
يعكف يديه لصدره جالس على قارعة الطريق قابع كما هو عيناه على الفندق لم تتزحزح برهة واحدة من يراه يشعر بأنه تمثال نحت بعناية فائقة جنى الليل بظلمته وهو كما هو
لولا حركة صدره التي تعلو وتهبط لاعتقد المارة بأنه بالفعل تمثال، تثاءب بتعب وجهد نوم زهده و حرمة حتى يحمي وصية متيمه قلبه وروحه، ندته الطبيعة لنداء لم يستطع أن يتجاهله.
مرغما تحرك كالالى الذي عطبت برمجته خطوة للأمام وللخلف يلتفتوا ينظر على الفندق حتى توارى عن الأعين
يدخل بستان الورود القريب من الفندق يمشي في ممشى
بين أشجار الزينة حتى توقف أمام باب مغلق يتلفت حوله يتأكد من عدم رؤية أحد له يخرج مداية مفتاحه يفتح بابا ويدلف بداخله يسير في ممر طويلا حتى وصل لمبتغاه.
يصعد ثلاث درجات رفع يده لقابص الكهرباء ليضيء المكان حوله يخرج هاتفه يضعه في وصلة الشاحن على طاولة صغيرة دلف للداخل نحو باب صغير بعد دقيقتين سُمِعَ قرقعة مياه الصنبور وخرج يرتمي على الأريكة
يعتدل بجلسته يشبك أصابعه يرتكز على فخذه وجبهته على يديه يتنهد بحزن وهو لازال يسأل حاله ؟ ماذا تفعل بهذا الوقت؟ وما حالها؟ هل نامت الان ام لازلت بلا نوم!؟ يتساءل ماذا فعلت جعلت تلك المجنونه نهال تخرج منهارة بتلك الحالة وصوت صرخاتها يدوي بالمكان.
يمدد جسده بعد يوم طويل قضاه على قدمية متسمرا، سابح في أفكاره لترتخي جفونه ويغط في نوم متقطع يجاهد في عدم ذهابه في نوم عميق لينهض فزعًا على صوت أحد يسير بالممر ويقترب من الوصول لمكانه يسرع بالاختباء خلف الأريكة يراقب من يدلف المكان يتنهد براحه فور رؤيته لغادير.
ينظر لمن تقترب تتلفت حولها فور رؤيتها للانوار يخفض رأسه ويبتسم على كلماتها.
غادير: أكيد عمو زايد سابقني اه لو يعرف إن معايا نسخه من المفاتيح كان عملتي كفته،
حتى وصلت الى باب مصعد صغير في زاوية الغرفة يخرج من مخبئه بعد صعودها وفرحة واضحة على ثغرة فور تأكده من وصولها.
عاود الجلوس مكانه يشعر بسعادة وفخر بنفسه لولا افكاره ومساعدة غادير له وتصميم تلك الأفكار والدراسة العلمية لما نجحوا في تنفيذها دون معرفة أحدهم مستغلين قيامهم ببعض ترميمات بالفندق وعمل ممر سري ومصعد يساعدهم في دخول الفندق والخروج دون أن يشعر بهم أحد من العاملين بــ الفندق والمغادرة منه دون معرفة أحد ، كما في منزله عندما صمم على عمل نفق سري
يربط منزلهم بأخر ملك لهم وتم إنقاذ الجميع من موت محتم لولا فضل الله عليه استطاع كشف ذلك المخطط الشيطاني، لـ نهال وزوج شقيقته.
يشد في جسده الذي يتوسل له بالراحة يلتقط مديايه مفتاحه وهاتفه ويخرج مسرعا قبل عودة ابنة شقيقة ورؤيته، يسرع بالخروج والتأكد من غلق الباب خلفه ويخطو تجاه باب البستان الخارجي يقف قليلا ثم يشير إلى عربة أجرة ويغادر يخبره بالمكان ويغادر سريعا.
وصل إلى وجهته ترجل من العربة أخبر السائق بان ينتظره قليلا يدلف الى بناية يصعد عدة درجات سريعا ثم يدخل لداخل شقة يتوقف أمام مكتب صغير يلقي السلام على الجالس الذي يرفع رأسه يهب واقفا مرحبا به ويشير له بالجلوس.
زايد: مرة تانية هقعد المرة دي مستعجل شوية هما كلمتين وها مشي على طول.
الشخص: على طول بتجي مستعجل كده ياباشا وتمشي
زايد مد يده في جيب سترته أخرج ظرف وقدمه للشخص
اتفضل.
الشخص: زي عادتك تجيب الظرف وتمشي من غير ما تقول حضرتك مين.
زايد: ببتسامه طفيفه يلا سلام عليكم .
الشخص: طلب صغير اعتبرة فضول مش أكتر، فيك تجاوب او متجوبش.
زايد: اتفضل.
الشخص: عشرين سنه وحضرتك بتجيب الظرف ده وتكفل الدار ولا مرة اتاخرت يوم ولا فوته نفس اليوم كل سنه وتقريبا نفس الساعة.
زايد: كل اللي أقدر أقوله حتى لو حصلى حاجه ان شآء الله الظرف ده مش هيتقطع هيوصل في نفس اليوم.
الشخص: طيب هى تبقالك ايه مراتك بنتك والدتك.
زايد: هي ولا وحده منهم بس هي كل دول .
الشخص: ها قصدك ايه.
زايد: سلام وياريت زي ما كل مره بقولك المكان يبقي عامل ازاي.
الشخص: متقلقش يا باشا بقالنا سنين مع بعض عمرك لقيتنا قصرنا ولا المكان نقصه حاجه.
زايد رحل تاركا الرجل يتحدث يشير له بالسلام ويغادر ، يصعد إلى عربة الأجرة ويخبره بالعودة إلى نفس المكان .
عينه على الطريق يهز رأسه كلما داهمته ذكرى عبور ذلك الطريق من سنوات ماضية ، يعتدل بجلسته وهو يرى احدي سيارات الفندق يقودها مساعد شقيق زوجته تعبر بالطريق المعاكس للطريق الذي يعبر عليه يدقق النظر بداخلها، يصرخ في سائق عربة الأجرة بأن يسرع خلف السيارة في الاتجاه المعاكس.
السائق: يابيه دي لفة كبيرة اوي على ملفها تكون العربية خرجت من المعادي كلها.
زايد يخرج نقود ويعطيها للسائق ويسرع بعبور الطريق
للجهه المقابله يشير إلى عربة أجرة يصعد بجوار السائق
يحثه بالإسراع خلف العربة، بالفعل فعل السائق بعد أن وعده بإعطائه مبلغ مالي كبير، فجأة إختفت العربة من أمامهم لا يراها كاد يجن ويصرخ بالسائق يتهمه بالتقصير
بعد وقت من الاتهامات المتبادلة، ترجل من السيارة بعد دفع المبلغ الذي اتفق مع السائق عليه يجوب المكان على قدميه
مر وقت وهو لا يرى السيارة يركل الأرض بقدمه يصرخ بصوت عالى وعين مرقرقه بالدموع أصبته حرقة بقلبه
يجلس على إحدى الاستراحات في الطريق، أخذ يحدث نفسه.
زايد: خلاص هتستسلم يا زايد وتسيب بنتك تضيع من بين إيديك، تعبت وسلمت بدل ما تهد الدنيا لحد ما تلاقيها، هعمل ايه هعمل ايه هتجنن العربية فص ملح وداب، إمكن كان بيتهيألي ومكنش فى عربية ولا حاجه ، طيب لو الكلام
ده صح السواق اللي شف العربية وكان بيجري وراها ايه، و
زهروان أنا شفتها بنفسي معقوله كمان بيتهيألي، أكيد لا أنا لسه متجننتش ولا عقلي فوت، طيب أعمل ايه وأصرف إزاي
يارب دلني على الطريق يارب لو كانت ال شفتها زهروان
نجيها يارب، يارب احفظها.
لم يعد يتحمل فقد كل ذرات عقلة أخرج هاتفه ليتأكد ممن رآها، أجرى إتصال هاتفي لـ يصعق مما سمع.
زايد: هالة زه.
ـ هالة مقاطعته ببكاء سامحني يا بيه عماد أخذ إمي والولد وهددني لو منفذتش اللي يطلبه مني هيموتهم، والله حاولت كتير أفهمها وأنبها حتى أنا كتبت ليها ورقة تقراها وتأخذ
حذرها بس للاسف ما قرتهاش واستعجلت ومشيت، الحقها يابيه الحقها عماد واللي مشغله مش ناوين على خير دول عرفوا كل حاجة عنها من وقت ما دخلت الفندق لحد ما خرجت معاهم في واحد من الشاغلين هنا حكالوه على كل حاجه، عرفوا إن الست اللي بتسأل عليها من وقت دخول الفندق تبق إمها.
