رواية عطر الانتقام والحب الفصل الخامس5 بقلم سيليا البحيري

رواية عطر الانتقام والحب بقلم سيليا البحيري
رواية عطر الانتقام والحب الفصل الخامس5 بقلم سيليا البحيري
بعد كام يوم – فيلا فخمة لقاسم في ضواحي القاهرة – نص الليل

الستاير التقيلة مسدولة، النور خافت، ريحة السيجار مالية المكان.
قاسم قاعد على كرسي جلد فخم، بينفخ دخان سيجارته بهدوء وعينيه بتلمع بجنون.
ثريا تدخل لابسة معطف غامق، ملامحها متوترة بس عنيها كلها شر. تشيل المعطف وتقعد قدامه.

قاسم (بصوت متحشرج وبابتسامة خبيثة):
ـ "أهو أخيراً جيتي يا ثريا… كنت فاكر جبنك هيغلبك."

ثريا (تبتسم ببرود وهي تشعل سيجارة):
ـ "أنا عمري ما بخون نفسي يا قاسم… أنا ست عارفة أنا عايزة إيه بالظبط… ومبحبش أضيع وقتي في تردد زي الضعاف."

قاسم (يميل لقدام):
ـ "يعني إيه؟ حانت اللحظة؟"

ثريا (تنفخ دخان وتضحك بسخرية):
ـ "أيوه… حانت. جه الوقت نسحب البساط من تحت مراد وإخواته. هما فاكرين نفسهم ملوك العيلة… بس الحقيقة؟ أنا وبس اللي المفروض أبقى الملكة."

قاسم (عينيه تلمع):
ـ "وأنا مش هرتاح غير لما أشوف مراد راكع قدامي بيتوسل. هكسر كبريائه اللي ذلّني سنين."
(يقوم ويمشي ببطء في الأوضة ويخبط بإيده على الترابيزة)
ـ "وعهد… آه البت دي… كل ما أفتكر ضحكتها البريئة دماغي يولع. أنا عايزها يا ثريا… عايزها تبقى ليا… ومراد لو فكر يوقفني؟ يدفع حياته تمن."

ثريا (ببرود قاتل):
ـ "وهتاخدها يا قاسم… بس بطريقتي أنا. أنا بكرهها أكتر ما تتخيل… البت دي سرقت ابني مني! خلت إياد يشوفها ملاك وينساني أنا… أمه! تخيّل… أمه الحقيقية مدفونة في الضلمة، وهي بقت النور في حياته."

قاسم (يضحك ضحكة سودا):
ـ "يبقى إحنا متفقين… الليلة نخطفها."

ثريا (تبصله بتركيز):
ـ "مش خطف وبس يا قاسم… إحنا هنضرب قلب مراد نفسه. عهد دي نقطة ضعفه، حتة القلب اللي عايش بيها. لما تختفي… مراد هيتكسر. وساعتها ولا حد هيقف في وشي."

قاسم (بشهوانية غامضة):
ـ "وأنا هستمتع بالهدية… هخليها ملكي."

ثريا (تصفق بإيدها وتضحك ببرود):
ـ "اعمل فيها اللي يعجبك… أنا كل اللي يهمني أشوف دموع مراد وحور. نفسي أشوف حور دي وهي بتنهار وتعيط لما تعرف إن بنتها وقعت بين إيدينا."

قاسم (يقرب منها):
ـ "إنتي شيطانة يا ثريا."

ثريا (بابتسامة شريرة):
ـ "أيوه… وأنا فخورة بده." 👑

قاسم (يمد إيده يصافحها):
ـ "يبقى الليلة… عهد تبقى لينا."

ثريا (بهمس مليان لؤم):
ـ "الليلة… نكتب أول سطر في نهاية العيلة كلها."
***********************

فيلا البدراوي – أوضة مكتب ديلان
الأوضة كبيرة ومليانة كتب وملفات. ديلان قاعدة ورا مكتب خشب ضخم، ماسكة الموبايل بتوتر، ملامحها جدية بس جوّاها قلق. تاخد نفس عميق وتدوس زر الاتصال. بعد ثواني صوت الرنة ييجي، وبعدين صوت مريم من لندن يرد ببرود، رسمي كده.

مريم (ببرود):
ـ "مساء الخير يا ديلان… ماكنتش متوقعة مكالمتك."

ديلان (بصوت حازم بس فيه حنية أخت):
ـ "مساء الخير يا مريم. وأنا كمان ماكنتش متوقعة منك تصدقي ثريا وتعملي إخواتك بالبرود ده."

مريم (بتتنفس بحدة):
ـ "ثريا ماكذبتش عليا… هي اللي قالتلي الحقيقة! مراد عايز يحرمني من الميراث… وأنا مش أقل منكم يا ديلان."

ديلان (بغضب مكبوت):
ـ "ميراث إيه يا مريم؟ إنتي جننتي؟ مراد آخر واحد ممكن يظلمك! إنتي نسيتي إحنا اتربينا مع بعض؟ نسيتي مين كان بيحميكي وانتي صغيرة؟ مين كان بيسهر جمبك وإنتي عيانة؟ فجأة بقي وحش عشان ثريا همست في ودنك بكلمتين كدب؟!"

مريم (مترددة بصوت أهدى):
ـ "أنا… مش عارفة. كلامها كان مقنع… حسّيت إنها الوحيدة اللي مهتمة بيا."

