
مصطفى، عايزاك تتجوز ارملة اخوك، لو بتعزني بصحيح توافق.
_اتجوزها! وده ازاي؟ انتِ ناسية إني خاطب وكتب كتابي كمان شهر!
قالها بصدمة وهو مش مستوعب ان امه تفكر بالطريقة دي، ودي كانت آخر حاجة توقع انها تطلبها منه، خصوصًا وهي عارفة انه بيحب مها خطيبته، وبقالهم ٤ سنين مخطوبين، كان المفروض يكون فرحهم من سنه بس قبل كتب الكتاب باسبوع اتوفى محمد اخوه في حادثة عربية، ووقتها أجل كل حاجة سنة كاملة، وهي صبرت وماحدش من اهلها اعترض ولا اتكلم نص كلمة، وده زود احترامه ليهم جواه، والحقيقة انهم عيلة كويسة وبنت اصول.
_ما حنا هنعرض عليها الوضع لو فهمته ووافقت ماشي لو...
رفع حاجبه باستهزاء مايخلاش منها الذهول:
_ولو ماوفقتش! اسيبها؟
ردت بتوتر واضح:
_ما يمكن توافق و....
قاطعها بعصبية ووشه احمر من الغضب اللي اتملك منه:
_يمكن إيه! مافيش ست هتقبل على نفسها انها تكون زوجة تانية، ولا حتى تكون زوجة أولى، يعني بعد ما قعدتها جنبي ٤ سنين خطوبة اجي اخيرها واقولها معلش بقى اختاري يا اتجوز عليكي يا نسيب بعض! دي تبقى الندالة بعينها، مبقاش راجل لو عملت معاها حركة و*** زي دي!
حاولت تهديه وهي بتقول:
_انا مش عارفه مكبر الموضوع ليه، مش يمكن تتفهم الوضع وتوافق! سبني انا هتكلم معاها وهفهمها هعرفها انه هيكون جواز كده عشان بس بنت ابني تفضل جنبي.
سألها بسخرية رغم انه عارف الإجابة:
_جواز كده ازاي؟ على ورق يعني؟
اتوترت ملامحها وهي بتهته:
_ ل... اا.. يعني.. ماقدرش اقول على ورق دي، مرات اخوك برضو ست ولسه صغيرة وانا ماقدرش احرمها من شرع ربنا.
_وانا مش هقدر اقرب منها.
قالها بنبرة قاطعة، خلى امه تبصله بحزن فكمل:
_ مروة مرات اخويا... وبس.. وعمري ما هقدر اشوفها غير مرات اخويا.
خبطت على رجليها بكفوفها وهي بتقول بعياط:
_يا بني افهمني... افهمني يا مصطفى الله يكرمك، انا قلبي محروق من موت اخوك، ومش حمل وجع تاني، ومش هقدر الحاجة الباقية من ريحته تبعد عني، ده اللي مصبرني هي البت دي اللي فيها من شبه ومن تصرفاته، اول ما تنزل الصبح وتطل في وشي بفتكره بيها واحس انه لسه موجود.
_ومين قالك إنها هتبعد؟ ليه الفكرة دي جت في بالك دلوقتي؟
_الفكرة دي في بالي من بعد موت اخوك.
بصلها باستغراب وهو حاسس ان في حاجة غلط:
_بس عمرك ما تكلمتي عنها، اشمعنا دلوقتي وقبل كتب كتابي؟
ردت بتهرب:
_عشان هي لسه صغيرة وطبيعي هيجيلها يوم وتحب تتجوز، ولو جالها شخص كويس مش هترفض، ووقتها البت يا هتروح معاها يا هتروح لأمها.
خبط كف بكف:
_انا مش فاهم هو انتِ شوفتي حد اتقدملها، بعدين مش يمكن تعمل زي ستات كتير وترفض تتجوز عشان خاطر بنتها.
ردت والدته بعنف غريب:
-هي مش هتعمل كده.
بصلها بشك وسألها:
-إيه اللي خلاكي متأكده كده؟ انتِ اتكلمتي معاها؟
والمرادي قررت تحكيله يمكن لما يتأكد انها مستعدة للجواز مرة تانية يفكر في الموضوع بجد ويراجع نفسه.
---------بقلم ناهد خالد ---
من يومين...
حضنت بنت ابنها (ريم) وهي بتقول بعاطفة أم اتحرمت من ابنها بدري:
-نور عيني انتِ يا ريم, انتِ اللي مصبراني على فراق الغالي, مش عارفه كنت هعمل إيه لو مش موجودة, ده انتِ لو بعدتي عني اتجنن فيها.
سمعت صوت مروة بتقول بتوتر:
-حتى لو بعدت يا ماما, هي برضو حفيدتك وتشوفيها وقت ما تحبي.
