فكرت بالقرار الي حاخذه.. وفعلا. كان هو الحل الوحيد قدامي... إني اقدم على الوظيفه الي في دار المسنين... بشكل دائم لكن ازاي حقنع بابا.. بقراري.... وفعلا بلغت. بابا.. بقراري... ورفض.. لكن. انا اصريت.. مع الحاحي الكبير... لكن الشي.. الي ميعرفوش بابا هو المكان الحقيقي. لدار المسنين... انا فهمت بابا. ان مكانه في اسكندريه... لاني كنت متأكده.. ان بابا. لوعرف المكان الحقيقي حيجي. ياخذني تاني ويرجعني البيت عشان كده.. انا فهمته ان دار المسنين.. موجود في الاسكندريه وان منى اخت مي. هي الي رشحتني عشان منى فعلا ساكنه الاسكندريه... وخليت بابا يتكلم مع مي عشان تأكدله كلامي... فضلت اسبوع ازن عليه عشان يوافق... واخيرا اقتنع.... لما اكدتله اني في ايادي امينه... واني هكلمه.. باستمرار... وبعد منى كمان ما اتصلت عليه وأكد له الكلام.. دا طبعا بعد اتفاق.. مي معاها... الوحيده الي تعرف مكاني الحقيقي.. كانت.. مي
وفعلا.. روحت. الدار بعد مافهمت بابا ان مي واخوها حيوصلوني اسكندريه
قابلت. أستاذه رجاء مديره الدار... الي رحبت بيا وشبه.. اشفقت عليا
وادتني غرفه انام. بيها... واوكلت ليا مهمه. الاهتمام بغرفه ٧و٨ والغرف دي كان فيها. اربع ستات. اثنين في كل غرفه
دخلت الدار... وكأني دخلت. عالم جديد... عالم غريب مليان. بالكسره الخذلان القهر عقوق الاولاد....
وكأني شفت الدنيا من زاويه ثانيه... حسيت كأني بشوف النهايه.. غرفه. ٧و٨...كان فيها اربع حالات
حاله... مدام.. صفيه.. ودي ست مش متزوجه.. بعد وفاه والدها والدتها... أخواتها اتخلو عنها ور موها في دار المسنين
وحاله الثانيه... حاله.. مدام نهاد... ودي ليها بنتين.. اتجوزو وسافرو..ومبقاش ليها حد.. حتى يسأل عليها
والحاله الثالثه... كانت حاله مدام عبير. ودي أكثر حاله. مؤلمه... دي ست فنت حياتها. عشان تربي ابنها اليتيم. الي والده توفى وهو عنده سنتين. وبعد مربته وكبرته... بقى. مهندس كبير اتجوز.. ومراته. .. خيرته. بين امه وبينها... فتخلى عن امه. .. عشان خاطرها... ورغم كده هي بترفض حد يناديها مدام عبير.. دايما بتقول انا ام محمود.. لسه فخوره بأنها امه رغم انه عاق ومش بيسأل عليها.. ولا بيزورها... ساعات كثير كنت بشوفها بتعيط ودموعها على خدها...
والحاله. الرابعه.. كانت حاله. مدام ابتسام... ودي كانت أقرب الحالات ليا أصلها كانت معلمه زيي.. ست وقوره... وشخصيه قويه... وكنت بحب اتناقش معاها.. ودايما بنتكلم عن المشاكل.. الي التلاميذ بيواجهوها وكمان انا حكيت لها.. عن المشاكل.. الي واجهتها... مع التلاميذ.... بصراحه.. ليها فكر و راي جميل دايما... مدام ابتسام.. كانت دايما... تكرر.. اسم ابني ياسين... وكانت بتستنى ميعاد زيارته... استغربت.. بقى هو عاق وراميها في دار المسنين وهي بتستنى زيارته..
في الدار... فيه حالات كثير غير الحالات. دي... ستات أولادها رموها... وستات.. معندهاش حد.. لكن كلهم مشتركين... بنظره... اول ماشفتها حسيت بالكسره... الحزن..كنت حزينه..و مستغربه.. حديبقى عنده ام ويرميها. دا انا بتمنى اشوف امي دقيقه وحده من جديد.. فعلا الإنسان مش بيحس بالنعمه الي عنده إلا لمايخسرها.. وجابز مايحسش خالص .. . في الدار...كنت كل يوم بتعلم..حاجه جديده... كل يوم اسمع نصيحه جديده... كانك بتشوف خلاصه.. تجارب.. اوخلاصه....حياه.بس كان فيه
طاقه سلبيه عحيبه
قررت اغير على قد ما اقدر..