ديلان (ترفع صوتها بنبرة حادة):
ـ "الوحيدة المهتمة بيكي؟! بالله عليكي يا مريم… الست دي عمرها ما حبت حد. ثريا دي كارهانا كلنا. لا حبت جوزها إيهاب ولا حتى ابنها إياد! مش فاهمة؟ هي عايزة تهد العيلة واحدة واحدة… وإنتي أول ورقة بتلعب بيها!"

مريم (مصدومة شوية):
ـ "إياد كمان؟! بس هي دايماً تقول إنه أغلى حاجة عندها."

ديلان (تضحك بسخرية مرة):
ـ "تحبه؟! دي ما بتحبش غير نفسها. دي بتغير من عهد بنت مراد عشان إياد بيحبها… بتتمنى لو البنت دي تموت عشان هي تكسب!"
(تسكت لحظة وبنبرة عتاب مليانة مرارة)
ـ "صدقِت ست غريبة… وكذبت إخواتك اللي عايشين معاك العمر كله؟! صدقتِ ثريا وكذبتِ مراد وزين وإيهاب… وكذبتيني أنا!"

مريم (صوتها يعلى لحظة وبعدين يتردد):
ـ "لا يا ديلان ما تكبريش الموضوع… أنا بس خايفة، يمكن حكمي كان غلط."

ديلان (تتنفس بعمق وبصوت أهدى لكن فيه عاطفة):
ـ "مريم… أنا مش عايزة أخسرك. إحنا خمس إخوات… وبعد ما بابا وماما ماتوا… لو سبتيينا إنتي كمان هنفضل لوحدنا. إحنا محتاجين بعض أكتر من أي وقت قبل كده."
(بصوت هادي مؤثر)
ـ "أرجوكي… ما تسيبيش ثريا تفرقنا."

مريم (تسكت شوية وبعدين بصوت تايه):
ـ "يا ديلان… أنا تايهة. مش عارفة أصدق مين ولا أكذب مين. دماغي مشوشة…"

ديلان (بحزم فيه حنية):
ـ "يبقى صدقي قلبك يا مريم. وقلبي بيقولك… مراد عمره ما يخونك."

مريم (بهمس خفيف):
ـ "هفكر… محتاجة وقت يا ديلان."

ديلان (بهدوء):
ـ "خدي وقتك… بس افتكري إن إحنا عيلتك… مش هي."

(ديلان تقفل التليفون بهدوء، عنيها تلمع بالغضب والحزن في نفس الوقت، وتهمس لنفسها):
ـ "مش هسيبك يا ثريا… والله ما هسيبك تاخدي مريم مننا."
********************

قاعة الموسيقى – بعد الدرس
القاعة واسعة، مليانة آلات، البيانو في الركن، والكراسي لسه فاضية بعد ما الطلبة خرجوا.
عهد قاعدة قدام البيانو، صوابعها بتمشي على المفاتيح بلحن هادي وهي سرحانة.
جنبها علا، صاحبتها الجدعة، قاعدة متربعة على الكرسي، ماسكة إزازة المية.

علا (وهي بتخلص المية وبتبصلها):
إيه يا بنتي؟ إنتي مش هنا خالص… عزفك كله مشاعر متلخبطة.

عهد (تتنهد وتقف عزفها، تبصلها بعيون تايهة):
مش قادرة… مش قادرة أفصل دماغي عن قلبي.

علا (بهدوء وهي ميلا عليها):
عن إياد… صح؟

عهد (تكسف وتنزل عينيها، تلعب في صوابعها):
آه… أنا تايهة يا علا. طول عمري شايفاه زي أخويا الكبير، الحضن اللي برمي نفسي فيه لما أخاف، السند اللي بحكيله أسراري. وفجأة… بقى خطيبي! وكل مرة أبص في عينيه… قلبي يدق بطريقة غريبة، وعقلي يقول "ده زي أخوكي".

علا (تبتسم ابتسامة صغيرة بس نبرتها جد):
طبيعي جدًا اللي حاساه. إنتي متعودة عليه كأخ، عشان ده اللي عشتيه طول عمرك. بس دلوقتي كل حاجة اتغيّرت… إنتي كبرتي وهو كبر، والمشاعر بتتغير مع الوقت.

عهد (عينيها تدمع):
بس بخاف يا علا… بخاف أظلمه. بخاف أحبّه نص حب… وأفضل طول عمري مترددة بين إنه أخ ولا راجل حياتي.

علا (تمسك إيدها بين كفيها):
بصيلي كده… إنتي قلبك أنضف من إنك تظلمي حد. لو مشاعرك كانت كلها "أخوة" وبس، ماكنتيش هتتكسفي منه دلوقتي، وماكنش قلبك هيخونك بدقات كل ما يقرب منك.

عهد (بصوت واطي):
يعني… اللي حاساه ده حب؟

علا (بحكمة):
لسه بداية… بذرة محتاجة وقت تكبر. الحب ما بييجيش بضغطة زر، ولا بين يوم وليلة. بس إنتي حاسه بحاجة… وده أهم خطوة.

عهد (تبتسم ابتسامة صغيرة بين دموعها):
يمكن عندك حق… بس نظراته يا علا… نظرات إياد بتخوفني. بحسها كأنه كان مستنيني من زمان… كأنه بيحبني من وأنا صغيرة.

علا (تضحك بخفة وتشُد على إيدها):
ومين قالك ما بيحبكيش من زمان؟ يمكن فعلاً بيحبك العمر كله، بس إنتي اللي ما كنتيش واخدة بالك.

عهد (تضحك بخجل):
ما تفضحيهوش أكتر من كده، قلبي هيوقف!

