحديث من يحدثها بذهول تغلق معه وتهب تعدل من ملابسها التي لازالت ترتديها من عدة أيام.
________
_ يغلق الهاتف وارتمى بأحضان زوجته يبكي كأنه لم يبك طوال عمره يبتعد قليلا عنها بعد مدة طويلة من ضمها يشعر ببكاها بصمت وحركة يدها على ظهره تربت عليه كطفل رضيع تهدهده إمه.
عبدالرحيم: أكثر من خمسين سنة وإنتى سندي وعكازي رميت حمولى عليكِ ما كلتيش ولا تعبتي ولا مره إشتكتي
شلتني بأزماتي بعتي ورثك وبيت أهلك وأنقذتني من ضياع الشركة بعد عبدالرحمن ما ضيعها، ربيتي أولادنا وأحفادنا أفضل تربية حتي بنات عبدالرحمن ربتيهم زي ولادك واحسن، كاتمتي حزنك وأوجاعك جواكي فضلتي تسكتي ما تتكلميش وتعيشي سنين عجزة عشان ما تجرحنيش بكلمة واحدة ولا تتهمني بإني السبب بموت زياد، زهور بعترفلك لأول مرة من عشرين سنة، أنا مكنتش ببقى نايم زي ما كنتي فكرة وانتي بتعاتبني وبتبكي على زياد وحرمانك منه ومن بنته كنت بمسك نفسي من ضمك و بموت ألف موته بتقطع من جوايا بس كنت بتحمل عشان تخرجي اللي جواكي كنت بستحمل كلامك واول ما تنامي أروح عند قبر زياد وأخرج كل اوجاعي أحكيلة عن كلامك وقد ايه انتي حزينه وموجوعة على فراقة.
زهور الجدة: سامحنى يا عبدالرحيم تعبتك سنين طويلة معايا.
عبدالرحيم: يبتسم لها يلمس بيده على وجهها بيده، سامحيني انتي على كل التعب والحزن اللي عشتيهم بسببي، زهروان كمان نفسى تسامحنى نفسي اغمض وافتح القى ال احنا فيه ده انتهي واتجمعت انا و اولادي واحفادي بما فيهم زهروان
واطمن عليها وبعدها اموت وانا مستريح.
زهور الجدة: شاهقة بعد الشر عليك ربنا يديك طولت العمر وتفرح ليهم كلهم وتشوف احفاد احفادك.
تصمت فزعه مع سماعهم دقات جرس الباب التي لا تتوقف.
—------
يقف وجهه كجمر شديد الحمرة يكظم غيظه بصعوبة بالغة يكور إحدي يديه والأخرى متكئ بها على كرسي أمامه، ينفس بغضب وهو يستمع لضحكات خافضة حوله ليرفع عينه يصوبها للمتحدث يكاد يفتك به.
_ هتفضل على الحالة دي كتير هتقدر تتحمل اكتر من كده، يابني انا دخلت مفهاش حاجه يعنى.
_ حمزة مش عاوز اسمع صوتك ابدا أدخل فين انت مش ازاى قدرت تدخل القرف ده مش شامم الريحة ولا لون الماية ولو كل ده ميفرقش معاك، فين المكان اللي..
حد يصرف ويفتح الباب ده ولا شباك مش قادر اتحمل اكتر من كده.
حازم: ريح نفس يا زين متحولش تفتح الشبابيك انا حاولت اكتر من مرة حتى فكرت أكسرهم للأسف معرفتش مقفولين من برة والباب نفس الكلام.
زين: مين الغبي اللي عمل كده لو اشوفه هقتله، لازم نتصرف ونفتح الباب ده بأي طريقة انا كمان مخنوق ومش قادر اتنفس لازم اخرج من هنا .
حمزة: هنفتحه ازاي وهو مقفول من برة ولو مخنوق ومحتاج تشم هواء اطلع زي حازم على السطوح وشم هواء وارجع.
