رواية مين الجاني
الفصل الاول 1
بقلم احمد محمود محمد
كُل اللى فى البيت دول مُشتبه فيهم، الناس كُلها شافت اللى اسمه " مجدى " ده وهوه طالع من ببته حرفياً بيلطُم وبيعيط على بنته اللى اختفت فجأه بدون اى مُقدمات.
لسه من شويه واصل للمركز الساعه 7:25 صباحاً قعدت على الكرسى طلبت قهوه لأن دماغى كانت هتنفجر من شده الارهاق خصوصا ان يوم امبارح كان طويل اوى وروحت متأخر ولسه يادوب برتاح، باب المكتب خبط ولأنى قديم هنا عارف دى خبطه مين دى خبطه الامين سعيد وطلاما قولت الامين سعيد يبقى اكيد فيه مصيبه
- ادخل
صباح الخير يا خالد بيه
- والله يا سعيد دخلتك دى متقولش ان فيه خير ابدا
ديما حضرتك فاهمنى كده
- يبقى فيه كارثه.. يلا اطربنى يا سعيد خير
فيه واحد بره حالته صعبه اوى حضرتك، بيعيط وبيقول ان بنته اتخطفت او اختفت ميعرفش
- طيب دخلهولى بسرعه
انا الرائد خالد عبد الهادى ده راجل كبير فى السن دخل عليا وهوه بيعيط وبيستنجد بيا: الحقنى يا سعاده البيه
- اهدى كده واقعد وقولى فيه ايه
بنتى اختفت يا بيه
- ازاى اختفت
معرفش هى نزلت الدرس بتاعها وبعدها بشويه فيه حد اتصل بيا على تليفون البيت وقالى ان بنتى معاه وانه عاوز مليون جنيه ويرجعها، وسمعنى صوتها كمان
> من اول ما شوفت الراجل ده اللى عرف نفسه بأسم مجدى وانا مش مطمن حاسس ناحيته احساس غريب لما سكت وهوه بيتكلم حسيت انه بدأ يتلخبط بدأ يقطع فى الكلام
- طيب اهدى وقولى تعرف صوت اللى كلمك او بتشبه عليه
لأ يا بيه معرفهوش
عرفت منه ان بنته عندها 17 سنه وانها كانت خارجه للدرس لاكنها مرجعتش تانى والمفترض انها بترجع الساعه 5 بتطلع 3 بس الكلام ده كان امبارح السبت ولما سألت عن والده البنت لقيتها متوفيه من تلات ايام أثر ازمه قلبيه حاده بقالها تلات ايام بالظبط الغريبه أن الست دى عُمرها ما اشتكت من اى امراض ولا اى مشاكل صحيه بس هنقول ايه القدر لعب لعبته. طبعاً فى الحاله دى محدش بيدور على البنت لأنها مش تايهه دى مخطوفه بس برضوا أحساس انى مش مستريح لمجدى ده احساس مكنش بيفارقنى خصوصا ان الضابط مننا لازم على الاقل يكون بيعرف يقرأ اللى قدامه بيفهم فى تعابير وملامح الوش وملامح وشه مكنتش مطمنانى خالص، عرفت كمان أن " هاله " الطفله المخطوفه عندها اتنين اخوات بنات بس علشان هاله اصغر اخواتها فكانوا بيحبوها جداً بس الاغرب أن البيت اللى عايشه فيه مكنش خاص بيها وامها وابوها واخواتها بس، لأ كان فيه عمها صلاح ومراته فريده، وكان ليها عمتها اللى اسمها " بوسى " بس دى سابت البيت من سنين واستقرت فى هولندا
غريبه اللى بسمعه ده الام ماتت من 3 ايام والبنت اللى مفترض متعلقه اوى بأمها نزلت الدرس النهارده عادى جدا ومفيش اى مشاكل معاها؟ طب ازاى طول عُمرى اسمع أن البنت هى اكتر واحده الُحزن بيسيب أثر على نفسيتها فضلنا تلات ايام ومفيش مكالمه تانى جات لعم مجدى، لحد ما حصل اللى محدش يتوقعه مجدى ده بنفسه كلمنى فى القسم كان بيعيط وقال انه كان قاعد على القهوه وفيه حد اتصل بيه وبلغه بمكان جثه البنت ولما راح هناك لقى الجثه فعلاً، اتصلت بالامين سعيد وطلبت منه يجهز البوكس وقوه ويستنانى تحت وبعدها كلمت النقيب احمد سليمان وطلبت منه يتحرك معايا،
