رواية دعيني ابرئ اسقامك الجزء الثاني2 من لطيفها عاشق الفصل الرابع عشر14 بقلم سميه رشاد

رواية دعيني ابرئ اسقامك الجزء الثاني2 من لطيفها عاشق الفصل الرابع عشر14 بقلم سميه رشاد 

لم يستجِب قلبه لنداء التعقل لديه وأرغمه على زيارتها، فهو ليس بقاسي القلب ليضعها بموقف حرِج أمام والدتها التي بالطبع تعلم أن موعد زيارته اليوم، ربما اتفقا بالأمس عبر الهاتف أن يرافقها منذ عودتها من الجامعة ليطيل من مدة جلوسه، فهو بكل مرة يذهب بعد صلاة العشاء ويغادر في العاشرة ليلا؛ فيشعران بانقضاء الوقت سريعًا. ولكن ما حدث جعله يذهب بعد العشاء كما السابق.

لم يقصد عقابها بحرمانها منه، بل أراد أن يقسو قليلًا كي لا تعيد الكرة مرة ثانية، ويا له من عقاب قاسي، ذاك العقاب الذي لم يدُم لأكثر من خمس ساعات!! 

دلف إلى الغرفة التي يجلسان بها بعدما استقبلته والدتها ليجدها تتبعه بهيئتها الجديدة عليه كليًا، لطالما جلست برفقته مرتدية لخمارها على فساتينها الفضفاضة، أما هيئتها الخاطفة للأنفاس هذه فجديدة عليه، خصلات شعرها السوداء الناعمة أسرت قلبه، يا الله! بكل مرة تظهر له جانبًا يجعله يشعر بتحقق أحلامه الواحد تلو الآخر، فدائمًا ما رغب في أن يتزوج بامرأة ذات شعر ناعم، فكم كان يحب العبث بخصلات غالية الناعمة ويخبرها مازحًا أنه إن لم يُرزق بفتاة ذات شعر يضاهي شعرها نعومة فسيقصه غيظًا من زوجها الذي يهنأ به! وكم جاء تحقق الحلم أكثر من الحلم ذاته روعة؛ فشعر غالية أسود ناعم، إلا أنه خفيف وقصير إما هذه؛ فشعرها يكاد يصل إلى آخر ظهرها.

راودته رغمة ملحة في أن يُغرق كفه بداخله ولكن مهلًا، ليس الآن، عليه أن يعاقبها أولًا، ولكن كيف سيفعل وهذه الماكرة تبهره بشعرها وفستانها الضيق هذا!! لقد استخدمت أسلحتها لكي لا يقسو عليها وقد نجحت، فأسلحتها الناعمة هذه تكاد تفتك بقلبه وتجعله يتناسى ما فعلته عصر اليوم.

وضعته بموقف صعب، فهو حائر لا يعلم أيبدي لها ضيقه ليتم عقابها على خير أم يثني على هيئتها ويمتدح أنوثتها!! فعلى كل حال هذه المرة الأولى التي تظهر إليه بهذه الهيئة، ويعلم أنه إن لم يضِف تعليقًا يغازلها من خلاله سيجرحها ويجعل الذكرى الأولى لتبرجها أمامه تضيع عباءً، تلك الصغيرة الماكرة! لقد أجادت التصرف بعقلها، وماذا عليه أن يفعل الآن وامرأته تبدي له مفاتنها بهذه الطريقة الغير شريفة! فعلى كل حال هو ليس ناسكًا ليتجاهل ما تجود عليه به ويستمر في عقابه الذى بدا له الآن باهتًا لا معنى له.

جلست على مقربة منه بخجل شديد، تسب نفسها لانصياعها إلى رغبة والدتها التي أقنعتها أن تخرج بالحالة التي كانت عليها، فهي لم تكن تعلم بمجيئه بسبب ما أخبرها به بآخر لقاء، لذا صدمت حينما أخبرتها والدتها أنه بالخارج، كادت أن ترتدي ثيابها؛ إلا أن والدتها استنكرت عليها ذلك وأقنعتها أن خروجها هكذا أمامه أمر طبيعي!

