رواية مذكرات عاشق الفصل الثالث عشر13بقلم صفاء حسني
لمت نفسها بصمت،
دخلت الحمّام وهي بتحاول تلم شتات روحها اللي اتكسرت.
فتحت الميّه…
والمية نازلة وهي بتحاول تغسل وجعها،
لكن الوجع كان أعمق من إنها تشيله بمية.
صوت الميّه كان عالي، لكن جواها في دوشة أكبر،
صوت قلبها الموجوع، وصدى ضحكتها اللي راحت ومارجعتش.
لبست لبس بسيط يدري علامات العنف على جسمها وهى بتتوها
كان مرمي على الأرض بدون وعي بعد ما خلص عليها كان هاين عليها تقتله وهو كده
سحبته على السرير… بالقوة البسيطة الا بقي عندها
كان نايم زي ميت،
مفيش فيه لا إحساس ولا ملامح راجل لسه مكسّر قلبها.
وسحبت نفسها بخطوات تقيلة ناحية الصالون الملحق بالأوضة.
قعدت على الأريكة،
نظرتها ثابتة على المكان اللي اتكسرت فيه روحها لأول مرة.
الدموع نازلة بهدوء،
مش دموع وجع بس، دموع خيبة...
دموع نهاية طفلة كانت لسه بتحلم إن الجواز فرحة مش وجع.
الكاتبه صفاء حسنى
مذكرات عاشق
نامت…
بس مش نوم جسد، ده كان نوم روح تعبت من المقاومة.
نوم أشبه بالإغماء،
وكأنها بتقول لنفسها "كفاية".
في اللحظة دي، كان الزمن بيمشي من غيرها...
والقدر بيكتب صفحات تانية من نفس الحكاية في مكان تاني.
في نفس الوقت، عند هالة…
كانت أمل قاعدة على الكنبة، ولسه ضحكتها من فرحة الليلة اللي فاتت ما راحتش من على وشّها.
أمل بابتسامة واسعة وهي بتشرب الشاي:
– عقبالك يا حبيبتي يا رب، الليلة كانت جميلة أوي، حسّيت إن قلبي طار من الفرحة.
هالة بابتسامة خفيفة:
– بكرة يا ست الكل إن شاء الله.
أمل بتتحمس:
– أكيد بكرة ربنا يرزقك بابن الحلال اللي يستاهلك يا بنتي.
هالة ضحكت وقالت:
– بس أنا بتكلم بجد، بكرة فيه عريس جاي.
عباس رفع حاجبه باستغراب:
– تقصدي إيه يا هالة؟ مين دا؟
هالة:
– الدكتور وليد السيد… قابلته هناك وقال لي أبلّغ ماما إنه جاي يطلب إيدي بكرة، وهيتصل يحدد معاد الزيارة.
اتسعت عيون أمل من الفرحة، وقامت من مكانها بسرعة وهي تزغرد من قلبها:
– بجد؟ يااااه دا ينور من الصبح!
عباس بضحكة خفيفة:
– استني بس يا ست أمل، الصبح إيه؟ لازم نجهز كل حاجة الأول.
أمل:
– صح! دا أنا مش هنام، لازم أغير الستاير والمفارش، وأعمل أكل… خليه بعد بكرة علشان نلحق نجهز.
هالة ضحكت وقالت بمشاغبة:
– فين كان الصبح وفين دلوقتي بقى بعد بكرة يا ست الكل!
ضحك عباس وهو بيطبطب على كتف مراته:
– فعلاً خلاص… الصباح رباح، وبكرة نشوف.
أمل وهي لسه بتضحك:
– هو أنا هعرف أنام النهارده؟
هالة في سرها، وهي بتبص لمامتها بابتسامة فيها وجع خفيف:
– ومين سمعك يا ماما…
عباس:
– يلا يا أهل عباس تصبحوا على خير وبكرة إلا ربنا شايفه يكون
......
