رواية بين سطور العشق الفصل التاسع9بقلم سيليا البحيري
نادر (بصوت متردد، بيحاول يهدّي الجو): أسماء… اسمعيني بس، اللي حصل من 28 سنة… كان ليه أسبابه، ماكانش بإيدي.
أسماء (بابتسامة ساخرة ونبرة باردة):أسبابه؟! فاكر إني طول السنين دي كنت بدوّر على "أسبابه"؟ كنت بدوّر على تفسير يرجعلي كرامتي، على كلمة واحدة تهدي قلبي… بس لا إنت، ولا ضميرك، كان عندكم وقت تقولوا الحقيقة.
نادر (بيحاول يقرب منها، صوته واطي):أنا كنت مضطر… الظروف كانت أقوى مني، وكل واحد وقتها كان بيدوّر على نفسه…
أسماء (بتقاطع بنظرات مليانة اشمئزاز):بالظبط! كنت بتدوّر على نفسك… ومش غريب، لأنك عمرَك ما عرف تحب غير نفسك، حتى وأنا جنبك ماكنتش إلا وسيلة تلمّع صورتك!
نادر (بيحاول يبرر أكتر، صوته متوتر):كنت خايف… خايف أخسر كل حاجة…
أسماء (رافعه حاجبها ببرود):وأنا؟! كنت إيه بالنسبة ليك؟ مجرد "حاجة" مش مهمة لو خسرتها؟
نادر (بيمد إيده ناحيةها):أسماء… أنا ندمت، والله ندمت… لو كنت أقدر أرجع الزمن…
أسماء (بتتراجع خطوة، نبرتها حادة وحاسمة):حتى لو رجع الزمن، أنا مش هرجع… إنت كسّرت حاجة ما بتتصلّحش، ولو ركعت قدامي سنين… أنا مش هانسى
*******************
– في لندن –
في بهو المنزل الهادئ، جلس أحمد على الأريكة يقرأ إحدى الصحف، بينما كانت فيروز في المطبخ تتابع تحضير الشاي.
على الطاولة أمام أحمد، كان هاتف فيروز يهتز للمرة الثالثة على التوالي، يظهر على شاشته اسم "جيلان".
توقف أحمد عن القراءة وحدّق بالهاتف، ثم رفع حاجبيه باستغراب.
أخذ الهاتف بيده ونادى على فيروز:
– "فيروز… تليفونك بيرِن من بدري، جيلان هي اللي بتتصل، إيه الحكاية؟"
خرجت فيروز من المطبخ، يعلو وجهها بعض التوتر، ومدّت يدها لتأخذ الهاتف بسرعة قبل أن يكتشف أحمد ما حدث
– "سيبه يا أحمد… مش هرد عليها."
– "ليه بس؟ حصل حاجة بينكم؟"
تنهدت فيروز، ثم وضعت الهاتف على الوضع الصامت:
– "بص يا أحمد… أنا قررت أقطع علاقتي بيها نهائي. الموضوع انتهى خلاص."
– "تقطعوها كده من غير ما أعرف حاجة؟! أنا فاكر إنكم أصحاب من سنين…"
– "إحنا كنا… بس خلاص، اللي حصل يخليني ما اتعاملش معاها تاني. مش عايزة مشاكل، ولا عايزة أفتح الموضوع تاني."
أحمد ظل ينظر إليها بتمعّن، لكنه لم يرغب في الضغط عليها، فقد عرف من نبرة صوتها أن الأمر جاد.
– "ماشي يا فيروز… أنا مش هسأل، بس إنتِ عارفة إنك لو حابة تحكيلي، أنا موجود."
ابتسمت له ابتسامة شاحبة، ثم التفتت لتعود إلى المطبخ وهي تقول:
– "عارفة يا أحمد… شكراً."
على الطاولة، ظل الهاتف صامتًا، بينما جيلان تكرر محاولاتها في مكانٍ آخر، تجهل أن الأبواب قد أُغلقت تمامًا
***********************
في مصر، – فيلا العائلة – غرفة المعيشة – مساءً –
كانت الإضاءة دافئة في الغرفة، وأصوات العائلة في الخارج تملأ المكان، لكن غزل كانت جالسة على الأريكة، تنظر إلى فنجان الشاي بين يديها وكأنها تحاول قراءة مصيرها فيه. وجهها شاحب وعيناها مليئتان بظل الحزن.