فعلا اتحركنا ووصلنا، وانا فى الطريق كانت دماغى بتودى وتجيب، ازاى الراجل ده قاعد هادى كده على القهوه وبنته مخطوفه حتى طريقه كلامه وتبليغه للى حصل مكنتش منطقيه خالص،
لما وصلنا كان مستنى هوه هناك كان حاضن البنت وبيعيط عليها بيعيط بشكل مش طبيعي شكل بالنسبالى فيه مُبالغه، بدأت ابص على المكان واللى من الواضح انها منطقه مقطوعه عباره عن طريق بس مهجور، لما بصيت على البنت اللى كانت بكامل هدومها وشها شاحب وازرق شويه ومفيش وجسمها بارد، فى الغالب هى مخنوقه لأنه فيه فى تجويف العين خروج لبره حبه بسيطه ودى من علامات الخنق البنت مكنش معاها اى حاجه شخصيه يعنى لا تليفون ولا بطاقه ولا شنطه، بعدها نقلناها للمشرحه بعد المعاينه وطلبت من احمد يتابع التقارير بنفسه وبعدها فى نفس اللحظه اتحركت مع مجدى على بيته وكان ليا غرض من التصرف ده كُنت عاوز اعرف مين لسه من اهل بيته زعلان على البنت لما سمع الخبر ومين عامل انه زعلان ولما رجعت لاحظت ان عم البنت متوتر باين على وشه التوتر قربت منه وسألته
- تفتكر مين عمل كده فى بنت اخوك؟
> رد عليا وعلامات التوتر باينه على وشه وهوه مش قادر يبص فى وشى. " مش عارف " وباصص فى الارض
- طيب وانت باصص فى الارض ليه
ها.. لأ يا باشا مفيش بس هيبه حضرتك
- هيبتى اه طيب عموما محتاجين الجمع الكريم ده كله يشرفنا فى القسم شويه علشان نحقق فى اللى حصل
ركبت البوكس ورجعت القسم وطول الطريق وانا بفكر ، البنت نزلت راحت الدرس وامها ميته من كام يوم بس هل البنت كان عندها علم بموت والدتها؟ اكيد كان عندها علم خصوصا انى عرفت انها ماتت فى فرشتها بشكل عادى جدا، يعنى اكيد البنت كانت عارفه ولو هى اتخطفت واللى خطفوها عاوزين فلوس لى يقتلوها؟ فيه حاجه غلط بتحصل فى البيت ده، لى عمها كان متوتر اوى وواقف مش على بعضه؟ شويه واحمد. جابلى تقرير البحث الجنائى اللى أكد ان البنت ماتت فى مكان وبعدها اتسحبت للمكان اللى لقيناها فيه. وبدأت احقق فى القضيه واحمد قاعد معايا وبيكتب المحضر بنفسه، مجدى قال انها كانت خارجه للدرس بتاع العربى وانها فى الغالب ساعتين وبترجع بس تفجأت بالتليفون اللى جالى ده. لما سألته مين مدرس العربى بتاع البنت؟
> لقيته بدأ يتلخبط وبص فى الارض بعد ما كان باصص فى وشى وبيتكلم عادى نتيجه للتوتر اللى كان فيه واول حاجه قال معرفش بعدها قال الاستاذ علاء هوه المدرس اللى هاله بتروحله
اتحركت انا واحمد على بيت المدرس ده وجمدنا التحقيق شويه وفى الطريق فضلنا نتناقش مع بعض. دلوقتى مجدى عنده تلات بنات ليه البنت دى بالذات اللى تتخطف علماً ان اخواتها الاتنين بيخرجوا بشكل عادى واكتر منها كمان اشمعنى هاله بالتحديد لما وصلنا بيت الاستاذ علاء، اكتشفنا انه عارف فسألناه
- هى هاله كانت عند حضرتك بتاخد درس يوم السبت
ايوه كانت موجوده عندى
- وحضرت الدرس طبعا.