تأملها قليلًا ليستنتج ما تشعر به من خجل، أشفق عليها  ولكن لم يقدر على الصمت أمام بهائها فهمس بخفوت جعلها ترتعد حياءً

- أميرتي..قمرٌ تلألأ نوره فأبهج خافقي، وما كان الفؤاد لأي قمر ينحني. أحبكِ.. شعر بها قلبي عقب لقائكِ، وما زال الفؤاد لرؤياكِ يخفق.

ارتفعت وتيرة نبضها وارتعش كفيها أثر اعترافه الأول بحبه لها، أكان ينقصها ليزداد خجلها! اعتقدت أنه لا يزال غاضبًا ليباغتها بثورته التي شنها على قلبها. ما باله يتحدث باللغة الفصيحة هكذا فيزيد الحديث تأثيرًا مع خفوت نبرته هذه!

رفعت نظرها إليه حينما طال سكوته، فوجدته يتأملها بطريقة احمر وجهها لأجلها مما جعله يبتسم بهدوء ويلتقط كفها بطريقة ذكرتها بما فعل يوم عقد القران، فارتفعت ضحكاتهما معًا، فكانت الضحكات خير مبدد لوحشة الخصام ولم تعد القلوب تحمل سوى صفاءً وحبًا خالصًا.. 

طالت بينهما اللحظات الرومانسية التي تجاوز بها أواب عن ما كان يفعل سابقاً، فلم يكتفِ سوى السابق بقبلة على اليد أو الجبين، بل تجاوز قليلًا مع بعض الحذر، فلن ينسَ مهما تفاقمت المشاعر بينهما أنها  حالة خاصة بسبب ما حدث بينهما، بعد عدة دقائق من الحديث حالت معالم وجهه إلى الجدية وقال بهدوء:

- ريهام أنا مش عايز أنبه تاني على طريقتك في النقاب بتاعة الصبح.. المرة دي سامحت مش عايز الموقف يتكرر تاني.

أومأت إليه بحرج وأجابت:

- أنا نفسي مش راضية والله.. مكنتش متوقعة إنه يرتفع بالطريقة دي . اتكسفت من نفسي إما لقيت إني خايفة منك ومش خايفة من ربنا.. مش هتتكرر تاني.

ابتسم بهدوء، أعجبه تقبلها للنصيحة دون مقاومة.. فتابع بلطف:

- أنا عايز أعرفك إن غيرتي زايدة شوية عن اللزوم.. فلو سمحتِ راعي دا بالقدر اللي تقدري عليه.

أومأت إليه بتفهم فغمز إليها يسألها بمرح:

- فكريني بقا كنا بنقول إيه؟! 

احمر وجهها خجلًا وأشاحت إلى الجهة الأخرى، فابتسم برفق متمنيًا بقلبه أن يديم الله عليهما السعادة.

ـــــــــــــــــــــــــــــــــ

انتشر الصياح بالمنزل إثر صيحات مهدي بالثالثة صباحًا، كان صوت تألمه مسموعًا للجميع، حتى القائمون بالطوابق العليا استمعوا إليه فقدموا ليرون ما به.

سأله الجميع عن حاله بينما شقهات والدته تتعالى خوفًا وتألمًا لفلذة كبدها، فأجابهم بصوت يكسوه الألم أن جانبه يكاد يتمزق ألمًا.

حمله أواب وساعده على حمله والدته والجد الذي فعل بمجهود إلى أن وضعوه بسيارة أواب، وانطلقوا به إلى المستشفى.

فور وصولهم أسعفه الطبيب ليكتشفوا بعد الفحوصات أنه يحتاج إلى عملية "الزائدة" على الفور.

تجهز لغرفة العمليات بينما الجميع ينتظره بالخارج بقلب قلق؛ الجد، أواب، والدة مهدي، والدة أواب وأحد الجيران؛ صاحب مطعم الفلافل" ممدوح" الذي رآهم حين خروجهم فأصر على تتبعهم بالدراجة النارية خاصته.