اقترب ريان بخطوات هادئة وجلس إلى جوارها، يميل بجسده قليلًا نحوها.
ريان (بصوت منخفض): غزل… عارف إن اللي حصل مش كان اختيارك… ولا حتى اختياري.
رفعت رأسها نحوه، تتأمل ملامحه للحظة ثم عادت بعينيها إلى فنجانها.
غزل (بصوت مبحوح): ريان… أنا… مش قادرة أعيش كده… إحنا متجوزين على الورق بس… ده اللي أنا قادرة عليه دلوقتي.
تنهّد ريان، وكأنه كان يتوقع كلماتها، لكنه أجبر نفسه على الابتسام بخفة.
ريان: موافق… خدي مساحتك، وقتك، زي ما تحبي. مش هضغط عليك… ولا هطلب حاجة مش جاهزة لها.
رفعت نظرها له، نظرة امتنان ممتزجة بالخوف.
غزل: أنا مش بكرهك… بس الظروف… واللي حصل… صعب أنساه.
ريان (بابتسامة دافئة): وأنا مش مستعجل… يمكن يوم ما… نقدر نبدأ من جديد… من غير جروح.
سادت لحظة صمت بينهما، لم يقطعها إلا صوت ضحكات قادمة من الخارج. شعرت غزل أن قلبها أخف قليلًا، لكنها ما زالت تضع جدارًا بينهما… جدارًا لم يقرر أيهما متى سيهدمه
*********************
كانت الأوضة لسه هادية ومريحة لما اتفتح باب الفيلا، ودخلت حلا بخطوات هادية وهي بتمسح نقط المطر من على كتافها. رفعت عينها، ولقت ريان قاعد جنبها على الكنبة، بيتكلموا مع بعض بكلام دافي وابتسامات خجولة.
وقفت حلا في مكانها للحظة، وابتسمت ابتسامة خبيثة صغيرة، بس مكنتش فيها أي نية وحشة… كانت ابتسامة فضول ومكر طفولي.
حلا (بصوت ماكر):هممم… جيت في الوقت الغلط… أو يمكن الوقت الصح بالظبط.
ريان رفع عينه عليها ببطء، وبص لها بنظرة تحذير صامتة، النظرة اللي بتقول: "متقوليش كلمة يا حلا."
بس هي ما تراجعتش، بالعكس ابتسمت ابتسامة أوسع، ابتسامة مليانة حب وألفة، ورفعت حاجبها كأنها سايبة سر صغير عندها.
حلا:طيب، هسيبكم… استمتعوا بالليل.
وبعدين طلعت السلم بخطوات خفيفة، وبتضحك بصوت واطي كده بالكاد تسمعه، وراحت سايبة ريان يتنفس بضيق، واللي قدامه/قدامها مخبية ارتباكها في ابتسامة صغيرة
*********************
في زاوية مقهى هادئ، جلست ندى تتأمل سطور كتابها بتركيز، وكوب القهوة أمامها يرسل بخارًا دافئًا يتراقص في الهواء. كانت تحاول أن تنسى ضغوط يومها، إلى أن انقطع تركيزها بصوت مألوف وابتسامة أوسع من اللازم.
تميم (بمرح وهو يقترب): "يا نهار أبيض! دي مش البت اللي كسرت عيني قدّام نص روّاد المطعم المرّة اللي فاتت؟"
ندى (ترفع عينيها ببرود): "آه… أنت! سبحان الله… الدنيا صغيرة أوي."
تميم (يجلس دون استئذان): "صغيرة أوي، بس باين عليكي النهارده مش ناوية ترميني بكلامك الحاد كالمعتاد… ولا تحبي أرجعك لمود العصبية بتاع المطعم؟"
ندى (تغلق الكتاب بهدوء): "لا… بلاش، أنا في هدنة مع العالم النهارده."
