
عبدالله: عندى لك خبر بمليون جنيه
ياسمين بفرحه: أكيد عرفت مكان أمى وأخواتى صح.
فتختفى إبتسامة عبدالله للحظه: للأسف لا .
لكن الابتسامه تعود وهو يقول بحماس ،: خلاص يا ياسمين هتخرجى من السجن.
فتنظر له بدهشة واضحة وتقول: إزاي مستحيل أنا محكوم عليا بعشر سنين لسه كتير قوى.
فيجيبها بابتسامة: أصدر الوزير العفو عن ألف مسجون بمناسبة الاحتفالات بعيد التحرير بشرط حسن السير والسلوك وأن يكون قضى ثلاثة أرباع مدة الحبس.
فتفكر قليلا وهي تحسب ثم تقول: أنا هنا من خمس سنين لسه كتير على سبع سنين ونص مدة ثلاث أرباع مدة الحبس.
فيجيب عليها شارحا: يا ياسمين السنه في السجن ٩ شهور مش ١٢ مدت العشر سنوات تسعين شهر مش مائه وعشرين شهر ولو حسبنا ثلاث أرباع التسعين حوالى ستة وستين شهر يعنى حوالى خمس سنوات ونصف تقريبا وأنت إتحبستى خمس سنوات هنا وحوالى سبع أشهر في الحبس الاحتياطي وتم دمج المدتين فأصبحت حوالي......
فتقول مقاطعة: مش فاهمه أي حاجه.
فيضحك عبدالله: مش مهم المهم إنى إتأكدت إن اسمك ضمن المسجونات الحاصلين على العفو وبمجرد الانتهاء من الإجراءات ستخرجين.يعنى بعد عشرة أيام أو خمسة عشر يوم.
كانت تستمع له وهي تبكي لكن هذه المرة كانت دموع مختلفة كانت دموع فرح وسعاده أخيرا هذا العذاب سينتهي.
★★★★★★★★★★★★★★★★★★★
فى العنبر الكل يحتفل بخبر الافراج عن ياسمين بالغناء والرقص وسلسة من التوصيات من المسجونات لياسمين
_ أوعى تنسينا يا ياسمين
_ زورينا دايما يا ياسمين
والبعض الآخر حملها رسائل إلى أهلهم ومنهن من طلب منها زياره أبنائهم أو أزوجهم.
وهناك من طلب منها زياره زوجها في سجن أخر وتعطيه رساله خاصه.
أما ياسمين فقد كانت تعد الكل بتلبية طلباتهم.لم يوقفها إلا نداء من سوكه لها.فعرفت ياسمين أن سوكه ستطلب منها معرفة أخبار أولادها.
لكن ما أن إقتربت من سوكه حتى تلفت كالعادة صفعة قوية جدا من سوكه ربما كانت أقوى صفعاتها وبعدها أخذت الرسائل والعناوين ومزقتهم جميعا ثم ترمى بالرسائل الممزقة في وجه ياسمين وقالت: يا مرة منك ليها كل واحدة عايزه تبعت رساله تبعتها عن
طريق إدارة السجن البت دى مش هتودى لحد حاجة وإللى عايزه تعارضنى تقوم تورينى وشها عشان يبقى أخر يوم في عمرها.فهمانى يا مره منك لها.
الكل صمت وخاف.
ثم وجهت كلامها لياسمين: إحنا مش أهلك وإنتى عمرك ما كنتى واحدة مننا.إنتى مجرد خدامه هنا أوعى تنسى ده.بس إنسينا أخرجى من هنا وإبعدى دورى على أمك وعيشى خدامه تحت رجليها ولو جالك واحد (بيمسح الجزم) إتجوزيه وبوسى إيديه كل يوم إنه إتستر على واحدة زيك رد سجون.سمعانى.
فتهز ياسمين رأسها بالايجاب.
فتكمل سوكه بتهديد: ولو عرفت بس إنك عتبتى باب قسم أو قضيتى يوم واحد في السجن تانى هجيبك وساعتها مش هرحمك فهمانى يا بت.
فتهز ياسمين رأسها بالايجاب.
فتتركها سوكه وتوجه حديثها للكل.: يالا إتخمدى منك لها ومش عاوزه أسمع حس أى وحده فيكوا.
وهكذا أنهت ياسمين أخر يوم في السجن كما بدأته مضروبة بوجه وارم وكدمه زرقاء على خدها.
❇️❇️❇️❇️❇️❇️❇️❇️❇️❇️❇️❇️❇️❇️
إقتربت إحدى المسجونات منها وقالت بهمس: أنا عارفة إنك لسه صاحية ليه عملتى معاها كده؟
أنا عارفة إنك بتحبيها ليه بتقسى عليها وتخليها تكرهك ؟
فاعتدلت سوكه ونظرت في عيون صاحبتها وقالت بصدق: مش عاوزاها تتعلق بنا لو ماعملت كدا كانت هتضيع إنت مش عارفه نوايا كل واحدة من المسجونات حولنا لو سبتها لهم كانوا ضيعوها من زمان.كنت بضربها وجعلتها خدامه هنا لكن كانت عينى عليها طول الوقت.دى طيبه وعلى نياتها ومش لها حد وبتوع المخدرات وبتوع الأداب يحبوا النوع ده سهل يورطوها وسهل ياخدوها فى سكنهم لكن طول ما هيا تبعى كانوا بيخافوا يقربوا منها.
فتكمل زميلتها: عشان كده طلبتى من مدير السجن إنها تستمر في عملها مع أولاد المسجونات عشان يقل إحتكاكها بيهم.
فترد سوكه:أنا حميتها هنا وأنتهى دورى خلاص لكن بره السجن هيا حره تحافظ على نفسها أو حتى تضيع.
فتسألها زميلتها: طيب ليه مش بتحكي ليها كل ده ليه سبتيها تكرهك ؟
فتستلقى سوكه على فراشها وتقول منهيه الحديث: ده إللي أنا عاوزاه تكره كل حاجه هنا عشان ما تفكرش ترجع تانى لا زايره ولا مسجونه.
بعد عشرين يوم من العذاب قضتهم ياسمين في حجز القسم التابع لها حتى تتم إجراءات الإفراج عنها لتخرج أخيرا من القسم مع رفيقها الذي لم يتركها.هو طبعا الأستاذ عبدالله المحامي بالتاكيد.
فى أحد الشقق الراقية في حى راقي وقفت شابه في التاسعة والعشرين من عمرها جميله جمال راقي بشعر وعيون بلون القهوة وبشره بيضاء رائعه.
كانت في المطبخ تحضر وجبة الغداء وعلى وجهها كل علامات الضيق والغضب فقد أخبرها زوجها العزيز بأنه سيحضر معه (ياسمينته) العزيزة لتناول الغداء في بيتها.
لا تعرف كيف يفكر زوجها؟!.
فهو لم يكتفي بزيارته لها كل شهر في السجن أو بالمال الذي يضعه لها في السجن ليزيد الأمر بدعوتها لتناول الطعام في بيتها.