فى صباح يوم جديد
كانت الشمس داخلة من شباك الأوضة بخيوط خفيفة،
حنين قاعدة على طرف السرير، عينيها منفخة من البكاء،
ووشها شاحب كأن النوم ما عرفش طريقه ليها.
دخل أسر بهدوء، بعد ما فاق وبدأ يفتكر الا عماله وشعر إنه بيحتقر نفسه ازى عمل كده وايه السبب.
أخد شوار ولبس هدومه ، بيحاول يلاقى يفهم ازى بغباءه خآلها يعمل كده ما هى بقيت بتاعته فيها إيه لو كان صبر ازى خرج عن سيطرته وكأنه حاجه تأنى كانت بتتحكم بيه دخل عليها كانت علي سجادة الصلاة وتنهى الصلاة اقترب منها وجلس على كرسي بجوار المكان
– ممكن نتكلم يا حنين؟
ما ردتش، بس نظرتها كانت كفاية إنها تقول “مش قادرة”.
قرب منها بخطوات بطيئة، صوته كان فيه ندم حقيقي:
أسر:
– أنا عارف إني غلطت، وعارف إنك مش هتسامحيني بسهولة…
بس والله يا حنين، أنا ما كنتش في وعيي. ومعرفش شربت إيه خالنى بقيت كده رغم إن مش أول مره أشرب أنا بحبك وعمري ما كنت أفكر اجرحك كل حاجة حصلت بدون اردتى وكأنى مصلوب الاردة .
حنين رفعت عينيها عليه، ودموعها بدأت تتجمع تاني:
حنين:
– ما تقوليش ما كنتش في وعيك يا أسر إن كنت .
في الوعي أو بدونه… الوجع هو هو.
اللي حصل ده مش لحظة، دي حاجة هتفضل محفورة فيا طول عمري. وانت اخترت اول يوم في حياتنا تكون بالطريقه الهمجيه ده
سكت، ومسك راسه بأيده كأنه بيحاول يهرب من صوته الداخلي.
– كنت عايز تحبيني وتحسي بحبي ،واشيل صورة أجبر ابوى إنها تتجوز منى لكن انا غبي بدل ما اخط اول خط للحب، خطت خط جرح فى قلبها إزاي بعد كده هتبص عليا وأنا السبب في وجعها وتتهد ؟
كنت فاكر إننا نبدأ صفحة جديدة وتسامحنى …
كنت عايز أثبتلك إني أتغير .
– بس اللي حصل رجعني للصفر
عارف إنك بتقول ما بين نفسك دلوقتي إن
كأن كل كلامى عن التغيير كان كدب.
تنهدت حنين وكأنها بتقوله
مش قادره أشوفك دلوقتي… مش قادره أعيش هنا.
في اللحظة دي، سمعوا صوت أذان العصر بيرن في أرجاء الفيلا،
كأنه بينادي على التوبة… أو يمكن بيعلن نهاية وجع وبداية وجع تاني.
الكاتبة صفاء حسنى
طيب حضرتك صلي العصر وانا هصلي وبعد كده نتكلم
كان محرج منها أسر وقال
تمام هنزل أشرب حاجه
رنّ الموبايل في نفس اللحظة،
مدّت حنين إيدها بتردد وردّت بصوت متكسر:
حنين:
– ألو؟
هالة (بصوت متوتر):
– ألو يا حنين، آسفة والله بس مش عارفة ألبس إيه!
عندي فساتين كتير ومحتارة ألبس إيه لقراية الفاتحة،
هصورهم وأبعتلك تختاريلي، ماشي؟
حنين بصت في الأرض، تنفست بسرعة كأنها لقت مخرج من خنقتها:
حنين:
– لا… متتعبيش نفسك، أنا جاية حالاً.
هالة (بقلق):
– جايه؟ ليه يا بنتي؟ حصل إيه؟
حنين:
– لما أجي هقولك.
قفلت المكالمة وهي بتحاول تثبت نفسها،
قامت بسرعة من على السرير بدلت هدومها ، ولبست طرحتها ووقفت قدام المراية لحظة،
بصّت لنفسها كأنها مش مصدقة اللي شايفاه…
وشها حزين، بس جواها قرار إنها لازم تبعد.
