رواية وابتسمت الياسمين الفصل الثاني2 بقلم حياة محمد الجدوى

رواية وابتسمت الياسمين الفصل الثاني2 بقلم حياة محمد الجدوى 

الجزء الثاني من دموع الياسمين وإبتسامتها

سبحان الله والحمد لله ولا اله الا الله رضيت بالله ربا و بالاسلام دينا و بمحمد صلى الله عليه وسلم نبيا و رسولا))ظلت ياسمين تردد الأدعية الاذكار بعد صلاة الفجر فقد اعتادت أن تستيقظ قبل الاذان فتجد الجده والخاله صفيه مستيقظين كالعادة للصلاة فتدخل لزهرة تهز فيها وتنادي عليها ولأن زهره نومها ثقيل جدا فتبدأ ياسمين بالضرب وشد شعرها لتصرخ زهره وبعد ثوانى تضحك الجده والخاله صفيه على ياسمين التى تجرى وزهره تجرى ورائها تشتمها وتحاول مسكها ولكن تصمت زهره مجبرة بسبب عبد الجبار الذى يخرج من غرفته متوضأ يستغفر الله ويتجه للمسجد لصلاة الفجر.

فما عرفته ياسمين عن هذه العائلة أنها بسيطة جدا فى حياتهم لكنهم مترابطون جدا وايضا متدينون جدا فعبد الجبار لا ينظر لها أبدا إلا فى الضروره يصلى كل الاوقات فى المسجد وعاشق لزوجته زينب بالرغم أنها عاديه فى الشكل إلا أنها طيبه القلب جدا جدا أما زهره فجنانها لذيذ وشقاوتها ممتعه تعطى للبيت جو من المرح والسعادة والخاله صفيه والجده فهم فعلا بركه البيت وعاموده الذى يستقيم به والصغار ملك وعبد الصمد فهم أجمل ما فى البيت وخاصة الصغيرة ملك لأنها تعشق ياسمين وتلتصق بها فى كل مكان.

$$$$$$$$$$$$$$$$$$###

بعد الصلاة دخلت زهره لتكمل نومها بينما قامت الخاله صفيه لتجهيز العجين فاليوم ستخبز العيش الشمسى والرقاق.أما ياسمين فقد كانت شبعانه نوم ففتحت باب البيت ليدخل لها هواء أول الصباح البارد والمنعش فخرجت ووقفت فى مدخل البيت تشاهد أول الصباح وتستمع لزقزقات العصافير.ثم دخلت مسرعة توقظ زهره: زهره زهره قومى شفت حاجه غريبه أوى فى السما قومى يا زهره قومى بسرعه

زهره بتكاسل: بتفوجينى بدرى ليه سبينى أنام شويه

ياسمين: بقولك شفت حاجه غريبه فى السما تعالى شوفيها معايا.

فقامت زهره متكاسله معها حتى وقفوا فى الخارج ونظرت للسماء وقالت: هيا فين الحاجة الغريبة

ياسمين: أهى قدامك إنت مش شايفه.

زهره: لا مش شايفه أى حاجه غريبه

ياسمين: مش شايفه الحاجات إللي طايره فى السما دى.

زهره: جاصدك البالونات الطايره دى دى حاجه عاديه بتحصل كل يوم واتعودنا عليها شوفي يا ستي: دى رحلات سياحيه بيركب فيها السواح البالون الطائر( المنطاد) ويتفرجوا على الأجصر كلها من فوج ودى بتحصل تجريبا كل يوم واحنا اتعودنا عليها سبينى أدخل أنام لتدخل تنام بينما وقفت ياسمين تراقب البالونات الطايره بألوانها المختلفة وبعد قليل دخلت فنادتها الخاله صفيه : هيا زهره نامت 

فقالت ياسمين: دخلت تنام.

الخاله صفيه: سيبك منها وتعالى معايا معايزاش تعجنى معايا العجين.

ياسمين: بجد ينفع يا خاله أعجن معاكى ده كان نفسي من زمان أقولك بس اتكسفت.

الخاله صفيه: لا متكسفيش تعالى اعجنى وحتى هشوف نفسك حلو وعيشك سكر ولا نفسك كارف وعيشك حادج ومايتاكلش حتى لو بالسكر.

ياسمين بإببتسامه: يعنى إيه ؟ 

الخاله صفيه: يعنى العيش ذى الوكل عايز النفس الحلو.

ياسمين: لا إن شاء الله هيكون نفسى حلو

الخاله صفيه: طيب ولو عچبنى عچينك هخليكى تشوجى العيش كمان.

$$$$$$$$$$$$$$$#####$$$$$$

فى الشركة

جالس على كرسي مكتبه يمسك فى يده صورة ياسمين يتحدث معها:هونت عليكى يا ياسمين تبعدى عنى الوقت ده كله هو ده وعدك ليا مش كنت وعدتينى إنك مش هتتخلى عنى أبدا وانك عمرك ما هتبعدى عنى ليه خلفتى وعدك.لو كنت أعرف إنك هتبعدى كنت كتبت كتابى عليكى عشان مهما تبعدى كنت لازم ترجعى ليا .عارف إنى أنانى معاكى بس غصب عني تعرفى اكتشفت إنى ما حضنتك إلا مره واحده ومابوستك ولا مره كنت غلطان كان لازم أحضنك ألف مره عشان لما تبعدى أفتكر احساسى بكى فى حضنى بس ماعرفتش كان فيكى حاجه غريبه حاجه بتجبرنى إنى أحافظ عليكى من نفسى قبل ما أحافظ عليكى من الناس لكنى للأسف وكالعادة فشلت.فشلت أحافظ عليكى فشلت أحميكى يا ترى هتسامحينى.أكيد هتسامحينى لأن قلبك أبيض عمره ما بيشيل من حد.