زين: بالرغم من برودك ده الا انت اول مرة تفكر صح، مافيش غير كده انا هطلع فوق واشوف مكان اقدر انزل منه
وافتح الباب، البيت مش عالي ويكون سهل النزول.
حمزة: زين انت متأكد من اللى بتقولة.
زين: مقدمناش حل غير كده .
صعد زين وصعد الدرج الخشبي لاعلي، تجول على السطح
ينظر للأسفل عن مكان يستطيع القفز منه بسهولة دون أن يصاب بأي أذى ظل دقائق على هذا الحال، حتى وقع بصره على كومة من القش على مسافة قريبة من المنزل من الخلف، ليحسم أمره ويرتد للخلف وأخذ وضع الوثب ويقطع المسافة في خطوتين قافزًا على كومة القش لتهوي به ويسقط في مكان لزج ذو رائحة كريهة من رأسه لأخمص قدمه.
يخرج منه ينفض نفسه وهو يسب ويلعن حاله ومن احضرهم لهذا المكان ينفض عن يديه ويزيح عن وجهه وعينه تجحظ عيناه وهو يرى ما سقط به يشعر بالغثيان وهو يرى روث الحيوانات ليبتعد سريعا للخلف وهو يخلع نعله ويرميه بعيدا يرفع يده يبعد ما يتساقط من على جبهته وعينه وباقي وجهه ملطخ بالروث تلفت يمين ويسار حتى وقعت عينيه على
مجري مائي على بعد خطوات يهرول تجاهه، ليفزع
وهو يصتدم بأحدهم وسماع صرخات عاليه، وكلمات لم يفهم منها سوى….
استغفروا لعلها تكون ساعة استجابة
زهور بنت سلسبيل البارت 83
قابع بسيارته يجلس بجوار النافذة عينه على الفندق ابتسامة خبيثة على وجهه شاردا في تلك العينين رفع يده يتلمس صدرة يغمض عينيه يسحب نفس عميق وتتسع إبتسامته
يهمس لنفسه أول مرة يطلع من وراء نهال دي خير يرفع يده يرسم منحنيات جسد فيحاجه الهواء، ولا زال يحدث نفسه جمال وحلاوه وجسم كيرفي منحوت نحت يحرك لسانه على شفتاه
يتذكر كيف جذبها من بين براثن نهال يشتد في ضمها وحركة يده على ظهرها وشعوره بالخواء فور ابتعادها عنه وعينه التي تتفرص بجسدها حتى خروجه من مكتبها.
يلتف للجالس أمام مقود السيارة بأمر.
_ عماد عشر دقايق تقب وتغطس تجبلي كل كلمة وحركة ليها بالفندق من وقت ما دخلته لحد ما نامت لو طولت تجبلي النفس ال اتنفسته متترددش.
عماد ببلاهه: قصدك مين يا باشا.
يعاود الالتفاف ينظر له نظرة يكاد يفتك به بعينيه، ليبلع الاخر رمقة بصعوبه يحرك رابطة عنقه يحدثه بتوتر، وهو يترجل من السيارة والآخر ينظر له بوعيد.
عماد: آسف يا باشا ثواني وكل أوامرك مجابة.
الباشا: خمس دقائق وتكون عندي معاك تفاصيل يومها حتى أكلت ايه شربت ايه.
يحدث نفسه بعد رحيل مساعدة للفندق: الغبي بيسأل هى مين
وهل ينسى القمر يعاود رسم منحنايتها بيديه ويتأوه، ااه دي مش بس جمال وحلاوة لا دي فرسة فرسة ربحانه هي اللي هتقش كل حاجه ههههه وأنا الفارس اللي يفوز بسباق واهمهم الفرسة هي ليلة واحدة بس ليلة هتكون بألف ليلة أتمتع بجمالها وجسمها، ووقتها مش هيهمني أي حد لا نهال ا
المجنونه ولا عبدالرحيم، هههه وقتها هتكون خاتم في صباعي العبها زي ما أنا عايز صحيح متستهلش اللي هعمله فيها في الاول بس بعد كدة هعيشها ملكة، ماهي ملكة بالفعل،
أعرف بس أدخلها منين وازاي وبعدها.