خرجت من الأوضة.
أسر كان واقف مستنيها عند الباب، صوته مكسور:
أسر:
– رايحة فين؟
حنين (بحزن شديد):
– عند هالة… قراية فاتحتها النهاردة.
عندك مانع؟
أسر:
– في يوم صبحيتك يا حنين؟
ولا بتعاقبيني؟
مش اعتذرت ليكي؟ والله ما كنت في وعيي.
حنين (بهدوء موجوع):
– أرجوك يا أسر…
سبّني أخرج.
يمكن أنسى اللي حصل،
لكن لو فضلت هنا… كل حاجة هتفضل قدامي.
أسر (بيحاول):
– طب أوصلك؟
حنين:
– مفيش داعي، هاروح بتاكسي.
خدت شنطتها وخرجت.
كانت كل خطوة بتوجعها، مش بس من أثر الليلة،
لكن من كرامتها اللي اتكسرت، ومن حبها اللي مات وهي عايشة.
وقفت عند باب الفيلا،
لفت تبص عليه لحظة أخيرة،
وبصوت خافت كأنها بتكلم نفسها قالت:
– “يا رب إديني قوة أنسى…”
بعد ساعة
وقفت حنين قدام باب بيت هالة،
وشها كان متغير، بس بتحاول تبين طبيعية.
دقّت الجرس، وبعد لحظات فتحت أمل أم هالة الباب بابتسامة:
أمل:
– حنين! إيه يا بنتي؟ إيه اللي جابك في يوم صبحيتك؟
قبل ما ترد، جريت هالة لما سمعت صوتها:
هالة:
– حنيييين! إزيك يا قلبي؟ شكراً إنك جيتي،
والله كنت محتاجة وشك النهارده.
حنين (بصوت مبحوح وابتسامة خفيفة):
– وأنا ليا غيرك يا هالة؟
دي إنتي أختي وصحبتي، ينفع أسيبك في يوم زي ده؟
ضحكت هالة وهي تمسك إيديها وتشدها لجوه:
هالة:
– تعالي اختاري معايا، عندي هدوم محتارة فيها.
تعالي قبل ماما تفضل تسألني مليون سؤال.
دخلوا الأوضة بسرعة عشان تهرب من استجواب أمها.
ولما قفلت الباب، هالة بصّت لصاحبتها بقلق:
هالة:
– في إيه يا بنتي؟
مالك؟ وشك مش طبيعي… حصل إيه؟
حنين:
(انهارت تبكي بهستيريا) – يا هالة… مش قادرة…
هالة جريت ناحيتها، حضنتها بحنية:
هالة:
– حبيبتي في إيه؟ قوليلي اللي حصل.
لكن أول ما حضنتها، حنين صرخت وجع جسمها اتشنج:
حنين:
– آه… براحة، جسمي وجعني.
هالة بعدت بسرعة، ووشها اتقلب:
هالة (بغضب ودموع):
– هو ضربك؟!
حنين هزت راسها بخجل، والدموع نزلت على خدها:
حنين (بصوت مكسور):
– لأ… أصعب من الضرب يا هالة…
الكاتبة صفاء حسنى
سكتت لحظة، والسكوت كان أبلغ من أي كلام،
وهالة عرفت وقتها إن الليلة اللي فاتت كسرت صاحبتها للأبد.
هالة وقفت قدامها مصدومة، الكلام اللي طالع من حنين كان بيخبط جوا ودانها زي طلقات.
صوتها خرج متردد، فيه خوف وغضب وصدمة:
هالة:
– اوعي تقولي اغتصبك يا حنين؟
حنين بصّت للأرض، وإيديها كانت بتترعش، صوتها نازل من بين شهقات مكتومة:
حنين:
– بستحياء… آه للأسف يا هالة.
هالة شهقت وهي مش مصدقة:
هالة:
– الحيوان! حتى لو كنتي منعتِ نفسك، مش المفروض يعمل كده!