تشعر بضيق شديد وبغضب أشد فمن أجل رد السجون إضطرت أن تغيب عن عملها كطبيبه في المستشفى.وإضطرت لتجهيز الطعام لها.
نعم تشعر بالغضب والقليل من الغيره فإسم ياسمين لم ينقطع من بيتها أبدا منذ أن خطبها عبدالله وقصته الاسطوريه عن لقائه بأم ياسمين وعن القضية الخاسرة التى كانت سبب شهرته وانتقاله من صف المحامين المجهولين إلى محامى معروف ومشهور.
لماذا ياسمين لماذا فأنا زوجته حبيبته أنا من يجب أن يقترن إسمى بإسمه في قصة كفاحه لا ياسمين.
كدت أموت عندما أراد أن يسمى طفلتى بياسمين ولم أرتاح إلا عندما تأكدت من تسميتها (هنا).
نعم عبدالله طيب وحنون وزوج رائع فى كل شىء إلا ما يخص ياسمين.
حتى عندما شكوت لأمى كانت فى صفى لكن بعد جلوسها مع عبدالله طلبت منى أن أتعايش مع زوجى وأتقبل وجود ياسمين في حياتنا فقصة ياسمين تتشابه مع قصه عبدالله.فبعد إنفصال والديه وزواج كل منهما وإنشغالهم عنه وجد نفسه وحيد منبوذ من أهله إضطر أن يعمل ليكسب لقمة عيشه وكان من السهل عليه أن يضيع لكنه حاول وإجتهد حتى تخرج من الجامعه لكنه عاش حياته وحيد لم يعرف معنى الأهل أو العائلة.مثل ياسمين فهى وحيده بلا أهل وبلا عائلة وهذا ما حرك داخله رغبة قوية في حمايتها..
تاخر الوقت وأذنت العشاء ولم يأتي عبدالله حتى الأن لقد برد الطعام ونامت هنا والقلق سيقتلنى.أتنمنى أن يأتى مع هذه الفتاة لتتناول الطعام ثم ترحل عن حياتنا إلى الأبد..
بعد لحظات سمعت صوت الباب يفتح ليدخل عبدالله وهو يرحب بياسمين ويقول بسعاده.
عبدالله: سلمى يا ساره على ياسمين.
( نظرة متفحصة شاملة من عين ساره إلى ياسمين من البداية جسدها نحيل وطويلة لكن جسمى أحلى من جسمها ثم شعر ذهبي طويل جدا مجموع كضفيرة طويلة تصل إلى خصرها لكن شعرى أحلى من شعرها.وجه بريئ خالى من أى مساحيق التجميل وملامح هادئه لا تتناسب مع فتاة قضت أكثر من خمس سنوات في السجن لكنى أيضا أجمل منها لكن عيونها وأه من عيونها الزرقاء فيها نظرة حزن عميقة مختلطة بخوف خليط مثالى يفجر داخل كل من يراها الرغبة الشديدة في الحماية.غلبتنى نظرة عيونها فقد أعطت عبدالله مالم أعطيه له .فقد عشت حياتي لى إستقلالى ولى كياني الخاص حتى عبدالله كنت له كند.
نبهها من سرحانها صوت عبدالله وهو بعرفها على ياسمين.: دى ساره مراتى يا ياسمين..
فاقتربت ياسمين بسعاده من ساره لتعانقها لكن وقفتها يد ساره التي سلمت على ياسمين ببرود وجفاء ولم تهتم لنظرة اللوم في عيون عبدالله.ويبدوا أن ياسمين كانت متعبة فلم تنتبه لأسلوب سارة لتقول بسعاده: الدكتورة سارة أجمل بكتير من الصورة وحتى بيتكم أجمل بكتير من وصفك يا أستاذ عبدالله.
( فتشعر سارة بغضب أشد لقد أراها صورتى وعرفها على بيتى فماذا تبقى أن يحكى لها خصوصياتى وأسراري)
لتنتبه لعبد الله وهو يحمل طفلته ذات العامين ويقدمها لياسمين.لتحملها ياسمين وتقبلها بعمق ولم تمنع دموعها من النزول لتتفاجئ بسارة تسحب هنا من أيدى ياسمين بعنف ولم تهتم بغضب عبدالله الذي سحبها لغرفتهم الخاصة تاركا ياسمين مع طفلته في الصاله.
عبدالله: ممكن أعرف إيه إللي بتعمليه ده يا سارة ؟
سارة: عملت إيه مش ناقص إلا رد السجون تمسك بنتى كمان مش كفاية جايبها من السجن على بيتى دا كتير أوي مش قادره أستحمله.
عبدالله: مش قادره تستحملى إيه إن ضيفتى تدخل بيتى وتتعشى دا صعب أوى عليكي لدرجة إنك تعامليها المعامله دى صعب عليكي أوى إنك ترحبى بيها مش عاوز أكتر من كدا.
سارة: أرحب بأى حد إلا دى مش خايف يا أستاذ يا محامى على سمعتك لما تعرف الناس إنك جايب رد السجون فى بيتك وسمعتى في المستشفى هيقول الناس عنى إيه ؟
عبدالله: كل إللي هامك كلام الناس ومين هيعرفهم غيرك ماأظنش ياسمين مكتوب على وشها مسجونه.
سارة: يهمنى طبعا كلام الناس ناسى إنك محامى وسمعتك بين الناس هيا راس مالك يا أستاذ يا محامى هيقولوا عنا إيه.
عبدالله بحزن: هيقولوا إننا بشر يا دكتوره يا إنسانه.ثم تركها وخرج من الغرفه ولحقته سارة ليجدوا ياسمين نائمة علي الكنبة و هي محتضنه هنا الصغيرة النائمه.ليقول عبدالله: حتى أكلك يا سارة ياسمين مش عاوزاه منك تصبحى على خير يا دكتورة ويا ريت تغطى ياسمين
فتلتفت إليه سارة وتقول يغضب: عاوزنى أنا أغطيها بإيدى.
فيرد عليها بضيق: وهل هتقبلى إنى أنا إللي أغطيها ويتركها ويدخل غرفته.
لتأخذ سارة وهي مضطرة تأخذ مخده لتريح رقبة ياسمين عليها وبطانية وتغطيها ثم تحمل بنتها وتدخل الغرفه فهى تعلم أن عبدالله غاضب بشدة لكنها معزورة فقد شعرت بغيره شديدة من ياسمين بسبب إهتمام عبدالله المبالغ فيها.وهكذا قضت ياسمين أول ليلة لها خارج السجن غريبه في بيت غريب.
فى اليوم التالى في الساعة الثانية ظهرا إستيقظت ياسمين مستغربه مكانها فعقلها غير مستوعب أنها أصبحت حره خارج السجن.. وبعد لحظات تجد الدكتورة سارة خارجة من غرفتها تحمل هنا الصغيرة فتقول ياسمين في خجل: أسفة يا دكتورة مش حسيت بنفسى ونمت.