يتلمس صدرة بحركه شهوانيه وعينه بالخارج تتحرك مع القادم تجاه السيارة والفرحة على وجه، يصعد مكانه يتحدث بفخر والآخر يسأل بفضول.
الباشا: ها طمني عرفت حاجه.
عماد: أيوه ياباشا من وقت مادخلت الفندق وهي بتسأل عن واحدة اسمها سلسبيل.
الباشا: سلسبيل مين دى وبتسأل عليها ليه.
عماد: محدش عارف ياباشا بس شكلها حد مهم اوي لانها كلفت هالة تجيب ليها أسماء ستات مقيمين بشكل دائم في الفندق او ستات بتجي كل ليلة للزباين.
الباشا: وكل ده ليه.
عماد معرفش كل اللي قدرت اوصله أسم الست اللي بتسأل عليها سلسبيل هو ده الأسم ياباشا.
الباشا بعصبية مفرطة: هعمل بيه ايه واعرف ازاى مين دي وسبب اهتمامها بيها.
عماد حاجه تمخول يا باشا.
الباشا: اخلص يا عماد شف حل.
عماد بتفكير: بس لقيتها ياباشا هنعرف مين دي والسر وراء اهتمامها بيها.
الباشا بلهفة: ازاي قولي.
عماد: البنت إيها يا باشا صاحبتها وجارتها في الحارة، اللي لولاها مكناش عرفنا أن بنت زياد عايشة.
الباشا: صح برافو يا عماد اطلع على الشقة واتصل جيب البنت دي من تحت الارض.
عماد متقلقش يا باشا نص ساعه بالضبط وهتلاقيها تحت رجليك ياباشا.
يجري اتصال هاتفي وبعد دقايق وصلوا إلى شقة فخمة في منطقة راقية، جالس ينفخ سيجارة الكوبي عينه على الباب يعتدل للخلف يضع قدم على الأخرى وإحدى يديه على قدمه
عينة تتفرس في التي تخطو تجاهه ممسكة بملابس من يسير بجوارها .
دون أي مقدمات فور اقترابهم انهال عليهم بالاسئله والأخرى تجيب عليه بسلاسة ويسر كلما سألها عن شئ .
يشير لها بالانصراف، بعد أن ألقى لمن معها بمبلغ مالى كبير على الطاولة أمامه.، فور خروجهم هب واقفا إ نحن يطفئ سيجارة الكوبي خطى تجاه النافذة الزجاجية يقف ينظر على الطريق يحدث مساعدة .
الباشا: سمعت اللي قالوا عليه، تجبلي المطلوب، وتجي على هنا، أنا هتصل بالمحامي يجهز كام ورقة تعدي تجيبهم في طريقك.
عماد: تحت أمرك يا باشا
في أوامر ثانية تؤمر بيها حضرتك .
الباشا: بمكر طبعا اهم حاجه اسمعني هتعمل ايه والكلام ده تحفظهولها زي اسمها ومتنساش بقي أهم حاجه البهدلة ال فيها والضنق اللي عاشته، إختار واحدة تمثل الدور
مظبوط من غير ما تأفور، يلا شوف هتعملها ازاي لو الموضوع مشي زي ما رسمه في دماغي، كل أحلامك هتتحقق والفندق هيكون باسمك وملك ليك، هرتاح ساعتين تلاتة وعاوز اول حاجه افتح عنيا عليهم ألاقيك بتقول كله تمام وسيب الباقي عليا.
عماد بفرحه واضحه يكاد يطير من السعادة يتشكر ه ويتحدث بخضوع: ربنا يخليك ليا ياباشا منتحرمش من كرمك علينا، حط في بطنك بطيخه صيفي يا باشا نام وارتاح ومن النجمة هتلاقيها عند حضرتك.
