
في اليوم التالي الضهر _
فتحت عينيها ببطء وهي حاسة بوجع شديد في راسها
بصت حواليها بإستغراب الأوضة دي مش اوضتها
لحد ما افتكرت مشاهد خطفها من اوضة سلمي
كانت قاعدة بتحاول توصل لقرار نهائي بخصوص جوازها من رعد
حست بالباب بيتفتح ففكرت أنها سلمي علشان كده مرفعتش عيونها عليها
الراجل اتقدم منها بخطوات خفيفة وهو بيبصلها بإستغراب ازاي محستش بدخوله
وعدم احساسها بيه سهل مهمته في خطفها ظناً منه أنها سلمي
طلع المنديل المخدر من جيبه وبسرعة البرق حطه علي وشها قبل ما تحس بيه
قاومته بعنف بتحاول تبعده عنها بس مقاومتها راحت لما المخدر أتمكن منها واغمي عليها
حطت إيديها علي راسها بتعب وهي بتبص حواليها
وبتفكر مين الي له يد في خطفها وليه اصلا خطفها؟!
فاقت من تفكيرها علي صوت فتح الباب بهدوء
ودخل منه أحمد وعلي وشه ابتسامة واسعة
ظناً منه انه هيلاقي سلمي بس اتحولت ملامح السعادة علي وشه للصدمة لما شاف ديما قدامه
اما هي كانت صدمتها متقلش عنه
كان جواها تساؤلات كتير عن سبب خطفه ليها
بس بعد تفكير قدرت تربط الأحداث ببعضها
اتخطفت من اوضة سلمي والخاطف أحمد
يبقي مش هي المقصود خطفها
سلمي هي المقصودة!!
قامت من علي السرير القديم ببطء بسبب وجع رجليها مقررة مواجهته بكل قوتها برغم الخوف الي جواها
أحمد هز راسه بصدمة وسأل نفسه بعدم تصديق وقال:"ازاي انتِ انتِ بتعملي ايه هنا؟!".
جاوبته ديما بعدما ربعت ايديها ببرود مصطنع وقالتله:"ده المفروض سؤالي ليك انا بعمل ايه هنا
بس مع ذلك هجاوبك الراجل الي انت بعته لخطف سلمي للأسف غلط وخطفني بدالها
بعد كده ابقي اختار رجالة قادرة علي الخطف مش راجل اي كلام".
كلامها استفزه لدرجة انه صرخ بأعلي صوته وهو بينادي لذكريا الراجل الي كلفه بمهمة خطف سلمي
اما ديما رسمت ابتسامة سخرية علي وشها بسبب عصبيته و صدمته الي باينه علي وشه
ومع أنها بتحاول تبان قوية بس من جواها كانت خايفة
من الي هيعمله فيها أحمد
بس حاولت تتماسك قدامه علشان ميستغلش خوفها منه
ذكريا جه جري بعدما سمع صريخ أحمد العالي
وقف وراه وسأله بقلق:"ايوا يا باشا".
أحمد التفت ليه
وهو بيبصله بغضب بسبب الغلطة الي ارتكبها
شاور علي ديما بصباعه وسأله باستنكار:"هي دي الي قلتلك اخطفها؟!".
_"ايوا يا باشا".
أحمد رفع إيديه وضربه كف قوي رن صدي صوته في المكان
ديما حطت إيديها علي بقها بصدمة و خوف
من الي شافته
وبقت متأكدة ان أحمد مش هيمرر الي حصل علي خير والواضح أنها هتشيل الليلة
_"ايوا إيه يا غبي هي دي سلمي الي مفروض تخطفها
رايح تجبلي البلوة دي ليه؟!".
قال جملته بصراخ خلى ذكريا يرتعب منه
وديما الي كانت خايفة منه للحظة طار خوفها وحل محله الغضب إزاي يقول عنها بلوة؟!
