رواية رسالة من زوجي الميت الفصل الخامس عشر15بقلم السيد عبد الكريم


رواية رسالة من زوجي الميت الفصل الخامس عشر15بقلم السيد عبد الكريم
..يرويه الضابط هاني بيه
كنت اجلس في سيارة خارج الفيلا ومعي مدام نادية ، قمت بتشغيل هاتفي ورأيت وسمعت كل شيء ، كانت مدام نادية دامعة وعيناها مثبتتان على هاتفي تنظر إلى زوجها في لهفة وهي تقول كل دقيقة :
ـ حبيبي .. نادر ... وحشتني يانادر .. ربنا ينجيك منهم يا حبيبي .

كانت كلماتها مؤثرة فعلا وأعرف أن الموقف صعب عليها ، بس كنت بحاول أصبرها واخليها تخفض صوتها ، وسمعت عبر شاشة الهاتف نادر يقول :
ـ تغيير البيانات دي كلها كان شىء صعب .. بس المهم اننا اثبتنا إن البيع تم قبل موت حسان بيه .
قال غسان بيه :
ـ أهو حسان بيه غار في داهية ... واللى مقدرناش نعمله وهو عايش عملناه وهو ميت .
ضحك الجميع ثم رأيت نادر يقوم بطباعة بعض الأوراق التى أخذها غسان بيه وقراها بعينه بسرعة ثم تبادلها المحامين وهم يبتسمون ، وسمعت نادر يقول :
ـ بس دا كله ممكن يتكشف لو لسه التحقيقات شغالة .
غسان بيه قال :
ـ متقلقش كل حاجة كانت مدروسة .
قال نادر :
ـ بصراحة أنا قلقان يابيه ..مهما كانت كل حاجة مدروسة لكن جايز نكون نسينا اى خيط ورانا في الخلاص من حسان بيه .
غسان بيه قال :
ـ تعرف غاز المستنقعات يا غريب ..لما بنضيف له ميثان وكبريتيد الهيدروجين وفوسفين وثاني أكسيد الكربون مع شوية من تراب الدهب بيبقى ملهوش اى ريحة ...اهو كل أجهزة وتكييفات وبوفيهات شركة جارما كانت مليانة بالتركيبة دي قبل ما يفتحوا الشركة بنص ساعة ... وأول واحد هيولع سيجارة او يولع بوتاجاز مش هيلاقي نفسه ... ودا اللى عملناه فى شركة حسان .
كنت لا اصدق ما اسمع ، وانتظرت ان يقول غسان بيه اى شىء اخر لكن كام معظم الكلام عن ادارة الشركة الجديدة وادارة فروعها فى الدول العربية .
قمت بحفظ الفيديو وبعد أقل من 20 دقيقة كان الفيديو عند مدير أمن سوهاج ومدير أمن القاهرة ووزارة الداخلية عن الإرسال عبر شبكة الانترنت ، وجاءني الأمر من القاهرة بانتظار الدعم ببعض أفراد الأمن ثم الاقتحام ، لكن لم أطق صبرا ، ونزلت من السيارة بعدما طلبت من مدام نادية بعدم ترك السيارة مهما حدث ، وحينما عبرت بوابة الفيلا بحثت بعيني عن بهاء ولما رأيته اقتربت منه وقلتُ :
ـ كله تمام وبالدليل ...بس انا مش هستني وصول الدعم .
قال :
ـ بلاش اندفاع يا هاني .. أكيد الدعم على وصول .
قلتُ :
ـ ياباشا الفرصة ممكن تضيع .
قال :
ـ جميل .. جميل جدا يا هاني ... أنا عارف إن خراب بيتي على ايدك .. يلا بينا .
كان غسان بيه في الثبات حينما دفعت الباب رافعا مسدسي وقال :
ـ ايه ده .. انت مين ؟
وحينما رأي بهاء بيه خلفي قال :
ـ مين دا يابهاء بيه .
قلتُ :
ـ المفروض تكون عارفه ... ابن منطقتك ..حدايق القبة ... بس اه نسيت انك متعرفش الضباط الصغيرين .
غسان بيه قال :
ـ يعني انت موافق على اللى بيعمله ده ... دا خطر على مستقبله .
وهنا واحد من المحامين مبتسما :
ـ اقتحام دون إذن نيابة .
بهاء بيه اخرج إذن النيابة بالاقتحام والتفتيش ووضعه أمام انف المحامي فقال غسان بيه :
ـ والبيه النشيط ده عايز يتفتش عن إيه ؟!
قلتُ :
ـ احنا مش هنفتش ...احنا كل حاجة معانا .
وهنا كان أفراد الدعم قد وصلوا وانتشروا في كل شبر في الفيلا ، ثم سمعت نادر وهو يخرج شيئا من جيبه :
ـ الفلاشة دي عليها كل حاجة قبل التزوير وبعد التزوير .
وبدأ غسان بيه يفقد أعصابه وقال لنادر :
ـ أنت بتقول إيه يا حيوان أنت .
ثم أكمل كلامه :
ـ أنا مش مزور وكل أوراقي سليمة .
قلتُ :
ـ مش مزور ... طيب ومقتل حسان بيه واكتر من 27 واحد من الموظفين دا غير المصابين .
قال بعدما نهض في عصبية :
ـ ما احنا خلصنا من الموضوع ده ... دي كلها اتهامات ومن غير أي دليل ... واظن انت عارف يعني ايه اتهام واحد زيي وبدون دليل .
وضعت مسدسي في جيبي واخرجت هاتفي وضغطت على زر تشغيل الفيديو وقلتُ :
ـ الفيديو ده قدام الوزير دلوقتي .
وحينما بدأ الفيديو بدأ غسان بيه في الإنّهيار وتحول لون وجهه للون الأزرق وبدأت أنامله ترتعش .

حينما خرجنا جميعا من الفيلا خلف غسان بيه وهو مكبل اليدين ومعه المحامين وشاهين رأيت مدام نادية تقف بالخارج ، وما إن رأتنا حتي أسرعت ناحية نادر واحتضنته وقبلت جبهته ويديه ، وتعجبتُ من حب وإخلاص هذه السيدة حينما رأيتها تركع لتقبل قدمه ، هل مازال في الدنيا حب مثل هذا !!!!
 طبعا نادر مكنش فاهم حاجة وأكيد بيقول في نفسه مين دي .

وبعد أيام من التحقيقات اتضح إن شاهين كان واحد من اللى تسللوا الى الشركة مع المجموعة اللى وضعوا غاز المستنقعات في الشركة وإنّها جه ساعة الحريق علشان يعرف الأخبار ويتأكد إن حسان بيه مات وكل المستندات اتحرقت ، بس ساعتها لقي تليفون مرمي في الزحمة ، أخده وشال الخط وانتو عارفين الباقي ، الغريب إن شاهين قال إنّه ميعرفش مدام نادية ، بس لما دخل على اكونت نادر عرف إنّها مراته وبدأ يلعب لعبته اللى كان كل هدفه منها الفلوس وبس ، وإنّه لما قام بتصوير نادر وهو تحت شجرة البرتقال قام بتصويره بالصدفة ، وإنّه استخدم طريقة الحمام الزاجل لأنه شافها في فيلم قديم وحس إنّها طريقة محكمة يقدر يكررها بدون ترك اى دليل أو شىء يثبت هويته ، وقال برضه إنّه مكنش عارف إن صاحب التليفون لسه عايش خاصة إنّه قرأ اسمه في قائمة المتوفين ، وحاليا غسان بيه ومعاه 12 شخص بيتحاكموا فى تهمة الحريق والتزوير .

تعليقات



<>