رواية مذكرات عاشق الفصل الحادي عشر11بقلم صفاء حسني
حنين كانت قاعدة على طرف السرير، شعرها لسه مفكوك ونظرتها شاردة ناحية الباب، بتفكر في اللي حصل امبارح. وازي ابنها اتاخد منها فى لحظة
يدخل حسام من أوضته، لابس قميصه الكحلي وبيربط الكرافته على عجَل، بس عينيه وقعت عليها. ابتسم ابتسامة خفيفة فيها تعب وسهر، واقترب منها وهو بيقول بصوت هادي:
حسام:
– صباح الخير يا حنين... لسه صاحية دلوقتي؟
قامت حنين (بابتسامة خفيفة وقفلت الدفتر قبل ما ياخد باله وخرجت ليه وسألته ):
– اي حاجه اعملها ليك
ضحك بخفة، ومد إيده يعدّل ياقة القميص:
حسام:
– ما هو انا قولت بدل اعمل دوشة ل مراتى. لاقيتك صاحي
وبعد لحظة سكون بسيطة، بص حواليه وقال:
حسام:
– ممكن تعمل قهوة ؟ نفسي في فنجان كده يعدّل مزاجي قبل ما أنزل الشغل.
قامت بهدوء ووضعت طرح على الدفاتر من غير ما ياخد بالله وطراحة على رأسها وقالت:
حنين:
– كنت ناوية أعملها دلوقتي... ثواني وهتكون جاهزة.
وهي رايحة على المطبخ، سمعت صوت خطواته وراه، التفتت له وقالت باستغراب:
حنين:
– في إيه؟ مش قلت هستناها تجيالك؟
ابتسم وهو بيقرب منها، صوته ناعم لكنه فيه حنية باينة:
حسام:
– لا، حبيت أشوفك وإنتي بتعمليها... بفتكر ولدتك وبابا لما بشم ريحة القهوة منك غير أي قهوة تانية.
اترحمت عليهم الله يرحمهم بخجل وهي بتقول:
حنين:
– طيب يا سي حسام ، اقعد في الصالة وأنا هجيلك بالفنجان.
قعد على الكرسي، وحط إيده على وشه وهو بيتنهد، باين عليه التفكير.
رجعت بعد شوية بكوباية القهوة على صينية صغيرة، قربت منه وحطتها قدامه بهدوء.
حنين:
– خد بالك منها، سخنة أوي.
قام وهو بيشرب آخر رشفة، حط الكوباية على الترابيزة، وبص لها قبل ما يخرج وقال بنبرة فيها دفء واهتمام:
حسام:
– خلي بالك من نفسك النهاردة، وارتاحي شوية... كفاية سهر وقواضي. صحتك يا حنين؟ وخالي بالك من ريم
حنين (بصوت واطي):
– حاضر
مسك ايديها ب حنان
انا عارف انك موجوعة من بعد ما ابنك روح بس صدقيني هانت
– ما تشغليش بالك بحاجة، كل حاجة هتتصلح... فاهمة؟
سكتت لحظة وبعدين هزّت راسها بإيماءة صغيرة.
انا اسفة انى مسمعتش كلامك زمان
فلاش باك – في مكتب حسام:
حنين (بنبرة حازمة لكن مليانة خوف على حازم):
"طيب هات القضية وأنا هترفاع عنها يا عمو حسام."
حسام (يقف ويده على خصره، ملامحه مش مقتنعة):
"بقولك عمّه صالح هو اللي وراها، تقوليلي امسك القضية؟ طبعا لأ!"
حنين (عينيها تلمع بغضب مكتوم):
"انت ناسي عملوا معنا إيه؟ هو والا أبوه نسيت بفضله بقيت ظابط قد الدنيا، وجى تخاف من نائب مرتشي وحرامي؟"
حسام (يبتسم بمرارة):
"وانتي نسيتي إنك اتبرعتي بدمك لحازم؟ ومسبتيهوش ولا يوم لحد ما فاق وخرج؟"
حنين (بصوتها المتوتر ودموعها على طرف عينها):
"دي حاجة... ودي حاجة تانية يا عمي. دي جريمة قتل! واحد عايز يخلص من ابن أخوه عشان ياخد كل حاجة تخصه. إزاي نسكت؟ على الأقل ياخد حقه!"