علا (بمرح):
يا بنتي أنا مش بفضحه… أنا بقول الحقيقة.
(تبص لها بجدية)
اسمعي كلامي… بلاش تضيعي وقتك في الصراع ده. سيبي نفسك للزمن… وقلبي حاسس إن حبك ليه هيكبر لدرجة هتنسّيكي إزاي كنتي شايفاه أخ قبل كده.

عهد (برقة):
بحبك يا علا… إنتي دايمًا صوت عقلي وأنا بتلخبط.

علا (تضحك وتشد حاجبها):
وأنا مش هسيبك تضيعي ولا تضيعيه. عهد… الحب مش جريمة. بس إنك تضيعِيه بإيدك… دي أكبر جريمة.

المشهد ينتهي على عهد وهي بصّة لخاتم خطوبتها بتأمل، وابتسامة صغيرة بتظهر على وشها لأول مرة من غير خوف، وعلا تبصلها بثقة زي أختها بجد
*****************

بعد شوية – في قاعة الموسيقى
عهد قاعدة ترتب نوتها على البيانو، وعلا متكعبلِة على الكرسي كسلانة.
فجأة الباب يتفتح جامد، ويدخل سليم بخطوات تقيلة وابتسامته العريضة مفرّدة وشه، لابس كاجوال أنيق.

سليم (بصوت عالي):
السلام عليكم يا ست البنات… جاهزة للمهمة؟

عهد (ترفع راسها بدهشة):
سليم؟! مهمة إيه؟ إيه اللي جابك هنا أصلاً؟

سليم (يغمز لها بخفة دم):
عندي أوامر عليا… آنسة عهد لازم تيجي معايا دلوقتي حالًا.

علا (رافعه حواجبها بسخرية):
أوامر عليا؟ إنت فاكر نفسك في معسكر ولا إيه يا حضرة الضابط؟

سليم (يبصلها بابتسامة مستفزة):
الله! مش دي الأستاذة علا؟ إيه الأخبار؟ لسه صوابعك ناشفة من كتر النقر على البيانو ولا إيه؟

علا (تقوم واقفة قصاده):
بيانو يا أستاذ محترم… مش نقر! واضح إنك ما تفهمش في الفن خالص.

سليم (يضحك بخبث):
وأنا مالي بالفن؟ أنا شغلي مخابرات… مش أوتار.

علا (بحدة):
يا ريت تمسك لسانك شوية، أنا مش من النوع اللي يتحمّل الهزار البايخ.

سليم (يقرب من عهد وهو يهمس لها ويشاور على علا):
دي بترزع الكلام كأنها مدرعة… ربنا يكون في عونك يا عهد!

علا (بسرعة):
وأنا مش هسيبك تنكد عليها بمساخرك دي.

عهد (تضحك وهي تحاول توقفهم):
خلاص بقى! إنتو كل مرة تتقابلوا لازم تعملوا خناقة؟

سليم (يرجع يبصلها بابتسامة واسعة):
يلا يا بنت العم… في مفاجأة مستنياكي.

عهد (بتوجس):
مفاجأة؟ إيه المفاجأة دي؟

سليم (بابتسامة غامضة):
لو قلتلك مش هتبقى مفاجأة… بس أوعدك هتفرحي جدًا.

علا (بشك):
استنى بس… إنت واخدها فين؟

سليم (بصوت مسرحي):
سرّي للغاية… classified information.

علا (تتكتف):
آه طبعًا… أي حاجة عندك لازم تبقى سر حربي!

سليم (يضحك ويشاور عليها):
بالظبط… وفضولك ده لو كنتي في المخابرات كنتي هتبوظي كل الخطط.

علا (بسرعة):
على الأقل أنا مش بلف وادور على الناس بكلام غامض!

عهد (تمسك إيد علا وتضحك):
كفاية بقى يا جماعة… أنا واثقة إن سليم مش هيعمل حاجة تضايقني.

سليم (يقولها بجدية للحظة):
أكيد… عهد دي أمانة عندي زي أختي الصغيرة.

علا (تغمغم وهي بترفع حاجبها):
أختك الصغيرة اللي جاي تخطفها من درسها وتقول أوامر عليا… برافو يا حنين!

سليم (يغمز لها وهو ياخد شنطة عهد):
متقلقيش يا أستاذة… هرجّعها لكِ بالسلامة.

علا (بعصبية):
أنا مش والدتها يا أستاذ سليم!

سليم (يضحك):
واضح… لو كنتي والدتها كان زمان عهد في ورطة حقيقية.

علا (ترفع إيدها كأنها هتضربه):
سليم!

عهد (تمسكها وهي بتضحك):
خلاص بقى يا علا! يلا نمشي قبل ما يحولها لمحكمة عسكرية.

سليم يفتح الباب بحركة شيك كأنه فارس، وعهد تطلع بخجل وابتسامة صغيرة. علا واقفة مكانها بتبص لسليم بعيون كلها غيظ، وهو يرمي لها آخر نظرة مستفزة وضحكة جانبية
*******************

في الغابة – المغرب بيقرب، ضوء الشمس بيتسلل من بين الشجر

(عربية سليم واقفة عند مدخل الغابة. عهد قاعدة جنبه، عينيها بتبص حواليها بقلق).

عهد (بصوت مرتبك):
سليم… هو إحنا فين؟ وليه جبتني هنا؟ المكان يخوّف!

سليم (يضحك بهدوء):
متخافيش يا بنت العم… انزلي واتوكلي على الله.

عهد (مترددة وهي ماسكة شنطتها):
أنزل؟! طب وإنت هتفضل في العربية؟

سليم (يغمز بخفة دم):
مهمتي خلصت هنا… من دلوقتي في حد تاني مستنيكي.

