رواية بين نبضتين الفصل السادس6بقلم اية طه
ليلى: انتى؟؟؟؟ خير حصل حاجه..
هدى: كان لازم يحصل حاجه علشان اجي اشوفك ولا ايه؟ ااه ما انتي نسيتي ان ليكي ام واب وعيله وبيت تسالي عليهم وتزوريهم..... مبقناش نشوفك غير فى المناسبات العامه اللى نادرا ما بتحضريها اصلا او بتحصل مصيبه وحد تعبان.... هو احنا قصرنا معاكي يابنتى فى حاجه...
(ليلي تاخد نفس هى عارفه انها داخله على تقاش طويل وحاد مع امها كالعاده)
ليلى: طب ادخل نتكلم جوا يا ماما مش معقوله نقف كدا على الباب..... مش عارفه تصبري لما تدخلي علشان تبدائي المرشح بتاع كل مره تشوفي فيها وشي...
(تدخل هدى وتقعد على الكنبه وتبص للقطه بتهجم)
هدى: انا مش قولتلك كذا مره تمشي القطه دى ومتجبيش قطط تاني..... هو لحد امتى هتفضلي عناديه كدا ولا فاكره نفسك خلاص كبرتي علينا....
ليلى: يا ماما يا حبيبتى ايه الكلام اللى بتقوليه دا بس.... انا لا بعندك ولا كبرت عليكى.... بس زى ما انتى شايفه ياماما انا فى البيت لوحدى والبيت بيفضى عليا اخر الليل بعد دوشه المستشفى والمرضى والعيانين جبت حيوان يسلينى وفى نفس الوقت يكون هادى علشان ميعكرش صفو البيت بعد دوشه المستشفى.... فهمتينى يا حبيبتى...
هدى: وانتى ايه اللى جبرك تقعدى لوحدك ولا تحسي ان البيت فاضي عليكي... ياما اتحيلنا انا وابوكي علشان تيجي تقعدى معانا وتتونسي بينا واحنا نتونس بيكي وانتى بترفضي حتى قولنا ننقل نقعد معاكى اتحججتى بشغلك وانك مش هتعرفي تهتمى بينا ورفضتي.... وانا قولتلك مليون مره قبل كدا قطط لا انتى دكتورة وعارفه انها بتاثر على موضوع الحمل والخلف ازاى وبردو بتعاندى....
ليلى: تانى ياماما هنفتح فى الموضوع دا.... اولا انا لما باجى اقعد معاكم بيكون البيت بعيد عن المستشفى ودا بيزود تعب وارهاق اليوم ولما برجع مش بسلم من لسانكم ونقدكم ليا انى بتاخر فى الشغل وان الشغل واخد كل وقتى وحياتى وكلام كتير يا ماما اناى عارفاه.... وكمان مش بتحترموا خصوصياتى ولا قراراتي الخاصه وبتجيبو عرسان وبتحطونى ادام امر واقع وبتحرجونى وبتحرجوا نفسكم كل مره وبردو مفيش فايده..... اما بقى انكم تعيشوا معايا انا مش همنع يا ماما بس هلاقي نفس الحاجات اللى بتحصل هتحصل هنا كمان وساعتها هيكون الاحراج مضاعف لان دا بيتى وجيرانى ياماما وبالنسبه لموضوع الحمل والخلف فانتى بردو عارفه راي فيهم اذا كنت برفض الجواز يبقى هحمل واخلف منين بس....
هدى بحنيه: انتى بتحسبينا على خوفنا واهتمامنا بيكى احنا يا حبيبتى مش عايشين ليكى العمر كله ومن حقنا نطمن ونفرح بيكي ونشوف عوضك ونشيله...
ليلى بحزن: وانا جربت نصيبي مره واحده وخلاص يا ماما ولو سمحتى تتفهمي انى مش عايزه دا وانتو ربنا يخليكم ليا ويطولي فى عمركم.... وبصي بقى يا ست الكل انا واخده اجازة من المستشفى ويومى مقتصر على الحالات اللى بتابعها فى البيت ايه رايك تيجي انتى وبابا ونقعد سوا الفتره دى ونعوض الغياب.....
(اما بقى فى ناحيه التانيه عند ادم باشا كان الوضع غير تماما)
ادم ينزل من جناحه بكل عصبيه وصوته اللى مالي القصر كله عمل رعب لكل الموظفين والخدم....
ادم بكل عصبيه: انا كام مره قولت مش عايز صوت عالي ولا ازعاج..... ايه مفكرين علشان غبت يومين الدنيا هتسيب والنظام هيخرب ولا ايه؟
واحد من الخدم بيتكلم بخوف: العفو منك يا باشا... بس حسب اوامر حضرتك محدش يخلف طلب للباشا الكبير وهو اللى عامل حفله صغيرة فى الجنينه تحت....
