رواية لكل منتقم ضحية لا ذنب لها الفصل العشرون20 بقلم جني محمد السمنودي


 رواية لكل منتقم ضحية لا ذنب لها بقلم جني محمد السمنودي
 
رواية لكل منتقم ضحية لا ذنب لها الفصل العشرون20 بقلم جني محمد السمنودي
 ✧الضابط مارتن✧

رمقها سيد بضيق قائلا في نفسه 
"شوية جميل و شوية متوقع و شوية تانية بتكرهه.. انسانة مختلة" 
قال كلماته ثم رفع صوته مكملا 
"حضرتك عايزة مني اعمل ايه دلوقتي" 

چاكلين "عاصم و مريم هيعملوا حفل زواج صغير كده كمان كام يوم خلص على مراته و بنته الواحد زهق منه" 

ابتلع ريقه بخوف و قال "حاضر تؤمري بحاجة تانية "
چاكلين" لأ خدلك اجازة اسبوع بعد تعمل كده "

غادر سيد المكان شاعرا بتعجب منها لكن هو فقط يفعل ما يؤمر

***

جلس على السرير مغمضا عينيه يفكر في خطوته التالية عجبا لك يا زمن هو ليس ثائرا تلك المرة لكنه بالطبع يخطط لشيئ لا يخطر على العقول

قاطع تفكيره هذا صوت هاتفه المعلن عن اتصال امسكه ليجد عاصم هو المتصل فتح المكالمة دون أن ينطق ليجد عاصم اطلق سبة بالالمانية و يبدو على صوته الغضب فتبسم قائلا بسخرية
"قولت ايه يا عاصم"
عاصم "ده كل فارق اللي معاك"

أسر "محدش عملها قبل كده حتى انت لما جيت تشتم اتكلمت اجنبي عشان معرفش معنى كلامك"

اجابه عاصم بصدمة "لأ ظابط بجد يعني. 
مش مهم الكلام ده المهم دلوقتي ايه اللي حضرتك هيبته ده"

رفع حاجبه ببرود قائلا
"مريم عرفت"

عاصم" لأ انا مقولتش ليها حاجة "
أسر" يبقى معرفتش حياة هتعرف تقنعها ان مفيش حاجة حصلت "

ز

فر الاخر بضيق و تبسم قائلا 
" طيب سيبك بقى من الكلام ده و فهمني خطتك و هتعمل ايه انت مش مدرك ان المفروض انا و مريم نتجوز اخر الاسبوع" 

رفع أسر حاجة معقبا" و انت بقى كل اللي هامك كتب كتابكم صح "
عاصم "خليني اخمن رفعت حاجبك دلوقتي صح ايوة اكيد مهو النبرة دي مش بتطلع غير ما رفعة الحاجب "

أسر" لأ انت شكلك فايق بقى "
عاصم" خلاص يا عم هسكت عموما انا اتفقت مع أسد و هشام نتقابل و نحاول نتصرف في الموضوع تحب تيجي معانا "

أسر" لأ انا بظبط كام حاجة كده و لسة هتفق مع حياة و مريم على كذا حاجة برضه فروح انت و سجل اللي هيحصل "

عاصم" رغم أنها خيانة بس اعمل ايه مجبر "

قال كلماته بمزاح ثم أنهى المكالمة و هاتف أسد

يجلس أسد في الشركة يرتب أمورها فما حدث سبب بعض الخسائر لبعده عنها

قاطع انشاغله صوت هاتفه معلنا عن مكالمة عاصم ترك الأوراق من يده و اتجه إلى المراحض ليغسل وجهه ثم اخذ الهاتف مرة أخرى و قال
" نعم يا عاصم عرفت حاجة"

عاصم "ولا عرفت اي حاجة بس حاسس اني انتصرت"
أسد "ليه بقى ان شاء الله"
عاصم " لسة مديله كلمتين ألماني مفهمش منهم حاجة عملت حاجة محدش عملها يا واد يا اسد"

أسد "عملت كده مع آسر و بتقولي يا واد ده انت ليلتك سودة بس مش مهم المهم يعني نتقابل على الساعة ٨ كده في الشركة بعد ما يكون الكل مشي "

عاصم" خلاص تمام"

***

اقتربت مريم من حياة التي تجلس على الطاولة مسندة راسها إلى يدها بعد أن نامت الصغيرة و قالت بنبرة هادئة
"هو أسر فين لسة مجاش ليه "
حياة" هيطول برا شوية محتاجة حاجة "
مريم" هو انتوا اتخانقتوا "
حياة" حاجة شبه كده بس متقلقيش كله تمام "
جلست مريم جوارها بلا كلمة واحدة 

