
رواية طفلة بالاجبار
الفصل السابع7
بقلم زهرة عمر
طلقني يا جاسرجاسر بصلها بجمود لكن من جواه في صراح ، معقولة كدا رحلتهم انتهت مع بعض ؟! معقولة بعد قصة الحب اللي كانت بينهم و المشاكل اللي قابلوها مع بعض قبل الجواز و كانت نتيجتهم إنهم قدروا يتغلبوا عليها و هما مع بعض كل شئ هيروح ؟!
بص لـ إياد بتوهان و إياد هز رأسه بـ لا و لكن جاسر بص لـ رضوي اللي مصممه على قرارها و بص لـ مني اللي مستنية جنازة و تشمت فيها
شريط حياته كلها مر قدام عيونه في لحظات ، و هنا أيقن إن غلطته هو أكبر من غلطت رضوي بكتير
غلطه في انه خانها و مفكرش في عواقب دا ، و دا كان سبب في إنها تغلط غلطتها دي
و هنا جاسر قرر بتهور إن رضوي تستاهل حد أحسن منه تعيش معاه ، تستاهل واحد ميخونهاش و لا يجرح مشاعرها زي ما هو بيعمل دايما
قرر أنه يحررها من سجنه و من عشيتها معاه اللي مش مسببه ليها غير الألم و الوجع
فكر في الكلام اللي سمعته من مني و مدي تأثيره عليها و أد اية احتقر نفسه أنه حطها في موقف زي دا قدام واحدة زي مني متستاهلش
بصلها و الدموع متحجرة في عينه و قال برجاء :-
رضوي أنا
قطعت رضوي كلامه و قالت برجاء :-
أرجوك يا جاسر طرقنا مختلفة و عمرها ما هتتقابل تاني ، أرجوك طلقني و اديني رصاصة الرحمة
جاسر يصلها لفترة و قال :-
رضوي إنت طا
لا يا جاسر
صرخ بيها إياد اللي مش موافق على اي حاجه بتحصل دلوقتي وكمل كلامه لما أخد نفس بعد ما قدر يمنع جاسر من نطق الكلمه
لا يا جاسر مش هتنتهي كدا ، طب هي ست و مجروحه و مفيش في دماغها حاجة دلوقتي غير أنها ترد كرامتها قدامك و قدام نفسها
قرب منه و مسك ايده جامد و شده بعيد عنهم تحت نظرات رضوي المصدومة من إياد و مني المتغاظة منه و بتقول في نفسها:-
منك لله يا بعيد روح كان فاضل تلت ثواني و يخرجها بره حياته وادخل أنا ، لكن إنت اللي بوظت كل حاجه يا إياد الكلب و مش هسيبك ولا هسامحك على غلطك دا
إياد حاول يهدي عشان يعرف يأثر على جاسر و قال:-
جاسر إنت بجد كنت ناوي تطلق رضوي ؟!
جاسر بص ناحية رضوي اللي متبعاهم و أول ما عيونها اتقابلت بعيون جاسر غمامه من الدموع كست عيونهم الاتنين لكن منزلتش
رضوي بعدت نظرها عنه و هو بص لـ إياد و اتنهد و قال:-
أيوة يا إياد أنا نويت أطلق رضوي ، هي تستاهل حد أحسن مني حد ميوجعهاش زي ما أنا وجعتها
و هتقدر تشوفها مع حد تاني ؟! هتقدر تشوف أولاد ليها من حد تاني ؟! فين غيرتك عليها و حبك ليها يا جاسر ؟! كل دا راح لمجرد أنها طلبت الطلاق ؟! ، ما حقها يا جدع حقها عاوزة ترد كرامتها لكن انت فين و تفكيرك فين يا جاسر ؟! هتقدر تبعد عنها بالبساطة دي ؟!
جاسر بص لـ إياد اللي بيحاول يفوقه من اللي هو فيه و فكر في كلامه لقي أنه فعلاً مش هيتحمل يشوفها مع حد غيره ، رضوي اتكتبت ليه و هتفضل ليه ، هي بتحبه و هو عارف و بتغير عليه كمان بس غيريتها مجنونه ، هو مستغرب هدوئها ناحية مني لحد دلوقتي ، معقوله تكون مبقتش تحبه
سرح بخياله لموقف في شهر عسلهم بين ليه مدي حبها لية و غيريتها عليها
فلاش باك
كان واخدها في حضنه و واقفين يتفرجوا على برج إيفل ، سألته سؤال و قالت:-
يتحبني يا جاسر ؟!
عدل من وضعيتهم خلاها تبقي واقفة مقابل ليه و قال:-
لية بتسالي السؤال دا ، هو أنا قصرت معاكي في حاجة يا رضوي ؟!
هزت راسها بالنفي و قالت:-
لا بس أنا بحب أسمعها و أتأكد منك إنك بتحبني كل شوية ، لو اطول اسجلها ليك و اسمعها كغنوة طول اليوم مش هتردد ابدا و هعمل كدا
ضحك جاسر على كلامها و شدها تاني لحنه و قال:-
مجنونه جنان مش طبيعي بس بحبك لا دا أنا بعشقك يا رضوي
رضوي ابتسمت بحب و ضمت نفسها ليه اكتر و اكتر و هي بتحضنه جامد و قالت:-
و لتشهد باريس مدينه الحُب على حبي ليك يا جاسر
قطع حديثهم صوت أنثوي قدامهم بيقول :-
ايه دا مش معقول جاسر ؟! إنت هنا في باريس ؟
رضوي بتريقة و بصوت منخفض وصل لمسامع جاسر :-
لا لسة هناك في مصر
جاسر ابتسم على كلامها و بص للي واقفة قدامه و قال:-
شيرين جميلة الجميلات موجودة و في باريس كمان ؟!
