رواية اقنعة بشرية الفصل الثالث3بقلم سبأ النيل
قمت بهدوء وانا لسة ماسك كتفي واتوجهت عليها، قعدت على ركبتي ومسكت يدها أحسست مكان النبض، ما كان في نبض، حسيت بوخزة في قلبي وعاينت ليها لثواني قبل ما اغمض ليها عيونها وقلت " لا حول ولا قوة الا بالله، ربنا يرحمك ويغفر ليك يارب".
اتنهدت بقوة وقمت اتيممت قبل ما زمن الفجر يفوت، صليت وقعدت مسافة في نفس جلستي، ما كنت قادر ادعي، ما قدرت اعمل حاجة غير اقول بي قلبي "يا الله".
قمت بعدها ولفيت حوالين الشجرة، المكان كان كلو تراب ف فتشت اكتر حتة فيها رملة هشة ولمن لقيتها قعدت على ركبي وبديت أحفر الارض بي يديني، مع اني كنت مرهق والجرح بألمني بس واصلت وحفرت حفرة مناسبة كدة، ارتحت شوية وبعدها شلت المرا ودفنتها، قعدت جنب قبرها شوية دعيت ليها ولمن الشمس بدت تطلع مشيت شلت كلاشي وشلت لي بقة موية من القارورة رغم اني كنت عطشان شديد.
علقت الكلاش حوالي واتحركت طوالي، كنت ماشي بلا وجهة، ما عارف نفسي ماشي على وين بس على أمل اني القى طريق أو ناس، كنت حاسي بالجوع بنهش بطني بس اتجاهلتو، ريقي ناشف، والمشوار طويل، كنت بخمن اوقات الصلاة واتيمم واصلي.
وصلت لمكان فيهو عشب طويل لكن ناشف، بطأ لي حركتي شوية، لمن حسيت انو قواي خارج اخيرا وقفت ووقعت في الارض على ضهري عشان ارتاح شوية، بقيت بتنفس بسرعة والعشب عامل ضل فوقي والأرض كانت باردة ف تلقائيا بديت احس بالنعاس وانا بعاين للسما الصافية، بعد شوية ابتدت عيوني تغمض شوية شوية وغمضت، بس فجأة سمعت أصوات.
فتحت عيوني بإستغراب وركزت، فعلا في اصوات، استعدلت بهدوء ورفعت راسي في العشب بهدوء، فتحت عيوني بعدم تصديق لمن لقيت مجموعة من الرجال لابسين ملابس مدنية وعايزين معاهم حمار، كأنو زي 6 كده.
كأنو ماشين بعيد مني، قمت بسرعة وانا عيوني معلقة عليهم، خلاص لقيت امل، جريت بسرعة رغم العشب الكان بعيقني وهم ما انتبهو لي، ابتسمت ورفعت يدي وكنت ح اصرخ ليهم بس بلعت كلماتي لمن اترفع صوت ضرب ذخيرة شديد وأصوات تاتشرات جاية، وقفت مكاني بسرعة واترميت في الارض وسط العشب الناشف والخوف والهلع ولع تاني في قلبي.
التاتشرات قربت بسرعة شديدة من الرجال لدرجة كانت ح تدهسهم تحت عجلاتها، نزلو ووجهك عليهم اسلحتهم وعدوهم في الارض، كأنو بتكلمو معاهم بس ما عارفهم بقولو في شنو والحوار طال بس زي ما كان متوقع، فتحت عيوني بصدمة اول ما بدو يرشوهم بالرصا-ص، غبار كثيف ارتفع حواليهم، نزلت راسي في الارض وغمضت عيوني بشدة، كأنو لسة مستمرين، مسكت الكلاش وسحبتو علي بتردد شديد، فتحت الخزنة بتاعتو بيدين بترجف، كان فيهو زي 15 طلقة كدة، وفي الأبناء دي الضرب وقف.
رفعت راسي، كانو رجعو يركبو في عرباتهم واتحركو، قلت من تحت اسناني "الله يلعنكم".
فجأة التاتشر الكان ماشي ورا وقف، هنا حسيت بخوف شديد، بقيت براقب بقلق وقلب بينبض، التاتشر رجع لورا ببطء وانا بلعت ريقي ونزلت راسي وانا لسة براقب من خلال العشب لغاية ما وقفو مكان الجثث وفجأة طلع كلاش من شباك التاتشر واتوجه على الحمار الكان متصاوب في واحدة من رجلينو وضربو تلاتة طلقات في باقي رجولو واتحركو وانا سامع صدى ضحكاتهم في اضاني.
اتنفست الصعداء زي ما بقولو، استنيت زي ربع ساعة كدة ولمن اتكمت انهم فاتو مسكت كلاشي وقمت وأما نازل لتحت شوية احتسابا لأي شي واتوجهت لمكان الجثث، لمن وصلت لقيت مناظرة صعبة شديد لدرجة اني ما قدرت اعاين ليهم مرتين، عاينت للحمار الكان برفس من الالم، سبحان الله، لا راحمين انسان ولا حيوان، قربت منو وختيت يدي في راسو، وكأني شفت لمعة دموع في عيونو، وقفت مسافة بتأمل فيهو، في النهاية اتنهدت بإستسلام وطلعت الكلاش من ضهري، عمرتو ووجهت الفوهة بتاعتو على قلب الحمار ولصقتها ما جسمو عشان ما يعمل صوت.
قلت ليهو بي همس، لا رحموني ولا رحموك، لكن الله في.
ختيت يدي على الزناد وضربتو طلقتين ورا بعض وهو ما اخد ثواني وحركتو هديت ومات.
عاينت ليهو شوية ورجعت علقت الكلاش في ضهري وجيت اتحرك بس اتفاجئت لجركانة كانت ملفوفة بي خيشة مرمية بعيد.
جريت عليها بسرعة واول ما لمستها حسيت بتقلها وكانت رطبة من برا، ما صدقت لدرجة اني قعدت في الارض وفتحتها بسرعة وبديت اشرب منها، الموية كانت باردة شديد، شربت لغاية ما رويت ونفسي طلع فوق ودموعي غصبا عني جرو، ختيت الباغة بالحنبة وسجدت لله وحمدتو، الباغة كانت قدر جالون البنزين، كبيت منها شوية في يديني ومسحت وشي ورطبت يديني ورجليني، ياداب حسيت جسمي اتنفس، رقدت وانا حاسي نفسي طاير من مجرد شربة موية.
لمن اتذكرت انا وين قمت سريع سريع، ربطت الباغة مع الكلاش ولبستهم واتحركت بنشاط اكتر من اول.
اخدت طريق الرجال الكانو ماشين عليهو وكنت متأكد انهم عارفين وجهتهم وين.
بقيت ماشي وماشي لغاية ما فترت وبقيت بفتش لي في مكان أبيت فيهو بعيوني، لمحت لي شجرة بعيدة كدة ف اخدت الطريق المعبد بتاع العربات عشان امشي ليها ودي كانت أكبر غلطة اعملها، فجأة ومن اللا مكان سمعت أصوات بوري وزخيرة من وراي واتفاجأت بي تاتشر جاي علي وبقولو لي بأصوات عالية "اقيف قبلك".