تميم (يميل للأمام بابتسامة ماكرة): "هدنة مع العالم… وأنا مش من العالم يعني؟ ولا أنا حالة خاصة؟"
ندى (ترفع حاجبها): "إنت حالة محتاجة معاملة خاصة فعلًا… معاملة فيها كتير من الصبر."
تميم (يضحك بخفة): "الصبر مفتاح الفرج، وأنا مستعد أصبر… لغاية ما تضحكيلي بدل ما ترفضي وجودي."
ندى (تتنهد وهي تبتسم رغماً عنها): "أهو بدأت… لسانك ده محتاج كتمة."
تميم: "كتمة! لا لا، ده أنا اللي المفروض أكتب كتاب عن الصبر في التعامل معك."
****************
– في فيلا عيلة أدهم – أوضة السفرة بالليل
الكل قاعد حوالين ترابيزة العشا الفخمة، الأكل متحط في النص، وصوت المواعين مختلط بكلام متقطع.
فارس (بابا أدهم، بيبتسم بهدوء):مازن، إيه أخبار المحاضرة النهاردة؟
مازن (بنشاط):كانت ممتازة يا بابا، بدأنا بندرس الحالات الجراحية على طول…
قبل ما يكمل، لوسيندا اتقدمت بخبث ناحية أدهم وهي بتتظاهر بالضحك:وأنت يا أدهم، ليه شكلك تعبان كده؟ لو كنت مكاني، كنت هاهتم بيك أكتر… (بغمزة من غير خجل)
أدهم رفع حاجبه وهو بيرجع كرسيه ورا شوية، بصوته بارد:لوسيندا… إحنا قاعدين على سفرة عيلة، خليكي محترمة.
لوسيندا (بضحكة متعمدة):أوووه، ما كنتش أقصد حاجة، أنا بس بحب أهتم باللي حواليا… خصوصًا إنت.
ساعتها ساد صمت تقيل شوية، نادية أم أدهم تبادلت نظرة ضيقة مع جوزها، ومازن كتم ضحكة خفيفة.
وفجأة، صوت عم شريف عالي بغضب:لوسيندا! الكلام ده إيه؟! مش عارفة يعني إيه حياء؟!
(بيدق بكفه على الترابيزة)
دي آخر مرة أشوفك بتتصرفي كده!
ابتسمت لوسيندا ابتسامة راحت، وعيونها بقت بتلمع من الخجل.
أدهم (بيحاول يهدّي الموقف وهو ماسك كباية ميه):عمي، مفيش داعي…
شريف (مصرّخ، بنبرة جامدة):لأ، لازم تعرف حدودها… مش هقبل إنها تحط نفسها في الموقف ده تاني!
عمّ الهدوء أوضة السفرة، ومفيش غير صوت المواعين تاني، ولوسيندا قاعدة بتضرب في راسها وبتلعب في عيشة جنبها
*******************
بعد لحظات من الصمت الحرج الذي تلا توبيخ شريف لابنته، رفعت لوسيندا رأسها وعيناها مليئتان بالغضب المكبوت.
لوسيندا (بابتسامة صفراء):
– على فكرة يا جماعة… أنا شفت أدهم في الشركة مع واحدة… شكلها غريب شوية، وأسلوبها بريء… زيادة عن اللزوم.
(تنظر لأدهم مباشرة)
– بس واضح أوي إن في بينكم حاجة، مش كده يا ابن عمي؟
توقفت أيدي الجميع عن الأكل، نادية حدقت في ابنها بدهشة، وفارس رفع حاجبه متسائلًا.
أدهم (بصوت منخفض لكنه مميت):
– لوسيندا… اقفلي الموضوع ده فورًا.
لوسيندا (ببرود مستفز):
– ليه؟ ولا علشان خايف أقول أكتر؟ أنا بس بسأل… مين البنت دي؟ ولا… حبيبتك السرية؟
أدهم تغيّر وجهه فجأة، وبرودة صوته تحولت لنبرة حادة، وكلماته خرجت مثل السهام:
– أيوه… هي البنت اللي بحبها.