معقول ملاك زيها تتوصف ببلوة!!.
_"والله يا باشا انا رحت لأوضة سلمي زي ما وصفتلي مكانها ولقيت البنت دي هناك ففكرتها سلمي هو ده الي حصل والله".
أحمد مسكه من ياقة هدومه وبص لديما وقالها بتحذير:"انتي خليكي هنا علي بال ما اشوف هوديكي في اي داهية واشوف صرفة للحيوان ده".
انهي كلامه وخرج من الأوضة وقفلها بالمفتاح
بعد خروجه ديما حطت إيديها علي قلبها بخوف
والدموع اتجمعت في عينيها وقالت بصوت مرتجف:"يا تري هيعمل فيا ايه معقول يقتلني؟! لالا اكيد هو مش غبي للدرجة دي امال هيعمل فيا ايه؟!
يارب ساعدني واحميني منه".
خلصت كلامها واتجهت ناحية السرير
قعدت عليه بحزن وبدأت الدموع تسيل علي وشها
_______________
_ الساعة ٤ عصراً_
كل العيلة اتجمعت في صالة السرايا الواسعة
بعدما عرفوا بخبر اختفاء ديما
مروة كانت بتعيط وجنبها فاطمة وسلمي بيحاولوا يواسوها
وكذلك محمود الي الخوف اتملك منه والدموع لمعت في عينه ولأول مرة في حياته يحس بالعجر زي انهاردة
فؤاد و ياسر كانوا قاعدين جنبوا
والاتنين حاطين ايديهم علي كتف اخوهم في محاولة بسيطة للتخفيف عنه
علي و رعد و عمر وحتي أدهم
بدأوا يدورا عليها من بليل
في محاولة فاشلة لإيجادها
وبعد ما فقدوا الأمل انهم يلاقوها رجعوا السرايا من جديد
رعد كان هيتجنن علي ديما شعوره بالعجز انه مش عارف مكانها وان كانت بخير او لاء
بيتعطن في قلبه بقوة
عاليا كانت بتفكر في نفسها مين الي ممكن يخطف ديما من قلب السرايا واصلا ايه علاقتها بالخاطف هي
ملحقتش تكون عداوات مع حد في الفترة القليلة دي
من جواها كانت مبسوطة بخطفها وبكده هي سهلت خطتها علشان تتجوز رعد
رهف و رزان و لؤي كانوا زعلانين علي اختفاء صاحبتهم
كانوا قاعدين جنب بعض بيفكروا في حالة ديما دلوقتي ويا تري هي فين و بخير ولا لاء
علي وقف بغضب بسبب عجزه عن إيجاد اخته وقالهم بزعيق:"احنا اكيد مش هنقعد ونحط ايدينا علي خدنا لازم نعمل حاجة علشان نلاقيها".
رعد بصله بحزن لإنه حاسس بيه وخايف عليها زيه وممكن اكتر كمان بس مفيش في إيديه حاجة
قرب منه بخطوات متماسكة مش عايز يبين ضعفه للعيلة وقف قصاده وحط ايده علي كتفه وقاله بمواساة
هو ذات نفسه محتاجها:"اهدي يا علي واحنا أكيد مش هنقعد ساكتين بس لو نعرف هي فين الأول".
قال آخر جملته بضعف ظهر في صوته
على حضن رعد بقوة وعيط جامد من شعوره بالعجز و الخوف تجاه اخته
ورعد ربت علي ضهره بمواساة وتماسك
قطع صمت المكان وشهقات البكاء الي موجودة فيه
صوت رنين تليفون رعد
على خرج من حضنه علشان يديله مجال للرد
وهو خرج تليفونه من جيب بنطلونه
ولقي رقم غريب آثار استغرابه
______________
_"ها ايه رأيك يا باشا؟!".