عم الصمت على المكان حتى قاطعه دقتين على الباب انتبهت حواس حياة فلا يدق الباب هكذا سواه لكنها تصنعت البرود و فتحت له 

وقف أمامها في أبهى صوره شعره البني ممشط بعناية يرتدي بذلة بنبة انيقة تتماشى مع لون شعره رمقته لثوان بإعجاب ثم اخفته ببراعة و تحدثت 

"تعالى يا أسر ادخل" 

انتبهت مريم فنظرت إليه و قالت 
"كنت فين يا أسر هو عشان اتخانقتوا تعملوا كده" 
أسر "لأ يا مريومة متخانقناش هو بس حصل حوار كده صغير و انا بحاول احله هو انتي كنتي فين اول امبارح على المغرب كده" 

مريم "نزلت اجيب ليا شوية حاجات و بعدها اتمشيت شوية عشان الجو كان حلو بس لما رجعت صوتك انت و حياة كان عالي مرضتش اضايقكم فمشيت و لما رجعت تاني ملقيتكش "

تنهد ثم اجابها" عموما انا مسافر و مش هبقى هنا لفترة على ما احل مشاكلي بس متقلقيش هسافر يوم الجمعة عشان احضر كتب كتابك انتي و عاصم "

توردت ملامحها معلنة عن سعادتها و قالت
" انت احلى اخ في الدنيا "

أسر" طيب الوقت اتأخر روحي نامي يلا "
مريم" هو انا طفلة "
أسر "والله طفلة فعلا "

اتجهت إلى الغرفة بينما اقترب هو من حياة و تحولت نبرته لبرز كم العناء و الحزن قائلا

" عايزك متزعليش مني مش بأيدي هي والله هتموت و تقتلك و انا مش عارف ليه فقولت ابعد يمكن هي تكون عايزة تقتلك عشان بحبك فلما ابعد هتسيبك انا لسة مش عارف بس انا لسة بحبك و محدش يقدر ياخد مكانك.... في كتب كتاب مريم و عاصم هنقف مع بعض عادي و كأن مفيش حاجة عشان بس العيلة محدش ياخد باله ان في حاجة يعني لحد ما هشوف هعمل ايه بس لو جرالي حاجة خليكي عارفة ان مفيش غيرك في قلبي "

قال كلماته و كأنها الوداع ثم غادر المنزل تاركا خلفه دموعها التي سقطت مجرد أن أدار وجهه 

***

ضوء رمادي هادئ ينبعث من مصباح صغير يجلس أسد بجواره مسندا ظهره إلى الخلف مغمضا عينيه بشرود

قاطع طرقات على الباب و إذ بهشام و عاصم يدخلان

اعتدل في جلسته و تحدث
"نورتوا.. ها بقى عندكم حل"

عاصم "معرفش بس انا حاسس ان في حاجة معينة بتدور في دماغه"

هشام "لا والله سبحان الله تصدق مكناش نعرف ما تقول حاجة عدلة بقى"

أسد "هشام بطل انت شايف الجو يستحمل الكلام ده"

هشام "انا كنت بحاول اخفف التوتر بس مش اكتر"

عاد أسد إلى وضعه الأول مجددا

ظلوا هكذا جميعا حتى اتصل مارتن بهشام و قال
" تبا لك أيها الضابط المهمل أين ذهبت "

لم ينطق هشام فتوقع مراتن مكانه ليقول
" حسنا حسنا تجاهل ما حدث... عندي لك خبر جميل... لدينا زائرة في ألمانيا "

اتسع بؤبؤ عينيه بسعادة و رسم ثغره ابستامة خفيفة و علق "حقا اهي من جالت في ذهني"

مارتن "اجل چاكلين تجلس في شقة مجاورة لي "
تحولت نبرته إلى الشر و اضاف بخبث
"أفعل ما يحلو لا لك بها"

مارتن" سأخبر أسر "
هشام" لم اقصد هذا قصدت بها "
مارتن" هي لأسر هذا اخر نقاش"
هشام "لم أكن أرغب بذلك لكن انت الجهة الأعلى في ألمانيا أفعل ما شئت "

انتهى هشام المكالمة ثم نظر حوله ليجد أسد متعجب بينما عاصم يقف مبتسما يضم يده إلى صدره

تابعه هشام بضيق و قال
"اذن كنت تعلم من البداية ان مارتن ضابط "
عاصم "بالطبع اعرف هو صديقي منذ الصغر يا هذا "