( يمسح دمعه عالقة فى عيونه) تعرفى مهندس الديكور خلص شقتنا تصدقى لما شفتها حبيتها أوى كان عندك حق لما قلتى هقول أحلى بيت شفته حبيت الالوان الكتيرة كله حياه وحركه حتى المهندس قال ماتوقعتش إن النتيجة النهائية هتكون بالشكل ده بيت كله تفاؤل كل ما أدخله لازم أبتسم.

تعالى يا ياسمين شوفى بيتك إللي اختارتيه وكل ركن منه على ذوقك.

ليقطع عليه وقته صوت السكرتيره التى تقول: مايصحش تدخلى استنى هستأذن فيلتفت ويسمع صوت عالى ويرى فتاه تدخل المكتب بدون استئذان وتقول: مش أنا إللي أستأذن أنا أدخل على طول لتدخل(( ميار)) والتى قام أحمد لها فأسرعت لتقفز فى أحضانه: أبيه أحمد وحشتنى أوى أوى

أحمد وهو يضمها له: وانتى كمان وحشتينى يا ميار جيتى من السفر إمته (( ميار أخت هايدى الصغرى وتلميذة أحمد فى الصياعه زمان لكنها سافرت مع عائلتها لأمريكا وأكملت تعليمها هناك أما هايدى فرفضت السفر وعاشت مع أمنيه هانم وأحمد فى الڤيلا وقد ذكرت لمحه بسبطه عن ميار فى الجزء الثالث من دموع الياسمين وإبتسامتها))

ميار: من أسبوعين.ثم تتركه وتلتفت للسكرتيره المندهشه وتقول: مش قلتلك أنا ماأستأذنش يا لا بسرعه هاتيلى كوباية لاتيه وسندويتشين فول عشان واقعه من الجوع.

أحمد: فول ولاتيه الاتنين مع بعض إزاى.

ميار: اللاتيه عشان أظبط مذاجى أما الفول ده عشقى الأول والأخير.

أحمد بضحكه: هو إنت مش كنتى فأمريكا المفروض تيجى نص خواجايه

ميار بردح: فااااشر ده أنا إللي ما مشيتش من هناك إلا لما علمتهم فرش الملايه والردح والرقص بالمطاوى كمان تلميذتك يا اسطا.

فيضحك أحمد بصوت عالي وكانت أول مرة يضحك بعد إختفاء ياسمين.

فيقول: أجازتك قد إيه ؟ 

ميار: صح النوم يا أبيه أنا خلصت الجامعة خلاص بقالى فترة.

أحمد: يااااه هيا السنين بتعدى بالسرعة دى.

فتقول ميار بجديه: مالك يا أبيه.(( كلمه أبيه تقولهاعاده البنت لأخيها الكبير من باب الاحترام وميار تعتبر أحمد أخيها الكبير))

أحمد: ماوصلتكيش الاخبار.

ميار: وصلت طبعا وكنت مش مصدقه لحد ما شفتك إنت أبيه أحمد ده يبقى حالك وده يبقى شكلك.

أحمد بهدوء: ليه يا ميار مش بنى أدم من حقه يحب.

ميار ماأقصدش بس ماتوقعتش إنك تتأثر للدرجه دى.

ياترى البنت دي تستاهل كل ده.

فيقول أحمد: واكتركمان ويقدم لها صوره ياسمين.

نظرت لها ميار مطولا:(( صوره عاديه لبنت عاديه جدا)) لتقول إيه أكتر حاجه عجبتك فيها.

ليفكر أحمد قليلا ثم قال بصدق: مش عارف تصدقى والله ما اعرف بس بحب صوتها الهادى وهيا بتتكلم معايا بحبها لما بتسمعنى فتختفى كل همومي فى لحظه بحب نظرة الإنبهار فى عينيها لما كنت بحكى لها مغامراتى .بحب لما كنت بحتاج لها ألاقيها عندى.

ميار: ياااااه للدرجه دى توقعتك هتقول عينيها شعرها قوامها لكن واضح إنك كنت بتحبها أوى طيب وهيا كانت بتحبك بنفس الدرجة.

أحمد: وأكتر.

ميار: طيب سابتك ليه مادامت بتحبك.

أحمد بحزن: عشان صدمتها فيا كانت كبيره.

ميار: واضح إنها ماكانتش بتحبك لان إللي بيحب بيسامح.مش بيهرب ويتخلى عن إللي بيحبه

أحمد: إللى هيا عرفته أكبر من قدرتها على الاحتمال عشان كده هربت بس أنا متأكد إنى لما هلاقيها هتسامحنى على طول إنتى ماتعرفيش هيا قلبها ابيض قد إيه.المهم إنتى هتعملى إيه دلوقتي.

ميار: إنت ماتعرفيش إنى عينت نفسى عندك فى شركتك.

فيبتسم ويقول: والله ومن ورايا.

ميار: طبعا وعشان أنا مش بحب الواسطه أبدا وبحب أبدأ من الصفر فعينت نفسى نائبه ليك يعنى نائبة رئيس الشركه وكشحت الأستاذ مراد من مكتبه واستوليت عليه وخليته مكتبى.

فيضحك أحمد: عملتى ده كله من ورايا.

ميار: طبعا هو أنا بهزر أنا فى الشغل ماعنديش ياأمه إرحمينى.

فيضحك أحمد ويقول: ياريت يا ميار أنا محتاجك أوى معايا

فى المساء تجلس الأسره على الطبليه تأكل السخينه( السخينه أكله مشهورة فى الأقصر بتطهى باللحم والرفاق) فتنظر زهره لياسمين وتقول بمكر.

