رواية لكل منتقم ضحية لا ذنب لها الفصل الواحد والعشرون21بقلم جني محمد السمنودي


 رواية لكل منتقم ضحية لا ذنب لها بقلم جني محمد السمنودي
 
رواية لكل منتقم ضحية لا ذنب لها الفصل الواحد والعشرون21 بقلم جني محمد السمنودي 
وقف هشام يحاول فهم ما يقصد بينما قام أسر من مقعده متحدثا بسخرية 

"انا ادرى منك بالمهمات و السفر يا هشام متنساش حاجة زي دي انا لو عايز الجنسية الألمانية هاخدها دلوقتي بس عموما معلوماتكم دايما غلط يا باشا چاكي نورت هنا خلاص و تقريبا كده كلها ساعة و تكون في بيتها" 

اخذ الاخر خطوتين إلى الخلف معقبا
"لأ انا اسيبلك الكرسي بقى "

أسر" يكون احسن "

ابتعد هشام عنه و اتجه إلى عاصم مهنئا اياه بالمباركات ثم تحدث هامسا" الفالح طلع عارف كل حاجة "
عاصم" بس اومال لو تعرف انه طلب مني اسجل الحوار و انا طنشت "
هشام" ربنا على كل قادر و مفتري يا رب"

ابتسم عاصم ثم قال بتعجب" مارتن مجاش يا هشام"
هشام" حالا تلاقيه داخل بمجرم كده ولا كده"

انقضى اليوم بين الضحك و المزاح حتى جاءت الساعة الثانية عشر مساءا يستعد العروسان لمغادرة القاعة بينما يجلس أسر شاردا يشاهد صغيرته الممسكة بيد مريم ازاح وجهه عنها و نظر إلى حياة ليجدها تشاهد طفلتهم هي الأخرى لنات نبرة صوته و تحدث بعدما نظر إلى الطفلة مرة أخرى
"بحسها نسخة منك بس اول ما عرفتك خالص"

لم تكلف نفسها النظر إليه حتى و قالت بجفاء
"ليه"

أسر "ردودها سريعة عفوية و متحمسة دايما كنتِ كده زمان"
حياة "اظن كل حاجة اتغيرت دلوقتي يلا عشان نمشي"

كاد ان يتحدث لكن قاطعه صوت يعرفه جيدا قناصة M4 أدار وجهها ناحيتها بسرعة و في لحظة كان القى جسده بكامل قواه على حياة التي قالت بصدمة
"ايه هو انت نسيت طلاقنا ولا ايه "

كان صوتها مرتفعا فقد سمعه جميع الحضور لكن الصوت الأعلى كان صوت الرصاصة التي اخترقت جسده حتى ان حياة نفسها قد سمعت صوت الرصاصة تصطدم بعظامه اندثرت الدماء تلطخ ملابسه اخذ الألم يسيطر عليه و مع ذلك تحدث هو اياها بضعف 
"لو على طلاقنا رديتك لعصمتي يا حياة"

عم الصمت المكان جسده ثقيل مقارنة بجسدها الجميع يراقب بصمت ظلوا هكذا عدة ثوانٍ حتى فهم عقل الصغيرة ما يحدث فاذ بها تركض بسرعة كبيرة ناحيتهم و امسكت بذراع والدها قائلة بدموع تملؤ وجهها الذي سيطر عليه اللون الأحمر 
"بابا قوم يا بابا مش انت قوي انت قلتلي بابا قوي صح طيب ليه مش بتقوم دلوقتي؟ "

.. حالتهم كانت بين الصمت و الثبات و كأن الزمن توقف و عقارب الساعة كفت عن الدوران هكذا هو الإنسان إذا ما وضع في موقف صعب مر الوقت و لم يخرج منه بعد..

كان اول من تحرك عاصم الذي نزع سترة حلته و اقترب من أسر بسرعة كبيرة ابعده عن حياة ثم ضمد ظهره بالحلة و عقد ذراعيها على صدره جيدا محاولة منه في منع النزيف

بدا الجميع بالحراك فاقترب ماهر من حفيدته و حملها محاولا تهدئتها و كذلك فعلت منة مع ولدها بينما ساعد أسد عاصم في حمل أسر و أخذاه و اتجها إلى السيارة

اخذ كل فرد منهم يحبث عمن يحب و يواسيه خرجت حياة مسرعة من القاعة تبكي قائلة في نفسها

"بتتصنعي الجمود و عملتي كل ده عشان تعرفيه انك لما تحبي حد هتقدري تعيشي من غيره عادي ده مستحيل هتعملي ايه دلوقتي لو جراله حاجة هيبقى مات بيدافع عنك"

