
رواية دعيني ابرئ اسقامك الجزء الثاني2 من لطيفها عاشق الفصل الرابع4 بقلم سميه رشاد
لم يتوقع بأسوأ كوابيسه أنَّ ريهام ستفضحه وتضعه في هذا الموقف المخزي أمام رجال العائلتين، لقد نصبت له الفخ بموافقتها، فجعلت السعادة تدق باب قلبه على استحياء من فعلته معها، كان يعلم بضيقها مما فعل، ولكن اعتقد أن نيران غضبها ستخمد مع مرور الوقت، لكنَّه اكتشف بعد فوات الأوان أن ذاك الوقت الذي انتظر مروره؛ لم يكن سوى وقود يشعل غضبها ويهيجه كلما غفى عقلها عن الذكرى.
انتفض الجميع وارتفعت صرخات النساء، صياح الرجال قد علا متزامنًا مع خطواتهم التي أسرعت تفكّ فارس من بين يديّ عبدالرحمن الذي لم يستطع السيطرة على غضبه وهجم عليه يكيل إليه اللكمات القاسية.
التف الجميع حولهما وتفكيرهم منقسم إلى أفكار متعددة؛ فمنهم من ساعد عبدالرحمن فيما يفعل كأحمد ابن عمه، ومنهم من دفع عبدالرحمن بغضب خوفًا على ولدهم، بينما البعض الآخر كان يحاول فصله عنه رغم غضبه من فارس، ولكن حاولوا الفصل كي لا يسوء الوضع أكثر مما هو عليه.
هدأت الأصوات وجلس الجميع مرة أخرى بأصوات خافتة رغم أن قلوبهم لم تهدأ بعد.
- خلاص هما كدا كدا هيتجوزوا.. نقرب الميعاد واتحلت.
كان أحد أقارب فارس هو المقترح لهذا الاقتراح، ليندفع عبدالرحمن مجيبًا إياه بسخرية صهرت مع المرارة ببوتقة واحدة:
- ولا يوم واحد هتعيشه على ذمته، تتجوزه والموضوع يعدي من غير ما يتعاقب؟! دا لازم يترمي في السجن عشان يبقى عبرة لكل الناس.
لتصل إليه صيحة عمته المفجوعة التي قهرت قلبه:
- وبنتي تتفضح يا عبدالرحمن!
ليجيبها وهو مازال على حالته:
- وهي غلطت في إيه عشان تتفضح؟ بنتك كانت متخدرة.. أما دا فهو ارتكب حد من حدود الله بأسوأ طريقة ولازم يتعاقب.
قال جملته الآخيره وهو يحاول الفكاك من أبيه الذي يكبل حركته كي لا يندفع ويتهجم على الآخر مرة أخرى، ولكن أبيه نجح في السيطرة على حركته فرضخ له احترامًا لأبيه الذي نكس رأسه عجزًا.
ارتفعت أصوات الجميع بين ناقم على فارس لما فعل وبين مقترحين لحلول يرونها مناسبة لحل هذه الكارثة التي أحلت بهم، ليقترح أحد أعمامها بقلب يتميز غيظًا:
- يتجوزها كام شهر على الورق بس من غير ما تنتقل بيته، ونوهم الناس إنها سافرت معاه أو أي حاجة وبعد كدا يطلقها.
ليصيح عبدالرحمن مستنكرًا:
- والموضوع يخلص من غير ما يتعاقب على اللي عمله؟! انتو بتقولوا إيه؟
لتصيح فيه عمته هذه المرة بصوت أخرسه وجعله يغادر المجلس:
- اسكت أنت يا عبدالرحمن اسكت.. أنت عايز تقومها حرب وتفضح بنتي وسط الناس ملكش دعوة إنت.. متتدخلش..
أومأ إليها بملامح لا تفسر من الحرج والغضب، ولكن قبل أن يختفي عن أعين الجميع، عاتبها بقوله الذي أوصل إليها كم خاب ظنِّه بها:
- موقفك أنتِ يا عمتي اللي هيقوم الحريق في قلب بنتك.. موقفكوا وسكوتكوا عن الحق هتتحاسبوا عليه كلكوا أدام ربنا..
ليميل بخطواته على حين غفلة من الجميع وينحدر إلى ذاك الجالس يتصنع الندم ويبرحه ضربًا بالقدر الذي استطاع فعله قبل أن يبعدونه عنه مرة أخرى ويقصونه من مجلس كان الخوف من الفضيحة والمجتمع سيده، بينما تناسوا شرع الله وجعلوا الإبلاغ عن هذه الجريمة جريمة بحق الستر!