غادر عماد وفور خروجه اتجه إلى النافذة يراقب الطريق حتى خرج عماد من البناية وصعد إلى سيارته ظل يراقب بعينيه حتى إبتعد عن مرمى بصره، التف بجزعه أخرج هاتفه وقام بإرسال رسالة ، سحب نفس وأخرجه برواية وعلى مهل، وخطي تجاه غرفة نومه تسطح على الفراش شارد الذهن يلامس صدره و ابتسامه حالمه على ثغرة ترخي جفونه وذهب في نوم عميق.
____
الظلام يخيم على المكان يجلس عينه على الباب يعتدل بجلسته فور سماعه صوت إدارة مفتاح الباب، يكور لسانه بفمه ويهب واقفا يمشي بهدوء وهو يستمع الى كلمات التي تهمس بها لـ أحدهم بالهاتف تضع يدها على قابص الإضاءة تشهق فزعه يسقط الهاتف من يدها وهي ترى الواقف خلفها.
ينحني يلتقطه من على الأرض يفتح السماعة الخارجية
يستمع لكلمات المتحدث بعين تشتعل غضبا ليلقي الهاتف ويرفع يده ويهوى بها على وجه الواقفة ترتجف تسقط أرضا تخرج صرخة مدوية من قوة الصفعه وينحني يجذبها من خصلات شعرها الكيرلي يصفعها بيده الاخرى على وجهها مرات متتالية لم يترك خصلاتها حتى مع صدوح جرس الباب ، ليرفعها لتقف وهو يجذبها، وصوت صراخها المتوسل له جعل من يقف على الباب يزيد من خبطاته.
يفتح الباب بعصبية لأول مرة بحياته يكون على تلك الحالة.
يدلف للمنزل ويغلق خلفه ينهره على ما يفعلة يحاول تخليص المتوسلة له من بين يديه والآخر يشتد يجذب خصلات شعرها يكاد يخلع له من جذورة، لينجح أخيرا من تخليصها و يحدثه بلطف.
_ ماجد استهدي بالله مالك في ايه ومن امتى بتتعصب كده
البنت عملت ايه عشان تضربها بالشكل ده، انت عمرك ما مديت ايدك على ولادك ودايما كنت بتقول الضرب مش حل بالتربية يا يحيي.
ماجد: طلعت غلطان يا يحيي، بنتي اللي كان يضرب بها المثل في كل حاجه الأدب والأخلاق والتدين، طلعت ممثلة شاطرة حتى على ابوها وامها.
يجلس على اقرب كرسي يلتقط أنفاسه يمسح على وجهه بيده
أقولك إيه يا صاحبي أقولك أنا انكسر ضهري وبنتي طلعتني راجل مش محترم.
يحيى يقترب منه يجلس على الكرسي القريب منه ينظر تجاه الجالسة تبكي تضع يدها على وجنتها نظرة إحتكار ودونية ،يعاود النظر لصديقة بشفقه على حالته و يعاود النظر إليها مرة إخرى يكاد يفتك بها لكن خوفا على شعور صديقة .تحدث محاولا التخفيف عنه
: إلينا إستحالة تعمل حاجه غلط يا ماجد دي تربيتك انت ونفين.
ماجد: كنت فاكر كده يا صاحبي، للاسف خيبت ظني باللي عرفته وسمعته بوداني.
يحيي: إهدى بس وخد نفسك إنت تعبان والانفعال غلط عليك.
ماجد: أهدى إزاي بعد اللى عرفته أهدى إزاي وبنتي
بتكذب علينا وقالت رفضوا يدوها أجازة من الشغل النهاردة بسأل عليها في الفندق بعد ما إمها فضلت ترن عليها فوق الخمسين رنه ومفيش رد اتصلت على مديرها بالفندق قالي انها أجازة من إسبوع وجات من يومين أخذت راتبها وقعدت شوية مع زميلاتها ومشيت، مقدرتش استنى جيت في أول قطار.
