رواية لكل منتقم ضحية لا ذنب لها الفصل الرابع والعشرون24بقلم جني محمد السمنودي

رواية لكل منتقم ضحية لا ذنب لها بقلم جني محمد السمنودي 

قال تعالى "لَا يُكَلِّفُ اللَّهُ نَفْسًا إِلَّا وُسْعَهَا ۚ لَهَا مَا كَسَبَتْ وَعَلَيْهَا مَا اكْتَسَبَتْ ۗ رَبَّنَا لَا تُؤَاخِذْنَا إِن نَّسِينَا أَوْ أَخْطَأْنَا ۚ رَبَّنَا وَلَا تَحْمِلْ عَلَيْنَا إِصْرًا كَمَا حَمَلْتَهُ عَلَى الَّذِينَ مِن قَبْلِنَا ۚ رَبَّنَا وَلَا تُحَمِّلْنَا مَا لَا طَاقَةَ لَنَا بِهِ ۚ وَاعْفُ عَنَّا وَاغْفِرْ لَنَا وَارْحَمْنَا ۚ أَنتَ مَوْلَانَا فَانصُرْنَا عَلَى الْقَوْمِ الْكَافِرِينَ". 
البقرة - ٢٨٦
سلسلة ✧صغيرة إبليس✧
الموسم الثاني ✧لكل منتقم ضحية لا ذنب لها✧
الفصل الرابع و العشرون ✧تريم الحب✧
ظلت تداعب الخاتم و هي تشاهد وجهه الذي بسط الحزن عليه نفوذه و و تحدثت بحسرة 

" أرجوك اترك خاتم خطبتنا معي و أما أمر تركي لك ستعرفه في الوقت المناسب "

نظر إلى خاتمه الفضي قائلا بقسوة 

" أنت لست تلك الفتاة الجالسة أمامي هذه ليست حبيبتي روزا هذه الفتاة هي مجرد امرأة لا تستحق الوفاء إنها فقط خائنة تتلاعب بالمشاعر أتعلمين الخاتم لم أكن اود من الأساس ان تنزعيه من يدك إلا لوضعه في اليد اليسرى لكن الآن و بعد لمسها لكِ فلا أودها ربما تكون قد تلوثت "

تقبلت كلامه ببسمة جعلتنه يشمئز منها 
لكنه لازال يحبها تلك هي الحقيقة الوحيدة التي لا يستطيع قلبه إنكارها 

لم يستطع أن يبقى أكثر من ذلك فحتما إن بقي سيبكي أمامها و هذا لم يحدث أبدا منذ خطبتهم

غادر المكان مكسورا و عاد إلى منزله

ظل شهرا كاملا يتهرب من الحديث أو إخبار أي شيء عما حدث... حتى سمع إعلان وفاتها

استمع إلى الخبر ثم اخذ يردد اسمها قائلا "ليا... كلا ليا ... حقا توفت؟ كيف؟ أنا كنت معها منذ شهر!
مهلا هل كانت مريضة و شحوب وجهها هو الدليل؟" 

لم يتحمل التفكير فارتدى ثيابه بسرعة و اتجه إلى منزلها
والداها كانا مذعورين الصدمة تسطوا على ملامحهم

ظل صامتا حتى أنهينا الدفن و قال لهم
"كيف توفت ما السبب؟ "

أجاباه بعدم معرفتهما الجواب بينما اقتربت منه أختها و أعطته ظرفا قائلة
"تركت لك هذا أتمنى ألا تكون كرهتها حقا"

غادر المكان في هدوء فقد كان الصمت أبلغ من اي تعبير دخل المنزل و أغلق باب الغرفة بالمفتاح

أخذ يقرأ الرسالة و يتابع الخاتم بعينيه و بعد أن أكمل قراءتها بكر و عبرت عن كل ما بداخله في الدموع 

كانت رسالة شاعرية حزينة و يبدو أن حبر قلمها هو الدموع فكتبت

" عزيزي مارتن... نصفي الآخر.. أعترف كنت سيئة عاملتك بحدة اتذكر حين كنا نردد لبعضنا الاغاني الرومانسية.. تسكعنا ليلا في الشوارع... حين اخذتني فرنسا و تناولنا الايس كريم هناك لن انسى لك شيئا ابدا 
اما سبب كلامي هو اني... ما بي لماذا انا خائفة ان احكي... تتخيل اخاف تقع تلك الرسالة في يدك رغم انك ستمسكها بعد وفاتي أرأيت كم أحبك حسنا سأكمل... انا مريضة سرطان و حتما سأموت خلال شهر أو اثنين اتمنى ألا تحزن انا فقط لم ارد أن أعلقك بجبال بالية 