_زايد يسحب نفس عميق بهدوء قاتل : إحكيلي كل حاجه حصلت إمبارح من أول ما دخلت الفندق للحظة اللي سابت الفندق فيها.
هالة قصت عليه كل ما حدث من وقت دخول زهور حتى خرجت مسرعه من الفندق وما طلبه عماد وتلك القصة عن
سلسبيل وكم عانت وأين مكانها.
زايد يضع الهاتف على اذنه لا يتحرك ولا ينطق بحرف يستمع فقط لكل كلمة بدقة، يهب واقفا بصوت مرعب.
زايد: العنوان ايه بالتفصيل اللي قلتي عليه.
هالة: أخبرته العنوان الذي أعطاه لها عماد، يلتف حوله يتأكد بأن زهور بخطر محتم، يغلق مع هالة السكرتيرة
يهب واقفا محدثا نفسه.
زايد: اه يا عاصم الكلب اقسم بالله ما هسيبك أطمن على البنت بس ومن سلامتها وبعدها موتك على ايديا، يجري اتصال هاتفي بأحد الأشخاص.
زايد: عنوان عاصم ايه واخر مره شفته كان من أمته.
الشخص: أخبره العنوان ليلتفت حوله بفرحه يسرع بخطواته ولازال الأخر يحدثه، اتصل على اللؤاء محمود بلغه بكل حاجه أنا خلاص قربت من العمارة بعد ما ادخل تجيب رجالتك وتجي ورايا يغلق الهاتف بسعادة ويضعه في جيب سترته فور وقوع عينيه على السيارة التي رأى فيها زهور، يهرول تجاهها ويسرع بدخول البناية ويصعد بالمصعد ليتوقف بالعنوان الذي أخبره به من كلفه بمراقبة زوج شقيقتة.
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــ
وصلت غادير القصر فور دخولها وقفت متسمره مكانها وهي ترى والدها وباقي العائلة يحاولون السيطرة على عمتها زينة التي تصرخ بإنهيار تحاول الخروج والبحث عن ابنتها.
إقتربت منها بعد ترك ما تحمله بيدها بهدوء تحدثها.
_ عمتو زينه اطمني حضرتك أنا لسه راجعه من عند نيرة
هى كويسه اوي عمو زايد جنبها متقلقيش، وكمان يومين هتخرج من المستشفى وعمو زايد يخرجها ويجوا على هنا
متقلقيش حضرتك.
تنظر لزينة التي تنظر لها بريبة وتبتسم لها بثقة.
ـ اوعدك يا عمتو يومين بس الدنيا تهدا وهاخدك تزوريها
ونجيبها ونيجي على هنا.
زينه ببكاء: انتي وابوكي خرجتي وجيتي اهو ليه خايفين من خروجي انا كمان اشوفها واطمن عليها.
زيدان: انتي متعرفيش عملنا ايه عشان نيجي لهنا، اعقلي يا زينة غادير خلاص طمنتك وتعالى ارتاحي وكلي خالي الباقية تأكل من يومين ما أكلتوش.
غادير تربت على يد زينه تعالي يا عمتو اطمني خالص نيرة بخير و أنا اطمنت عليها، الأمور تهدأ وهنخرج كلنا، لو حد فينا ظهر اليومين دول الباقية بخطر ربنا نجانا من الحريق باعجوبة.
أومت زينة لها و انصاعت لكلماتها تسير معها بهدوء وصعدوا للأعلى دلفوا غرفة واحدة رتبت الفتيات المكان للطعام وجلس كل منهم يتناوله كًلا شارد في ملكوته.
زيدان ينظر لابنته أن تقترب منه تشير له بعينها تطمئنه بما يشغل باله،يلتف الجميع على صوت بالقرب من باب الغرفة
تصدح ضحكه خفيفه على ما يسمعونه.
سيسيليا: صحيح هم بطني، نازلين أكل ولا على بالكم الغايبين، مافيش حد فيكم افتكر يقومني من النوم عشان أكل ناسين إني جعانه ونايمه مش أكلت، وحضرتك يا ست غادير نسيتي عمتك اخت جوزك وقاعدة تأكلي كده عادي بزمتك يا شيخة جايلك نفس تاكلي وضميرك مرتاح وعمتك ما اكلتش.
غادير بضحك: ايوى ضميري مرتاح جدا كمان تعالي يا لمضة كلي.
سيسيليا: هو فين الأكل على أساس خليتوا حاجه انتم نسفتوا الاكل كانكم بقالكم عشر سنين ماكلتوش.
زيدان: احنا نقدر منعملش حسابك يا حبيبة عمك، استحالة طبعا.
سيسيليا: مش واضح يا عمو لو كنت فاكرني كنت جبت ولد قمر زي أبيه زين تجوز هولي بدل كده ما أنا الوحيدة اللي هتخرج بره العايله.
أمال: سيسيليا عيب كدة مايصحش الكلام ده لا وقته ولا سنك يسمحوا بالكلام ده.
سيسيليا: بس يا ماما الله لا يسيئك بلاش نتعاتب عشان أنا شايلة منك اوى، قاعده تكلي ونسياني ولا على بالك بنتك الطفلة البريئه سيسيليا ال محتاجه تاكل وتتغذي.
آمال: الله يسامحك يا زايد انت السبب في طول لسان اللمضة دي.
سيسيليا: فينك يا أبو زاهر يا عسل تجبلي حقي منهم كلهم.
زيدان: مينفعش أنا.
سيسيليا: اممم ينفع .
غادير: يا سلام يا سي بابا هتنسي بنتك وحدتك كده بسهوله.
سيسيليا: يابنتي بطلي نفسنه واشتريني لصفك انا عمتك اخت جوزك مفروض تتمني لي الرضا عشان ارضى عليكي واعيشك مرتاحه.
جلس الجميع يتحدثون ويضحكون على كلمات سيسيليا المضحكه ليمر الوقت وهم بتلك الحالة حتى ان ورد لـ غادير اتصال هاتفي.
تخرج هاتفها الذي يهتز دون أن يصدر اي صوت، تستأذن للدخول إلى المرحاض تفتح الاتصال تتحدث بهمس، وتغلق الهاتف وتسرع بالخروج بهدوء دون ان يشعر بها أحد.
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
زهور تسمرت مكانها فور سماعها لصوت ينادي عليها واحد يجذبها لاحضانه تستمع لكلماته تغمض عينيها تتسارع دقات قلبها.
الشخص: زهروان بنتي حبيبتي، ياقلبي سنين وانا بحلم باليوم ده.
زهور تشعر بزلزلة بجسدها صدرها يعلو ويهبط أنفاسها تخرج بصوت عالي فور وقوع عينها على من تحتضنها يدها إلى جانبها واقفة كالتمثال الحجري تجز على أسنانها، تكور يدها تنظرلمن تمسكها من رسغها تشير لها بالجلوس، تغمض عينها تحاول تجميع أفكارها تفتحهم بصدمة مع سماعها صوت من يقترب منها لتجلس على الأريكة،
تكور قماش الأريكة بيدها تهمس لحالها.
زهور: ليه متوتره وقلقانه بدل ما تفرحي مش هي دي اللي فضلتي سنين مستنيه اليوم ده عشان تكليمها وتعتبيها، وريني شجعتك هتقولي اللي جواكي إزاي، يلا اسأليها كل الاسئلة اللي نفسك تسأليها ومحضرها على لسانك، تلتف لها ترسم ابتسامة باهتة على وجهها.
زهور: ياه معقولة انتي هنا و شايفاكِ قدامي مش بحلم
ولا بيتهيألى، انا مش قادرة استوعب ولا أصدق إنك موجودة و شيفاكي ، تعرفي ستي أحلام هتفرح اوي
انا هتصل عليها تجي تشوفك وتقبلك بنفسها، مش هتصدق.
السيدة بجوارها تنظر لعاصم الذي التف لا إراديا تجاه مساعدة المتنكر بالسائق، يستشير،في إجابة محبوكة.
السيدة : صحيح أمي وحشاني أوي ونفسي اشوفها بس انتي أهم يا زهروان.
زهور: ليه كده حتى جدي يحيى وخالي نفسهم يشوفوك؟
السيدة: أنا كمان نفسي أشوفهم واكلمهم أكيد كلهم وحشني
أمي وأبويا وأخويا وبيتنا بس مفيش حد أهم منك، عاوزة اشبع منك احكيلي عنك وعن حياتك رجعتوا امته من البلد، أحكيلي ناويه تعملي ايه مع أهل أبوكي.
زهور تكاد تجز على أسنانها أنفها يتسع من شدة الغضب أظافرها تغرسها في الأريكة أخرجت خيطانها بيدها، ظلت عدة ثوان على تلك الحالة رفعت راسها وعينها مصلتة على الجالس يشير للسيدة بيده على عينيها و يرسم بأصابعه على وجنتيه خط، تضحك بداخلها بتهكم، تمتثل هي لما يشير للسيدة به.