حسام (يهز راسه بتعب ويقعد على الكرسي):
"انتي بتتعبى نفسك، نسيتي قضية التعويض؟ حصل فيها إيه؟ فضلت وراه شهور!"
حنين (بإصرار ونبرة متحدية):
"على الأقل دلوقتي بياخد راتب محترم يعيش منه بعد ما استولى عمه على المصانع وكل حاجة!"
حسام (بحزن أبوّي وصوت منخفض):
"انتي مش قدّهم يا حنين... أنا أكبر منك ب 8 سنين، وعارف آخرتها. هتخسري."
حنين (تنتفض واقفة، ونظرتها متحدية):
"أنا قدّها يا عمي... أنا مش حنين أم ضفاير!"
(يسود الصمت في المكتب، صوت نفسها العالي هو اللي بيكسر الهدوء... والفلاش باك ينتهي.)
نظر لها حسام
متفكيرش كتيرة انا متأخر ولما ارجع نتكلم
خرج وهو بيقفل الباب وراها، وفضل صوت خطواته بيختفي على السلم... لكن ريحته ولسه بتتردد في المكان، عاملة جوّ دافئ ومليان حنين.
هدأت أنفاس "حنين" بعدما أغلق "حسام" باب خلفه،
انحنت "حنين" وسحبت سجادتها، وفي اللحظة اللي مدّت فيها إيديها تدور على القبلة، كانت دمعة نازلة من غير ما تحس.
كانت بتحاول تستخبى من وجعها جوه السجود، يمكن ربنا يسمعها ويهدي قلبها اللي مش عايز يرتاح.
رجعت تكمل فتحت الدفتر
"عارف إني السبب في كل اللي حصل معاكي... لأنك قررتي تساعديني. وقتها إنتي وعمك لما اكتشفتوا إن عمي هو اللي ورا الحادثة، بدأ يلعب بيكم لحد ما بقيتوا إنتوا الضحية.
بس حبي ليكي كان أكبر هدف خسرته في حياتي.
عارف إنك بعد ما تخرجت، روحتي تدريب في مكتب محامي مشهور، وفتحتي قضية التعويض ليا من النادي، عشان الحادثة كانت بين الجامعة والنادي.
بس الإدارة رفضت، وقالت طالما بره النادي يبقى هما مش طرف.
فضلت وراهم بشهور من العزيمة والإصرار، لحد ما وافقوا على التعويض.
بس كان الشرط... أستلمه من النادي المركزي اللي مشرف على النادي دا، وكان في إسكندرية. شوفي يا حبيبتي، القدر مصمم يوديني هناك دايمًا.
كان لازم أروح وأكشف هناك، يتأكدوا إنها كانت إصابة أثناء التدريب أو بعده، ومع فحص الكاميرات الخاصة بالجامعة والنادي، عمك حسام عرف إن العربية كانت قاصدنى
يعني في حد بعت مخصوص يتابعني من أول ما خرجت من البيت لحد الحادثة... بس للأسف، السواق اختفى، وبعد فترة اتقفلت القضية.
كنت مش فاهم حاجة، بس حسيت إن في حاجة غريبة حصلت قلبت مسار الموضوع... وبعدها، انتي سبتي المكتب دا."
---
حنين (تقرأ والسكون يملأ الغرفة، وصوتها يرتجف):
"فعلاً... حصل حاجات."
بتقفل عينيها، وبتبدأ تفكر في اللي حصل وقتها، وصوتها الداخلي
تمسح دموعها وتكمل قراءة الدفتر، وصوت حازم يرجع من تاني، وبيملأ الغرفة بصوته المبحوح:
---
حازم (من الدفتر):
"في يوم شوفتك بتعيط في حضن والدتك... مكنتش فاهم ليه، بس قلبي وجعني.