(عهد تفتح باب العربية ببطء وتنزل. سليم يشاور لها على طريق صغير وسط الشجر).

سليم:
امشي على السكة دي… وهتفهمي.

عهد (بتوتر):
سليم… لو ده مقلب، والله ما هكلمك تاني!

سليم (يضحك):
يلا روحي… وهتعرفي مين اللي بيحبك بجد.

(عهد تمشي بتردد وسط الشجر، الجو هادي غير صوت العصافير. كل ما تقرب قلبها يدق أسرع. فجأة تسمع صوت خطوات وراها، فتلف بسرعة بخوف).

عهد (بصوت عالي):
سليم؟! إنت لسه ورايا؟

(صوت خطوات بيقرب… وفجأة يظهر إياد من بين الشجر، ماسك باقة ورد بيضا، ابتسامة هادية على وشه).

عهد (تشهق وتحط إيدها على قلبها):
ياااااه! إياد! خوفتني!

إياد (يضحك وهو يقرب منها):
آسف… بس كان لازم المفاجأة تبقى كده… كنت عايز اللحظة دي تعيش معاكي العمر كله.

(عهد تبص حواليها… تتفاجأ إن المكان متجهز بشكل ساحر: ترابيزة صغيرة عليها شموع وفوانيس منورة، ورد متناثر على الأرض، والشجر حواليهم متزين بأنوار صغيرة).

عهد (مندهشة، تحط إيدها على وشها):
يااااه… إيه ده؟! كل ده… عشاني؟

إياد (بابتسامة حنينة):
هو في غيرك يستاهل ده كله يا عهد؟

(عهد تنزل عينيها بخجل، ودمعة فرح تلمع في عينيها).

عهد (بصوت متردد):
أنا… مش مصدقة إنك عملت كل ده…

إياد (يمسك إيدها برفق):
أنا طول عمري مستنيكي… من وإحنا عيال وأنا شايفك قدامي. دلوقتي بقيتي خطيبتي، وحبيت أوريكي قد إيه إنتي أغلى حاجة في حياتي.

(عهد تبص له بخجل شديد، قلبها يدق بسرعة، والابتسامة تطلع غصب عنها).

عهد (بصوت واطي):
أنا… حاسة بحاجة جديدة جوايا… حاجة مش زي زمان…

إياد (يقرب منها أكتر):
قوليها من غير خوف…

(عهد تتردد لحظة، وبعدين تبتسم ابتسامة صغيرة وتبص في عينيه لأول مرة بنظرة مختلفة).

عهد (بهمس):
يمكن… يمكن ابتديت أحبك يا إياد.

(إياد يتجمد لحظة، وبعدين يضحك بسعادة ويضغط على إيدها بقوة):

إياد:
أخيرًا… دي أجمل كلمة سمعتها في حياتي.

(صوت سليم جاي من بعيد وهو بيزعق من العربية):
يلا يا عاشقين! أنا مستني من ساعة!

(عهد تضحك وتغطي وشها بخجل، وإياد يضحك معاها ويرد بصوت عالي):

إياد:
يلا يا سليم… المهمة نجحت!

اللقطة تقفل على عهد وهي ببص في عيون إياد، والأنوار والشموع حواليهم عاملة جو رومانسي ساحر
********************

إياد لسه ماسك إيد عهد… وعهد متوترة وخجلانة بس ضحكتها مش سايباها
فجأة، إياد يسيب إيدها بهدوء، يمد إيده في جيب بدلته الشيك، ويطلع علبة صغيرة مخملية سودا.

عهد (تفتح عينيها بصدمة):
إياد… إيه ده؟

إياد (بيبصلها بحب، وفجأة يركع على ركبة واحدة قدامها):
عهد… يا ملاكي الجميل… أنا عارف إننا مخطوبين من زمان، وإن طلبتي لي كان قدام العيلة كلها. بس النهارده… أنا عايز أطلبك بالطريقة اللي قلبي طول عمره كان بيحلم بيها.

(عهد تحط إيدها على وشها من شدة الخجل، ودموعها بتلمع وهي بصاله).

إياد (يفتح العلبة ويطلع خاتم ماس يبرق تحت نور الشموع):
من وإحنا عيال، وأنا شايفك الأمان… الضحكة… الروح اللي بتنور حياتي. كبرتي قدامي يوم ورا يوم، وعمري ما شفتك غير ملاك نازل لقلبي. عهد… توافقِ تكوني مش بس خطيبتي… تكوني مراتي، حب عمري، وشريكة روحي لحد آخر نفس في حياتي؟

(عهد تشهق بخفة، وتحاول تتكلم بس صوتها بيتخنق، دموعها تنزل وهي بتضحك بخجل).

عهد (بصوت بيرتعش):
إياد… أنا… مش عارفة أقول إيه… قلبي هيطير من مكانه… بس… أيوه بحبك 

إياد (عينيه تلمع وهو بيلبسها الخاتم بهدوء):
"أيوه" دي أغلى كلمة سمعتها في حياتي كلها.

(بعد ما يلبسها الخاتم، عهد تبصله بخجل، وتغطي وشها بإيدها. إياد يقرب منها ويمسك إيدها ويشيلها عن وشها).

إياد (بهمس وهو بيبصلها):
متخبيش نفسك عني… عايز أشوف الفرحة دي كلها في عنيكي.

عهد (تضحك بخجل وبصاله):
مش مصدقة… ده حقيقي؟ كل ده عشاني؟

إياد (يمرر إيده على خدها بحنان):
عشاني وعشانك… عشان حبنا اللي بدأ وإحنا صغيرين وكبر معانا لحد اللحظة دي. إنتي هدية ربنا ليا يا عهد.

