رواية دعيني ابرئ اسقامك الجزء الثاني2 من لطيفها عاشق الفصل الثالث3 بقلم سميه رشاد

رواية دعيني ابرئ اسقامك الجزء الثاني2 من لطيفها عاشق بقلم سميه رشاد 
رواية دعيني ابرئ اسقامك الجزء الثاني2 من لطيفها عاشق الفصل الثالث3 بقلم سميه رشاد 

هاتفه لا يتوقف عن الرنين، زفر بضيق وهو ينهض من فراشه؛ ليلتقط هاتفه الذي كان متصلًا بالشاحن الكهربائي ويرى هوية المتصل الذي لا يكف عن الرنين.

عقد أواب حاجبيه باندهاش وعيناه تقعان على اسم "فيروز" لم تسعفه يداه ليسرع في الإجابة رغم قلقه من اتصالها في الوقت الحالي، بل واتصالها بشكل عام، فلم يجمعهما حديث سوى ثلاث مرات على أيام متفرقة لاتفاقات مهمة على موعد الخطبة فماذا دهاها الآن لتفعل؟!

- السلام عليكم 

فاه بتحيته بعدما حمحم محرجًا ليواجهه إعصار كما شعر به وهي تتحدث بلوم وعتاب:

- أنتَ ليه بتعاملني كدا.. ليه بتأذيني؟! 

عقد حاجبيه وتجهم وجهه من فرط الاندهاش ليسألها بقلق:

- أنا؟! أنا عملت إيه؟

لتتابع بصوت مرتفع لم يعجبه:

- أنت مبتعملش أصلًا.. مشكلتك إنك مبتعملش يا أواب.

اعتراه الضيق من عدم احترامها له في الحديث ليسأل ببرود:

- من ناحية؟ 

ازداد انفعالها من بروده، وارتفع صوتها أكثر وهي تلومه بغضب وصل إليه: 

- أنت اتصلت بيا كام مرة من وقت ما اتخطبنا قول لي؟! سألت عليا كام مرة؟ قلت لي بحبك كام مرة؟ عمرك بعت لي إني وحشتك؟ أنت مبتعبرنيش وكأني مليش لازمة!

- وأنا أقول حاجة مش حاسس بيها ليه؟ 

صعقها رده البارد الغير مراعي لقواعد الذوق لتصيح بجنون:

- يعني إيه مش حاسس بيها؟ يعني أنت مبتحبنيش؟

هز رأسه بالنفي وكأنها تراه قبل أن يجيبها:

- لأ مبحبكيش.. أنا أعرف إيه عنك عشان أحبك؟! مقعدتش معاكي غير مرات معدودة وكانت كلها للتعارف.. معرفش عنك غير معلومات قليلة أنتِ اللي قايلاها والله أعلم صادقة فيها ولا لأ.

- إيه اللي بتقوله دا؟ أنت مش خطيبي؟ وبعدين يعني هكذب عليك ليه؟

- والله مش عارف هتكذبي ليه! اسألي نفسك كذبتي ليه وأنتِ بتقولي إنك بتخافي ربنا وبتتمني تلتزمي بضوابط الخطوبة.. هي دي الضوابط اللي قلتِ عليها! إنك تتصلي بيا الساعة تلاتة بعد نص الليل وتقولي لي مبتقوليش بحبك ليه؟! دا الإحترام اللي قلتِ هتعامليني بيه وأنت بتكلميني بقلة ذوق وتعلي صوتك عليا كأني عيل صغير..

ارتفعت وتيرة أنفاسها وسألته بصوت حاولت جاهدة أن تستدعي فيه الهدوء:

- أنت بتلومني عشان بعاتبك؟!

- دا مش عتاب دا عدم احترام.. العتاب مبيكونش بالطريقة دي.. دا غير إنه الإنسان بيكون ليه حق فيه.. أما أنتِ فملكيش عليا حق في كل اللي بتطلبيه.

قابلت حديثه بالصمت قبل أن تنطق بعد صمت لا بأس به

- بس أنا مش عاجبني النظام دا.. أنا عايزة أحس إني مخطوبة.. كدا الخطوبة ملهاش لازمة

-  وأنا من البداية اتفقت معاكي على كدا ويمكن أنتِ اللي بدأتِ الكلام عن الضوابط ليه دلوقتي بتغيري الكلام.. وبعدين تحسي إنك مخطوبة بعد العقد لكن دلوقتي فاحنا لازم نرضي ربنا يا آنسة فيروز عشان يرضى عننا ويبارك لنا في حياتنا.