ساد الصمت… نظرات الصدمة توزعت على الوجوه، نادية فتحت فمها دون أن تجد ما تقول، وفارس نظر لابنه بحدة، بينما قلب لوسيندا كاد يتوقف.
لوسيندا (مذهولة، بصوت مرتعش):
– إيه؟!
أدهم (بعينين ثابتتين، يضغط على الكلمات):
– وهي أنظف، وأشرف، وأغلى عندي من ناس كتير… ومش هسمح لحد، أي حد، يقرب منها أو يتكلم عليها نص كلمة.
الدماء انسحبت من وجه لوسيندا، شعور الهزيمة والغيرة يأكلها، وابتسم أدهم ابتسامة صغيرة باردة، يعرف جيدًا أنها الآن تحترق.
فارس (يتدخل بنبرة جدية):
– أدهم… مين البنت دي؟
نادية (بنبرة قلق):
– فعلاً يا ابني، مين هي؟ وإحنا ليه أول مرة نسمع عنها؟
أدهم لم يجب، اكتفى بالنظر إليهما بثبات، ثم ألقى نظرة أخيرة على لوسيندا قبل أن ينهض من مكانه بهدوء مميت
*******************
بعد أن غادر أدهم المائدة تاركًا الصمت يسيطر، تبادل الجميع النظرات المتوترة.
رفع شريف كوب الماء، ارتشف منه بهدوء، ثم وضعه على الطاولة، وعيناه مثبتتان على ابنته.
شريف (ببرود حاد):
– واضح إني سايبك على راحتك و مدلعك زيادة عن اللزوم يا لوسيندا… ودي غلطتي أنا.
لوسيندا (بضيق):
– بابا… أنا ما عملتش حاجة غلط.
شريف (بنبرة قاطعة):
– خلاص، مفيش داعي للنقاش… في عريس اتقدم لك، وابن راجل محترم وصديق عمري، وأنا وافقت.
ضربت الشوكة على الطبق من يد لوسيندا، وجهها احمرّ وهي تصرخ:
لوسيندا:
– إيه؟! إزاي توافق من غير ما تسألني؟! أنا مش هتجوز!
ابتسم شريف ابتسامة صغيرة، لكن عينيه كانتا تشتعلان غضبًا.
شريف:
– هتتجوزي، غصب عنك… يمكن تتأدبي وتعرفي حدودك.
لوسيندا (تضرب بيدها على الطاولة):
– مش هتجوز، وده آخر كلام!
في لحظة، نهض شريف واقترب منها، وصفعها صفعة قوية جعلت رأسها يميل للجانب، والدموع تتجمع في عينيها.
شريف (بصوت مرتفع):
– كفاية دلع وقلة احترام! أنا راجل وأعرف مصلحتك أكتر منك… والجوازة دي هتتم، يعني هتتم.
تدخل فارس بسرعة، يقف بينه وبينها:
فارس:
– شريف… إهدى، كفاية كده.
أما نادية فنهضت من مكانها واحتضنت لوسيندا التي بدأت تبكي بحرقة، تهمس لها بكلمات تهدئة.
في الطرف الآخر من الطاولة، جلس مازن مائلًا للخلف، يراقب المشهد بابتسامة شماتة واضحة، وعيناه تقولان: “يومك يا بنت العم”.
*******************
في – شركة عائلة النجار – مكتب مهاب ويوسف – ظهيرة يوم عمل
كانت أصوات الطابعات الخافتة تملأ المكتب، فيما جلس مهاب على مكتبه يتصفح بعض العقود، بينما كان يوسف يتكئ على الكرسي المقابل وهو يقلب في هاتفه.
يوسف (يرفع حاجبه مبتسمًا):
– على فكرة يا مهاب… أنا بقيت مقتنع إنك أكتر واحد في الدنيا بيكره الحب.
مهاب (ببرود):
– لأ، أنا ما بكرهش الحب… أنا بكره الوجع اللي بيجي معاه.
يوسف (ساخرًا):
– آه طبعًا، خصوصًا لما الواحد يبقى مخطوب لعقربة من نوع سمر.