مرت عليهم دقائق من قلق وبكاء شديدين إلى أن خرج الطبيب أخيرًا وطمأنهم عليه، أخبرهم أن دقائق قليلة تمر وسيفيق المريض بعدها وبإمكانهم أخذه بعدما يستطيع السير على قدميه.

وبالفعل خمس ساعات وكان مهدي برفقة عائلته في السيارة للعودة إلى البيت، ولم يكد يعاونه أواب على الاستلقاء فوق سريره بمنزل الجد، إلا والعمة ابتسام قدمت برفقة بناتها؛ هرول الثلاث نسوة تجاه مهدي والرعب يرتسم على وجوههن ، لقد صدمهم الخبر حينما اتصلت ابتسام بأبيها لتطمئن عليه صباح اليوم، فأخبرها بما حدث لتصيح برعب جذب فتياتها إليها؛ فشحبت وجوههن بعدما علمت ما حدث، ربما استطاعت شمس في الفترة السابقة السيطرة على انفعالاتها، ولكن أمام هذا الخبر لم تستطع التحكم بدموعها التي ثارت عليها وتساقطت تنعي حزنها وخوفها عليه، تشبثت بوالدتها وخرجت برفقتها دون حديث وها هي تتأمله وهو يستلقي على فراشه وجميع جوارحها ترتجف رغمًا عن إرادتها، أرادت السيطرة على يديها اللتان تفضحان ما تمر به، إلا أنها عجزت فتراجعت عدة خطوات إلى الخلف، وجلست على المقعد المقابل لغرفته بالصالة. 

تشابكت عينيها مع عينيه إلى أن أحست بعدم صحة ما تفعله ولملمت بعض من مشاعرها المبعثرة، فأخفضت رأسها بينما أذنيها تقومان بمهامهما على أكمل وجه؛ لعلها تستمع إلى ما يطمئن قلبها.

لم يكن مفعول المخدر قد ذهب بالكامل من جسده لذا لم يكن يتألم، فتركه الجميع لينام ولم يبقَ سوى أواب برفقته كي يسانده إن احتاج إلى مساعدة. 

ساعات قليلة وبدأ أنينه يرتفع وقد اشتد الجرح عليه، فتألم الجميع لأجله، بينما جزت شمس على شفتيها في محاولة منها للتحكم بدموعها التي تهدد بالنزول، كانت والدته تتأملها وتتابع انفعالاتها هذه، بالحقيقة هي لا ترتاح كثيرًا لشمس، ولكن تألمها لأجل ولدها وحبها له قد بديا وما زال حبها يزين وجهها الذي ينكمش ألمًا وقلقًا كلما علا صوته شاكيًا ألمه.

كان الطبيب قد وصف له مخدر ليسكن ألمه إن اشتد عليه، فحقنه أواب في ال"كانيولا" ليسري المخدر بأوردته مجرى الدم فيخمد ألامه إلى أجل آخر.

أذن العصر فساعده أواب على الوضوء وعاونه ليصلي ثم ذهب هو الآخر ليلتحق بالإمام في المسجد.

خلت الغرفة من الجميع سواه فصاحت ضحى:

- تعالي نسلم على مهدي يا شمس عشان نروح 

أومأت إليها ونهضت بخطوات متثاقلة إلى أن دلفت خلف شقيقتها، تحمدت شقيقتها سلامته فتابعت هي الأخرى بخفوت شديد فأجابها بذات النبرة وعيناه لا تحيدان عن النظر إليها.

جلست على المقعد القريب من الباب، بينما شقيقتها جلست فوق المقعد الداخلي لتصيح ضحى مازحة:

- شوف يا أخي عشان ضيعت من تحت إيدي عريس لقطة حصل فيك إيه

 ابتسم بتعب وهو يردد:

- كفاية إني متكلمتش عن ريحة رجله اللي كان هيغمى عليا منها.

ارتفعت ضحكات ضحى بينما خفضت شمس رأسها لتبتسم بضحكة لم تصل إلى عينيها، فمزاجها ليس رائقًا إلى تلك الدرجة التي تجعلها تجاريهم الآن.

