
كل شيء اسمه ونصيب يا حاجة, ابعتي حد ياخد حاجة ابنك لما اجهزها.
بصتلها ام مصطفى بصدمة ومكانتش متوقعة الرد السريع ده منها, وسابتها مها ودخلت اوضتها, فقالت أمها اللي سمعت الكلام وهي واقفة على باب الاوضة:
-ظلمك لبنتي هيقعدلك, ومش مسامحين في سنينها اللي ضاعت مع ابنك, حسبي الله ونعم الوكيل.
--------------
من وقت ما رجعت من عند مها وجملة أمها بتتردد في ودنها فبترعبها وبتحسسها بالخوف من دعوة مظلوم, من وقتها قاعدة دماغها بتلف ومش عارفة توصل لحل, بين نارين نار خسارتها لحفيدتها ونار ظلمها لبنت ملهاش ذنب.
اتنفضت على دخول مصطفى زي العاصفة وصوته العالي سابقه:
-ارتاحتِ؟ عملتي اللي في دماغك وخربتيها عليا؟ طب يكون في علمك انا قاعد معاكي بقى لا هتجوز دي ولا هتجوز دي.
وقفت قدامه وحاولت تهديه:
-يا بني انا قولت بس أتكلم معاها ولو هي..
-وانا قولتلك ماتتكلميش معاها اصلاً, قولتلك اوعي تجبيلها سيرة الموضوع ده, لييه؟ روحتِ قولتيلها لييييه؟ كنتِ مستنية منها تقولك إيييييه؟ تقولك ماشي انا بحبه ومش هبعد عنه! وخليه يروح يتجوز عليا! ماحدش في الدنيا ممكن يعمل كده, ارتاحتي لما قالتلك هبعت حاجته؟ حتى مارفضتيش ما رجعتيش في كلامك ليها.
-خلاص يا بني انا هكلمها و...
قاطعها وهو بيقول بحزن واضح:
-لا مافيش داعي... مها عملتلي بلوك.. وابوها كلمني وقالي هبعتلك بكره حاجتك.
----------------------
شهرين عدوا...
ومصطفى حاله اتبدل فيهم, ازاي شخص ممكن يستوعب انه يبعد عن حد بيحبه بعد كل السنين دي بينهم؟ لا وكمان قرب كتب كتابهم, شقته مش قادر يدخلها ولا يبص عليها لانه هيفتكر ان المفروض كان فاضل شهرين وتكون معاه فيها, كل شيء عنده واقف, وكل حياته اتلغبطت, وعلاقته بأمه متوتره لأبعد حد.
-هو مصطفى هيفضل كده كتير؟
قالتها مروة وردت عليها امه بحسرة:
-مش عارفة, بقاله شهرين على الحال ده.. ولسه ده بكره كان المفروض يكون الفرح, هيبقى يوم ما يعلم بيه غير ربنا.
لوت بوقها وقالت:
-هو في إيه يعني ما ياما ناس بيسيبوا بعض, هيدفن نفسه بعدها!
-ايوه يا بنتي بس دول كانوا بيحبوا بعض اوي, وبقالهم سنين سوا.
كانت حركاتها باين عليها عدم الرضى وقالت:
-ولو.. الموضوع مش مستاهل كل ده.
-وانتِ مين طلب رأيك مستاهل ولا لأ؟!
قالها مصطفى بنفس وجومه وهو داخل الشقة, فارتبكت وهي بترد بنبرة هادية ومتصنعه:
-انا قلبي عليك يا مصطفى.
-خلي قلبك لنفسك, انا مش عاوز حد يخاف عليا.
بصلها وبص لأمه بعدين سأل بشك:
-هو انتِ عرفتي احنا سبنا بعض ليه؟
-لا ما سألتش.
ردت بيها بثقة, فبصلها بشك:
-وده عادي؟ طبيعي تسألي؟
ردت بارتباك:
-اصل... قولت يعني دي خصوصيات.
كان حاسس بحاجة غلط بس مش قادر يمسك عليها حاجة.
----------------------------
-يابنتي كفاية بقى, هتفضلي قافلة على نفسك كده؟
بصتلها من بين دموعها وقالت بحسرة ووجع:
-كانت النهاردة حنتي يا ماما.
-يا قلبي يا بنتي.
قالتها أمها وهي بتحضنها وبطبطب عليها بوجع, وقالت بحرقة:
-حسبي الله ونعم الوكيل في اللي كسر فرحتك, اللهي ما يفرحوا زي ما حرموكي من الفرحة.
-ماتدعيش على حد.. ماتشليش ذنبهم.
قالتها من بين عياطها فطبطبت عليها وهي بتحضنها جامد لو ينفع كانت خدت وجعها عنها.
----------------------
-طب وبعدين هيفضل الوضع كده؟ امه ما فاتحتكيش في الموضوع؟
-لا ولا أي حس, شكله مش موافق, اصلها اكيد كلمته.
سألتها سحر:
-وهتعملي إيه؟
-مش عارفة.. بس انا لازم اتجوز مصطفى, وهنبش في الموضوع تاني لحد ما أوصل للي عوزاه.
----------
-إيه رأيك لو نتجوز؟
بصتله بصدمة وهي مش مستوعبة انها بتسمع الجملة دي منه وسألته:
-إيه؟؟؟ بتقول إيه يا مصطفى؟
رد بهدوء:
-ماما عايزة ريم تتربى وسطنا, وبما إني فشكلت مع مها فمش شايف فيه مانع إلا لو انتِ مش عايزه.
-لا عاوزه...
قالتها بسرعة غير محسوبة بالمرة, وبعدين هديت وقالت بكسوف مزيف:
-يعني قصدي هفكر..
-هتفكري؟؟
قالها بسخرية واضحة وبعدين قال بملامح اتغيرت خالص:
-ده انتِ ما صدقتي مش ده اللي كنتِ بتسعيله؟ مش ده اللي خلاكِ تكلمي امي في حوار جوازك؟ ردددددي...
صرخ فيها في أخر كلامه فاتوترت جامد وهي بتقول بلجلجة:
-إيه اللي... إيه اللي بتقوله ده؟ عيب كده.. انتَ عاوز تقول إني كنت بجري وراك؟
-لا...
قالها بيهز راسه بنفي وابتسم ابتسامة سخيفة:
-توقعيني.. كنتِ قاصدة توقعيني.
رفعت صابعها في وشه بقوة مصطنعة:
-احترم نفسك وانتَ... ااااه..
صرخت بيها لما مسك صابعها وضغط عليه جامد لدرجة إنه كان هيتكسر, وهو قال بملامح باين عليها الشر:
-اخرسي... اخرسي وبطلي كدب عشان ورب العزة هنسى إنك ست وهدوس عليكِ بجزمتي...
وفعلاً كلامه خوفها وخلاها تسكت تمامًا وهي بصاله برعب, وهو كمل:
-هقولك عرفت منين...