لو كان بموقف آخر لكان اقترح عليها عقد القران ولكن كيف سيفعل ويعقد عليها وكل ما يجده منها لا يسره؟! فاق من شروده على جوابها:

-  ما احنا مخطوبين يعني في حكم المتجوزين.. وبعدين مفيش حد بيلتزم بضوابط دلوقتي.. كله بيضحك على الناس وبيعيش حياته.

- أنا مبضحكش على حد.. وبعدين هضحك على مين؟ على ربنا؟! أنا مش هقدر أغضب ربنا عشان أرضيكي.

- وأنا مش هقدر أتحمل طول السنة كدا.. وفي الآخر أتجوز من غير ما أعيش حياتي! أنت عايز تضيع عليا أجمل فترة في حياتي..

ليجيبها بضيق:

- هو أما نلتزم بالشرع يبقى كدا بنضيع أجمل فترة زي ما بتقولي!

لتجيبه بنبرة حازمة وكأنها تنهي الحوار

- أنا مش هقدر أعيش كدا.. مش نافع معايا النظام دا 

فأجابها بصوت لا يقبل النقاش

- ولا أنا نافع معايا طريقتك في الحوار.. ولا هقدر أغير نظامي عشان أرضيكي .. حاجاتي اللي عندك اعتبريها هدية.. وبكرة إن شاء الله هكلم والدك أنهي الموضوع معاه زي ما بدأته معاه. السلام عليكم. 

أغلق الهاتف تاركًا تلك التي أنزلت الهاتف عن أذنها بصدمة، لم تعتقد أن يصل الأمر إلى هنا أبدًا، بل ظنَّت أن تهديدها له ربما سيجعله يرجع عن طريقته الجافة التي كان يتعامل بها معها لا تصل بهما إلى طريق مسدود كما حدث، بماذا أخطأت هي؟ كل ما فعلته أن لامته على تجاهله ليهتم قليلًا ألومها يعد دافعًا ليبالغ في حديثه ويغضب إلى هذه الدرجة! 

أما عنده فقد اختلف الأمر تمامًا، منذ اليوم الأول الذي ذهب فيه لخطبتها تباهت أمامه بأنها تريد الالتزام بضوابط الخطبة التي شجعها عليها ولكن لم يجد من حديثها سوى الكلام فقط، كانت تتشح بثوب الخجل والأدب يزين عنقها كقلادة حسناء فلما الآن يرتفع صوتها وكأنها لم تستمع يومًا عن احترام الآخرين في الحديث؟! بل بدا له حديثها وكأنها تضغط عليه ليتنازل عن ضوابط الخطبة وهو لم يعتَد يومًا الرضوخ للضغط ويتنازل عن حق من حقوق الله، ربما يشعر بالذنب لجفائه في الحديث وعدم اتباعه اللين معها ولكن ماذا كان من المفترض أن يفعل وهي تصرخ عليه؟ أيعقل ويحق في حقه أن يقابل صراخها وتقليلها من التزامه باللين! بالغد سينهي الأمر كما أخبرها، وليس لعدم التزامها بالضوابط فحسب، بل هذا الأمر كشف له العديد من الخفايا، فيبدو أن الصراخ سيكون طريقتها في النقاش، كما أنها تستخدم أسلوب الضغط العصبي لنيل ما تريد، بل اكتشف عدم صدقها وتصنعها وكل هذه الأمور لا يمكن تجاهلها، بل فقدت أصول لابد أن تكون راسخة بعلاقتهما وهو لا يمكنه متابعة تشييد البنيان مادام أساسه ليس صحيحًا منذ إقامة الأركان.

ــــــــــــــــــــــــــــ

كما شاع خبر خطبة أواب بين أفراد العائلة منذ أيام قلائل انتشر خبر فسخ الخطبة بين عائلتة فتجمع الجميع ليس لهذا السبب فقط، بل لمرض والدته الذي تشبث بها فور معرفتها بما حدث، لقد سعت واجتهدت كثيرًا حتى تتم الخطبة لياتي هو ويخبرها بأن الأمر قد انتهى لأسباب تخصه.