إيه البشاعة دي؟
حنين بسرعة، كأنها بتحاول تهديها وتبررله رغم وجعها:
حنين:
– لا، الموضوع مش كده… هو مكانش في وعيه.
هالة بانفعال:
– هو إنتي بتدافعي عنه؟! حصل إيه يا حنين؟ قوليلي من الأول.
حنين أخدت نفس عميق، دموعها بدأت تنزل بهدوء وهي بتفتكر كل لحظة وجع:
حنين:
– أول ما روحنا البيت، طلعت أوضتي، وهو فضل مع أخواته.
إنتي عارفة يا هالة إني رفضت أعيش في الشقة اللي في العمارة،
واخترت أعيش مع حمايا في الفيلا علشان أقدر أجيب أي دليل يثبت حق حازم…
وكمان ماكنش ينفع أعيش قريب من بابا وماما ، وكمان وقدام حازم بعد اللي حصل.
هالة بإيماءة حزينة:
– عارفة يا حنين، كمّلي.
حنين:
– لما رجع، كان سكران… ريحة الكحول كانت طالعة منه،
وقرب مني، عايز يبوسني بالعافية.
استغفرت ربنا وضربته بالقلم يمكن يفوق…
بس بدل ما يفوق، اتجنن…
اتحول لوحش، ضرب وعنف بكل قوة
وأخد مني اللي هو عايزه… بكل قسوة.
هالة حطت إيدها على وشها، الدموع نزلت منها غصب عنها:
هالة:
– يا وجعي عليكي يا حنين…
أنا آسفة، أنا السبب، أنا اللي قلتلك تكملي وتدي فرصة.
ماكنتش أعرف إنه كده.
حنين بصوت مبحوح:
– وأنا كمان ماكنتش متخيلة كده، بس المصيبة الأكبر كانت لما صحي.
هالة بانفعال:
– حصل إيه بعدين؟!
حنين:
– الصبح، لما صحيت، كان في الجناح.
أنا بليل نقلته على السرير، ونمت برة في الصالون.
اتوضيت ولبست الإسدال علشان أصلي الظهر،
لقيته صحي وبصلي وهو مش فاكر حاجة.
قالّي: إنتي نمتي فين؟ وليه الأوضة متبهدلة؟
بصيت على السرير… الدم كان لسه هناك.
مع ذلك، ماقدرتش أتكلم.
سكتت لحظة وابتلعت ريقها بالعافية:
– قرب مني وقال: عملت إيه؟ انطقي!
بس أنا كنت خلاص، مفيش صوت بيطلع مني.
قلتله: ابعد عني، ولوسمحت طلقني.
هالة بصدمة:
– وقالك إيه؟
حنين بصوت مكسور:
– وقع على الأرض، فضل يقول:
أنا آسف يا حنين، سامحيني، أنا بحبك، والله ما كنت في وعيي.
وكان بيعيط زي العيل، قالّي:
نفسي أتغير، أصلي، أعرف ربنا، أبعد عن القرف اللي بيخليني إنسان تاني.
وراح حضني من وسط خصرى، وأنا كنت بتألم من كل لمسة.
زقيته، ودخلت الأوضة وقفلت الباب ورايا.
ماكنتش قادرة أرد، كنت بس بعيط وأسأل نفسي:
إزاي أغيره وأنا قلبي مش معاه؟ قلبي ملك واحد تاني...
هالة سابت نفس طويل وهي بتخبط على رجلها بعصبية:
– وبعدها؟
حنين:
– بعد ساعة، فتحت الباب لقيته قاعد، بيشرب تاني.
الخمرة في إيده، والصبح لسه طالع...
كان بيضحك، وكأنه ناسي كل اللي حصل.
هالة بصوت غاضب وهي مش مصدقة:
– يا رب على القسوة!
حنين كملت والدموع خنقت صوتها:
– لحد ما شافني...
قالّي: بتحبيه أوي للدرجة دي؟ مش قادرة تكوني معايا وتسامحيني؟
هالة بحيرة:
– مين؟! هو كان يقصد مين؟
حنين بخوف وكسرة:
– حازم... كان يقصد حازم.
