رواية كالنار والنار الفصل الرابع4بقلم ولاء عمر


رواية كالنار والنار الفصل الرابع4بقلم ولاء عمر


ــ يا شادي حرام عليك نفسك قلبك هيقف من كتر السجاير دي.

ــ كريمة محدش ليه دعوة بيا.

ــ يعني إيه محدش ليه دعوة بيك؟! دا أنا أمك يواد.

ــ مرات أبويا.

ــ يا شادي يا ابني أنت ابني قبل أي حاجة، صعبان عليا أشوفك كدا.

ــ وأنا صعبان عليا غيابه طيب، صعبان عليا أحس إن ضهري إتكسر من بعده.

ــ تقوم مموت نفسك بالقرف اللي بتشربه دا؟

ــ كريم أنت أعقل من إنك تعمل في نفسك كدا وترميها في الهلاك.

ــ إزاي اتخطى موته طيب؟ قوليلي طيب.. قوليلي يا شادي أعمل واحد إتنين تلاتة وأنت هتنساه وأنا هعمل كدا، بس إزاي يا كريمة أتعايش مع غيابه؟

قعدت على الكرسي وهي بتتنهد وقالت:
ــ اللي زي أبوك دا يتزعل عليه العمر كله والله يا ابني، بس متدمرش نفسك وصحتك وتقول زعلان دا أنت هتتسأل عن عمرك، عيش زعلك يا شادي آه بس متدفنش نفسك يا ابني... إطلع وإرجع اشتغل من تاني، إحنا كمسلمين حدادنا وعزانا تلات أيام، إحنا إتأمرنا بكدا.

ــ محتاج وقتي.

ــ خمستاشر يوم كفاية قوي يا شادي، أخوك ورجع سافر لبيته وشغله، وإخواتك البنات كل واحدة رجعت لبيتها وعيالها، الدنيا مبتقفش على حد.

إتعصبت من كلامها:
ــ جرى إيه يا كريمة دا أبويا ولو مزعلتش عليه هزعل  على مين ؟ أمي وماتت وأبويا ومات فأنا مش باقي على حد أصلاً.

ــ هوضح لك كلامي وأمشي علشان أنت كدا كدا مش فارق لك حد.... أنا صعبان عليا تنطفي، صعبان عليا كل واحد منهم يشوف حياته وأنت توقف كل حياتك، أما أنا فكدا كدا مش فارقة لك.

ــ إستني أنا والله مقصدش حاجة بس مش قادر حقيقي عقلي بيتنهش وقلبي متأكل من كتر الزعل.

ــ لو فضلت متمسك بالزعل عمره ما هيسيبك، العمر قدامك يا شادي.

غابت كام دقيقة ورجعت في إيدها مكنة الحلاقة.

رمتها عليها ولولا ستر ربنا إني إتلاقيتها كنت إتعورت.

ــ اتزفت إحلق دقنك وعدل شكلك علشان هتنزل حالاً تروح شغلك وترجع للدروس اللي موقفها بتاعة العيال دي كلها أنت المسئول عنها.

ــ ما تتعدلي يا ولية !

ــ عدلة أما تعدلك يا قليل الأدب قال ولية قال ولولوا عليك ساعة وسكتوا... أو بعد الشر عليك ايوة أنت عيل مش متربي بس تربيتي بقى أعمل إيه ؟

تكاد تكون المشكلة إني شايف مدى الزعل اللي جواها وقد إيه هي بتحاول تخفيه عني علشان أقوم وأكمل.

خلصت وكنت خارج وهي كانت حاطة الأكل.

ــ أنا ماشي.

ــ هتسيبني أكل لوحدي ؟

ــ مش عايز أكل مليش نِفس.

ــ يعني هقعد وحدي؟ إتفضل إمشي يا شادي.

لاحظت زعلها فرجعت وقعدت على الكرسي وكلت في صمت وبعدها مشيت.

       ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

ــ ميس ثريا.

خدت نفس عميق وابتسمت بتكلف ورديت :

ــ إتفضل يا أستاذ وجيه، عايز حاجة؟

خدت بالي من نظراته اللي مش مريحة بتعريفة فبصيت ليه وقولت:
ــ معلش يا أستاذ وجيه يلا علشان أنا مستعجلة.

حاول يقرب فزعقت:
ــ في إيه يا أستاذ متوقف مكانك! 

ــ كنت عايزك تدي ابني درس خصوصي في البيت وأنا هدفع لك اللي أنتِ عايزاه.