فتقول الدكتورة سارة: حصل خير فيه فطور على السفرة إفطرى.
فتقول ياسمين في خجل: كتر خيرك بس أنا عاوزه أصلى فتشير لها الدكتورة عن مكان الحمام ثم تأتى بسجادة الصلاة وتفرشها فتخرج ياسمين من حقيبتها حجاب فترتديه على ملابسها وتبدأ في صلاة كل ما فاتها من فروض.ويدخل عبدالله فيرى ياسمين وقد أنهت صلاتها فيقول بلطف: حرما.فتبتسم وترد: جمعا إن شاء الله.
عبدالله: كويس إنك صحيتى يلا معايا.
فتقول سارة بسرعه: هتروحوا فين ؟ فيلتفت لها عبدالله فتقول مبررة ياسمين لسه ما فطرتش.
فيرد عبدالله: مش مهم يالا يا ياسمين.
فتقوم ياسمين من مكانها وتبتسم لسارة وتقول: كتر خيرك يا دكتورة وأسفه لو أزعجتك بأى شيئ عن إذنك.ليخرجا معا تاركين سارة تحترق من الغيظ.
فى السيارة تقول ياسمين: كتر خيرك يا أستاذ عبدالله سبنى في الحارة وجزاك الله كل خير.
فيقول عبدالله: مستحيل أسيبك هناك إنتى مسؤولة منى.
ياسمين: مش عاوزه أسبب لك أى مشاكل.
عبدالله: مافيش أي مشاكل إنتى واثقة فيا.
ياسمين: أكيد ربنا يعلم أد إيه
عبدالله: يبقى تسمعى كلامى.
ياسمين: إحنا هنروح فين
عبدالله: بيتك
ياسمين بدهشة.بيتى
فتدخل السيارة أحد الحارات الشعبيه وتقف أمام عماره قديمه لكنها بحالة جيدة جدا.لينزل عبدالله ويطلب منها النزول ويصعد معها للطابق الثاني ويخرج من جيبه مفتاح الشقة ويفتحها فتدخل ياسمين في شقه صغيره مؤسسة بأثاث بسيط لكنه جميل ونظيف عبارة عن غرفتين وصاله ومطبخ وحمام.
فتقول ياسمين: بيت مين دا يا أستاذ عبدالله
عبدالله: ده كان بيتى زمان وكمان كان مكتبى الاول من هنا بدأت حياتي من هنا وفي الغرفه دى كنت مع أمك بدرس أول قضية ليا فتلتفت ياسمين ناحية الغرفه بشوق لأمها وكأنها تراها.
فيكمل عبدالله: بعد ما ربنا فتح عليا رفضت أبيع الشقة دى
فتقول ياسمين: وأنا مستحيل أخد بيتك إن شاء الله هأبحث عن أى غرفة أعيش فيها أما شقتك فحرام عليا أخذها
فيقاطعها عبدالله: قلت لك قبل كدا إنتى مسؤولة منى وكنت عارف إنك ترفضى تعيشى في الشقة وتقولى كلامك الفارغ ده.ليخرج من جيبه عقد ويقدمه لها ويقول ده عقد إيجار الشقة بإسمك بقيمة مائتين جنيه في الشهر (الاحداث في عام ٢٠٠٧) كانت الحياة في مصر رخيصه) وفي العقد أنا حصلت على إيجار مدة خمس سنوات مقدما يعنى ده بيتك مدة خمس سنين ومش هقبل أي نقاش في الموضوع ده.وبعد الخمس سنوات هاخد منك إيجار ثم أخرج عدة نسخ من المفتاح وقال: دى كل النسخ الخاصة بالشقة حتى تتطمنى وحتى أنا مش هزورك إلا بعد ما أستئذن منك عشان أطمن عليكي أما بالنسبة للشغل فأنا هساعدك وهبحث معاكي عن عمل ملائم لك.تعالى ناكل معا عشان هموت من الجوع.
ليضع على الطاولة لفتين كبيرتين فيهما كباب وكفته مع السلطة الخضراء وسلطة الطحينه والخبز الساخن ليتناولا معا أول وجبة لهما معا من بعد أكثر من خمس سنوات كاملة من المعرفة.
بعد أن رحل عبدالله بدأت ياسمين تستكشف المكان.غرفة نوم جميله باللون البيج وأثاث باللون البني وستائر بنفس اللون ودولاب متوسط الحجم بنفس اللون بسيطة لكنها مرتبة ونظيفه ومريحة للعين والأعصاب وايضا غرفة المكتب التى تحولت لعرفة إستقبال يغلب عليها اللون الرمادي مع بعض اللوحات الفنية المعلقة على الحائط أما الصالة ففى منتصفها طاولة وأربع كراسى للطعام إنتبهت لوجود ظرف على الطاولة لما فتحته وجدت بداخله خمسمائة جنيه. وورقة مكتوب فيها: إذا إحتجتى أى شيئ فأنا في الخدمة وهذه هي أرقامى كلها.
فشكرت الله أنه أرسل لها عبدالله ليكون عوض لها عن فقدانها أهلها.
ثم تدخل المطبخ لتجد أن عبدالله قد ملأئه عن أخره بكل إحتياجاتها من أرز ومكرونه وسكر وشاى وقهوة وخضروات مثل البطاطس والبصل وفتحت الثلاجة لتجدها مليئه باللحم والدجاج والفاكهة والأجبان وعلب الحلوى.
لتقول مش عارفه إزاي أجازيك عن كل إللى بتعمله معايا يا أستاذ عبدالله.
فى أحد الشقق الراقية في حى راقي وقفت شابه في التاسعة والعشرين من عمرها جميله جمال راقي بشعر وعيون بلون القهوة وبشره بيضاء رائعه.
كانت في المطبخ تحضر وجبة الغداء وعلى وجهها كل علامات الضيق والغضب فقد أخبرها زوجها العزيز بأنه سيحضر معه (ياسمينته) العزيزة لتناول الغداء في بيتها.
لا تعرف كيف يفكر زوجها؟!.
فهو لم يكتفي بزيارته لها كل شهر في السجن أو بالمال الذي يضعه لها في السجن ليزيد الأمر بدعوتها لتناول الطعام في بيتها.
تشعر بضيق شديد وبغضب أشد فمن أجل رد السجون إضطرت أن تغيب عن عملها كطبيبه في المستشفى.وإضطرت لتجهيز الطعام لها.
نعم تشعر بالغضب والقليل من الغيره فإسم ياسمين لم ينقطع من بيتها أبدا منذ أن خطبها عبدالله وقصته الاسطوريه عن لقائه بأم ياسمين وعن القضية الخاسرة التى كانت سبب شهرته وانتقاله من صف المحامين المجهولين إلى محامى معروف ومشهور.
لماذا ياسمين لماذا فأنا زوجته حبيبته أنا من يجب أن يقترن إسمى بإسمه في قصة كفاحه لا ياسمين.
كدت أموت عندما أراد أن يسمى طفلتى بياسمين ولم أرتاح إلا عندما تأكدت من تسميتها (هنا).