أحمد بصله بإعجاب بسبب فكرته الي هتيجي عليه بفايدة وقاله:"مكنتش اعرف ان عندك عقل و كمان شغال بس برافو عليك
مع انك غلطت لما جبتلي البلوة الي جوا دي بس
في نفس الوقت اقدر استغل الغلط ده لصالحي".
خلص كلامه وخرج من الأوضة الي كانوا فيها واتجه للأوضة الي فيها ديما
فتحها بقوة بس المرة دي ابتسامته متحولتش لصدمة بالعكس زادت اكتر لما شاف ديما بتعيط
اما هي لما لقيته قدامها وقفت بسرعة بتبصله بترقب مستنية تعرف هيعمل فيها إيه
اتقدم منها ببطء وهو مستمتع بنظرات الخوف الي في عينيها وقالها بخبث:"ممكن يكون زكريا غلط في خطفك بس مفيش مشكلة انا هستغل الغلط ده لصالحي اسأليني ازاي؟!".
_"ازاي؟!".
سألته بقلق ظهر في صوتها
فكمل كلامه وقالها:"هتعرفي دلوقتي".
رفع تليفونه ودور علي رقم معين لحد ما لقاه
فزادت ابتسامته الخبيثه الي خلت قلب ديما هيخرج من محله من سرعة ضرباته
لحد ما سمعت صوت حفظاه كويس
وازاي متحفظهوش وهو دايما حواليها
ايوا صوت رعد الي ظهر من تليفون أحمد
في اللحظة دي حست بأمل جواها انه هيقدر ينقذها من أحمد
_"لو عايز تنقذ ديما الي ملهاش ذنب في القصة دي كلها لازم ترجعلي سلمي من جديد".
جملة قالها أحمد بتهديد مبطن
وهو بيبص علي ديما بحدة
اما هي عيونها كانت علي التليفون مستنيه تسمع صوته باشتياق و خوف من الوضع الي هي فيه
لحد ما سمعته بيقول بغضب وتهديد:"يعني انت الي خطفتها يا حيوان ازاي جتلك الجرأة وتقربلها
صدقني لو عرفت انك أذيتها متلومش إلا نفسك".
أحمد ضحك بصوت عالي
مستمتع بغضب رعد وخوفه علي ديما الي ظهر في صوته فقاله بخبث:"انت في موقف ميسمحلكش تهدد انا بس الي اهدد لإن السنيورة معايا
والأفضل انك تنفذ كل اوامري علشان
متتأذش وهي ملهاش ذنب قولت ايه؟!".
قبض علي التليفون بغضب مكتوم حياتها بخطر بسبب مشاكل اخته وممكن تتأذي بسببهم بس لاء هو مستحيل يسمح بده أبدا حتي ولو علي موته
فقاله باستسلام مضطر من خوفه ليأذيها
_"عايز ايه؟!".
ابتسم احمد لشعوره بالانتصار بتحقيق هدفه وقال:"سلمي اختك مقابل ديما".
اتسعت عين ديما بصدمة من عرضه
وحست بالاستنفار منه بسبب طلبه
_____________
رعد لما عرف أن المتصل أحمد
وان هو الي خطف ديما
على شد منه التليفون وفتح الاسبيكر
وكل العيلة كانوا سامعين الحوار الي دار بين رعد و أحمد
الكل اتصدم من عرض أحمد
ازاي هيضحوا بواحدة قصاد واحدة تانية
رعد حس بالغضب الشديد من أحمد
وكذلك على من خوفه علي أخته و من غيرته علي سلمي
اما سلمي فحست بالذنب بسبب خطف ديما وأنها المسؤولة عنه خطفها وقررت أنها لازم توافق علي عرض أحمد علشان ميأذيهاش
سلمي بصت للعيلة وهي متوترة من الي قررته
فإتنهدت بقوة وقربت من رعد بخطوات مترددة
لحد ما وقفت قدامه ومدت ايديها وخدت التليفون من إيده والكل متابعها بقلق
_"ايه مسمعتش رأيك
هتسلمني سلمي وارجعلك ديما ولا اخلصلك عليها دلوقتي؟!".