(عهد تعيط بخفة، وإياد يمسح دموعها بابتسامة دافية).

إياد (بيهزر برقة):
مش عايز دموع النهارده… النهارده ليلة فرحة قلبي بجد.

عهد (تضحك وهي تمسح دموعها):
حاضر… بس بلاش تيجي بعد كده تضحك عليا وتقولّي إني بكّاية!

إياد (يضحك):
إنتي بكّاية حلوة… ولو دموعك بتنزل عشان فرحة زي دي، أتمنى أشوفها كل يوم.

(الجو بقى أكتر سحر، عهد تقرب منه أكتر وتقف قريب أوي. لأول مرة، تمد إيدها وتلمس وشه بخجل).

عهد (بهمس):
إياد… أنا ابتديت أحبك بجد… مش زي حب العيلة… لا… حب تاني… حقيقي.

(إياد يبتسم ابتسامة واسعة، يبوس إيدها بهدوء، وبعدها يضمها لحضنه برفق وكأنه خايف يكسرها).

إياد (وهو حاضنها):
كنت مستني اليوم اللي أسمع منك الكلمة دي… أنا عايش وميت بيكي يا عهد.
**********************

في مكتب فخم فوق في آخر دور في ناطحة سحاب في لندن.
الحيطان كلها إزاز باين منها المطر وهو نازل على المدينة، المكتب أسود كبير، والجو ساكت بطريقة تخوف.
آدم قاعد على كرسي جلد شيك، لابس بدلة سودا شيك قوي، حاطط رجل على رجل، عينيه عسلي زي التلج، مفيش أي تعبير على وشه.

قدامه واقف راجل في الأربعينات، مرعوب واضح، إيده بترتعش وهو بيحاول يبرر نفسه.

الراجل المرتبك:
م… مستر آدم، والله العظيم غلطة صغيرة… أنا ماكنتش أقصد… دا كان سوء تفاهم بس!

آدم (ببرود وهو بيحط فنجان القهوة على المكتب بهدوء):
سوء تفاهم؟ (يسكت شوية وبعدين يميل لقدام)
إنت سرقت معلومات شركتي وبعتها للمنافسين. إنت فاكر دي حاجة بسيطة؟

الراجل (صوته بيرتعش):
أنا… كنت محتاج فلوس… سامحني بالله عليك.

آدم (عينيه بتديق ببطء وصوته واطي بس بيشق السكون زي السكينة):
سامحك؟ (يضحك ضحكة باردة بسخرية)
إنت مش فاهم أنا مين… أنا ماعنديش حاجة اسمها "سامح" مع اللي يخوني.

(يضغط على زر في المكتب، يدخل حرسين شكلهم مرعب، يقفوا ورا الراجل كأنهم حيطين حديد).

الراجل (يبدأ يرجع لورا):
أرجوك يا مستر آدم… دي غلطة واحدة! مش هتحصل تاني والله.

آدم (يقوم من الكرسي بهدوء، يحط إيديه في جيوبه، يقرب بخطوات باردة):
المشكلة مش في الغلطة… المشكلة إنك ورّيتني وشك الحقيقي. وأنا عمري ما بدي ثقة مرتين.

(يقف قدام الراجل وشه قريب جدًا منه، الراجل خلاص هيقع من الرعب).

آدم (صوته واطي بس فيه تهديد يخوف):
عارف أكتر حاجة بكرهها إيه؟ مش الفقر. مش الفشل.
أنا بكره "الخيانة".
واللي يخوني… لازم يتعلم درس ماينسهوش طول عمره.

(يأشر للحراس براسه، فجأة يمسكوا الراجل ويشدوه ويطرحوه على الأرض. الراجل يصرخ ويحاول يفلت بس مفيش فايدة).

الراجل (صوته متقطع):
أرجوك! أرجوك يا مستر آدم! أنا عندي عيال… عندي بيت!

آدم (يقرب أكتر، ينحني لحد وشه يبقى على بعد سنتيمترات، عينيه تلج):
كان لازم تفكر في عيالك قبل ما تخوني.

(يرفع إيده ويضربه بوكس تقيل في وشه، الدم ينزل من مناخيره. يتراجع خطوتين، يبص له كأنه بيبص على كيس زبالة).

آدم (بهدوء يخوف):
ارموا برّه… من النهاردة هو مش موجود بالنسبالي. ولو حاول يقرب من أي مشروع ليا… إنتوا عارفين تعملوا إيه.

(الحراس يسحبوا الراجل وهو بيصرخ، الباب يتقفل بعنف، والسكوت يرجع للمكتب).

آدم يقف قدام الإزاز، يبص على لندن تحت المطر. يشرب رشفة من القهوة بهدوء، كأنه ولا حاجة حصلت.

آدم (يهمس لنفسه):
الخيانة… تمنها دايمًا أغلى من اللي أي حد يتخيله.

يبتسم ابتسامة باردة خفيفة… ابتسامة راجل عارف إزاي يمسك العالم من غير رحمة
*******************
في  شقة واسعة راقية في لندن، مساء ممطر.
مريم جالسة على الأريكة، شعرها الذهبي مسدل، عيونها محمرة من البكاء. بين يديها كوب شاي لم تمسّه، وجهها مليء بالندم والحزن.
إدوارد يجلس بجوارها، يضع يده على كتفها بحنان وهدوءه البريطاني المعروف، بينما صوفيا تدخل فجأة، تحمل دفتر موسيقى تحت ذراعها.