زهور بدموع: أنا شفت ايام قهر كل الناس ظلموني، حتى جدي وخالي نفسهم ظلموني دايما يقولوا امك جبتلنا العار، لولا ستي أحلام هي ال كانت بتحميني منهم كانوا عايزين يجوزوني راجل كبير في السن عشان يرتاحوا مني، ستي هربتني منهم وجينا هنا مصر وعشنا في الحارة، واشتغلت بالفندق وبالصدفة عرفت إن الفندق بتاعنا.
السيدة تنظر لعاصم الذي يشير لها بالبكاء تهز راسها له، وتضع يدها على وجهها تخفيه.
هو ده اللي كنت خايفه أرجع عشانه خفت منهم صممت افضل هنا عشان أجيب حقي وحقك منهم، انا بعد
ما ضيعت سنين رايحة جاية على الفندق، عشان أقابل أبوكي وأخليه يعترف بكي، سنين راحت من عمري وعبدالرحيم وابنه زايد نكرين مني لحد ما حطوا ايديهم على الورث وتمكنوا منه وسيطروا على كل حاجه زايد بكل جبروت وحقد.
قال لي حبيب القلب مات من زمان ولو حاطه في دماغي الورث مافيش حاجه تثبت إنك مراته ، الخبر نزل عليا قاتلني ضيعت عمري وبنتي وجوزي مات هرجع لاهلي أقولهم ايه جوزي مات وكمان أهلة حطوا اديهم على الورث
وأنكروا جوازي من ابنهم.
محستش بنفسي ولا حسيت بي أي حاجة مشيت أصرخ وأبكي، الدنيا اسودت في عنيا رميت نفسي قدام عربيه
معدية قدام الفندق، نجت بإعجوبة واحد من بتوع الأمن صعبت عليه أنقذني وداني المستشفى وفضل جنبي وأخذني بيته وبعد ما عرف زايد الحرامي رفده من الشغل، فضلت عايشه معاه في بيته هو وأهله سنين.
وامبارح اعمك عاصم عرف طريقي وقدر يوصل لي فضل يعاتبني ليه ما رحتش ليه وهو كان جابلي حقي تعرفي انا غلطت اني مرحتلوش كان كل حاجه اتغيرت كنا زمانا عايشين مع بعض وجاب لينا حقنا ، ده بس مكنش صحبه ده كان أقرب واحد لابوكي.
وهو ال حكى لي انك بدورى عليا، وجبني على هنا وقال انه هيساعدنا أنا وانتي ناخد حقنا ويرجع الفندق والثروة ال اخدها زايد وعبد الرحيم.
زهور بغضب شديد هبت واقفة: انا مش هسكت على ال عملوه فيكى لازم أنتقم منهم، بس ازاي اعمل كده وانا لوحدي صحيح أنا طرت زايد، بس انا معرفش هو بيفكر في ايه وكمان أنا لوحدي وهم عائلة كبيرة وليهم نفوذ.
عاصم هب واقفا من مكانه إقترب منها مد يده يجذبها له
كور يده بضيق فور جلوسها مرة أخرى يتحدث بغيظ فقد فوتت عليه فرصة الأقتراب منها وضمها بين يديه.
متقوليش كده أنا موجود وها قف جنبك وأخدلك حقك منهم ومش بس كده كل اللي يملكه عبد الرحيم واولاده هيكون باسمك انتي وتحت تصرفك،بس حطي ايدك في ايدي ونتفق.
زهور تضحك بداخلها، تنظر إلى نظراته المتبادلة مع السيدة
يحثها على التحدث، تقسم بداخلها سوف تنتظر للنهاية حتى تتعرف على كل مخططاتهم.
السيدة: شفتي يا زهروان عمك عاصم هيساعدنا نرجع حقنا
اسمعي كلامه وحطي ايدك في ايده و اسمعي كلامه هو الوحيد اللي هيجيب حقنا .
زهور بمكر تتحدث بتأثر: أكيد أنا إيدي في إيدك يا عمي كل
ال هتقول عليه انا هعمله على طول، قولي حضرتك مطلوب مني ايه وأنا أنفذه على طول.
عاصم بفرحه: مفيش غير كام ورقة هتمضي عليها والباقي سبيه عليا اه فى حاجه مهمه هتفضلى قاعدة هنا مش هتروحي هنا ولا هنا عشان ميوصلوش ليكي ويأزوكي.
زهور: أنا موافقة طالما حضرتك موافقة فين الورق ده وأنا أمضي عليه حالا.
عاصم بفرحه يشير لمساعدة بإحضار الأوراق: كام ورقة هتمضي عليها وانا اللي هقفلهم، يشير بعينه للسيدة بالتحدث.
تقترب منها السيدة تتحدث لها تقاطعها زهور بسألها.
السيدة اخيرا زهروان يا بنتي ربنا جمعنا ومش بس كدة هناخد حقنا ونتقم من ال فرقونا.
زهور: هو ليه حضرتك بتناديني زهروان مش بتناديني باسم انتي اختارتيه ليا.
السيدة: ها ابدا ابدا بس خفتك تزعلي.
زهور: لا طبعا هزعل من اية انا بحب الاسم اللي انتي اختارتيه ناديني بيه.
السيدة: ها اصل اصل.
زهور: اسمي زوزو هو ده الاسم اللي ستي قالت انك دلعتني بيه.
السيدة: اه صح زوزو اصل نسيت يا زوزو هههه.
زهور تلعب لسانها بحلقها تنظر بطرف عينها علي الواقف يتفحص في جسدها تعض علي لسانها باسنانها تحدث نفسها
إصبري يا زهور اتحملي التمثلية الفشلة دي كام دقيقة تانيه
ترفع عينها ترى السائق يضع أمامها على الطاولة ملف به عدة أوراق ويشير للسيدة بان تحدثها، زهور فهمت انه يريد ان يشغلها عن قراءة الاوراق.
زهور: فين القلم.
عاصم: عماد انت اتجننت جايب الورق ومجبتش القلم.
عماد: القلم انا حطه جنب الورق زهور وهي ترفع الملف تنظر علي الطاوله مفيش حاجه معلش بتحصل ممكن يكون وقع علي الارض او جبونا قلم تاني.
استغلت انشغالهم ومررت عينها سريعا علي الاوراق لتشهق فور وقوع عينها على احدى الورقات تغلق الملف تحاول تهدئة نفسها، تضع الاوراق علي الطاولة تجد من يرفع القلم امامها.
عاصم: جبتلك قلمي الخاص اتفضلي امضي بيه واسمحيلي ادهولك هديه مني ليكي.
زهور تومى برأسها دون ان تتحدث فتحت أول ورقة بالملف
: امضي فين.
عاصم: اشار لها علي مكان التوقيع وهو يكاد يطير من السعادة هنا يا حبيبتي امضي هنا.
زهور: كتبت اول حرف من اسمها ثم تركت القلم من يدها لتختفي ابتسامة عاصم الذي تحدث بحده.
عاصم: ما مضتيش لسه مش تكملي اسمك.
زهور: ماهو مش هينفع أنا افتكرت حاجه مهمه اوي.
الجميع: ايه.
زهور: أنا لسه قاصر مكملتش واحد وعشرين سنه عشان أمضي وكمان والدتي هي المفروض الوصية عليا وتمضي هي واه نسيت كمان اقولكم حاجه مهمه اوي.
عاصم بعصبيه: ايه تاني.
زهور تلتف تجاه السيدة : الورث مكتوب باسم حضرتك سلسبيل أحمد يعني انتي الوحيدة اللي تقدري توكلي عمي عاصم او أي محامي يجيب حقنا، اتفضلي القلم إمضي حضرتك.
السيدة: ها أمضي انا ازاي.
زهور: ازاي اي القلم اهو اتفضلي امضي علي الورق.
السيدة: أصل أصل.
عاصم يحاول أن يهدئ من عصبيته ينظر الي مساعدة أن يرفع الاوراق من علي الطاولة.
زهور تمسك الاوراق بيدها تحاول جذبها: سيب الاوراق لسه مش اتمضوا.
عاصم : يحاول ان يجد رد مناسب اصل الاوراق دي عشانك بس مكنش في بالنا ان الثروة باسم والدتك، على العموم حصل خير في كام ورقة بس هتمضيهم انتي.
زهور تهب واقفه بعد أن فقدت كل ذرات تحملها: ممكن نأجلها أنا تعبانه دلوقتي وعايزة أخد أمي ونرتاح شوية
بعد اذنك هنرجع الفندق قبل ما حد منهم يعرف اني مش موجودة ويعمل حاجه كده ولا كده، تلتف للسيدة وتحاول ان تخرج الكلمات من فمها.