نعم عبدالله طيب وحنون وزوج رائع فى كل شىء إلا ما يخص ياسمين.
حتى عندما شكوت لأمى كانت فى صفى لكن بعد جلوسها مع عبدالله طلبت منى أن أتعايش مع زوجى وأتقبل وجود ياسمين في حياتنا فقصة ياسمين تتشابه مع قصه عبدالله.فبعد إنفصال والديه وزواج كل منهما وإنشغالهم عنه وجد نفسه وحيد منبوذ من أهله إضطر أن يعمل ليكسب لقمة عيشه وكان من السهل عليه أن يضيع لكنه حاول وإجتهد حتى تخرج من الجامعه لكنه عاش حياته وحيد لم يعرف معنى الأهل أو العائلة.مثل ياسمين فهى وحيده بلا أهل وبلا عائلة وهذا ما حرك داخله رغبة قوية في حمايتها..
تاخر الوقت وأذنت العشاء ولم يأتي عبدالله حتى الأن لقد برد الطعام ونامت هنا والقلق سيقتلنى.أتنمنى أن يأتى مع هذه الفتاة لتتناول الطعام ثم ترحل عن حياتنا إلى الأبد..
بعد لحظات سمعت صوت الباب يفتح ليدخل عبدالله وهو يرحب بياسمين ويقول بسعاده.
عبدالله: سلمى يا ساره على ياسمين.
( نظرة متفحصة شاملة من عين ساره إلى ياسمين من البداية جسدها نحيل وطويلة لكن جسمى أحلى من جسمها ثم شعر ذهبي طويل جدا مجموع كضفيرة طويلة تصل إلى خصرها لكن شعرى أحلى من شعرها.وجه بريئ خالى من أى مساحيق التجميل وملامح هادئه لا تتناسب مع فتاة قضت أكثر من خمس سنوات في السجن لكنى أيضا أجمل منها لكن عيونها وأه من عيونها الزرقاء فيها نظرة حزن عميقة مختلطة بخوف خليط مثالى يفجر داخل كل من يراها الرغبة الشديدة في الحماية.غلبتنى نظرة عيونها فقد أعطت عبدالله مالم أعطيه له .فقد عشت حياتي لى إستقلالى ولى كياني الخاص حتى عبدالله كنت له كند.
نبهها من سرحانها صوت عبدالله وهو بعرفها على ياسمين.: دى ساره مراتى يا ياسمين..
فاقتربت ياسمين بسعاده من ساره لتعانقها لكن وقفتها يد ساره التي سلمت على ياسمين ببرود وجفاء ولم تهتم لنظرة اللوم في عيون عبدالله.ويبدوا أن ياسمين كانت متعبة فلم تنتبه لأسلوب سارة لتقول بسعاده: الدكتورة سارة أجمل بكتير من الصورة وحتى بيتكم أجمل بكتير من وصفك يا أستاذ عبدالله.
( فتشعر سارة بغضب أشد لقد أراها صورتى وعرفها على بيتى فماذا تبقى أن يحكى لها خصوصياتى وأسراري)
لتنتبه لعبد الله وهو يحمل طفلته ذات العامين ويقدمها لياسمين.لتحملها ياسمين وتقبلها بعمق ولم تمنع دموعها من النزول لتتفاجئ بسارة تسحب هنا من أيدى ياسمين بعنف ولم تهتم بغضب عبدالله الذي سحبها لغرفتهم الخاصة تاركا ياسمين مع طفلته في الصاله.
عبدالله: ممكن أعرف إيه إللي بتعمليه ده يا سارة ؟
سارة: عملت إيه مش ناقص إلا رد السجون تمسك بنتى كمان مش كفاية جايبها من السجن على بيتى دا كتير أوي مش قادره أستحمله.
عبدالله: مش قادره تستحملى إيه إن ضيفتى تدخل بيتى وتتعشى دا صعب أوى عليكي لدرجة إنك تعامليها المعامله دى صعب عليكي أوى إنك ترحبى بيها مش عاوز أكتر من كدا.
سارة: أرحب بأى حد إلا دى مش خايف يا أستاذ يا محامى على سمعتك لما تعرف الناس إنك جايب رد السجون فى بيتك وسمعتى في المستشفى هيقول الناس عنى إيه ؟
عبدالله: كل إللي هامك كلام الناس ومين هيعرفهم غيرك ماأظنش ياسمين مكتوب على وشها مسجونه.
سارة: يهمنى طبعا كلام الناس ناسى إنك محامى وسمعتك بين الناس هيا راس مالك يا أستاذ يا محامى هيقولوا عنا إيه.
عبدالله بحزن: هيقولوا إننا بشر يا دكتوره يا إنسانه.ثم تركها وخرج من الغرفه ولحقته سارة ليجدوا ياسمين نائمة علي الكنبة و هي محتضنه هنا الصغيرة النائمه.ليقول عبدالله: حتى أكلك يا سارة ياسمين مش عاوزاه منك تصبحى على خير يا دكتورة ويا ريت تغطى ياسمين
فتلتفت إليه سارة وتقول يغضب: عاوزنى أنا أغطيها بإيدى.
فيرد عليها بضيق: وهل هتقبلى إنى أنا إللي أغطيها ويتركها ويدخل غرفته.
لتأخذ سارة وهي مضطرة تأخذ مخده لتريح رقبة ياسمين عليها وبطانية وتغطيها ثم تحمل بنتها وتدخل الغرفه فهى تعلم أن عبدالله غاضب بشدة لكنها معزورة فقد شعرت بغيره شديدة من ياسمين بسبب إهتمام عبدالله المبالغ فيها.وهكذا قضت ياسمين أول ليلة لها خارج السجن غريبه في بيت غريب.
فى اليوم التالى في الساعة الثانية ظهرا إستيقظت ياسمين مستغربه مكانها فعقلها غير مستوعب أنها أصبحت حره خارج السجن.. وبعد لحظات تجد الدكتورة سارة خارجة من غرفتها تحمل هنا الصغيرة فتقول ياسمين في خجل: أسفة يا دكتورة مش حسيت بنفسى ونمت.
فتقول الدكتورة سارة: حصل خير فيه فطور على السفرة إفطرى.
فتقول ياسمين في خجل: كتر خيرك بس أنا عاوزه أصلى فتشير لها الدكتورة عن مكان الحمام ثم تأتى بسجادة الصلاة وتفرشها فتخرج ياسمين من حقيبتها حجاب فترتديه على ملابسها وتبدأ في صلاة كل ما فاتها من فروض.ويدخل عبدالله فيرى ياسمين وقد أنهت صلاتها فيقول بلطف: حرما.فتبتسم وترد: جمعا إن شاء الله.
عبدالله: كويس إنك صحيتى يلا معايا.
فتقول سارة بسرعه: هتروحوا فين ؟ فيلتفت لها عبدالله فتقول مبررة ياسمين لسه ما فطرتش.
فيرد عبدالله: مش مهم يالا يا ياسمين.
