رواية مذكرات عاشق الفصل الخامس عشر15بقلم صفاء حسني


رواية مذكرات عاشق الفصل الخامس عشر15بقلم صفاء حسني 

حنين بتصرخ الحقنى يا عمى حسام 

جري حسام على غرفة حنين ومعاه سامح.

حنين ارتدت ال حجاب فور دخول سامح.
سامح ابتسم في سرّه: انتي ناسية إنك متربّية على إيدي.

حسام نقل زوجته بخوف وحب شديد إلى غرفتهم.

حسام:
"حنين، ممكن تتصلي بالدكتور عماد اللي في الدور اللي فوق؟"

حنين:
"حاضر."
وضغطت على أزرار الهاتف.

حنين:
"ألو… دكتور عماد؟"

يرد شاب على الهاتف:
"ألو… مين معايا؟"

حنين:
"أنا حنين… اللي تحت… بليز، عايزة الدكتور عماد فورًا… في حالة عندنا."

الشاب:
"حاضر… دقايق وهيجي."
ويغلق الهاتف.

وبعد لحظات يظهر الشاب… عيونه رمادية وشعره بني، ويبتسم:
عماد:
"أخيرًا عرفت أتكلم معاكي يا حنين."

عماد نادى:
"مين على التليفون يا عمر؟"

عمر:
"آنسة حنين… في حد مريض تحت عندها."

عماد:
"ههه… مدام حنين يا عمر."

عمر:
"عارف… لكنها هتفضل في نظري الآنسة حنين، أم ضفيرتين."

عماد:
"طيب… هتنزل إنت ولا أنا؟"

عمر:
"إحنا الاتنين… عشان كانت متوترة ومش وضّحت مين المريض."

عماد:
"تمام… جهّز نفسك، وهما هيتفاجئوا إنك رجعت من أمريكا."

عمر:
"مشتاق أشوفه قوي… خطفها مني أسر زمان، ودلوقتي رجعتلي علشان أعبّر عن مشاعري ليها."

عماد:
"انسى الموضوع… هي عندها مشاكل مع حماها بسبب حضانة الولد ومش فايقة."

عمر:
"تعالى ننزل الأول."

وبعد عشر دقايق… كانوا قدام الباب.
فتحت حنين الباب:
"اتفضل يا دكتور عماد."
وفجأة شافت عمر… فسرحت شوية.
وبعدين قالت: "اتفضلوا."

عماد:
"مين المريضة يا أستاذة حنين؟"

حسام:
"اتفضل يا دكتور… زوجتي فقدت الوعي."

يدخل الدكتور عماد مع حسام، ويظل عمر واقف…
واقف ومربّع إيديه وساند على الحيطة وبصّصلها وهو بيبتسم.

حنين تبصله وتهز رأسها باستفهام.
عمر يضحك أكتر: "ههههه."

حنين تبص على نفسها…
تشوف ملابسها مظبوطة، حجابها مظبوط…
كل حاجة تمام.

حنين:
"ممكن أعرف إنت باصصلّي ليه؟ وبتضحك على إيه؟"

عمر:
"بضحك على إيه! بذمتك مش عارفة؟"

حنين:
"ولو عارفة كنت سألتك ليه؟"

عمر:
"بضحك على البنت أم ضفيرتين… اللي لما دخلت الحي جنّنت الشباب في حبها…
وهي دلوقتي داخلة على تلات سنين قافلة على نفسها…
ولا عارفة تفتح قلبها… ولا عارفة تحس باللي بيحبها."

حنين:
"أنا مش فاهمة… تقصد إيه؟ وبتتكلم عن مين؟"

عمر:
"خليكي يا حنين عاملة نفسك مش فاهمة… لحد ما تخسري كل اللي بيحبوكي."

ويسيبها وينزل مع دكتور عماد.

تدخل حنين على ريم…
وبفرحة تضُمّها:
"ألف مبروك يا ريم… ونبقى نروح نعمل التحاليل علشان نطمن."

ريم:
"هروح النهاردة… أنا كويسة."