: تعرف يا عبد الجبار ياسمين كانت بتسأل عن إيه النهارده.

فنظر لها عبد الجبار وقال: عن إيه.

ياسمين: خلاص يا زهره.

زهره: لا هجوله كانت بتسأل البنات إللي بيتأجروا فى غيط الجصب إن كان ينفع تشتغل معاهم

فيرمى عبدالجبار الملعقة على الطبليه بعنف وينظر لياسمين بغضب ويقول: ليه جالولك ماجادرش على أكلك فهتشتغلى عشان تساعدينى.

ياسمين: لا والله ماأقصدش بس بصراحه أنا طول عمري بشتغل وعمرى ما قعدت فى البيت.

عبدالجبار: ده هناك فى مصر بس اهنه فيه راچل إنتى مسأؤله منه يصرف عليكى زيك زي زهره ولوعلى الشغل روحي معاها الغيط لمى معاها الخضار وبيعى معاها إللي يفيض وإجسموا ( اقسموا)الفلوس بيناتكم.

ياسمين: ياعبدالجبار افهمنى أنا طول عمرى بشتغل ومشوار الغيط ده بياخد عشر دقائق بالكتير وباقي الوقت بقعد فاضيه مابعملش حاجه.

عبد الجبار: ومالقيتيش إلا المرمطه فى الجصب عشان يملاها.

ياسمين: أنا اشتغلت فى إللي أصعب من القصب بكتير..بس ماعنديش اختيارات تانيه انا ممعيش أى أوراق ولا اثباتات فمعنديش إلا الشغل ده

عبدالجبار: ماليش دعوه بزمان وكلمتى مش هتنيها شغلك فى الجصب تنسيه ولما ملاجيش أوكلك إنتم كلكم أبجى أروح أنا أتأجر أشتغل فى الأراضى وأوكلكم.ثم قام من مكانه غاضبا.

لتقول الجده: ليه يابتى هو احنا جصرنا معاكى فى حاچه.

فترفع ياسمين يد الجده وتقبلها وتقول: حقك عليا يا ستى أنا ماأقصدش.

لتقوم زينب وتذهب عند زوجها.

زينب: ليه جمت وماكملتش أكلك

عبد الجبار: ماسمعتيش الكلام إللي يسد النفس.

زينب: بس ياسمين ماغلطتش.

عبد الجبار بغضب: إيه عايزاها تتأجر وتشيل الجصب على راسها مع البنات.

زينب: ماأجصدش بس البت مش زينا دى عاشت فى مصر بتشتغل وبتصرف على نفسها فمش هترتاح إنها عايشه عاله علينا.

عبد الجبار: حد بيعايرها وبيجول لها الكلام ده.

زينب: لا والله ده احنا كلنا بنحبها بس هيا اللى حاسه بكده.وده دليل إنها متربيه ونفسها عزيزة ماتحبش تمد يدها لحد وتجول أنا عايزه دى اتعودت تشتغل وتجيب لنفسها كل اللى عايزاه عشان اكده عمرها ما طلبت من حد حاجه.

عبد الجبار: طيب وأنا أعمل لها إيه 

زينب: سيبها تشتغل.

عبد الجبار: إنت اتچننت عايزانى أسببها تتأجر فى الأراضى.

زينب: لا بس إنت تعرف تشغلها عند حد من معارفك شغلانه تكون سهله وتكون مطمن عليها عنده.

ففكر عبد الجبار قليلا ثم قال: يصير خير.

وفي صباح اليوم التالي وقبل زهابه لعمله قال لها عبد الجبار: شوفى يا ياسمين شغل فى الغيطان انسيه مستحيل أوافج عليه بس أنا هشوفلك أي شغلانه عند حد من معارفى بس يكون فى علمك لما هتشتغلى ما هتصرفيش جنيه واحد من مرتبك على البيت وحتى مصروف يدك هتاخديه منى وده هو شرطى عشان تشتغلى

فإبتسمت ياسمين وقالت بصدق: ربنا يخليك لينا يا عبد الجبار.لتقول فى نفسها(( عرفت ليه اسمك عبد الجبار لأن ربنا خلقك تجبر كسر قلوبنا وانت بطيبة قلبك عمال تجبر بكسر قلبى يارب أشوفك يا محمد يا أخويا طيب وحنين زى عبد الجبار

فى الشركة

بدأت ميار فى العمل مع أحمد فى الشركة ولأنها مرحه وروحها حلوه فقد تعرفت على كل العاملين فى الشركة وأقامت صداقات مع كل الموظفين من أول الارشيف حتى أعضاء مجلس الإدارة وقد سمعت حكاية أحمد وياسمين من وجهة نظر كل منهم ولكن كل ما سمعته لم يجيب على أسئلتها التى تحيرها مثل كيف تعرف أحمد علي ياسمين ؟ ومتى أحبها ؟ ولما تركته ان كانت تحبه كما يحبها ؟ لكن الوضع الحالي للشركه أهم بكثير من الإجابه على أسئلتها.فحال الشركة أسوء بكثير مما توقعت فالشركه على حافة الانهيار وخاصة بعدما رفض البنك منح أحمد القرض المطلوب وخاصة بعدما نشرت أمنية هانم أخبار عن أزمات كبيرة فى شركه أحمد وأنها على وشك الإفلاس.

$$$$$$$$$$$$$$$$$$$$$$$$$$

فى الأقصر الذهاب للغيط وجمع الخضار وبيعها من أجمل ما تقوم به ياسمين يوميا فهى تعشق الذهاب للحقل تجمع ما نضج من الباذنجان والفلفل والطماطم وبعض رؤس الخص والكرنب وتذهب بهم للسوق أوقات مع زهره وأوقات وحدها فقد عرفها الناس بأنها قريبة عبد الجبار القاهريه والتى تعيش معهم .

