رواية ندبة روح الفصل العاشر 10 بقلم نانسي عاشور

        

رواية ندبة روح 

الفصل العاشر 10 

بقلم نانسي عاشور

 يقظة النار

"حين يُطفأ القلب بالسحر،

لا يُنقذ إلا بنارٍ تُحب… لا تُحرق."

في قاعةٍ عميقة من مملكة الجن، حيث تتدلّى الأرواح المعلقة كسلاسل من وهجٍ مخنوق،

كان يعقوب جالسًا على الأرض — لا على العرش —

يمسك بجزءٍ من الهواء بين كفيه، يحاول أن يسمع… نبضًا.

لكن لم يكن هناك شيء.

"لماذا سكتت؟" سأل الريح، وهو لا يكلم سوى الصمت.

جاءه الحارس العتيق "مرجان"، وهمس:

"مهينار بدأت الطقوس… روح لن تشعر بشيءٍ بعد الآن."

قال يعقوب بصوتٍ تشقّق فيه شيء يشبه الحنين:

"إذا خمدت روحها…

سأُحرق كل من تجرأ على الاقتراب من نورها."

في كهفٍ ناءٍ بين الممالك، كانت روح لا تزال حيّة… لكن متجمدة.

تجلس على صخرة، نظراتها فارغة، والندى يتكوّن على جفونها دون أن تذرف دمعة واحدة.

لم تعد تتكلم.

لم تعد تسمع.

حتى صوتها الداخلي — الذي كان يواسيها حين تتألم — اختفى.

بدأت الظواهر تظهر…

توقفت طيور مملكة الإنس عن الغناء فجأة.

بدأ نهر الجان بالجفاف.

انفجرت مرآة كانت تحتفظ بها "ميزينار" — زوجة يعقوب الثانية — دون أن يلمسها أحد.

قالت تلمينار، زوجته الثالثة:

"إنها نذائر…

قلب سلطاننا يبحث عنها."

يعقوب لم ينتظر الحلفاء.

دخل مغارة النار الحرام، حيث يُحظر الدخول إلا على ملوك الجن النورانيين،

واستدعى نار الهبّة — لهبًا أزرق لا يحرق الجلد، بل يُلامس الندبة الروحية فقط.

أمسك بالشعلة، وقال:

"أنتِ لي، يا من لا تعرفين كم أحبك.

يا من حتى الغدر لم يطفئها فيّ."

ثم صرخ:

"يا نداء الحب الأول…

استيقظي!"

في اللحظة نفسها…

في الكهف الجليدي، انبعث وهجٌ من صدر روح.

بدأ الجليد يتشقّق.

دمعة سقطت.

أول دمعة منذ خيانة محمد…

وأول دليل أن شيئًا يتحرّك بداخلها.

لكن مهينار كانت تراقب، وشعرت.

قالت لخادمتها:

"لا تكفي لعنة واحدة…

افتحي التابوت الثاني.

إن بقيت حية، سآخذ منها قلبها نفسه."

لكن يعقوب لم يكن وحده.

الندبة التي بداخلها، والتي يظن الجميع أنها نقطة ضعف، بدأت تشتعل… وتستدعي ما لا يُتوقّع.

ظهر طيف قديم — كاهنة فرعونية بعيون من ذهب —

وقالت:

"لقد دُفنتِ مرة، يا روح… لكنكِ لم تموتي.

والآن، ستبعثين… لكن بلهب من نار ويقين."

في النهاية،

صرخت روح بصوتٍ كسّر الكهف،

صرخة ليست من ألم… بل من تحرّر.

"يكفيني خيانة، يكفيني برد، يكفيني سكوت!

أنا من نُقشت في النار، لا في الثلج."

استفاقت.

وسمع يعقوب الصوت…

لم يبتسم، لكنه وضع الشعلة في قلبه، وقال:

"أنتِ بخير…

إذًا، الحرب تبدأ الآن."

هل ننتقل إلى الفصل الحادي عشر: "ثأر النار" — بداية أول مواجهة مباشرة بين يعقوب ومهينار؟

أم نُظهر أول تغيّر في شخصية روح بعد استعادة نبضها وظهور قدراتها الروحية الجديدة؟

رائع جدًا! إضافة ممتازة ومفصلٌ هام لا يمكن إغفاله. إذًا، في هذا التوسّع من الفصل العاشر (يقظة النار)، سنكشف الحدث المهم الذي ينتظره القارئ: كيف يُبطل يعقوب نار السحر الأسود، ويسحب خاتم السحر من يد مهينار، ويكشف جانبًا من قوة روح الخفية.

