
الوَجِيب ( نبضاتُ قلبي السريعة )
عند النظرة الأولي ، لا استطيع أن اصف شعوري في هذه اللحظة عندما سقطت الورقة ، هل ما رسمته حقيقةٍ أمام عيناي ؟ هل هذا يُعقل ؟ هل انا احلم ؟ أشعر فقط بوجيب قلبي يَهفو نحوه ، أطيل النظر إليه بينما هو ينظر نظرة استعجاب ويقطع تلك اللحظة رنت هاتفي
ماما الو ، اتاخرت ؟ مبردش لي ؟
لي يا ماما هي الساعة كام ؟
اي الساعة دلوقتي ٨:٣٠ ؟
لا يا ماما انا مسمعتش التلفون اي ابص فيه
حاضر
اي ده حضرتك رنيتي ١٢ مرة ، حقك عليا مسمعتوش انا مسافة السكة .
ثم أغلقت الهاتف ورفعت عيناها علي الطاوله التي كان فيها الشاب لكنها لم تجده ، فزعت من مكانها ثم بدأت تنظر حولها ولكنها لم تجده بدأ قلبها في الخفقان أكثر فأكثر من شدٍة الآلام .
ثم بدأت تُحدث نفسها وتقول ، كيف لي ان اضيعهُ ، ثم تُغمض عيناها وتتنفس بعمق وتضع يداها علي قلبها ويبدو التوتر عليها وفي قلبها غصةٍ من الحزن .
ثم بعد ذلك تفتح عيناها وتطلب الشيك وتحاسب وتلم أوراقها وتذهب .
تخرج هيام من الكافية وتبدأ هطول المطر ورعد وبرق وبينما الناس يهرعون هرباً من غزارة المطر ظلت هي واقفة في منتصف الطريق تحتها ثم قامت بفتح ذراعيها واغمضت عيناها وبدأت في حديثها مع نفسها ..
ـ يا الله تعلم ما بقلبي وماذا اريد ، يا الله لماذا هذه الملامح تُلحق بي ؟ هل هو قدري ام نصيبي ؟ من هو بالنسبة لي ؟ هل سنكون معاً ام أنها صدفة ؟ يا الله سُلطانك علي قلبي فلا تُفزعني في قدري ، يا الله أشعر بأنني احلم ، كما لو أنني عاجزة عن التفكير لا استطيع أن اُفكر ، شيئاً ما يحدث بداخلي لا اعلم هل هذا هو الحب ام انه وهم اعيش به مع ذاتي ؟
يا الله اعطني إشارة بأنه هو .
بينما تفتح هيام عيناها تجد يداً تشُد بها ، وتلف بها باتجاه مُعاكس ، ترفع هيام عيناها وتنظر تجده ذات الشاب .
كلاً منهما قريب من الآخر تحت المطر وضوء السيارة يتخلل بين عينهما ، تتصاعد انفساها وتبلع ريقها ، اما هو فشعره مُبلل وتنزل منه الماء علي أنفها هذه اللحظة التي قد تكون استغرقت دقيقتين ليقطع هذه النظرة صوت علي
انتِ بخير ؟
هيام / انا
علي / أيوة انتِ
تنظر هيام حولها تجد بعض الأشخاص
هيام / هو في اية حصل ؟
علي / كانت هتخبطك عربية وفضلنا ننادي عليكي وانتِ مش سمعة ، لحد ما لحقك فارس .
هيام / فارس !
تتجه عين هيام نحو فارس وتقول له شكراً ولسانها يتلجلج وتضطراب دقات قلبها ، ولكن فارس لم يجيب هو فقط صامت ، فيرد علي مكانه .
علي / العفوا ، حقك عليا انا .
ينظر فارس حوله فيري بعض الناس فيبتعد ويتجه نحو السيارة ويركب ، ثم يطمئن عَلِيّ عَلَى هيام ، ثم يُنزل فارس زجاج السيارة ليري هيام ، ثم تنفض الناس من حولها وتبقي هي وعلي
علي / شكلك تعبانة لو مفيش مانع نوصلك الوقت متأخر وكمان الدنيا بتمطر صعب تلقي مواصلات دلوقتي
هيام / شكرا كفاية اني تعبتكم معايا
علي / مفيش تعب الناس لبعضها ، اتفضلي متقلقيش ، يا خبر مطرت تاني ، استاذنك نقف علي الرصيف عشان المطر .