عادت للبيت فوجدت الجده والخاله صفيه مشغولين بشدة وأمامهم صوانى كثيرة.

ياسمين: مساء الخير يا ستى بتعملى إيه.؟ 

الجده هنروح مولد سيدي أبو الحجاچ الأقصري النهارده وعملنا صنيتين من كباب المولد.وخالتك صفيه بتعمل الرز والعيش عشان هنفرجهم على الغلابه فى المولد.

زهره: عمرك روحتى مولد يا ياسمين ؟.

ياسمين: كنت بروح مولد السيده زينب مع بابا الله يرحمه وأنا صغيره.

زهره: مولد سيدي أبو الحجاچ الأقصري حاجه تانيه خالص وهتحبيه جوى (( وتهمس لها)) السواح بيبجوا يتفرجوا على المولد من كل حته فى الدنيا.

تهمس لها ياسمين: إنتى السواح أكلوا مخك وإن شاء الله عبد الجبار هيشوف الهبل إللي بتعمليه وهيعلقك من رجليكى.

زهره بهمس: عارفه إنك بتغيرى منى عشان أنا أحلى منك صوح..فتضحك ياسمين على روح زهره الحلوه.

$$$$$$$$$$$$$$$$$$$$#$#

دخلت ميار على أحمد فى مكتبه فوجدته كالعادة ممسك بصورة ياسمين يتحدث معها فزفزت بتأفف ثم قالت بغضب: هو الدكتور كتب فى الروشته تكلم الصورة قبل الأكل وبعده.

أحمد: مالك يا ميار فيه إيه ؟ 

ميار بصوت عالي: إنت بتسألنى فيه إيه ؟ اسأل نفسك فيك إيه من ساعة ما اشتغلت هنا وأنا شيفاك ليل ونهار ماسك الصورة وعمال تكلمها طب والشركه دى وضعها إيه ؟ الناس إللي بره دول وضعهم إيه؟

أحمد: أهدى يا ميار.

ميار بصوت أعلى: ماتقولش اهدى الشركه بتنهار وانت بتفلس وبدل ما تشوف حل قاعد تحب فى صورة.أنا مش عارفه بتدور عليها ليه ؟ عشان أول ما تلاقيها تقول لها عنئذنك يا حبيبتي هروح السجن خمس ست سنين عشان عندى إلتزامات كتيرة وماوفيتش بيها.وسايب كل حاجه تخرب وقاعد أحب فى صورتك.

أحمد بصوت عالي: ما يهمنيش ومش عايز أشوف حل تعرفى أحسن حاجه هتحصل إن الشركه دى تنهار لأنى مش عاوزها مش عاوزها.

ميار: مش من حقك تقول كده لأن فيه ناس ملزومه منك إنت متوقع الناس إللي بره يهمهم إنك تلاقى ياسمين بتاعتك أكيد لأ لأن يهمهم يلاقوا مرتب أخر الشهر (( تسحب الصورة من يده بعنف)) مافيش حد بيموت من الحب بس أكيد هتموت لما ماتلاقيش تمن 

الأكل والشرب هتموت لما ماتلاقيش تمن العلاج وهيتخرب بيتهم لما مايدفعش إيجار البيت ولا فلوس مدارس أولاده وانت فى رقبتك ألاف الموظفين والعمال وعيلتهم يبقى نكبر و نفوق لنفسنا عشان أنا بجد عذرت طنط أمنية فى إللي بتعمله معاك لأنك حتى الأن ماتغيرتش لسه طفل صغير لما بتزعل عايز الدنيا كلها تزعل عشانك بالرغم إن الناس كلها عندها همهوم أكتر منك مليون مره وبرده عايشين وبيشتغلوا وبيسعوا على أكل عيشهم

ثم وضعت الصورة بعنف على المكتب وخرجت تاركه أحمد الذي وضع يديه على رأسه وجلس يفكر فى عمق

$$$$$$$$$$$$$###٢$$

وقفت السيارة الأجره ونزلت الاسره أمام معبد الأقصر تجمعت الأسرة بصعوبه بسبب الزحام الشديد قالت ياسمين: إنتو مش بتقولوا مولد إحنا عند المعبد بنعمل إيه: قال عبد الجبار وهو يحمل ملك الصغيرة: جامع سيدي أبو الحجاچ مبنى فى جزء من معبد الأقصر حتى لما هتخشى هتلاقى عماويد فرعونيه ضخمه عليها خراطيش ونقوش زى المعبد تعالى ياأمه وهاتى إيدك ياستى نشوف لكم حته تجعدوا فيها.لتجتمع الأسرة فى جانب وتفتح الجده الحلل وبدأت زهره وياسمين توزيع أرغفة الخبز والكباب والتمر وأطباق الأرز باللبن على الزائرين والعائلات وطبعا زهره تركت الكل وبدأت بتوزيع أطباقها على السياح وكل خمس دقايق تجدها بينهم يلتقطون للأميرة الفرعونية صوره كما تقول حتى لمحها عبد الجبار فسحبها بهدوء وأجلسها بجوار جدته وقال بصوت هادئ وبتحذير لكن عيونه تخرج منها الشرار: إياكى أشوفك چنب السواح تانى وإلا هجطم رجبتك فتجلس زهره متأففه بينما تضحك عليها ياسمين.لتأخذها زهرة لداخل المسجد فتقف ياسمين تشاهد بإنبهار فهى ليست فى مسجد فقط بل فى ملتقى ثلاث حضارات فرعونيه وقبطيه وإسلامية فالمسجد مبنى على أعمدة جزء من معبد فرعونى وبجوار ضريح أبو الحجاچ يوجد ضريح الراهبه تريزا..