احبك عزيزي مارتن و اتمنى لك حياة سعيدة ولا تنسَ انه حينما تتم ترقيتك و تصبح أشهر ضابطا ألمانيا ان تخبرني سأنتظرك..... "

قرأ الرسالة مرة و اثنتين و ثلاثة حتى جفت دموعه و احضر ورقة بيضاء كبيرة و قسمتها مربعات متساوية ثم كتب رسالة لها كل كلمة في مربع

" عزيزتي و حبيبتي التي فارقتني لا أعلم هل أسعد لكونك ارتحتي الآن أم أحزن على فراقي لكِ.. أتعلمين أنا لم أكرهك يوما كلماتك كسرتني ككسر موتك لقلبي تماما انا لم و لن أكرهك أبدا بل أنا اعشقك أدمنك و سآتي لكِ قريبا 
كنت أنا كمدمن المخدرات إذا فارقها ثار جسده عليه أنت هي المخدرات و قلبي هو المتعاطي حين فارقك تسارع خفقه شوقا لك و الآن يتباطأ خفقه مرة تلو الأخرى كل تارة تقل سرعتها أتعلمين لماذا ؟

لأن موتك هو موتي موتك بالنسبة لي هو حكم بالإعدام على مظلوم لكن الأدلة ضده

أتمنى ألا تكرهيني سامحيني يا حبيبتي أرجوكِ سامحيني و تغافلي عما بدر مني "

أنهى الكتابة ثم قطع الورقة للمربعات بحيث كل كلمة وحدها و أخذ يرقمها فكل مربع يحمل رقما من أول كلمة إلى آخر كلمة 

ثم اشترى بعض أشجار الأزهار و أخذها ذاهبا إلى قبرها 

و هناك كان كل مرة يسقي الأشجار يضع كلمة من رسالته علها لا تنساه و تسامحه و إذا انتهت الرسالة كتب أخرى و في كل مرة يحصل على ترقية او ينجح يذهب إليها ليخبرها

✧✧✧

عاد من ذكرياته على أسر الذي ربت على كتفه بهدوء ثم مد له هاتفه فقد كتب به عبارة بالعربية و حولها الهاتف إلى ألمانية قائلا "أيا كان ما يحزنك او ما تتذكره فيبدو انه يتعلق بحب انا خبير بهذه الأشياء"

تبسم مارتن ثم اعتمد على الهاتف في الترجمة قائلا
"لا تقلق يا رجل فقط تاريخ وفاتها آتٍ بعد يومين و المسافة بعيدة و هذا ما يهمني لكن لا تقلق فمارتن لا يستسلم.... تقول انك خبير اذن تمسك بزوجتك فعلاقتكم على حافة الجرف أيها الأحمق "

قرأ أسر الرسالة ثم وكزه بغضب فضحك مارتن بصوت واضح نسبيا و اكمل القيادة بهدوء

كان أول من ذهب مارتن إلى بيته هشام و بعد وصول هشام و صعوده سلم المنزل مال مارتن على أسر و أعطاه الهاتف الذي كتب فيه 
" إلى أي منزل ستذهب فمنازلك كثيرة "
تبسم أسر مجيبا برسالة هو الاخر 
"أظن حياة اتجهت إلى منزلنا اسال عاصم اعتقد انه يعرف و من ثم اتجه إلى المكان الذي ذهبت إليه" 

سأل مارتن عاصم بالفعل فهاتف عاصم مريم و التي بدورها سألت حياة ثم أخبرته ان حياة بالفعل في منزلها هي و أسر 

و مجرد أن عارف مارتن انطلق بالسيارة بسرعة أكبر و وصل في خلال دقائق هبط كل من أسر و عاصم من السيارة و انطلق مارتن إلى منزله