فتقوم ياسمين من مكانها وتبتسم لسارة وتقول: كتر خيرك يا دكتورة وأسفه لو أزعجتك بأى شيئ عن إذنك.ليخرجا معا تاركين سارة تحترق من الغيظ.
فى السيارة تقول ياسمين: كتر خيرك يا أستاذ عبدالله سبنى في الحارة وجزاك الله كل خير.
فيقول عبدالله: مستحيل أسيبك هناك إنتى مسؤولة منى.
ياسمين: مش عاوزه أسبب لك أى مشاكل.
عبدالله: مافيش أي مشاكل إنتى واثقة فيا.
ياسمين: أكيد ربنا يعلم أد إيه
عبدالله: يبقى تسمعى كلامى.
ياسمين: إحنا هنروح فين
عبدالله: بيتك
ياسمين بدهشة.بيتى
فتدخل السيارة أحد الحارات الشعبيه وتقف أمام عماره قديمه لكنها بحالة جيدة جدا.لينزل عبدالله ويطلب منها النزول ويصعد معها للطابق الثاني ويخرج من جيبه مفتاح الشقة ويفتحها فتدخل ياسمين في شقه صغيره مؤسسة بأثاث بسيط لكنه جميل ونظيف عبارة عن غرفتين وصاله ومطبخ وحمام.
فتقول ياسمين: بيت مين دا يا أستاذ عبدالله
عبدالله: ده كان بيتى زمان وكمان كان مكتبى الاول من هنا بدأت حياتي من هنا وفي الغرفه دى كنت مع أمك بدرس أول قضية ليا فتلتفت ياسمين ناحية الغرفه بشوق لأمها وكأنها تراها.
فيكمل عبدالله: بعد ما ربنا فتح عليا رفضت أبيع الشقة دى
فتقول ياسمين: وأنا مستحيل أخد بيتك إن شاء الله هأبحث عن أى غرفة أعيش فيها أما شقتك فحرام عليا أخذها
فيقاطعها عبدالله: قلت لك قبل كدا إنتى مسؤولة منى وكنت عارف إنك ترفضى تعيشى في الشقة وتقولى كلامك الفارغ ده.ليخرج من جيبه عقد ويقدمه لها ويقول ده عقد إيجار الشقة بإسمك بقيمة مائتين جنيه في الشهر (الاحداث في عام ٢٠٠٧) كانت الحياة في مصر رخيصه) وفي العقد أنا حصلت على إيجار مدة خمس سنوات مقدما يعنى ده بيتك مدة خمس سنين ومش هقبل أي نقاش في الموضوع ده.وبعد الخمس سنوات هاخد منك إيجار ثم أخرج عدة نسخ من المفتاح وقال: دى كل النسخ الخاصة بالشقة حتى تتطمنى وحتى أنا مش هزورك إلا بعد ما أستئذن منك عشان أطمن عليكي أما بالنسبة للشغل فأنا هساعدك وهبحث معاكي عن عمل ملائم لك.تعالى ناكل معا عشان هموت من الجوع.
ليضع على الطاولة لفتين كبيرتين فيهما كباب وكفته مع السلطة الخضراء وسلطة الطحينه والخبز الساخن ليتناولا معا أول وجبة لهما معا من بعد أكثر من خمس سنوات كاملة من المعرفة.
بعد أن رحل عبدالله بدأت ياسمين تستكشف المكان.غرفة نوم جميله باللون البيج وأثاث باللون البني وستائر بنفس اللون ودولاب متوسط الحجم بنفس اللون بسيطة لكنها مرتبة ونظيفه ومريحة للعين والأعصاب وايضا غرفة المكتب التى تحولت لعرفة إستقبال يغلب عليها اللون الرمادي مع بعض اللوحات الفنية المعلقة على الحائط أما الصالة ففى منتصفها طاولة وأربع كراسى للطعام إنتبهت لوجود ظرف على الطاولة لما فتحته وجدت بداخله خمسمائة جنيه. وورقة مكتوب فيها: إذا إحتجتى أى شيئ فأنا في الخدمة وهذه هي أرقامى كلها.
فشكرت الله أنه أرسل لها عبدالله ليكون عوض لها عن فقدانها أهلها.
ثم تدخل المطبخ لتجد أن عبدالله قد ملأئه عن أخره بكل إحتياجاتها من أرز ومكرونه وسكر وشاى وقهوة وخضروات مثل البطاطس والبصل وفتحت الثلاجة لتجدها مليئه باللحم والدجاج والفاكهة والأجبان وعلب الحلوى.
لتقول مش عارفه إزاي أجازيك عن كل إللى بتعمله معايا يا أستاذ عبدالله.
ماما يا ماما إستنى يا ماما.
مازالت ياسمين تجري بسرعه حتى وصلت إلى المرأة المرتدية عبائة سوداء وتحمل طفله صغيره ولكن حينما رأتها حتى إنهارت على الأرض تبكى بكاءا هستيريا دون توقف هذا هو حال ياسمين بعد خروجها من السجن تخرج يوميا تبحث عن أمها وإخوتها فى الحارات والشوارع المجاورة لحارتهم القديمة ولا تملك إلا الصورة القديمة لها ولأخوتها ولما فقدت الأمل فانتقلت بالبحث في الاماكن الأبعد وتسأل كل من يمر بجوارها ربما رأى أى أحد من أهلها ولكن ما أن ترى إمرأة تحمل طفلها حتى تتخيل أنها أمها فتجرى عليها بسعاده لتنكسر فرحتها بعد لحظات عندما ترى وجه هذه المرأة وتعلم أنها ليست أمها لتنهار في البكاء وتعود أخر اليوم إلى الشقة ضائعة حزينه مشتاقه قتلها الشوق لأهلها.زارها عبدالله مرتين.ودعاها لتناول الغداءمع زوجته مره.
################################
أشعر بسعادة غامرة فقد أخبرني الاستاذ عبدالله أنه وجد لى وظيفة جيدة وأننا سنذهب معا أول الاسبوع بدأت في تجهيز الأوراق المطلوبة وشهادة التخرج وشهادة الميلاد وصور شخصية لى وجلست أصلى وأدعو الله أن يوفقنى في هذا العمل وأن يساعدني في العثور على أمى وأخواتى ##########$####$$$#$############
أشعر بغضب شديد من سارة فبعد أن وجدت لياسمين عمل مناسب في مستوصف خاص لعمها وقبل ميعادنا بساعات يتصل بى عمها ليعتذر أعلم أنها من طلبت منه ألا يوظفها عنده وللأسف تشاجرت معها شجار عنيف وكادت أن تترك البيت عندما علمت أنها ستعمل عندي في المكتب فأصبحت في مأزق كبير لا هى ستعمل عندي ولا عند قريبها في المستوصف .
جلست ياسمين إلى جانبى وهي متحمسه وكل دقيقه تسالني عن الأوراق إن كانت كافية أم تحتاج إلى شيء أخر لا أعلم كيف سأخبرها.أن صاحب العمل اعتذر فأصعب شيء في الدنيا أن تعطي أحد الأمل ثم تسحبه منه فعلا صعب وقاتل.