ـ يلا بينا يا يا إمي في كلام كتير عايزة أحكيه ليكي محتاجه أعرفك وتعرفيني.
عاصم يشير الى مساعده والي السيده بترك المكان يقترب من زهور التي ارتدت للخلف عدة خطوات كلما إقترب منها وهو ممسك بالاوراق والقلم بيده.
_ انا من بدري عارف انك كشفتي اللعبه بس قلت أصبر عليكي إمكن تطلعي هبلة زي ابوكي لكن طلعتي كولك زايد وعبد الرحيم، نهال طلع معها حق بس علي مين أنا عاصم عارفه يعني ايه عاصم.
زهور تبتعد عنه فور التفافه للخلف يصرخ على من مساعدة
زهور بنت سلسبيل البارت الخامس والثمانين
قلبي ممزق بنار فراق عهد قطعته على قلبي بعدم النسيان
جسد بلا روح قلب بلا دقات عقل رسمت مخيلته بحبيب
توارى تحت التراب عين لم تعد ترى من بعده إلا سواه
أنامل لاتخط إلا بإسمه وورقة لا ترسم إلا بملامحه
عين لا تهنأ بنوم إلا وصورته بين الجفون تنعم بدفئه .
ممدة على الفراش تتثأئب تلتفت للجهه الاخرى تحرك يدها تتلمس الفراش بيدها تنادي على النائم جوارها.
_ يحيى يحيى قوم الفجر بيأذن .
تنتفض جالسه بعد ملامسة يدها للفضاء تلملم شعرها للخلف تهبط من على الفراش تخطو تجاه الباب تضع يدها على فمها
وهي تتثائب تفتح الباب تخطو خارج الغرفة ترى إنارة المنزل مضاءة تنادي على زوجها.
_ أصبحنا وأصبح الملك لله، يحيى ليه ما صحتنيش لما صحيت، يحيى يا يحيى فينك، أنتي يا احلام عليكي مخ أكيد نزل يصلي الفجر بالجامع.
تتنهد بحزن وهي تمر من أمام غرفة زهور: ربنا يوقفلك ولاد الحلال يا زهروان بنت زياد وسلسبيل وحشاني يا زهور البيت من غيرك وحش أوي مش عارفة كنت هستحمل ازاي اعيش فيه من غيرك، الحمدلله ربنا رزقني بيحيى سند وحمى بعد السنين دي.
أنهت حديثها دلفت للمرحاض اغتسلت وتوضأت وخرجت أدت فرضها وجلست تصبح الله وتتلو بعض من القرآن الكريم مر وقت وهي جالسه حتى شقشق ضوء النهار معلنا عن بزوغ يوم جديد تقف من جلستها تنظر بساعة الحائط أمامها تشعر بنغزة بقلبها مر وقت ولم يعاود يحيى للمنزل
ظلت جالسه عينها على باب المنزل يتآكلها القلق تجوب المنزل ذهابا وايابا تقف خلف النافذة المطلة على الشارع تنظر عبرها على المارة تستمع لأصواتهم.
_ معقوله يكون راح السوق ولا راح يشق على أهله طيب مقالش ليه بس لا هو متفق معايا هنروح النهارده البيت الكبير مش عارفه قلبي بينغز عليا وحاسه بخنقه ياترى في ايه حصل، لا مش قادره اصبر اكتر من كدة اتصل على يحيى قلبي واكلني على زهور أوي يارب يسترها عليكي يا بنتي، خطت الى غرفتها لا تعلم لما هذا الثقل على قلبها
أمسك هاتفها بيد مرتجفه ضغطت على رقم يحيى بعد محاولات أتاها الرد بعد أن هوى قلبها من الخوف.
أحلام ببكاء وصوت متحشرج : الو الو يحيي يحيي .
يحيي بلهفه: الو احلام.
أحلام: يحيى إنت بخير طمني عليك .
يحيى: عيون يحيى إهدي يا نور عيني أنا بخير متقلقيش.
أحلام : صوتك ماله يحيى في حاجه حصلت صوتك مش عادته في ايه سبتني وسبت البيت ليه يا يحيى.
يحيى: إهدي يا أحلام أنا مسبتش البيت أنا في المستشفى.
أحلام مقاطعته: مستشفى ليه مالك تعبان في إيه ما تنطق يا يحيى مش قادره اتحمل.
يحيى : مفيش انا…
أحلام مقاطعته: قولي اسم المستشفى ايه.
يحيى : أحلام أنا شو.
أحلام ببكاء بصوت مختنق لا يكاد يسمع: الله يخليك قول اسم المستشفى ايه وفين معتش قادره اتحمل دماغي بتودي وتجيب ومش هرتاح الا لْمَ أشوفك قدامي.
يحيى بسعادة من كلام أحلام، أخبرها باسم المستشفى ينظر في الهاتف الذي إغلق بوجه بابتسامه يشكر الله على العوض الجميل بعد سنوات الصبر والشوق الطويل ظل جالس كما هو بعد أقل من نصف ساعة صدح هاتفه برنات متتالية يبتسم وهو يرى اسم المتصل يقف من جلسته و يخطو عدة
خطوات يقف أمام أحلام التي تقف تتلفت حولها وهي تستمع لصوت رنين الهاتف الذي تحفظه عن ظهر قلب فور رؤيته
أمامها اسرعت تجاهه ترتمي بأحضانه تبكي، يحيى بعالم آخر يشعر بأنه طائر فوق السحاب لا يصدق أن أحلام عشق عمرة التي عانى سنوات فراقها اليوم هي من ترتمي بأحضانه تمطره بكلمات الخوف والقلق عليه.
يحيى: انا لو قالولي انك خلاص هتموت ودى أخر لحظه بعمرك هقولهم موافق طالما بين ايدين أحلام وفي حضنها.
احلام بخوف اشتدت بضمه تتمسك بجلبابه من الخلف تكوره بيدها: بعد الشر عنك ربنا يديك طولت العمر يارب تخرج من بين أحضانه تبتسم له وهو يكشر وجهه تحدثه بصوت مازال يشوبه الاختناق من البكاء في ايه جيت المستشفى ليه
حصل حاجه للحج الكبير زهور حصله حاجه طمني الله يخليك.
يحيى قبض على يدها نظر الى عينيها الباكية رفع يده الاهري يجفف دمعاتها: إهدي مفيش حاجه تعالي نقعد وانا احكيلك كل حاجه مالك قلقانه كده ليه واديكي متلجه اوي
جلس يحيى وبجواره أحلام يحرك يده على يدها يدفئها
اهدي خالص لا أبويا ولا زهور حصلهم حاجه ده ماجد.
أحلام: ماجد.
يحيى: أيوه ماجد اسمعيني للاخر من غير ما تقاطعني وانتي هتفهمي كل حاجه .
تهز رأسها بالموافقة ويكمل يحيى حديثة: أنا مكنش جايلي نوم قمت لبست هدومي وقلت انزل القهوة شويه وسيبك نايمه ونص ساعه وارجع، نزلت وهناك السهرة أخذتني مع
أبويا ومعلمين السوق ووصلت أبويا البيت وانا راجع سمعت صوت في شقة ماجد وصريخ إلينا و ليقص لها كل ما حدث
حتى وصوله.
أحلام سحبت يدها من بين يديه هبت واقفة، تتحدث ببكاء زهور مش كويسة يا يحيي زهور هيحصلها ايه أكتر من اللي حصلها قولي إلينا فين هنا ولا في البيت.
يحيى: إهدي بس زهور بخير متقلقيش.
_ لا مش بخير أنا حاسة بكده مش بخير بسرعه قولي إلينا فين.
_ فوق قاعدة قدام العمليات.
أحلام بسرعه يا يحيى مفيش انا قلبي مش مطمن تهرول احلام بجوار يحيى حتى وصلوا مكان جلوس إلينا التي
تتحدث مع أحد الأطباء لتجذبها أحلام من رسغها تحدثها
بصوت متقطع من الشهقات.
_ إلينا زهور فين ومين الراجل اللي بعتي زهور ليه يا الينا انطقي.
إلينا: خالتي أحلام أنا أنا معرفش.
أحلام: انطقي متكدبيش فين زهور ومين الراجل ال سألك عن سلسبيل وعاوز ايه من زهور ومكانه فين، اقسم بالله لو كذبتي في كلمة واحدة ما يكفيني موتك، وريح أبوكي الراجل المحترم اللي طول عمره أخ وصاحب وجار هو امك مشفناش منهم العيبة منك من غير ما يغمض لي جفن انطقي من غير لف ولا دوران.
إلينا ببكاء قصت كل ما حدث من وقت معرفتها بأن زهور هي زهروان ابنة صاحب الفندق حتى وقفهم أمامها.
يقف بذهول يستمع لما يقال دون سابق إنذاررفع يده يصفع الواقفة أمامه تتحدث.