تهاوت ريهام بانهيار على المقعد الذي وقفت أمامه فور رؤيتها لثورة عبدالرحمن، لتنهار خلفها دنيا هي الأخرى، ولا تعرف، أنهيارها هذا حزنًا على ما أحلَّ برفيقة عمرها؟ أم على قلب زوجها الذي تشفق عليه من الغضب الذي لا يستطيع كظمه بداخل صدره، أم أن قلبها يعاني الأمرين لأجلهما معًا.
لم تستطع اللحاق به وترك صديقتها في هذه اللحظة لتشير إلي شقيقها "أحمد " الذي كان بالفعل ذاهبًا خلفه كي لا يتركه وحده على هذه الحالة الثائرة.
التفتت دنيا إلي ريهام المنهارة وكأن المشهد يعاد أمام عينها الآن بعدما فتحت سيرته، فانفجرت جروحه التي لم تلتئم بعد، ولكن ألا يحق لها الانهيار بعد رؤيتها لموقف والدتها التي لم تهتم سوى بالفضيحة؟! والدتها التي لم تكلف نفسها عناء احتضان ابنتها التي تحتاجها بهذا الوقت، بل وقفت تناطح الوحيد الذي ثار غضبًا من أجلها.
حاول الجميع التفكير بحلّ لهذه المعضلة مرة أخرى، لتدور أقوالهم حول زواجهم السريع مرة ثانية، فانتفضت ريهام واقفة تصرخ بصوت يقص ما تعانيه من ألم:
- جواز ايه؟ دا لو آخر واحد في العالم مش هتجوزه ولا ثانية واحدة، إن كنتوا انتو هتسكتوا عن حقي بعد كل اللي حصل فأنا مش هسكت، ولو هعيش طول حياتي من غير جواز مش هتجوزه.. دا ميستحقش الجواز.. ميستحقش يعيش أصلًا..
حاول الجميع تهدأتها إلا أن ثورتها لم تهدأ، بل ظلت تصيح بالكلمات المهينة له إلى درجة جعلت عائلته تجره ويغادرون المجلس منفعلين وكأنهم يحق لهم الانفعال، بينما هو كان يردد بكلمات الندم والاعتذار التي لا قيمة لها على الإطلاق!
بعد انسحاب الجميع صاحت فيها والدتها بقهر وحسرة
- ارتاحتي كدا.. ارتاحتي؟
لتناظرها بأعين فارغة جعلت المتواجدين يضطربون قلقًا من أجلها، فمن ينظر إلى عينيها الفارغنين هاتين يشعر وكأنه ينظر إلى عيني شخص أدركته الوفاة.
سحبتها دنيا إلى غرفتها فاستجابت إليها وعيناها لا تزالا خاويتين بطريقة أرعبت الجميع.
حلَّ الليل وسبحت ريهام في نومها أو هكذا ظنَّ الجميع، فتركتها دنيا وقلبها يتلهف للاطمئنان على على ذاك الذي لا يجيب على هاتفه منذ أن غادر.
فور دخولها من باب الشقة، عانقها الظلام فاعتقدت بعدم وجوده، مما جعل القلق ينهش قلبها، إلا أن عيناها اللتان وقعتا عليه فور ضغطها على الزر الكهربائي جعلتها تهرول تجاهه وتلتقط كفيه تحتضنهما بين كفيها بحنان وعيناها تقبل كل ما تقع عليه من جسده قلقًا، فباغتها سائلًا بما لم تتوقعه أبدًا:
- كان بيتعرض لها وأنتِ كنتِ عارفة؟!
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
في اليوم التالي مساءً بمنزل ريهام..
- عملوها.. هرب وسابك لوحدك عشان تقولي مش هتجوزه يا بنت ال...
صدح صوت والدة ريهام التي انهارت فور سماعها بخبر هجرة فارس، فترجمت انهيارها إلى ضربات بحذائها أسقطتها على جسد ابنتها التي كانت جالسة تطالعها بعينان شاخصتان وكأن جسدها ليس هو ما يستقبل الضربات.
"أهو هرب.. شوفي بقا هترفعي قضية ضده ازاي وهو هربان برا مصر.. أيامنا خلصت.. مفيش بعد كدا غير فضايح"
قذائق كانت ترميها بها والدتها وهي تلتقط أنفاسها بين الضربة والأخرى، كلمات تحفرها ريهام في ذاكرتها حفرًا دون أن تنطق أو يصدر عنها شيء، بل يبدو أن والدتها تعبت من المجهود الذي بذلته فجلست جوارها تبكي بقوة وتنعي حظها التعس الذي أوقعها في ابنة كهذه.