حنين:
"لا يا حبيبتي… بعد أسبوع تكوني ارتحتي.
وهنعمل متابعة مع دكتورة شاطرة."

حسام:
"صح كدا… ويوم ما تروحوا أنا هاجي معاكم."

تركتهم حنين…
وجريت على أوضتها.
كانت عايزة تتكلم مع حد عزيز عليها،
وأقرب حاجة ليها  دلوقتي هو … الدفتر.

فتحت الصفحة الخامس عشر 
وكان مكتوب فيها:

"عندما أكون حزين ووحيد، أبحث عنك…
أتمنى أن أضمك إلى حضني…
ولكن حبي من غير أمل."

قلب حنين يدق من كلمته…
مشتاقة تكمل… وبدأت تقرأ.

رسالة حازم

حازم:
"يوم ما عرفت انك كنت موجوده فضلت مع   مراد أخو هالة… وعرفت حاجات كتير عنك…
اتأكدت إنك كمان كنتي بتحبيني… أو معجبة… وده أمل كويس ليا."
لكن وقتها اتعلمت ان حبي ليك تعدى مرحلة حب رجل ل بنت ل حبي خالني اتمنى  تكوني سعيده حتى لو مش معايا كنت عايز أشوفك قبل ما أعمل العملية… أعرف إن كنتِ سعيدة ولا لا." لكن اللقي نصيب 
وسافرت وكان كل هدفي إن اتعالج لكن تفكير عندك يا تري الفترى ده كنت. بتعمل إيه سعيدة قدرت تحب أسر 
تنهدت حنين وكأنها بتتكلم معه الفترة ده حصلت قصة حب ما بين عمى حسام وريم وضحكت وهى بتكمل في الدفتر الحجات الا ناقصة 
...... 
اليوم ده رجع عمى حسام مضيق جدا وابتسمت ما بين نفسها اتعرف علي ريم الا دلوقتي مراته والنهارده عرفت إنها حامل لكن قبل كل ده أحكيلك شوية عنها 
ريم  صحفية في جريدة معروفة، وبنت عقيد كبير في الداخلية.
وفي اليوم ده … كان حسام رايح على الداخلية في مشوار شغل، وريم كانت في الطريق، لكن عربيتها عطلت فجأة في وسط البلد.
وبدأ شوية شباب يرخموا ويعاكسوها، والشارع زحمة ومش آمن.

حسام كان خارج من شارع جانبي علشان يركب عربيته، وشاف المشهد من بعيد.
قلبه اتشد ناحية البنت المضايقة وقتها قالي حسيت كأنك يا حنون فى الموقف ده ،  كان لازم يتصرف بعقل …
الحارة مش بتاعته، والشباب الثلاثة واضح إنهم يعرفوا بعض.
ولو دخل عليهم بشكل مباشر، بدل ما يبقوا تلاتة هيبقوا عشرين.
هو يقدر يتعامل معاهم… آه… بس ريم  هي اللي كانت هتتأذي ومينفعش يتعامل ب مهنته أولا عشان سرية المشوار إلا كان في .

فقرر يروح لها بخطة.

يتجه إليها، يوقف جنب العربية، ويتكلم بصوت عالي متعمّد يسمّع الكل:

حسام: «أنا آسف يا هانم… بس لسه ملاقيتش ميكانيكي هنا.»
شاب من الشباب يبص له باستفزاز:
الشاب: «إنت السواق؟»
حسام (بثبات، ونظرة تحدي): «نعم… أي خدمة؟»

انت عارف عمى حسام 
ولإنه شديد البنيان، طويل، وعضلاته باينة من هدومه… أي حد يشوفه يفتكره فورًا من الحرس الشخصي أو ضابط.
المشهد ده لوحده خلّى الشباب يتراجعوا خطوة ورا.

الشاب: «أنا ميكانيكي سيارات… أي خدمة؟»
وبدأ يصلّح العربية هو وأصحابه.