طول الطريق هتجنن ودماغي بتودي وتجيب حصل ايه مش بتردي ليه على إتصالات إمها، كل الافكار السودة جات في دماغي، جيت جري على البيت ملقتهاش نزلت رحت سالت عليها عند كل قريبنا ومعارفنا ملقتهاش رحت الفندق سألت عليها البنات اللي شغالين معاها محدش شفها من يومين.
يسحب نفس عميق يده ترتجف و ينظر للأسفل وفي بنات منهم قالوا كلام كسرني وجرحني حسيت اني بنظرهم راجل مش محترم يا يحيي صاحبك طلع راجل مش تمام كل كلمة قالوها نزلت عليا سكاكين بتقطع في قلبي، ماجد آل عاش طول عمره الناس تحلف بأخلاقه بنته طلعته راجل مش تمام
تعبت من اللف والتدوير رجعت من تاني على هنا لقيتها مرجعتش فضلت مستنيها ، طول الليل ولحد وش الصبح دخله تسحب وبتتوشوش في التليفون وبتقول دخلت الشقة وأحلام ويحيى مشافونيش ولا حسوا بيا هاخد هدومى واروح البلد، وياريت وقفت على كده يحيى، سمعت بودنى وفهمت البنات كانوا يقصدوا ايه،
يحيى : ينظر لها نظرة تكاد تحرقها متصدقش كلام حد يا ماجد إلينا إستحالة تعمل حاجه غلط وتزعل لك منها.
ماجد: للأسف يا يحيي طلع حقيقي كل كلمة طلعت حقيقيه،
سمعت بودنى والحيوان جورج خطبها بيكلمها.
تنهد بوجع شديد وهو ينظر إليها بحسرة،
ليقص عليه بعد ما أخذ منها الهاتف وقام بتشغيل السماعة الخارجية.
المتحدث: خلاص يا جميل أيام الفقر خلاص راحت، الفلوس بتاعت النهاردة كدة خلاص كل مشاكلنا اتحلت ترجعى من البلد هاجى أحدد الإكليل مع عمي ونتجوز ونسافر إيطاليا ونلف العالم، بعد الباشا ما انبسط منك، بس ما قولتليش اخدتى كام بالضبط،بعد ما خرجنا خدت الفلوس لشنطتك وما رضيتش تخلينا نعدها.
ليصمت من القهر وينظر إلى إبنته وفجأة انقض عليها يضربها ويصرخ بها بقهر: فضحتني بتبيعي نفسك بتبيعي شرف بالفلوس عملتلك ايه عشان تفضحيني بالشكل ده ، ليبتعد عنها بصعوبة وهو ينهال عليها بيديه بالصفعات على جسدها ورأسها أبعده يحيي بعيدا بعد حملة بالقوة بعيد عنها، وصرخاتها المترجية له وقسمها بأنها لم تفعل شئ مما يتخيله.
يجلس على الأرض يسند ظهره للاريكه يبكي بقهر، يدعو
على نفسه بالموت قبل أن يفضح على يد إبنته، يحيي يجلس بجواره يربت على فخذه يتراجه بالتريث حتى يفهم الأمر من إبنته بعد قسمها بأنها لم تدنس شرفة وأن ما حدث ليس كما تخيل.
يحيى : انطقي إحكي ابوكي قلبه هيقف، معنى كلام خطيبك ايه.
إلينا تنظر لحالة والدها والعرق الذي يتصبب من جبهته وصوت نحيبه، تنظر للأسفل: الباشا ده مدير جورج عرف ان زهور جارتنا وسألني كم سؤال عن سلسبيل ام زهور، وصدقني يا بابا هو ده كل اللي حصل والفلوس ال جورج قال عليها مكافأة المدير لينا على المعلومات.
يحيى: ومدير جورج يعرف زهور منين وبيسأل ليه علي سلسبيل انتي قولتيله ايه.
إلينا: معرفش كل اللي سأل عليه، مين سلسبيل وحكايتها ايه وأنا حكيت ليه كل حاجه أعرفها وسمعتها من خالتي أحلام وزهور.