كل هذا يدور في عقلها اخذت تركض حتى وصلت اخيرا إلى السيارة كان هشام في كرسي القيادة و عاصم يجلس بالخلف محاولا مساعدة أسر الذي فقد وعيه بالفعل

ضربت زجاج السيارة قائلة" عاصم اطلع جنب هشام انا هقعد هنا "

تهجمت ملامح وجه عاصم قائلا بضيق" حضرتك لسة مزعق فيه حالا و هو كان بيدافع عنك و هو كده بسببك ده غير انكوا متطلقين روحي شوفي بنتك أولى"

قال كلماته ثم نظر إلى هشام و تحدث
"امشي يلا يا هشام"

انطلقت السيارة بأعلى سرعة بينما تابعتها الاخرى حتى اختفت تماما دخلت بسرعة إلى القاعة و اقتربت من مريم فهي الوحيدة التي لم يقف معها احد و قالت
" مريم تعالي غيري هدومك و نروح نشوفه عشان عاصم مرضاش ياخدنا معاه "

دخل المكان في هذه اللحظة رجل يرتدي ثوب شرطي مكتوب عليه بالحروف الانجليزية و مجرد دخوله انطلقت رصاصة من ذات القناصة لكنه لم يتأثر يبدو أن الدرع قد اسدى نفعا و في لحظات انطلقت الرصاصة من قتاصته هو الاخر لتصيب المجهول الذي لم يره احد بعد سقط جسده ارضا فاقترب منها بسرعة و قال بالالمانية 

"ساجعل منكِ بقايا عظام تأكلها الكلام ان تبقت من الأصل يا چاكلين " 

رمقته بصدمة و علقت هي الآخرة بالالمانية "مارتن لكن كيف؟" 

مشهد اخر يشهده الحضور بصدمة لكنهم اعتادوا على ما يحدث و سيحدث بعد دقائق اقتربت حياة من والدتها 

" ماما متصدقوش اي حاجة من اللي حصل ده انا و أسر لسة زي ما احنا و مفيش حاجة "

اجابها سليم والدها الذي سمع حديثها
" حتى لو كان ايه حصل موقف زي ده مكانش ليه لازمة انتي غلطتي يا حياة علفكرة "
حياة" مش وقته المهم خدوا بالكم من حياة على ما اشوف ايه اللي هيحصل"

مرت الدقائق بسرعة حتى باتت ساعة يجلس الجميع متوترا في المنزل الكبير الخاص بتجمعهم بينما وصلت حياة و مريم إلى المشفى بعد أن هاتفت مريم عاصم تستعلم عن المكان يقف عاصم و هشام في الردهة بينما يقبع أسر في غرفة العمليات

اقتربت حياة بسرعة و قالت ببكاء" هو عامل ايه دلوقتي"
اجابها عاصم بإرهاق " بقولك ايه يا حياة احنا مش قادرين و اكيد مش عارفين احنا كمان فمتتعبيناش بقى"

صمتت و كذلك فعلت مريم 

مرت عدة دقائق و جميعهم يقفون في صمت حتى قاطعهم دخول مارتن إلى المشفى يحمل چاكلين المتكسرة عظامها أثر السقوط قائلا
"جيد انكم اخترتم هذا المشفى لتابعيته للشرطة "

قال كلامه ثم دق الجرس مرتين فخرجت ممرضة بسرير متحرك بسرعة و وضع چاكلين عليه قائلا
"اهتموا بها اودها في احس حال "

خلع قفازه بعدها و القى به في سلة المهملات و اقترب من هشام قائلا
"ماذا فعلتم و كيف هي حالته الآن "
هشام" كما ترى لا نعرف اي شيئ "

مرت عدة ساعات حتى خرج الطبيب اخيرا من المشفى و خلفه الممرضات متجهين إلى غرفته

اقترب هشام من الطبيب بسرعة و سأله بلهفة
" ها يا دكتور هو عامل ايه دلوقتي"

_ "للأسف الرصاصة جت قريبة من العمود الفقري و المفترض ياخد راحة طويلة لأن احنا لسة مش عارفين ايه ممكن تسببه رصاصة زي دي و ممنوع الحركة عليه و كمان بلاش تخلوه ينفعل"

سقطت دموع مريم في صمت بينما حاولت حياة الحفاظ على رباط جأشها و اقتربت من الطبيب بخوف و تحدثت "طيب تقدر ندخل نشوفه امتى "