كانت "حنين" قاعدة على طرف السرير، عينيها محمرة من كتر البُكا، وإيديها بتترعش وهي ماسكة طرحتها. الجو في الأوضة كان خانق، والساعة بتدق كأنها بتعد الوقت اللي بيقربها من مصير مش عايزاه.
دخلت "وفاء" أمها بخطوات هادية، لكن وجهها باين عليه القلق، حاولت تتكلم بنعومة وهي تقرّب منها:
وفاء:
– مالك يا بنتي؟ مش المفروض تكوني مبسوطة النهارده؟ ده يوم كتب كتابك يا حنين...
رفعت "حنين" وشها بسرعة، ودموعها كانت بتنزل من غير إذن، صوتها اتكسر وهي تقول:
حنين:
– مش عايزة أتجوز يا ماما...
اتفاجأت "وفاء"، قربت منها وهي مش مصدقة الكلام اللي سمعته، وقالت باستغراب ممزوج بالخوف:
وفاء:
– ليه يا بنتي؟! أبوكي بيقول الشاب ممتاز، وابن صاحب الشركات صالح... في إيه؟
أخذت "حنين" نفس طويل كأنها بتحاول تجمع شجاعتها، وبصت في عيني أمها المليانة طيبة وقالت بوجع:
حنين:
– ماما، أنا مش عارفة إزاي أتجوز واحد مش بحبه... وليه السرعة دي؟ كل حاجة بتحصل فجأة كأنها مؤامرة مش فرحة!
تنهدت "وفاء" وهي تحاول تهديها، حطت إيدها على كتفها بلُطف:
وفاء:
– مش كنتي موافقة يا حنين؟ إيه اللي حصل؟ جاية النهاردة تبكي في يوم كتب كتابك!
نزلت "حنين" راسها وهي تمسح دموعها بعصبية، صوتها كان بيترجف بين الانكسار والخوف:
حنين:
– أنا ما كنتش موافقة يا ماما... هما اللي ضغطوا عليّ!
ضاقت عيون "وفاء" ووقف صوتها لحظة، كأنها بتحاول تستوعب الكلام، وقالت بنبرة فيها قلق حقيقي:
وفاء:
– مين اللي ضغط عليك يا حنين؟
سكتت "حنين"، بصت في الأرض، ودموعها نزلت تاني وهي تفكر في التهديد اللي سمعته من صالح...
كانت عايزة تقول، لكن الخوف كان أقوى من صوتها.
---
انا مش موافقا على الجوازة ده ليه ضغطين عليا
وفاء (بنبرة توتر وقلق):
"مين اللي ضغط عليكي؟"
يدخل محمد (الوالد) بصوت مبحوح من الذنب:
"سامحيني يا بنتي... أنا مش عارف إزاي اخد إمضاء على الورق ده. ممكن يدخلني السجن. سامحيني."
وفاء (بعصبية وهي بتحاول تبرر):
"بتعتذر على إيه؟ الشاب وسيم، محترم، غني، وابن نائب في مجلس الشعب. وانت السبب! هو طالبها منك كذا مرة وانت اللي كنت بترفض."
محمد (بحسرة):
"عشان بنتي كانت رافضة، بس أبوه أجبرنا...يا بنتى تتجوز ابنه أو ادخل السجن وانا شايف انى ادخل السجن ومشفوش دموعها
وفاء (بصوت واقعي باهت):
"الشاب وعدني بعد الجواز يحرق الورق اللي ضدك ويكتب الشقة دي باسمها. متكبرش الموضوع."
محمد (بمرارة):
"يا ريت ما كبرت في شغلي... ولا جينا هنا. ما كنتش غصبت بنتي على الجواز!"
ما صدقتش الكلمة... وقعت على وداني زي الصدمة.
فضلت أسأل نفسي: مين دا؟ بتحبه؟ أكيد، طالما وافقت.
بس ليه كنتي بتعيط ؟ دموعك كانت دليل إنك مش راضية.
بس المفاجأة لما ابن عمي أسر ومعاه أمير لاقيتهم عندى
أول مرة يعملوها! وجايين يبلغوني بميعاد فرحك عليه..."
---
فلاش باك – زيارة أسر وأمير:
(صوت طرق خفيف على الباب، يدخل عم سعيد بصوته الهادئ.)