سلمي بلعت ريقها بصعوبة
وهي شايفة اخوها ظاهر عليه الغضب الشديد
فخدت نفس عميق وقالت بحسم:"وانا موافقة اجيلك بس ديما متتأذيش انت فاهم؟!".
الكل اتصدم من قرار سلمي
ورعد شد التليفون من ايدها بعصبية وقفل المكالمة وصرخ فيها وقال:"انتي اتجننتي عايزة تروحيله برجليكي".
على بص لسلمي بانكسار وعجز بسبب الموقف الي اتحط فيه
علشان ينقذ اخته لازم يضحي بحبيبته
بس لاء هو مش هيسمح انه يخسرها واخته هيعرف يرجعها ازاي
_"رعد افهمني معندناش حل تاني ولو رفضت هيأذي ديما".
_"وانا مستحيل اخليكي تضحي و تروحيله".
كان صوت على وهو بيقول جملته بحسم وجمود
بلهجة لا تقبل النقاش
لفتله سلمي وقالتله بعجز:"على اختك حياتها في خطر دلوقتي وكله بسببي ولو رفضت هتتأذي ووقتها هشيل ذنبها طول حياتي".
على اتجاهل كلامها وبص لأبوه وأمه الي متابعين الموقف بحزن وبعدين نقل انظاره لعمه ياسر ومراته فاطمة وبعدين رعد وأخيرا الجد فإتنهد وقال جملة صدمت الكل:"جدي وعمي ياسر انا طالب منكم إيد سلمي وكتب كتابي عليها دلوقتي".
______________
صوت ضحكات أحمد انتشرت في الأوضة
وديما غمضت عينيها بغضب شديد منه
وفي اللحظة دي افتكرت لما على قالها انه بيحب سلمي
أحمد لما شاف حالتها قرب منها لحد ما وقف قدامها وقالها بشماته:"تؤتؤتؤ مالك يا ديما حاسك زعلتي
من بعد المكالمة مع انك المفروض تكوني مبسوطة
لإنك هترجعي البيت منغير ما ائذيكي".
فتحت عينيها وبصتله بكره وقالتله بقوة نابعه من قلبها:"متفرحش كتير لإن العيلة مستحيل يقبلوا ان سلمي تجيلك ولا حتي انا".
ضيق عيونه بإستغراب من كلامها وقوتها وقالها:"وهتعملي ايه علشان متجيليش؟!".
ابتسمتله ديما بخبث وفجأة ضر*بته بالفازة علي راسه بقوة لدرجة ان راسه نزف
أحمد اتفاجئ من تصرفها وحط إيده علي راسه
من الوجع
وديما ابتسمت بإنتصار و شماته
أحمد كان في حالة عدم توازن بسبب تشوش الرؤية عنده
وديما استغلت الموقف وشدت التليفون من إيده وزقته بقوة
وقع علي أثرها
وجريت علي الباب فتحته وراقبت البيت بتمعن بتدور علي ذكريا علشان تقدر تهرب من غير ما يوقفها
ولما ملقتهوش جريت علي الباب الرئيسي فتحته بسرعة وهربت وهي بتجري بسرعة بطيئة بسبب وجع رجليها الي زاد عن الاول
لحد ما بعدت عن البيت بمسافة كويسة
طلعت التليفون وفتحته بسهولة نظراً لعدم وجود كلمة مرور
وجابت السجل لحد ما لقت رقم رعد فإبتسمت بحماس واتصلت بيه
الفصل الثامن و العشرون
اتجوزت للمرة التانية بقرار من عيلتها
المرة الاولي جبروها علي الجواز من أحمد وكانت النتيجة هروبه وتخليه عنها وتشويه سمعتها
وانهاردة كتبت كتابها علي على أبن عمها