دلفت شمس بمفردها هذه المرة إلى بهو المنزل بعدما سبقتها والدتها قبل ساعة وأخبرتها أنها ستلحق بها فور أن تنتهي من عملها الذي تعمل على الحاسوب، ربما هذا كان السبب الذي أفصحت عن، ولكن سببها الخفي كان لعلمها أن ذاك الذي تتهرب من مقابلته؛ يتخذ هذا الوقت للنوم بعد قدومه من عمله، عقدت حاجبيها باندهاش فور افتقادها لوالدة أواب فشعرت أمها بما تفكر لتجيبها:

- هي فوق في شقتها يا شمس اطلعي شوفيها.

أومأت إليها بإيجاب لتناديها شقيقتها تطلب منها برجاء: 

- خدي يا شمس طلعي الشنطة دي معاكي اديها لغالية أدام أنتِ طالعة بالمرة.

أومأت إليها شمس واقتربت منها لتأخذ الكيس الأسود الذي كان يحتوي على قنينة عصير زجاجية، استقلت الأسانسير المتواجد في العمارة، فقد كان بيت العائلة مكون من سبعة طوابق، ووالدة أواب تسكن بالطابق السادس، بينما منزل العائلة في الطابق الأول، وقفت أمام الطابق المناسب وحين خروجها اصطدمت بمهدي الذي كان منتظرًا للمصعد الكهربائي فاهتزت يدها وسقطت القنينة وتهشمت إلى عدة أجزاء محدثة صوت قوي جعل صراخها يرتفع لا إراديًا.

اقترب منها وحاول تهدئتها ولكنها ابتعدت بجسدها عنه، بينما صرختها العالية تبدلت إلى نحيب قوي، لا يدري ماذا عساه أن يفعل الآن، يشعر بجسده مكبلًا وروحه عاجزة أمام انهيارها ذاك.

- اهدي يا شمس.. اهدي يا حبيبتي.. مفيش حاجة حصلت اهدي.

أتبع حديثه بانحنائه ولملمته لقطع الزجاج التي وضعها بالكيس الذي كانت به منذ البداية، يعلم أن الزجاج مادام أمام ناظريها فلن تهدأ أبدًا، طالعها بحنان بعدما أخفى الزجاج عن محيطهما وردد بهدوء:

- شمس.. اهدي.. متخافيش.. فوقي يا بابا مفيش حاجة.

اقتربت من الدرج وجلست على الدرجة الثالثة، بينما وجهها قد أخفته بين راحتي يديها، فوقف أمامها عاجزًا عن التصرف، في السابق كان عناقه لها كافيًا لتهدأتهما معًا، أما الآن فهما بحاجة إلى من يضمهما سويًا.

دقائق مرت قبل أن تنهض واقفة لتقف أمام باب البيت ولكنه حال بينها وبين جرس الباب فرمقته بغضب ولكنه لم يرتدع عمَّا يفعل، بل ظل كما هو فصاحت بضيق:

- لو سمحت ابعد 

لم يغير حديثها شيء، بل ظل واقفًا وكأن صمم أصابه ثم تحدث دون سابق إنذار:

- عاجبك الحال اللي إحنا فيه دا؟! 

رمقته بضيق تزجره على عتابه لها، أمن حقه العتاب؟ أليس هو من سحب كل كلمات العتاب التي أهدتها له ووقف عاريًا دون أن يجد ما يستتر به! 

أردف حينما لم يصله منها رد :

- محستش بالعجز غير بسببك يا شمسي.

- لو سمحت مش عايزة كلام في الموضوع دا.. وعيب اللي بتعمله دا

ليعلو صوته منفعلًا يعاتبها بقلب مجروح:

- العيب هو الوضع اللي احنا فيه.. أنتِ ليه قاسية كدا؟! قلت لك ألف مرة آسف. أغنيها لك؟ أنتِ ما صدقتي يا شمس.

 ازدادت سرعة تنفسها من كثرة غضبها وأغمضت عينيها في محاولة منها لتهدئة أعصابها، قبل أن تسأله بعدم تصديق:

- لأ بجد أنا اللي طلعت قاسية! هو اللي أنتَ عملته فيه عفو أصلًا؟! 