شرين ازدادت غرور من تشبيه ليها بجميلة الجميلات و بصت لـ رضوي اللي بان على ملامحها الضيق و قالت:-
موجودة هنا بقالي فترة ، بأخد فترة نقاهه و بعمل شوبينج ، إنت عارفني كل فترة أحب اخد فترة كدا مع نفسي بعيد عن جو مصر فباجي هنا البلد الوحيد اللي ارتحت ليها
جاسر رد عليها بمجامله و قال:-
بلد جميلة زي باريس ليها الشرف إن واحدة جميله زيك يا شرين تبقي موجودة فيها
شرين ابتسمت بغرور و رضوي كانت واقفة متابعة الموقف باهتمام كبير و شوية كانت هنتقد على جاسر تعرفه مين هي جميلة الجميلات الحقيقة
شرين بابتسامة خبث :-
دا من ذوقك يا جاسر ، بس تصدق وحشتني أيامنا مع بعض أوي ؟! لازم نكررها أكيد و لو فاضي نكررهها هنا
جاسر بلع ريقه بصعوبه و بص لـ رضوي اللي ضحكت ليه باستفزاز و قالت:-
ما تكررهها يا حبيبي كررها
جاسر بص لـ شرين اللي مستنيه رد منه و متجاهلة رضوي بغيرتها اللي واضحة جدا و قال:-
مش هينفع يا شرين دا دلوقتي واحد متجوز و بعمل هاني مون هنا يعني كل ثانية هنا من حق رضوي و بس
مسك ايدها و باسها قدام شرين اللي اتغاظت من حركته لكن مبينتش و مثلت المفاجأة و قالت:-
أي دا بجد يعني إنت اتجوزت و دخلت عش النكد برجليك ؟! خسارة يا جاسر كدا هيفوتك أيام حلوة كتير
رضوي مقدرتش تسكت اكتر و ردت عليها و قالت:-
الأيام الحلوة دي هيعوضها في حضن مراته يا جميلة الجميلات ، أصلك متعرفيش جاسر بيتلكك إزاي عشان بس يجي جنبي
جاسر ضحك على كلام رضوي و هي بصت ليه و برقت فـ سكت و رجعت بصت لـ شرين تاني اللي سكتت بغيظ و قالت:-
ربنا يهنيكوا ببعض يا حبيبتي ، بس عموما هي كلها شوية صغيرين و هيزهق و يرجع لحياته القديمة ، حياه الدلع
بصت في ساعتها و قالت:-
للأسف هطر أمشي دلوقتي بس مش هتكون آخر مرة أشوفك فيها يا جاسر ، لازم نتقابل تاني قبل ما ترجع مصر
جاسر هز رأسه بايجاب و قال:-
أكيد يا شيرين
شرين قربت منه و حضنته قدام رضوي اللي مقدرتش تسكت اكتر من كدا و في لحظة تهور كانت جايبة شرين من شعرها و هي بتقول :-
عمالة تتمايصي من الصبح و الإنسان ساكت و بالع كلامك الماسخ لكن هتلمسي حاجة مش بتاعتك دي اللي لا يمكن اسمح بيها ابدا
شرين بصراخ:-
جاسر الحقني أرجوك
جاسر حاشهم عن بعض و شال رضوي و جري بيها و هو بيضحك عليها و كلامها
- سبني يا جاسر سبني اعلمها و أعلمك إنت كمان الأدب ، اصل الصراحه اهليكم معرفوش يربوكم
جاسر نزلها على الأرض و ضحك على عصبيتها و غيرتها اللي باينه أوي و رضوي بصت ليه بزعل و سابته و مشيت
جاسر جري وراها و هو بيقول :-
يا بت استني يا بت والله العظيم بحبك و محبتش حد لا قابلك ولا بعدك ، هما اللي زي ما إنت شايفة كدا بيجروا ورايا اكمني حلو و مسمسم
رضوي وقفت و بصتله كتير قبل ما تجري عليه وتبدأ ضرب فيه و هي بتتريق و بتقول :-
جميلة الجميلات ؟! لما هي تبقي جميلة الجميلات أنا ابقي اية بالنسابلك
جاسر أخيرا قدر يمسك اديها و قال:-
إنت جميلة قلبي يا رضوي ، قلبي و عقلي مش شايفين غيرك و مش دي اللي تغيري منها ، خلي غيرتك دي لحاجة انضف منها
رضوي لسه مبوزة و مش راضيه ترد عليه و هو سحبها لحضنه و قال:-
والله يا رضوتي ما بحب غيرك إنت
رضوي ابتسمت على كلامه و حضنته بهدوء
بااك
ابتسم على الذكري دي و بص عليها لقاها مش بصاله أصلا فقال في نفسه:-
معقول مبقتيش بتحبيني يا رضوى ؟!
فاق على صوت إياد اللي قال:-
هي مجروحة أوي يا جاسر ، و دورك إنك تداوي الجرح دا مش تهرب و تسبها تنزف ، الأيام لو داوت جرحها عمرها ما هترجعلك تاني
عقلك في رأسك تعرف خلاصك يا ابن عمي ، لو هتقدر على بعدها و خلاص الحياة بينكم بقت مستحيله طلقها و سبها تشوف حياتها مع حد تاني
بس أنا مش هقدر يا إياد مش هقدر ابعد عن رضوي
أنا مش هطلقها
راح ناحية رضوي و قال:-
أنا مش هطلقك يا رضوى