ريم واقفة مذهولة… مش قادرة تنطق.
أولًا لأنها صحفية، وفضولها خلّاها عايزة تعمل موضوع عن الشباب في الأحياء الشعبية…
فمسكت موبايلها، والتقطت لهم كام صورة هما بيتكلموا.

حسام شافها…
نظرة واحدة منه كانت كفيلة  توقف القلب.
حدّة في عينه خلتها ترجع خطوتين.

اتجه لها بثبات:
حسام: «ممكن يا هانم تركّبي العربية لحد ما نصلّحها؟»

ريم، من الخضة ومفاجأة الموقف، فعلاً تراجعت وركبت.

الشاب خلّص تصليح العربية، ومدّ المفتاح لحسام.
حسام طلع فلوس من جيبه واداها للشباب.

حسام: «شكرًا يا شباب على الشهامة والرجولة.»
الشباب مع بعض: «أي خدمة.»

ركب حسام العربية، وفتح الكاسيت على محطة إذاعية…
كانت اغنيه شغالة. ومش اقولك على اسمها 
حكى ليا انا وبابا وماما الله يرحمهم 
انه ابتدى يغنّي معاها علشان يثبت كلامه قدام الشباب، ويخرج من الحارة من غير مشاكل.

اتجه بالسيارة لشارع عمومي.
ريم قاعدة جنبه… شارده، بتعيد الموقف في دماغها.
والأغنية اللي شغّالة كأنها بتسألها هي بس.

---

حسام: «حضرتِك رايحة فين؟»

ريم (بتحاول تثبت نفسها وهي متوترة أو تدخل في قلبه الرعب ):
«قرب وزارة الداخلية… وبعدين أنا ماكنتش خايفة على فكرة يعني! الفيلم ده ماكانش لازم.
أو كان لازم تشكرهم يعني؟!
وكمان بتشكرهم على إنهم كانوا بيتحرشوا بيا؟! كان لازم تضربهم!
وكمان إزاي تتجرّأ وتقول إنك سواقي الخاص، وتزعق لي، وبعدها تخلّينا نركب… وكمان تسوق عربيتي من غير إذن؟!
وبعد نص ساعة في الطريق تسألني: هتروحي فين؟!
وأنا أصلاً مش عارفة أنا فين… ولا أنت مين!
مش يمكن تكون خطفتني مثلًا؟»

اتكلّم حسام بجدّية، وصوته واضح إنه فقد صبره:
حسام: «حضرتِك عايزة إيه دلوقتي؟»

ريم اتوترت، كانت خايفة منه فعلًا:
ريم: «خلاص… شكرًا. هتصل ببابا… ممكن تنزل؟»

حسام: «ممكن يكون طريقِك من طريقي، أوصلك.
لكن لو بعيد… اتفضّلي مفاتيح العربية، لأني متأخر.»

ريم: «والله طيب يا عم… المهم أنا رايحة عند مديرية أمن القاهرة.
لو من نفس الطريق وصلني… أو أوصف لي إزاي أمشي… وشكرًا ليك.»

....................

ركب حسام مرة أخرى، وساق العربية في صمت لحد ما وصل للمكان.
ركن السيارة خارج المديرية، ونزل تركب نفسها وتدخل…
وهو مشي من اتجاه تاني، ودخل من باب مختلف لحد ما وصل لمكتب العقيد… وكان ماسك في إيده بعض الأوراق الرسمية.

أما ريم… فدخلت من الباب العمومي، متعصبة ومنفعلة، وتوجهت مباشرة لأبوها.
ولما شافته… فجّرت غضبها، وحكت له كل اللي حصل معاها من أول الموقف لآخره.

العقيد قاعد يسمع… وفجأة ابتسم.

العقيد: «في شباب عندهم الحكمة والأخلاق دي دلوقتي؟»

ريم: «انت بتشكر فيه؟! بقولك زعق لي… وعمل نفسه السواق… وبعد كده سابني ونزل، وهو مغرور، ومردّش علي كلمة من اللي سألتهم!
وبعدين تشكر في أخلاقه؟!»