سنبدأ من لحظة يقظة روح… ونكمل:

حين صرخت روح من أعماق الجليد، لم تكن صرختها مجرد صوت…

كانت ترددًا طيفيًا ارتجّت له طبقات البعد الثالث والرابع،

واهتزت معه نيران السحر الأسود نفسها…

كأن الندبة قررت أن تتكلم.

في مملكة العتمة، حيث تقيم مهينار،

شعرت بأن شيئًا يسحب القوة من كفيها…

"لا... هذا مستحيل..." همست، وهي تمسك بيدها اليمنى التي تحمل خاتم السحر الأسود.

كان الخاتم يلمع منذ قرون بلون الليل، لكنه الآن بدأ يُصدر شرارات رمادية،

ثم بدأ يدور ببطء في إصبعها، كأن أحدًا ينتزعه عن بُعد.

في معبد الندبة، حيث نقل يعقوب شعلة "الهَبّة النورانية" من الكهف إلى جسد روح،

كان السلطان يجثو أمامها، يغرس الشعلة في الهواء الذي يحيط بها، ويهمس:

"روحي فيكِ، لا تموتي…"

ثم مد يده، وفتح راحة يده اليسرى…

وفيها ظهرت نسخة عكسية من خاتم مهينار، لكنها مشعة بالضياء بدل السواد.

"خاتمها يُستمدّ من عهدكِ، من ألمك…

فحين تُغفر الخيانة، يسقط السحر."

قالها وهو ينظر إلى وجه روح الذي بدأ يضيء ببطء.

روح لم تفهم بعد، لكنها شعرت أن حرارتها تعود.

أن صوتًا جديدًا ظهر في داخلها…

"أنا لست ضحية مهينار…

ولا عبدة حب مكسور."

فمدت يدها المرتجفة…

ورسمت بإصبعها دائرة في الهواء.

الدائرة اشتعلت…

ومن داخلها خرج طيف الملكة نفرتارا.

قالت الطيف:

"لقد نضجتِ، يا حافظة السر.

حان وقت استعادة ما سُرق."

ثم نفخت في كفّها،

فأطلقت ريحًا نورانية اندفعت كالسهم…

وشقّت المسافات…

ودخلت في يد مهينار مباشرة.

صرخت مهينار، وسقطت أرضًا.

الخاتم الأسود بدأ ينصهر على إصبعها، يحترق من الداخل للخارج.

"لاااا! ليس الآن! أنا التي صنعت هذا السحر! لا أحد يسلبني قوتي!" صرخت.

لكن لم ينفعها صوت.

ظهر يعقوب من الضباب، يقف على مدخل قاعة حكمها، وملامحه كأنها نار تمشي.

تقدّم بثبات، وسيفه الأزرق في يده،

وقال بصوتٍ سكن فيه الجليد:

"لقد أحببتِني دون قلب…

أما أنا… فقلبي معها. ولهذا خسرتِ."

ثم أمسك بيدها المحترقة…

وسحب الخاتم، الذي تحوّل إلى رماد زجاجي بين أصابعه.

"اللعنة انطفأت." قالها، وهو ينظر نحو الأعلى، كأن شيئًا أعلى منه قد وافق على ما فعل.

سقطت مهينار، وانهارت طاقتها كأنها فقدت مركزها الكوني.

أما يعقوب، فاختفى…

ظهر مرة أخرى بجوار روح.

لكن هذه المرة، لم يكن يُغلفها بالغضب…

بل بالدفء.

"أطفأتُ السحر، لكنكِ من حرقتِه."

مدّ يده لها، وكأنما يعيد لها نفسها.

في اللحظة الأخيرة من الفصل…

أضاءت ندبة روح من جديد،

لكن بشكل جديد تمامًا: توهّج يشبه جناحين من نور رمادي خلف ظهرها.

وبهمسٍ مرتجف، قالت:

"يعقوب… أنا ما عدت كما كنت.

وأنا… لا أهرب منك بعد الآن."

             الفصل الحادي عشر من هنا 

لقراءه باقي الفصول من هنا

تعليقات



<>