تصعق احلام مما رأت تلتف تنظر لمن فعل ذلك و ليحيى الذي انقض عليه.
أحلام تصرخ بي يحيى: يحيى سيبه ده
يحيى : انطقي من ده.
أحلام: دكتور أحمد.
أحمد غير عابئ بما يقولون يمسك يد إلينا يهزها وبصوت مرعب: انطقي فين زهور وعنوان الراجل ده إيه انطقي ال هطلع روحك في ايديا.
إلينا بخوف أخبرتهم العنوان ليتركها يحيى من يده ويهرول خلفه يحيى وأحلام غير عابئ بمناداة أحد الأطباء له يخرج من المستشفى يصعد سيارته ويقودها تجاه العنوان وخلفه أحلام ويحيى بعد أن صعدوا في سيارة أجرة.
ليصلوا خلف بعضهم للمكان التى أخبرتهم به الينا.
ــــــــــــــــــــــــــ
تقف من باب الغرفه تحاول فتحة ارتجفت يدها تلتفت للخلف تستند على الباب بذعر وهي تراه يقترب منها ينظر لها بخبث يفك أزرار قميصه ليكشف عن صدره تعاود الالتفاف تستنجد بأحد تدق على باب الغرفة تلتفت نصف التفاته تنظر بعينها تبتعد عن الباب فور رؤيتها لمن يحاول تطويقها من الخلف تسرع بالابتعاد عن الباب ليهوى هو عليه ويتأوه من الألم
بعد أن ضربت رأسه ويده بالباب.، يلتف لها بسرعه يحدثها بغل شديد.
_ ههههه فرسة فرسة بصي يا قمر لو فكره بعمايلك دي هتفلتِ من بين إيديا يبقى بتحلمي عمايلك دي بتخليني أجنن عليكي أكتر واديكي شايفه الباب مقفول من برة وعماد ومشي البيت فاضي علينا والعمارة هو مفهاش صريخ ابن يومين فخلينا كده حلوين مع بعض وبلاش فرهده.
تجوب بعينها الغرفة تبحث عن أي شئ تحتمي به تبتسم بداخلها فور رؤيتها لحقيبتها نظرت بطرف عينها عليه وهو يتقدم تجاهها بخبث لتنحني تلتقط حقيبتها بخفه ، ينقض عليها من الخلف لتلتف بكل قوتها وتضربه بحقيبتها ليسقط على الاريكة متأوها يضع يده على جبهته يصرخ من الألم تجحظ عيناه وهو يرى تلك الدماء التي تسيل على وجهه، يصرخ بها يسبها ويقسم بأن يجعلها تبكي من الألم على فعلتها.
_ لو فاكرة بعملتك دي توقفيني يبقى بتحلمي يا بنت الأحدب
لو كنت عاوزك قيراط دلوقتي مصمم أربعة وعشرين، شايفه الدم اللي بينزل من راسي ده هخلي كل حته في جسمك تنزله.
_ تقف متسمرة مكانها ترى الدم المتدفق بخوف كلما إقترب منها ترجع خطوة للخلف ظلت تتحرك حتى التصقت بباب الغرفة لتغمض عينيها وتتشبث بحقيبتها وسط ضحكاته التي يتردد صداها بالمكان فجأة صرخت وكادت تسقط أرضا بعد فتح باب الغرفة من الخارج لولا يد أحدهم
استندت عليها.
ـــــــــــــــــــ
يخرج من المصعد عينه تجوب يمين ويسار يبحث عن رقم الشقة خطي تجاهها فور وقوع عينه عليها وقف لحظات يشعر بريبة فور رؤيته لباب الشقه مفتوح على مصراعية
وقف مترددا حسم أمره ودخل ليقف متسمرا ينظر للمدد على الأرض إحدى الغرف قريب من بابها و الدماء تحاوطه
يلتفت للخلف فور شعوره بحركة خارج الشقة يسرع في رؤية ما هناك لعله من فعل تلك الفعلة خرج ينظر ماذا هناك يلتف يمين ويسار صعد درجات الدرج لم يجد شئ ليسمع صوت صرخة أحدهم يهبط الدرج فور تأكده من صاحب الصوت يسرع في هبوط الدرج ليقف أمام البناية يتلفت يمين ويسار يقف يلتقط أنفاسه يتلفت حوله وهو يستمع لصوت
بكاء يسرع تجاهه يصعق مما يرى.
يقطع المسافة في خطوتين ينظر جالسة على الرصيف بزعر وبكاؤها يقطع نياط القلب يجلس بجوارها يحدثها بصوت حنون فجاءة جحظت عيناه ودون أن يشعر رفع يده وهوى على وجنتها بصفعه مدويه ثم جذبها من يدها وأشار
لى عربة أجرة ودفعها تصعد بها وجلس بجوارها،صدره يعلو ويهبط أنفه تخرج منه أنفاسه كأنه ألهبة نيران في أوج اشتعالها يخبر السائق بمكان وجهته يشتد في مسك يدها
دون أن يتحدث مازال على هيئته لا يتحدث فقط ينظر بطرف عينه على الجالسة بجواره تبكي بشهيق، يجز على أنيابه بضيق يخرج هاتفه أجرى اتصال هاتفي واغلقه يخبر السائق بالاسراع ، بعد وقت توقفت العربة بالمكان ترجل من السيارة
يجذب الجالسة بجواره بعنف يخرج من جيب بنطاله ميدايه مفتاحه يفتح الاقفال بأحدهم يفتح الباب على مصراعيه وهو مازال يمسك براسغها يخط للداخل و ينطرها من يده يشير لها بيده ويحدثها بصوت أجش مختنق تنزل كلماته عليها كالصاعقة تنظر للمكان بذهول وهي ترى كم الأشجار والورود بالمكان تنزل على ركبتيها جاسية تبكي بقهر.
ـــــــــــــــــــ
يسرع بسيارته يطلق بوقها ليبتعد سائقي السيارات أمامه و يفسحوا الطريق أمامه حتى وصل العنوان الذي سمعه
يهبط من سيارتة يدلف البناية وقبل أن يضغط على زر المصعد التفت على صوت من يحدثه من الخلف.
_ دكتور أحمد استنانا احنا جاين معاك.
ـ يضغط على زر المصعد يشير لهم بالدخول ويدلف خلفهم يضغط على زر الصعود ورقم الطابق دون أن يتحدث بصف كلمة فقط عينه على لوحة التحكم بالمصعد لا تحيد عنها حتى توقف بالطابق المنشود.
يخرج اولا فور توقف المصعد يسرع بخطواته يبحث عن رقم الشقة التي أخبرته به إلينا: يسرع في دخول الشقة أولا
يرتد للخلف فور وقوع عينه على المدد على الأرض يلتف مع صرخات أحلام المتتاليه ومحاولة يحيى تهدئتها وهي تشير على حقيبة زهور الملقاة أرضا ينحني أحمد يلتقطها
وقبل أن يرفع حالة وجد من يمسك يده ويحدثه بأمر.
ــــــــــــــــــ
تسحبت من بينهم بعد تلقيها اتصال هاتفي خرجت من الباب الخلفي للقصر دون أن يراها أحدهم تقف أمام القصر تشير إلى عربة أجرة تخبره بالمكان الذي تريده تصعد العربة
وتجلس بالخلف تحدث نفسها بصوت واضح، يسألها السائق هل تحدثت وتهز رأسها وتخبره بلا.
_ ياترى حصل ايه عمو يطلب مني أقبله في المكان ده وليه صمم محدش يعرف ربنا يستر قلبي مش مطمن حاسة في حاجه وحاجه كبيرة كمان.
السائق: في حاجه يا استاذة بتكلمني.
غادير: لا بس ياريت تزيد السرعه شويه .
يومى السائق برأسه ويهمس لنفسه: ربنا يستر قرافة وبتكلم نفسها أنا كان مالي ومال المشوار ده بس ياربي، ربنا يعدي
المشوار ده على خير.
غدير لازالت على حالها تتسأل ماذا حدث، وما تلك الأصوات التي سمعتها أثناء حديث عمها لها، قلبها يدق بسرعه مع تخيلها لما قد يحدث تدعوا ربها بأن يخلف ما يحوب بعقلها، يتوقف السائق أمام المكان التي أخبرته به
ويخبرها، تنظر حولها تجده يقف بعيدا عدة أمتار عن المكان.
غادير: وقفت ليه هنا لسه موصلناش المكان.
السائق : يا أبلة الله لا يسيئك انزل اتمشي الشوية دول على رجليكي أنا مش هقدر أكمل لجوة.
غادير: ليه ان شآء الله انا قلتلك العنوان وحضرتك وفقت
يبقى تكمل الاتفاق ودخلني للمكان الا لو كنت مش عاوز حسابك
السائق: يعنى ايه بعد المسافة دي كلها غير تلبيشت جسمي، وانتي نزله كلام مع نفسك مش عاوزه تدفعي تمن المشوار.
