
رواية شيطان في القريه
الفصل الاول
بقلم احمد محمود محمد
جاليت دخل القريه على اساس انه عابر سبيل بيدور بين خلق لله على لقمه عيش ياكلها.. اتكرر الامر مره واتنين كل يومين تلاته جاليت يجى القريه علشان ياخد حسنه من اهلها
الا انه مكث فيها فتره كبيره فى القريه لحد ما بقى الشيخ جاليت
من سنين طويله كان فيه قريه من قرى الصعيد قريه بتتميز بين باقى القُرى أنها مُسالمه اهلها ناس طيبين اوى. فيها الغنى وفيها الفقير
ملهمش فى الشر محدش غريب بيقصدهم فى خدمه الا وبيخدموه.
ناس غلابه وفى حالهم لحد ما في مره من المرات جه على البلد رحاله اسمر.
كان بيقول انه مصرى بس من اصل سودانى وان الحال ضاق بيه ومحتاج اى بلد يعيش فيها فى الاول كان داخل القريه عابر سبيل
الراجل ده كان اسمه " جاليت " كل الناس كانت مستغربه من الاسم الغريب ده
الا انه كان بيشرح للناس معنى اسمه وكان بيفهمهم ان السودان فيها الاسم ده عادى وانه بيدُل على الهدوء والحكمه ولأن الناس كانت ابسط مما يتخيل فا مكنش حد فيهم مكدبه والكل كانوا مصدقينه
وبقى جاليت واحد من اهل القريه الناس بقت تحبه بسبب اللى كان بيعمله كُل عمايله كانت بتقول ان ده شخص طيب وخَيَر علشان كده كان فيه بينهم وبين جاليت ثقه متبادله
اهل البلد ادوله حتت ارض بسيطه كده بنى عليها كوخ بسيط يعيش فيه مكنش ليه اهل كان وحيد ؛ بعد فتره بيسمع جاليت صوت صراخ واحده ست وهى بتتألم من الحسره على ابنها المريض ولما راح لبيتها قالت ليه انها مش لاقيه اى علاج لأبنها وانها فقيره مش معاها فلوس تروح تعالجه
جاليت استغل الموقف عشان يزود ثقه الناس فيه وكان على عِلم ببعض وصفات الاعشاب الطبيه اللى كان بيستخدمها على حد كلامه فى السودان
عرف ايه هى عِلة الولد وعمل ليه وصفه طبيه ولما اخدها حس بتحسُن وبعد فتره بقى كويس خالص ومن اليوم ده جاليت اتحول للشيخ جاليت
واصبح ولى صاحب كرامات وعملوا ليه مقام الناس بتزوره وعملوله بيت كبير وبقى كُل واحد عنده مشكله يروح للشيخ جاليت علشان يحلهاله
وكله لوجه لله. لحد ما بيطور جاليت من نفسه وبيبدأ يوهم الناس ان الاسحار والاعمال متمكنه منهم وان الجن مالى قريتهم والناس عشان ثقتهم فى جاليت صدقوه
وبقى يلم من وراهم فلوس كتيره عشان يخلصهم من الاعمال والاسحار والجن وعمل من فلوسهم ثروه
وبعدها اتجوز وخلف ولد ولحد سن 7 سنين محدش شاف الولد ده ولا حد كان يعرف ايه اسمه.. كان لما حد يسأله عن ابنه يقول مش بخرجه لانى خايف عليه ولما حد يسألوا عن اسمه بيقول اسمه " تاليت ابن جاليت
ومع كُل يوم كان بيبكبر فيه تاليت كان بيكبر فيه نفوذ جاليت.. لحد ما بقى بيته كبير وبدل الدور تلاته وبدل قطعه الارض الواحده بقى عنده اتنين وتلاته وبقى من ذوى الاملاك
وابنه مكنش بيروح مدارس زى اولاد اهل القريه ولا كان بيخرج من البيت.. لحد ما جات فتره على الناس بغضب جاليت خالص لأنه كان بيتعامل وحش مع الفلاحين اللى شغالين فى ارضه الناس اللى مكنتش لاقيه شغل غير عنده
ومحدش بقى يقرب منه ولا حد عاوز منه حاجه الظاهر ان الناس فاقت.. وعرفوا ان الله حق او يمكن انا اللى غلطان.. والناس مفاقتش ولا حاجه
ومكنش من جاليت غير أنه يبدأ يهدد الناس علشان يرجع يستفاد منهم تانى زى الاول بس الناس كانت خلاص عرفت ان جاليت ده نصاب
يعدى اكتر من عشر سنين وابن جاليت يسلك طريق ابوه ويبقى ابشع منه فى كل حاجه.. تاليت مش بس اتعلم اصول النصب من ابوه لأ ده كمان اتعلم السحر
لحد ماا بقى ساحر القريه.. الناس كانت بتعمله الف حساب مكنش حد يقدر يبص عينه فى عين تاليت
ياما فرق ازواج وخرب بيوت. شُغله الشاغل هوه أذى الناس لدرجه أن الناس مكنش عندها حل غير انهم يطيعوه وينفزوا اوامره علشان يحافظوا على بيوتهم من شر تاليت
اى مشكله كانت تحصل فى اى بيت كانت الناس كلها تكون عارفه ان تاليت هو السبب..
الشاب اللى هناك ده اللى شبه المجازيب هدومه مقـ ـطعه وماشى بيتكلم بشكل مش مفهوم ده مكنش كده
ده كان خيرة شباب البلد ومعاه كليه محترمه وكان بيحضر دكتوراه
بس وقف قدام تاليت ورفض انه يدفع زى غيره من الشباب عشان يأمنوا شره