رمق أسر عاصم باستنكار قائلا 
"جيت ليه ما تروح لمريم" 
عاصم "مريم فوق مع مراتك يا فالح و بعدين انا شكلي تخصص عيلتكم ده انا هعالجكم واحد واحد" 

أسر "الله شوف نفسك بقى ما انت دكتور مصاحب شلة ظباط" 
عاصم "يا جدع ده انتوا عيلة تجيب الشلل ربنا يستر على عيالكم ايه البيت اللي مش فيه حد واحد سليم نفسيا ده "
أسر" بغض النظر عن كلامك يعني بس والله كويس انك دكتور نفسي هتنفعني "
عاصم" هو احنا هنفضل واقفين كده كتير "

لوى أسر فمه بضيق و صعد إلى المنزل و خلفه عاصم 
وقف امام الباب مترددا فكرة ان يفتح الباب و يجدها تنتطره تقلقه لكنه ادار المفتاح بهدوء و دخل 

كانت مريم اول من وقعت عينه عليها فقد وقفت خلف الباب تنتظره

و بمجرد رؤيتها له تحدثت بسرعة
" أسر انت كويس اتاخرت ليه و ايه اللي حصل و دراعك ماله"

علق أسر هامسا "اهدي بس و قوليلي فين حياة"
ابتعدت هي عن الباب لتترك له مجالا الدخول و اجابته
"حياة راحت تنام لما انت اتاخرت و حياة الصغيرة نامت في اوضتها هي كمان"

وقف عاصم يتابع المشهد ثم تحدث بخفة
"مريم حبيبتي مخدتش بالي خالص انك موجودة عيب مش لازم اسلم عليكي"

انتبهت مريم على صوته و قد فهمت هدفه من الحديث فعلقت "مخدتش بالي انك جيت اكيد لو خدت بالي مكنتش هعمل كده يعني "

عاصم" انا بهزر يا مريومة انتي تعملي اللي انتي عايزاه"
أسر "خلي بالك ان انتوا في بيتي و ان دي اختي "

عاصم" الله دي مراتي "
أسر" مراتك في بيتك مش هنا"
عاصم "الله ما انا مش عارف اقعد مع البت تخيل ان النهاردة يوم صباحيتي "

أسر" بغض النظر عايزكم في كلمتين "
نظرت إليه مريم بذكرٍ و تحدثت بغضب" ده انا اللي عايزاك في كلام "

اخذ نفسا عميقا و ابتسم بقلة حيلة بعدما علم ما ستقوله مجيبا إياها" ملكيش دعوة بيا انا و حياة "

مريم" اومال ليا دعوة بمين انتوا مكنتوش كده مجرد واحدة دخلت حياتك دمرتها في ثواني اومال ظابط و مشهور ازاي بقى يعني قتلت سعد و أمجد و شايب واحدة ولا تسوا تدمر عيلتك كلها فوق لنفسك"

ضيق عاصم عينيه صاحبا تلك النظرة بباتسامة خفيفة يبدو أن قطته باتت لها اظافر و هذا يسعده حقا

اما آسر فوقف مصدوما مريم تحدثه هكذا! تغيرت حقا ثم رمقها بضيق قائلا
" مهو حياة هي اللي عملت كده هي السبب في كل اللي حصل "
مريم" حياة معملتش حاجة انت اللي بقيت ضعيف و مش عارف تتصرف"

هنا تدخل عاصم خائفا من العاصفة التي اخذت تتشكل قائلا "طيب يا جماعة يا نتكلم بهدوء يا نسكت"

أسر "انا هسكت خالص اهو"

عاصم "مينفعش كده احنا مش هنقلب على بعض و بعدين يا أسر كلام اخير انت هتكمل معاها ولا لأ "

كادت مريم ان تتحدث رافضة لفكرة وجود احتمال لتفرقتهما من الأساس لكن عاصم أشار لها فصمتت

اما أسر فقد نظر إلى الفراغ و تحدث بهدوء
" اكيد هكمل معاها يعني مش محتاجة سؤال"

عاصم" كويس يبقى تتصرف و تصلح علاقتكم "
أسر" صعب مش بالسهولة دي يمكن موضوع چاكلين خلص بس لسة چاك و باقي العصابة في أمريكا"
عاصم "بسيطة حاول تظبط علاقتك بيها شوية و لو لقيتها بدأت تبقى تمام سافر انت خلص الموضوع هناك و ارجعلها "