إدوارد (بصوت منخفض، وهو ينظر لمريم بحنو):
مريم… حبيبتي. أنا قلتلك قبل كده، مراد مش النوع اللي يخون ثقة أخته. إنتي عارفاه أكتر مني، هو راجل مستقيم، كل حياته لولاده وإخواته.

مريم (بصوت مخنوق، تضع يدها على جبينها):
إدوارد… أنا غبية. ازاي صدقت ثريا؟ ازاي خليتها تملأ دماغي سموم ضد إخواتي؟ مراد ما يستحقش مني ده. ولا زين… ولا حتى ديلان.

إدوارد (يمسك يديها بين يديه):
الغلط مش منك وحدك… ثريا ماهرة في التلاعب. بس المهم دلوقتي إنك عرفتِ الحقيقة. ما ينفعش تضيعي وقت أكتر في الشك. لازم تصلحي اللي اتكسر بينك وبين إخواتك.

(صمت قصير. فجأة، صوت صوفيا ينقطع بفضولها المعتاد وهي واقفة تراقب المشهد)

صوفيا:
ماما… إيه اللي بيحصل؟ ليه إنتي زعلانة؟ وليه بتتكلمي عن خالو مراد وكأنك ما تثقيش فيه؟

مريم (تحاول مسح دموعها بسرعة):
لا يا حبيبتي… مفيش حاجة.

صوفيا (تجلس أمامها، تنظر إليها بجدية، عيونها العسلية تلمع):
ماما… أنا مش صغيرة. بعرف لما في حاجة غلط. وبعدين… أنا بحب خالي مراد جدًا. هو أطيب إنسان في الدنيا. ما ينفعش حد يسيء الظن فيه.

(مريم تصمت، تنظر لابنتها بدهشة، وكأن كلماتها البسيطة هزّت قلبها).

إدوارد (مبتسم بخفة، ينظر إلى صوفيا بفخر):
شايفة؟ حتى بنتنا الصغيرة فاهمة. مراد مش زي ما حاولوا يصوروه.

صوفيا (بحماس طفولي وهي تبتسم):
بصراحة… نفسي أسافر مصر الصيف ده. أشوف خالي مراد وكل العيلة. وأشوف عهد كمان! وحشتني جدًا، من زمان ما شفناها.

(مريم تغمض عينيها لحظة، ثم تفتحها، تنهيدة طويلة تخرج منها، وكأن حملًا انزاح عن صدرها).

مريم (بصوت متردد لكن فيه لمحة أمل):
يمكن… يمكن عندك حق يا صوفيا. يمكن السفر لمصر هو اللي محتاجاه فعلًا… أشوفهم بعيني.

إدوارد (يبتسم أكثر، يمرر يده على كتفها):
بالضبط… مفيش أحسن من المواجهة المباشرة. وهتشوفي وقتها مين اللي كان بيكذب.

صوفيا (بحماس وهي تنهض):
يبقى اتفقنا! الصيف ده مصر… وخلاص

إدوارد يضحك بخفة، ومريم تنظر لابنتها بابتسامة حزينة لكنها مليئة بالحنين. الجو يخف فجأة من ثقل الحزن، ويبدأ بريق الأمل يظهر في العائلة
*******************
في فيلا البدراوي في مصر 
الكل مجتمع حوالين ترابيزة فخمة، أجواء عائلية نادرة مليانة دفء. مراد جالس بجوار حور، وإياد بجانب عهد اللي مستحية جدًا. زين وتُقى بيضحكوا على موقف ما، وسليم بيتبادل النكت مع ديلان. الجو كله فرح وونس.

إياد (بحماس عيال صغير، صوته مليان طاقة):
طب خلاص بقى! نتفق على ميعاد الفرح من دلوقتي 😍… أنا مش قادر أستنى أكتر.

(الكل يضحك، عهد تخفض عينيها بخجل وتعض شفايفها بخفة، ووشها يحمر).

مراد (مبتسم بفخر وهو يبص لعهد):
شايفاك يا بني… بتحبها حب صادق. أنا مطمّن عليها وهي معاك.

حور (تضحك وهي تمسك إيد بنتها):
الله عليك يا إياد… مستعجل كأنك خايف تضيع منك.

زين (يهزر):
يا عم اهدى شوية! دي مش سباق عربيات، ده فرح بنت عمك.

سليم (مبتسم بخبث):
بس على فكرة… أنا متأكد إن عهد نفسها عايزة الفرح يكون بكرة! (يرمش لها بعينه)

عهد (بانفعال وبخجل):
سليم! بطل كلامك بقى…

(الكل يضحك، الجو مليان دفء وسعادة. حتى ديلان تبتسم ابتسامة نادرة، كأن قلبها برد شوية).

ديلان (بصوت ثابت):
أنا شايفة إن الفرح يكون قريب فعلًا… العيلة محتاجة مناسبة تفرّحنا وتنسينا وجع كتير.

مراد (يهز راسه موافق):
صح. يبقى اتفقنا، هنجهز كل حاجة قريب.

(الكل يصفق بحماس ويضحك، الجو كله فرحة… لكن فجأة، صوت ثريا يقطع اللحظة).

ثريا (بابتسامة ساخرة ونبرة سامّة):
يعني خلاص؟ كل حاجة ماشية زي ما إنتو عايزين… ولا حد سألني أنا، والدة العريس، عن رأيي؟

(القاعة تسكت فجأة. عهد تبص للأرض بغيظ، وإياد يتنفس بغضب. زين يشد راسه، وسليم يرفع عينه بسخرية. ديلان تبتسم ابتسامة باردة كأنها مستنية اللحظة).