أول حاجه عملتها اني استبدل كلمه مدام بكلمه ماما... كنت انا محتاجه الاحساس بدافى الام زي ماهمه كانو محتاجين. يحسوا بالامومه
كنت بضحك واهزر معاهم... وادلعهم... واحسسهم اني محتاجاهم زي ماهمه محتاجين ليا.. ...
وفعلا... اتوطدت. علاقتي بيهم.. لدرجه انهم كانو بيسموني الملاك
لكني فكرت.. بحاجه أكبر... الناس دي.. عشان يرجعو للحياه لازم يحسو انهم.. ليهم اهميه.. وانهم بيعملو حاجه حتى لوكانت بسيطه.... عشان كده قررت اخليهم يعلموني الحاجه.. الي احنا مفتقدينها في جيلنا الحالي.. الي هي الحياكه التطريز.. الخياطه...
وطلبت منهم نعمل حجات كثير عشان الاولاد في دار الايتام.. واهو منها اجر ليهم وتسليه... وطبعا الفكره دي كانت بالاتفاق مع.. الاستاذه رجاء مديره.. الدار.. الي رحبت بالفكره... دي... لكن بصراحه.. متوقعتش.. الي حصل بعد كده... كأن الحياه.. رجعت للدار من جديد... الستات في الدار فرحو كثير.. وعملنا حاجات كثير حتى حجات الهاندميد... والإكسسوارات... وانشغل وقتهم... وبقينا نصصم ونخيط... والاولاد.. كانت بتعجبهم.. الحجات... الي الجدات كانو بيعملوها... وفات دلوقتي شهر ونص على وجودي في الدار... اندمجت. معاهم كثير ونسيت حزني... حتى تشوهي نسيته. يمكن تجاعيد وشهم كانت قريبه. من تشوهه وشي.. نسيت كل حاجه.. لكن عمري مانسيت شمس. كنت كل يوم بعيط عليها قبل ما انام وادعيلها...واطلب منها تسامحني.. كنت بكلم بابا كل يوم بس كانت مكالمه مختصره جدا.. مكنتش اقدر أطول معاه كنت بخاف دموعي تخوني ويعرف من صوتي اد اي هو واحشني.. وحشني كثير.. وحشني حضنه. لكن كنت دايما عارفه اني اكون بعيده احسن...
...وفي يوم كنت محتاجه حاجه من ماما.. ابتسام.. عشان كده دخلت قبل ما اخبط
_بسبوسه. كنت عاوزه....
تفاجئت.. براجل و طفله صغيره عمرها خمسه او ست سنوات... اول ما شفت. الطفله لفيت وشي على طول كن خايفه اشوف نظره الاستغراب او الخوف الي بشوفها بعيون الأطفال لما بيشوفوني
_انا اسفه... يا بسبوسه...مكنتش اعرف انك عندك حد... اجيلك وقت تاني
_تعالي ياسمين يا حبيبتي. دا ياسين... وميلا.
_معلش.. ياحبيبتي.. اجي وقت تاني
بصراحه كنت عاوزه اهرب... وأخرج بسرعه.... لكن تفاجئت. بالبنت الصغيره بتتمسك. بيا. كان كل خوفي انها ترفع راسها وتشوف وشي... لكن الي عملته كان أغرب.. لقيتها بتسحب هدومي كأنها بتطلب مني انزل لمستواها... ونزلت وانا خايفه... من نظراتها... لكن لقيتها بتتسم وتقول
_انت الملاك
هزيت راسي بلموافقه.. وقلت اه
لقيتها. قربت مني ولمست وشي.. وقالت
_طنط... انت عيونك حلوه اوي
فرحت جدا.. انها مخافتش مني ولا انقرفت من الحروق.... الي في وشي..
لقيت....نفسي بعيط وبسألها
_يعني انت مش خايفه مني
_لا
حضنتها جامد. فرحت جدا انها مخافتش مني
_طب ممكن نلعب سوه
_ياريت.. ياطنط. بابا مبيلعبش معايا... دايما عنده شغل
وقفت ومسحت دموعي ومسكت ايديها.. ولفيت لماما.. ابتسام.. وقلت
_بسبوسه.. ممكن.. اخذ ميلا.. تلعب معايا..... ونقلت نظري للراجل الي جنب ماما ابتسام.. اكيد دا.. ابوها... حضرتك ممكن اخذ ميلا لوسمحت
_اكيد ياحبيبتي.... دا كان كلام ماما ابتسام
ما استنتش اسمع موافقه ابوها وأخذت ميلا وخرجت... لعب معها. وكانت فرحانه اوي.. وانا كمان. فرحت.. كثير معا.ها.. كنت حاسه ان ميلا شبهي. خصوصا لما قالت ليا. ان مامتها سافرت.. عند ربنا. ففهمت انها يتيمه الام.. فضلنا نلعب في حديقه الدار.. واحكي لها قصص أميرات ديزني.. لحد لما باباها.. جاه ونادى عليها..ولقيتها فرصه عشان اكلمه عن ماما ابتسام خدت ميلا ورحت عنده وقلت له
_استاذ ياسين انت مش شايف نفسك مقصر مع والدتك.. انت اب والمفروض تحس. بقيمه الولاد..