ادم يبص له بعصبيه يطلع منها النار: تغورو من وشي دلوقتى وتمشو كل الكلاب اللى تحت وتقفلوا الحفله دى.... انا عايز اطلع جناحى البس الجاكيت بتاعى وانزل ملقيش حاجه والا متلوموش غير نفسكم سااااالمعين...
(الخدم كلها بتجري بخوف علشان تنفذ اللى قاله ادم باشا هما عارفين ممكن يحصل ايه لو كلامه ماتنفذش... وادم طلع لبس الجاكيت البدله بتاعه ونازل بكل عصبيه وعينه عارفه هي هتروح في ولمين)
يدخل من باب القصر راجل كبير على كرسي متحرك ويتكلم بعصبيه ويزعق لادم: انت ازاى تخلي الخدم يتعاملوا مع ضيوفي كدا انت اتجننت..... ولا نسيت انك الباشا الصغير وانا لسه مموتش يا ادم....
ادم يقرب منه: لسه مومتش علشان انا لسه مقتلتكش واحمد ربنا على كدا ومتتعشمش كتير فى صبري عليك.... وانا الباشا هنا وفى كل مكان غصب عنك دا خلاص انتهى زمنك يا صفوت باشا ودا بقى زمني انا دلوقتي..... وضيوفك دول لو شفتهم بيقربوا بس من سور القصر هخلي الحرس يقتلهم.... انت عايش فى القصر دا للاكل والشرب والنوم وبس لحد ماربنا يفتكرك غير كدا لا وانت عارف....
صفوت: وايه اللى منعك اتفضل اقتلني ولا انت فاكر نفسك انك مش بتقتلنى بكل لحظه وكل يوم فى السجن الانفرادى اللى معمول من دهب دا..... وانا اللى بقولك يا ادم انت اضعف من انك تنهي حياتى انت بس عايز تتحكم فيها ولا مش مكفيك انك خلتنى عاجز لباقي من عمري....
ادم بهدوء بارد: تحمد ربنا انى خليتك عاجز بس وقتها مش ناهيت حياتك.... وانت عارف كويس اوووى ايه اللى منعنى انى اقتلك بس مش معناه انى اتسلى بيك يا صفوت واذا كان مش عجبك السجن الذهبي دا من عينيا ليك.....
يصرن بكل صوته: ررررررررعد ياااااا رعد....
يدخل عليهم رجل طويل وعريض من الحارسلت الخاصه ويبان عليه قوى الجسم وحاد الملامح ودا رعد دراع ادم باشا اليمين وظله....
رعد: امرك يا باشا...
ادم: تنقل صفوت للمخزن اللى ورا القصر وتحبسه فيه والاكل يدخله بالكميات اللى يحتاجها وفى طبق واحد على الارض وممنوع حد يساعده ولا يعمله حاجه يخدم نفسه بنفسه....
رعد: بس... الباشا يعنى...
ادم بعصبيه: انت اتجننت يا رعد..... مافيش باشا هنا غيري واللى قولت عليه يتنفذ يلااااا..
رعد: اسف يا باشا بس اقصد اقولك ان صفوت بيه يعنى... عاجز فمش هيعرف يخدم نفسه ولا ياكل على الارض زى ما طلبت حضرتك....
ادم بشر: عارف يارعد ودا هو المسلي فى الموضوع اشوفو بيتذل على اللقمه علشان ياكل ويعيش مذلول علشان لما ارجعه للقصر تانى يحمد ربنا باللى هو فيه وميقولش عليه سجن تانى ولا يعترض على اسلوب العيشه فيه..... نفذ يارعد من غير نقاش....
رعد: امرك يا ادم باشا...
(يروح رعد علشان ياخد صفوت ويحركه بالكرسي ناحيه المخزن ويطلع بيه من القصر)
صفوت وهو خارج بصوت عالي: اوعى تفتكر ان اللى بتعمله دا هيغير حاجه يا ادم ولا هتعرف ترجعها مهما عملت خليك عايش فى اوهامك كدا كدا انا ايامى قليله وامشي بس انت اللى هتفضل مجروح وعايش طول عمرك بالحاله دى ودا اللى هيخلينى اموت وانا مرتاح وانا عارف ان حياتك فى الدنيا كلها عذاب يا ادم.....
بعد ما يخرج ادم ينفجر فى غضبه ويبدا يكسر فى كل حاجه وهو يصرخ....
ادم: لييييييييه خلتينى اوعدك انى مش اقتله..... لييييييييه سايبانى فى العذاب دا.... انا بكرررررررهك وبكررررره......