يحيى شرد بكلام إلينا يحدث نفسه: ايه علاقة مدير جورج بسلسبيل بيسأل عليها ليه ويعرف زهور منين ، في حلقة مفقودة تربط الاثنين ببعض، يرفع رأسه يسأل إلينا، ينتفض على صرخها مع تمايل صديقة على جانبه لا يتحرك.
يصرخ بها إحضار كوب ماء يحاول أن يساعده على رشف بعض منه، لا يجد استجابة .
يحيى : ماجد رد عليا مالك يبني ايه حصل لا يجد استجابة.
يصرخ بها وهي تصرخ وتنادي على والدها: اتصلي على الاسعاف بسرعه.
بعد قليل حضرت سيارة الإسعاف وتم نقل ماجد إلى المستشفى وتم الكشف عليه ووضع بغرفة العناية المشددة بعد تدهور حالته الصحية خرج الطبيب يخبرهم بأن لدية انسداد بالشريان التاجي ولابد من عمل عملية فورا لان هناك صمام لابد من تغييره.
إلينا ببكاء: حضرتك مستني ايه اعمله العملية وأي مصاريف أنا مستعدة.
يحيى ينظر لها باشمئزاز وقرف، حضرتك شوف كل المطلوب حتى لو هان سفرة برة البلد.
الطبيب: للاسف المستشفى دلوقتى مافهاش طبيب جراحة قلب الوقت متأخر والدكتور مسافر في مؤتمر طبي، لو تقدروا تنقلوا المريض مستشفي تانيه ياريت يكون بسرعه او نقدر نشوف دكتور جراحة قلب نستدعيه للمستشفى.
يحيى: ساكت ليه يا دكتور من بدري دلوقتي قولنا ايه المطلوب وشوف موضوع الدكتور ده.
الطبيب: اتفضل معايا على الإدارة نشوف هنعمل ايه ونحاول نشوف دكتور متفرغ الوقت ده مع اني متاكد مافيش غير دكتور أحمد المغربي أشطر وأنجح دكتور جراحة قلب في مصر ال يقدر يتعامل مع الحالة .
يحيى: شوف المطلوب يا دكتور وكل اللي يطلبه انا جاهز بيه.
دلف يحيى خلف الطبيب لمكتب الادارة و بدأوا في الاتصال بالطبيب أحمد الذي لبى النداء ولم يتوانى، بعد أقل من ساعتين حضر الطبيب أحمد وبعد أن درس الحالة والسجل المرضى لـ ماجد أمر بتجهيز غرفة العمليات، ليشرع في
إجراء العملية التي استمرت أكثر من ست ساعات
كانو الأصعب على يحيى الذي لم يتحمل البقاء في مكان واحد مع إلينا التى لم تتوقف عن البكاء، يرحل من جوارها ويذهب بعيدا حتى خرج لى حديقة المشفى مع بزوغ ضوء النهار يجلس على الأريكة الخشبية يخرج هاتفه الذي لا يتوقف على الاتصال يسرع بفتحه فور وقوعه على اسم المتصل.
_____
تقف أمام المرآة تهندم ملابسها تدقق فيها ثم تعاود النظر لملابسها تنظر لنفسها بإشمئزاز تدير وجهها ترفع يدها تشتم رائحتها تضحك على حالها وتعاود النظر للمرأة تحدث نفسها.
_ من أمته يا بنت سلسبيل. بيهمك شكل هدومك ولا ريحتك
فوقي يا زهور خلاص يومين عز عشتيها هيغيروكى ، لحقتي تنسي الله يرحم لما كانت الهدوم بتستنى عليكي بالاسبوع نايمة قايمة بيهم مكنتيش بتبقي قرفانه ليه يا بنت سلسبيل، ولا العز فعلا بينسى ههه، اعقلي كدة إنتى هنا عشان حاجتين وصية أبوكِ والعهد اللي اخذتيه على نفسك إنك تنفيذية للنهاية لا هتتهنى ولا يهدأ بالك الأ لم تقبلي سلسبيل وتاخذي حقك منها .