رفضت مش من كرهها فيه لكن من شعورها أنها هتعيش نفس المعاناة من جديد
مع أنها واثقة ومتأكدة ان على مش زي أحمد
وبينهم فرق السماء والأرض
ومع ذلك كانت رافضة فكرة الجواز للمرة التانية وخاصةً أنها لسه متطلقة من أحمد
اينعم هي ملهاش عدة بس كونها اتطلقت من يومين
واتجوزت بالسرعة دي اكيد الناس هتتكلم عنها بالسوء
بصت ل على كان قاعد جنب ابوها بعدما كتبوا الكتاب ملامحه مش مبينه شعوره من الجوازة دي الفرحة ولا الحزن كل الي شايفاه القلق اكيد من خوفه علي ديما
اما رعد برغم قلقه علي ديما الا انه مبسوط بجواز على من اخته وشايف انه هيقدر يسعدها ويعوضها عن كل الي مرت بيه بسبب أحمد
وكذلك أهله
الجد اتكلم وقال:"بعدما اتطمنا علي سلمي بجوازها من على دلوقتي لازم نتصرف ونرجع ديما قبل ما أحمد يأذيها ونعرف هو مخبيها فين".
_" انا هقولكم هو مخبيها فين ".
الكل بص ناحية الصوت وكانت سوزي واقفة علي الباب وعلي وشها القلق و الخوف وحتي الصدمة لما لاقت سلمي موجودة بينهم
هي جت هنا علشان تقولهم أحمد مخبيها فين
من غيرتها عليه وخوفها أنها تخسره بسببها
بس بعدما جت وسمعت كلامهم استنتجت انه خطف ديما بالغلط
رعد وعلى جريوا عليها بسرعة
بعدما سمعوا جملتها وواضح أنها فعلا عارفة مكان ديما
رعد وقف قدامها وهو بيتنفس بعنف من فرط مشاعره المكونة من خوف علي ديما و غضب من أحمد
شكله خوف سوزي منه وبقت تشتم نفسها أنها جتلهم برجليها
رعد جز علي اسنانه وسألها بحدة:"أحمد خاطف ديما فين؟!".
بلعت ريقها بخوف وهي بتبص لرعد الي كان اشبه بالأسد الي هينقض علي فريسته
ومقدرتش تتكلم كإن لسانها اتربط
وده ذاد من غضب رعد سكوتها وعدم اجابتها عن سؤاله بالرغم أنها عارفة عنوان المكان الي جوزها خاطف فيه ديما والي ممكن يكون أذاها فيه
وفكرة تخيله انه أذاها جننته فصرخ فيها بصوت عالي
انتفضت علي أثره حتي العيلة خافوا من حالته
الي اول مرة بيشوفوها وخاصةً علشان بنت
والي هي بنت عمه ميعرفوش أنها البنت الوحيدة الي قدرت تحفر أسمها في قلبه الي ذي الحجر
عمره ما سمح لأي بنت تقرب منه وعمره ما اتعامل مع البنات اصلا بس هي حالة خاصة سرقت قلبه و تفكيره من اول لقاء لما صرخت في وشه
وقتها كان مستعد يضربها بسبب لسانها الطويل
بس مقدرش في حاجة منعته ومكنش عارف ان الي منعه قلبه
_"ردييييي خاطفها فين وقسما بربي لو ما قلتي جوزك مخبيها فين لأكون مطلع روحك فإيدي".
سوزي الدموع لمعت في عينيها بخوف من صريخه وبقت متأكدة أنها لو مقالتلهوش عن مكانها اكيد هيقتلها
على حط إيده علي كتف رعد بهدف تهديته وبص لسوزي وسألها بحدة:"اخلصي قولي الزفت جوزك خاطفها فين؟!".