بعد نواح كثير نهضت أمها وخرجت تنعي ما حدث لها بمفردها، فابنتها ال " جبلَّة" كما وصفتها لا يفلح معها ضرب ولا سبّ ويبدو أنها وحدها من ستعاني وتتحمل تبعات ما حدث
ـــــــــــــــــــــــــــــــــ
ارتعدت "عبير" بفزع فور استماعها لصوت الباب الذي أغلق بقوة؛ فعلمت بظهور نتيجة التحاليل التي أجرتها قبل دقائق وانتظرها هو بينما غادرت بسبب التزاحم الغير طبيعي في المعمل القريب منهم، قذف الأوراق أمامها بوجه مكفهر فأيقنت أن محاولات الإنجاب لهذا الشهر فشلت أيضًا لينطق بما لا يقبل النقاش:
- جلت لك الشهر السابج إن دي آخر فرصة ليكِ.. وأنا مبمزحش في تهديدي.. أنا هعاود البلد في أچازة صغيرة ومتتفاچئيش لو سمعتي خبر زواچي.
ظلت جالسة مكانها بصدمة، لم تستطع النهوض و الصراخ بوجهه كما المتوقع، بل بقيت كما هي، لقد فاق كل الحدود، لم يتحمل الانتظار والصبر أكثر من ذلك فيفكر في زواج ثاني بهذه السهولة! جنح عقلها إلى أنها الوحيدة المتسببة فيما يحدث لها الآن، لقد حذرها الجميع من الزواج منه، إلا أنها لم تستمع لحديث أحد، بل تشبثت بحلمها في الزواج برجل يكبرها بعقد أو أكثر، صعيدي الأصل كأبطال الروايات التي تقرأ، دون أن تهتم بحديث الجميع السيء عن طبعه.
صفعها قلبها ألمًا ولامها قلبها على البقاء معه إلى الآن، لمَ هي متمسكة به إلى هذه الدرجة؟ فليست هناك عشرة طيبة ولا معاملة حسنة، بل لا يطيق التحمل على تأخر الإنجاب الذي لا يعلمون سببه حتى الآن، لمَ عليها هي تحمل معاملته بل وضربه لها في بعض الأحيان و تجاهل الطعام الذي يقذف بوجهها كلما ضاق خلقه؟
تابعت خروجه من البيت دون أن تنطق بكلمة، وفور استجماعها لقوتها نهضت هي الأخرى تجمع حقيبتها ونيتها ألا تطأ قدميها هذا البيت الذي شهد استشهاد كرامتها في سبيل استدامة الزواج مرات ومرات.
ـــــــــــــــــــــــــــــــــ
زفرت "شمس" بضيق وهي تضع المكسرات على صينية ال"بسبوسة" التي انتهت من صنعها للتو
- ما تردي على الجرس دا يا بنتي هو مفيش الا أنا
صاحت بشقيقتها الجالسة على الأريكة تتصفح هاتفها لتجيبها الأخرى بصوت بارد:
- مليش دعوة أنا اللي رديت آخر مرة
لتضع حجابها على رأسها بإهمال وتفتح الباب بضيق وصل الطارق الذي همس بصوتٍ رائق فور رؤيتها:
- يا مساء الجمال
توارت أكثر خلف الباب تخفي جسدها، فهي ارتدت الحجاب على "الترنج " الرياضي الذي كانت ترتديه اعتقادًا منها أنه أحد صغار عائلتها، فأسرَّ حزنه في نفسه من فعلتها، يعلم أنها محقة، ولكن بعدما كانت تقابله دون أن تعبأ بملابسها البيتية فترة عقد قرانهم، باتت تتوارى عنه، بل وتركته ودلفت إلى الداخل وكأنه بات لا يعنيها .
اختبأت في غرفتها تتمتم بضيق وتتساءل عن سبب مجيئه، لتجد والدتها تدلف إليها وتسألها بنبرة حازمة:
- إيه اللي دخلك تستخبي بعد ما ابن خالك عرف إنك هنا دي الأصول! اطلعي اقعدي معانا
هزت رأسها تعاتبها بهدوء
- أيوة يا أمي دي الأصول.. في وضع زي وضعنا الأصول إني مقعدش عادي ولا كأن حاجة حصلت على الرغم من إن اللي حصل كتير..
- وأنتِ دلوقتي زي أخته ومعنى إنك متطلعيش يبقى في في دماغك حاجة.. أنا خارجة وخمس دقايق لو مكنتيش برا معانا مفيش خروج لفرح صاحبتك اللي عايزة تروحيه..
برقت عينيها باعتراض وصاحت بعدم تصديق:
-مروحش فرح مين يا أمي؟ مي صاحبتي أقرب واحدة ليا؟ إزاي تعترضي على حاجة زي دي؟ دا انت بنفسك من كتر ما بتحبيها قلتِ هتيجي معايا الفرح.
هزت والدتها رأيها بعناد قائلة وهي تتركها وحدها:
- أنا قلت اللي عندي
ثم أتبعت حديثها بخروجها من الغرفة، تعلم أن ابنتها ستتبعها على الفور، فصداقتها بميّ من أكثر الأشياء التي تتمسك بها، لقد فصلت فستانًا مميزًا خصيصًا لأجل هذه المناسبة، ولن تفسد سعادتها بزفافها لأجل خصامها مع مهدي.