غادير: هو كده عجبك ولا مش عجبك، هتكمل كان بها هتاخد حسابك تالت ومتلت مش هتكمل يبقى خلاص هنزل ومفيش ولا مليم.
السائق: أولا أنا ميهمنيش الفلوس بس هكمل مرؤه مني عشان متمشيش في الحر ده المسافة دي كلها وكمان ممكن حد كده ولا كده يطلع لك بس بلاش تكلمي نفسك الله يكرمك خليكي كده قمورة بنفسك لحد ما تنزلي.
تبتسم له على كلماته وتهز راسها بالموافقة تشير له على المكان الذي يمر منه وتنظر من النافذة حتى وصلت إلى مقصدها تخبره بالتوقف، تخرج من جزلانها مبلغ مالي وتعطيه له وتترجل من السيارة وهي تشكره تخطو باتجاه المكان تقف بعد دخولها تضع يدها علي فمها وهي ترى وتسمع عمها يقف ظهره لباب المكان يشير بيده تجاه قبر مكسو بالورود يتحدث بصوت وهن مقهور.
زايد: سلسبيل الا بتتهميها بأنها عديمة الأخلاق بأنها سبب ال حصلك بتلعني فيها وتسبيها سلسبيل آل أخر كلمة نطقت بها كانت اسمك سلسبيل اللي عمالة تلعنيها، لمجرد كذبة وانتي صدقتيها، سلسبيل ماتت من عشرين سنه زي النهاردة
ماتت مقدرتش تتحمل خبر موت أبوكِ.
يقترب منها ينزل ببطء يجس على ركبتيه يتلمس الاسم المنحوت.
عارفة يعني ايه
الانسان اللي بتحبه وبتعشقه يموت، العالم يقف عند اللحظة دي حياتك كلها بتقف معاه عقلك مش بيتذكر غير اللحظه دي كل ذكرياتك معه هي آل عايش بيها، وصيته هي آل عايش عشان تنفذها ليه، عارفة يعني ايه تكوني عايشة وميته بنفس الوقت عارفة يعني ايه بتتقطع جواك مليون حته وانت بتفتكر اول مقابلة واول دقة قلب اول كلمة ونظرة عنيه وابتسامته الجميلة ال تخليك تبتسم كل ما تفتكرها،
لما كل ده يروح من قدامك ويروح لغيرك وترضي بقضاءك وتحاول تعيش فجاءة الامل يتجدد قدامك وترسم بخيالك قصور الرمل وتجي موجه عالية تمحي ال بنيته، عارفه معني انك تدفن كل ده تحت التراب بإيدك وتعيش ميت
بعد كل ده بكل وقاحه جاية تقولي عليها قدامي انها.
يكور يده يجز على اسنانه يكاد يطحنهم من شدة الضغط عليها يتكلم بصوت مكتوم من بين شفتاه.
مش قادر انطقها سلسبيل أهي قدامك أهي العنيها زي ما كنتي من شوية نزله لعن وتقسمي بكرهك ليها.
ــــــــــــــــ
تزحف على ركبتيها ترتمي على قبر والدتها تضمه بيدها تبكي وهي تقبله دموعها تنزل كشلال لا يتوقف تتحدث بصوت يكاد يسمع.
من يوم ما وعيت على الدنيا وأنا بلعن فيكي، عشرين سنة وانا بتنادي بإسمك كانك عار ووصمة لازقة بيا كل يوم احط راسي على المخده وانا بدعي عليكي كل يوم بتهمك بانك سبب عذابي وقهرى كل يوم بلعنك ألف لعنه ولعنه، مفيش مرة جه في بالي انك تكوني ميته ومدفونه تحت التراب،
كنت بتهمك بالطمع بتهمك بتهمه غير ال قبلها ، كل تعبي ووجعي اتهمك انك السبب فيهم، سامحت زياد ونفذت وصيته وحقدت عليكي وانا بقراء مذكرات وكل كلمة حب قالها ليكي، كنت بحلم باليوم ال هشوفك وتاخديني بحضنك دلوقتي، أنا بحضن قبرك بدل حضنك، عشرين سنه والكل بيتهمك بأقذر الاتهامات وانتي هنا مدفونه تحت التراب
اااه يا أمي ااه يا امي.
ترفع رأسها تنظر للجالس أمام القبر يسند على حافة القبر
يبكي وشهقاته تتردد بالمكان.
احكلي عنها ماتت ازاي وعرفت مكانها ازاي ومين ال دفنها هنا ولية ناديت عليا باسمها اول ما شفتني قدام الفندق طالما كنت عارف بموتها.
يرفع رأسة ينظر لها نظرة طويلة يتحدث وهو يضع يده على قلبه ويسقط ارضا.
زهور بنت سلسبيل البارت الخامس والثمانين
قلبي ممزق بنار فراق عهد قطعته على قلبي بعدم النسيان
جسد بلا روح قلب بلا دقات عقل رسمت مخيلته بحبيب
توارى تحت التراب عين لم تعد ترى من بعده إلا سواه
أنامل لاتخط إلا بإسمه وورقة لا ترسم إلا بملامحه
عين لا تهنأ بنوم إلا وصورته بين الجفون تنعم بدفئه .
ممدة على الفراش تتثأئب تلتفت للجهه الاخرى تحرك يدها تتلمس الفراش بيدها تنادي على النائم جوارها.
_ يحيى يحيى قوم الفجر بيأذن .
تنتفض جالسه بعد ملامسة يدها للفضاء تلملم شعرها للخلف تهبط من على الفراش تخطو تجاه الباب تضع يدها على فمها
وهي تتثائب تفتح الباب تخطو خارج الغرفة ترى إنارة المنزل مضاءة تنادي على زوجها.
_ أصبحنا وأصبح الملك لله، يحيى ليه ما صحتنيش لما صحيت، يحيى يا يحيى فينك، أنتي يا احلام عليكي مخ أكيد نزل يصلي الفجر بالجامع.
تتنهد بحزن وهي تمر من أمام غرفة زهور: ربنا يوقفلك ولاد الحلال يا زهروان بنت زياد وسلسبيل وحشاني يا زهور البيت من غيرك وحش أوي مش عارفة كنت هستحمل ازاي اعيش فيه من غيرك، الحمدلله ربنا رزقني بيحيى سند وحمى بعد السنين دي.
أنهت حديثها دلفت للمرحاض اغتسلت وتوضأت وخرجت أدت فرضها وجلست تصبح الله وتتلو بعض من القرآن الكريم مر وقت وهي جالسه حتى شقشق ضوء النهار معلنا عن بزوغ يوم جديد تقف من جلستها تنظر بساعة الحائط أمامها تشعر بنغزة بقلبها مر وقت ولم يعاود يحيى للمنزل
ظلت جالسه عينها على باب المنزل يتآكلها القلق تجوب المنزل ذهابا وايابا تقف خلف النافذة المطلة على الشارع تنظر عبرها على المارة تستمع لأصواتهم.
_ معقوله يكون راح السوق ولا راح يشق على أهله طيب مقالش ليه بس لا هو متفق معايا هنروح النهارده البيت الكبير مش عارفه قلبي بينغز عليا وحاسه بخنقه ياترى في ايه حصل، لا مش قادره اصبر اكتر من كدة اتصل على يحيى قلبي واكلني على زهور أوي يارب يسترها عليكي يا بنتي، خطت الى غرفتها لا تعلم لما هذا الثقل على قلبها
أمسك هاتفها بيد مرتجفه ضغطت على رقم يحيى بعد محاولات أتاها الرد بعد أن هوى قلبها من الخوف.
أحلام ببكاء وصوت متحشرج : الو الو يحيي يحيي .
يحيي بلهفه: الو احلام.
أحلام: يحيى إنت بخير طمني عليك .
يحيى: عيون يحيى إهدي يا نور عيني أنا بخير متقلقيش.
أحلام : صوتك ماله يحيى في حاجه حصلت صوتك مش عادته في ايه سبتني وسبت البيت ليه يا يحيى.
يحيى: إهدي يا أحلام أنا مسبتش البيت أنا في المستشفى.
أحلام مقاطعته: مستشفى ليه مالك تعبان في إيه ما تنطق يا يحيى مش قادره اتحمل.
يحيى : مفيش انا…
أحلام مقاطعته: قولي اسم المستشفى ايه.
يحيى : أحلام أنا شو.
أحلام ببكاء بصوت مختنق لا يكاد يسمع: الله يخليك قول اسم المستشفى ايه وفين معتش قادره اتحمل دماغي بتودي وتجيب ومش هرتاح الا لْمَ أشوفك قدامي.