$$$$$$$$$$$$$$$$$$$$$$$$$$$$$$$

بدأ الموكب أو الزفة تدور فى البلد والناس تدور معهم وفى المساء اشتعلت المنطقة بالأنوار واغاني المداحين فى كل مكان أما الرجال فقد تجمعوا فى حلقة كبيرة وبدأت مباراة المبارزة بالتحطيب ففى منتصف الحلقه يرفع الرجلان نبوتهما تحيه للجميع ومع الطبله والمزمار يبدأن فى المبارزة حتى يفوز أحدهم فيخرج المهزوم ويدخل أخر ينافس المنتصر

إلى أن شال عبد الجبار الشال من على كتفه ورفع نبوته ودخل الحلقه حتى ارتفعت الأصوات بالتحية لعبد الجبار الذي فاز على كل المنافسين فلا أحد يغلب عبد الجبار فى التحطيب لم تتوقف الخاله صفيه عن الزغاريد أما زينب كانت تدور بين النساء تسمى وتكبر فى وجوههم ولم تخجل من فرد كفها فى وجه البعض منهن فالعين فلقت الحجر وعبد الجبار بطل التحطيب من أعوام.

$$$$$$$$$$$$

عبد الجبار: شوفي يا ياسمين أنا لجيتلك شغلانه واحد صاحبي عنديه مكتبه وعايز حد يوجف فيها فترة الصبح وهو فى الشغل وأنا جوتلوا عليكي.

ياسمين بفرحه: بجد طب هبدأ الشغل إمته.

عبد الجبار: اهنه المشكله لازم يكون معاكى أوراجك الرسميه أو على الأجل بطاجتك الشخصية.

ياسمين: بطاقاتى وأوراقى كلها فى مصر.

عبد الجبار: طب فى رأيك مين ممكن يساعدك ويخلصلك الأوراج.

ياسمين: ..........

$$$$$$$$$$$###

فى اليوم التالى وبعد صلاة الفجر خرجت ياسمين كعادتها كل يوم تراقب البلون الطاير وبعدها دخلت تساعد الخاله صفيه فى أعداد الفطور وبعدها لبست عبايتها السوداء ووضعت الطرحة على رأسها وخرجت مع عبد الجبار ليريها مكان عملها ممسكه بملك الصغيرة فالمكتبه بجوار مدرسة ملك وعبد الجبار.

مروا من تمثال ممنون فأشارت له ياسمين بتحيه قبل ان تتركه وتمشى حتى وصلوا للسوق وهناك رأت رجل نوبى أسمر البشره وله أسنان ناصعة البياض يرتدى الزى النوبى التقليدي ألقى على عبد الجبار السلام وبعدها إلتفت ليبتسم لياسمين والتى عشقت إبتسامته واخيرا وصلوا للمكتبه بجوار المدرسة لتبدأ العمل.وفى الثانية ظهرا تغلق ياسمين المكتبه وتعود للبيت لتناول الغداء وبعد العصر تخرج مع زهره للغيط وجمع الثمار وبيعها أو تذهب مع زهرة لأحد المعابد وفى المساء تستمع لحكايات الجدة بسعاده وينتهى يومها ليبدأ يوم جديد نفس الاحداث نفس الروتين والغريب أن ياسمين عشقت هذا الروتين اليومى لا أحمد لأ ذكريات لا أحزان ليمر الشهر سريعا وتقبض أول راتب وبالرغم أنه قليل إلا أنها كانت سعيدة جدا وقررت شراء هدايا بسيطة لكل من فى البيت وفقد اشترت لعبتين للصغار ومسبحه للجده وطرحه رأس للخاله صفيه وعطر لزينب أما زهره فأصرت أن تحضر لها قلم روچ وبالرغم من اعتراض عبد الجبار إلا أنه فرح بالساعة التى اشترتها له لكنه بعدها فتح لها دفتر توفير وأصر أن تضع راتبها كل شهر فيه.لتمر الأشهر.

&&&&&&&&&&&&&&&&&& 

كانت ياسمين تنقل مقارص ( الزعفان) أو العيش الشمسى بينما تقطعه الخاله صفيه عندما دخل عبد الجبار بوجه أحمر من شدة الغضب وناداها: ياسمين يا ياسمين.

فنظرت له.: خير يا عبد الجبار.

عبد الجبار: إلبسى عبايتك وتعالى.

ياسمين: خير فيه حاجه أصلى بساعد خالتى فى الخبيز.

عبد الجبار: زينب هتساعدها تعالى الموضوع مهم.

فنظرت لها الجده فأشارت لها ياسمين بعلامه مش عارفه.

لترتدى عبائتها وتسأله هنروح فين.

عبد الجبار: امشى معايا من غير كلام.

ليسيرا معا حتى وصلا إلى منطقة خالية فوقف وسألته: وقفت ليه يا عبد الجبار.

عبد الجبار ؛ إنتى عارفه إحنا فين ؟ فأشارت بالرفض ليجيب أنا چبتك المكان ده لأنى لجيتك اهنه فى الحته المجطوعه دى كنتى بترجفى من البرد والحمى ومادريناش بحالك.

فنظرت ياسمين حولها ثم قالت: وليه جايبنى هنا.

عبد الجبار: أنا جلت لك ماعايزش أعرف إيه إللي حصلك وأنا هوثج فيكى.