ابتسم مهاب ابتسامة ساخرة، وضع القلم على المكتب وقال:
مهاب:
– أنا وسمر… دي مش خطوبة حب، دي صفقة بيني وبين أبوها، كل واحد بياخد اللي عايزه.
يوسف (يهز رأسه):
– طب وإنت بتاخد إيه بالظبط؟
مهاب:
– شغل… نفوذ… تسهيلات في مشاريع، وأهو بدل ما نضيع سنين في الكلام، الصفقة تمت.
يوسف (بجدية):
– بس سمر دي مش طبيعية، واضح إنها مهووسة بيك، وده خطر.
مهاب (بنبرة حاسمة):
– عارف… وعشان كده أنا مخلي علاقتنا في أضيق الحدود.
يوسف (يضحك):
– يعني مفيش ورد، مفيش قهوة الصبح، مفيش رسائل "وحشتني"؟
مهاب (ببرود مميت):
– ورد إيه؟ أنا لو جبت لها ورد، هتفتكر إني بحبها بجد… وأنا مش عايز أديها أوهام
********************
في بهو الفيلا الفسيح، كان الجو دافئًا، والضحكات الخفيفة تتناثر بين ريان وغزل وزياد وضحى وحلا، حين دوّى صوت باب المدخل وهو يُفتح بعنف.
التفت الجميع في وقت واحد، لتقع أعينهم على رجل خمسيني الملامح، عابس الوجه، عيناه تقدحان شررًا، وملابسه تفوح منها رائحة السفر والغبار.
تجمدت غزل وضحى في مكانهما، وكأن الدم جف في عروقهما. خرجت الكلمات من فمهما متقطعة:
غزل بصوت مرتجف: "بابا…!"
ضحى تراجعت للخلف، تمسك بطرف عباءتها، واللون فارق وجهها.
ابتسم الأب ابتسامة ساخرة وهو يتفحص أرجاء الفيلا:
– الأب: "آهو… ما شاء الله! القصور بقت للعيشة المرفهة… وأنا اللي كنت فاكر إنكم بتشحتوا!"
غزل بخوف: "إحنا… إحنا مش سرقنا حاجة، دي حياتنا بعيد عنك…"
ضحى بصوت متحشرج: "ليه جيت هنا؟"
أطلق ضحكة قصيرة مشوبة بالاحتقار، واقترب منهما خطوة خطوة:
– الأب: "جيت أشوف بناتي اللي مرّمطوا سمعتي… و ماشيين على حل شعرهم، جوزتي نفسك لواحد ما يسواش، وهربتي من راجل محترم كان هينتشلنا من الفقر… وديكِ أختك التانية ماشية على خطاك!"
عند هذه اللحظة، اشتعلت النار في عيني ريان، تقدم بخطوات غاضبة، قبضته مشدودة:
– ريان: "إنتَ إزاي تجرؤ تتكلم عن مراتي وأختها كده؟!"
– الأب (ساخرًا): "مراتك؟ دي بنتي… وأنا أحرّف عنها اللي يعجبني… دي جابتلي العار!"
لم يمهل ريان لحظة، فانقض عليه بقوة، قبضته ترتطم بوجهه، والأب يترنح للوراء، الدماء تغلي في العروق.
– ريان (يصرخ): "أنتَ آخر واحد يفتح بقه عن الشرف!"
– زياد أسرع وأمسك ريان من ذراعيه، يحاول إبعاده: "كفاية يا ريان! مش وقته!"
– الأب وهو يمسح الدم عن فمه ويبتسم ابتسامة حاقدة: "اعتبروني مش أبوكم من النهاردة… أنا ماليش بنات!"
ضحى انهارت جالسة على الأريكة، ودموعها تنهمر بصمت، وغزل وضعت يدها على وجهها تبكي بقهر، أما ضحى فاندفعت إلى أختها الصغيرة تحتضنها، ودموعها تتساقط بغزارة وهي تهمس:
– ضحى: "إحنا مع بعض…"
الجو في الفيلا صار خانقًا، والهواء ثقيلًا بالحزن والمرارة، بينما خطوات الأب تبتعد، حاملة معها جرحًا جديدًا في قلب كل واحدة منهن