بصيت ليه من فوق لتحت وقولت:
ــ أنا آسفة أنا في سنتر بدي فيه يقدر ييجي يحضر أنا ممكن أعرف لحضرتك المواعيد وهو يشوف المناسب ليه، استأذن أنا علشان متأخرة.

حاول يمسكني من دراعي فبعدت وأنا بقول:
ــ حضرتك بتعمل إيه ؟ أنت جرا لدماغك حاجة عايز تمسكني من دراعي!

ــ إحنا زمايل!

ــ زمايل! ما تلزم حدودك يا أستاذ وجيه، دا أنا دي أول مرة أتعامل مع حضرتك وإن شاء الله آخر مرة.

مشيت وأنا متعصبة وبدعي عليه علشان عصبني الله يجحمه مطرح ما راح.

خلصت في الفصل وكنت طالعة لقيت أستاذ شادي في وشي.
قعدت حبة أفكر أعزيه ولا لاء وفي الآخر روحت عزيته.

فقدان الواحد لعزيز عليه كفيل يطفيه، مقدرش أقول حاجة أكتر أو غير كدا.

دخلت المكتبة اللي موجود فيها باقي المدرسات.

ترا دمهم تقيل على قلبي والله .

مدى الملل خلاني أسمع حاجة مستفزة... واحدة منهم قاعدة بتشكر في مستر وجيه وقد إيه هو حد كويس و gentleman وأنا أصلاً مش برتاح له بتعريفة فلويت بوزي وسكتت.

بصت ليا وقالت:
ــ مالك يا ميس ثريا؟

ــ مليّش بس افتكرت حاجة بس.

سيبتهم وطلعت ولقيت أستاذ شادي كان واقف زي ما هو بيشرب السيجارة بتاعته.

ــ مش هتبطل السجاير دي؟

وحياة ربنا الحياة هتكون أسهل لو الواحد مننا اتعود يمسك لسانه وميتدخلش في اللي ملوش فيه.. يخرب بيت دي كسفة.

رد هو بلا مبالاة:
ــ ليه ؟ هاتي سبب واضح يخليني أبطلها.

ــ علشان صحتك اللي بتدمرها، أنت بتدمر نفسك بإيدك.

ــ عادي، مش فارقة، كله محصل بعضه.

لاحظت واحدة من المدرسات واقفة تبص علينا وبتغمز للتانية اللي جنبها فاستأذنت وبعدت خلصت الحصة وكنت ماشية لقيت اللي كانت بتتغمز عليا واقفة وبتلقح.

ــ يا أختي متعرفيش الواحدة جاية تشتغل ولا تتلزق في اللي معاها في الشغل، ما كل واحدة تحترم نفسها!

رجعت خطوة لورا وبصيت لها بقرف ومشيت.
عدم الرد على أشكالها وأنا عارفة إنها بتقول كدا علشان أرد عليها دا كفيل يعصبها، كملت كلامها وأنا مشيت ولا كإني سمعاها..

مفكرة إني مطنشة.. بس أنا فعلاً مطنشة ليش إساءة الظن ؟!

روحت وأول ما دخلت لقيت قدامي فارس وهو فارد لي دراعاته، جريت عليه وأنا بحاول استوعب.

حضنته وأنا بدمع من كتير فرحتي وإن أنا مش مصدقة إنه جه.

ــ يا حبيبي يا حبيبي كنت واحشني قوي، أنا مش مصدقة إني شيفاك قدامي بعد غياب سنتين عن عيني.

خبطته في كتفه وأنا بعاتبه:
ــ طيب كنت عرفني إنك جاي مش كل مرة كنت تقولي إنها إتعقدت، ولا كنت جهزت لك أكل أو كنت روحت استنيتك في المطار حتى! بس أقولك مش مهم كل دا المهم إني شوفتك قدام عيني.

ــ قولت أما أعملها لك مفاجأة وأنا عارف قد إيه واحشك مش كدا ولا إيه ؟

ــ دا كدا وتلات آلاف كدا يا عم فارس.

فضلت قاعدة معاه بنرغي في كل حاجة وأي حاجة لحد ما كان قايم من مكانه.

ــ رايح فين؟

ــ رايح أشوف صاحبي اللي بقالي سنتين مشوفتوش وكمان أعزيه في وفاة باباه.

ــ مين صاحبك دا؟

ــ شادي صاحبي اللي من أيام الجامعة.

بصيت له للحظة كدا اللي هو بحاول استوعب هو قصده على أستاذ شادي  اللي في نفس المدرسة اللي أنا فيها!