ياسمين: وأنا ماعملتش حاجه تضيع ثقتك دى 

عبد الجبار: طيب ممكن تفهمينى إيه دى.؟

ثم أخرج من جيبه الجريدة اليومية وعرض الصفحة الأخيرة لتجد ياسمين صورة كبيرة جدا لها بحجم الصفحة كلها ومكتوب مكافئه قدرها خمسون ألف جنيه لمن يدلنا على مكانها.


نظرت ياسمين للصورة وقالت ببرود وسخريه:هو ده إللي معطلنى عشانه مش محتاجه تفسير أنا متقدر تمنى بخمسين ألف جنيه واضحه أهيه فى الجورنال.

عبد الجبار: مجابل إيه.

ياسمين: مش فاهمه تقصد ايه ؟

عبد الجبار: لما واحد يجدم مكافئه خمسين الف چنيه يبجى مجابل حاجه بمتين ولا بربعميت ألف.

ياسمين: ليه قول مليون إتنين عشرة.

عبد الجبار: جولى إنتى معاكى إيه عشان حد يدفع تمن صفح منه كامله فى الجنرال ويعرض كمان مكافئه كبيره جوى اكده معاكى إيه.

ياسمين بحزن: معايا راحة البال تدفع فيها كام.

عبد الجبار: جصدك إيه!؟

ياسمين: بص فى الصفحة واقرأها تانى هل مكتوب ابحث مع الشرطه.

ليقرأ عبد الجبار ما مكتوب مره أخرى ثم يقول: لا

ياسمين: يعنى أنا مش مطلوبه فى أى تهمه ولو مش متأكد ممكن تروح قسم الشرطة وتوريهم الجرنال وتسأل هل فيه أي نشره للقبض عليا ولا لأ عشان تطمن.(( صمت عبد الجبار ونظر بعيد لتفهم ياسمين فتضحك بصوت عالي ضحكه مؤلمه وتقول)) ؛: رحت فعلا قسم الشرطة صح وياترى اتأكدت.

عبد الجبار: هتلومينى إنى خايف على أهلى؟ 

ياسمين : للأسف مش هلومك بس ياريت تفتكر مره زمان واحد قالى أنا هثق فيكى وهعتبرك زي زهره أختى بس الواحد ده ماكانش قد كلمته.

عبد الجبار: ربى يشهد عليا إنى بعتبرك زى زهره بس حطي نفسك مكانى كيف هتطمن وأنا لاجى چرنال حاطط صورتك وعارض مبلغ كبير زى أكده.لازم هاخاف وهشك فيكى غصب عني.

ياسمين: عندك حق تعرف أنا لو حسيت مره واحده إنك واثق فيا ثقه حقيقية كنت حطيت كل همى بين إيديك كنت قلتلك يا عبد الجبار أنا قتلنى ضعفى وقلة حيلتي وبحط همى قدامك جيبلى حقى من إللي ظلمنى وغدر بيا.لكن واحد برضو زمان قالى إلجأى للجبار الصمد.

عبد الجبار: زعلانه منى ؟ حجك عليا.

ياسمين: لا والله مش زعلانه وبالرغم من كل شيء أنا كل يوم بدعى ربنا إن محمد يكون زيك.

عبد الجبار: مين محمد ؟ 

ياسمين: اخويا الصغير إللي ماشفتوش من أكتر من سبع سنين و هموت وأشوفه مره واحده

عبد الجبار: تعرفى بالرغم من اكده أنا مبسوط إنك مابكتيش..

ياسمين بقوة: عشان دموعى مابتنزلش إلا للغالين وده مايستحقش تنزل دموعى عشانه.

ثم سحبت الجريده من يديه وقالت ' هروح ألحق قبل ما يخلصوا الخبيز.

فإبتسم عبد الجبار فقد أعجبه نبرة الثقه بالنفس والقوة التي فى صوتها.

وبعدما بعدت عنه قليل فتحت الجريده مره أخرى و لكنها بحثت فى صفحة أخرى لترى الصورة أمامها فتقبلها وتحتضها وتقول بألم:إنتى الحاجة الوحيدة إللي كنت هموت عليها. والحمد لله إنى لاقيتك ثم ترجع وتقبلها ثم تقول للصوره وحشتونى أوى أوى يا أمى ويامحمد ويا مها.

&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&

عادت ياسمين لتخلع العبايه وتقول لهم بمرح أوعوا تكونوا خلصتم العجين كله.

الخاله صفيه: لا لسه سيبالك.كام رغيف.

ياسمين: حبيبتي يا خالتي.

زهره: عبد الجبار كان عايزك فى إيه؟.

ياسمين: ولا حاجه موضوع بسيط.

زينب: لو بسيط خدك معاه ليه.

ياسمين بمشاكسه لزينب ؛ مش وقت غيرتك دى يازينب ماكالتش منه حته

زينب بزعل: اكده يا ياسمين خلاص والله ما هكلمك.

ياسمين 

ياسمين بمرح: لا والله ما أقدرش على زعل أم عبد الصمد لازم أبوسك.

زينب: ماعيزاش إبعدى عنى 

ياسمين: مش بمزاجك هبوسك يعنى هبوسك لتكتفها ياسمين وهي تحتضنها وتقبلها مع ضحكات الكل لتقول الجده بمشاكسه لزينب: بزياداكى بوس ياياسمين سيبى شويه لعبد الجبار.

لتخجل زينب بشدة وتقول: إنتى كمان يا ستي والله لهامشى وتقوم بسرعه بينما يضحك الكل لتجلس ياسمين أمام الفرن البلدى لتخبز أرغفة الخبز الشمسى.

$$$$$$$$$$$$$$$$$$$$$$$

عبد الجبار: طيب إنتى هتعملى إيه.