العقيد: «يا حبيبتي… الشاب كان خايف عليكي.
أولًا… هو كان في مكان غريب، مش مكانه.»

ريم: «عرفت إزاي يا بابا؟»

العقيد: «لو كان يعرف المكان… كنتي لقيتي أصحابه حوالينه.
وكان وقف الشباب عند حدّهم.
لكن هو عمل التصرف ده علشان يحميكي… من كلامهم قبل إذاهم.»

ريم سكتت ثواني… وبعدين قالت بهدوء:
ريم: «وهو الصراحة… جسمه زي البودي جارد… ونظراته كلها ثقة.»

يقطع حديثهم دق على الباب.

العقيد: «اتفضّل.»

فتح السكرتير الباب وقال:
السكرتير: «حضرة الضابط حسام اللي باعتينه من قسم النزهة بالأوراق المطلوبة… اسمح له بالدخول.»

العقيد بصّ على الساعة باستغراب:
العقيد: «هو اتأخر عن الميعاد…»

ريم قامت تقف:
ريم: «مفيش مشكلة يا بابا… خلّص شغلك وأنا هانتظرك برّه.»

العقيد هزّ رأسه بضيق:
العقيد: «هو متأخر عن ميعاده! إيه الاستهتار ده؟
المفروض ييجي الساعة 12… والساعة دلوقتي 12 ونص!
مش تصرّفات ضابط محترم.»

..........

الكاتبة صفاء حسني الطيب

"ريم: «طب معلش يا بابا… مش تعرف ظروفه؟»

العقيد: «دخَّلي الأستاذ اللي اتأخر ده…
وانتي يا بنتي خليكِ، أنا شايف أحسن إنك تكوني موجودة ويتّهزق قدامك.»

وفعلاً…

خرج السكرتير ونادى:
السكرتير: «اتفضل يا حضرة الملازم… الباشا في انتظارك.»

حسام: «تمام.»

....................

كانت ريم سرحانة وبتظبط شوية أوراق على مكتب أبوها…
هي بتحب اللحظة دي، بتحس إنها بتشارك أبوها شغله.

وفجأة…
دخل حسام، واقف مستقيم، ورفع إيده بالتحية العسكرية… وعليه خجل واضح.

حسام: «أعتذر على التأخير يا فندم… لكن—»

العقيد: «مفيش لكن!
انت عارف إن من شروط الظابط الناجح… يكون مظبوط في مواعيده.»

ريم أوّل ما سمعت صوته… لمعت عينيها باستغراب:
ريم (بهمس لنفسها): «إيه دا؟ الصوت دا… مش غريب عليّا.»

لفّت بوشّها ناحية الباب…
وبنفس اللحظة كان أبوها بدأ يهزّق الشاب.

ريم: «هو… هو انت؟!
إيه اللي جابك هنا؟!
إنت ملاحقني؟!»

حسام بصّلها بصدمة خفيفة:
حسام: «أنا؟ يا فندم؟! أكيد لأ.»

ريم: «إنت حد مسلّطك عليا؟
ولا جاي تاخد حقّ حمايتك ليا؟
ادفع يا بابا له قرشين علشان نخلص منه!»

حسام كان باين عليه متعصب، كلامها يوجع، لكن…
سيطر على أعصابه بكل قوته، واقف ثابت قدام العقيد.

العقيد: «إنتِ تعرفيه يا ريم؟»

ريم: «ما ده هو اللي مَثَّل إنه السواق يا بابا… اللي حكيت لك عنه.»

حسام حسّ بخجل شديد، وحسّ إنه خلاص… كأنه أصبح خارج الداخلية من كتر الإحراج.
جواه كان بيتقطع حرفيًا، لكنه جمع نفسه وقدم الأوراق للمدير، واعتذر مرة أخيرة… وبدأ يعمل التحية العسكرية علشان ينصرف.

العقيد: «استنّى عندك!
إنت رايح فين؟
انتظرني برّه.»

حسام: «حاضر يا فندم.»

خرج حسام، واقف برّه المكتب، خطواته تقيلة، ووشه محمّر من الإحراج والغضب اللي كاتمه.

