الفصل الخامس 5
بقلم وفاء الدرع
مرّ وقت… والبنات المتجوزين كانوا بيحاولوا بكل الطرق يقنعوا عائشة تسيب الشغل وتعيش حياة رايقة.
وفي يوم جمعة… بعد الغدا، دخل الثلاثة أزواج على عائشة، وقعدوا قدّامها زي لجنة تحقيق.
عمر ابتسم وقال:
«يا طنط… إحنا بقى عايزين نقول لك ان بناتك في أمان، ومش ناقصهم حاجة… وإحنا أولادك كمان. اللي يخصك يخصنا». واللي يقدرك نقدره
أخوه قال:
«إحنا مش راضين إنك تفضلي تتعبي وتقفي بالساعات… انتي عملتي اللي مفيش أم تعملوا. كفاية تعب».
لكن عائشة رفعت راسها بثبات وقالت:
«أنا ما بتعبش من الشغل… أنا بتعب لما أقعد سايبة الدنيا تعدّي.
ربنا اداني صحة… واداني الصبر والامل طول ما أقدر أشتغل… هاشتغل.
ولو هتقعدوني… يبقى بعد ما أجهّز آخر بنتين».
اتبادلوا نظرات بينهم… كانوا حاسين إن الكلام مش هيهزها.
اما زوج بنتها الثالثه احنا اولادك وزي ما بناتك ليهم حق عليك حضرتك برده ليكي حق علينا احنا برده اولادك
لكن عائشه رفضت بشده وما فيش واحد منهم قدر يقنعها
---
في الليل… كانت منى قاعدة جنب أمها وهي بتخيط طرحة لعروسة.
قالت بحنية:
منى: «يا ماما… مش نفسك ترتاحي بقى؟ تخرجي، تروحي تزوري الناس، تعيشي زي باقي الأمهات؟»
ابتسمت عائشة ابتسامة فيها تعب وفخر مع بعض وقالت:
«الراحة يا بنتي مش إنك تبطّلي شغل… الراحة إنك تحسي إنك لسه نافعة.
الشغل ده ستر… وبيصون النفس… وبيخليكي رافعة راسك قدام الدنيا.
أنا مش هقعد غير لما أتطمن عليكم كلكم».
ساجدة كانت ساكتة… بس عينيها بتتلألأ بالإعجاب.
قالت في سرّها: «ماما قوية… ومحدش زيها».
ولا في حد هيقدر يقنعها انها تقعد من الشغل انا اكتر واحد عارفه ماما
---
مرت الشهور… ومنى وساجدة اتخرجوا من، الجامعة.
منى اتخرجت من التجاره … دماغها على الأرقام والشغل.
وساجدة تربية… كان حلمها انها تبقى مدرسة وتعلم أطفال زي ما أمها علمتها الحياة.
كل بنت كانت باب جديد للأمل… حلم جديد بيتفتح… وكأن ربنا بيعوض عائشة واحدة واحدة.
---
لكن مع النجاح… بدأ شيء يتغير.
منى لاحظت إن أمها بقاليها فترة بتسند على الحيط لما تقوم… وأنفاسها بتتعب بسرعة.
وفي يوم… وهي بترتب الأدوات، الإبرة وقعت من إيدها وارتجفت أصابعها.
ساجدة: «ماما؟ إنتي كويسة؟»
عائشة بسرعة حاولت تخبي:
«يا بنتي شوية دوخة… مفيش حاجة».
لكن البنات كانوا شايفين… التعب مش زي الأول.
---
وفي ليلة هادية… زوج بنت من البنات المتجوزين اتصل بعائشة وقال: ازي حضرتك يا طنط
عائشه.. ازيك يا ابني عامل ايه وساره عامله ايه قال الحمد لله احنا بخير
زوج ساره ..«أنا مرتبي زاد… وأنا ناوي أساعد حضرتك كل شهر من غير ما البنات يعرفوا».
قالت له بحزم:
«لو سمحت… ما تعمليش كده.
اللي اتبنى على غيري… يتهد من أول هبّة.
أنا واقفة برجلي… وربنا هو اللي سندني».
---
ومع كل الإصرار ده… كان سؤال واحد بيكسر قلب البنات:
لحد إمتى هتفضل عائشة شايلة الدنيا لوحدها؟
وفي يوم… حصل شيء غريب…
شيء هيغيّر مجرى حياتهم كلها…
❓ يا ترى إيه اللي حصل لعائشة؟
مَرَض؟ حادث؟ ولا خبر هيقلب البيت كله؟✨