كأنه شايف جوا قلبي، عارف إني عمري ما نسيته.
هالة بصوت متقطع من القهر:
– يعنى فوق كل اللي عمله فيكي، بيتهمك إنك لسه بتحبي غيره؟!
ده مجنون، والله مجنون!
حنين:
– يمكن لو كان فايق ماكنش قال كده...
بس خلاص يا هالة، كل حاجة جوايا اتكسرت.
حتى صورتي في المراية مش بقدر أبصلها.
بحس إني واحدة تانية… غريبة عن نفسي.
هالة مسكت إيدها بقوة، عينيها كلها حزم وحنان:
– بصيلي يا حنين… اللي حصل ظلم، بس مش هو نهاية الدنيا.
لسه فيكي روح، ولسه ربنا شايفك، ولسه ليكي حق،
وحقك مش هيروح طول ما أنا جنبك.
حنين غمضت عينيها، والدموع نزلت وهي تهمس:
– شكراً يا هالة… يمكن وجودك هو الحاجة الوحيدة اللي مخلّيني لسه عايشة.
هالة ضمّتها بحنية وقالت:
– وهنعيش يا حنين… وهنخلي اللي ظلمك يندم على اليوم اللي لمس فيكي وجع.
بس أوعديني، متسكتيش تاني.
في اللحظة دي…
السكوت بقى له صوت، صوت حنين وهي بتنهار في حضن هالة،
وصوت الأمل اللي بيحاول يتنفس جوا قلب مكسور.
---
الكاتبة صفاء حسنى
سكتت هالة، عيونها دمعت،
وهي حاسة إن قلب صاحبتها اتكسر فعلاً المرة دي.
كل اللي سمعوه بعدها كان صوت بكاها،
وصوت أنفاس الاتنين، بيتقطع بين وجع وخوف وغليان.
وقفت، سكتت لحظة طويلة،
وبعدين قالت لنفسها بهمس حزين:
حنين:
– يمكن الوجع مش بيموت...
بس يمكن بيتعلم يعيش جوانا.
....
بعد ساعات
حازم ووليد وصلوا عند هالة وبعد الترحيب
وليد (بصوت واثق بس فيه رهبة بسيطة):
– أنا مش هطوّل عليك يا عمي، أنا بحب بنتك الدكتورة هالة،
وأتمنى تكون شريكة حياتي.
عباس (بنظرة فخر وهدوء أبوي):
– ده شرف لينا يا ابني،
أنا مش هلاقي أحسن منك لبنتي الوحيدة.
ضحك وليد بخجل بسيط، وبصّ لهالة اللي كانت واقفة بعيد،
ووشها محمّر من الخجل، لكن في عيونها كان فيه رضا.
كان يوم كله فرحة بريئة،
لكن في قلب حازم كان وجع تاني…
بيحاول يخفيه بابتسامة، لكنه بيكتم أنفاسه.
قرأت حنين آخر جملة
روحنا تاني يوم نطلب هالة لوليد،
بس أنا كنت محتار...
يا ترى هتكوني موجودة ولا لأ؟
نفسي أشوفك، حتى لو آخر مرة قبل ما أمشي.
كنت سعيد لصاحبي، وهو كمان لقى ترحيب من أهلها.
أغلقت حنين الدفتر بإيد مرتعشة،
إيدها كانت بتترجف مش من البرد،
لكن من وجع الذكرى اللي خنقتها.
بصّت قدامها بشرود وقالت بصوت مكسور:
حنين:
– كان أصعب يوم ليا أنا كمان يا حازم...
يوم اتكسرت جوايا كل حاجة...
كرامتي، طفولتي، وحتى نفسي.
نظرت حوالين الأوضة،
وكأنها بتشوف أشباح ذكرياتها على الحيطان.
دموعها كانت بتنزل تاني،
بس المرة دي مفيش صوت،
كأنها استسلمت... كأنها خلاص بطلت تقاوم.