_والدتي؟؟!
_اه وبعدين ربنا حيحاسبك على بتعمله... دا اسمه عقوق..
_عقوق؟
_اه انت مش خايف.. بنتك تعمل معاك كده لما تكبر..
_بنتي تعمل معايا كده؟!!
_اه.. بنتك.. انت مش عارف انه كما عملتم تلتقون
_استني... انت بتتكلمي عن أي... انا مش فاهمك الظاهر يا انسه انت فاهمه غلط
_فاهمه غلط اي انا بتكلم عن ماما ابتسام مامتك.. دي مالهاش سيره غير ياسين ابني وموعد زيارته
_بس ماما ابتسام مش والدتي
_نعم... مش فاهمه. مش مامتك ازاي.
_اه مش والدتي.... ماما ابتسام كانت جارتنا وصاحبه ماما.. وكانت معلمتي في أولى ابتدائي وهي الي خلتني احب المدرسه واندمج... عشان كده انا بحبها واحترمها. وبجي ازورها دايما.. وطلبت منها انها تعيش معايا لكن هي الي رفضت..
_مش ابنها...
_اه. مش ابنها...ياريت تكوني ارتحتي.. بدل ما انت كنتي واخذه وضعيه الهجوم.. ولسانك. مش مبطل كلام
_لساني.. لساني.. وهنا.. جاتلي لحظه ادراك.. وفضلت اضحك.... ههههه.. ههههههه.. هههه لساني رجع يشتغل تاني.. يس.. يس
_انت بتضحكي ليه.. انت مجنونه
_متحترم. نفسك.. وملكش دعوه انا بكلم نفسي
_تكلمي نفسك.. يعني. مجنونه
_وبعدين.. متحترم نفسك.. وعلى العموم.. انا اسفه. انا كنت مفكره. انك ابن ماما.. ابتسام عشان كده. اندفعت.... بس هي ماما ابتسام معندهاش ولاد؟
_لا ماما ابتسام.. معندهاش. ولاد ولما جوزها مات... معادش ليها حد. ولا مكان. عشان كده جات هنا
_انا اسفه مره تانيه يا استاذ ياسين... ومتشكره ليك.. انك بتسأل عنها
_انا الي متشكر.. ليكي. ماما ابتسام بتشكر فيكي.. كثير.. وفي الحجات الي عملتيها من ساعه ما دخلتي الدار...
_دا واجبي يافندم
قربت من ميلا.. ونزلت على ركبتي عشان اوصل لمستواها.. وقلت ليها
_ميلا.. حبيبتي.. مستنياكي عشان. تجي.. تاني ونلعب سوه وحخيطلك.فستان.برنسس Anna
وحنعمل سوه حاجه. جميله. مش snowman.. لا حاجه احلى كثير
_بجد يا ابله ياسمين
_بجد يا روح ابله
_بس استنى كده خليني اخذ مقاسك
قلت كده وانا بقيس بأيدي عل شكل اشبار
_انت بتعملي ايه.. الكلام دا قاله والد ميلا
_بقيس بطريقه. فيزيائيه رياضيه. اتعلمتها من امهاتي هنا.. اينشتاين نفسه ميعرفهاش
_ههههه. طب كويس ان اينشتاين مات قبل مايشوفك وانتي بتتعاملي كده مع الرياضيات
_بكره تشوف الطريقه دي ناجحه وحثبتلك المقاس حيبقه مضبوط
_ماشي ياستي.. حنشوف... يلا ياميلا
_باي ياميمو.. حستناكي
_باي ياابله
_مع السلامه. يا انسه ياسمين... وابقي خلي بالك من لسانك
_هههه حاظر حخلي بالي
مشي ياسين وميلا.... وانا كنت سعيده. اخيرا. لساني رجع ينطق بالحق.. رجعت أرفض الغلط.. ومتقبلوش...وقولت بيني وبين نفسي
_وأخيرا ياسمين عادت من جديد
