رواية كالنار والنار الفصل الخامس5بقلم ولاء عمر
ــ تقصد ميس ثريا اللي في نفس المدرسة اللي بشتغل فيها ؟
هز رأسه ففكرتها واحدة قريبته وخلاص بس برضو مش فاهم.
ــ آه هي.
ــ هي تقرب لك؟
ــ أختي.
ــ دا اللي هو إزاي ؟
ــ إيه اللي إزاي ؟!
ــ يعني أول مرة أعرف مكنتش أعرف حاجة زي كدا فـ متفاجىء .
ــ يا ابني فاكر لما جيت لي من كام سنة عندي البيت واتخانقت مع أختي بسبب إنك كنت داخل بالسيجارة وهي اللي فتحت لك؟
لحظة إدراك إفتكرت الموقف فعلاً، كنت وقتها لسة بشرب السجاير ومن روا الكل في البيت وهي زعقت وأنا داخل... بسم الله ماشاءالله لسانها متبري منها من زمان.
ابتسمت إبتسامة بسيطة وبحاول أكتم الضحكة وقولت:
ــ نفسي اتخانق معاها على حصة، إنما دايماً بتتخانق كل أما تشوفني ماسك سيجارة وواقف ولا قاعد وبيني وبينها مسافة.
ــ ثريا مش بتتحمل ريحة الدخان نفسها بيتخنق بسرعة... سيبك بقى أنت عامل إيه ؟
اتنهدت وأنا بحاول امحي الثقل اللي جوايا وقولت :
ــ الحمدلله بقاوم أهو.
بص بعيد وقال:
ــ خليك دائمًا فاكر حنيته عليك وإفتكر له الحلو وإدعي له على طول، وإحمد ربنا يا صاحبي إن ربنا رزقك بأب كل أما تفتكره تدعي بإن الله يبارك له على ربايتك الكويسة وإنه طلعك راجل.
ــ الله يرحمه.
ــ بس ما عادا شربك للسجاير دي كانت اجتهاد شخصي منك.
ــ لا إله إلا الله ما أنت كنت ماشي كويس، وبعدين أنت جاي لي البيت تقولي السجاير ومش السجاير واختك في الشغل كل أما تشوفني معدي تقعد تقولي " لو سمحت اطفي السيجارة دي." إنتو زهقتوني وربنا.
لسة فارس متمسك ببروده وعدم انفعاله مع مهما مرت السنين.
ــ أتكلم معاك بكلام هيستفزك؟
ــ طيب ولما أنت عارف إنه هيستفزني عايز تقوله ليه طيب؟
ــ علشان أنت صاحبي وقلبي عليك.
ــ إحكي يا فارس إحكي المفروض إنك جاي تواسيني وإيه قلبي عليك دي؟ أنت قلبت على كريمة ولا إيه ؟
قال وهو بيستبرد:
ــ من حوالي شهر في واحد صاحبنا في الشغل فجأة مكانش قادر يأخد نفسه وتعب واتحجز وايه بقى طلع عنده إيه ؟
رميت عليه المخدة اللي جنبي وأنا بقول:
ــ أنت مفكر نفسك محمد سامي يعني ما تتكلم وتنجز أنت مستفز والله.
ــ طيب إتلم طيب، حاله انسداد رئوي مزمن وكان بسبب التدخين، يا سيدي سيبك من كل دا، تخيل الواحد مننا هيتسأل عن عمره وماله فتخيل تكون أنت اللي بتضر وتهلك نفسك بإيدك؟ بتشتري الهباب دا بفلوسك اللي ربنا رزقك بيها، عمرك ووقتك اللي هتتسأل عنهم وأنت بتشرب القرف دا، وإيدك اللي هتشهد عليك .... نظرة أبوك ليه لما بشوفك برضوا مسمعتش كلامه ونفذته وبطلت شرب.