ــ هو صاحبك دا بيشتغل إيه ؟؟

ــ ما بقولك من أيام الكلية كنا مع بعض حتى في نفس القسم، مدرس إنجليزي!

ــ يعني هو نفسه الاستاذ اللي أنا كنت بحكي لك عنه؟ أكيد تشابه أسماء!!!

طلع صورة لشادي وراها لي.

ــ دا هو نفسه يا فارس! هو أنا عارفة إن مصر كلها أوضة وصالة بس مش لدرجة إني أعيش المثل.

            ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

ــ قال عيش حياتك ومتوقفهاش يا شادي، محدش دايم يا شادي، قوم أقف على رجلك يا شادي، وأنتِ  أسيبك هادية ومتماسكة أرجع الاقيكي مفحوتة ومفحومة من العياط؟

ــ البيت فضي عليا قوي يا شادي، أبوك كان واخد بحسي، دلوقتي مفيش حد يأخد بحسي، كان حنين عليا قوي، الله يرحمه كان طيب وعشرته طيبة مكانش بيهون عليه زعلي، بس هان عليه زعلي المرة دي وسابني.

حاولت اتماسك عشان أهديها وأنا بقول:
ــ جرى إيه يا كريمة أومال لو مكنتيش واخدة الدلع كله؟ هو مكانش بيحب يشوفك زعلانة وأنا ميهونش عليا زعلك يلا فكي بقى وقومي.

رجعت تعيط تاني فـ طبطبت عليها.

ــ ربنا مرزقنيش بالخلفة وأنت بقيت ابني ومتوفقتش في جوازتي الاولانية وأبوك شالني في عينه، إزاي يروح مني؟ دا أنا شيبت يا ابني هعيش وحدي؟

ــ أنتِ مش جدعة على فكرة، يعني يبقى عندك شادي بنفسه وبرضه مصرة تعيطي؟

راضيتها لحد ما سكتت وابتسمت.
سمعت صوت الباب بيخبط فطلعت أفتح.

وقفت ثانية كدا متسمر بحاول استوعبت دا مين.

ــ وحشتني يا شادو..

قالها وهو بيتلقاني بالحضن.
ابتسمت وأنا بقول:
ــ أبو الفوارس؟ بعد غياب سنتين ليك وحشة.

إتعدل وزي ما هو واقف على الباب.

ــ طب إيه هتسيبني واقف كدا؟ إخص عليك بطلت تعرف تكرم الضيف!

دخلته وكنت مبسوط برجوعه.

ــ البقاء لله يا شادي، حاولت أخلص الورق علشان أكون جنبك وقتها بس إتعقد يا صاحبي ومعرفتش أنزل غير دلوقتي.

ابتسمت بهدوء وأنا بقوله:
ــ سبحان من له الدوام، كفاية وقفتك معايا في كل حاجة رغم سفرك يا عم دي بالدنيا والله .

ــ عمرها ما هتيجي زي وقفتك مع اللي ليا يا صاحبي .

ــ مين اللي ليك ؟ تقصد مين؟

ــ ثريا.

ــ تقصد ميس ثريا اللي في نفس المدرسة اللي بشتغل فيها ؟ 

هز رأسه ففكرتها واحدة قريبته وخلاص بس برضو مش فاهم.

ــ آه هي.

ــ هي تقرب لك؟

ــ أختي.

ــ دا اللي هو إزاي ؟

#ولاء_عمر
#كالنار_والنار
#الفصل_الرابع

لو وصلت لهنا متنساش تتفاعل وتقول رأيك وتعليقك وتعمل فولو هنا ولاء عمر علشان تشوف كل جديد.
اللّهُـمَّ عالِـمَ الغَـيْبِ وَالشّـهادَةِ فاطِـرَ السّماواتِ وَالأرْضِ رَبَّ كـلِّ شَـيءٍ وَمَليـكَه ، أَشْهَـدُ أَنْ لا إِلـهَ إِلاّ أَنْت ، أَعـوذُ بِكَ مِن شَـرِّ نَفْسـي وَمِن شَـرِّ الشَّيْـطانِ وَشِـرْكِه ، وَأَنْ أَقْتَـرِفَ عَلـى نَفْسـي سوءاً أَوْ أَجُـرَّهُ إِلـى مُسْـلِم.

صباح أو مساء الخير على حسب الوقت اللي عينكم هتيجي فيه على الكلام دا، أتمنى محدش يأخد الحدوتة كوبي من غير إذني وينشر لأني مش مسامحة، ثانياً وحشتوني وحقكم عليا على الغياب دا بجد.

                الفصل الخامس من هنا

تعليقات



<>