يحيى بسعادة من كلام أحلام، أخبرها باسم المستشفى ينظر في الهاتف الذي إغلق بوجه بابتسامه يشكر الله على العوض الجميل بعد سنوات الصبر والشوق الطويل ظل جالس كما هو بعد أقل من نصف ساعة صدح هاتفه برنات متتالية يبتسم وهو يرى اسم المتصل يقف من جلسته و يخطو عدة
خطوات يقف أمام أحلام التي تقف تتلفت حولها وهي تستمع لصوت رنين الهاتف الذي تحفظه عن ظهر قلب فور رؤيته
أمامها اسرعت تجاهه ترتمي بأحضانه تبكي، يحيى بعالم آخر يشعر بأنه طائر فوق السحاب لا يصدق أن أحلام عشق عمرة التي عانى سنوات فراقها اليوم هي من ترتمي بأحضانه تمطره بكلمات الخوف والقلق عليه.
يحيى: انا لو قالولي انك خلاص هتموت ودى أخر لحظه بعمرك هقولهم موافق طالما بين ايدين أحلام وفي حضنها.
احلام بخوف اشتدت بضمه تتمسك بجلبابه من الخلف تكوره بيدها: بعد الشر عنك ربنا يديك طولت العمر يارب تخرج من بين أحضانه تبتسم له وهو يكشر وجهه تحدثه بصوت مازال يشوبه الاختناق من البكاء في ايه جيت المستشفى ليه
حصل حاجه للحج الكبير زهور حصله حاجه طمني الله يخليك.
يحيى قبض على يدها نظر الى عينيها الباكية رفع يده الاهري يجفف دمعاتها: إهدي مفيش حاجه تعالي نقعد وانا احكيلك كل حاجه مالك قلقانه كده ليه واديكي متلجه اوي
جلس يحيى وبجواره أحلام يحرك يده على يدها يدفئها
اهدي خالص لا أبويا ولا زهور حصلهم حاجه ده ماجد.
أحلام: ماجد.
يحيى: أيوه ماجد اسمعيني للاخر من غير ما تقاطعني وانتي هتفهمي كل حاجه .
تهز رأسها بالموافقة ويكمل يحيى حديثة: أنا مكنش جايلي نوم قمت لبست هدومي وقلت انزل القهوة شويه وسيبك نايمه ونص ساعه وارجع، نزلت وهناك السهرة أخذتني مع
أبويا ومعلمين السوق ووصلت أبويا البيت وانا راجع سمعت صوت في شقة ماجد وصريخ إلينا و ليقص لها كل ما حدث
حتى وصوله.
أحلام سحبت يدها من بين يديه هبت واقفة، تتحدث ببكاء زهور مش كويسة يا يحيي زهور هيحصلها ايه أكتر من اللي حصلها قولي إلينا فين هنا ولا في البيت.
يحيى: إهدي بس زهور بخير متقلقيش.
_ لا مش بخير أنا حاسة بكده مش بخير بسرعه قولي إلينا فين.
_ فوق قاعدة قدام العمليات.
أحلام بسرعه يا يحيى مفيش انا قلبي مش مطمن تهرول احلام بجوار يحيى حتى وصلوا مكان جلوس إلينا التي
تتحدث مع أحد الأطباء لتجذبها أحلام من رسغها تحدثها
بصوت متقطع من الشهقات.
_ إلينا زهور فين ومين الراجل اللي بعتي زهور ليه يا الينا انطقي.
إلينا: خالتي أحلام أنا أنا معرفش.
أحلام: انطقي متكدبيش فين زهور ومين الراجل ال سألك عن سلسبيل وعاوز ايه من زهور ومكانه فين، اقسم بالله لو كذبتي في كلمة واحدة ما يكفيني موتك، وريح أبوكي الراجل المحترم اللي طول عمره أخ وصاحب وجار هو امك مشفناش منهم العيبة منك من غير ما يغمض لي جفن انطقي من غير لف ولا دوران.
إلينا ببكاء قصت كل ما حدث من وقت معرفتها بأن زهور هي زهروان ابنة صاحب الفندق حتى وقفهم أمامها.
يقف بذهول يستمع لما يقال دون سابق إنذاررفع يده يصفع الواقفة أمامه تتحدث.
تصعق احلام مما رأت تلتف تنظر لمن فعل ذلك و ليحيى الذي انقض عليه.
أحلام تصرخ بي يحيى: يحيى سيبه ده
يحيى : انطقي من ده.
أحلام: دكتور أحمد.
أحمد غير عابئ بما يقولون يمسك يد إلينا يهزها وبصوت مرعب: انطقي فين زهور وعنوان الراجل ده إيه انطقي ال هطلع روحك في ايديا.
إلينا بخوف أخبرتهم العنوان ليتركها يحيى من يده ويهرول خلفه يحيى وأحلام غير عابئ بمناداة أحد الأطباء له يخرج من المستشفى يصعد سيارته ويقودها تجاه العنوان وخلفه أحلام ويحيى بعد أن صعدوا في سيارة أجرة.
ليصلوا خلف بعضهم للمكان التى أخبرتهم به الينا.
ــــــــــــــــــــــــــ
تقف من باب الغرفه تحاول فتحة ارتجفت يدها تلتفت للخلف تستند على الباب بذعر وهي تراه يقترب منها ينظر لها بخبث يفك أزرار قميصه ليكشف عن صدره تعاود الالتفاف تستنجد بأحد تدق على باب الغرفة تلتفت نصف التفاته تنظر بعينها تبتعد عن الباب فور رؤيتها لمن يحاول تطويقها من الخلف تسرع بالابتعاد عن الباب ليهوى هو عليه ويتأوه من الألم
بعد أن ضربت رأسه ويده بالباب.، يلتف لها بسرعه يحدثها بغل شديد.
_ ههههه فرسة فرسة بصي يا قمر لو فكره بعمايلك دي هتفلتِ من بين إيديا يبقى بتحلمي عمايلك دي بتخليني أجنن عليكي أكتر واديكي شايفه الباب مقفول من برة وعماد ومشي البيت فاضي علينا والعمارة هو مفهاش صريخ ابن يومين فخلينا كده حلوين مع بعض وبلاش فرهده.
تجوب بعينها الغرفة تبحث عن أي شئ تحتمي به تبتسم بداخلها فور رؤيتها لحقيبتها نظرت بطرف عينها عليه وهو يتقدم تجاهها بخبث لتنحني تلتقط حقيبتها بخفه ، ينقض عليها من الخلف لتلتف بكل قوتها وتضربه بحقيبتها ليسقط على الاريكة متأوها يضع يده على جبهته يصرخ من الألم تجحظ عيناه وهو يرى تلك الدماء التي تسيل على وجهه، يصرخ بها يسبها ويقسم بأن يجعلها تبكي من الألم على فعلتها.
_ لو فاكرة بعملتك دي توقفيني يبقى بتحلمي يا بنت الأحدب
لو كنت عاوزك قيراط دلوقتي مصمم أربعة وعشرين، شايفه الدم اللي بينزل من راسي ده هخلي كل حته في جسمك تنزله.
_ تقف متسمرة مكانها ترى الدم المتدفق بخوف كلما إقترب منها ترجع خطوة للخلف ظلت تتحرك حتى التصقت بباب الغرفة لتغمض عينيها وتتشبث بحقيبتها وسط ضحكاته التي يتردد صداها بالمكان فجأة صرخت وكادت تسقط أرضا بعد فتح باب الغرفة من الخارج لولا يد أحدهم
استندت عليها.
ـــــــــــــــــــ
يخرج من المصعد عينه تجوب يمين ويسار يبحث عن رقم الشقة خطي تجاهها فور وقوع عينه عليها وقف لحظات يشعر بريبة فور رؤيته لباب الشقه مفتوح على مصراعية
وقف مترددا حسم أمره ودخل ليقف متسمرا ينظر للمدد على الأرض إحدى الغرف قريب من بابها و الدماء تحاوطه
يلتفت للخلف فور شعوره بحركة خارج الشقة يسرع في رؤية ما هناك لعله من فعل تلك الفعلة خرج ينظر ماذا هناك يلتف يمين ويسار صعد درجات الدرج لم يجد شئ ليسمع صوت صرخة أحدهم يهبط الدرج فور تأكده من صاحب الصوت يسرع في هبوط الدرج ليقف أمام البناية يتلفت يمين ويسار يقف يلتقط أنفاسه يتلفت حوله وهو يستمع لصوت
بكاء يسرع تجاهه يصعق مما يرى.