- أي حاجة تخصك يبقى فيها يا شمس.. وصدقيني ممكن زي ما عملت أي حاجة عشان أتجوزك مرة.. ممكن أعمل ألف حاجة عشان أتجوزك مرة تانية. 

بهتت من بجاحته، ليتابع بصوت غاضب:

- في نفس اليوم اللي اتجوزنا فيه هتكوني ليا تاني يا شمس.. بمزاجك أو غصب عنك.. ثم اقترب من أذنها ناطقًا دون أن يمسها قبل أن يذهب:

- أصل أنا ديكتاتوري

نظرت إلى أثره بضيق قبل أن تتوعده بخفوت:

- نجوم السما أقرب لك مني يا مهدي.

ـــــــــــــــــــــــــــــــ

استقبلتها غالية بالترحيب الشديد فعانقتها شمس بود، بالحقيقة غالية من القلائل في العائلة الذين يضعون علاقتها بمهدي جانبًا، ولا يتأثرون بما حدث بينهما. 

قادتها غالية حيث غرفة والدتها فجلست برفقتهما عدة دقائق قبل أن تنزل إلى الأسفل كما أملت عليها والدتها سابقًا 

أول ما وقعت عليه عينها؛ والدة مهدي التي حوقلت بضيق فاقتربت شمس من والدتها تخبرها بأنها ستغادر إلا أن الأخرى رمقتها بغيظ وهي تشير إلى إحدى الغرف:

- ادخلي سلمي على جدك الأول 

كادت شمس أن تعترض خاصة وأن جدها لا يكف عن الحديث بشأن علاقتها بحفيده إلا أن والدتها أصرت عليها وتوعدتها إن لم تطمئن عليه. 

دلفت إليه فوجدت أواب جالسًا برفقته فحمدت ربها سرًا، فعلى الأقل الشخص الجالس برفقته لن يؤذيها ولو بنظراته

وجدت جدها يهاتف أحد الأشخاص، فجلست جانبًا بعدما ألقت السلام على أواب، كان الجد كما يبدو يتحدث مع والد خطيبة أواب السابقة حيث كان يردد:

- كل شيء نصيب يا حاج.. متزعلش مني .. بس دي رغبتهم وأنا متعودتش أرغم حد على جواز.. أنت عارف يا حاج إلا الجواز. 

ابتسمت بداخلها في سخرية، فهذا الرجل وإن لم يرغمها بأفعاله إلا أن حديثه فعل، نظراته تفعل الكثير كلما أشفق على حفيده، ذاك الديكتاتوري الذي لا يحتاج إلى شفقة من أحد، بل هو أسوأ متجبر إن أراد، هم فقط لا يعرفونه.. وإن عرفوا فلا يقرون بالواقع.

فاقت من شرودها على صوت جدها الذي نطق لأواب بعدما أنهى المحادثة:

- الراجل شكله كان عايز يتمم الموضوع يا ابني ويقول البنت زعلانة.. بس أنت حر.. أنا عارف إنك عاقل ومش هتدخل.

أومأ إليه أواب دون حديث، ثم همَّ بالخروج فاقتربت من جدها وقبلت جبينه ثم جلست إلى جواره، فور جلوسها أدخل الجد يده في جيب عباءته وأخرج منها ورقة مالية وأعطاها إليها، رفضت أخذها كما تفعل دائمًا، ولكنه وبخها بشدة وأصرَّ على أخذها لها فأخذتها منه على مضض.

- بقيتي بتتقلي علينا يا شمس.

هزت رأسها بالنفي وتأملته بتمعن قبل أن تجيبه معتذرة بصدق:

- أبدًا يا جدي.. بس الشغل والظروف بس

نظر إليها الرجل بعمق قبل  أن يسألها:

- الظروف دي هتفضل منعاكي عننا العمر كله طول ما قلبك عاصي يا شمس.

تهربت من الحديث بعدما أدركت أن تلك الظروف التي يتحدث عنها ليست سوى مهدي، ثم نهضت واقفة تستأذنه بقولها:

- أنا همشي عشان أكمل شغلي يا جدي.. وإن شاء الله هاجي لك قريب.