فركت إيديها بتوتر وجاوبته:"في بيت الجبل بتاعه
بس والله معرفش فين البيت ده انا سمعته بلليل لما كان بيتكلم في التليفون وبيقول للراجل الي خطف ديما أنه يوديها بيت الجبل هو ده الي اعرفه والله".
رعد لما سمع اجابتها مستناش لحظة وجري علي برا
واتجاهل نداء العيلة ليه
لحقه على
وعمر بعدما بص لرهف الي باين عليها الخوف وطمنها بنظراته
وحتي أدهم الي بالرغم من كرهه لرعد بس ديما
هتفضل بنت عمه و مستحيل يسيبها مع أحمد
وهيحاول يرجعها حتي لو وصل انه يقتله علشان ينقذها
________________
_"أدهم أدهم".
رهف كانت بتلحق أدهم بسرعة وبتنادي عليه لجذب انتباهه ليها
ضغط علي إيده بنفاذ صبر و التفت ليها وقالها:"نعمين".
وقفت قدامه بتاخد نفسها بسرعة وقالتها :"أدهم ممكن تاخدني معك؟!".
رد عليها باستنكار:"أخدك معايا فين هو انا رايح رحلة؟!".
بصتله باستعطاف وقالتله بتوسل :"بترجاك أدهم بدي روح معك كرمال اطمن علي ديما بترجاك".
جاوبها ببرود رغم تأثره بتوسلها:"لا ويلا ادخلي علي جوا وإياكي تفكري تلحقيني".
بصت في الأرض بحزن بسبب رفضه
وهو لأول مرة حس انه متعاطف معاها واتأثر بحزنها فإتنهد بتعب وقالها:"رزان وجودك معايا مش هيفيد بحاجة صدقيني والأفضل انك تفضلي هنا علشان تسهلي علينا إنقاذ ديما فهمتي انا ليه رافض علشان كده ادخلي جوا واستنينا تمام؟!".
رفعت عيونها المدمعة ليه وقالتله بصوت هامس :"تمام".
هز راسه وابتسم لها بهدوء واتجه لعربيته وساقها بسرعة كبيرة علشان يلحق عربية رعد الي غابت عن عينه بسبب رزان
_______________
ماسك راسه وبيتألم بوجع وواقف قدامه زكريا ماسك جنبه وبينهج بسرعة
_"قلبت عليها الدنيا وملهاش آثر".
صرخ فيه أحمد وقاله:"يعني ايه مش لاقيها هتكون الارض اتشقت وبلعتها".
رد عليه بتبرير:"صدقني يا باشا قلبت عليها المكان و ملقتهاش ممكن يكون حد اتعرضلها او حصلها حاجة وهي بتهرب".
قاله وهو بيبص علي الدم الي في ايديه بسبب نزيف راسه بغل:"البنت دي لازم نلاقيها مستحيل اسيبها قبل ما اندمها علي الي عملته فيا
وكمان لو عيلتها عرفوا أنها مش معايا ممكن يقتلوني
وخاصة اننا في الجبل وهي اكيد مش هتعرف ترجع لسرايا المنشاوي
واكيد هتتأذي ويا لهوي لو اتعرضلها حد من مطاريد الجبل هتبقي ليلتي سودا".
اتوتر زكريا من الفكرة لو حصلها حاجة عيلتها مش هيسيبوهم في حالهم وممكن يخلصوا عليهم
بص لأحمد وقاله :"بص يا باشا لهنا واقدر اقولك كل واحد يروح لحاله ولا كأنك تعرفني انا مليش دخل في الموضوع ده انا عملت الي انت طلبته مني وخلصت مهمتي فأنا برا الموضوع خالص وخليك انت بقي دور عليها براحتك سلام".