---

ريم: «معلش يا بابا… انت هتعمل إيه معاه؟»

العقيد: «انتي مش عايزة أُحاسبه على اللي عمله معاكي؟»

ريم: «انت من شوية كنت بتشكر في الشاب اللي ساعدني… ودلوقتي عايز تحاسبه؟»

الأب: «انتي حيّرتيني معاكي… مش كنتي زعلانة إنه ساعدك؟»

ريم: «آه يا بابا… هو دا الشاب اللي ساعدني.»

العقيد ضحك ضحكة قصيرة فيها دهشة:
العقيد: «ههههه… أخيرًا اعترفتي إنه كان عايز يساعدك.»

ريم: «يعني كنت عايز توقعني واقتنع إنه ماغلطش لما عمل نفسه السواق؟!»

العقيد: «وكمان… لازم يخاف شوية الملازم اللي برّه ده.
علشان كان ممكن يتعرّض لسرقة أوراق مهمة جدًا وهو معاها…
كل ده عشان يكون شهم قدام بنت—حتى لو البنت دي بنتي.»

ريم: «بس يا بابا… مش دور الشرطة إنها تحمي الشعب؟!
وبنتك كانت في خطر!
حتى لو مش أنا… ولو بنت تانية، دا المفروض اللي يحصل… صح؟»

العقيد: «أمن الدولة أهم بكتير من إنه يبان بعضلاته قدام شوية شباب.»

ريم اتنهدت، إحساسها بالذنب بدأ يكبر:
ريم: «بس ده مش عدل…
وهو جه وسلّم الأوراق المهمة ليك، يعني حرام يتحاسب بسببي… أو بسبب حد تاني.
ده شهم… وشاف بنت زي أخته ممكن تتعرض لضيق، أو لقدر الله اغتصاب في مكان مهجور.
يبقى كده نِجازيه؟
يبقى يخاف يساعد حد تاني في أي وقت؟»

في نفس الوقت…

كان حسام خارج المكتب، وبيعاتب نفسه وهو ماشي:
«يعني يا صاحب الشهامة أوي… إيه اللي خلّاني أساعدها؟
فاكر نفسك شهم وبطل؟!
أهوه… حلم عمري اللي كنت بحلم بيه هاتُحرَم منه.
عادي… أنا مش ندمان.
لأن لو اتعرّضت حنين لموقف زي ده، أتمنى حد يساعدها.
بس حظّي… إنها بنت العقيد مروان مدير الأمن، وممكن يفتكر إني اتطفلت على بنته، وممكن يعتبره غلطة مني.
وربنا عالم… لو أي بنت مكانها كنت هساعدها برضه».

وبعد شوية، خرج السكرتير وقال له:
السكرتير: «العقيد بيقولك… سلّم على مديرك وقوله: شكراً جداً.»

حسام: «مش فاهم… تقصد إيه؟»

السكرتير: «يعني اتفضل ارجع شُغلك.»

خرج حسام، وقرر إنه يثبت نفسه في العمل عشان يكفّر عن الغلطة دي.
ومرّت الأيام، وقدر فعلاً يثبت نفسه، رغم إن العقيد كان حاطه في دماغه. كان مُدوّخه، وبينقّله من قسم لقسم لأن الفترة دي فترة تدريبات… لكن الموضوع طول، وكل شهر في مكان.
ورغم كده… كان حسام بيثبت نفسه، وبيقبض على المطلوبين والخطرين بذكاء ومن غير ما يسبب أضرار.

وفي يوم… كانت ريم بتعمل تحقيق مهم عن أطفال الشوارع، وتنكرت علشان تعمل تقرير مسجّل بالصوت والصورة.
لكن كشفوها… واتحجزت في المكان.

حسام كان في القسم الخاص بالقضية، وكان بيتابع.
ووصلت له معلومات إن في صحفية اتخطفِت… من خلال بعض الأشخاص اللي هو حاططهم علشان يعرف أخبار المكان.