هدات ملامح مريم بعد هذا الحديث فقد علمت انه مازال يحبها اما عاصم فنظر ليها بهدوء و قال
" بعد كده صوتك ميعلاش يا مريوم مهما حصل هو الكبير "
أومات برأسها بالموافقة في هدوء قائلة
" اسفة مكنتش اقصد بس مقدرتش اتخيل اللي بيحصل"

عاصم" حصل خير و انت يا أسر تجيلي العيادة عندي شكلك كده ناوي تشوف عيادات مصر النفسية كلها"
أسر "و اجيلك ليه اصلا"
عاصم "حاجة هتفيدك والله مش علاج علفكرة انت زي القرد قدامي اهو"
انتهى اليوم بهدوء بينما عاد عاصم و مريم إلى منزلهم و هناك دخل عاصم و نظر إلى مريم التي بدا على وجهها الشرود قائلا "مالك يا مريم في ايه"
مريم "بجد شخصية غريبة يعني منين بيجيب القوة دي كلها و بيفكر بالطريقة دي"

نظر عاصم حوله يشاهد المنزل الذي لم يستمتع فيه لحظة بفضل أسر غرفة المعيشة متوسطة الحجم تتوسطها اريكة وردية من اختيار مريم بالطبع و على اليمين توجد طاولة من الرخام الاسود بالطبع هي اختيار عاصم
لمعت في رأسه فكرة فقال" طيب اقعدي هنا ثواني هروح اجيب حاجة و اجي"

جلست مريم على الاريكة بينما اتجه عاصم إلى المطبخ اعد بعض الشطائر بسرعة فكل المكونات متوفرة ثم كوبي كاكاو دافئ و اتجه إليها وضعهم على الطاولة و جلس على الاريكة مادا ذراعه لها فوضعت راسها عليه بهدوء و تحدث عاصم

"بصي أسر بيكره ماضيه و ده شيئ اكيد تخيلي ان انتي من ماضيه و چاكلين من ماضيه و حياة ليها علاقة غير مباشرة بيها برضه لأن اللي امجد عمله هو السبب في ان چاكلين عايزة تنتقم بعد ما أسر قتله هو و سعد...."

اخذ نفسا عميقا ثم اكمل بنبرة شاردة
"تخيلي بقى ان أسر يهرب من كل ده هيعمل ايه يطلق حياة و بالتالي چاكلين مش هتقربلها و بعدها يخلص على چاكلين و انتي اتجوزتي اهو و بكده هو خلص من كل حاجة ولا ايه و يمكن بعدها كان يرجع لحياة تاني انا اكيد مش عارف تفكيره بالظبط بس هي دي عامة دماغ اي حد في مكان أسر خاصة لو كان ظابط "

تنهدت ثم قالت بهدوء" بس غلط "
عاصم" و ده تفكيره مش هنروح نتخانق معاه بقى على حاجة حصلت احنا نتصرف و نصلح ما يمكن اصلاحه بدل ما حياته تبوظ لان الموقف اللي حياة عملته في الحفلة ده خلاني انا نفسي اتضايق منها علفكرة "

مريم" واحد غبي متجوز واحدة اغبى منه "
قهقه عاصم على حديثها قائلا" و اتنين حبيبة مشربوش الكاكاو اشربي يا مريم عشان ننام "

قضوا ليلتهم في سعادة بينما وصلت الساعة إلى الثالثة مساءا و لازال أسر جالسا في الخارج فإذا اتجه إلى غرفة ابنته سيوقظها و مازال في حيرة لا يعرف أيذهب غرفته هو و حياة و ينام ام يقضي ليلته هكذا و بعد صراع طويل دقت الساعة الرابعة فقال بغضب
" كده مش هينفع انا لازم اقوم ٦ عشان شغلي هعملها ازاي دي لازم انام"

و بالفعل اتجه إلى غرفته هو و حياة آملا أن ينعم بساعتين راحة حتى يستطيع أن يكمل يومه و بالفعل اتجه إلى السرير و مجرد أن استلقى عليه وجد حياة تحيطه بذراعها قائلة "وحشتني"

كان كل هذا بدون وعي منها اما هو فارتجف جسده بخفة لم يتوقع ان يحدث هذا لكنه استسلم لتلك الطمأنينة و نام في تمام الرابعة و النصف