بعيداً عن كلامه المستفز بس آخر جملة دخلتني في دوامة وخلتني افتكر قبل مو.ت أبويا بكام أسبوع لما كان بيزعق معايا ويقولي إنه هيتسأل عني إنه ممنعنيش عن عنها.
افتكرته وهو بيقول:
ــ مهما كنت فاكر نفسك صالح يا شادي غصب عنك في مرة هتقعد قعدة وتشرب فيها حاجات غير السجاير ومرة ورا مرة تدمنها، واللي كان فاكر نفسه مجرد واحد بيشرب سجاير كمان كام شهر ممكن يبقى مد.من مخد.رات.
وقتها اعترضت وأنا بقاوحه:
ــ لاء طبعا هي كفاية السجاير يا حاج ابنك مش بتاع الكلام دا!
ــ متقاوحش يا شادي أنا تعبت بقالي كتير بحاول معاك بس لو هطلب منك حاجة وأتمنى تحصل إنك تبطلها والفلوس اللي بتشتري بيها جرب تتصدق ولو بجزء منها... روح شوف العلاج اللي كنت بتقولي عليه بتاع المجانين دا وأنت تقدر على كل حاجة.
ساعتها ضحكت على طريقته وأنا بقول:
ــ قصدك علاج بتقنيات في علم النفس الإيجابي.
رجعت للوقت الحاضر وأنا بتهند وبدعي له بالرحمة.
ــ بس أنا صعب عليا أبطلها بين يوم وليلة ومرة واحدة، بس هبطلها.
ــ جدع.. شاطر، بتسمع الكلام.
ــ لاء والله مش عشان كلامك متحسبش نفسك مؤثر وكلامك أثر فيا بتعريفة حتى.
رمى عليا نفس المخدة اللي رميتها عليه وهو بيقول:
ــ أومال إيه ؟ فجأة إفتكرت حاجة غيرتك؟
ــ للأسف آه.
بعد سهرة طويلة هو مشي وأنا رجعت قعدت مع كريمة شوية وبعدين نمت بس قبلها كنت بحاول استوعب إزاي هو و ثريا إخوات!
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
عدا كام أسبوع وما اتعاملتش مع مستر شادي خالص، وتجنبت المدرسات لأن دمهم سم الصراحة فاتصاحبت مع البنات .
الشغل في المدرسة بيخلي الواحد يشوف ناس كتيرة وطلاب كتير عليهم كمية تأثير من أهلهم في شوية أفكار تجلط.
ــ ميس أنا عايزة أقولك حاجة بسرعة.
نزلت بنت و هي بتجري عليا ومتوترة لما لاقتني واقفة عند السور .
ــ في إيه يا تغريد؟
كانت بتنهج ومتوترة وخايفة وبتترعش.
ــ أستاذ... و.. وجيه ..
ــ ماله أستاذ زفت؟ إوعي يكون عمل لك حاجة؟
عيطت وهي بتقول:
ــ معمليش أنا يا ميس، واخد صفاء صاحبتي المعمل اللي فوق في الدور الأخير ، كان بقالها كام يوم مش على بعضها، وبتغيب ولما بتيجي هو بيسأل عليها.
ــ خدها ليه الدور الأخير ؟
ــ بيحاول يعمل معاها حاجات مش كويسة يا ميس ولما جيت أحاول اخليها معايا متطلعش أو أطلع معاها ضربني بالقلمــ عيطت وهي بتقول ــ دي مش اول واحدة يا ميس وكل ما واحدة تيجي تتكلم يهددها وتخاف في كتير منهم بطل ييجي المدرسة بسبب كدا.
في لحظة كأن في لمبة نورت في دماغي وبصيت حواليا على مستر شادي.
كان في أول الطرقة، شاورت له ييجي وجه بسرعة بالفعل وخليت تغريد قالت له اللي حصل وطلعنا الدور الأخير وهو كان قدامنا.