_" هو دلوقتي في العناية المركزة ممنوع الدخول و بكرة لما يصحى و نشوف حالته هنحكم احمدوا ربنا انها عدت على خير و انه طلع عايش ربنا يصبركم "

غادر المكان بينما اسندت حياة رأسها إلى الحائط تبكي و اقترب عاصم من مريم و ضمها بحنان مردفا بلطف
" متخافيش هيقوم أسر بيخرج منها علطول "

مريم" بس المرادي كانت صعبة انت سامع كلام الدكتور ده غير اللي حصل انا مش فاهمة حاجة ازاي اتطلقوا و ازاي بيحبها كله داخل في بعض و انا مش قادرة استوعب"

عاصم "طيب تعالي نمشي احنا و حياة و هشام و مارتن موجودين"

اقترب منه مارتن في هذه اللحظة و كأنه عرف ماذا يقول رغم عدم فهمه اللغة و قال
" عاصم اذا سمحت خذ زوجتك و عد إلى منزلك هذا كثير عليكم خاصة اليوم سأبقى هنا لأرعاه "

ضحك عاصم شاكرا اياه و غادر هو و مريم في هدوء

اقترب مارتن من حياة قائلا
" ما تفعلينه لن يعيده الأفضل أن يجدك جواره تهتمين به أي شيئ كهذا البكاء غير مجدٍ"

بالطبع لم تفهمه و هو نسي تماما هذا الامر فذهب إليها هشام و قال" بيقولك الهياط مش هيفيد الأفضل انه يصحى يلاقيكي جنبه بتهتمي بيه كده يعني و انا بقى بقولك ملهوش لازمة القعدة عنها الأفضل تروحي البيت تشوفي بنتك تجهزي ليه لبس و تكل و تجيله برضه و أسر مش هيغفر اللي حصل بسهولة "

اخذت نفسا عميقا و غادرت بدون حرف واحد

اقترب مارتن من هشام و اضاف
" و انت ايضا يجب أن تنام "
هشام" لن انام و أسر بالداخل سابقى "
مارتن" حسنا اذن سابقى انا ايضا "

خرجت حياة و استقلت سيارة أجرة ثم هاتفت سلوان قائلة" ماما حياة فين "
سلوان" معايا في بيت العيلة"
حياة "طيب استني برة هاجي اخدها منك عشان نروح بيتنا انا و هي"

و قد كان ذهبت حياة و اخذت الطفلة التي كانت نائمة بعد أن جفت دموعها و تجهت إلى منزلهم

دخلت حياة المنزل و تأكدت من اغلاقه جيدا و كأن مصدر الأمان قد زال ثم وضعت الطفلة على الاريكة فاستيقظت على أسر الحركة و قالت
" ماما انتي جيتي فين بابا "

جلست بجانبها بحنان و تحدثت و هي على مشارف البكاء "بابا تعبان شوية و في المستشفى و انا جيت اجهز لبس و حاجات عشان نروح انا و انتي ليه بكرة"

الصغيرة "يعني بابا دلوقتي عامل ايه"
حياة "نايم يا حبيبتي بكرة تشوفيه بقى"

مر اليوم في حالة توتر، بكاء، خذلان.. مشاعر متضاربة لا أحد يعلم ما سيحدث
__________

في اليوم التالي استيقظ أسر ليجد مارتن و هشام يقفان أمامه فقال بتعب 
" حد ينادي الدكتور "

ذهب هشام بسرعة إلى الطبيب الذي جاء و اخذ يفحص أسر و بعدما انتهى قال 
" تقدر تتحرك" 

أسر "دراعي اليمين مش قادر احركه و لو حركته بيكون بصعوبة و كمان حاسس بخدر فيه" 

_"يبقى بالفعل حصل اللي كنت خايف بالمختصر المفيد 
الرصاصة مرت جنب العمود الفقري و عملت ورم او تمجع دموي بسيط ضغط على أعصاب الرقبة بس متقلقش دي مجرد أعصاب مضغوطة من التجمع الدموي بالعلاج الطبيعي و المضادات الالتهابية هترجع تحرك دراعك تاني "

هز رأسه بصمت بينما نظر مارتن إلى هشام قائلا
" ماذا قال الطبيب "

بعد أن اخبره هشام ما قاله سيطر الحزن على قسمات وجهه و نظر إلى أسر قائلا
" لا تقلق سيتم علاجك "
هشام" بيقولك متقلقش هيتم علاجك "

تبسم بهدوء محاولا عدم اظهاره الألم و قاطع هذا الموقف دخول حياة الغرفة "

تعليقات



<>