اكيد وبعدها خرجت ومشيت
- لوحدها؟
ها.. معرفش بصراحه اصل البنات كلهم بيخرجوا من هنا مره واحده بس اللى انا اعرفه ان هاله ملهاش صحبات بنات عندى هنا فى الدرس
- طيب هى خرجت امتى؟
فى ميعادها الساعه 5
> بصيت على احمد لقيته بيدون الملاحظات واقوال الاستاذ علاء وبعدها مشينا..
- يا خالد بيه انا حاسس انه بيكدب
ليه؟
- حضرتك. مأخدتش بالك انه توتر لما سألناه هى خرجت مع مين وفى نفس الوقت فيه تناقض فى كلامه ازاى البنات كلهم خرجوا مره واحده وقال انها ملهاش اصحاب بنات
عندك حق انا من اول ما جالى مجدى ده وانا مش مطمن خالص عموما استعجل لينا تقرير الطب الشرعى
التفكير فى الموضوع نفسه كان غريب شويه... المدرس قال انها جات عنده ومجدى أكد انها اخدت الدرس بس عندى احساس ان الاتنين كدابين ومجدى كمان أكد ان فيه حد كلمه بدل المره اتنين ولما سألناه عن الرقم مكنش عارف. ده غير ان المره التانيه اللى كلمه ده كلمه على تليفون القهوه! ده معناه ان اللى عمل كده عارف القهوه وعارف تليفونها كويس اوى... والام ماتت فجأه من تلات ايام. الحكايه دى غريبه فيه سر مستخبى.. بعدها خبط باب المكتب دخل احمد ومعاه تقرير الطب الشرعى. التقرير سيادتك ومد ايده بالتقرير
- اقعد يا احمد : مسكت الظرف فتحته وطلعت التقرير وبدأت اقرأ بصوت عالى
> التقرير مكتوب فيه ان البنت ماتت بالخنق بالايد ومكنش فيه اى بصمه على الرقبه وانه اللى خنقها فضل يخنق فيها ما يقارب من 10 دقايق وتاريخ الوفاه كان فى نفس اليوم اللى لقيناه فيها والوقت كان قبل ما يكلمنى مجدى بساعه بس
- تفتكر يااحمد ده معناه ايه
معناه انها حادثه مترتبه يا خالد بيه
- ازاى؟
اصل حضرتك دى واحده مخنوقه واللى خنقها اكيد كان لابس جوانتى ومش من الصدفه انه يموتها ويتصل بأبوها فى نفس الوقت يبلغه بالمكان بتاع الجثه ونروح بعد موت البنت بساعه او بساعتين نلاقيه هناك ومستنينا ولما نسأله يقول معرفش يعنى اللى قتلها عارف انه هيرميها فى المكان ده يعنى اللى بيعمل كده بينفز تعليمات حد حضرتك ده اللى انا واثق منه
- المشكله ان الكل أكدوا مكانهم وقت اختفاء وقتل البنت يعنى مجدى اكد انه كان قاعد فى البيت والشخص اللى بيخدمهم شافه.. والشخص ده بالمناسبه اخرس لاكنه بيقرأ وبيكتب كويس ولما اتكلمنا معاه كتب لينا ان مجدى وبناته الاتنين اللى هما إسراء ونيرمين كانوا موجودين فى البيت وقت الجريمه وعم البنت صلاح اكد انه كان قاعد عند واحد صاحبه فى بيته ومراته اكدت انها كانت موجوده فى البيت لأنها كانت مريضه بقالها يومين ونايمه فى السرير بسبب الحمل بصيت لأحمد وقولتله