أومأ إليها يعاتبها بنظراته ففرت من أمامه وعند باب البيت التقت بذاك الديكتاتوري الذي كلما تهربت منه وجدته أمامها، أوقفت إحدى وسائل النقل " التوك توك" وهمت بالركوب إلا أنه اقترب من السائق وصرفه بقوله:

- خلاص يا باشا رجعنا في كلامنا مش هنركب.. اتوكل على الله.

فتحت عينيها على وسعهما من تبجحه وابتعدت عنه وأشارت لسائق آخر، إلا أنه فعل معه كما الآخر فزفرت بضيق وتمتمت بصوت وصل إليه:

- أنا أمشي أحسن من إني أعاني من الجدال مع الأشكال دي.

ثم تابعت سيرها، فعلى كل حال المسافة إلى البيت لن يستغرق سيرها أكثر من ربع ساعة، ولكنها فقط تكاسلت عن المشي، تابعت طريقها غير غافلة عن ذاك الذي لم يطعه قلبه في تركها تسير وحدها رغم كون الطريق آمنًا، بل سار خلفها إلى أن اطمأن عليها بإنارة الغرفة التي تحدثها فور دخولها إلى غرفتها.

ــــــــــــــــــــــــــــــ

تألقت ريهام في فستانها الزيتوني وجلست بين جميع أفراد عائلتها تستقبل تهنئتهم، ولمَ لا واليوم كما المعتاد قراءة الفاتحة وستكون خطيبة فارس رسميًا؟ لم يحضر الحفل سوى أقرب المقربين فقط من الجهتين كما هو الغالب، فالأغراب لا يأتون سوى بحفل الخطبة لذا فكان الجميع أكثر إريحية.

اتفق الجميع على الأشياء الواجبة عند الطرفين ومن بينهم ذاك عبدالرحمن الذي لم ينطق بكلمة، بل لم يكلف نفسه عناء المباركة للعروسين، فقط جالسًا يراقب ما يحدث بهدوء، ويدعو أن يحدث بينهم في الاتفاق أي شيء يفسد خطبة ابنة عمته الغالية على أقل الشباب احترامًا في البلدة.

قامت دنيا "صديقة العروس وابنة خالها" بتشغيل إحدى الأغاني الإسلامية فارتفعت ضحكة ريهام الساخرة، فارس "المغتصب" يدير أغاني إسلامية بحفل خطبته، اندهش الجميع من ضحكتها ولكنهم اعتقدوا أنها تفعل سعيدة بخطبتها من فارس، فهي كانت متمسكة به إلى درجة تبرر ضحكها الآن، حينما حلت لحظة هدوء نهضت ريهام واقفة ثم علا صوتها على غير عادتها الخجول الهادئة، وصاحت بصوت أسمع العائلتين الممتثلين في إخوته وأعمامه فقط دون نسائهم، وأعمامها وأخوالها بنسائهم وأبنائهم.

وقفت أمام شاشة التلفاز ووضعت بها "فلاشة" صغيرة ثم نطقت:

- طبعًا كلكوا مستغربين أنا وافقت على فارس ليه بعد سنين من الرفض اللي يستحقه.

نظر إليها الجميع بصدمة وأعطوها اهتمامهم الكامل فتابعت بقسوة:

- وليكوا حق تستغربوا.. ما هو مش معقول ريهام بنت الدكتور عبدالعظيم اللي أي حد بيتمناها توافق على فارس الشمام.. أسوأ خلق الله أخلاق.

كادت شفاهم أن تصل إلى الأرض من فرط الصدمة بينما فارس نطق باسمها متوجعًا من نعتها له بهذا الوصف، على عكس والدتها وخالها الذين صاحوا بإسمها يزجرونها فلم تعبأ بأحد، بل تابعت وهي تشير إلى الشاشة التي ظهر عليها مقطع مصور لأحد مقاطع الفيديو الذي ظهر به فارس وهو يقوم باختطافها: 

- دا السبب.. العريس المحترم دا كسرني وانتهك روحي وجسمي..وبدعي ربنا يكسر قلبه ويحرق قلب عيلته عليه زي ما حرق قلبي.. حسبي الله ونعم الوكيل فيك.. حسبي الله ونعم الوكيل
تعليقات



<>