رواية ندبة روح الفصل السادس والعشرون 26 بقلم نانسي عاشور

         

رواية ندبة روح 

الفصل السادس والعشرون 26 

بقلم نانسي عاشور

في هذا الفصل:

تبدأ "روح" بتتبع أثر الخريطة الطيفية التي شوّهها الخائن القديم.

تحدث مواجهة طيفية مع بقايا نيران المعابد المنسية.

تُفتح فجوة في الزمن تكشف لها أن أحد المفاتيح ناقص.

يظهر لها كيان جديد مموّه، يعرض عليها خيارًا أخيرًا محفوفًا بالشرط: أن تضيّع نفسها لتكشف المقبرة.

الفصل السادس والعشرون: الخرائط المحرّفة

لم تكن "روح" قد استوعبت ما خرجت منه بعد، حين شعرت أن الأرض تحتها لم تعد كما كانت.

خطواتها فوق الرمل لم تكن تترك أثرًا.

قال أنوبيس بصوت منخفض، وهو ينظر بعيدًا: "الخريطة التي رأيتها في الرؤيا… ليست وهمًا، بل موجودة.

لكن الخائن أعاد تشكيلها، مستخدمًا رموزًا مشوّهة من معابد أُغلقت قبل آلاف السنين."

قالت "روح": "وأين هذه الخريطة؟"

فأشار إلى الأفق: "في مكانٍ لا تذهب إليه إلا النفوس التي فقدت طريق العودة."

سارت "روح" نحو وادٍ غريب، كان الليل فيه أزرق لا أسود.

كل صخرة فيه نُقشت بعينٍ مفتوحة، وكل شجرة تصدر همسًا غير مفهوم.

وفي عمق الوادي…

رأت مذبحًا طيفيًّا مشققًا، فوقه خريطة محفورة من ذهب فاسد.

اقتربت، فبدأت النقوش تتوهج، وكأنها تعرفها.

لكن ما إن لامست الخريطة… حتى انشقت الأرض تحتها، وسقطت في تجويفٍ ناريّ، كأنها تدخل داخل الخريطة ذاتها.

استيقظت في ما يشبه غرفة طقسية، دائرية، جدرانها من عظام بيضاء.

وفي المنتصف…

جلس رجل مموّه الوجه، يلبس ثوبًا بين الظلام والنور، وخلفه لوح زجاجي يغيّر أشكاله.

قال: "أنا حامل المفاتيح الناقصة.

جئتِ بثلاثة مفاتيح… لكن الرابعة لا تُمنح، بل تُخلق."

اقتربت "روح" منه، وسألت: "ماذا تقصد؟"

قال:

"الزمن فتح أمامكِ الرؤيا… ولكن المقبرة الكبرى لا تُفتح إلا إذا تخلّيتِ عن اسمك."

سألته بحدة: "أتطلب مني أن أضيع؟"

فقال:

"بل أن تتحرّري من ذاتك، لتري ذاتك الحقيقية."

ثم سحب من خلفه تمثالًا صغيرًا، نصفه امرأة، ونصفه لهب.

"هذا هو ختم المقبرة الكبرى… لا ينفتح إلا إذا اختلطت النبوة بالنار."

وأضاف: "الخائن القديم يستخدم طيفك في خريطته… يرسمكِ في الخراب، لا في النور.

إن لم تسبقيه، ستدخلين المقبرة بنفسكِ… لا لتفتحيها، بل لتُحبسي فيها."

وقبل أن يختفي، أعطاها قطعة حجرية كُتب عليها:

"الخريطة لا تكذب… لكن من يقرؤها قد يفعل."

ثم قال: "احذري من مرايا الرمل، فإنها تنقل الصور… لا الحقائق."

استيقظت "روح" مجددًا على صوت صراخ طيفي في الأفق…

وكانت النيران قد اشتعلت من جديد في أحد المعابد الفرعونية القديمة.

نارٌ حمراء تشق السماء الطيفية كأنها تستدعي كيانًا نائمًا منذ آلاف السنين.

قال أنوبيس: "الخائن بدأ يُعيد إشعال معابد أُطفئت…

إن لم نصل إلى المقبرة الكبرى أولًا، سيحرّك الجيش النائم."

نظرت "روح" إلى السماء، وابتلعت الحجر الذي أعطاها إياه الكيان المموه، كأنها تبتلع قرارًا لا عودة فيه.

همست: "ليكن… إن كان عليّ أن أفقد نفسي، لأفتح الحقيقة."

             الفصل السابع والعشرون من هنا

لقراءه باقي الفصول من هنا

تعليقات



<>