ركز معايا يا احمد انا عاوز منك حاجه مهمه جدا
تانى يوم نزل احمد وهوه لابس لبس عادى وراح على القهوه اللى بيقعد عليها مجدى وطلب شاى قعد شويه بعدها جه واحد قعد على طربيزه جمبه. احمد مكنش معروف اوى فى المنطقه وشويه فيه شخص تانى وصل وقعد جمب الشخص الاول على نفس الطربيزه وبدأوا يتكلموا مع بعض
- انا مش مصدق اللى حصل معقول يعملوا كده فى البنت
كل ده ليه يعنى؟
- بص انا معرفش غير ان البنت دى هى سبب مشاكلهم
ازاى؟
- هما اكيد خططوا كويس اوى علشان يخلصوا منها وياخدوا كل حاجه ليهم
الكلام اللى سمعه احمد ده برغم انه مجرد كلام الا انه بيأكد. على الشكوك بتاعتنا فى اهل البيت، بس برضوا كان مجرد كلام حتى مش دليل لأن الاتنين نفسهم ميعرفوش حاجه عن اللى حصل علشان كده قررت انى احط مراقبه على كل افراد البيت يمكن نوصل لأى حاجه ولو انى متأكد ان الناس دى حويطه اوى ومش من السهل نمسك عليهم دليل.. بعدها بيومين كُنت معزوم على العشاء انا ومراتى عند واحد صاحبى هوه مكنش ضابط هوه كان استاذ علوم اسمه " طه " وكان من اعز اصحابى انا وهوه كُنا مع بعض فى الثانويه.. لما وصلنا عنده استقبلنا وسلم عليا وعلى مراتى وابنى " باسم " قعدنا نهزر ونضحك مع بعض واليوم كان جميل ووقت ما مراتى بتساعد مراته وبتلم معاها السفره قعدنا نتكلم مع بعض وحكيتله ان فيه قضيه غريبه اوى معايا ومش عارف اجيب حق البنت الصغيره.. وفضلنا نتكلم وهوه بيحاول يحط معايا اى احتمالات للى حصل وبعدها خلصنا كلام... فى الوقت ده كان احمد لسه بيحقق وبيحاول يوصل لرقم التليفون اللى كلم مجدى بس مع الاسف الرقم كان على التليفون الارضى وكان لازم يتم معرفته فى ساعتها علشان نقدر نوصله وهوه قاعد معايا وبنتكلم طلبت منه انه يجيبلى الاستاذ علاء لحد هنا وانى عاوز اسأله كام سؤال لأنه هوه ومجدى اكتر اتنين انا شاكك. فيهم ... وفعلا جابهولى وبعد ما خلصت الاسأله معاه خبط الباب دخل العسكرى اللى واقف على الباب وقالى فيه واحد عاوز يقابل سعادتك اسمه الاستاذ " طه "
- خليه يتفضل بسرعه يبنى
قومت علشان اسلم عليه وكان لسه علاء قاعد على الكرسى سلمت عليه لقيت علاء بيبص عليا ممكن امشى انا يا خالد بيه
بس لقيت طه بص على علاء والاتنين بصاين على بعض وانا بنظرات عينى بحاول اترقب ومن خلال خبرتى البسيطه فا وش علاء جاب الوان لما شاف طه.. رديت وقولتله لأ اتفضل انت يا استاذ علاء
> لقيت طه بص عليا كده وعلامات الاندهاش والقلق على وشه وقالى. مش ده محمد احمد ؟
- لا ده مدرس هنا اسمه علاء عبد الحكيم انت تعرفه؟
علاء ازاى. لأ ده اسمه محمد احمد وبعدين هوه عمل ايه تانى