أسير في الشوارع بلا أى هدف عقلي متوقف عن التفكير حتى أننى مررت بنفس الشارع خمس مرات حتى إنتبهت ياسمين فاضطررت أن أغير إتجاهى
إلى أن ظهر أمامى هذا المبنى الضخم الأنيق وكأن الله ألهمنى فتوقفت أمامه فأخذت ياسمين وتوجهنا إلى الاستقبال أسأل عن صاحب الشركه
وأدعوا الله في نفسى ألا يكون موجود حتى أعتذر لها بسبب غيابه وأعدها ان نعود مره أخرى أو أبحث لها عن عمل غيره لكنه كان موجود بل ووافق على مقابلتى فاضطررت أن أصعد بها إلى الطابق السادس واستقبلتنى السكرتيرة أمام المصعد حتى أدخلتنى هذا المكتب الفخم الأنيق.وأجده واقف يستقبلنى بابتسامة
: أخيرا الاستاذ عبدالله المحامي المشهور إتعطف وزارنى في مكتبى اكيد النهار يوم تاريخي.
عبدالله:إزيك يا أحمد عامل إيه واحشني والله.
أحمد: يا بكاش واحشك إيه دى أخر مرة شفتك كان من أكتر من خمس شهور وعدتني إنك هتزورنى وما شفتش وشك من يومها.
عبدالله: مشاغل والله لكن إنت على بالي وكل أخبارك عندي وفرحت جدا لأخر مشروع لك كانت القرية السياحية تجنن.
أحمد: الحمد لله يا عبد الله ما فيش حاجه سهله كل شيء بيجي بتعب ومجهود.
عبدالله: كان الله في العون. بصراحه يا احمد انا كنت عايزك في طلب ارجو انك تنفذه لي.
أحمد: اطلب يا عبد الله انا تحت امرك.
يا يتنحنح. عبد الله بخجل ثم يقول بصراحه انا عندي واحده تعتبر حاله انسانيه ومحتاجه.
فيقاطعه احمد ويقول :محتاجه مساعده.
عبد الله :لا طبعا انا عايز اشغلها عندك حتى لو ادفع لك مرتبها من جيبي كل شهر بس المهم انها تشتغل احمد بابتسامه وغمزه من عينيه ثم قال: واضح انها مهمه قوي . طيب ايه مؤهلاتها .
عبد الله :معهد خدمه اجتماعيه.
احمد: طيب ودي اشغلها عندي ايه؟
عبد الله :اي حاجه اي شغل.
فيضحك احمد بصوت عالي ويقول تهمك قوي صح.
عبد الله: ماتفهمنيش غلط يا احمد دي حاله انسانيه وبس .
فيصمت احمد قليلا ثم يقول :شوف يا عبد الله انا هشغلها عندي في الارشيف براتب 300 جنيه في الشهر.
فيقول عبد الله :بس ده راتب بسيط قوي.
فيقول احمد :شوف يا عبد الله انا اقدر اعين طالب حاصل على الدكتوراه في نفس الوظيفه ونفس الراتب وهيكون سعيد لأن بمجهوده واجتهاده يقدر يثبت ذاته ويترقى ويتضاعف راتبه وانا اديتها فرصه مجانيه انها تثبت نفسها اما تكون قد المسؤوليه او انها تقعد في بيتها وتنتظر الاحسان منك كل شهر والاختيار لها.
عبد الله الاعجاب: مش مصدق ان احمد بتاع البنات والسهرات هو اللي بيتكلم قدامي.
احمد :ما فيش حاجه بتيجي الساهل وانا اتعلمت ودفعت التمن تعليمي غالي قوي.
المهم قول للحاله الانسانيه انها تجيب اوراقها بكره عشان تستلم الشغل .
فيقول عبد الله: هي موجوده في مكتب السكرتيرة فيضحك احمد ويقول: واضح انك مستعجل قوي ثم يتحدث الى السكرتيره ويقول: خذي الانسه اللي عندك لمكتب شؤون العاملين واطلبي منهم يعينوها في الشركه في الارشيف بطلب خاص مني.
فتقول له سكرتيره :حاضر يا فندم.
لتاخذ ياسمين الى مكتب شؤون العاملين .اما احمد فيقول لعبد الله: طيب انا عايز مقابل اني شغلتها عندي.
فيقول عبد الله عايز فلوس.
ويقول احمد فلوس ايه يا شحاتين. انا جعان والمقابل انك تعزمني على الغداء.
فيقول عبد الله وانا كنت بحسبك عقلت اتاريك لسه مجنون احمد هو احمد حتى لو اصبح صاحب شركه على العموم انا جعان ويلا نتغدة سوا فيضحك احمد وياخذ عبد الله احمد ويتجهوا الى احد المطاعم لتناول الغداء.
ملحوظه هامه ( عبدالله وأحمد كانوا أصحاب في الماضى بدأت الصداقه بمشاجرة وعراك بينهما ثم تطور الأمر بصورة غريبة مره فمره حتى تحول الشجار بالأيدي إلى مجرد تبادل الشتائم حال معظم الشباب وبعد ليله قضوها في الحجز تم الصلح بينها وبعد فترة أصبحوا أصحاب ليعرف عبدالله أحمد وقت طيشه وتهوره ويعرف أحمد عبد الله وقت وحدته وفقره.)
من يصدق ان هذا هو احمد نفس الشاب المستهتر الذي كاد ان يضيع اموال والده وثروته وورط نفسه في جريمه قتل هو نفس الشاب الذي يتحدث عن العمل بكل جديه واهتمام فبعد ان هرب الى امريكا تاركا وراءه شركه تكاد تفلس وبيت مهجور منتظر ان تتصل به السكرتيره تخبره باستدعاء نيابه له او اتهامه في جريمه قتل او اي شيء يتعلق بالجريمه لكن ما حدث ان مره شهر ولم يتم استدعائه وعندما سال عارفه ان القضيه انتهت .فعلم ان هذه علامه من الله ان يعطيه فرصة تانيه فاستغلها وعاد إلى مصر ليبدا حياه جديده ويغير نفسه فأول شيء قاطع شلتة الصايعة ودخل مصحة للعلاج من الإدمان وبعدها تولى الشركة وعين قائمة من المستشارين العباقرة والذي تعلم منهم كل ما يخص العمل وبدأ بصفقات صغيرة ومشروعات محدودة ثم تدرج بمساعدة أموال أمه المخبأة أن يكبر في عمله ويقوم بمشروعات كبيرة أما أمنية هانم فاصرت أن تأخذ مقابل المال نسبة من الأسهم فرفعت نسبتها من الثمن إلى حوالي ٤٩٪ وتركت لأحمد رأسة الاداره لكنها بسطت نفوذها حتى أصبحت تتحكم في أعضاء مجلس الإدارة كما أن جواسيسها في كل مكان وتحكماتها في كل شؤون العمل خانق وتحكماتها القاتلة في كل قرارات أحمد هذا باختصار حال أحمد في الست سنوات الماضية كانت ياسمين حبيسة السجن أما أحمد فقد كان حبيس الكوابيس والأحلام المزعجة ليلا وتحكمات أمه نهاراً.