ياسمين: ولا حاجه.

عبد الجبار: تعرفى كام واحد بيشترى الجرنال وكام واحد شاف الصورة والجايزة.

ياسمين: كتير طبعا.

عبد الجبار: اكده ممكن أى حد يشوفك ويتصل بيهم ويدلهم على مكانك..

ياسمين: بس أنا مش عايزه أشوف حد ولا أقابل حد.

عبد الجبار: يبجى على الأجل لازم ماتبانيش الفتره دى.

ياسمين: وأعمل إيه.

عبد الجبار: يبجى لازم تسيبى الشغل وما تخرجيش تروحى السوج وماتخرجيش من البيت إلا للضرورة بس.

ياسمين: هاحبس نفسى.

عبد الجبار: لحد مايبطلوا ينزلوا صورتك فى الجرنال.

فتقول ياسمين فى سرها(( كالعادة يا أحمد إنت تغلط وأنا أتحبس منك لله.))

$$$$$$$$$$$$$$$$$$$#$#$$###

                فى الشركة

تجلس ميار مع أحمد وأمامهم اكوام من الأوراق يبحثون ويناقشون وضع الشركة

أحمد: ماكنتش متوقع إن الوضع صعب للدرجه دى

ميار: إنت حطيت نفسك فى قوقعة وقفلت على نفسك الباب منتظر إيه إن الناس تراعى مالك إللي إنت رميته.ده حتى المثل بيقول : المال السايب بيعلم السرقة.

ليتذكر أحمد ويقول فى نفسه: نفس المثل إللي قاله ليا عماد الهادى زمان لما كشفت سرقته ليا للدرجه دى أنا ماتعلمتش حاجه طول السنين إللي فاتت دى.

ميار: سرحت فى إيه يا أحمد.

أحمد: شوفى يا ميار الشركة دى شركتى وخسرت حاجات كتيره اوي عشانها ومستحيل إنى أخسرها ولازم تقف على رجليها من أول وجديد.وترجع من أكبر الشركات مرة تانيه.

ميار: هو ده الكلام.طيب هنعمل ايه.

أحمد: أنا مش هتخلى عن ياسمين أبدا هدور عليها فى كل حته وبرضوا مش هتخلى عن شركتى والخمس مشاريع المتوقفين لازم يكملوا.

ميار: كلام جميل بس ازاي وانت شايف إن طنط قفلت كل باب إننا نلاقي فيه الحل.

أحمد: أنا عندى وديعة فى البنك هحاول أفكها ونحاول ننهى واحد من مشاريعنا المتوقفه.

ميار: كويس وأنا هدور فى الميزانية أحاول أوفر من نفقاتنا عشان أوفر سيوله للشركه.

أحمد: هايل بس أوعى تقللى من العماله.

ميار: إن شاء الله مش هنوصل للمرحله دى.

$$$$$$$$$$$$$$$$$$$$##

مرت أيام وأيام وكل يوم يحضر عبد الجبار الجريدة لياسمين وترى صورتها.فيها ولا تهتم لكنها تبحث بلهفة على صورة أهلها فتقصها وتحتفظ بها فى دفتر كبير يضم نفس الصورة.

$$$$$$$$$$$$$#$$$$$$$

ميار: شوف يا أحمد أنا بضغط على الميزانية بكل طاقتى بس بصراحه فيه مجالات كتيره بتاخد فلوس على الفاضي.

أحمد:  زى إيه

تضع ميار الجريدة أمامه وتقول: زى دى.

أحمد: لا مستحيل

ميار: مش مستحيل إحنا كل يوم بندفع ثروة للإعلان عن ياسمين فى الجرنال من غير فايده ده غير الناس إللي بتأجرهم كل شهر بيدوروا عنها فى كل مكان ده غير مكتب التحريات إللي من الأساس مسؤل إنه يلاقيها وبياخد منك كل شهر مبلغ كبير جدا.

يا أحمد إحنا محتاجين الفلوس دي كلها وعايزين نوقف الشركه من جديد يبقى نوفر المبالغ دى.

أحمد: بس أنا مش هتخلى عن ياسمين.

ميار: وأنا مش عايزاك تتخلى عنها بس واضح إنها مش عايزاك تلاقيها يمكن عندها حق.

أحمد: عندها حق فى إيه؟.

ميار: يمكن إنتوا الإتنين محتاجين تبعدوا عن بعض فتره يمكن محتاجين ترتبوا حياتكم أنا مش عارفه إنت ليه مصر إنك تلاقيها سيبها يمكن هيا بعد فترة ترجعلك لوحدها.

فكر أحمد قليلا وكان محتاج فعلا للتفكير.

&&&&&&&&&&&&&&&&

دخل عبد الجبار البيت ومعه الجريدة وقدمها لها وقال الظاهر إنهم بدأوا يزهجوا وتركها لتفتح ياسمين الجريدة لترى صوره صغيره لها فى ركن المجتمع فى الصفحة الأخيرة فإبتسمت بسخرية ولكنها بدأت تبحث عن صورة أهلها لتجده توقف عن نشر اعلان البحث عن أهلها وهذا ما أحزنها وبهذا قطع أخر أمل لها فى ملاقات أهلها وأخر أمل لها فى أن تسامحه.

لتمر أيام وأيام وبعدها قدم عبد الجبار الجريدة وقال: الظاهر خلاص زهج وده اسبوع كامل ماحطوش صورتك.

ياسمين بلا مبالاة: يعنى كده خلاص افراج أقدر أخرج وأدخل وأرجع شغلى.