قال كلامه واتحرك لبرا البيت
تحت صراخ أحمد فيه لإنه باعه في الوقت ده
___________
ديما كانت مستخبية في حتة ضلمة جوا الجبل
قاعدة بين الصخور العالية كأنها حيطة سد
النفس كان بيطلع منها بالعافيه وقلبها بيخبط في صدرها بقوة من الخوف
هدومها متربة ووشها باين عليه الإرهاق
هدوء المكان كان مخليها مرعوبة
وخاصةً لإنها لوحدها في الجبل والدنيا ضلمة
مفيش غيرها في المكان وكل ما تسمع صوت بسيط
بتفتكر إن أحمد قدر يوصلها
سندت ضهرها علي الصخر وعينيها بتدور حوالين المكان وبتقول في سرها بخوف:"يارب ساعدني وخرجني من المحنة الي أنا فيها".
بصت علي تليفون أحمد الي في إيديها وابتسمت بسخرية علي الموقف الي هي فيه وافتكرت لما كانت بتتصل برعد وكان عندها أمل انه يرد
بس كل أمالها طارت في الهوا لما التليفون فصل شحن
وقتها ملقتش حل غير انها تجري و تهرب من اي مكان قريب من أحمد علشان ميقدرش يلاقيها بسهولة
لحد ما وصلت للمكان الي هي فيه
وحست بالتعب ووجع رجليها زاد فقعدت تستريح
لحد ما تلاقي حل في المصيبة الي واقعة فيها
أتمنت ان تحصل معجزة وحد ييجي ينقذها بس للأسف الجبل كإنه مهجور
مفيش حد فيه غيرها
غمضت عينيها وهي بتتخيل ان شخص ظهر من العدم واتجه ناحيتها بلهفة كبيرة
مكانتش شايفة وشه كويس بسبب عتمة الليل
بس اتضح شكله لما قرب منها وكان رعد
فتحت عينيها في اللحظة دي ودموعها لمعت بخوف وأمل دفين وهمست لنفسها:"رعد انت فين ارجوك تعالي خدني من هنا انا خايفة و محتاجالك".
لفت إيديها حوالين جسمها محاوطاه من برودة الجو
وهي بتنقل انظارها حواليها بخوف
_____________
رعد كان سايق عربيته بسرعة فائقة لدرجة ان علي وعمر مقدروش يلحقوه
بسبب اختفاء عربيته من قدامهم
علي وقف عربيته وضرب الدركسيون بغضب
بسبب ضياع عربية رعد منه وصرخ بصوت عالي وقال:"ازااااي اختفي من قدامنا دلوقتي هنعمل ايه؟! ولا هنروح فين؟!".
عمر زعل علي حالته فمد ايده وحطها علي كتفه وقاله بمحاولة لتهدئته:"اهدي يا علي دلوقتي هتصل برعد ويقولنا هو رايح علي فين وان كان عارف مكان البيت الي قالتلنا عليه مراته".
قاله علي بلهفة:"بسرعة يا عمر اتصل بيه واعرفلي هو فين".
_"حالاً ".
طلع تليفونه من جيبه واتصل برعد بس للأسف كان بيديه غير متاح
حاول مرة واتنين بس كان نفس الرد بيسمعه
علي سأله بقلق:"مبيردش ليه ده؟!".
رد عمر عليه بقلق أكبر وخاصةً لإنه عارف رعد لما يتعصب إزاي بيبقي متهور ومبيتحكمش في نفسه :"تليفونه غير متاح انا خايف ليتهور ويعمل مصيبة".
مسح على علي وشه بتعب وسأله:"هنعمل إيه دلوقتي؟!".
عمر كان هيرد عليه
بس في الوقت ده كانت عربية أدهم وقفت جنب عربيتهم وسألهم من شباك عربيته بقلق:"وقفتوا ليه وفين رعد؟!".
التفتوا ليه بسرعة وسأله عمر بأمل:"أدهم انت عارف بيت أحمد الي في الجبل فين ؟!".
حاول يفتكر مكانه مرة واتنين وتلاتة لحد ما افتكر وقالهم:"ايوا مرة رحت معاه هناك".