إيهاب (ينفجر أخيرًا، صوته حاد مليان غضب مكبوت):
ثريا! كفاية! أنا زهقت من سمّك وسطنا.

(ثريا تبص له بصدمة، مش متعودة يشد عليها كده قدام الكل).

إيهاب (يقف فجأة، صوته يهز القاعة):
لو نطقتي كلمة تانية… والله العظيم لأطلقك حالًا وارميكي برا الفيلا. فاهمة؟

(الكل يتجمد، ثريا تحاول ترد لكن صوتها بيتهز).

إيهاب (يكمّل بحدة):
انسي إنك هانم! أنا اللي عملتك "هانم"، أنا اللي رفعتك من ولا حاجة… ولولا اسمي، إنتي ما تسويش حاجة.

(ثريا تصمت تمامًا، ملامحها تتحجر، تحاول تبين إنها قوية لكن رجليها بتترعش. عهد تبص بخوف بسيط لكن إياد يمسك إيدها يطمنها. مراد يرفع حاجبه برضا، وحور تتنفس بارتياح. ديلان تبتسم بسخرية خفيفة وهي تبص لثريا نظرة انتصار).

زين (بهدوء كأنه يغلق الموضوع):
يبقى اتفقنا… من النهارده، اللي عايز يعيش وسطنا يعيش بالحب… غير كده، الباب يفوّت جمل.

الكل يرجع يضحك، الجو يرجع مليان فرحة… ثريا ساكتة، ملامحها كلها قهر، لكن في عينيها نار كأنها بتتوعد الجميع بالانتقام
******************
في  غرفة ثريا 
الليل ساكن، الغرفة شبه مظلمة، ثريا قاعدة على كرسي ضخم قدام المراية. لابسة روب أسود فخم، شعرها سايب، عينيها محمرة من الغضب. إيدها تمسك الكرسي بقوة، أظافرها تغرز في الخشب.

ثريا (تتمتم بصوت متقطع، مليان غل):
فرح… ضحك… حب…! طول عمرهم كده! طول عمرهم شايفين نفسهم فوق… وأنا؟ أنا اللي محدش حسب لي حساب.

(تصمت لحظة، تبص في المراية وتضحك ضحكة قصيرة باهتة).

ثريا (بصوت مكسور يتحول تدريجيًا لسم):
من يوم ما كنت بنت صغيرة… وأنا بشوف الفرق. أمي 
 
تشتغل عندهم خدامة، تغسل مواعينهم… تنظف بلاطهم… وأنا أبص من بعيد على القصر ده. كنت أشوف مراد وهو صغير… الكل يحبه، الكل يسمع كلامه… وأنا؟ محدش شافني، محدش اعتبرني.

(دموعها تنزل فجأة، لكنها تمسحها بسرعة بعصبية).

ثريا (تضرب المراية بيدها):
ليه هو خد كل حاجة؟! المال… الاسم… القوة… حتى الاحترام! وأنا… أنا فضلت بنت الخدامة… اللي ما تسوىش حاجة.

(تصمت، ثم تبتسم ابتسامة مليانة سم).

ثريا (تكمل ببطء):
بس أنا عرفت ألعبها صح. اتجوزت إيهاب… وأول ما دخلت الفيلا دي… بقيت "هانم". بس رغم ده… محدش شافني زي ما أنا عايزة. حور ما بتحبنيش… ديلان شايفاني أقل منها… عهد؟! البنت اللي اتولدت وفي فمها ملعقة دهب… الكل يحبها، الكل يفتخر بيها…

(تشد شعرها بغضب):
ليه هي عندها كل ده؟ ليه هي اللي إياد يحبها ويجري وراها؟! ليه مش ابني اللي ياخد التقدير؟!

(تضحك ضحكة هستيرية قصيرة).

ثريا (تنخفض بنبرة صوتها، كأنها بتقسم):
مش هسيبهم. لا مراد… ولا عهد… ولا حد. هفرّقهم… هدمرهم… وخليهم يتمنوا يوم يشوفوني فيه.

(تقوم واقفة، تلف حوالين نفسها بخطوات بطيئة، عينيها مليانة حقد متوحش).

ثريا (تتمتم كأنها بتحلف):
هخلي فرحة عهد تتحوّل لجحيم. وهخلي مراد يندم إنه في يوم بصلي من فوق لفوق
******************

ثريا قاعدة على سريرها، مسكة موبايلها، بتحط السماعة في ودنها، وصوتها لزج مليان سم وهي بتتصل بمريم.

ثريا (بنعومة مصطنعة):
مريـم حبيبتي… إزيك يا قمر؟ وحشاني قوي… قولت أطمن عليكي.

مريم (ببرود واضح، لكن فيه شرارة غضب):
اطمني على نفسك يا ثريا… مش عليا.

ثريا (تضحك ضحكة مزيفة):
يا خبر! ليه كده؟ أنا كل اللي بعمله إني بحاول أحافظ على حقك… إنتي عارفة مراد، عايز يستحوذ على كل حاجة… يسيبك إيه غير الفتات. أنا بس… خايفة عليكي.

مريم (بصوت بيرتفع فجأة، حاد وقاطع):
اخرسي يا ثريا! كفاية سم… كفاية كذب!

(صوت ثريا يتجمد لحظة، مريم تكمل بصوت جليدي):

مريم:
أنا فهمت لعبتك… إنتِ حقيرة، وحتفضلي حقيرة. بتحاولي تفرقي بيني وبين إخواتي… عيلتي اللي ضحوا عشاني.
(تصمت لحظة، صوتها يزداد قوة):
انسي إنك تلعبي عليا تاني.