اتعمل الهجوم على المكان، وتم القبض على الزعيم اللي كان بيستغل الأطفال، ومشغّلهم ومسخّرهم للسرقة والنصب وبيع المخدرات.
وفعلاً… بحكمة تم إنقاذ الصحفية.

العقيد مروان أول ما عرف إن بنته اتحجزت…

مروان: «إنتو عارفين… لو بنتي حصل لها حاجة، هاقفل الجريدة!»

رئيس التحرير: «هي اللي بتحب المخاطر. ومعظم زمايلها حذّروها… ورغم كده صمّمت.»

مروان: «أنا محتاج معلومات عن المكان اللي اتحجزت فيه.»

رئيس التحرير: «هبعت لك العنوان. وحضرتك مديرية الأمن… لازم تقدر تساعدني بدل ما تهاجمني.
اعتبرها مش بنتك… بنت صحفية حصل معاها كده. هتتخلى عنها؟»

مروان قفل الهاتف، وقلب المديرية كلها علشان ينقذ بنته.
ضغطه ارتفع، وعينيه زغللت… ووقع مغمي عليه.
اتنقل للمستشفى فورًا.

وفي نفس الوقت…

كان حسام بينقذ الأطفال والصحفية.
تم إطلاق النار عليه… ولما ريم شافت الرصاصة، جريت عليه.
وجت الرصاصة في كتفه… وكتفها.

ريم فقدت الوعي لما شافت الدم.

وبعد ما الشرطة سيطرت على المكان…
حسام، اللي ماكانش يعرف إنها ريم…
شالها وجري بيها على المستشفى.

ولما أخدها في حضنه… حس بإحساس غريب جدًا ناحيتها.

---قطع شرود حنين صوت حسام وهو بيقول:
حسام: "تعالي معانا يا حنين عشان هنروح نعمل تحليل."

استغربت حنين، وطلعت من أوضته بهدوء وراحت عندهم. بصّت لريم وسألتها بنبرة فيها قلق بسيط:
حنين: "هو إنتِ شَكّيتي إنّي ميكنش حمل؟ مش كنتي حسبتي التوقيت؟"

تنهدت ريم بعمق وهي تحاول تهدي نفسها، بس واضح إن القلق كان ماليها:
ريم: "مش هعرف أرتاح إلا لما أشوف النتيجة بإيدي."

ابتسم حسام ابتسامة خفيفة فيها هزار بسيط وقال:
حسام: "مفيش فايدة يا حنين… مدام الأستاذة مصممة يبقى لازم ننفّذ. فضول الصحافة مأثّر."

كان شرود حنين لسه مسيطر عليها وهي قاعدة جنب سرير حسام في المستشفى، لحد ما قطع تفكيرها صوت الممرضة وهي بتقول:
الممرضة: "تعالي معانا يا حنين… عشان هنروح نعمل تحليل."

استغربت حنين، قامت من جنب حسام وخرجت من أوضته بخطوات متلخبطة، ورحت ناحيتهم وسألت بقلق:
حنين: "هوّ إنتي شاكّة إني مش حامل؟ مش كنتِ حسبتي التوقيت؟"

تنهدت ريم وهي واقفة قدامها بإصرار واضح:
ريم: "مش هعرف أرتاح غير لما أشوف النتيجة بإيدي."

ابتسم حسام رغم الألم، وقال لها بهدوء ساخر شويّة:
حسام: "مفيش فايدة يا حنين… مدام مصمّمة يبقى لازم ننفّذ. فضول الصحافة مأثّر."

اتكشّرت ريم ولفّت وشّها عليهم وهي بتتكلم بعصبية محبّبة:
ريم: "لازم أتأكد… إنتِ ناسية إنك كنتِ عاملة عملية من سنة تقريبًا؟ وعايزة أطّمن لو في حمل ليه تأثير ولا لأ.
فلو عندك مشكلة إنك تيجي معانا… ممكن على الأقل تعرفي إذا كانت الدكتورة نسرين شغّالة النهاردة ولا لا."
تعليقات



<>