بدأت ياسمين العمل بالأرشيف في مكتب كبير به ثلاثة موظفين غيرها الحاج كامل رئيس المكتب ومدام سعاد وهما متخصصين في الأعمال الكتابية في المكتب أما الخاص بالتوثيق على الكمبيوتر فهو تخصص سلمى الموظفة الأصغر من ياسمين بعامين وهي مجنونه بأمرين أولهم الكمبيوتر والثاني أحمد بيه صاحب الشركه لا تترك فرصة أو مجال حتى تصعد الدور السادس دور العظماء كما تسميه ففيه مكتب أحمد بيه ومكاتب أعضاء مجلس الإدارة وايضا مكتب المرعبه والمقصود بها الٱنسه( هايدي )
رئيسه العلاقات العامة بالشركة.لذلك كان عمل ياسمين في كل أدوار ومكاتب الشركة ما عدا الدور السادس وهذا ما إرتاحت له
★###############*#######*#######
فى المكتب الكل يعرف عن الموظفة الجديدة التي تجتهد في عملها والتي تطيع الجميع ولا تقول لأحد لا أبداً لذلك فاستغلها الجميع في قضاء مشاويرهم بين المكاتب فمر شهر كامل لا تكاد ياسمين تجلس على مكتبها خمس دقائق.
_ يا ياسمين عاوزك تروحى مكتب الاستاذ عادل في الدور العاشر يمضي على الورقة دى.
( حاضر)
- وانت في طريقك عدى على الأستاذه هاله في الدور السابع طلبت منا عقد الشركة الفرنسية.
(حاضر )
- وانت نازله في الدور الثالث هاتى ملف العمال من الاستاذ محمد وصوريه.
(حاضر)
هذا حالها في العمل الكل يستغلها وهي على مبدأ واحد الطاعة لكل الأوامر والصمت وهو أمر اعتادت عليه في السجن فقليل ما تشاركهم في الحوار وإن كانت تحب الاستماع لهم فسلمى مرحة والكل اعتاد على جنونها بأحمد بيه وبذلة أحمد بيه وسيارة وعطر ووسامة أحمد بيه وكل أخبار أحمد بيه لكن الكل يحب مرحها وجنونها ومدام سعاد طيبة جدا وحنونه فهى كالأم للجميع وحتى الأستاذ كامل بالرغم من شدته وصرامته إلا أنه طيب القلب متفاهم.
##########################
مضى أكثر من شهرين في العمل وقد بدأت تندمج مع زملائها في المكتب وإن كانت لا تزال تقضي لهم أعمالهم واعتادت على زيارة الاستاذ عبدالله لها مره في الشهر يحمل فيها كل متطلبات المنزل من أرز ولحم وخضار وفاكهة وخلافه ودعوته لها في بيته مره كل فترة وقد بدأت الدكتورة سارة الاعتياد على وجود ياسمين في حياتها.
************★*★************
أما ياسمين لا يكاد يمر يوم دون أن تسير في الشوارع حامله صورة العائلة وتسأل عنهم. ولم تفقد الأمل أبداً وإن كانت قد إنهارت أكثر من مرة في الشارع.
##############################
سلمى: إيه إللي أخرك دا كله يا ياسمين ؟
ياسمين: مجرد ما مضى الاستاذ حسان على الطلب جيت
مدام سعاد: نص ساعة كاملة في طلب واحد.
ياسمين: إنتى عارفه ان إنه في الدور العاشر يعنى على ما طلعت ومضيت الطلب ونزلت العشر أدوار ف
تقاطعها سلمى: إنتى بتستخدمى السلم ليه يا مجنونة مش بتستخدمى الاسانسير.
ياسمين بخجل: أصلى مش بعرف .
سلمى: يا مجنونه ليه تعذبى نفسك طول الفتره إللي فاتت بتهلكى نفسك على السلم .
لا يعلمون أنها تخاف من المصعد لأنها لا تجيد استخدامه وتخاف أن تحبس بداخله.
سلمى: لو بتخافى من تشغيله اطلبى من أي واحد راكب معاكي يحددلك الطابق بسهولة لحد ما تتعودى عليه.
وبالفعل أخذت سلمى ياسمين معها وصعدت الدور الثاني عشر في دقائق كانت أنهت المهمة وهذا ما شجع ياسمين على استخدامه لأول مرة وحدها لذلك تجرأت عندما طلب منها إرسال ملفات لمدام رجاء في الدور الثاني عشر أن تضغط زر إستدعاء المصعد ليفتح وتركيب بسرعه وتقول للموجود معها: الدور ١٢ من فضلك.
لكنه نظر لها نظرة تفحصية من قدمها حتى رأسها دون أن يتحرك.
فقالت مره أخرى: الدور١٢ لو سمحت بسرعه أنا مش فاضيه.
فيرفع حاجبيه في دهشه ثم ضغط على الطابق ومازال يتفحص الفتاة الواقفة أمامه بملابسها البسيطة التي لا تتناسب مع الشركة الملتزمة بدرجة رفيعة من الأناقة والجمال ووجهها الخالى من مساحيق التجميل وشعرها المجموع في ضفيرة طويلة بسيطة.ثم قال:إنت تبع مؤسسة خيرية
فقالت: لا يافندم
فقال: عندك مصلحة هنا
فقالت: لأ أنآ موظفه هنا.
فأعاد النظرة التفحصية مرة أخرى وقال: غريبه أنا أول مرة أشوفك.
ياسمين: حضرتك من شؤون العاملين ؟
أحمد: شؤون العاملين إية إنت مش عارفه أنا مين ؟
ياسمين: لأ يافندم أنا أصلي لسه جديده هنا.
أحمد: جديده إنت هنا من إمتى ؟
ياسمين: تقريبامن ٣ شهور.
أحمد بدهشة وقد بدأ يعلوا صوته: مستحيل الشركة مانعة تعيين أي موظف لحين إنتهاء السنة المالية إزاي إنت هنا ؟ ياسمين بخوف: هو حضرتك من الشؤون القانونية في الشركه.أصلى اشتغلت هنا بصورة خاصة.
أحمد وقد زاد الغضب: إزاى يتم تعيينك بصفة خاصة بدون معرفتى.
ياسمين برعب: أنا إتعينت بامر مباشر من أحمد بيه صاحب الشركه.
هنا أحمد فقد أعصابه ومسكها من ملابسها: إنت بتخرفى بتقولي إيه أمر مباشر من مين.!؟
ياسمين: والله العظيم أنا مش بكذب أنا هنا بأمر مباشر من أحمد بيه.
وهنا فتح باب المصعد لتخرج ياسمين وهي مرتعبة ونادمة أنها ركبت المصعد فالسلم أرحم بكثير.