عبد الجبار: من الأحسن خليكى فى البيت برضوا وجللى من الخروج وبالنسبة للشغل فماتزعليش بكره إن شاء الله هشوفلك شغل غيره وبصراحه أنا ماعيزكيش تشتغلى خليكى فى البيت زى زهره وأنا رجبتى سداده.

ياسمين: فيك الخير يا عبد الجبار أنا مش عارفه من غيرك كنت عملت ايه بس برضو أنا عايزة أشتغل أنا بنسى كل حاجه لما بشتغل ويومى بتملى وأنا محتاجه ماأفكرش فى حاجة.

عبد الجبار: إن شاء الله بس تعرفى حكايتك دى غريبه جوى وكل ماأفكر فيها أستغرب وأجول إنك محظوظه جوى.

ياسمين باستغراب: أنا محظوظه أنا عمري ما كنت محظوظة.

عبد الجبار: لا والله محظوظه جوى جوى كمان.

ياسمين: إزاى؟

عبد الجبار: تعرفى ياما جرينا فى الجرايد وسمعنا حكاوي كتير عن بنات بتتخطف وهى فى يد أبوها ويلاجوها بعد فترة مجتوله ولا مغتصبة وياما بنات خرجت من بيتها ومارجعتش وياما بنات بيضيع شرفها وبعدها يلاجوا إللي دمرها چارها ولا بن عمها وياما وياما والدنيا مافيهاش أمان وإنت سافرتى من أول مصر لأخرها ومحصولكيش حاچه والنكته إنك ماكنتيش دريانه بحالك.وبتجولى مش محظوظه

ليرحل عبد الجبار ويتركها تفكر لتكتشف أنها طوال حياتها لم تكن وحدها أبدا فعلا هناك من يحميها دائما فبعد أبيها كان في المطعم حسن يحميها بالرغم من نظرته لها وفي السجن كانت سوكه تحميها بالرغم من قسوتها عليها ولما خرجت كان عبد الله بالرغم من مشاعره تجاهها وفى الشغل كان أحمد بالرغم من غدره وحتى فى الأقصر فعبد الجبار أمانها وحمايتها لترفع وجهها للسماء وتقول (( الحمدلله))

$$$$$$$$$$$$$$$$#$#####

زهره:يالا بجى يا ياسمين زهجتينى 

ياسمين: أنا مش عايزه أخرج وبعدين يمكن عبد الجبار يرجع ويبهدلنا.

زهره: ماتخافيش عبد الجبار جايل لستى إنه هيزور إخواتى البنات في إسنا يعنى ممكن يجعد للمغرب هناك نكون روحنا ورچعنا يالا عشان خاطري.

لتقوم ياسمين متكاسله تلبس عبايتها وتذهب مع زهره لمعبد الكرنك.المعبد ضخم جدا داروا كثيرا في بهو الأعمدة حتى شعرت ياسمين بالملل فجلست على احد الحجاره الكبيرة وقالت لزهرة: خلاص أنا تعبت وزهقت أنا هقعد هنا مش قادره أتحرك 

زهره: حرام عليكي إحنا لسه ماإتفرچناش على حاچه.

ياسمين: ماأنا قلتلك ماليش مزاج.

زهره: خلاص خليكى اهنه وأنا هرچعلك.لتذهب زهره قليلا بينما تريح ياسمين رأسها على أحد الأعمدة لتفكر في حالها لتنتبه لصوت كاميرا وترى أمامها أحد السياح ينظر لها بابتسامة وهو ينزل كاميرته فنظرت للسائح وعيونه الخضراء بدون تركيز لتسمع زهره تقول لها بجى يصورك ويسيب الأميره لتقول له أنا أميره فرعونيه ليبتسم لها السائح ثم يلتفت لياسمين وينظر لها بنظرات عميقة لتخاف ياسمين وتأخذ زهره ويمشوا بسرعه ليجدوا السائح يسير ورائهم لتخاف زهره جدا وخاصة أن السائح يشير لهم ليتوقفوا.لكن زهره وياسمين يجروا حتى اختفوا في المزارع لتقول زهرة برعب: حرمت أكلم سواح تانى عبد الجبار كان عنده حق.

لتقول ياسمين: ياسلام عنده حق ماأنا بقولك من زمان بطلى الهبل ده يالا بسرعه نروح قبل ما ييجى 

عبد الجبار .فجريا الاثنتين حتى وصلتا للبيت فدخلتا بسرعه وسألت زهره زينب: روحنا في داهيه.

فضحكت زينب وقالت: لسه ما جاش.

فقالت براحه: الحمد لله.

ثم سمعوا طرق على الباب فقامت ياسمين تفتح الباب فتفاجأت بالسائح على الباب فقالت بخوف: إنت جاى هنا ليه عايز إيه ؟

فأخرج من جيبه طرحه مطرزه.

فأخذتها ياسمين ثم قالت: دي مش طرحتى ثم قالت: الله يخرب بيتك يا زهره مشيت ده كله من غير طرحه ده عبد الجبار هينفخها..

ثم نظرت للسائح وقالت: شكرا بس امشى بسرعه لعبد الجبار يبهدلنى.فظل واقف فقالت نسيت إنك سايح ومابتفهمش عربي فبدأت تشير له ليرحل وفجأة انفتح الباب ودخل عبد الجبار ونظر للسائح وقال لها.مين ده؟ وبيعمل إيه هنا.؟ 

فتلجلجت ياسمين ولم تجد ما تقوله فمد السائح يده وقال: كيفك أنا زياد من لبنان. 

                     الفصل الثالث من هنا

لقراءة باقي الفصول من هنا 

لقراءة الجزء الاول جميع الفصول كامله من هنا

تعليقات



<>