توترت حينما نهضت شقيقتها لتجيب على والدتها التي ارتفع نداؤها لها بالداخل وكادت أن تنهض، إلا أن صوته علا متألمًا فهرولت تقترب منه لتسأله بقلق بالغ:

- مالك في إيه؟ اتحركت غلط ولا إيه 

هز رأسه نافيًا والضيق يرتسم على وجهه، فسألته بخوف:

- أومال في إيه؟ طيب أجيب لك حاجة؟

هز رأسه بالنفي قبل أن يجيبها بصوت يتصنع فيه الألم:

- عايزك تقعدي معايا عشان النظر في عنيكي بيسكن الوجع 

كادت أن تهز رأسها إلى أن أدركت معنى حديثه فاستوعبت تمثيله؛ مما جعلها تبتعد خارجة وهي تصيح بغيظ:

- يا أخي قعد عليك أربعة.

ارتفعت ضحكاته وما لبث أن تأوه بخفوت إثر ارتجاج جسده فهمس بوعد:

- هانت أوي يا شمس.

ــــــــــــــــــــــــــــــــــ

دق هاتف أواب برقم ريهام فخرج من غرفة مهدي بصمت ودلف إلى غرفة الجد التي كانت فارغة منه، أغلق المحادثة ودق عليها هو ليأتيه صوتها الرقيق:

- السلام عليكم 

رد عليها السلام قبل أن يسألها بخفوت:

- أي رياح حملتكِ إلينا أيتها الأميرة المدللة.

ابتسمت بخجل وذاك اللقب المحبب إلى قلبها يذكرها باعترافه الأول حينما كان برفقتها، صمتت قليلًا قلبل أن تجيبه:

- حمدالله على سلامة ابن عمك.. ربنا يشفيه ويعافيه.

تمتم مؤمنًا على دعائها فتابعت:

- متزعلش نفسك إن شاء الله هيبقى كويس 

فطن أنها تحاول بمكالمتها التخفيف عنه فأجابها:

- متقلقيش عليا الحمد لله هو بقا كويس زي القرد جوة أهو.

ابتسمت على دعابته قبل أن تتلجلج في حديثها:

- كنت.. عايزة أقولك على حاجة

عقد حاجبيه مفكرًا بما تريد منه وما لبث أن ترجم ما يدور بعقله يسألها:

- خير..

ليصله صوتها تستأذنه وهي التي لم تعتَد على فعل ذلك:

- خطوبة صاحبتي من الثانوي النهاردة وكنت عايزة أروح.. أنا عارفة إنه مش وقته والله بس هي عزيزة عليا ولو مروحتش هتزعل.

قابلها بالصمت قبل أن يباغتها بسؤاله:

- والفرح دا مختلط ولا بنات بس؟ وفيه أغاني ولا إسلامي؟ 

ترددت قبل أن تجيبه:

- لأ فرح عادي في قاعة.. 

صمت دون إجابة.. توترت من صمته فسألته بتوتر:

- قلت إيه؟ 

تنهد قليلًا قبل أن يجيبها:

- أنا هقولك رأيي وأنتِ ليكي حرية الاختيار.. فرح فيه اختلاط وأغاني ومهرجانات يعني مبيرضيش ربنا ورسوله ولو روحتي هتاخدي ذنوب.. من رأيي تروحي لها البيت قبل الفرح أو بعده تباركي لها وبكدا مش هتزعل منك.

قابلته بالصمت هي الأخرى.. لم تفكر بهذا الأمر أبدًا، بل لم يخطر على بالها أنه من الممكن أن يبدي أي اعتراض، فقد أخبرته لأنه بات من حقه الآن، ولكن أن يرى أفضلية عدم ذهابها فقد صدمها.

تفهم موقفها حينما لم ترد على حديثه فانتظر إلى أن وصله صوتها الهادئ:

- عندك حق.. هروح البيت عشان ميبقاش حرام عليا.