في اليوم التالي كعادته يستيقظ على رنين هاتفه نظر إلى المتصل لأول مرة بامتنان عندما وجد الساعة السادسة الا عشر دقائق قائلا" اول مرة احس انك بترن في الوقت الصح يا عاصم"

انتبه على حركة حياة فخرج بسرعة من الغرفة ثم أجاب عاصم "لأول مرة مش هلومك انك رنيت و صحيتني انا فعلا كنت عايز اصحى"

عاصم "حبيبي اشوفك بقى في العيادة كمان عشر دقايق يعني ٦ بالظبط تكون في وشي"

تحولت ملامح أسر إلى الضيق معقبا " منك لله يا جدع صحيتتي ليه "

عاصم "أسر انا بتكلم بجد يلا"
أسر "جاي حاضر"

بالفعل في تمام السادسة كان أسر يقف امام عاصم الذي قال بصدمة" ايه ده عملتها ازاي دي "
أسر" ميخصكش عايزني في ايه عشان عندي شغل "
عاصم" شغل ايه بدراعك ده"
أسر "ما انا هروح المستشفى للدكتور يتابع الحالة على الساعة ٧ هطلع على ٨ مثلا هروح الشركة اظبط حاجاتي و بعدين هروح مكتبي في مبنى المخابرات اتابع اخر حاجة عن چاكلين انا و الشباب "

عاصم" حلو اوي الساعة لسة ٦ يعني اخرجك من هنا ٧ كويس"
أسر "أنجز بقى بجد "
عاصم "طيب اقعد اتفضل "

جلس أسر بهدوء يحاول توقع ما سيقوله عاصم بينما اخرج عاصم مجموعة من الاوراق من مكتبه و قال بحب صادق تجاه صديقه
" بغض النظر عن انك حضرة الظابط أسر و انا الدكتور عاصم او انك حتى اخو مراتي خلينا أصحاب بجد النهاردة "

رمقه أسر بهدوء فاكمل عاصم
" دلوقتي انا شايف انك بعد عناء طويل و سنين من التعب عشان تتجوز حياة بتدمر علاقتك بيها واحدة واحدة و مش فاهم هدفك ايه"

أسر "يعني لو اتكلمنا مريم مش هتعرف صح "
عاصم" ما انا قولتلك ولا كان حد فينا ليه علاقة بالتاني مجرد أصحاب "
أسر "في البداية كنت خايف عليها بس بعد ما طلقتها برضه چاكلين كانت هتقتلها فبكده مفرقتش فكنت عايز ارجعها ليا تاني بس رد فعلها صدمني بجد مش هي حياة اللي انا بحبها جمودها و اسلوبها حاجة ضايقتني بجد "

عاصم" خلاص نصلح الموضوع واحدة واحدة "
أسر" مهو ده اللي انا مش عارف اعمله "
عاصم" و دي بقى شغلتي انا هقولك تعمل ايه و هترجعوا احسن من الاول بس على المدى الطويل شوية"

لم يتحدث أسر رغبة منه في الانصات فاسترسل عاصم
" وردة النهاردة... شوكولاتة بكرة... مش لازم تقربلها او تتعاملوا زي الأول.. اعتبر انها صاحبتك مش اكتر.. و لو حياة الصغيرة هتعقيكم اعمل حسابها معاك.. يعني هات ليهم الاتنين ورد و شوكولاتة.. فيلم رعب اتفرجوا عليه.. كده يعني.. ساعدها في البيت و لو في حاجة بسيطة هزر معاها.. هاتوا فيلم كوميدي يعني مش كل مرة نفس التصنيف هتلاقي انكم بترجعوا واحدة واحدة انا مش هقولك تعمل ايه انت ادرى بيها هي بتحب ايه "

أسر" ماشي يا عاصم هحاول اعمل كده "
عاصم" نبقى نكمل كلامنا في وقت تاني يلا عشان تلحق تشوف شغلك "

غادر أسر المكان و اتجه إلى المشفى و بعد فترة كان يجلس على السرير يستمع إلى أوامر الطبيب الذي يساعده في تحريك ذراعه و بعد مدة من الألم اخيرا استطاع تحريك ذراعه كانت حركة لا تذكر تكاد تُرى و كأنها رجفة بسيطة لكنها بثت شعاع الأمل فبهذا سيتمكن من تحريك ذراعه عاجلا ام آجلا اما الطبيب فقال بلطف