عم سعيد:
"أولاد عمك صالح منتظرين تحت يا ابني."
حازم (يتفاجئ ووشه يمتقع):
"غريبة! مش عويدهم حد يزورني... اشمعنا النهارده؟"
عم سعيد (بنبرة حزينة):
"يمكن كان عندهم مشاغل... كويس إنهم افتكروك."
حازم (يتنفس بصعوبة ويحاول يقوم من مكانه):
"ساعدني يا عم سعيد، عايز أنزل."
عم سعيد (بيزقه بالكرسي المتحرك بحنية الأب):
"يا ابني ليه معذب نفسك هنا؟ كنت نقلت تحت أحسن."
حازم (بنبرة موجوعة):
"وأتحرم من إني أشوفها؟ مش كفاية اتحرمت أكون معاها؟"
عم سعيد (بحزن شديد):
"اسألها يا ابني، يمكن لو اعترفت بحبك ليها ممكن تقبل تتجوزك."
حازم (صوته يختنق):
"أنا مقدرش أجبرها تعيش مع واحد عاجز... وللأسف، هي هتتجوز."
عم سعيد (متفاجئ):
"نعم؟ مين يا ابني؟"
حازم (بوجع مكتوم):
"مش عارف... خدني تحت بعد إذنك."
---
ينزل حازم ببطء على الكرسي، يدخل الصالون وهو شايفهم بعينه المتعبة.
حازم (يحاول يبتسم رغم وجعه):
"نورتوا المكان، اتفضلوا."
أسر (يبص له هو وأمير بدهشة، مش مصدقين إن اللاعب اللي كان حلم ناس كتير... بقى كده):
"إزيك يا حازم؟ أخبارك إيه؟"
حازم (يحاول يبان ثابت):
"الحمد لله بخير، وانت عامل إيه؟ وعمّي؟"
أمير (يرد بنبرة مجاملة):
"بخير كلهم... ويسلموا عليك."
حازم (بهدوء موجوع):
"الله يسلمكم... وأمي؟"
أمير (يتجنب عينه):
"في رحلة بره البلد هي وعمك."
حازم (بحزن ويخفض صوته):
"يرجعوا بالسلامة... عم سعيد، هات الغداء."
أسر (يرفع إيده بلطف):
"لا، شكراً... أنا مستعجل. أنا جيت أعزمك على فرحى يوم الخميس اللي بعد الجاي. وعمك هيرجع قبلها هى ولدتك ."
حازم (يحاول يخفي ارتعاش صوته):
"ألف مبروك، ربنا يسعدك."
أسر (يبتسم بغرور خفيف):
"لا، لازم تحضر. أزعل لو مجيتش."
حازم (بهدوء):
"إن شاء الله."
أمير (بهمس ساخر):
"مش قلتلك مش هييجي؟"
أسر (بصوت عالي متعمد):
"حقيقي يا حازم، مش ناوي تيجي؟ أنا مش هتنازل عن كلمة موافقتك."
حازم (يتنفس بعمق):
"حاضر يا ابن عمي... بس ممكن وليد ييجي معايا؟ أنت عارف ظروفي ولسه خارج من عملية."
أسر (ببرود):
"أكيد. واعمل حسابك... العروسة انت تعرفها."
حازم (باندهاش):
"مين سعيدة الحظ؟"
أمير (هيتكلم، لكن أسر يبصله نظرة تحذير):
"ولا نقولك... لما تيجي تشوفها بنفسك."
حازم (يحاول يخفي اضطرابه):
"إن شاء الله."
(يسيبوه ويمشوا، وساعتها وجع قلبه يفيض من عينه قبل صوته.)
---
بعد ما خرجوا، رجع حازم بسريره بمساعدة عم سعيد، ودموعه بتسبق كلماته.
بص للسقف، ووشه كله كأنه بيصرخ بصمت:
"كنت شايفك طول الليل، والدموع في عينيكي مبتنشفش... ووالدك بيتكلم معاكي وهو مكسور..."