قاطع أسد حديثهم قائلا
" انت و هو بتقولوا "

هشام" يا سيدي چاكلين راحت ألمانيا تاني و قاعدة جنب مارتن دلوقتي و هو كان بيعرفني اصل مارتن ظابط في ألمانيا اصلا"

أسد "انت و عاصم عمالين تشقطونا لبعض من ناحية و چاكلين من الناحية التانية علفكرة "

عاصم" مش مهم دلوقتي بس أسر لازم يعرف"

هشام" نفس يا اخي نسخة من بعض هي نفس دماغ صاحبك بقولك ايه عكننوا عليه عرفوه يوم كتب كتابك انت و مريم عشان حياة تكون قدامه و هو مش عارف يوصلها و كمان عشان يعرف كويس أوي ان اللي عمله غلط "

أسد" انا عن نفسي معاك يا هشام"
هشام" حلو اوي و انت يا عاصم "
عاصم" معاكوا اكيد بصراحة انا اكتر واحد من مصلحته كده عشان اخد حقي بعد اللي عمله معايا انا و مريم "

أسد" ايه ده يا جدعان بتعامل مع ايه بس "

أصدر هشام ضحكة عالية قائلا
" مع صنفك يا اخويا تكونش من زحل و انا من زمردة بصراحة انا باخد حق مرمطتي معاه و كمية التهزيق اللي هزقهولي مين رئيس مين "

أسد" ايا كان انا عموما شايف ان ده الصح عشان هيبقى عايز يروح هناك فتكون حياة قدامه لو عايز يرجعوا لبعض او هو و تفكيره بقى"

ابتسم مارتن بسخافة قائلا بالألمانية
" شاب رقيق و اخ لطيف حمدا لله اني لست مكانك "

ضحك هشام مرة أخرى فعقب أسد بغضب
" بقولك ايه ياض انت و هو امشوا من وشي "

عاصم" حاضر يا اخويا همشي "

غادر عاصم المكان متجها إلى منزله يتخيل نفسه يمسك  يد مريم و يتراقصان سويا بعدما صارت زوجته

***

عاد هشام إلى المنزل فتح الباب بهدوء تحسبا ربما تكون ملك نائمة دخل ليجد العتمة تعم المكان اتجه ناحية المصباح ليشعله لكن قاطعه صوت ملك المرتفع
" هشام...! انا حامل"

ابتعد عدة خطوات إلى الخلف قائلا بفزع
"جرا ايه يا بنت المجنونة... ثواني كده.. حامل حامل.. يعني في طفل جاي كمان تسع شهور"

ملك "لأ تصدق جاي كمان ١٢ شهر ما تفوق معايا كده"
هشام "انا بس مش مصدق"

ملك "لأ صدق و لو ولد نسميه مهند ماشي"
هشام" مهند هشام! ليه وقع و نغمة كده حلوين اوي خلاص اتفقنا"

***

مرت الايام و حنين أسر يزداد لكن غضبه أشد اما حياة فتخطط كيف تثبت له انها لا تحتاجه لكن كل مرة يفضحها وجهها فكيف لمحبة ان تخفي حبها

حتى جاء اليوم المنتظر

دخل أسر إلى غرفة مريم التي أرتدت فستانها و اعدت نفسها لحفل الزفاف

لمعت عيناه و قال
" الفرق بينا مش كبير بس بحس انك بنتي حضرت معاكي كل حاجة من الاول للآخر"

مريم "انت عملتلي اللي سعد و ميرا معلمهوش علفكرة"
قاطع حديثهم الصغيرة التي اقتحمت الغرفة قائلة
"بابا انت تنت فين مشفتتش بقالي تتير"

قهقه بصوت عالٍ على كلامها مجيبا اياها
"انا هنا اهو يا قلب بابا يلا بينا "

خرج هو اولا و اقترب من حياة التي وقفت تشاهد بصمت سارا سويا و كان شيئا لم يكن لكن القلوب محطمة

مر الوقت و تم عقد قرانهم بنجاح اخذ عاصم ينظر إليها بحب ثم قال" انا كنت هموت عشان اللحظة مريم"
مريم "كان لازم اعذبك شوية برضه "

و في مكان آخر اقترب هشام من أسر الجالس على الطاولة مع حياة و همس في اذنه
"چاكي منورة ألمانيا"

رفع الاخر حاجبه بملل مضيفا
"عارف من قبل ما مارتن يعرف" 

تعليقات



<>