تعض شفتها بتوتر عينها تغيم بي سحابة من الدموع تتنهد تنهيدة طويلة ثم تأخذ نفس وزفرته بهدوء، التقطت حقيبتها وخطت تجاه باب الغرفة وقفت لثانيتين تشجع حالها وأدارت قابض الباب وفتحته وخرجت من الغرفه تمشي بخطوات ثابتة يد بجوارها والأخرى تحمل حقيبتها تخطو بخطى ثابتة.
حتى وصلت المصعد المخصص للنزلاء، فور فتح باب المصعد وجدت هالة السكرتيرة تخرج منه حاملة بيدها ملف كبير أشارت لها بالمكوث مكانها ودلفت تقف بجوارها، تنظر إلى ما تحمله بيدها يلفت نظرها اسم مكتوب عليه لتلتقط الملف من فوق يد هالة السكرتيرة.
ـ تحدثها باللجلجة عرفتي حاجه عنها قولي فين أوضتها.
هالة تنظر للأسفل تكور ورقة بيدها تضغط عليها وعين مرقرقة بالدموع وصوت متقطع للأسف يا فندم ملهاش أوضة هنا بعد ما سألت كل العاملين بالفندق وراجعت سجلات الزباين عرفت من واحد من بتوع الأمن اللي ليهم سنين بيشتغلوا هنا .
زهور: وصلتي ليها فين أوضتها عرفتي ايه عنها قولي كل اللي تعرفيه..
يتوقف المصعد تخرج زهور وبجوارها هالة فور فتح بابه، لتتوقف زهور تلتف لها تلتقط الملف من يدها تتصفحه والأخرى تجيبها
_ هي كانت بتيجي كل يوم هنا بالفعل كام سنه، تجي تسأل على زياد بيه وتمشي
لان محدش من عاملين الفندق يعرف حاجه عنه لأن عبدالرحيم به غير الأصتف كله وطبعا كانوا بــ يرفضون يقبلوها ولا حتى يعرفوها إن زياد بيه إتوفي، من سنتين بس إختفت ومحدش عارف راحت فين، بس أنا أنا عرفت مكانها وهي راحت فين، بالصدفة البحتة إفتكرت موظف إختفى من سنتين و مجاش الفندق من آخر مرة جات سلسبيل لهنا وزايد بيه طردها ورمها قدام الفندق.
ـ قلبها يدق بسرعة يدها تتصبب عرقا شعرت بقدمها تسمرا مكانهم لم تستطيع التحرك سعادة وفرحة واضحه تجلت عليها تحاول السيطرة على فرحتها لم تسمع باقي كلام السكرتيرة، كل ما يتردد على سمعها، عرفت مكانها، بصوت تغلغة الفرحه وأنفاس متلاحقة من كثرة كبتها لسعادتها.
زهور: بتقولي ايه عرفتي مكانها بجد يا مدام هالة عرفتي مكانها.
هالة تنظر لحالتها بألم تومي برأسها دون أن تتحدث، رفعت يدها أخرجت ورقة من الملف ومدت يدها المرتجفة لها.
هالة: ده العنوان اللي ساكنة فيه؟
زهور خطفت الورقة تقرأها تختلط الحروف عليها بعد ما غيمت سحابة الدموع بقطرات غيثها أنفها تلون بلون حمرة زاهيه شفتاها ترتجفان مع نطقها كل حرف.
زهور : مدام هاله العنوان ده فين أنا معرفش المنطقة دي
ممكن تقوليلي المكان ده فين وأقول لسواق التاكسي وديني فين.
هاله بصوت ضعيف: في عربية هتوصل حضرتك للمكان
منتظره قدام الفندق، بعد حضرتك ما تنهي الأجتماع هتوصلك للعنوان.