--
---
كان حازم قاعد على الكرسي المتحرك، ملامحه ساكتة بس جواه دوشة مشاعر، قلبه بيرجع للماضي غصب عنه، صوته واطي وهو بيكتب وكأن كل كلمة خارجة من وجع قديم متخزن جواه.
حازم (بصوت مبحوح):
"أنا ماعرفتش أسمع حاجة... كنت شايف دموعك بس اللي شفتها، كانت بتنزِل على خدّك كأنها بتحرقني معاها."
(ياخد نفس طويل، يحاول يهدّى رعشة صوته، عيونه تلمع وهو بيكمّل كلامه).
حازم:
"بس فجأة شوفتك بتبصي عليّا لمدة دقيقتين، كأنك بتتكلمي من غير صوت، كنتي بتكلّمي قلبي، وعيونك كانت بتعتذرلي... أول مرة أحس إنك بتترجيني بحاجة، بس مش قادرة تقوليها."
(ينزل دمعة ببطء من عينه، يمسحها بيده المرتعشة وهو بيكمل).
حازم:
"مكنتش فاهم وقتها... ومش عارف إحساسي كان صح ولا غلط، بس لو كان صح، سامحيني يا حنين... كنت خايف تعيشي باقي عمرك مع عاجز زَيّي."
(يسكت لحظة، صوته يتهدّى، كأنه بيحكي من جوف قلبه).
حازم:
"خمسة عشر يوم... كنت بشبع منك، فيهم من ضحكتك، من ريحتك، من وجودك في كل تفصيلة حواليا. كنت بحاول أحفظ كل حاجة فيكي كأنها آخر مرة هشوفها." وكانت هالة معاكى وقتها
يتنفس بعمق، وملامحه بتتحول للحزن الشديد وهو بيكمل).
قطعت شرودها صوت ريم أغلقت حنين الدفتر
.......
فتحت "ريم" عينيها بتعب وتمد إيدها ناحية السرير التاني، ملقتهوش. قامت بسرعة وهي بتقول بنعاس:
– انتى فين يا حنين؟ كل ده سايباني نايمة؟ وفين حسام؟
كانت "حنين" وقتها قاعدة على الكرسي جنب المكتب، لابسة لبسها البيتي البسيط، والمصحف مفتوح قدامها، والدّفتر اللي بتقرا فيه دايمًا أسرارها مطروح فوق الورق كأنه شاهد على ليلتها الطويلة.
قفلت الدفتر بهدوء، وبصت للصورة اللي جمعتهم زمان، وقالت بصوت مبحوح وهي تقبّل إيد "إياد" الصغير اللي كان نايم جنبها:
– انت أجمل حاجة حصلت ليا يا ابني...
خرجت بعد كده لريـم اللي كانت بتعدل شعرها قدام المراية.
ريم بابتسامة فيها نعاس:
– انتى لسه منمتيش كل ده؟
حنين وهي بتخبي تعبها بابتسامة باهتة:
– آه، كانت قضية شغلاني شوية...
ريم:
– هو حسام مشي امتى؟ محسيتش بيه والله...
حنين بصوت وديع وهي بتفكر في قبلته الأخيرة:
– الساعة اتنين ونص بالظبط...
تنهدت ريم وهي بتعدل طرحتها:
– آه، مش عارفة مالي، لا عرفت أصحى ولا حسّيت بيه خالص.
حنين بابتسامة حنونة:
– ولا يهمك، كنت صاحيه وعملت له قهوة وسندوتش صغير قبل ما يمشي.
ضحكت ريم بخفة وقالت:
– شكراً يا قلبي، هو بكرة إياد يرجع، وتشبعى منه شوية بقى.
عينين حنين لمعت وهي بترد بشجن:
– آه، مش قادرة أغمض عيني لحظة مش أشوفه فيها...
ريم بلهجة فيها دفء:
– معلش يا حبيبتي، عندك شغل بكرة ولا فاضية؟
حنين:
– لا، أخدت إجازة... هرتاح شوية دلوقتي.
ريم:
– تمام، نصلي الفجر ونكمل نوم شوية.
حنين بابتسامة خفيفة:
– أكيد...