رغم أن إجابتها أسرته إلا أنه شعر بها غير سعيدة، ربما كانت لتعترض لو أمرها بطريقة مباشرة، ولكنه تصرف بفطنة ووضع الخيار بيديها بعدما أشار بخفاء إلى عدم موافقته، وها هي التقطت الأمر ولكن غير راضية، وهو لن يقبل أن تشعر بنفسها مرغمة فتابع:

- أنتِ حرة يا ريهام لو حابة تروحي.. أنا بس خايف عليكِ ومش عايزك تاخدي ذنب .

أمام حنانه لم تقدر على الاعتراض  بل ابتسمت  وهي تجيبه:

- وأنا كما مرضاش آخد ذنب مش مهم أوي أحضر.. عامة مبحبش التجمعات والزحمة مش برتاح لها.. هبقى أروح تاني يوم أبارك لها.

ابتسم على تعقلها في الرد فردد مشجعًا:

- حبيبي العاقل.

ابتسمت بخفوت فأغلق معها بعد عدة ثواني ليذهب إلى مهدي الذي صدح صوته يناديه، فقد حان وقت الدواء..

ــــــــــــــــــــــــــــــــــ

بعد صلاة المغرب

دلف ناصر إلى غرفة مهدي قلقًا بعدما سمع ما حدث لصديقه، اقترب منه مربتًا على كتفه ليطمئن على حاله فطمأنه مهدي قبل أن يسأله بصوت عاتب:

- عاش من شافك يا ناصر 

توتر مهدي ولم يجبه، هو من اختار مفارقة أصدقائه الثلاث؛ مهدي، عبدالرحمن، وهلال. دائمًا ما كان الأربع كالمربع، لا يكتمل سوى بهم، إلا أن ذاك الخلاف الذي حدث بين عبدالرحمن وناصر ولا يدري أحدًا سببه حتى الآن قطع العلاقة بينهما فاختار ناصر الابتعاد عنهم، فليس من العدل أن يجتمع معهم فيفارقهم عبدالرحمن، الأخير لا يستحق منه ذلك، لا يستحق أن يخسر أصدقائه بسببه كما خسر أشياء أخرى، لذا فقط اجتنبهم ناصر وبات لا يجتمع معهم في اجتماعهم الأسبوعي، ربما يشتاقهم، ليس ربنا بل يلتوي قلبه ألمًا لافتراقه عن رفاقه، ولكن أليس لكل خطأ كفارة؟! وحرمانه من أصدقائه كان كفارة فعلته، ربما عرض عليه مهدي وهلال أن يجتمع الثلاثة بيوم آخر غير الذي يجتمعا به مع عبدالرحمن ولكنه رفض، بالأساس عبدالرحمن كان أقربهم إليه، وهل يكن للاجتماع مذاق ومعنى دون عبدالرحمن؟!

-ساكت ليه يا ناصر؟

فاق من شروده على حديث مهدي ليجيبه باختصار:

- أنت عارف يا مهدي إنه مبقاش ينفع

انفعل مهدي يسأله:

- ليه مبقاش ينفع ليه؟ احنا أقوى من مشكلة تفرق بينا.. قول لي حصل إيه يمكن أقدر أحل.. عبدالرحمن رافض تمامًا يتكلم

هز رأسه نافيًا قبل أن يجيبه في محاولة منه لإنهاء الحديث:

- أنا غلطت في حقه جامد ومستحيل الغلط يتحل، سيبك من الموضوع دا يا مهدي دلوقتي أهم حاجة صحتك.. إيه اللي حصل لك مرة واحدة كدا.

تأمله مهدي قليلًا ثم جاراه في حواره كي لا يضغط عليه أكثر من اللازم:

- مش عارف.. جنبي وجعني بطريقة صعبة.. روحنا المستشفى قالوا عملية.

هز ناصر رأسه متفهمًا قبل أن يتمتم:

- الحمد لله جت على أد كدا.. ربنا يشفيك ويقومك بالسلامة يا حبيبي. 

ابتسم مهدي قبل أن يجدًا هلال وعبد الرحمن يدلفان إلى الغرفة بصخب يتشبث بهلال دائمًا، بينما عبدالرحمن توقف بخطواته على باب الغرفة فور إدراكه لماهية الشخص الجالس برفقة مهدي..

تعليقات



<>