"كده مفيش قلق يا حضرة الظابط الموضوع بقى ابسط هتستمر معايا بس في العلاج الطبيعي كده فترة و هتتمكن من تحريك دراعك زي الأول"

أسر "شكرا يا دكتور"

غادر أسر المكان و قد اخذ ضوء الأمل الخافت يمحو ظلمة قلبه

بعد قليل كان قد قد وصل إلى الشركة

وضع سيارته في الفناء الخاص به ثم اتجه إلى مدخل الشركة و مجرد أن اقترب أشرق وجهه لانه وجد جميع عمال الشركة في انتظاره يرحبون به

بعد مجموعة من الترحيبات صعد إلى مكتبه و السعادة تغمر وجهه يوم جميل بدأ بنصيحة صديق ثم اخبار الطبيب المفرحة و ترحيب أعضاء الشركة به هذا يوم لن يتكرر ابدا

جلس على كرسي مكتبه براحة و في خلال ثوان كانت جميع أوراق الشركة طوال الشهر الماضي

اخذ يقرأ الأوراق بتمعن ثم نادى سكرتيرة مكتبه قائلا
"علا لو سمحتي كان في شركة طالبة تعمل معانا شراكة في الورق اللي عندي ده تعرفي تجمعي المعلومات عنها النهاردة"
علا "حاضر يا أسر بيه"
أسر "معاكي النهاردة كله المهم يكون على مكتبه بكرة"
علا "تمام هحاول اعمله بدري عن كده"
أسر "تمام ماشي بعدها خدي اجازة الفترة اللي تحبيها انا رجعت خلاص "

هزت راسها بامتنان بينما غادر أسر الشركة بعدما أنهى عمله

استقل السيارة متجها إلى افخم متاجر الزهور

بعد فترة وقف يشاهد الباقات بألوانها الزاهية ثم نظر إلى العامل قائلا
" في تصميم كده في بالي لبوكيه معين تعرف تعمله "
العامل" شوف حضرتك جايه يكون ازاي و بإذن الله نعمله"

اخرج أسر ورقة من جيبه ثم اخذ يرسم عليها بصعوبة لانه يرسم بيده اليمنى لكن في النهاية كان مظهرها جيدا ثم مدها للعامل و اكمل حديثه
"عايزه يكون كده البوكيه مثلث و بعدها لف اول مثلث ورد و تاني مثلث شوكولاتة و التالت ورد و الرابع شوكولاتة بحيث انه يكون اربع مثلثات جوا بعض و ياريت لو تعمل كمان بوكيه صغير اوي يعني يناسب طفلة صغيرة"

ابتسم العامل بلطف مجيبا طلبه "حاضر يا فندم تقدر تاخده كمان ساعة "
أسر" حسابك هيكون كام "

اخبره العامل بثمن تقريبي فاعطاه أسر نصف الثمن و اخبره اسمه لكي يذهب مرة أخرى لأخذ الباقتين

و من ثم اتجه إلى المكان الاخير مقر عمله دخل القسم بشموخ كعادته و اتجه إلى مكتب هشام ليجده جالسا مع مارتن بيتحدثان الألمانية و مارتن يضع قدما فوق الأخرى محتسيا كوب قهوة

أسند أسر ظهره إلى الباب قائلا "ربع رواقنك يا مارتن و أحتل العالم"
هشام "مش هيفهمك يا أسر المهم ها ايه اللي حصل" 
أسر "ولا حاجة يعتبر خلصت كل اللي ورايا و فاضل هنا انا قدمت على اجازة و اتقبلت بس انا عايز معلومات عن چاكلين و الزفت چاك حتى اساميهم شبه بعض " 