زهور تحدثها وهي تخطو تجاه الخارج تسرع بخطواتها
: أجلي كل حاجه بعد ما أرجع متشكرة أوي يا مدام هالة.
هالة تنظر في إثرها تبلع ريقها تنطق كلمتها بمرارة: سامحيني غصب عني معنديش رفاهية الرفض ماسكني من ايدي اللي وجعاني.
خرجت زهور بسرعة من الفندق تقف تبحث عن السيارة بعينها تسمع صوت زمور سيارة تسرع بخطواتها تجاهها قدمها تكاد لا تلامس الأرض تصعد للسيارة دون تفكير
وقبل أن تنطق بكلمة انطلق السائق بسرعة.
السائق: بخبث متقلقيش يا هانم مدام هالة قالت لي على العنوان، عشر دقايق ونوصل.
أومأت برأسها دون أن تنطق كلمة واحدة تضم حقيبتها قلبها تتسارع دقاته عينها على الطريق تتسع ابتسامتها تهمس بين نفسها.
زهور: تغمض عينها تتخيل لقائها بأمها تتسأل مع حالها ماذا سيحدث فور وقوع عينها عليا تتعرف عليا بسهولة ولا لا ياترى لما اشوفها انا هعمل ايه هجري عليها احضنها واعوض سنين بعدها عني، ولا أسلم بايدي بس وأكتفي بعتاب عنيا ليها ، طيب اقولها ماما ولا سلسبيل، أكلم عادي معاها ولا عتبها على بعدها السنين دي عني، اسالها ليه هربت وسبتني، ولا استنى هي تحكيلي حكايتها و اللى حصلها السنين دي كلها.
يا ترى لما تعرف اني بنتها و بتشوفني لأول مرة هتفرح ولا شعورها هيكون ايه، يا ترى شكلها ايه، فعلا زي ما الكل بيقول اني شبها ولا لأ، طيب ليه مرجعتش البلد، ولا سألت مرة عليا، وازاي تفضل العمر ده كله متحاولش تدور في مكان تاني وتسأل عليه، ليه بتسأل في الفندق بس، مع انهم كانوا عايشين في بيت واكيد لو كانت راحة كانت عرفت انه توفي على الاقل حد من الجيران هيكون عارف انه توفي.
ليه ما رحتش لصحبة عمي حسن ، شعرت بنغزه في قلبها تجهم وجهها فور ورود تلك الأسئلة بعقلها ترفع عينها وتلتف لباب العربة المفتوح بجوارها والسائق يخبرها
بالوصول، تترجل من السيارة تنظر للمكان بذهول واستغراب التفت للسائق الذي يسير خلفها تسأله.
زهور: هو ده العنوان لتفتح الورقة التي لا زالت تكورها بيدها تتحدث بعفويه بس المكان هنا راقي جدا والعنوان المكتوب هنا مكتوب بحارة إسمها.
السائق مقاطعها: اتفضلى حضرتك هتعرفي كل حاجه.
تشعر بريبة وقلبها ينقبض تخطو ببطئ تستمع لكلمات السائق الذي يحدثها دون أن تنطق بكلمة تسأل نفسها
هو ليه مفكرتش في الكلام ده مسألتش نفسي الاسئله
دي قبل كده ليه هو انا هفضل كده تعبانه كتير إمتى هرتاح من كل ده، يفتح السائق باب المصعد تدلف داخله وخلفها السائق، رجفه انتابتها كلما إرتفع المصعد لأعلى تشعر بروحها تنسحب منها قلبها يدق بسرعه رهيبه ثقل على أكتافها حتى توقف المصعد ترجل السائق أمامها تترجل من المصعد تقدم قدم وترجع الأخرى حتى توقف السائق أمام إحدى الشقق تتلفت حولها بخوف يدها أصبحت كلبوظ
من شدة برودتها، تبتلع ريقها مرات متتالية فور أن فتح الباب وأشار السائق لها بالدخول، تدلف للداخل تقف مستمرة مكانها فور سماع صوت ينادي عليها ويجذبها