ثريا (تحاول ترجع ابتسامتها المصطنعة، صوتها متوتر):
مريم… إزاي تقولي كده؟ أنا زي أختك…

مريم (تضحك بسخرية مرة):
أختي؟! إنتي ابنة مين يا ثريا؟ مش نسيتي أصلك؟!
(نبرة صوتها حادة جدًا)
إنتي ابنة "شهيرة" الخدامة… اللي قضت عمرها وهي بتحاول تغوي أبوي الله يرحمه… واللي ماتت زي ما عاشت، حقودة ومليانة خطايا.
أتنسيت إنها اتعفنت وهي بتموت بسرطان المعدة بسبب سمومها وقذارتها؟!

(صوت ثريا يتقطع، نفسها يتسارع).

مريم (تكمل كالبركان):
زي أمك… إنتي ما جبتيش غير الشر! وكل كلمة منك سمّ.
اسمعيني كويس يا ثريا:
إخواتي دول حياتي… مراد أهم عندي منك ومن عشرة زيك. ولو اتصلتي بيا تاني… أقسم بالله هفضحك قدام كل العيلة.

ثريا (بصوت مبحوح، مصدومة، مش قادرة ترد):
مريـم…

مريم (تصرخ، بصوت نهائي قاطع):
إخرسي!! ومتلزمنيش كلمتك ولا وشك… وإياك تتصلي بيا تاني!

(تغلق الهاتف بعنف، الشاشة ترجع سوداء).

ثريا تجمد في مكانها.
الموبايل يقع من إيدها، وشها يتحول من صدمة لجنون، عينيها تتملى دموع غيظ، وتعض على شفايفها لحد ما تنزل نقطة دم.

ثريا (تهمس بغضب وهي ترتعش):
أنتِ… يا مريم… هتندمي. كلكم هتندموا
********************
في  شقة مريم وإدوارد في لندن – غرفة المعيشة.
مريم لسه قافلة المكالمة بعصبية، إيدها بترتعش، لكن وِشها لأول مرة من شهور منور ومرتاح. إدوارد كان واقف وراها طول المكالمة، سايبها تواجه بنفسها، ولما خلصت، قرب منها بهدوء

إدوارد (بصوت دافئ، فخور):
That’s my Maryam… that’s the woman I fell in love with.
(دي مريم اللي أنا حبيتها… دي الست اللي وقعت في غرامها).

مريم (تتنفس بعمق، ودموع خفيفة بعينيها):
إدوارد… حسيت كأني رجعت لنفسي القديمة. كأني كنت عايشة في ضباب وخرجت منه. كنت غبية إزاي أصدقها؟!

إدوارد (يمسك يدها، يضغط عليها بحنان):
You weren’t stupid, habibti. You were hurt… and she took advantage of that. But now… you’re back.
(إنتِ ماكنتيش غبية يا حبيبتي… إنتي كنتي موجوعة، وهي استغلت ده. لكن دلوقتي… رجعتي).

مريم (تضحك بدموع، وتخفي وجهها في صدره):
إنتَ كنت على حق من الأول… أنا لسه فاكرة لما قولتلي "مراد عمره ما هيظلمك". وأنا ما صدقتش.

إدوارد (يمرر يده على شعرها بحب):
Because I know your brother… مراد رجل شريف. زيك. And your family is my family too.

مريم (ترفع رأسها، تنظر في عينيه بابتسامة فيها حنان):
إنتَ فاكر زمان؟ لما رفضوا يجوزوني منك… مراد كان هيقتلني وقتها من الغضب. وزين كان قاسي جدًا… حتى إيهاب ما رضي.

إدوارد (يبتسم وهو يتذكر):
Of course I remember. They saw me as a stranger… a British man, different culture, different world.
(طبيعي أفتكر… كانوا شايفني غريب، راجل بريطاني من عالم تاني).

مريم (تضحك بخفة):
غريب؟ كانوا شايفوك شيطان!

إدوارد (يضحك بصوت عميق، ثم يقرب منها):
But I proved them wrong. I learned your language, I respected your traditions… I even chose Islam because I wanted to be part of your soul, not just your life.
(لكن أثبت لهم العكس. اتعلمت لغتك، واحترمت عاداتك… واخترت الإسلام لأني كنت عايز أكون جزء من روحك، مش بس حياتك).

مريم (تدمع عينيها، تهمس):
وأنا… ما ندمتش لحظة واحدة إني اخترتك. 20 سنة يا إدوارد… ولسه بحبك زي أول يوم.

إدوارد (يبتسم، يرفع يدها ليقبلها بلطف):
Not like the first day… more. Much more.
(مش زي أول يوم… أكتر. بكتير).

(مريم تضحك بخجل، وإدوارد يضمها لحضنه. الكاميرا تبتعد، وتظهر صوفيا داخلة فجأة من الممر، ماسكة كتاب موسيقى، وتشوفهم بيحتضنوا وتضحك بخفة).

صوفيا (تمزح بالإنجليزية):
Oh please… after twenty years, and you still act like teenagers?
(يا سلام! بعد عشرين سنة ولسه عاملين زي المراهقين؟).

مريم (تضحك وهي تحاول تمسح دموعها):
Jealous, habibti? One day you’ll understand.

إدوارد (يمسك كتف صوفيا بابتسامة):
Your mum is the best decision of my life. And I’ll keep reminding her every single day.

مريم تبتسم بخجل وسعادة، المشهد ينتهي على صورة عائلية دافئة وسط ضحكهم
تعليقات



<>