رفعت راسها لها وهي بتسألها بقلق:
-ليه بتقولي كده؟
فركت كفوفها في بعض وباين عليها التوتر وهي بتقول:
-بصراحة يا ماما كنت عاوزك أتكلم معاكي في موضوع عشان بس مايحصلش مشاكل بعد كده.
-ربنا ما يجيب مشاكل يا بنتي, قولي.
قالتها بقلق رهيب وهي حاسة إن الجاي مش كويس.
-يعني بصراحه انا كنت عاوزه اكلمك في موضوع إن لو جالي نصيب تاني واتقدملي حد كويس, يعني اكيد انتِ عارفه اني لسه صغيره يدوب 24 سنة, وحياتي مش هتوقف على محمد الله يرحمه, واكيد لو كنت انا اللي مت ومحمد هو اللي عايش كنت برضو هترفضي انه يوقف حياته على موتي, وخصوصًا اني ما لحقتش اخلف منه غير حته بنت واحده, والبنت دي في يوم من الايام هتتجوز و هتسيبني و هبقى لوحدي, يمكن لو كان معايا كذا عيل ما كنتش فكرت في حاجه زي دي, وكنت قلت هربيهم واقعد معاهم ولو فيهم ولد اهو هيفضل طول عمره معايا حتى لو اتجوز, لكن الوضع مختلف حتى قعدتي هنا ما بقتش تنفع, خصوصًا ان كلها شهرين ومصطفى يتجوز ومراته تدخل البيت ويمكن هي ساعتها ما تحبش وجودي ولا كلمه كده ولا كده مع مصطفى تاخدها بشكل غلط وتحصل مشاكل, فيعني سواء كنت ناويه اتجوز او لا فقعدتي هنا برضو مش هتفضل طول العمر, والاكتر بقى ان بعد عمر طويل ليكي اكيد مش هينفع اقعد انا وسلفي ومراته في البيت لوحدنا.
ردت عليها بصوت مهزوز ومصدوم في نفس الوقت يمكن لانها ما تخيلتش انها في يوم هتتكلم في نقطه زي دي لكن ما تقدرش تنكر انه حقها في الاخر:
- يا بنتي انا ما اقدرش امنعك من حقك ومن شرع ربنا انك تتجوزي وتكملي حياتك, وانتِ زي ما قلتي لو كان محمد هو اللي مكانك اكيد كنت هبقى عاوزاه يكمل حياته برضو, فمش هعرف دلوقتي اجي اقولك لا اقعدي ربي بنتك وجواز ايه, هبقى ست ظالمه, وانا عمري ما كنت كده, لكن حتى لو اتجوزتي ليه البنت ما تقعدش معايا اديكِ شايفه انا قاعده لوحدي وهراعيها زي عيني.
- يا ماما معلش انتِ صحتك على قدك, ما تقدريش انك تراعي فيها بنت وتتحملي مسؤوليتها كامله, والبنت دي لما تدخل المدرسه ومسؤوليتها تكبر انتِ برضو هتكون صحتك قلت, لكن امي هناك معاها اخواتي البنات هم كمان لسه صغيرين على ما يتجوزوا هتكون ريم ما شاء الله بقت في ثانوي, غير بقى ان هنا هيكون في ضيفه جديده انا ما اعرفش طباعها إيه؟ يمكن ما تحبش وجود بنتي ويمكن ما تتقبلش انها تراعيها لو انتِ غايبه في وقت او لو تعبانه, وبصراحه انا مش هأمن على بنتي في مكان انا عارفه ان فيه حد غريب, خصوصًا لو هي خلفت طبيعي هتبدي عيالها عن بنتي, انا مش هكون مرتاحه, وكمان انا اقدر اروح عند امي ابات ايام مثلا واقعد مع بنتي, لكن هنا ما اقدرش اجي وابات معاها, لان اكيد ما فيش راجل يقبل ان مراته تروح تبات في بيت جوزها الاولاني.
بصيت لها باستغراب وهي بتسألها:
- هو انتِ ليه فتحتِ الموضوع ده دلوقتي؟ وإيه اللي جابه في دماغك؟
- اللي خلاني افتح الموضوع ان في حد من قرايبنا باعتلي واسطه انه عاوز يتقدملي.
بس انا ما وافقتش عشان هو مش مناسبني, لكن ده خلاني افكر ان لو شخص تاني ومناسبني لازم نكون حاطين النقط على الحروف.
ارتاحت شويه بعد ما عرفت انها ما قبلتش لكنها ردت بنبره باين عليها انها مستنكره التوقيت:
- بس هو يعني طبيعي انك تتكلمي في موضوع زي ده ويا دوب محمد بقاله سنه ميت؟!!!!