يقطع المسافة في خطوتين ينظر جالسة على الرصيف بزعر وبكاؤها يقطع نياط القلب يجلس بجوارها يحدثها بصوت حنون فجاءة جحظت عيناه ودون أن يشعر رفع يده وهوى على وجنتها بصفعه مدويه ثم جذبها من يدها وأشار
لى عربة أجرة ودفعها تصعد بها وجلس بجوارها،صدره يعلو ويهبط أنفه تخرج منه أنفاسه كأنه ألهبة نيران في أوج اشتعالها يخبر السائق بمكان وجهته يشتد في مسك يدها
دون أن يتحدث مازال على هيئته لا يتحدث فقط ينظر بطرف عينه على الجالسة بجواره تبكي بشهيق، يجز على أنيابه بضيق يخرج هاتفه أجرى اتصال هاتفي واغلقه يخبر السائق بالاسراع ، بعد وقت توقفت العربة بالمكان ترجل من السيارة
يجذب الجالسة بجواره بعنف يخرج من جيب بنطاله ميدايه مفتاحه يفتح الاقفال بأحدهم يفتح الباب على مصراعيه وهو مازال يمسك براسغها يخط للداخل و ينطرها من يده يشير لها بيده ويحدثها بصوت أجش مختنق تنزل كلماته عليها كالصاعقة تنظر للمكان بذهول وهي ترى كم الأشجار والورود بالمكان تنزل على ركبتيها جاسية تبكي بقهر.
ـــــــــــــــــــ
يسرع بسيارته يطلق بوقها ليبتعد سائقي السيارات أمامه و يفسحوا الطريق أمامه حتى وصل العنوان الذي سمعه
يهبط من سيارتة يدلف البناية وقبل أن يضغط على زر المصعد التفت على صوت من يحدثه من الخلف.
_ دكتور أحمد استنانا احنا جاين معاك.
ـ يضغط على زر المصعد يشير لهم بالدخول ويدلف خلفهم يضغط على زر الصعود ورقم الطابق دون أن يتحدث بصف كلمة فقط عينه على لوحة التحكم بالمصعد لا تحيد عنها حتى توقف بالطابق المنشود.
يخرج اولا فور توقف المصعد يسرع بخطواته يبحث عن رقم الشقة التي أخبرته به إلينا: يسرع في دخول الشقة أولا
يرتد للخلف فور وقوع عينه على المدد على الأرض يلتف مع صرخات أحلام المتتاليه ومحاولة يحيى تهدئتها وهي تشير على حقيبة زهور الملقاة أرضا ينحني أحمد يلتقطها
وقبل أن يرفع حالة وجد من يمسك يده ويحدثه بأمر.
ــــــــــــــــــ
تسحبت من بينهم بعد تلقيها اتصال هاتفي خرجت من الباب الخلفي للقصر دون أن يراها أحدهم تقف أمام القصر تشير إلى عربة أجرة تخبره بالمكان الذي تريده تصعد العربة
وتجلس بالخلف تحدث نفسها بصوت واضح، يسألها السائق هل تحدثت وتهز رأسها وتخبره بلا.
_ ياترى حصل ايه عمو يطلب مني أقبله في المكان ده وليه صمم محدش يعرف ربنا يستر قلبي مش مطمن حاسة في حاجه وحاجه كبيرة كمان.
السائق: في حاجه يا استاذة بتكلمني.
غادير: لا بس ياريت تزيد السرعه شويه .
يومى السائق برأسه ويهمس لنفسه: ربنا يستر قرافة وبتكلم نفسها أنا كان مالي ومال المشوار ده بس ياربي، ربنا يعدي
المشوار ده على خير.
غدير لازالت على حالها تتسأل ماذا حدث، وما تلك الأصوات التي سمعتها أثناء حديث عمها لها، قلبها يدق بسرعه مع تخيلها لما قد يحدث تدعوا ربها بأن يخلف ما يحوب بعقلها، يتوقف السائق أمام المكان التي أخبرته به
ويخبرها، تنظر حولها تجده يقف بعيدا عدة أمتار عن المكان.
غادير: وقفت ليه هنا لسه موصلناش المكان.
السائق : يا أبلة الله لا يسيئك انزل اتمشي الشوية دول على رجليكي أنا مش هقدر أكمل لجوة.
غادير: ليه ان شآء الله انا قلتلك العنوان وحضرتك وفقت
يبقى تكمل الاتفاق ودخلني للمكان الا لو كنت مش عاوز حسابك
السائق: يعنى ايه بعد المسافة دي كلها غير تلبيشت جسمي، وانتي نزله كلام مع نفسك مش عاوزه تدفعي تمن المشوار.
غادير: هو كده عجبك ولا مش عجبك، هتكمل كان بها هتاخد حسابك تالت ومتلت مش هتكمل يبقى خلاص هنزل ومفيش ولا مليم.
السائق: أولا أنا ميهمنيش الفلوس بس هكمل مرؤه مني عشان متمشيش في الحر ده المسافة دي كلها وكمان ممكن حد كده ولا كده يطلع لك بس بلاش تكلمي نفسك الله يكرمك خليكي كده قمورة بنفسك لحد ما تنزلي.
تبتسم له على كلماته وتهز راسها بالموافقة تشير له على المكان الذي يمر منه وتنظر من النافذة حتى وصلت إلى مقصدها تخبره بالتوقف، تخرج من جزلانها مبلغ مالي وتعطيه له وتترجل من السيارة وهي تشكره تخطو باتجاه المكان تقف بعد دخولها تضع يدها علي فمها وهي ترى وتسمع عمها يقف ظهره لباب المكان يشير بيده تجاه قبر مكسو بالورود يتحدث بصوت وهن مقهور.
زايد: سلسبيل الا بتتهميها بأنها عديمة الأخلاق بأنها سبب ال حصلك بتلعني فيها وتسبيها سلسبيل آل أخر كلمة نطقت بها كانت اسمك سلسبيل اللي عمالة تلعنيها، لمجرد كذبة وانتي صدقتيها، سلسبيل ماتت من عشرين سنه زي النهاردة
ماتت مقدرتش تتحمل خبر موت أبوكِ.
يقترب منها ينزل ببطء يجس على ركبتيه يتلمس الاسم المنحوت.
عارفة يعني ايه
الانسان اللي بتحبه وبتعشقه يموت، العالم يقف عند اللحظة دي حياتك كلها بتقف معاه عقلك مش بيتذكر غير اللحظه دي كل ذكرياتك معه هي آل عايش بيها، وصيته هي آل عايش عشان تنفذها ليه، عارفة يعني ايه تكوني عايشة وميته بنفس الوقت عارفة يعني ايه بتتقطع جواك مليون حته وانت بتفتكر اول مقابلة واول دقة قلب اول كلمة ونظرة عنيه وابتسامته الجميلة ال تخليك تبتسم كل ما تفتكرها،
لما كل ده يروح من قدامك ويروح لغيرك وترضي بقضاءك وتحاول تعيش فجاءة الامل يتجدد قدامك وترسم بخيالك قصور الرمل وتجي موجه عالية تمحي ال بنيته، عارفه معني انك تدفن كل ده تحت التراب بإيدك وتعيش ميت
بعد كل ده بكل وقاحه جاية تقولي عليها قدامي انها.
يكور يده يجز على اسنانه يكاد يطحنهم من شدة الضغط عليها يتكلم بصوت مكتوم من بين شفتاه.
مش قادر انطقها سلسبيل أهي قدامك أهي العنيها زي ما كنتي من شوية نزله لعن وتقسمي بكرهك ليها.
ــــــــــــــــ
تزحف على ركبتيها ترتمي على قبر والدتها تضمه بيدها تبكي وهي تقبله دموعها تنزل كشلال لا يتوقف تتحدث بصوت يكاد يسمع.
من يوم ما وعيت على الدنيا وأنا بلعن فيكي، عشرين سنة وانا بتنادي بإسمك كانك عار ووصمة لازقة بيا كل يوم احط راسي على المخده وانا بدعي عليكي كل يوم بتهمك بانك سبب عذابي وقهرى كل يوم بلعنك ألف لعنه ولعنه، مفيش مرة جه في بالي انك تكوني ميته ومدفونه تحت التراب،
كنت بتهمك بالطمع بتهمك بتهمه غير ال قبلها ، كل تعبي ووجعي اتهمك انك السبب فيهم، سامحت زياد ونفذت وصيته وحقدت عليكي وانا بقراء مذكرات وكل كلمة حب قالها ليكي، كنت بحلم باليوم ال هشوفك وتاخديني بحضنك دلوقتي، أنا بحضن قبرك بدل حضنك، عشرين سنه والكل بيتهمك بأقذر الاتهامات وانتي هنا مدفونه تحت التراب
اااه يا أمي ااه يا امي.
ترفع رأسها تنظر للجالس أمام القبر يسند على حافة القبر
يبكي وشهقاته تتردد بالمكان.
احكلي عنها ماتت ازاي وعرفت مكانها ازاي ومين ال دفنها هنا ولية ناديت عليا باسمها اول ما شفتني قدام الفندق طالما كنت عارف بموتها.
يرفع رأسة ينظر لها نظرة طويلة يتحدث وهو يضع يده على قلبه ويسقط ارضا