وبعد مرور خمس دقائق
انتي اكيد قلقانة عشان احنا شابين
هيام / ها
علي / حضرتك معايا ؟
هيام / اه ، انا اسفة بس دايخة شوية
بينما استغرقت خمس دقائق أخري وهي تفكر في فارس وتائها وحائرة أصابها دوار
علي / لا شكلك تعبانة يلا في مستشفي قريبة من هنا
هيام / لا ملوش داعي ممكن اروح البيت ، هي الساعة بقت كام ؟
علي / الساعة بقت ١٠:٥ بالظبط
هيام / يا خبر انا اتاخرت قوي ، استاذنك توصلني
علي / اتفضلي .
تركب هيام في الكرسي الخلفي علي الجانب الأيمن وامامها علي وفارس يقود السيارة ، تظل هيام طول الطريق تنظر له في صمت وهو يبدلها بعض النظرات الخاطفة ، أما علي فقد نام
فارس / أنتِ ساكنة في مصر الجديدة من زمان ؟
هيام / اه .
فارس / اعتقد انتِ قربتي تنزلي صح ؟
هيام / صح
فارس / طب هتنزلي فين ؟
هيام / الشارع اللي جي ده طوالي وبعدين اكسر يمين انا تاني عمارة .
فارس / تمام .
يوصل فارس هيام وعندما كانت تقترب من البيت كان قلبها يخفق أكثر واكثر ثم توقفت السيارة .
فارس / حمدل علي سلامتك
هيام / الله يسلمك ، شكراً ، واسفة علي تعبك .
فارس / أبداً ، مفيش حاجة .
تنزل هيام من السيارة ويتحرك بعدها فارس وتظل واقفة تنظر إليه في صمت الي أن اختفت السيارة .
تدق هيام جرس الباب .
الام / اي دة مالك مبلولة جامد كدا لي ؟
تعطس هيام ، ابداً يا ماما الدنيا مطرت برا جامد قوي
الام / انا محستش بحاجة .
هيام / حضرتك قفلة الشقة
الام / انا نفسي اعرف انتي مسكة تلفون لية يا بنتي ؟
هيام / في اية بس يا ماما ؟
الام / رنيت عليكي فوق الـ ٣٠ مرة
هيام / حقك عليا يا ماما
الام / طب يلا علشان تكلي وبعدين اعملك حلبة عشان العطس والبرده اللي داخل عليكي دة .
هيام / معلش يا ماما حقيقي مش قادرة يدوب اخد حمام وأنام سامحيني
الام / بقا كدا افضل مستنياكي وماكلش وانتي تسبيني
هيام / حقك عليا يا ماما خلاص هاخد حمام واجي اكل مع حضرتك .
الام / وانا اكون جهزت السفرة.
بعد الانتهاء من العشاء
تدخل هيام لغرفتها تقوم بقرص نفسها لكي تشعر أنها حقيقية.
الله يعني ده كله حقيقي وحصل وبجد ؟ معقول انا شفته وكمان كلمته وعرفت اسمه ؟ بجد ؟ انا مش مصدقة ! هو انهاردة ايه ؟
تجري هيام علي النتيجة لتحتفظ بورقة هذا اليوم المميز .
٢٠٠٢/١/٥
ياه يا يومي المميز وكمان فبداية السنة ! دة اسعد ايام حياتي يعني ارسم ملامحهُ وكمان في نفس اليوم اشوفه قدامي واعرف اسمه وكمان يوصلني يااااه معقول ده حقيقي !
ثم تسمع صوت ً بداخلها يقول لها دي البشارة اللي طلبتيها
هيام / معقول ؟!
ثم تكمل حديثها مع ذاتها
طب مهو فعلا فارس انقذني وقبلها انا طلبت من ربنا البشارة.
انا مش هعرف انام انهاردة اكيد .
تخرج هيام ورقة وتبدأ تكتب فيها كل ما حدث معاها في هذا اليوم بالتفصيل الي أن تغفوا عيناها وتنام علي مكتبها .
المنبه يرن في الساعة ٧ صباحاً ، تفتح هيام عيناها تجد نفسها نائمة علي المكتب وجسدها كلوح الثلج ، تشعر بدوار في رأسها وهمدان بجسدها وكأنه دور انفلونزا شديد ثم تقوم من مكانها وتذهب لتتوضاء وتُصلي الضحي وتلبس وتنزل من بيتها وبعد أن خرجت من بوابة العمارة تجد فارس يقف أمامها