وبالفعل، صدق حدس المرأة، وخرجت شمس بعد خمس دقائق تتوارى خلف" إسدال" الصلاة الستان نحاسي اللون الخاص بها.
تهللت أساريره فور خروجها، فجلست بهدوء في أبعد ركن عنه، مما جعل والدتها تنهض لتنفذ مخططها معه وتنطق بهدوء:
- هعمل لك عصير يا حبيبي وجاية
جدجتها شمس بقوة، لم يكن على والدتها تركهما وحدهما بهذه الطريقة دون رابط شرعي، ولكن لا بأس، ستعامله كالأغراب إلى أن تنتهي زيارته المزعجة هذه.
- جميلة
كادت أن تزجره بأسوأ كلمات الردع، إلا أن رؤيتها لطبق البسبوسة الذي يحمله بين أصابعه جعلها تبتلع كلماتها وتكظم عيظها منه، فسألته بقلة ذوق:
- جاي ليه يا مهدي؟
ليجيبها بما يعلمان جيدًا أنه كاذبًا في قوله:
- عمتي وحشتني.. جيت أزورها صلة رحم.. عندك اعتراض؟
- وهي فين عمتك دي اللي قاعد معاها؟!
- عايزاني يعني أقولك إني جاي عشانك؟
لم تصدم من جرءته، فقد اعتادت على مثل هذه الوقاحة منه لتجيبه
- مش عايزاك تقول أي حاجة.. عايزاك تروح.. تعرف تروح؟
رمقها شزرًا وكأنه لم يستمع لما قالت فرد على ما تمنى أن تجيبه به:
- جاي عشانك.. عشان وحشتيني يا شمس.. كنت بتمنى ألاقي في عينك أي نظرة تعرفني إنك محتاجاني بس إنك قعدتي معايا واتخطيتي إحساسك فدا أحبطني.
- كويس إنك فهمت إنك مش فارق
رد عليها بما أفصح عن غضبه الذي نجحت في إشعاله:
- تمام.. وأنا ما زلت عن وعدي.. قريب أوي هكون فارق.. وجدًا يا شمس.
ارتعدت داخليًا من تهديده، تعلم بجبروته، ومن غيرها سيعلم وهي من تجرعته على مراحل حتى باتت متخمة به.شردت بعقلها إلى تلك الفترة السابقة لعقد قرانهما، والتي كانت ترفض الزواج منه بدرجة كبيرة لاعتقادهما أنها غير قادرة على الزواج، خاصة مع الفوبيا التي تتمكن منها كلما تهشم الزجاج أمامها، ولكنه بجبروته العاطفي فعل ما جعلها تقبل رغمًا عنها ويا ليتها لم تقبل، ليتها تمسكت، كادت أن تغرق بذكريات ما حدث إلا أن صرخة والدتها أفاقتها فانتفضت صارخة هي الأخرى ولا تعلم كيف ومتى اقترب منها مهدي إلى هذه الدرجة التي جعلت القادم يظن أنهما كانا يتعانقان بحرارة!
ـــــــــــــــــــــــــــــ
- وأنا هاين عليكِ الفترة دي كلها يا أمي؟
سأل أوَّاب والدته بتوسل وهو يقبل يديها قبل أن يدثرها على الفراش الذي تهاوت بجسدها عليه، رمقته بتردد لا تعلم ماذا عليها أن تفعل لتلين عقله ويقبل بخطبة إحدى الفتيات من جديد، مشتتة هي بين محاولاته التي يفعلها كل يوم لينال رضاها، وبين خوفها عليه من أن يظل وحيدًا فقدم إليها الطعام قائلًا بتوسل:
-طيب كلي يا أمي عشان خاطري.
ولكنها هزت رأسها بإباء رافضة تناول أي شيء من يديه فتنهد بعمق قبل أن يعدها:
- طيب كلي وأنا هخطب.. في واحدة أصلا عايز أخطبها..
تلهفت أمه ونظرت إليه برجاء ليتابع حديثه فتابع:
- كلي الأول
هزت رأسها بالنفي غير مصدقة، فنطق:
- في واحدة بس كانت مخطوبة وحاليا خطبتها اتفسخت وأقدر أتقدم لها
تأملته بشك فيما يقول واثقة بأخلاقه ثم سألته:
- وأنت عرفتها منين؟
فأجابها بما يشغل تفكيره منذ فترة لا بأس بها:
- قريبة صاحب مهدي.. شوفتها في فرحه.
تهللت أساريرها وابتهجت نفسها لتساله بلهفة وسعادة:
- واسمها ايه البنت دي؟
فأجابها بعدما تنهد بصوت عالي وصل إليها:
- ريهام.. اسمها ريهام