شاورت له تغريد على المعمل واتسحبوا ودخل عليه فجأة.
كان ماسك البنت اللي بتترعش وعمالة تعيط وبيحاول يقرب منها، لكن لحقناه على آخر لحظة.
خدت البنت اللي كانت منهارة ومتلجة وبتترعش في حضني وشادي ضربه ونزل بيه.
مفيش دقيقتين والبنت أغمى عليها.
تحاملت على نفسي وشيلتها ودخلت بيها لأقرب فصل حاولت افوقها بأي طريقة منفعش، طلبت من صاحبتها اللي جنبي تفتح شنطتي وتطلع منها إزازة البرفان.
رشيت عليها فـ فاقت.
انهارت من البكا وأنا كنت وخداها في حضني وبحاول أهديها.
ــ أنا خايفة قوي يا ميس، ماما وبابا هيضربوني، مستر وجيه يبقى صاحب بابا وبابا مش هيصدقني، أصلاً كلهم بيشوفوه محترم وواحد كبير.
عندي يقين إن البنت جالها اضطراب ما بعد الصدمة من اللي كانت فيه.
خدتها بالعافية ونزلنا .
كان مستر شادي رن على الحكومة لما المدرسين كلهم رفضوا يأخدوا أي إجراء تجاه مستر وجيه تحت مسميات " دا راجل كبير -- أستاذ وجيه دا واحد محترم- بنات قليلة الأدب - تلقاها جاية بلبس مش محترم".
كان بيزعق معاهم :
ــ يعني إيه ؟ مفيش واحد منكم عنده نخوة؟ ولا واحد معتبرها بنته بنته أو أخته الصغيرة؟ يعني دي لو بنت ولا أخت حد منكم كنتوا هتقبلوا؟ بتبرروا ذنبه وموقفه؟! لنا الله والله.
أنت مكبر الموضوع ليه كدا؟
كان رد واحد من المدرسين وقتها رد عليه شادي وقال:
ــ مكبر الموضوع ؟؟! لاء أنا آسف! يعني لو مكنتش لحقت البنت في آخر لحظة وكان عمل فيها حاجة مش كويسة أكتر كنت ساعتها هبقى مش مكبر الموضوع صح؟
دخلت المديرة من باب المدرسة وهي شايفة التجمع الغريب دا ومستر شادي وهو بيزعق فقال بصوت قوي:
ــ في إيه ؟ وايه الزيطة دي؟ أستاذ وجيه إيه اللي مبهدلك كدا ؟
رد شادي:
ــ أبدًا يا سيادة المديرة، دا أستاذ وجيه المعظم المبجل المحترم حاول يتعدى على واحدة من الطالبات، لاء وايه مطلعتش أول بنت يحاول يعمل معاها كدا، ومنهم كتير بطلوا ييجوا، وكل المدرسين اللي واقفين بيدافعوا عنه وبيغلطوا البنت. بس سؤالي هنا....لو البنت دي غلطت، فـ هل كل البنات اللي قبلها غلطوا وقلالات الأدب ؟
رجعت لورا بصدمة وهي بتقول:
ــ أنت بتقول إيه يا أستاذ شادي؟
ــ قدامك البنت أهي مع ميس ثريا ومش قادرة تنصب طولها. أتمنى موقف حضرتك أنتِ كمان ميكونش سلبي زيهم.
ربعت إيديها وبصت لأستاذ وجيه وبعدها قربت ووقفت قدامه وقالت:
ــ بص لي كدا يا أستاذ وجيه.
رفع رأسه من الأرض وياريته كان موطيها من الغزي قد ما كانت من الضرب اللي خده لولا المدرسين شالوه من تحت إيد أستاذ شادي.
ــ اتفوا عليك وعلى أمثالك وأنا مبقاش أنا إن ما خليتكش تتحبس وتتربى وتقول إن شاء الله حق يا عديم النخوة والدين.