هشام "طيب اهدا بس" 
جلس أسر امام مارتن الذي قال له هشام" مارتن ماذا فعلت بچاكلين و أيضا أخضر المعلومات التي جمعناها عن چاك "
مد مارتن يده ببعض الأوراق إلى أسر 
الأولى كانت صورة لچاكلين مقيدة بالاصفاد في سرير يتوسط غرفة صغيرة من مظهرها يبدو كأنها مشفى صغير لكن الحقيقة هي ان هذا المكان مخزن صغير أسفل بيت مارتن و كتب أسفل الصورة نصا 
" ساخبرك يا أسر چاكلين مطلوبة دوليا في أمريكا و ألمانيا و مسموح لي هناك بقتل المجرمين مثلها خاصة ان لي ماضٍ معها و هنا في مصر لها شهادة وفاة اذن بعد شفائها جزئيا ساخذها إلى ألمانيا و أما الإعدام او سأقتلها" 

و بعد ان انتهى أسر من قراءة الورقة علق هشام "هيموت و يقتلها هيجراله حاجة لو مقتلهاش" 
أسر" حقه "
اخذ أسر يقرأ بقية الأوراق ثم قال" خلاص كده انا عليا چاك عامة "
ثم نظر إلى مارتن و قال" شكرا يا مارتن "
كعادة هشام ترجمان الفريق أخبر مارتن بما قال أسر فابتسم له مارتن بهدوء

اخذ أسر المعلومات و اتخذ السيارة في طريقه إلى متجر الزهور و اخذ يفكر في الأمور التالية

وصل أسر إلى المتجر و اتجه إلى العامل أعطاه بقية المال و اخذ الباقة و نظر إليها بتمعن قائلا في نفسه
"الزاوية مش مظبوطة اوي بس تمام"

ضحك العامل الذي استمع إلى كلامه قائلا
"مهندس صح؟"
أسر "احم اه معلش لسة جاي من الشركة من الشوية"
العامل" لأ براحتك خالص"

ضحك أسر و غادر المكان بعد مدة ليست كبيرة وصل أسر إلى المنزل و صعد إلى الأعلى ليجد حياة الصغيرة تجلس على طاولة الطعام بينما تتناول زوجته طعامها بهدوء

وضع الباقتين جانبا لتتجه إليه طفلته بسرعة قائلة
" بابا انت جيت وحشتني اوي "
ضمها بحنان قائلة بنبرة شجية "و انتي اكتر و قلب و روح و حياة بابا"
حياة "طيب هتيجي تاكل معانا"
أسر "لأ يا حبيبة بابا انا مش جعان هروح احضر حاجة بسرعة كده و اجي"

أما زوجته فقد نظرت إليه بشوق دون أن تتحدث رمقها بخفة يشعر بتوتر لا يعلم ماذا يفعل لكنه اخذ الأشياء بسرعة من حسن حظه انه وضعهم في علبة كبيرة فلم يظهر ماهيتها دخل غرفة النوم بسرعة و جلس على السرير و فتح حاسوبه و بعد قليل خرج مرة أخرى بعد أن نقل الفيلم على ذاكرة التخزين المتنقلة ثم وضعها بالتلفاز

تأكد من إغلاق جميع النوافذ ثم اقترب منهم قائلا بهدوء "لما تخلصوا اكل تعالوا انا جيبت فيلم هنتفرج عليه"

هزت حياة راسها بهدوء بينما قالت الصغرى
" انا شبعت خلاص "
أسر "طيب تعالي عايزك يا حياتي "

دخلا المطبخ سويا فقال لها بهدوء "قلب بابا ممكن هدوء شوية انا عارف انك بتحبينا و فرحانة بس انتي بتتكلمي بحماس فصوتك عالي وطيه بس شوية "

حياة" حاضر يا بابا بس هو ممتن تعمل حاجة دافية نشربها كلنا عشان بحب الهوت شوتلت اللي انت بتعمله"

قهقه بصوت مرتفع وصل إلى مسامع حياة بالخارج ثم قال "عيون بابا حاضر "

بعد فترة قصيرة خرجا من المطبخ و حياة تحمل كوبا صغيرا في يدها اما أسر فمعه الكوبين له و لزوجته

وضعهما على الطاولة ثم اطفأ الاضواء و اقترب من حياة التي لازالت جالسة على الطاولة امام اطباق الطعام بهدوء و أعطاها باقة الازهار

حاول الحديث لكنه لم يستطع قد اعد الكثير من الكلام لكن سرعان ما اختفى اما حياة فوقفت بصدمة و دمعت عيناها لكنها محت دموعها بسرعة قائلة
"ليه"
تعليقات



<>