ارتاحوا لما عرفوا انه يعرف مكان بيت احمد و على قاله بتلهف:"طب إسبقنا علي هناك واحنا هنلحقك لإن رعد سبقنا علي هناك ومقدرناش نلحقه".
أدهم هز راسه وساق عربيته قدامهم
ولحقه على وهو عنده أمل انه يلاقي أخته
______________
برغم انه مكنش يعرف مكان بيت أحمد الا انه لما عرف ان ديما مخطوفة في الجبل محسش بنفسه غير وهو سايق بأقصى سرعته علشان يوصلها وينقذها منه
كان بينادي عليها بأعلي صوته وهو بيجري من مكان لمكان وكتير من المرات كان هيقع فيها بسبب الصخور الموجودة بس كان بيتمالك نفسه وبيكمل جريه وبحثه عنها وقلبه بينبض بالخوف ان ممكن تكون اتأذت
كان بيجري من مكان لمكان لحد ما حس بالتعب وقف وسند بإيديه علي رجليه وهو بيتنفس بسرعة
وبيبص حواليه علي آمل أنه يلاقيها
همس لنفسه باشتياق ليها:"يا تري انتي فين يا ديما؟!
مبقتش قادر علي بعدك من الصبح وأنا قالب الدنيا عليكي ومبقتش قادر في بعدك عني".
اتعدل في وقفته وكان هيكمل بحثه عنها بس وقف فجأة لما سمع صوت غريب حواليه
بس مكنش صوت عادي كان صوت ..شهقات!!
دارت عيونه في المكان وجواه آمل إنها حواليه
بس من عتمه الليل وضوء القمر البسيط مكانش شايف
كويس فنادي بأعلي صوته بأسمها:"ديمااااا ديما انتي هنا؟!".
وعلي الجهة التانية سمعت صوت حد بيناديها
احاسيسها اتلغبطتت مبقتش فاهمة ايه الي جواها
فرحت لما حست إن في حد هينقذها ويرجعها لعيلتها
وفي نفس الوقت خافت لايكون أحمد هو الي بيدور عليها
سمعت اسمها تاني بس المرة دي كان الصوت أوضح ليها
اتسعت عينيها بصدمة لما عرفت صوته رعد!!
معقول جه علشان ينقذها؟!
ابتسمت بأمل وقامت بسرعة من مكانها وبرغم وجع رجليها الا أنها جريت بسرعة ناحية الصوت وهي
بتنادي بفرح:"رعدددد".
سمع صوتها بتناديه اترسمت ابتسامة واسعة علي وشه
والتفت وراه وجري ناحية الصوت وهو بينادي عليها بلهفة
لحد ما وصلها وقف علي مسافة بعيدة عنها لكن عيونه كانت عليها بصلها بعدم تصديق مش مصدق انها واقفة قدامه بخير بعدما كان عقله بيرسمله سيناريوهات عن الأذي الي ممكن تكون اتعرضتله بسبب أحمد
ديما لما لمحته عن بعد ضحكت بسعادة وجريت عليه
بسرعة وهو كذلك
لحد ما المسافة بينهم اتقطعت وقف قدامها وفي ثواني وكان شاددها لحضنه ومحاوطها بين ايديه
دفن وشه في شعرها وشدد من حضنها
وسألها بقلق:"ديما انتي كويسة الحيوان ده أذاكي؟!".
شدت علي قميصه بإيديها ودفنت وشها بصدره وبكت بفرحة أنها وأخيرا بقت في أمان كفاية انه معاها
وهي بين إيديه
قالتله بهمس ضعيف:"خفت اوي بس دلوقتي انا حاسة بالأمان بوجودك معايا".
خرجها من حضنه وسند راسه علي راسها وقالها بحب:"أوعدك اني أكون أمانك طول عمري
وكل ما تكوني خايفة حضني هيكون أمانك
وربنا عالم إني عمري ما هسيبك طول ما فيا نفس".