#############################
دخل المكتب وقد أخذ منه الغضب فقد كان يصرخ في كل من يقف أمامه فما يحدث أكيد مؤامرة هناك من يستغل اسمه ويوظف الناس بدون علمه وهو لن يرتاح حتى يعرف هذا المتأمر ويرسله للسجن هو وكل من ساعده فهذا ما تعلمه من عماد ألا يعطي أحد ثقته الكاملة .
استدعى السكرتيره فدخلت وهي ترجف من الخوف
أحمد: يا نڤين في أمر مهم وأنا عاوز أعرف كل حاجه عنه بسرعة.
نڤين بخوف: تحت أمرك يا أحمد بيه.
أحمد: عاوز اعرف أسماء كل من عينته الشركة هنا من ٣ شهور فاتت.
نڤين: إزاى يا أحمد بيه الشركة ملتزمة بقانون عدم تعيين أي موظف لحين إنتهاء السنة المالية
أحمد: إنت متأكدة
نڤين: اكيد
أحمد: عايزك تتأكدى من شؤون العاملين بسرعه
نڤين: تحت امرك النهار ده هيكون عندك الخبر النهائي.#########################
أما ياسمين فعادت ترتجف ولونها مخطوف ولما سألتها سلمى كالعادة لم تجد إيجابه لذلك رحمتها وأصرت على تركها اليوم بأى مصالح جديدة.
بعد ساعة دخلت نڤين مكتب أحمد بيه.:
أيوة يا نڤين فيه إيه.
نڤين: حضرتك ده جواب من البنك يخطرنا عن ميعاد القسط المستحق.
أحمد:o.kفيه شىء تانى.
نڤين: الباشمهندس مدحت إتصل من الموقع الجديد بيسأل عن دفعة الحديد.
أحمد: هسيف لك شيك بمبلغ مليون جنيه لمصنع الحديد وابعتيه مع مندوبنا فيه شيء تانى.
نڤين: بصراحه حاجه واحده.حضرتك سألت عن الموظفين الجدد.
إنتبه أحمد لها: فعلا يا فندم إلتزمنا بالنظام فلم يتم تعيين أي موظفين إلا حالة واحدة.
مين الحالة دى ومين إللي عينها.
نڤين: بصراحه حضرتك.
أحمد: أنا إزاي ؟
نڤين : حضرتك أمرت بصورة مباشرة بتعيين موظفه في الارشيف ولما درست ميعاد التعيين إكتشفت يومها زارنا الأستاذ عبدالله المحامي وا.....
فقاطعها أحمد: بس بس إفتكرت أخرجي إنت.
بعدما خرجت ابتسم أحمد وقال: الحالة الإنسانية..
بعد أسبوع
أثناء خروج أحمد من المبنى اصتدم بياسمين التي كانت في مكتب التصوير الخاص بالشركة لما رأته خافت وإحمر وجهها وقالت بخوف: والله العظيم أنا ما بكدبش على حضرتك.
أحمد بابتسامة: خلاص انت خايفه ليه خلاص أنا عرفت واتأكدت كمان.
ياسمين براحه: طيب الحمد لله أكيد حضرتك رئيس شؤون العاملين صح.
فيضحك أحمد بصوت عالي وقال بدهشة: إنت بجد مش عارفه أنا مين ؟
أجابت ببراءة: لا والله.
قال بثقة: أنا أحمد صا.....
ردت بسرعه وهي تتخطاه: وأنا ياسمين إتشرفت بمعرفتك.
لتتركه وترحل بدون أن تسمع باقي كلامه وهذا ما أثار دهشته ليضحك ويرحل.
################################
مضى شهرين مازالت ياسمين في عملها تقابلت مع أحمد أكثر من سبع مرات بالصدفة كل مرة ينتهي اللقاء بتعليق من أحمد وابتسامه من ياسمين والغريب أنها لم تعرف أنه صاحب الشركه وهذا طبيعي فهى لم تحتك بأى من أعضاء مجلس الإدارة أو رؤساء الشركة.
محتضنه الملفات بيديها ومتجه بسرعه ناحية المصعد لتصتدم به.
أحمد بمرح: نفسى أشوفك قاعدة في مكتبك مرة.
ياسمين: صباح الخير يا أستاذ أحمد أعمل إيه ده شغلى.
أحمد: شغل إيه إنتى عارفه إنهم بيستغلوكى
ياسمين: عارفه بس يعتبر نفسى بتعلم منهم.
أحمد: طيب يا تلميذه على فين المرة دى
ياسمين : الدور التاسع عند مدام رحاب.
أحمد: أظن دى علاقات عامه.
ياسمين: الوفد الروسي هيبدأ زيارته للقاهرة وهيا منسقة برنامج سياحي لهم.
( ثم تقول وهي سرحانة) تعرف يا بخت الوفد الروسي.
أحمد: لية؟
هيزوروا الاهرامات وأبو الهول.
أحمد بدهشة: إنت عمرك ما زرتى الاهرامات.
فتهز رأسها لأ
أحمد: ولا مره ( فتهز رأسها نفس الرد)
أحمد: ولا حتى في رحلة مدرسية.مستحيل ده أنا زرت الاهرامات ولا مليون مره حتى في مرة كنت مع أصحابي هناك و............
بينما يحكى أحمد تاهت ياسمين في ذكرياتها لذكرى قريبه إلى قلبها عندما دخلت فوجدت أخيها محمد جالس حزين.فسألته : مالك يا محمد زعلان ليه ؟
الأم: عاوز يطلع رحله في المدرسة.
محمد: دى رحله لزياره الأهرمات والقلعة وجنينة الحيوانات وبعشرة جنيه بس يا أبله عشان خاطري نفسى أروح مع أصحابى عشان خاطري.
فتخرج ياسمين من جيبها عشرين جنيه ثمن أحد الكتب الجامعية وتقول: خد يا سيدي عشرة جنيه اشترك في الرحله وعشرة اصرف منها كمان ولا تزعل أنا عندي كام محمد.
توقف المصعد وانتبه أحمد أن ياسمين في دنيا تانيه ولم تسمع أى كلمة من كلامه السابق وقبل أن يتكلم لاحظ خطين من الدموع ينزلان من عيونها ليغرقا خدودها.
لتعود مره أخرى لذكرياتها عندما عاد محمد من الرحلة وهو يقفز من الفرح ليتعلق برقبة ياسمين ويغرقها بقبلاته ويقول: أنا فرحان أوى يا أبله النهار ده أحلى يوم في حياتي زرنا الأهرام وشفنا السياح وهما راكبين الجمال والخيول و.......
زاد صمت أحمد وهو يراقب ياسمين ليجدها قد إبتسمت أجمل ابتسامة رأتها عينيه ثم بعد لحظات إنتبهت ياسمين لما حولها فمسحت دموعها وخرجت من المصعد ولم تنتبه لمن كان معها في المصعد وقد شغلته بابتسامه من عيون مليئه بالدموع